█ يتحدث فيه الكاتب عن الجيل القرآني الفريد وطبيعة المنهج ونشأة المجتمع المسلم والجهاد سبيل الله وجنسية عقيدته باعتبارها معالم مهمة طريق الأمة الإسلامية للتمكين قيادة العالم كتاب الحضارة مجاناً PDF اونلاين 2024 الاسلامية يأتي هذا الكتاب ضمن هذه الأرضية التاريخية الأكاديمية المعقدة والمحفوفة بدوافع استعمارية وعنصرية وأطماع اقتصادية قديمة وحديثة يأتي كماء الورد؛ يُطيِّب جراح مجتمعاتنا وآلام شعوبنا منذ سنين من عقدة الدونية
❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى . ❝
❞ يذكر المؤرخ غراهام أن عند الاطلاع على صفحات كتاب منهجي لمدرسة ثانوية عن الحضارة الغربية -أو ثقافات العالم أو أي تعبير لطيف آخر- يكون من الصعب عليك العثور على أي مسلم ما عدا محمد، وربما تصادفك أسماء مثل صلاح الدين أو سليمان القانوني، باعتبارهم حكامًا أذكياء، لكن لا يُذكر أي شيء آخر غير ذلك، فلا ذِكر لأي عالم أو كاتب أو فنان أو فيلسوف.
وباختصار ليس ثمة إشارة إلى أي شخص أو أي شيء من شأنه أن يقودك إلى الاعتقاد بأن العالم الإسلامي كان لديه -في أي وقت مضى- أية ثقافة تستحق الذكر . ❝
❞ إنهم -بالطبع- يتطرقون إلى أن عصر النهضة الحديث بدأ عندما تعرف الغرب على كتابات فلاسفة اليونان، لكنهم لا يذكرون أن الذي نقل لهم هذا التراث هم المسلمون، وأن مصادرهم كانت بالعربية، وأن الذي قام بترجمتها رهبانهم في ذلك الزمان. عندما يجري الحديث حول هذا الموضوع مع الأساتذة الأكاديميين الذين تتلمذنا على أيديهم -ولنأخذ مثال الفلسفة السياسية، منذ بدايتها في اليونان من زمن ما قبل سقراط وحتى الماركسية في القرن العشرين- ونستفسر منهم لماذا هذا التغييب للمساهمة العربية في نقل التراث اليوناني إلى الغرب وما السبب في عدم ذكر الفلاسفة المسلمين في هذا المجال الفكري والفلسفي؟ كانت حججهم هو أننا ندرس النظرية السياسية الغربية ولا علاقة له بفكر الآخرين. وهم بالأحرى ينوهون إلى أن الفلسفة، في الواقع، نتاج العالم الغربي حصرًا؛ فلا شيء قبله ولا شيء بعده أيضًا . ❝