█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في 18 حارة سعيد ، تكررت اللقاءات بيني وبين أم هاشم.. وحيدة دائمًا.
تلازمني فألازمها، كل يوم في العصاري وقبل الغروب، لا أعرف سببًا للتعاطف ولا لتلك الحالة من الوجد أو العشق أو قل الارتياح.
في البدء كانت رائحة الجسد الذي يشعرني بالأمان، بعد النظر لتلك العينين المتسعتين وبريقهما الأخاذ، جسدها الفارغ كشجرة سنديان، بلوطة سامقة ملء البصر والفؤاد والجوارح.
أقول في نفسي:
˝ماذا شدني في أم هاشم؟
أنا الصغير المهاجر من بلادي إلى هنا!˝.
من #رواية
#شقي_وسعيد
للكاتب #حسين_عبدالرحيم
تجدوها في المكتبات التالية:
#مكتبة #ليلى
17ش جواد حسني –قصر النيل وسط البلد القاهرة
...
#مكتبة #سنابل
5 شارع صبري أبو علم – باب اللوق – وسط البلد القاهرة
...
#مكتبة #الكتب_خان
انتظروا المزيد من ..
#دار_بدائل
للنشر والتوزيع . ❝
❞ هو هكذا دائمًا، حلمُه حقيقة، وحقائقه تشبه الأحلام. كان دائمًا يفاضل بين البحر واليابسة، يعشق الخريف راقصًا، في الشتاء، لا يحصي عقودَ عمره، ذاكرتُه صورٌ لأحياء في مدن عبر فيها ومنها، عرف الكثير من البشر، في تلك المدينة، كان يحب المشي في شوارع الزمالك، تذكَّر أنه مشى في شوارعها كثيرًا، قبل ثلاثين عامًا، تحت أشجار السرو التي ذبلت أوراق غالبيتها، الآن، وهو بالقرب من سفارة التشيك، يتذكر الكاتب قصير القامة، الذي يميل بياضُ وجهه إلى اللون الخمري، منتهى العام الخامس والثمانين بعد الألف وتسعمائة، يتذكر مغامراته على باب الوزير وكلاب «الاستافورد»، والبنت المغناجة بالتنورة السوداء والبلوزة الأورانج، كلبها الكاكاوي، «البت بول»، الذي يبول على شجرة العبل، وهي تضحك، وقت سقوط المطر بعد العشاء، حفيف الصوت الرنان يدندن، وضحكات الفتيات في ليالٍ تُرمى فيها الزهور في قاع النيل، على صوت المطر، وتسكع القبطي البهي، ومراقبته لنفسه، وهو يتلقى نسمات الهواء وينتعش بطيران ورق الشجر وحطه على شرفات مغلقة . ❝
❞ رواية لا تضع سورا بين الوهم والحقيقة رغم أنها رواية للمكان بامتياز. السارد يصف لك ما رآه وهو رضيع وتقتنع، وهو أكبر وتقتنع، ووصفه للناس مذهل، وهو يعود في الزمن دائما بلا انقطاع وبلا تقديم، كأنه يغيظك ويقول لك لن أصنع لك سلما متعدد الدرجات. سأرفعك إلي السطح وألقي بك في أي طابق حتي البدروم المظلم، المهم أني سأحافظ على توازنك بمتعة الرؤية في الصعود والهبوط. الشخوص عراة مهما ارتدو من أزياء. هل هي ازياء حقا أم ثياب الفقراء لتراهم؟ والعالم قاتل بالصمت مهما ارتفع فيه الضجيج، والموت أو الجنون هما الاقرب إلي الله. هو لايترك شيئا إلا ويخطفه بكلمات سريعة الإيقاع جدا وليس بوصف متروي. الحقيقة أن حسين عبد الرحيم عمل في السينما مساعد للإخراج والتقي كثيرا بنجوم سينما مجانين مثل يوسف شاهين وعمل معه وحبه للسينما كبير يعكس… لا. لا يعكس. بل يمسك به وهو يسرد. وحين تأخذه الشخصيات أطفالا ونساء ورجالا ومجرمين إلي عالمهم وحياتهم فهو بينهم.˝ . ❝
❞ تلك التشوهات يرجعها “عبد الرحيم” إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها الرئيس الراحل أنور السادات، وهنا يقول: حين أصدر السادات قرارًا رئاسيًا بتحويل “بورسعيد” إلى منطقة حرة كان ذلك بمثابة تدشينًا أوليًا للعبث في مصر، بل كان أول خروج عن المألوف فيما يخص مفهوم التجارة والرشوة والفساد، ذلك لأن الاقتصاد المفتوح نفذ بشكل تخريبي وتدميري، واستفاد من ذلك كل الفاسدين على مستوى مصر، الأمر الذي أدى إلى تشويه روح المدينة وجسدها، ومن ثم انتقلت هذه التشوهات إلى باقي المدن المصرية، فبورسعيد بالقدر وبالتعمد هي ماكيت مصغر لما حدث من تناقضات في كل المدن المصرية، ولما حدث من تراجع لدور مصر وتهجين في شكل العمارة والشوارع وسلوكيات البشر.
تتعالى أصوات الغضب وتكثر مشاهد الرثاء في متتالية “زووم إن” القصصية من خلال قصص الموت التي صاغها الكاتب بلغة مريرة ومشاعر تصل في أحيان كثيرة إلى حد الهذيان، ويشير القاص إلى أن ما سرده من قصص موت لأصدقائه القدامى ليس الغرض منها الاستغراق في همومه الذاتية، بل يؤكد أن الاحتفاء بالموت في المجموعة يتوازى مع موت بورسعيد القديمة، ويرمز إلى احتضار وانهيار الكثير من القيم الاجتماعية والأخلاقية . ❝