█ قد يكون هنالك إشارات طفيفة بين حين وآخر تُذكر حول إنجازات العلماء العرب والمسلمين مثل ما صرح به الرئيس الأمريكي ريغان معرض دفاعه عن سياسته الاقتصادية الرأسمالية الصارمة بتخفيض الضرائب (مالكي رأس المال) فاستشهد بما كتبه ابن خلدون بأن نهاية عصر الإمبراطوريات عندما تصل إلى مرحلة تكون فيها العائدات الضريبية قليلة بينما مصاريف الدولة كبيرة وهذا يتطلب تخفيض كل من والضرائب المفروضة رؤوس الأموال أجل استثمارها الإنتاج كتاب معالم الحضارة الإسلامية مجاناً PDF اونلاين 2024 الاسلامية يأتي هذا الكتاب ضمن هذه الأرضية التاريخية الأكاديمية المعقدة والمحفوفة بدوافع استعمارية وعنصرية وأطماع اقتصادية قديمة وحديثة يأتي كماء الورد؛ يُطيِّب جراح مجتمعاتنا وآلام شعوبنا منذ سنين عقدة الدونية
❞ في نهاية سبعينيات القرن الماضي، صدر كتاب الباحث الأمريكي، الفلسطيني الأصل، إدوارد سعيد، (الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق)، أحدث ذلك الكتاب ما يقال إنه (بلبلة) أو بالأحرى زلزال عظيم في الأوساط الأكاديمية الغربية، إذ هاجم إدوارد سعيد في كتابه تلك النظرة الاستعلائية لدي الباحثين في أقسام دراسات الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى، والمنهجية السائدة في النظر باستحقار كل الإبداع الفكري والفلسفي والعلمي لدى المسلمين عامة والعرب خاصة. أهمية تلك الأطروحة الأكاديمية، ومن ثم كتابه (تغطية الإسلام)، جاءت في خلال فترة الثورة الإيرانية التي هزت العالم ووضعت الشرق في صدارة الوعي الغربي بما حملته من تحدي سياسي فاضح ضد دول الغرب وبما مثلته من قيم الليبرالية وحقوق الإنسان والدعوة لتطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي. فإدوارد سعيد، في كتابه، كشف عن ذلك القناع المزيف الذي تتوسم به الدراسة الأكاديمية والثقافية حول الشرق وتصويره المشوه، لأن تلك الأبحاث والمواقف كانت لها خلفيات سياسية عنصرية ترمي لتحقيق مطامع سيطرة . ❝
❞ أشد ما يلفت النظر في دراسة تاريخ العلوم الإنسانية والطبيعية، في الولايات المتحدة، هو أن العرض التاريخي يبدأ من فلاسفة اليونان، وبالطبع من الثنائي أفلاطون وأرسطوطاليس، ثم يعرج إلى الفكر الديني للثنائي: القديس أوغسطينوس وتوماس الأكويني، ثم ينتقل فجأة إلى العصر الحديث. وهذه الحالة نراها في العلوم الأخرى أيضا، إذ أن جميع الكتب العلمية لا تذكر أي شيء عما اكتشفه المسلمون أو درسوه أو وصل إليهم، بينما نرى جميع مقدمات الكتب العلمية، أو الفصول الأولى من الكتب العلمية، تذكر ما كان سائدًا قبل 2000 عام، أو ما كان سائدًا، قبل الميلاد، في الحضارة اليونانية، وأحيانا يذكرون المصريين القدماء، ولا يُذكر شيءٌ عن تقدم العلوم وازدهار البحث العلمي والفلسفي في خلال ألف سنة من الحضارة الإسلامية، بل إن هناك -كما تشير بعض الكتب- ˝سُباتا˝ علميا وحضاريا لألف عام وبعدها تحل على أوروبا -بطريقة سحرية أو غامضة- النهضة والتنوير، وهكذا تطورت البشرية . ❝
❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى . ❝