█ _ مصطفى صادق الرافعي 0 حصريا كتاب ❞ المساكين ❝ 2024 المساكين: هو مجموعة مقالات متنوعة الغرض والأسلوب صدر هذا الكتاب طبعته الأولى عام 1917م ويقول مقدمة الطبعة: حاولت أن اكسوا الفقر من صفحاته مرقعة جديدة فقد والله بليت أثواب وإنها لتنسدل أركانه مزقا متهدلة يمشي بعضها بعض وانه ليلفقها بخيوط الدمع ويمسكها برقع الأكباد ويشد بالقطع المتناثرة حسرة إلى أمل وأمل خيبة وخيبة هم تتلخص موضوعات "بالدين والعلم والإيمان والقدر والفقر والحظ والحب والجمال والحرب والشك والخير والنظام الاجتماعي" يقول عنه رحمه الله : فمن لم يكن مسكينا لا يقرؤه لأنه يفهمه ومن كان مسكينا فحسبي به قارئا والسلام الكلام لسان شيخ قرية مصرية اسمه علي –تحدث لسانه عدة مقلات أخرى بعد ذلك كتبه الشيخ قد تولى الكفاف الشديد مصحوبا بأطياف السعادة التي تنبعث قناعته الكلية بهذه الحياة فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة حيث المثقف يقوم نفسه بتعلم أمور كما حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة الكتب المتميزة الفكر والثقافة تتعدّد المعاني ترمي إليها اللغة العربية فهي ترجِع أصلها الفعل الثلاثي ثقُفَ الذي يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه والفنون والتعليم والمعارف
❞ الإنسان كله يا بني منطوٍ في رأسه.. وما هذا الجسم إلا أداة.. منها ما يحمل الرأس .. ومنها ما يحمل إليه ومنها ما يحمل عنه.. فالجسم دابة من الدواب لا أكثر ولا اقل . ❝
❞ قُتلَ الإنسانُ ما أكفرَه .. فإنَّ ما لايُريد أن يفهمهّ ليُنكرهُ ويتذكر بهِ أكثر مِما فهمهُ لينساهُ ، ولقد رأى أنَّ مافوق الأرض وما تحتَ السماء لا يدلُ بإشارةٍ واحدةٍ على أنَّه خالدٌ في هذهِ الحياة الدُنيا . ❝
❞ وَاهٍ لَكَ أَيّهُ الْقَبْرُ لَا تَزَالُ تَقُولُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَعَالُ، وَلَا تَبْرَحْ كُلُّ الطُّرُقِ تُفْضِي إِلَيْكَ، فَلَا يُقْطَعُ بِأَحَدٍ دُونَكَ، وَلَا يَرْجِعُ مِنْ طَرِيقٍ رَاجِعٍ، وَعِنْدَكَ وَحْدُكَ الْمُسَاوَاةُ.. فَمَا أَنْزِلُوا فِيكَ قَطُّ مَلَكَ عِظَامِهِ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَا بَطَلًا عَضَلَاتِهُ مِنْ حَدِيدٍ، وَلَا أَمِيرًا جِلَدَهُ مِنْ دِيبَاجٍ، وَلَا وَزِيرًا وَجْهَهُ مِنْ حَجَرٍ، وَلَا غَنِيّا جَوْفُهُ خِزَانَةً، وَلَا فَقِيرًا عُلّقَتْ فِي أَحْشَائِهِ مُخْلَّاةً
مُصْطفي صادق الرافعي
المساكين 🦋 . ❝
❞ ومتى اعتبرنا الشّقاء الإنسانيّ وما يعترض الإنسان في طريق الحياة رأينا الحقّ الذي لا مرية فيه أنّ هذا الإنسان حين تمشي راحلته إلى القبر لا يكون قد انتهى من الحياة كما يقال.. ولكنه ينتهي حينئذ من الموت . ❝
❞ من الذي ولد وفي يده قطعة من الذهب؟ ومن الذي مات وفي يده تحويل على الآخرة؟ لقد وسعت الخرافات كل شيء إلا هذا.. فما لنا نتـّـحـِـد في البدء والنهاية ثم نختلف في الوسط.. ذلك لأن بدءنا من طريق الله ونهايتنا في طريق الله.. ولكن الوسط مدرجة بيوتنا ومصنعنا وحوانيتنا..وبكلمة واحدة هو طريق بعضنا إلى بعض . ❝
❞ لقد عرف الناسُ أن قلب المرأة كثير العبث، وهذا الذي يسمونه دلالًا ويحبونه في الحب إنما هو شيء من عبثه، وأن هذا القلبَ إنما خُلِق ليحب؛ ولذلك أُعطي قوةً يخلق بها الحبَّ من العدم، غير أنهم جهلوا فيما يجهلون من أسرار المرأة أن ذلك القلب إنما جاءه العبث بالرجال من أنه لا يطيق أن يعبثَ به أحدٌ من الرجال، ومتى وجد من هؤلاء مَن يريده بنادرته، ويجعله من هزله معرض السخرية وموضع العبث، لم يكن في الدنيا أحد أبغضَ إلى المرأة منه، وإنْ كانت الدنيا كلها في طلعته، وإن كان مخلوقًا من رونق الشمس.
أليس النساء يُحببنَ حتى الكلاب ويُرفِّهنها ويغالين بها ويُنزلنها منزلة الولد في الحب والانعطاف والتوجُّع والتحزُّن؟ فسبحانك اللهم! إن هذا القلب الذي يسع حبَّ الكلب يضيق عن حب كثير من الرجال؛ إذ يحبون المرأة حبًّا ليس فيه شيء من روحها — حب الزينة أو الاستمتاع أو الخدمة — فكأنهم بذلك يبغضونها بغضًا فيه كل روحها . ❝
❞ إِنَّ أَفْقَرَ الْفُقَرَاءِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِذَاءَ بَطْنِهِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجِدَ غِذَاءَ شُعُورِهِ، فَلَا تَحْسَبَنَّ أَنَّ مَعَ جُنُونِ الضَّمِيرِ وَجَفْوَتِهِ وَمَرَضِهِ سَعَادَةً وَرَاحَةٌ، لِأَنَّ لَذَّةَ الْمَالِ لَا تَتَجَاوَزُ الْحَوَاسَّ الظَّاهِرَةَ فَهُوَ يَبْتَاعُ لَهَا كُلَّ شَيْءٍ مِمَّا تَشْتَهِي وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنِيلَ الْقَلْبَ شَيْئًاً إِلَّا إِذَا جَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَالْفَضِيلَةِ..
وَالْغَنِيُّ الَّذِي يَمْنَعُ الْفُقَرَاءَ مَالَهُ قَدْ يَزِيدُ فِيهِ وَلَوْ فَرْضًاً بِمِقْدَارِ مَا يَمْنَعُ... بِضْعَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ بِضْعَةَ دَنَانِيرَ،، وَلَكِنَّهُ يَزِيدُ ضَمِيرُهُ جَفَاءً بِالْقَسْوَةِ وَالْغِلْظَةِ وَنِسْيَانِ الْفَضِيلَةِ، وَلَا يُزَالُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ بِهِ يَوْمَ يُفْقَدُ فِيهِ ضَمِيرُهُ كُلَّ شُعُورٍ بِالْخَيْرِ فَيَفْقِدَ مَعَهُ كُلَّ شُعُورٍ بِلَذَّةِ النَّفْسِ الَّتِي هِيَ أَقْرَبُ الْمَعَانِي إِلَى مَعْنَى السَّعَادَةِ
. ❝
❞ أيها المتقاتلون على الدنيا والإنسان إلى حين! إن تنازع البقاء مذهبٌ فلسفي بقري
لا إنساني؛ فإنها الثيران هي التي تجد من القوة أن تنتَطِح في المجزرة، وتنسى لِمَ هي في
المجزرة . ❝
❞ إن المجنون لم يزل عن منهج الحياة بجنونه ، ولكنه يتبع سنة
هذه الحياة على طريقة خاصة غير ما ألفه الناس أو تواضعوا عليه ،
ليرى في كل شيء أثر جنونه ، فهو حي مع الأحياء بيد أنه يشبه أن
يكون تفسير للحياة الغامضة التي تلوذ بكل جانب مهجور على وجه
الأرض، وبكل رأس تحتسبه جانبا مهجورا ، لأن الناس لا يفهمونها
ولا يتسعون لفه . ❝