█ يذكر المؤرخ غراهام أن عند الاطلاع صفحات كتاب منهجي لمدرسة ثانوية عن الحضارة الغربية أو ثقافات العالم أي تعبير لطيف آخر يكون من الصعب عليك العثور مسلم ما عدا محمد وربما تصادفك أسماء مثل صلاح الدين سليمان القانوني باعتبارهم حكامًا أذكياء لكن لا يُذكر شيء غير ذلك فلا ذِكر لأي عالم كاتب فنان فيلسوف وباختصار ليس ثمة إشارة إلى شخص شأنه يقودك الاعتقاد بأن الإسلامي كان لديه وقت مضى أية ثقافة تستحق الذكر معالم الإسلامية مجاناً PDF اونلاين 2024 الاسلامية يأتي هذا الكتاب ضمن هذه الأرضية التاريخية الأكاديمية المعقدة والمحفوفة بدوافع استعمارية وعنصرية وأطماع اقتصادية قديمة وحديثة يأتي كماء الورد؛ يُطيِّب جراح مجتمعاتنا وآلام شعوبنا منذ سنين عقدة الدونية
❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى . ❝
❞ يعتبر كتاب (مدينة الله) للقديس أوغسطين، ˝نصرنة˝ لفكر أفلاطون، كما هو كتاب الفارابي الذي يعتبر˝أسلمة˝ لفكر ذلك الحكيم اليوناني الذي وصفه الفيلسوف الحديث (ألفرد وايتهيد) بأنه أبو الفلسفة الغربية، أو أن الفلسفة الغربية ˝هي سلسلة من الهوامش لأفلاطون˝. وما ينطبق على أوغسطين فإنه يسري على الفارابي، ويسري كذلك على كل من ساهموا في تطوير فلسفة ومنطق وعلوم (المعلم الأول) أرسطوطاليس، من المسلمين وغيرهم . ❝
❞ أو ما يعرف «بعقدة الشعور بالنقص»، يطيبها ليس كمخدرٍ ومسكن، وإنما كعامل إنعاش ويقظة، إنه مثل الصدمة الكهربائية التي تنعش القلب وتعيده للحياة من دون أن تمحي ذاكرته ووجوده، بل إنه يسلط الضوء، مثل الليزر، على الحضارة العريقة والراقية، التي منها أخذ الغربيون كل العلوم ونسبوها لأنفسهم بهتانًا وزيفًا . ❝