█ مثل قلعة سحرية تحيطها غلالة من ضباب بدت المدينة لقاصدها عبر المطلع فى الفجر تلطخ ضبابها هالات ضوء مغبر حول أنوية شديدة الحمرة لمصابيح واهنة تتلامح ارتعاش؛ إذ تقاسى طوال الليل نزف نورها القليل وتقاسى المطر كتاب حكايات شتوية مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعته القصصية "حكايات شتوية" يلج الكاتب رضا البهات عالم المرضى والمستشفيات ويصل إلى أماكن أخرى كالقرى والسجون والبيوت ليلتقط صورًا صادمة حياة المهمشين وقد استفاد مهنته طب الأطفال ليقتنص لحظات المآسي والخيبة والمرض والعجز والفقد والإغتراب النفسي وينقلها فضاءات الواقع السرد الذي تتوزعت قصصه سبعة فصول: طقوس بشرية تخوم أسرية يوم الزيارة عنبر شاطيء البحر هذه المجموعة حصلت جائزة ساويرس الثقافية لعام 2019
❞ فى قفزة واحدة، كان العجوز الغاضب ينهال على خطم الحصان المنهك، لطماً عشوائياً، وينط كى تطال لكماته الوجه الهارب عبثاً، وبقى للجسد المقيد إلى العربة أن ينتفض فى موضعه، أو تندفع مؤخرته لأعلى فى رفسات عاجزة مكبولة، كف العجوز لاهثاً، سوى عن غمغمة ةغاضبة وبصقة يصوبها كل حين بين قدميه. عدنا «نزق»، وحاول الحصان أن يهم بصدره ويحمحم، حاول وضرب بقوائمه فى غير توافق. بعد قليل ودونما حماسة توقف كل شىء . ❝
❞ وإلى تحت ينحدر مدق، هو مهبط لأقدام آخر النهار، ويصلها بتخوم سكنت إلى هيئة بيوت واضعة وأعشاش هاجعة بدورها فى هذه الساعة من فجر شتائى مفعم بالسكون، إلى أن يشقه شقاً صفير متقطع لقطار الصبح، حينئذ يجوز للعين أن تتلمس فى الغبش كهيئة عربة اليد، يجرها أحدهم جاهداً فى ارتقاء المطلع، أو تلمح أشباحاً مدثورة إلى آذانها وأنوفها . ❝