█ _ ابن حزم الظاهري الأندلسي 0 حصريا كتاب ❞ المحلى ❝ عن دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا 2024 المحلى: شرح المجلى بالحجج والآثار لمؤلفه الأمام علي بن ناشر المذهب ويعتبر من أهم كتب وقد شهر به وأعتبر بذللك الذي يأخذ بظاهر النص ومدلوله اللفظي والمعنوية ومجتهدا لا يعتبر القياس المعاني البتّة إنما هو دلالة اللفظ أو المعنى وإنما الخلاف بين أهل أصول الفقه الألفاظ ولايعتبر العلة ولايحكم إلا بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة والكتاب ثروة فقهية وموسوعة جامعة الفقة المقارن حوت ما يعادل 2312 مسألة بدأها المؤلف بالعقائد وأنهاها بمسائل التعزير واستعرض خلالها آراء الفقهاء والمجتهدين جميعا قبل أن ينقض عليهم مبديا رأيه محتوى الكتاب: المقدمة: بالآثار الحمد لله رب العالمين وصلى الله محمد خاتم النبيين والمرسلين وسلم تسليما ونسأل يصحبنا العصمة كل خطإ وزلل ويوفقنا للصواب قول وعمل , آمين أما بعد وفقنا وإياكم لطاعته فإنكم رغبتم نعمل للمسائل المختصرة التي جمعناها كتابنا الموسوم " بالمحلى شرحا مختصرا أيضا نقتصر فيه قواعد البراهين بغير إكثار ليكون مأخذه سهلا الطالب والمبتدئ ودرجا له إلى التبحر الحجاج ومعرفة الاختلاف وتصحيح الدلائل المؤدية معرفة الحق مما تنازع الناس والإشراف أحكام القرآن والوقوف جمهرة السنن الثابتة رسول وتمييزها لم يصح الثقات رواة الأخبار وتمييزهم غيرهم والتنبيه فساد وتناقضه وتناقض القائلين فاستخرت عز وجل عمل ذلك واستعنته تعالى الهداية نصر وسألته التأييد بيان وتقريبه وأن يجعله لوجهه خالصا وفيه محضا وليعلم قرأ هذا أننا نحتج بخبر صحيح رواية مسند ولا خالفنا خبرا ضعيفا فبينا ضعفه منسوخا فأوضحنا نسخه وما توفيقنا بالله تقسيم الكتاب: تقع مطبوعة 13 جزءًا 7050 صفحة القطع المتوسط ويضم أحصى الأستاذ رواس قلعجي 12903 رأياً السلف نسبها 546 عالماً علماء منهم نسب إليه أكثر 600 رأي ومنهم ينسب سوى واحد بالإضافة 250 جماعة يعرف لهم فيها مخالف اتمام الكتاب: توفي يتم كتابه وبلغ حتى المسألة 2028 فأتمه بعده ابنه أبو رافع ملخصًا المسائل الباقية حسب أبواب أبيه الإيصال فهم الخصال وقواعده مجاناً PDF اونلاين فِقْهُ اللغة: الْفَهْمُ للشيء والعلم وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة وهو الأصل مطلق الفهم وغلب استعماله العرف مخصوصا بـعلم الشريعة؛ لشرفها سائر العلوم [1] ومعناه الاصطلاحي: «العلم بالأحكام الشرعية المكتسبة أدلتها التفصيلية» ويسمي علم ويختص بالفروع والفقيه العالم بالفقه وعند المجتهد وللفقه مكانة مهمة الإسلام حيث دلت النصوص فضله ووجوب التفقه الدين
❞ اقتباسات من طوق الحمامة في الألفة والألاف
« عصمنا الله وإياك من الحيرة، ولا حمَّلنا ما لا طاقة لنا به، وقيَّض لنا من جميل عونه دليلًا هاديًا إلى طاعته...» . ❝
❞ تزورونا نزوركم
ما تزورونا ما نزوركم ❌️
قال ابن حزم : ✅️
لا تنصح على شَرط الْقبُول وَلا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف . ❝
❞ 30 فائدة من كتاب الأخلاق والسِّيَر
=======
1- وَوجدت الْعَمَل للآخرة سالما من كل عَيب خَالِصا من كل كَدَر موصلاً إِلَى طرد الْهمّ على الْحَقِيقَة. ص: ٧٩
2- لَا مُرُوءَة لمن لَا دين لَهُ. ص: ٨٠
3- الْعَاقِل لَا يرى لنَفسِهِ ثمنا إِلَّا الْجنَّة. ص: ٨٠
4- باب عظيم من أبواب الْعقل والراحة وَهُوَ اطِّراح المبالاة بِكَلَام النَّاس وَاسْتِعْمَال المبالاة بِكَلَام الْخَالِق -عزَّ وجلَّ- بل هَذَا بَاب الْعقل والراحة كلهَا. ص: ٨٠
5- من قدَّر أَنه يسلم من طعن النَّاس وعيبهم فَهُوَ مَجْنُون. ص: ٨٠
6- فَمن سُرَّ بشجاعته الَّتِي يَضَعهَا فِي غير حقها لله -عزَّ وجلَّ- فَليعلم أَن النمر أجرأ مِنْهُ وَأَن الْأسد وَالذِّئْب والفيل أَشْجَع مِنْهُ وَمن سر بِقُوَّة جِسْمه فَليعلم أَن الْبَغْل والثور والفيل أقوى مِنْهُ جسماً وَمن سر بِحمْلِهِ الأثقال فَليعلم أَن الْحمار أحمل مِنْهُ.. فَأَي فَخر وَأي سرُور فِيمَا تكون فِيهِ هَذِه الْبَهَائِم مُتَقَدّمَة له. ص: ٨٣
7- من أَسَاءَ إِلَى أَهله وجيرانه فَهُوَ أسقطهم وَمن كافأ من أَسَاءَ إِلَيْهِ مِنْهُم فَهُوَ مثلهم وَمن لم يكافئهم بإساءتهم فَهُوَ سيدهم وَخَيرهمْ وأفضلهم. ص: ٨٥
8- من أَرَادَ خير الْآخِرَة وَحِكْمَة الدُّنْيَا وَعدل السِّيرَة والاحتواء على محَاسِن الْأَخْلَاق كلهَا وَاسْتِحْقَاق الْفَضَائِل بأسرها فليقتد بِمُحَمد رَسُول الله ﷺ وليستعمل أخلاقه وسِيَره مَا أمكنه أعاننا الله على الاتساء بِهِ بمنه آمين. ص:٩١
9- غاظني أهل الْجَهْل مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بكلامهم فِيمَا لَا يحسنونه أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بسكوتهم عَن الْكَلَام بحضرتي[أيام علمي] فهم أبدا ساكتون عَمَّا يَنْفَعهُمْ ناطقون فِيمَا يضرهم
وسرني أهل الْعلم مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بتعليمي أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بمذاكرتي أَيَّام علمي. ص: ٩١،٩٢
10- من فضل الْعلم والزهد فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمَا لَا يؤتيهما الله عزَّ وجلَّ إِلَّا أهلهما ومستحقهما وَمن نقص علو أَحْوَال الدُّنْيَا من المَال وَالصَّوْت أَن أَكثر مَا يقعان فِي غير أهلهما وفيمن لَا يستحقهما. ص: ٩٢
11- للْعلم حِصَّة فِي كل فَضِيلَة وللجهل حِصَّة فِي كل رذيلة وَلَا يَأْتِي الْفَضَائِل مَن لم يتَعَلَّم الْعلمَ إِلَّا صافي الطَّبْع جدا فَاضل التَّرْكِيب وَهَذِه منزلَة خُصَّ بهَا النَّبِيُّونَ عَلَيْهِم السَّلَام لِأَن الله تَعَالَى علَّمهم الْخَيْر كُله دون أَن يتعلموه من النَّاس وَقد رَأَيْت من غُمَار الْعَامَّة من يجْرِي من الِاعْتِدَال وَحميد الْأَخْلَاق إِلَى مَا لَا يتقدمه فِيهِ حَكِيم عَالم رائِض لنَفسِهِ وَلكنه قَلِيل جدا وَرَأَيْت مِمَّن طالع الْعُلُوم وَعرف عهود الْأَنْبِيَاء -عليهم السلام- ووصايا الْحُكَمَاء وَهُوَ لَا يتقدمه فِي خبث السِّيرَة وَفَسَاد الْعَلَانِيَة والسريرة شِرارُ الْخلق وَهَذَا كثير جدا فَعلمت أَنَّهُمَا مواهب وحرمان من الله تَعَالَى. ص: ٩٣
12- إِذا تكاثرت الهموم سَقَطت كلهَا. ص:٩٥
13- من جَالس النَّاس لم يعْدم همَّاً يؤلِم نَفسه وإثماً ينْدَم عَلَيْهِ فِي معاده وغيظاً يُنْضِج كَبَدَه وذُلَّاً يُنَكِّس هِمَّته فَمَا الظَّن بعدُ بِمن خالطهم وداخلَهم، والعِزّ والراحة وَالسُّرُور والسلامة فِي الِانْفِرَاد عَنْهُم وَلَكِن اجعلهم كالنار تدفَّأْ بهَا وَلَا تخالطها. ص: ٩٧
14- أول من تهون الزَّانِيَة فِي عينه الَّذِي يَزْنِي بهَا. ص: ٩٨
15- كَثْرَة وُقُوع الْعين على الشَّخْص يسهِّل أمره ويهوِّنه. ص: ١٠٠
16- من قَبِيح الظُّلم الْإِنْكَار على مَن أَكثر الْإِسَاءَة إِذا أحسن فِي النُّدرة. ص: ١٠١
17- لم أر لإبليسَ أصيد وَلَا أقبح وَلَا أَحمَق من كَلِمَتَيْنِ ألقاهما على أَلْسِنَة دعاته :
إِحْدَاهمَا: اعتذار من أَسَاءَ بِأَن فلَانا أَسَاءَ قبله
وَالثَّانيَِة: استسهال الْإِنْسَان أَن يسيء الْيَوْم لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ أمس أَو أَن يسيء فِي وَجهٍ مَا لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ فِي غَيره. ص:١٠٣
18- إهمال سَاعَة يفْسد رياضة سنة . ص: ١٠٦
19- وجدت أفضل نِعم الله تَعَالَى على الْعبد أَن يطبعه على الْعدْل وحبه وعَلى الْحق وإيثاره. ص: ١١٣
20- من عيب حب الذّكر أَنه يحبط الْأَعْمَال إِذا أحب عاملها أَن يذكر بهَا فكاد يكون شركا لِأَنَّهُ يعْمل لغير الله عزَّ وجلَّ وَهُوَ يطمس الْفَضَائِل لِأَن صَاحبه لَا يكَاد يفعل الْخَيْر حبا للخير لَكِن ليذكر بِهِ. ص: ١١٤
21- لَو علم النَّاقِص نَقصه لَكَانَ كَامِلا! ص: ١١٤
22- لَا ترغب فِي مَن يزهد فِيك فَتحصُل على الخَيبة والخِزي، لَا تزهد فِيمَن يرغب فِيك فَإِنَّهُ بَاب من أَبْوَاب الظُّلم وَترك مقارضة الْإِحْسَان وَهَذَا قَبِيح. ص: ١١٥
23- فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رَأَوْهُ فِي أَعلَى من أَحْوَالهم! ص: ١١٧
24- لَا تنصح على شَرط الْقبُول وَلَا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلَا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف. ص: ١١٨
25- مُسَامَحَة أهل الاستئثار والاستغنام والتغافل لَهُم لَيْسَ مُرُوءَة وَلَا فَضِيلَة بل هُوَ مهانة وَضعف وتَضْرية لَهُم على التَّمَادِي على ذَلِك الْخُلُق المذموم وتغبيط لَهُم بِهِ وَعون لَهُم على ذَلِك الْفِعْل السُّوء وَإِنَّمَا تكون الْمُسَامحَة مُرُوءَة لأهل الْإِنْصَاف المبادرين إِلَى الْإِنْصَاف والإيثار فَهَؤُلَاءِ فرض على أهل الْفضل أَن يعاملوهم بِمثل ذَلِك لَا سِيمَا إِن كَانَت حَاجتهم أمس وضرورتهم أَشد. ص: ١٢٣
26- من أردْت قَضَاء حَاجته بعد أَن سَأَلَك إِيَّاهَا أَو أردْت ابتداءه بقضائها فَلَا تعْمل لَهُ إِلَّا مَا يُرِيد هُوَ لَا مَا تُرِيدُ أَنْت وَإِلَّا فَأمْسِك فَإِن تعديت هَذَا كنت مسيئا لَا محسنا ومستحقا لِلَّوم مِنْهُ وَمن غَيره لَا للشكر ومقتضيا للعداوة لَا للصداقة. ص: ١٢٤،١٢٥
27- لولا الطمع ما ذَلَّ أحدٌ لأحد. ص:١٣٣
28- رَأَيْت النَّاس فِي كَلَامهم الَّذِي هُوَ فصل بَينهم وَبَين الْحمير وَالْكلاب والحشرات ينقسمون أقساما ثَلَاثَة :
*أَحدهمَا: من لَا يُبَالِي فِيمَا أنْفق كَلَامه فيتكلم بِكُل مَا يسبِق إِلَى لِسَانه غير مُحَقِّقٍ نصر حق وَلَا إِنْكَار بَاطِل وَهَذَا هُوَ الْأَغْلَب فِي النَّاس
*وَالثَّانِي: أَن يتَكَلَّم ناصرا لما وَقع فِي نَفسه أَنه حق ودافعا لما توهم أَنه بَاطِل غير مُحَقّق لطلب الْحَقِيقَة لَكِن لجّاجاً فِيمَا الْتزم وَهَذَا كثير وَهُوَ دون الأول.
*وَالثَّالِث: وَاضع الْكَلَام فِي مَوْضِعه وَهَذَا أعز من الكبريت الْأَحْمَر . ص: ١٤٧
29- كَانَ ﷺ لَا يواجِه بِالْمَوْعِظَةِ لَكِن كَانَ يَقُول مَا بَال أَقوام يَفْعَلُونَ كَذَا. ص: ١٥٠
30- الْحَكِيم لَا تَنْفَعهُ حكمته عِنْد الْخَبيثِ الطَّبْع بل يَظُنّهُ خبيثا مثله وَقد شاهدت أَقْوَامًا ذَوي طبائع رَدِيَّة وَقد تصوَّر فِي أنفسهم الخبيثة أَن النَّاس كلهم على مثل طبائعهم لَا يصدقون أصلا بِأَن أحدا هُوَ سَالم من رذائلهم بِوَجْه من الْوُجُوه وَهَذَا أسوء مَا يكون من فَسَاد الطَّبْع والبُعد عَن الْفضل وَالْخَيْر وَمن هَذِه صفته لَا يُرجى لَهَا معاناةٌ [وفي بعض النُسَخ: معافاة] أبدا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق. ص: ١٧٤ . ❝
❞ اتق شر من أحسنت إليه!
===
قال ابن حزم:
فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رأوه في أَعلى من أحوالهم . ❝
❞ اذا نصحت فانصح سرا لا جهرا
لا تنصح على شرط القبول منك
ان تعديت هذه الوجوه فانت ظالم لا ناصح وطالب طاعة وملك لا مؤد حق ديانة واخوة وليس هذا حكم عقل اوصداقة ولكن حكم السيد مع عبيده . ❝
❞ للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ، ويميل حيث مال . ومنها علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً ، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه . ❝
❞ وللحُب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي؛ فأولها إدمان النظر؛ والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمُعبِّرة لضمائرها، والمُعربة عن بواطنها، فترى الناظر لا يطرف، يتنقَّل بتنقل المحبوب، وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس . ❝
❞ ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنًى ولا علة، ويستثقل بعضهما بعضًا بلا سبب والحب — أعزك الله — داء عَيَاء، وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذ، وعلة مشتهاة، لا يودُّ سليمُها البرءَ، ولا يتمنَّى عليلُها الإفاقة، يُزيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويُسهِّل عليه ما كان يصعُب عنده، حتى يُحيل الطبائع المركبة والجِبِلَّة المخلوقة. وسيأتي كل ذلك ملخصًا في بابه إن شاء الله . ❝
❞ أنك لا تجد اثنين يتحابَّان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية، لا بد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المُجانسة وتأكَّدت المودة فانظر هذا تراه عِيانًا، وقولُ رسول اللهﷺيؤكِّده: «الأرواح جنود مجندة، ما تَعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف . ❝
❞ أن المحبة ضُروب، فأفضلها محبَّة المتحابِّين في الله عز وجل؛ إما لإجتهاد في العمل، وإما لإتفاق في أصل النِّحلة والمذاهب، وإما لفضل عِلْم يُمنحه الإنسان . ❝
❞ جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال: وهم عدنان، وقحطان، وقضاعة.
فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة. وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح؛ فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه؛ وأمّا كل من تناسل من ولد إسماعيل- عليه السلام- فقد غبروا ودثروا، ولا يعرف أحد منهم على أديم الأرض أصلاً، حاشا ما ذكرنا من أن بني عدنان من ولده فقط.
وأما قحطان، فمختلف فيه من ولد من هو؟ فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل- عليه السلام-. وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة.
وإذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل. وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل، فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل؛ فلم يبق إلّا قحطان وقضاعة.
وقد قيل إن قحطان من ولد سام بن نوح؛ والله أعلم؛ وقيل: من ولد هود عليه السلام؛ وهذا باطل أيضاً بيقين قول الله تعالى: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً* «1» وقال تعالى: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ «2» . وهود، عليه السلام، من عاد، ولا ترى باقية لعاد.
وأما قضاعة فمختلف فيه: فقوم يقولون: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وقوم يقولون: هو قضاعة بن مالك بن حمير؛ فالله أعلم.
ووجدنا فى كتب بطليموس، وفى كتب العجم القديمة، ذكر القضاعيين ونبذة من أخبارهم وحروبهم. فالله أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم . ❝