█ _ طالب عزيز 2023 حصريا كتاب ❞ معالم الحضارة الإسلامية ❝ عن دار بدائل للنشر والتوزيع 2024 الإسلامية: الاسلامية يأتي هذا الكتاب ضمن هذه الأرضية التاريخية الأكاديمية المعقدة والمحفوفة بدوافع استعمارية وعنصرية وأطماع اقتصادية قديمة وحديثة يأتي كماء الورد؛ يُطيِّب جراح مجتمعاتنا وآلام شعوبنا منذ سنين من عقدة الدونية فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي
❞ وهذا الكتاب لكل معلم وأستاذ يرى طلابه وقد أصيبوا بسكرات الموت الثقافي والتربوي، إنه الجرعة المنقذة للوعي والهوية العربية الشرقية، الإسلامية والمسيحية التي نشأنا عليها، وعلمتنا الاحترام والتعاون ومحبة الجيران ومساعدة كبار السن ورعاية الأسرة والكرم وعدم التبذير واحترام المعلم والعطف على الفقراء، ومئات من الصفات الحميدة التي اتسمت بها مجتمعاتنا سابقًا، ويتذكرها أقراننا، وليست قيم الفردانية والشخصنة والذاتية والجشع والأنانية وحب الذات . ❝
❞ إنهم -بالطبع- يتطرقون إلى أن عصر النهضة الحديث بدأ عندما تعرف الغرب على كتابات فلاسفة اليونان، لكنهم لا يذكرون أن الذي نقل لهم هذا التراث هم المسلمون، وأن مصادرهم كانت بالعربية، وأن الذي قام بترجمتها رهبانهم في ذلك الزمان. عندما يجري الحديث حول هذا الموضوع مع الأساتذة الأكاديميين الذين تتلمذنا على أيديهم -ولنأخذ مثال الفلسفة السياسية، منذ بدايتها في اليونان من زمن ما قبل سقراط وحتى الماركسية في القرن العشرين- ونستفسر منهم لماذا هذا التغييب للمساهمة العربية في نقل التراث اليوناني إلى الغرب وما السبب في عدم ذكر الفلاسفة المسلمين في هذا المجال الفكري والفلسفي؟ كانت حججهم هو أننا ندرس النظرية السياسية الغربية ولا علاقة له بفكر الآخرين. وهم بالأحرى ينوهون إلى أن الفلسفة، في الواقع، نتاج العالم الغربي حصرًا؛ فلا شيء قبله ولا شيء بعده أيضًا . ❝
❞ والغرب في تعريفهم يشمل بالطبع اليونان والرومان، وليس هنالك من فلسفة في الحضارات غير الغربية، من بابلية أو مصرية، وكذلك ليست هنالك من فلسفة أو علوم عربية أو هندية أو صينية جاءت بعد الرومان حتى العصر الحديث عندما استفاقت أوروبا من غفوتها. فكل ما لديهم -في خلال تلك الغفوة والسبات
الحضاري الأوروبي- ما هو إلا ممارسات سياسية وآراء فكرية وتجارب محلية، لا ترقى لأن تصل إلى مستوى أن تحسب أنها فلسفة ونظريات علمية كما طورها فلاسفة الغرب . ❝
❞ يتحدث فيه الكاتب عن الجيل القرآني الفريد وطبيعة المنهج القرآني، ونشأة المجتمع المسلم، والجهاد في سبيل الله، وجنسية المسلم و عقيدته باعتبارها معالم مهمة في طريق الأمة الإسلامية للتمكين و قيادة العالم . ❝
❞ أو ما يعرف «بعقدة الشعور بالنقص»، يطيبها ليس كمخدرٍ ومسكن، وإنما كعامل إنعاش ويقظة، إنه مثل الصدمة الكهربائية التي تنعش القلب وتعيده للحياة من دون أن تمحي ذاكرته ووجوده، بل إنه يسلط الضوء، مثل الليزر، على الحضارة العريقة والراقية، التي منها أخذ الغربيون كل العلوم ونسبوها لأنفسهم بهتانًا وزيفًا . ❝
❞ في نهاية سبعينيات القرن الماضي، صدر كتاب الباحث الأمريكي، الفلسطيني الأصل، إدوارد سعيد، (الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق)، أحدث ذلك الكتاب ما يقال إنه (بلبلة) أو بالأحرى زلزال عظيم في الأوساط الأكاديمية الغربية، إذ هاجم إدوارد سعيد في كتابه تلك النظرة الاستعلائية لدي الباحثين في أقسام دراسات الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى، والمنهجية السائدة في النظر باستحقار كل الإبداع الفكري والفلسفي والعلمي لدى المسلمين عامة والعرب خاصة. أهمية تلك الأطروحة الأكاديمية، ومن ثم كتابه (تغطية الإسلام)، جاءت في خلال فترة الثورة الإيرانية التي هزت العالم ووضعت الشرق في صدارة الوعي الغربي بما حملته من تحدي سياسي فاضح ضد دول الغرب وبما مثلته من قيم الليبرالية وحقوق الإنسان والدعوة لتطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي. فإدوارد سعيد، في كتابه، كشف عن ذلك القناع المزيف الذي تتوسم به الدراسة الأكاديمية والثقافية حول الشرق وتصويره المشوه، لأن تلك الأبحاث والمواقف كانت لها خلفيات سياسية عنصرية ترمي لتحقيق مطامع سيطرة . ❝
❞ ❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى. ❝ . ❝
❞ قد يكون هنالك إشارات طفيفة، بين حين وآخر، تُذكر حول إنجازات العلماء العرب والمسلمين، في مثل ما صرح به الرئيس الأمريكي ريغان في معرض دفاعه عن سياسته الاقتصادية الرأسمالية الصارمة بتخفيض الضرائب على (مالكي رأس المال)، فاستشهد بما كتبه ابن خلدون بأن نهاية عصر الإمبراطوريات يكون عندما تصل إلى مرحلة تكون فيها العائدات الضريبية قليلة بينما مصاريف الدولة كبيرة، وهذا يتطلب تخفيض كل من مصاريف الدولة والضرائب المفروضة على رؤوس الأموال من أجل استثمارها في الإنتاج . ❝
❞ و هذا الكتاب لكل شاب وشابة يتأرجحون بين الضياع الذي تفرضه عليهم مواقع التواصل الاجتماعي التي تتصف بالسطحية والتفاهة، المنتشرة ليس في مواقع الإنترنت فحسب، بل أصبحت من مصادر الإعلام والثقافة الهابطة، أو بالأحرى يمكن تسميتها بالتفاهة اللامسوؤلة . ❝
❞ هنالك قفزة فجائية تتجاوز الأف عام تقريبًا، كأن العالم والتاريخ في حالة سكون أو سبات، ما دامت شعوب القارة الأوروبية تمر بما يعرف بعصر الظلمات؛ ففي النظرية السياسية مثلًا هنالك طفرة من فكر فلاسفة اليونان المثالية في القرن الثالث قبل الميلاد إلى الواقعية الميكافيلية في القرن الخامس عشر الميلادي. التساؤل المحير هنا هو: ما هو دور فلاسفة العصر الوسيط (الذي يطلقون عليه عصر الظلمات)؟ . ❝
❞ يذكر المؤرخ غراهام أن عند الاطلاع على صفحات كتاب منهجي لمدرسة ثانوية عن الحضارة الغربية -أو ثقافات العالم أو أي تعبير لطيف آخر- يكون من الصعب عليك العثور على أي مسلم ما عدا محمد، وربما تصادفك أسماء مثل صلاح الدين أو سليمان القانوني، باعتبارهم حكامًا أذكياء، لكن لا يُذكر أي شيء آخر غير ذلك، فلا ذِكر لأي عالم أو كاتب أو فنان أو فيلسوف.
وباختصار ليس ثمة إشارة إلى أي شخص أو أي شيء من شأنه أن يقودك إلى الاعتقاد بأن العالم الإسلامي كان لديه -في أي وقت مضى- أية ثقافة تستحق الذكر . ❝
❞ وعندما يتم تقديم الحجج إليهم بأن هنالك فلاسفة وعلماء ومنظرين، من أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون ممن ساهموا في تطوير العلوم والفنون والفلسفة معتمدين على فلسفة اليونان وخاصة أفلاطون وأرسطوطاليس، عادة ما يكون الجواب أنه حتى في حالة الاعتراف بأن لديهم بعض الإسهامات؛ لكنها لا تقارن بما قدمه الغرب للإنسانية، كما يَدّعون. مع العلم أن الفلسفة العربية إنما تحسب في خانة الفلسفة الغربية، ولا تحسب جزءًا من الفكر الشرق الآسيوي؛ الهندي والصيني. فالفلاسفة المسلمون هم جزء لا يتجزأ من تلك الفلسفة التي قامت في اليونان، كما هو الفكر الديني المسيحي واليهودي، إنما ولد وترعرع وبلغ أوجه في مناطق الشرق الأوسط وعلى فكر عقول وكتابة أيدي أنبيائه ومشرعيه وكهنته ورهبانه من الساميين العبريين والكنعانيين الذين تكلموا الآرامية والقبطية والعربية. لكن المسيحية واليهودية يتم اعتبارهما ركنًا أساسيًّا من كينونة الحضارة الغربية على الرغم من شرقيتهما الناصعة. فلا يمكن فصل اليهودية عن التراث البابلي، ولا المسيحية عن تراثها الآرامي، في مدن بلاد الرافدين والشام ومصر، في بابل وأنطاكيا والإسكندرية والقدس ودمشق.
فهذا القديس أوغسطينوس بربري من بلاد تونس، وليس من الأصول الرومانية، بل من أصول أمازيغية؛ ولد في طاغاست -حاليًا في الجزائر- وعاش في مدينة قرطاج الفينيقية -حاليًا في تونس- وكان يؤمن بالمانوية -وهي ديانة شرقية- لكنه آمن بالمسيحية فيما بعد، ليصبح من أعظم مفكري وقديسي المسيحية على الإطلاق، كما أن بالطبع عيسى المسيح ذي الأصول السامية العبرية من بلاد الكنعانيين . ❝
❞ أشد ما يلفت النظر في دراسة تاريخ العلوم الإنسانية والطبيعية، في الولايات المتحدة، هو أن العرض التاريخي يبدأ من فلاسفة اليونان، وبالطبع من الثنائي أفلاطون وأرسطوطاليس، ثم يعرج إلى الفكر الديني للثنائي: القديس أوغسطينوس وتوماس الأكويني، ثم ينتقل فجأة إلى العصر الحديث. وهذه الحالة نراها في العلوم الأخرى أيضا، إذ أن جميع الكتب العلمية لا تذكر أي شيء عما اكتشفه المسلمون أو درسوه أو وصل إليهم، بينما نرى جميع مقدمات الكتب العلمية، أو الفصول الأولى من الكتب العلمية، تذكر ما كان سائدًا قبل 2000 عام، أو ما كان سائدًا، قبل الميلاد، في الحضارة اليونانية، وأحيانا يذكرون المصريين القدماء، ولا يُذكر شيءٌ عن تقدم العلوم وازدهار البحث العلمي والفلسفي في خلال ألف سنة من الحضارة الإسلامية، بل إن هناك -كما تشير بعض الكتب- ˝سُباتا˝ علميا وحضاريا لألف عام وبعدها تحل على أوروبا -بطريقة سحرية أو غامضة- النهضة والتنوير، وهكذا تطورت البشرية . ❝
❞ قبل مائة عام، كان من أمثال المحافظون الجدد مجموعة من الباحثين يُطلق عليهم ˝المستشرقين˝، وهم الأكاديميون المعنيون باكتشاف مساوئ الشرق، وإعلان فوقية الغرب على جميع الأمم، ولهذا يصلح احتلال أراضيهم وإدخال الحضارة في ربوع بلدانهم، ولا ضير أن يكون في جراء عملية الاحتلال هذه أن تنهب ثرواتهم، لأنهم لا يتمكنون من وسائل الاستفادة منها، فالغرب أحق بها منهم! مثلًا، عندما امتنعت الدول العربية عن بيع النفط للدول الغربية، في بداية سبعينيات القرن العشرين، أخبر وزير الخارجية الأمريكية كسينجر الملك السعودي فيصل: ˝إذا لم ترفع السعودية المقاطعة، ستأتي أمريكا وتقصف حقول النفط˝. وأجابه الملك فيصل بعزة العربي الأصيل: ˝أنتم من لا تستطيعون العيش بدون النفط، أما نحن فقد أتينا من الصحراء، وأسلافنا عاشوا على التمر واللبن ويمكننا بسهولة العودة والعيش كما كنا˝ . ❝
❞ كان استشهاد رئيس أمريكي بمفكر اقتصادي عربي -عاش في زمن يطلق عليه عصر الظلمات في منطقة شمال أفريقيا التي توصف بأنها متخلفة- مفاجئ للجميع، فقد كتبت عن ذلك التصريح للرئيس ريغان العديد من الصحف والمصادر الإعلامية، إذ كيف يستشهد الرئيس الأمريكي في دفاعه عن سياسته الاقتصادية بما قاله مفكر عربي عاش في القرن الرابع عشر! فكتبت صحيفة النيويورك تايمز مثلًا مقالا يثير الاستغراب والتعجب -أو الاستهجان- تحت عنوان: (ريغان يستشهد بمفكر إسلامي). ولكن مثل هذه الإشارات طفيفة وقليلة لتكون حافزًا لتغيير التوجه الشعبي والأكاديمي العام.
وعندما صرح الملك تشارلز، في كلمته في ولتون بارك: ˝الإسلام يمكن أن يُعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم، الأمر الذي فقدته المسيحية. الإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، والدين والعلم، والعقل والمادة . ❝
❞ ألم يكن هنالك فلاسفة غير يونانيين أو من غير الشعوب الأوروبية قدمت إسهامات فلسفية أو علمية في تلك الفترة التي استمرت لقرون عديدة؟ هل البشرية عقمت لأن العالم الأوروبي انتابته فترة عصيبة من الضياع وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي مما شغله عن الإبداع الفكري؟ فما هي مساهمة ما قدمه -مثلًا- كل من الفارابي وابن سينا وابن خلدون في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية والطبيعية؟ . ❝
❞ المشكلة عندنا ليست الاحتلال والمستشرقين بقدر من هم أعوان ذلك الاحتلال، أو من يطلقون على أنفسهم ˝الحداثيون˝ الذين يبررون للاحتلال كل شنيعة اقترفها في بلادنا . ❝
❞ فإذا كان تعريف الغربية هو الأصول اليونانية/الرومانية، فإن أوغسطينوس لا يُعدّ -في هذا المجال- من الأصول الغربية. كما أن المسيحية لم تحمل الهوية الغربية إلا بعد أن استعارت الإمبراطورية الرومانية ذلك الدين السامي من الشرق. والأمر ينطبق على الفلسفة كذلك؛ فهي قامت في بلاد اليونان التي تتصل جذور ثقافتها بحضارات الشرق الأوسط، ثم بعد ذلك طورها المسلمون، ليتعرف عليها الغرب من مصادرها العربية. قد كتب مارك غراهام في كتابه (كيف صنع الإسلام العالم الحديث):
˝ولكن أوروبا، في الحقيقة، تعلمت وتتلمذت على يد علماء المسلمين مدة نصف ألفية، فبالإضافة إلى كون المسلمين شعوبًا حفظت العلم واحتضنته، كان المسلمون يمثلون كل تلك الأشياء التي أنكرتها عليهم تلك الكتب المنهجية، فقد كانوا فنانين وشعراء وفلاسفة وعلماء رياضيات وكيمياء وفلك وفيزياء. باختصار كانوا متحضرين في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتمرغ في الهمجية... فإنها أثرت بشكل مباشر في أوروبا ككيان ثقافي وقوة علمية وسياسية، وبقدر ما يستنكف البعض من الاعتراف به، فإن العالم الإسلامي هو العملاق الذي بنيت على أكتافه النهضة الأوروبية˝.
عندها بدأت أوروبا التعرف على الفكر الفلسفي العربي في القرون الوسطى، وبدأت تقرأ بالفعل كتابات الفلاسفة المسلمين، كان المنطلق، بالطبع، هو الفارابي في كتابه (آراء المدينة الفاضلة) . ❝
❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى . ❝
❞ يعتبر كتاب (مدينة الله) للقديس أوغسطين، ˝نصرنة˝ لفكر أفلاطون، كما هو كتاب الفارابي الذي يعتبر˝أسلمة˝ لفكر ذلك الحكيم اليوناني الذي وصفه الفيلسوف الحديث (ألفرد وايتهيد) بأنه أبو الفلسفة الغربية، أو أن الفلسفة الغربية ˝هي سلسلة من الهوامش لأفلاطون˝. وما ينطبق على أوغسطين فإنه يسري على الفارابي، ويسري كذلك على كل من ساهموا في تطوير فلسفة ومنطق وعلوم (المعلم الأول) أرسطوطاليس، من المسلمين وغيرهم . ❝