█ _ عباس محمود العقاد 0 حصريا كتاب ❞ التفكير فريضة اسلامية ❝ 2024 اسلامية: "إن يوجب الإسلام إن التفكير" أما القفز إلى النص ـ منطوق القرآن أو السنة مباشرة وفهمه بمقدمات عقلية لغوية عرفية خاصة ببيئة المتكلم فهذا مما لا يقبل بحال ومن فعلَ هذا نرده بأننا تلقينا وحيين كتابا وسنة وقد كان هناك قوم شاهدوا رسول الله صلى عليه وسلم وسمعوا منه ورأوا من أحواله وأفعاله ما يجعلهم أكثر الناس دراية بمراد خطابه ؛ فليس السامع الغائب كالسامع الشاهد ومات رسوله وهو راض عنهم وزكاهم ربهم وأمرنا بإتباع سبيلهم قال : (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة 137 ) وقال (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء 115 ) أحد مؤلفات المفكر الإسلامي يواصل حديثه عن العقل وموقعه فيقول أن الكريم يذكر إلا مقام التعظيم والتنبيه وجوب العمل به والرجوع اليه ولا تأتي الإشارة عارضة مقتضبة سياق الآية بل هي كل موضع مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي
❞ شر الناس في الإسلام من يحرم على خلق الله أن يفكروا ويتدبروا
بعد أن أمرهم الله بالتفكير والتدبر وأنبأهم بعاقبة الذين لا يفكرون ولا يتدبرون . ❝
❞ وقد كان هناك قوم شاهدوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسمعوا منه ورأوا من أحواله وأفعاله ما يجعلهم أكثر الناس دراية بمراد الله من خطابه ؛ فليس السامع الغائب كالسامع الشاهد ، ومات رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو راض عنهم وزكاهم ربهم وأمرنا بإتباع سبيلهم قال الله : (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة : 137 ) وقال الله (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء : 115 ) . ❝
❞ إن العقل الإنساني لا يصاب بآفة أضر له من الجمود على صورة واحدة يمتنع عنده كل ما عداها.
فإما أن تكون الأشياء عنده كما تعودها وكرر مشاهدتها إما أن تحسب عنده في عداد المستحيلات،
وأدنى من هذا العقل إلى صحة النظر عقل يتفتح لإحتمال وجود الأشياء على صور شتى لا يحصرها المحسوس والمألوف . ❝
❞ لا هيكل فى الاسلام , ولا كهانة حيث لا هيكل ... فكل أرض مسجد , وكل من فى المسجد واقف بين يدي الله ...
ودين بلا هيكل ولا كهانة لن يتجه فيه الخطاب - بداهة- الى غير الانسان العاقل حرا طليقا
من كل سلطان يحول بينه وبين الفهم القويم والتفكير السليم . ❝
❞ والإسلام دين متناسق مستجيب للفهم والموازنة بين الأمور، فهو دين المعجزات في كل شيء،
ولكنه ليس بدين المعجزة التي تفحم العقل ولا تقنعه لأنه دين العقل .. والتفكير فريضة فيه . ❝
❞ يقول الإمام أبو حامد الغزالي في ختام كتاب الميزان
"لو لم يكن في مجاري هذه الكلمات إلا ما يشكك في إعتقادك الموروث لتنتدب للقلب وناهيك به نفعا
إذ الشكوك هي الموصلة للحق فمن لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال نعوذ بالله من ذلك . ❝
❞ والإسلام يضع المعجزة في موضعها من التفكير ومن الإعتقاد فهي ممكنة
لا إستحالة فيها على الخالق المبدع لكل شيء،ولكنها لا تهدي من لم تكن له هداية من بصيرته واستقامة تفكيره . ❝
❞ المنطق بحث عن الحقيقة من طريق النظر المستقيم و التمييز الصحيح ....
والجدل بحث عن الغلبة و الالزام بالحجة , قد يرمى الى الكسب والدفاع عن مصلحة مطلوبة . ❝
❞ لا بدّ للإنسان أن يؤمن لأنه ذهب بالفكر إلى نهايته ولم يبلغ النهاية، ولا بدّ بعد طريق الفكر من طريقٍ يهتدي إليه الفكر ولكنه لا يستقصيه . ❝
❞ وإذا كان العقل الإنساني لا ينفي بالدليل المقنع وجود العقل الأبدي فليس له أن يجزم باستحالة شيء مما يستطيعه ذلك العقل الأبدي من العلم بالأبد كله، أو من القدرة على الإيحاء به إلى من يشاء أو من القدرة على خوارق العادات، لأن الخوارق بالنسبة إليه كالعادات ،ولأن التغيير عنده كالإنشاء والإبداع، إذ ليست قدرته على تغيير ما حدث دون قدرته على الخلق الأول مرة في زمن بعيد أو زمن قريب . ❝
❞ العقل وموقعه في الإسلام، أن القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب الحياه المبنيه على العقلانيه لان تحكيم العقول فى زمننا تنتهي جميعها بالنجاح واننى لا مع المقوله "ان العقل زينه"انهم بيستهزءو بالعقل من ان العقل هوا الذى صنع العالم الحديث وعام الفضائيات وطلع القمر واخرى انه اثبت ان العقل هوا الحياة ! . ❝
❞ والدين الذى ينظر الى الحياة والجمال هذه النظرة القويمة السوية لا يسوغ لأحد ان يظن به تحريما لشئ من الفن الجميل . أو نهيا عن شئ يجمل الحياة , ويحسن وقعا فى الأبصار والأسماع. وانما سبقت الظنة الى هذا الخطأ لتشديد الاسلام فى منع عبادة الأوثان , ومنع ما يصنع لعبادتها من التماثيل والأنصاب , ولم ترد فى الكتاب كلمة تنهى عن عمل من أعمال الفن الجميل . ولم يثبت عن النبى عليه السلام قول قاطع فى تحريم صنعه غير ما يصنع للعبادة الوثنية أو ما تخشى منه النكسة فى نفوس أتباعها ومن يفتنون بجهالتها . ❝
❞ فالدين الإسلامي دين لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة والأحبار بين المخلوق والخالق، ولا يفرض على الإنسان قربانا يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولي متسلط أو صاحب قداسة مطاعة ،فلا ترجمان فيه بين الله وعباده يملك التحريم والتحليل ويقضي بالحرمان أو بالنجاة، فليس في هذا الدين إذن من أمر يتجه إلى الإنسان من طريق الكهان،ولن يتجه الخطاب إذاً إلا إلى عقل الإنسان حرا طليقا من سلطان الهياكل والمحاريب أو سلطان كهانها المحكمين فيها بأمر الإله المعبود فيما يدين به أصحاب العبادات الأخرى .. " فأينما تُولوا فثمّ وجه الله" ، لا هيكل في الإسلام ولا كهانة ..
ودين بلا هيكل ولا كهانة لن يتجه فيه الخطاب - بداهة- إلى غير الإنسان العاقل حرا طليقا من كل سلطان يحول بينه وبين الفهم القويم والتفكير السليم ..
كذلك يكون الخطاب في الدين الذي يلزم كل إنسان طائره في عنقه ويحاسبه بعلمه فلا يؤخذ أحد بعمل غيره.. "ولا تزر وازرة وزر أخرى" ،"كل امرئ بما كسب رهين" و"أن ليس للإنسان إلا ما سعى أن سعيه سوف يرى"..
فاذا كان في الأديان دين يجتبي الفبيلة بنسبها أو يجتبي المرء من مولده ﻷنه مولود فيها ،أو كان في الأديان دين يحاسبه على خطيئة ليست من عمله، (فليس في الإسلام إنسان ينجو بالميلاد أو يهلك بالميلاد،ولكنه الدين الذي يوكل فيه النجاة والهلاك بسعي الإنسان وعمله ، ويتولى فيه الإنسان هدايته بفهمه وعقله، ولا يبطل فيه عمل العقل أن الله بكل شيء محيط فإن خلق العقل للإنسان لا يسلبه القدرة على التفكير ولا يسلبه تبعة الضلا والتقصير)..
وعلى هذا النحو يتناسق جوهر الإسلام ووصاياه. وتأتي فيه الوصايا المتكررة بالتعقل والتمييز منتظرة مقدرة لا موضع فيها للمصادفة ولا هي مما يطرد القول فيه متفرقا غير متصل على نسق مرسوم .فإنها لوصايا ((منطقية)) في دين يفرض المنطق السليم على كل مستمع للخطاب قابل للتعليم ، وهكذا يكون الدين الذي تصل العبادة فيه بين الإنسان وربه بغير واسطة ولا محاباة ويحاسب فيه الإنسان بعمله كما يهديه إليه عقله، ويطلب فيه من العقل أن يبلغ وسعه من الحكمة والرشاد . ❝