مترجمون من أرض الإبداع والثقافة عرض قائمة بجميع المؤلفين وأصحاب الكتب والكتاب والمترجمين والمراجعين وتفاصيلهم في كندا
❞ ذهب لزيارتها ولكن هذه المره كانت للوداع ...
غاب القمر وسط الغيوم ، وتصارعت الكلاب مع غيرها من الخصوم ، الممر مظلم تماماً ، علي جانبيه لوحات مزروعة في الأرض ، تشير الي أصحاب هذه الرقع، هنا يجتمع الظالم والمظلوم، الغني والفقير ، المؤمن والكافر ، هدوء المكان لا يعني صمته ، فالمقابر وحدها تثور وتعج بالصراخ دون أن يشعر بها أحد ، ثمة قلوب ايضا تشبه المقابر ، تتألم وتعاني في صمت .
واصل المشي علي غير المعتاد اتجاه أحد المدافن
_ أخبريني كيف حالك ؟ لا آمل عن التفكير بكٍ ، حاولت الفرار مرارًا من شعور فقدانك ،والتعايش مع البشر لكني لم أستطع ..
لابد أنكٍ تشعرين أيضا بالوحدة الشديدة مثلي ..
صحيح ! هل تشعرين بالوحدة ؟
ركع علي ركبتيه وهو يتحسس الطوب الحجري .
حتي اغشي عليه من فرط البكاء ، وما انا فتح عينه أخذ يبحث في المكان ، لكن بدون جدوي ، بدأ في سماع أصوات كالاشباح تطارده
˝لن يحترم أحدا شخصاً مثلك أبدا ! استسلم ! استسلم ! استسلم !˝
شعر بالخوف الشديد ، بدأ في الركض ، فسقط علي ركبتيه وصرخ باعلي صوته :
˝ فقط اصمتوا ... ابتعدوا عني ... ابتعدوا عن هنا واختفوا ... ˝
كان هناك من يقترب منه ، اقترب منه شيئاً فشيئا ، نادي بإسمه قائلا :
_ الأمر علي ما يرام، لا بأس يمكنك البقاء هنا .
شعر بالسكون حين سمع هذا الصوت . ❝
❞ صارت الأيام والليالي تمضي بطريقة متشابهة ...
يذهب لزيارة قبرها يوميًا ، يظل يحدثها عما مر به في يومه وما يفكر في فعله مثلما اعتاد دائمًا ، مرة سنة علي هذا
حتي قرر أن يخفي نفسه في مكان معزول، بعيدًا عن الناس ، عاش في ظلام دامس ينتظر إنهاء هذه المعاناة ، حتي يئس نهائيًا من حياته .
هذه الحياة البائسة التي بأت يسكنها الحزن والألم والفقدان، فالحياة ليست حياة إذا فقدت فيها من أحببته ، من كان يجعل لغدك أمل، حتي إن لم يكن هناك أمل، من جعل لحياتك سبب عشت لأجله ، شخصً يراقبك دومًا .
ذهب الي المكان الذي اعتاد علي لقاءها فيه ، شريط الماضي يمضي أمامه ، فجأة شعر بروحها تحوم حوله ، ابتسم وهو يهمُّ بالرحيل من مكان اعتاد على لقاءها فيه ... يعلم أنه سيذهب لمنزله .. سيودع شبح الماضي قريباً.. لكن هل سيودعه شبح الماضي ام سيلاحقه رغماً عنه .. ما لم يعلمه أنه يلتصق بالروح ماحيت كندبة ، لا يزول أثرها مهما اندمل الجرح . ❝
❞ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
˝وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال˝ . ❝
❞ - هذا النضج الذي أرتديه لم تلبسني إياه الأيام كهدية لقد نسجته من تجارب قاسية و أخرى كادت أن تكون الأخيرة، و هذا الهدوء الذي يعلو ملامحي قد سبقه اندفاع كلفني كثيرًا وقبل أن أقف بثبات هكذا تأرجحت وسقطت مرات و عدت من حافة الهاوية، كل خيط في هذا الثوب قد دفعت ثمنه بعضا مني.
دوستويفسكي . ❝