█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مثل قلعة سحرية تحيطها غلالة من ضباب، بدت المدينة لقاصدها عبر المطلع فى الفجر، تلطخ ضبابها هالات من ضوء مغبر حول أنوية شديدة الحمرة، لمصابيح واهنة تتلامح فى ارتعاش؛ إذ تقاسى طوال الليل نزف نورها القليل.. وتقاسى المطر . ❝
❞ فى قفزة واحدة، كان العجوز الغاضب ينهال على خطم الحصان المنهك، لطماً عشوائياً، وينط كى تطال لكماته الوجه الهارب عبثاً، وبقى للجسد المقيد إلى العربة أن ينتفض فى موضعه، أو تندفع مؤخرته لأعلى فى رفسات عاجزة مكبولة، كف العجوز لاهثاً، سوى عن غمغمة ةغاضبة وبصقة يصوبها كل حين بين قدميه. عدنا «نزق»، وحاول الحصان أن يهم بصدره ويحمحم، حاول وضرب بقوائمه فى غير توافق. بعد قليل ودونما حماسة توقف كل شىء . ❝
❞ وإلى تحت ينحدر مدق، هو مهبط لأقدام آخر النهار، ويصلها بتخوم سكنت إلى هيئة بيوت واضعة وأعشاش هاجعة بدورها فى هذه الساعة من فجر شتائى مفعم بالسكون، إلى أن يشقه شقاً صفير متقطع لقطار الصبح، حينئذ يجوز للعين أن تتلمس فى الغبش كهيئة عربة اليد، يجرها أحدهم جاهداً فى ارتقاء المطلع، أو تلمح أشباحاً مدثورة إلى آذانها وأنوفها . ❝
❞ وها نحن الآن قد انتهينا من المهمة التي رسمناها لأنفسنا في هذا الكتاب، مهمة (بدء النظر في كيان العقل العربي وآلياته) - ولا أقول انتهينا من نقد العقل العربي ﻷن هذا النقد يجب أن يستمر ويجب أن يتجدد ويستأنف أبدا . ❝