█ من الرسالة التاسعة {في بيان الأخلاقِ وأسباب اختلافها وأنواع عِلَلِها ونُكت آداب الأنبياء وزُبَد أخلاق الحكماء} واعلم يا أخي بأن مراتب النفوس ثلاثة أنواع فمنها مرتبة الأنفس الإنسانية ومنها ما يفوقها هي دونها فالتي سبع والتي فوقها سبعٌ أيضًا وجملتُها خمس عشرة والمعلومُ هذه المراتب التي ذكرناها عند العلماء ويمكن لكل عاقل أن يعرفها ويحس بها؛ خمسٌ منها اثنتان فوق رتبة وهي الملكية والقدسية ورتبة الحكمية القدسية النبوة والناموسية واثنتان مرتبةُ النفس النباتية والحيوانية ويعلم صحة قلنا وحقيقة وصفنا الناظرون في علم الحكماء والفلاسفة وكثير الأطباء كتاب رسائل اخوان الصفاء وخلان الوفاء (الجزء ألأول) مجاناً PDF اونلاين 2024 لم يعرف المسلمون عصرًا كالقرن الرابع للهجرة تناقضت فيه حياتهم العامة أشد التناقض فكانت سيئة السوء مجدبة أقبح الإجداب ناحية وكانت حسنة قيمة خصبة منتجة أخرى فسدَت حياتُهم السياسية فسادًا ظاهرًا فانحل سلطان الخلافة بغداد وأصبح أمر الخلفاء إلى المسيطرين عليهم رجال القصر ونسائه يعبثون بهم ويحتكمون فيهم ويكلفونهم صروف الذلة والهوان واضطربت الدولة كلها فاستقلت عنها الأطراف البعيدة استقلالًا تامٍّا وطمحت الأقاليم القريبة شيء الاستقلال الداخلي يختلف قوة وضعفًا باختلاف لهذه حظ حياتها الاقتصادية والاجتماعية وباختلاف مَن ينجم فيها الزعماء وأصحاب المطامع بحيث أصبح العالم الإسلامي هذا العصر ميدانًا للتنافس وازدحام الأهواء والشهوات والاستباق مظاهر الفوضى والاضطراب وصلحت العقلية صلاحًا يعرفوا له مثيلًا قبل فأزهر الشعر والنثر ونضج العلم والفلسفة ونمت علوم اللغة وفنونها ونهض التاريخ والجغرافيا إنك تنظر هاتين الناحيتين نواحي الحياة الإسلامية العصرفلا تكاد تستريح أنهما تمثلان أمة واحدة الأمة متأثرة بحضارة الحضارة وخاضعة لسلطان واحد هو الإسلام
❞ وهذه الأربعة الأشياء التي ذكرنا أن النفس تجازَى عليها بعد الفراق ، أولها الأخلاق
المكتسبة المعتادة ، والثاني العلوم التعليمية ، والثالث الآراء المعتقَدة ، والرابع الأعمال
المكتسَبة بالاختيار والإرادة ، فمن أخلاق الشياطين أولها كبر إبليس وحرص آدم وحسد
قابيل .
واعلم يا أخي بأن هذه الخصال الثلاث هي أمهاتُ المعاصي وأصُُول الشرور، ولها
أخواتٌ مشاكلات لها، وفروع وأغصان متفننات منها نحتاج أن نذكر طرفًا منها ليعلم
صحة ما قلنا ويُعرف حقيقة ما وصفنا . ❝
❞ من الرسالة الرابعة عشر ( في معني أنولوطيقا الثانية )
{أساس القياس البرهاني}
..... ˝علي هذين العلمين يبني القياسات البرهانية , أعني , هل هو , وما هو , مثال ذالك ما ذكر في كتاب إقليدس في أول المقالة الاولي تسع معلومات مما هو في أوائل العقول , ثم بتوسطها يبرهن علي سائر المسائل , وهي قوله : إذا كانت أشياء متساوية لشئ واحد فهي أيضاً متساوية وإن زيد علي اشياء متساوية أشياء متساوية صارت كلها متساوية , وإن نقص منها متساوية كانت لباقية متساوية , وإن زيد علي أشياء غير متساوية أشياء متساوية فهي كلها غير متساوية˝ .............. ˝فهذه الحكومات كلها مأخوذه من العلوم التي هي في أوائل العقول بالسوية لا يختلف العقلاء في شئ منها , ثم يقاس عليها ماهو مختلفون فيه ˝ . ❝
❞ من الرسالة التاسعة
{في بيان الأخلاقِ وأسباب اختلافها وأنواع عِلَلِها ونُكت من آداب الأنبياء ، وزُبَد من أخلاق الحكماء}
واعلم يا أخي ، أيدك لله وإيانا بروح منه ، بأن طالب العلم يحتاج إلى سبع خصال ...
أولها السؤال والصمت ، ثم الاستماع ، ثم التفكر، ثم العمل به ، ثم طلب الصدق من نفسه ، ثم
كثرة الذكر أنه من نعم لله ، ثم ترك الإعجاب بما يُحسنُه ...
والعلم يُكسب صاحبه عشر
خصال محمودة ، أولها الشرف وإن كان دنيًا، والعز وإن كان مهينًا ، والغناء وإن كان فقيرًا، والقوة وإن كان ضعيفًا ، والنبل وإن كان حقيرًا ، والقرب وإن كان بعيدًا ، والقدر وإن كان ناقصًا ، والجود وإن كان بخيلًا ، والحياء وإن كان صلفًا ، والمهابة وإن كان وضيعًا ، والسلامة وإن كان سقيمًا . ❝