█ _ مجموعة من المؤلفين 2017 حصريا كتاب ❞ رسائل اخوان الصفاء وخلان الوفاء (الجزء ألأول) ❝ عن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة 2024 ألأول): لم يعرف المسلمون عصرًا كالقرن الرابع للهجرة تناقضت فيه حياتهم العامة أشد التناقض فكانت سيئة السوء مجدبة أقبح الإجداب ناحية وكانت حسنة قيمة خصبة منتجة أخرى فسدَت حياتُهم السياسية فسادًا ظاهرًا فانحل سلطان الخلافة بغداد وأصبح أمر الخلفاء إلى المسيطرين عليهم رجال القصر ونسائه يعبثون بهم ويحتكمون فيهم ويكلفونهم صروف الذلة والهوان واضطربت الدولة كلها فاستقلت عنها الأطراف البعيدة استقلالًا تامٍّا وطمحت الأقاليم القريبة شيء الاستقلال الداخلي يختلف قوة وضعفًا باختلاف ما لهذه حظ حياتها الاقتصادية والاجتماعية وباختلاف مَن ينجم فيها الزعماء وأصحاب المطامع بحيث أصبح العالم الإسلامي هذا العصر ميدانًا للتنافس وازدحام الأهواء والشهوات والاستباق مظاهر الفوضى والاضطراب وصلحت العقلية صلاحًا يعرفوا له مثيلًا قبل فأزهر الشعر والنثر ونضج العلم والفلسفة ونمت علوم اللغة وفنونها ونهض التاريخ والجغرافيا إنك تنظر هاتين الناحيتين نواحي الحياة الإسلامية العصرفلا تكاد تستريح أنهما تمثلان أمة واحدة هي الأمة متأثرة بحضارة الحضارة وخاضعة لسلطان واحد هو الإسلام فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي
❞ وهذه الأربعة الأشياء التي ذكرنا أن النفس تجازَى عليها بعد الفراق ، أولها الأخلاق
المكتسبة المعتادة ، والثاني العلوم التعليمية ، والثالث الآراء المعتقَدة ، والرابع الأعمال
المكتسَبة بالاختيار والإرادة ، فمن أخلاق الشياطين أولها كبر إبليس وحرص آدم وحسد
قابيل .
واعلم يا أخي بأن هذه الخصال الثلاث هي أمهاتُ المعاصي وأصُُول الشرور، ولها
أخواتٌ مشاكلات لها، وفروع وأغصان متفننات منها نحتاج أن نذكر طرفًا منها ليعلم
صحة ما قلنا ويُعرف حقيقة ما وصفنا . ❝
❞ من الرسالة العاشرة ,,, إيساغوجي
اعلم أيها الأخ البار الرحيم ، أيدك الله وإيانا بروح منه ، أنه لما كان الإنسانُ أفضل الموجودات
التي تحت فلك القمر، وكان من فضيلته العلوم والصنائع، وكان النطق من أفضل الصنائع
البشرية ؛ أردنا أن نُبين ماهية النطق وكميته وكيفيته ؛ إذ كان به ينفصلُ الإنسان عن
سائر الحيوانات ، كما يقال في حده: إنه حي مناطق مائت ؛ لأن سائر الحيوانات كلها أحياء
مائتون غير ناطقين ، وأيضًا فإن النطق من سائر الصنائع البشرية إلى الروحانية ما هو
أقرب ، وذلك أن سائر الصنائع الموضوع فيها الأجسام الطبيعية موضوعاتُها كلها جواهر
جسمانية — كَمَا بَيَّنَّا في رسالة الصنائع . ❝
❞ من الرسالة العاشرة ,,, إيساغوجي
فصل في أن الأشياء كلها جواهرُ وأعراض
واعلمْ يا أخي أن العلماء قالوا: إن الأشياء كلها نوعان ؛ جواهر وأعراض، وإن الجواهر كلها جنس واحد قائمة بأنفسها ، وإن الأعراض تسعة أجناس ، وهي حالةٌ في الجواهر وهي صفاتٌ لها ، وإن الباري — عَزَّ وَجَلَّ — ليس يوصف بأنه عرض ولا جوهر بل هو خالقهما وعِلَّتهما الفاعلة . ونحن نقول: إن الأشياء كلها صور وأعيان غيريات ؛ مرتب بعضها تحت بعض كترتيب العدد ومتعلق وجود بعضها ببعض كوجود العدد من الواحد الذي قبل الاثنين، كَمَا بَيَّنَّا في رسالة العدد ، وإن الباري — جَلَّ جلالُهُ — هو علتها وهو موجدها كَمَا بَيَّنَّا في رسالة المبادئ العقلية .
واعلمْ أَنَّ الصورة نوعان: مقومة ومتممة ، وقد سَمَّت العلماء الصور المقومة جواهر، وسمت الصور المتممة أعراضًا ، وقد بَيَّنَّا الفرق بين الصورة المقومة والصورة المتممة في رسالة الهيولى والصورة، وفي رسالة الكون والفساد، فاعرفهما من هناك إن شاء لله . ❝
❞ من الرسالة الأولي ــ في العدد ...
واعلمْ أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه
أنه إنما قدم الحكماءُ النظر في علم العدد قبل النظر في سائر العلوم الرياضية؛
لأن هذا العلم مركوز في كل نفس بالقوة، وإنما يحتاج الإنسان إلى التأمل بالقوة الفكرية
حسب، من غير أن يأخذ لها مثالًا من علم آخر بل منه يؤخذ المثال على معلوم .............((
واعلم أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه أن أحد أغراضنا من هذه
الرسالة ما قد بيَّنا في أولها، وأما الغرض الآخر فهو التنبيهُ على « علم النفس » والحث على
معرفة جوهرها، وذلك أن العاقل الذهين إذا نظر في علم العدد، وتفكر في كمية أجناسه
وتقاسيمِ أنواعه وخواص تلك الأنواع؛ علم أنها كلها أعراض وجودها وقوامها بالنفس
فالنفسُ إذن جوهر؛ لأن العرض لا يكون له قوام إلا بالجوهر ولا يوجد إلا فيه . ❝
❞ من الرسالة الرابعة عشر ( في معني أنولوطيقا الثانية )
{أساس القياس البرهاني}
..... ˝علي هذين العلمين يبني القياسات البرهانية , أعني , هل هو , وما هو , مثال ذالك ما ذكر في كتاب إقليدس في أول المقالة الاولي تسع معلومات مما هو في أوائل العقول , ثم بتوسطها يبرهن علي سائر المسائل , وهي قوله : إذا كانت أشياء متساوية لشئ واحد فهي أيضاً متساوية وإن زيد علي اشياء متساوية أشياء متساوية صارت كلها متساوية , وإن نقص منها متساوية كانت لباقية متساوية , وإن زيد علي أشياء غير متساوية أشياء متساوية فهي كلها غير متساوية˝ .............. ˝فهذه الحكومات كلها مأخوذه من العلوم التي هي في أوائل العقول بالسوية لا يختلف العقلاء في شئ منها , ثم يقاس عليها ماهو مختلفون فيه ˝ . ❝
❞ من الرسالة السادسة
(في النسبة العددية والهندسية في تهذيب النفس وإصلاح الأخلاق)
وعلى هذا القياس تختلفُ أشكالُ الحيوان والنبات وهيئاتها وألوانها وطعومها
وروائحها على حسب تركيب أجزاء الأركان الأربعة التي هي النارُ والهواءُ والماءُ والأرض
ونسبة مقادير أجزائها وقوَى بعضها من بعض.
ومن أمثال ذلك أن المولودين من البشر متى كانت كمية الأخلاط التي ركبت منها
أجسامهم؛ أعني: الدم والبلغم والمرتين في أصل تركيبهم على النسبة الأفضل، ولم يعرض
لها عارضٌ كانت أجسادُهُم صحيحةَ المزاج وبنية أبدانهم قوية وألوانهم صافية . ❝
❞ من الرسالة التاسعة
{في بيان الأخلاقِ وأسباب اختلافها وأنواع عِلَلِها ونُكت من آداب الأنبياء ، وزُبَد من أخلاق الحكماء}
واعلم يا أخي ، أيدك لله وإيانا بروح منه ، بأن طالب العلم يحتاج إلى سبع خصال ...
أولها السؤال والصمت ، ثم الاستماع ، ثم التفكر، ثم العمل به ، ثم طلب الصدق من نفسه ، ثم
كثرة الذكر أنه من نعم لله ، ثم ترك الإعجاب بما يُحسنُه ...
والعلم يُكسب صاحبه عشر
خصال محمودة ، أولها الشرف وإن كان دنيًا، والعز وإن كان مهينًا ، والغناء وإن كان فقيرًا، والقوة وإن كان ضعيفًا ، والنبل وإن كان حقيرًا ، والقرب وإن كان بعيدًا ، والقدر وإن كان ناقصًا ، والجود وإن كان بخيلًا ، والحياء وإن كان صلفًا ، والمهابة وإن كان وضيعًا ، والسلامة وإن كان سقيمًا . ❝
❞ من الرسالة التاسعة
{في بيان الأخلاقِ وأسباب اختلافها وأنواع عِلَلِها ونُكت من آداب الأنبياء ، وزُبَد من أخلاق الحكماء}
واعلم يا أخي بأن مراتب النفوس ثلاثة أنواع ، فمنها مرتبة الأنفس الإنسانية ، ومنها ما يفوقها ، ومنها ما هي دونها، فالتي هي دونها سبع مراتب ، والتي فوقها سبعٌ أيضًا ، وجملتُها خمس عشرة مرتبة...
والمعلومُ من هذه المراتب التي ذكرناها عند العلماء، ويمكن لكل عاقل أن يعرفها ويحس بها؛ خمسٌ، منها اثنتان فوق رتبة الإنسانية وهي رتبة الملكية والقدسية ، ورتبة الملكية هي رتبة الحكمية ، ورتبة القدسية هي رتبة النبوة والناموسية ، واثنتان دونها وهي مرتبةُ النفس النباتية والحيوانية ، ويعلم صحة ما قلنا وحقيقة ما وصفنا الناظرون
في علم النفس من الحكماء والفلاسفة وكثير من الأطباء . ❝