كتب الادب والتراث - 📖 ملخصات كتاب ❞ البخلاء ❝ ــ الجاحظ 📖
█ _ الجاحظ 1990 حصريا كتاب ❞ البخلاء ❝ عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع 2024 البخلاء: من مصطلح الحديث وهو دون فيه أبو عثمان عمرو بن بحر بعض صور البُخل الذين قابلهم وتعرف عليهم بيئته الخاصة خاصة بلدة مرو عاصمة خراسان وقد تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا مختلف أحاديثهم وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه يترك لهم أثراً سيئاً نفوسنا ولعل أول حقق نص هو المستشرق فان فلوتن سنة 1900 وقصص الكتاب عبارة مواقف هزلية تربوية قصيرة عرض بأسلوب طبيعي مع استخدام ألفاظ عامية وكثرة أسلوب الحوار كما يُعتبر دراسة اجتماعية نفسية اقتصادية لهذا الصنف الناس وهم
البخلاء للجاحظ PDF الوقفية
قصص البخلاء
قراءة البخلاء
كتاب مكتبة نور
تلخيص البخلاء
النادرة البخلاء
منهج البخلاء
قصص البخلاء
كتب الادب والتراث مجاناً اونلاين تاريخ الأدب التطور التاريخي للكتابة النثريه والشعريه التي تقدم للقارئ اوالمستمع اوالمشاهد المتعه والثقافة والعلم فضلا التقنيات الأدبية المستخدمة ايصال هذه القطع ببعضها ليست كل الكتابات ادباً
كتب التاريخ لنشأة وتطور والعصور التاريخية ألمت العربي
عن كتاب البخلاء:
البخلاء من مصطلح الحديث وهو كتاب دون فيه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بعض صور البُخل في الذين قابلهم وتعرف عليهم في بيئته الخاصة خاصة في بلدة مرو عاصمة خراسان، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا. ولعل أول من حقق نص البخلاء هو المستشرق فان فلوتن، سنة 1900. وقصص الكتاب عبارة عن مواقف هزلية تربوية قصيرة وقد عرض الكتاب بأسلوب طبيعي مع استخدام ألفاظ عامية وكثرة استخدام أسلوب الحوار، كما يُعتبر دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء. البخلاء للجاحظ PDF الوقفية قصص من كتاب البخلاء قراءة كتاب البخلاء كتاب البخلاء مكتبة نور تلخيص كتاب البخلاء النادرة كتاب البخلاء منهج كتاب البخلاء قصص البخلاء
❞ ملخص كتاب ❞ البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
نحو بيان قرآني للدعوة الإسلامية
فريد الأنصاري❝ المقدمة: إن (البيان الدعوي القرآني) هو محاولة للعودة بالأمة من جديد إلى القرآن: رسالة رب الكون إلى الناس في هذه الأرض. لقد أتى زمن على قطاعات من الحركة الإسلامية نسيت فيه كتاب الله تعالى، وهجرته هجرانا غريبًا. ثم صارت إلى تقديس مقولات فكرية اجتهادية، كان لها دورها الفقهي في زمانها ومكانها، فتغير الزمان وربما حتى المكان، ولكن كثيرًا من الإسلاميين لم يغيروا تلك المقولات؛ فأصبحت بين أيديهم أوثانًا تُعبَد من دون الله. حلت نصوصها محل القرآن، وحلت شروحها محل السنة. إن الاختيار الإسلامي القاصر على حصر العمل الإسلامي في الشأن السياسي يسلب الإنسان التفكير الكلي، وإن ادعى عكس ذلك. وهذا أخطر؛ ذلك أن علاقة السياسي بالديني في الإسلام هي علاقة الجزئي بالكلي؛ وإذن فإن التعامل مع الكلي الديني من خلال الجزئي السياسي هو قلب للميزان. وتشويه للعمل الدعوي، بل تحريف له وتضليل. وسيأتي بيان ذلك في الكتاب من النواحي المختلفة.
1- الطبيعة (الدعوية) للحركة الإسلامية: لنتفق أولا علي أننا لا نلغي الأسباب والعلل، في تفسير الظاهرة الإسلامية الحركية، من حيث هي ظاهرة اجتماعية، بشرية، علي درجة معينة. إن الدين الإسلامي بطبيعته ينتج بشكل تلقائي ظاهرة (التجديد الديني)، أو (الحركة الإسلامية)، أو (الصحوة الإسلامية)، أو (الدعوة إلي الله)، أو (إقامة الدين)، وهي عندي ألفاظ وأسماء لمسميً واحد، مهما اختلفت التنزيلات. فالأسماء والمصطلحات تنتجها ثقافات، تمامًا كالأسماء الأخري لظاهرة التجديد الديني، التي أنتجها (الغرب) والتي لا تخلو من اتهام بقصد أو بغير قصد من أمثال (الإسلام السياسي)، و(الأصولية)، و(الإسلاموية)، أو (الإسلامانية) و(التطرف الديني)، و(الظلامية)... إلي غير ذلك من ألفاظ السبّ، التي يزخر بها القاموس العلماني اللاديني، ويعتمدها في معالجة قضية (التجديد الديني).
إنه يجب لفهم هذه الظاهرة أن نفهم أمرين أساسين من طبيعة هذا الدين: الأمر الأول هو أن الإسلام دين (وجودي)، بمعني أنه يقدم تفسيرًا خاصًا للوجود، ويضع الإنسان في موقع معين منه؛ مجيبًا عن الأسئلة الوجودية الخالدة: (من أين؟ وإلي أين؟ وكيف؟ ولماذا؟). إنه بقدر ما يملأ القلب سكينة وطمأنينة وينفي عنه القلق النفسي، الناتج عن تأمل الموت والحياة والمصير؛ فإنه يملأه حيرة تدبرية وتفكرية تؤول إ،ي الخضوع التعبدي، عند تأمل بحر الغيب الذي إليه يرجع تفسير هذا العالَم. والأمر الثاني هو أن الإسلام دين (دعوي) بامتياز، وهو الشق الثاني للعقيدة الإسلامية، أو كما يسميه علماء التوحيد (توحيد الاتباع)، أي الذي به يتم عنوان الإسلام بعد شهادة أن (لا إله إلا الله) فنشهد أننا نتلقي ذلك بشهادة أن (محمدًا رسول الله)؛ متبعين لما جاء به عن الله، وذلك أنه جاء إلي الناس علي أنه رسول يحمل (رسالة). وهذا أمر يجعل المسلم يتحمل (تكاليف) الدين (الدعوية). هذا المعني الساري في كل الأعمال التعبدية، الاعتقادية والعملية؛ بدءًا بالصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر؛ وانتهاءً بالجهاد في سبيل الله، الذي يخوض غمار التدافع القتالي.
فالإسلام بطبيعته دين (حركي) غير (سكوني)؛ من حيث أنه يبني كل قضاياه العقدية والتشريعية علي (الإصلاح) للناس وبين الناس. سواء كان ذلك بمنطق الدعوة إلي الله عمومًا، أو بمنطق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصًا، وسواء كان ذلك من داخل البيئة الإسلامية، أو كان من خارجها. أما القرآن الكريم، فقد تواتر فيه مفهوم الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بألفاظ متعددة، لكنها جميعها مجمعة علي أن مفهوم (الإصلاح) عبادة من العبادات المقرونة بالصلاة والزكاة. وهذا المعني كثير جدًّا، نذكر منه أمثلة، مثل قوله تعالي علي سبيل التقرير: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وقال تعالي: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيما". وأما السنة؛ فبحرها زاخر (بالتدين الدعوي)؛ إذ يصعب جدًا حصر النصوص في ذلك، أو إحصاؤها. ويكفي أن نعلم أنه قد تواتر وجوب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وذلك في مثل قوله -عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه (حذيفة بن اليمان) -إذ قال: "والذي نفسي بيده لتأمُرُنّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر أو لَيُوشِكَنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لَتَدْعُنّه فلا يستجيب لكم". ❝ ⏤فريد الأنصاري
ملخص كتاب ❞ البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
نحو بيان قرآني للدعوة الإسلامية
فريد الأنصاري❝
المقدمة: إن (البيان الدعوي القرآني) هو محاولة للعودة بالأمة من جديد إلى القرآن: رسالة رب الكون إلى الناس في هذه الأرض. لقد أتى زمن على قطاعات من الحركة الإسلامية نسيت فيه كتاب الله تعالى، وهجرته هجرانا غريبًا. ثم صارت إلى تقديس مقولات فكرية اجتهادية، كان لها دورها الفقهي في زمانها ومكانها، فتغير الزمان وربما حتى المكان، ولكن كثيرًا من الإسلاميين لم يغيروا تلك المقولات؛ فأصبحت بين أيديهم أوثانًا تُعبَد من دون الله. حلت نصوصها محل القرآن، وحلت شروحها محل السنة. إن الاختيار الإسلامي القاصر على حصر العمل الإسلامي في الشأن السياسي يسلب الإنسان التفكير الكلي، وإن ادعى عكس ذلك. وهذا أخطر؛ ذلك أن علاقة السياسي بالديني في الإسلام هي علاقة الجزئي بالكلي؛ وإذن فإن التعامل مع الكلي الديني من خلال الجزئي السياسي هو قلب للميزان. وتشويه للعمل الدعوي، بل تحريف له وتضليل. وسيأتي بيان ذلك في الكتاب من النواحي المختلفة.
لنتفق أولا علي أننا لا نلغي الأسباب والعلل، في تفسير الظاهرة الإسلامية الحركية، من حيث هي ظاهرة اجتماعية، بشرية، علي درجة معينة. إن الدين الإسلامي بطبيعته ينتج بشكل تلقائي ظاهرة (التجديد الديني)، أو (الحركة الإسلامية)، أو (الصحوة الإسلامية)، أو (الدعوة إلي الله)، أو (إقامة الدين)، وهي عندي ألفاظ وأسماء لمسميً واحد، مهما اختلفت التنزيلات. فالأسماء والمصطلحات تنتجها ثقافات، تمامًا كالأسماء الأخري لظاهرة التجديد الديني، التي أنتجها (الغرب) والتي لا تخلو من اتهام بقصد أو بغير قصد من أمثال (الإسلام السياسي)، و(الأصولية)، و(الإسلاموية)، أو (الإسلامانية) و(التطرف الديني)، و(الظلامية)... إلي غير ذلك من ألفاظ السبّ، التي يزخر بها القاموس العلماني اللاديني، ويعتمدها في معالجة قضية (التجديد الديني).
إنه يجب لفهم هذه الظاهرة أن نفهم أمرين أساسين من طبيعة هذا الدين: الأمر الأول هو أن الإسلام دين (وجودي)، بمعني أنه يقدم تفسيرًا خاصًا للوجود، ويضع الإنسان في موقع معين منه؛ مجيبًا عن الأسئلة الوجودية الخالدة: (من أين؟ وإلي أين؟ وكيف؟ ولماذا؟). إنه بقدر ما يملأ القلب ....... [المزيد]
إن حركات الوعي الإسلامي، كانت وما تزال تعيش وجدانيًا علي هذا الرصيد الديني الضخم، من المقاصد التعبدية للعمل الإصلاحي، بشتي أنواعه، وتستمد منه بوعي أو بغير وعي. مهما اختلفت التنزيلات، بين التشدد واللين، ومهما تباينت التفسيرات، أو حتي أخطأت؛ فالثابت لديها جميعًا واحد: هو التعبد، والتأثم من ترك واجب الدعوة إلي الله، أو واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم إن ظاهرة التجديد الديني المعاصرة، أو الحركات الإسلامية، ليست وليدة اليوم فحسب. إن الرصيد الديني الذي كانت تتغذي منه الحركات الإصلاحية عبر التاريخ هو نفسه الذي ما يزال مصدر التغذية للحركات المعاصرة، وإنما الذي تغير هو الوسيلة، والأهداف الإجرائية الظرفية، لا الأهداف الكبري. تمامًا كما تغير اللباس عند الناس، وتحول السيف لدي المقاتل إلي بندقية رشاشة، أو (أوتوماتيكية) أو أي سلاح جديد.
ومن الإمام (محمد بن عبد الوهاب)، إلي الإمام (جمال الدين الأفغاني)، و(محمد عبده)، و(رشيد رضا)، و(محب الدين الخطيب)، والإمام (حسن البنا)، والأستاذ (بديع الزمان سعيد النورسي)... إلخ. رغم اختلاف التوجهات والاجتهادات ....... [المزيد]
3- المرتبة التشريعية للأحكام السياسية
4- الفقه السياسي الإسلامي المعاصر
5- الحركة الإسلامية المعاصرة ونفسية الصدام السياسي
6- نحو بيان قرآني للدعوة الإسلامية: لماذا؟ وكيف؟
7- الدعوة إلي الله، لا إلي الأحزاب والهيئات
8- بعث الرسالة القرآنية، وسلّم الأولويات في الحركات المعاصرة
❞ ملخص كتاب ❞ كل رجال الباشا ❝ يهدف هذا الكتاب إلى إسقاط مجموعة متنوعة من الحصون التقليدية في تقاليد الكتابة التاريخية - المصرية خصوصًا - ؛ فقد خُطط هذا الكتاب بحيث يتبع في معظم فصوله حياة جندي ما من جنود (محمد علي )؛ فيقدم - في مواجهة الفخر الوطني السائد المتوارث بـ (محمد علي ) وجيشه وانتصاراته و (إصلاحاته ) - ، الوجه الآخر للعملة: المَهانة والعنف والاستغلال الذي وقع الفلاح المصري ضحية له، كما يصوّب الكاتب طلقة إلى الرواية المصرية السائدة بأن (بريطانيا ) كانت معادية لـ (إصلاحات ) (محمد علي ) )؛ فيبيِّن أنَّها إنما كانت ضد تهديده لتوازن القوى الأوروبي الآسيوي بإضعافه للدولة العثمانية. ولما كان هذا هو الهدف من الكتاب؛ فقد استلزم الأمر إيجاد وسيلة لرواية قصة هذا الجيش بعيدًا عن العرض الزمني المتسلسل للأحداث؛ فالأكثر منطقية هو البدء بلحظة تجنيد هذا المجند، ثم طريقة تدريبه، ثم القوانين التي كان لزامًا عليه أن يطيعها، ثم سيسرد تجاربه في معركة من المعارك وأثرها عليه. 1- لم هيمنتْ الرواية الوطنية على الرغم من كل ثغراتها؟: كانت الوثائق - منذ أن نشأت الدولة، واختُرعت الكتابة في سالف العصور - هي صوت السلطة؛ فـ (دار الوثائق القومية ) تلعب دورًا مهمًّا في جعل (محمد علي ) يتبوأ مكانته كـ (مؤسس مصر الحديثة ) ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مرتبطة بتاريخ الدار وإرثه. كذلك تحتفظ الدار بما يسمى (الأرشيف الأوروبي )، وهو مجموعة من الوثائق أمر الملك (فؤاد ) بانتقائها واستنساخها من دور الوثائق الأوروبية في الثلاثينيات من القرن الماضي؛ فهي وثائق اختيرت وانتُزِعَت من سياقها بغرض أساسي واضح، كذلك أدوات البحث في الدار تتحكم بقوة في نوعية الدراسات؛ فيشعر المرء داخل قاعة البحث وكأن (محمد علي ) يُملي عليه ما يجب أن يكتبه!. ❝ ⏤خالد فهمي
ملخص كتاب ❞ كل رجال الباشا ❝
يهدف هذا الكتاب إلى إسقاط مجموعة متنوعة من الحصون التقليدية في تقاليد الكتابة التاريخية - المصرية خصوصًا - ؛ فقد خُطط هذا الكتاب بحيث يتبع في معظم فصوله حياة جندي ما من جنود (محمد علي )؛ فيقدم - في مواجهة الفخر الوطني السائد المتوارث بـ (محمد علي ) وجيشه وانتصاراته و (إصلاحاته ) - ، الوجه الآخر للعملة: المَهانة والعنف والاستغلال الذي وقع الفلاح المصري ضحية له، كما يصوّب الكاتب طلقة إلى الرواية المصرية السائدة بأن (بريطانيا ) كانت معادية لـ (إصلاحات ) (محمد علي ) )؛ فيبيِّن أنَّها إنما كانت ضد تهديده لتوازن القوى الأوروبي الآسيوي بإضعافه للدولة العثمانية. ولما كان هذا هو الهدف من الكتاب؛ فقد استلزم الأمر إيجاد وسيلة لرواية قصة هذا الجيش بعيدًا عن العرض الزمني المتسلسل للأحداث؛ فالأكثر منطقية هو البدء بلحظة تجنيد هذا المجند، ثم طريقة تدريبه، ثم القوانين التي كان لزامًا عليه أن يطيعها، ثم سيسرد تجاربه في معركة من المعارك وأثرها عليه.
كانت الوثائق - منذ أن نشأت الدولة، واختُرعت الكتابة في سالف العصور - هي صوت السلطة؛ فـ (دار الوثائق القومية ) تلعب دورًا مهمًّا في جعل (محمد علي ) يتبوأ مكانته كـ (مؤسس مصر الحديثة ) ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مرتبطة بتاريخ الدار وإرثه. كذلك تحتفظ الدار بما يسمى (الأرشيف الأوروبي )، وهو مجموعة من الوثائق أمر الملك (فؤاد ) بانتقائها واستنساخها من دور الوثائق الأوروبية في الثلاثينيات من القرن الماضي؛ فهي وثائق اختيرت وانتُزِعَت من سياقها بغرض أساسي واضح، كذلك أدوات البحث في الدار تتحكم بقوة في نوعية الدراسات؛ فيشعر المرء داخل قاعة البحث وكأن (محمد علي ) يُملي عليه ما يجب أن يكتبه!
لم يَقْنَع (محمد علي ) منذ بداية حياته السياسية بحكم مصر وحدها، وكان مدفوعًا إلى مدّ سيطرته إلى الولايات المجاورة، متّخذًا من مصر قاعدة لتوسُّعٍ تالٍ. وقد كان لكل حملة من حملات (محمد علي ) أسبابٌ تاريخية فريدة: فمثلًا حملة (الحجاز ) إضافة إلى أنها أتت استجابة لأمر السلطان بإخماد الثورة الوهابية؛ فقد كانت فرصة لـ (محمد علي ) للتخلص من قوات المماليك والألبان المضطربة في جيشه، والأمل في الحصول على (سوريا ) كمكافأة لمساعدة السلطان في حربه. أما حملة (السودان ) فقد مَنَحت (محمد علي ) فرصة للتخلّص من المزيد من القوات الألبانية المشاكسة التي أفلتت من الحرب الوهابية، وكذلك أغوت الباشا ادعاءات وفرة مناجم الذهب، والأهم من ذلك حاجته لتجنيد السودانين. أما حملة (المورة ) - فإضافة إلى أنها استجابة لرغبة السلطان العثماني في إخماد الثورة هناك في اليونان - ؛ فقد ساعدت الباشا على إخفاء رغبته الحقيقية في غزو (سوريا )، وزيادة نفوذه الشخصي في العاصمة العثمانية، وكذلك إنعاش تجارة مصر في بحر (إيجة ).
طلب الباشا من السلطان العثماني في عدة مناسبات أن يضم له ولاية (سوريا )، آخرها ....... [المزيد]
3- كيف بدأت فكرة إنشاء الجيش المصري الحديث؟ ولماذا تمَّ تجنيد الفلاحين؟
4- كيف قاوم الفلاحون التجنيد؟ وما الإجراءات التي اتخذتها الدولة ضدهم؟
5- الصورة الحقيقية للجيش: ما وراء الصورة الاستعراضية
6- هل كان الفساد داخل الجيش؟ وما الذي دفع الفلاحين لمواصلة القتال؟
7- الرعاية الطبية للجيش: دوافعها ومستواها
8- عداوات الباشا، وكيف انتهت مغامرته؟
9- تفسير العداوة بين الباشا و (بريطانيا )
❞ ملخص كتاب ما اعرفه على وجه اليقين يحتوي كتاب ما أعرفه على وجه اليقين على 218 صفحة تضم مقالات ملهمة، حيث يتحدث عن بعض المحطات في حياة أوبرا وينفري الشخصية، حيث قسمت أوبرا الكتاب لفصول وكل فصل يتناول عبرة معينة وتجربة خاصة في حياتها، وينتهي كل فصل بخلاصة تستهلها الكاتبة بجملة ما أعرفه على وجه اليقين.
أرادت وينفري في كتابها أن تغير مفهوم الحياة البائسة والمليئة بالمتاعب عند بعض فئات المجتمع، لكي توصل إليهم تغيير ثقافاتهم ومنظورهم وإعطائهم دفعة من الأمل، وحاولت تسليط الضوء على النعم الذي يمتلكها الإنسان ويحمد الله عليها دون النظر إلى المشقات والمتاعب لأن هذا هو مصدر الشقاء الحقيقي من وجهة نظر الكاتبة.
لاقى كتاب ما اعرفه على وجه اليقين رواجًا كبيرًا حول العالم وترجم إلى العديد من اللغات وهو متوفر باللغة العربية، وبني الكتاب على العديد من العناصر منها الأمل، والألم والمعاناة، والمشقة والمتاعب، والتحدي والإصرار.
سعت وينفري في كتابها إلى التعرف على الخبرات وتذوق تجارب الذروة، والتي يجدها الفرد من خلال قراءة كتاب جيد أو الرقص في لحظة من السعادة، لأن عبارة ما اعرفه على وجه اليقين ما هي إلا مهارة يمكن للفرد تعلمها وتطويرها، فيشير الكتاب إلى أن الفرد بإمكانه العيش حياة سعيدة إذا نظر إليها باعتبارها خيار متاح للحصول على الأشياء الجيدة وتعلمها وتطويرها. من هي أوبرا وينفري: أوبرا وينفري هي مقدمة برامج أمريكية ولدت سنة 1954 وتربت عند جدتها منذ الولادة بسبب انفصال والديها، وعاشت طفولة فقيرة بسبب دخل العائلة المتدنيي، وبدأت تحقق إنجازاتها بعد تعرضها لحياة قاسية في الطفولة تعرضت فيها لمحاولة اغتصاب ومواقف مليئة بالاستغلال والحرمان، وبعدها انتقلت إلى عالم الشهرة، وقدمت العديد من البرامج التليفزيونية وأشهرها برنامج أوبرا الذي سعت فيه إلى طرح العديد من القضايا الشائكة مع الكثير من المشاهير، وسعت لطرح التفرقة العنصرية بين البيض والسود في أكثر من محور عن طريق البرامج التليفزيونية التي قدمتها.
تحتل أوبرا حاليًا المرتبة التاسعة في أول عشرين شخصية نسوية أكثر نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام في العالم وكرمت في العديد من المناسبات حيث مُنحت وسام الحرية الرئاسي ورشحت لجائزة أوسكار وجائزة الآيمي برايم تام وغيرها الكثير. ❝ ⏤أوبرا وينفري
ملخص كتاب ما اعرفه على وجه اليقين
يحتوي كتاب ما أعرفه على وجه اليقين على 218 صفحة تضم مقالات ملهمة، حيث يتحدث عن بعض المحطات في حياة أوبرا وينفري الشخصية، حيث قسمت أوبرا الكتاب لفصول وكل فصل يتناول عبرة معينة وتجربة خاصة في حياتها، وينتهي كل فصل بخلاصة تستهلها الكاتبة بجملة ما أعرفه على وجه اليقين.
أرادت وينفري في كتابها أن تغير مفهوم الحياة البائسة والمليئة بالمتاعب عند بعض فئات المجتمع، لكي توصل إليهم تغيير ثقافاتهم ومنظورهم وإعطائهم دفعة من الأمل، وحاولت تسليط الضوء على النعم الذي يمتلكها الإنسان ويحمد الله عليها دون النظر إلى المشقات والمتاعب لأن هذا هو مصدر الشقاء الحقيقي من وجهة نظر الكاتبة.
لاقى كتاب ما اعرفه على وجه اليقين رواجًا كبيرًا حول العالم وترجم إلى العديد من اللغات وهو متوفر باللغة العربية، وبني الكتاب على العديد من العناصر منها الأمل، والألم والمعاناة، والمشقة والمتاعب، والتحدي والإصرار.
سعت وينفري في كتابها إلى التعرف على الخبرات وتذوق تجارب الذروة، والتي يجدها الفرد من خلال قراءة كتاب جيد أو الرقص في لحظة من السعادة، لأن عبارة ما اعرفه على وجه اليقين ما هي إلا مهارة يمكن للفرد تعلمها وتطويرها، فيشير الكتاب إلى أن الفرد بإمكانه العيش حياة سعيدة إذا نظر إليها باعتبارها خيار متاح للحصول على الأشياء الجيدة وتعلمها وتطويرها.
أوبرا وينفري هي مقدمة برامج أمريكية ولدت سنة 1954 وتربت عند جدتها منذ الولادة بسبب انفصال والديها، وعاشت طفولة فقيرة بسبب دخل العائلة المتدنيي، وبدأت تحقق إنجازاتها بعد تعرضها لحياة قاسية في الطفولة تعرضت فيها لمحاولة اغتصاب ومواقف مليئة بالاستغلال والحرمان، وبعدها انتقلت إلى عالم الشهرة، وقدمت العديد من البرامج التليفزيونية وأشهرها برنامج أوبرا الذي سعت فيه إلى طرح العديد من القضايا الشائكة مع الكثير من المشاهير، وسعت لطرح التفرقة العنصرية بين البيض والسود في أكثر من محور عن طريق البرامج التليفزيونية التي قدمتها.
تحتل أوبرا حاليًا المرتبة التاسعة في أول عشرين شخصية نسوية أكثر نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام في العالم وكرمت في العديد من المناسبات حيث مُنحت وسام الحرية الرئاسي ورشحت لجائزة أوسكار وجائزة الآيمي برايم تام وغيرها الكثير.
❞ ملخص كتاب ❞ الغزو الفكري❝ يؤكد الأستاذ (محمد جلال كشك ) في هذا الكتاب على علاقة الإسلام بالثورة العربية، ويبين المفاهيم المعادية للإسلام التي ابتدعتها ثورة (لورنس ) وورثتها الحركات القومية في الشرق العربي، كما يؤكد على أن إسلامية الثورة الجزائرية ليست ظاهرة جزائرية، بل هي الوضع الطبيعي للثورة العربية الشاملة. كما يوضح بعض النماذج المتأثرة بالغزو الفكري الاستعماري. 1- علاقة الإسلام بالثورة العربية: بعد انتصار الثورة الجزائرية، واتضاح طابعها الإسلامي، والتي جاءت على عكس ما قاله المفسرين في المشرق العربي: "إنه لا ثورية إلا بنفي الإسلام، ومحاربته "؛ فجاءت الثورة الجزائرية مفاجأة لهم، فراحوا يُقْسِمُون بأغلظ الأيمان، أنها ظاهرة جزائرية، سببها رعونة الفرنسيين، وأنها لا تصلح للنقل والتطبيق، ولا داعي للمغالاة في أهمية هذا الحدث الذي يرجى زواله بإذن الله! وهكذا أثبتوا أنهم ليسوا فقط عاجزين عن الاكتشاف، بل عاجزين حتى عن التعلُّم. وفي اعتقادي أن أزمة المشرق العربي، أو أزمة الحركة العربية، هي ذلك الجفاء بينها وبين الإسلام، ومحاولة خلق قومية علمانية على الطراز الأوروبي، دون مبرر أو سند تاريخي. ويمكن أن نرجع سر الفهم القاصر للقومية العربية، إلى أن الحركة التي يمثلها البعث والتيارات الدائرة في فلكه، هي من بقايا ما يُسَمَّي بـِ (الثورة العربية )، التي صنعها الإنجليز لتدمير (تركيا ) عدوتهم في الحرب العالمية الأولى.
الثورة العربية كما رسمها (لورنس ) وقادها، كانت ترى لنفسها هدفًا واحدًا، هو تحطيم (تركيا )، وإجلاء حيويتها عن المنطقة الواقعة بين شرق (السويس ) وغرب الخليج العربي. ومن الطبيعي أن هذه الحركة التي قامت ضد الخليفة، تتنافر مع أي تفكير في الوحدة الإسلامية، وكان من الطبيعي أن تتجاوب هذه الحركة التي صنعها وقادها (لورنس ) مع العرب.
لما انتهت الخلافة وسقطت الأمة العربية كلها فريسة للاحتلال الغربي، اتجهت الحركة الوطنية العربية ضد هذا الاستعمار، الذي فاق في إجرامه كل ما ارتكبه الأتراك والتتار. وهكذا نرى أن الحركة الوطنية في المغرب العربي لم تخض حربًا ضد (تركيا )، ولم تتعرض لهذه الفجوة بين العروبة والإسلام، بل كانت عروبتها في إسلامها، وإسلامها هو وطنيتها. بينما ظلت الحركة الوطنية في المشرق تشكو هذا الانفصال؛ فقد ورثت شعار القومية العلمانية.
ولقد كانت الدعوة للقومية العربية كما فسرتها الحركات الجديدة الناشئة في الشرق العربي – والتي كان قادتها من غير المسلمين –، تعني رَفْض الوحدة الإسلامية، واستبعاد الإسلام، على أساس فصل الدين عن الدولة. والغرب في عدائه لنا لم يفصل بين العروبة والإسلام، وليس من المعقول أن تقول إن هذه المعاداة من أجل البترول وحده – كما يظن البعض –؛ فـ (أوروبا ) تعادي العرب قبل اكتشاف البترول. ❝ ⏤محمد جلال كشك
ملخص كتاب ❞ الغزو الفكري❝
يؤكد الأستاذ (محمد جلال كشك ) في هذا الكتاب على علاقة الإسلام بالثورة العربية، ويبين المفاهيم المعادية للإسلام التي ابتدعتها ثورة (لورنس ) وورثتها الحركات القومية في الشرق العربي، كما يؤكد على أن إسلامية الثورة الجزائرية ليست ظاهرة جزائرية، بل هي الوضع الطبيعي للثورة العربية الشاملة. كما يوضح بعض النماذج المتأثرة بالغزو الفكري الاستعماري.
بعد انتصار الثورة الجزائرية، واتضاح طابعها الإسلامي، والتي جاءت على عكس ما قاله المفسرين في المشرق العربي: "إنه لا ثورية إلا بنفي الإسلام، ومحاربته "؛ فجاءت الثورة الجزائرية مفاجأة لهم، فراحوا يُقْسِمُون بأغلظ الأيمان، أنها ظاهرة جزائرية، سببها رعونة الفرنسيين، وأنها لا تصلح للنقل والتطبيق، ولا داعي للمغالاة في أهمية هذا الحدث الذي يرجى زواله بإذن الله! وهكذا أثبتوا أنهم ليسوا فقط عاجزين عن الاكتشاف، بل عاجزين حتى عن التعلُّم. وفي اعتقادي أن أزمة المشرق العربي، أو أزمة الحركة العربية، هي ذلك الجفاء بينها وبين الإسلام، ومحاولة خلق قومية علمانية على الطراز الأوروبي، دون مبرر أو سند تاريخي. ويمكن أن نرجع سر الفهم القاصر للقومية العربية، إلى أن الحركة التي يمثلها البعث والتيارات الدائرة في فلكه، هي من بقايا ما يُسَمَّي بـِ (الثورة العربية )، التي صنعها الإنجليز لتدمير (تركيا ) عدوتهم في الحرب العالمية الأولى.
الثورة العربية كما رسمها (لورنس ) وقادها، كانت ترى لنفسها هدفًا واحدًا، هو تحطيم (تركيا )، وإجلاء حيويتها عن المنطقة الواقعة بين شرق ....... [المزيد]
إننا نرث الوجود كما نرث اسمنا وجنسنا ولوننا. وبالطبع نستطيع أن نغير اسمنا وديننا، بل وأن نسلخ جلودنا ونستبدلها بأخرى، كما فعل (محمد حسن الإسكندراني ) وغيَّر دينيه وجنسيته، وسمَّي نفسه (بوليس مارتان )، ولكنه سيبقى أبد الدهر (محمد حسن الإسكندراني )، الذي تَجَنَّس بالجنسية الفرنسية. نحن نرث الوجود لحظة ميلادنا في عصر معين، وفي نقطة معينة من خطوط الطول والعرض، ولا نملك اختيار هذا الوجود، ولكننا أحرار في تقويمه، وتشكيله، أو الانقسام داخله، أو حتى التنكر له، والتبرؤ منه، ولكننا نحمل بصمته مدى الدهر.
وعندما تواجه أمة من الأمم تفوقًا حضاريًا يهدد وجودها بالفناء، وتعجز عن منافسة هذا التفوق أو امتصاصه، فإن أفضل ما نفعله هو الاحتماء بقوقعة وجودها المُتَخَلف، حتى تستجمع قوتها، أو يَضْعُفَ عدوها، فتخرج من قوقعتها. والوجود قضية موضوعية؛ فكما أنك لا تصنعه، كذلك فهو لا يتوقف على إحساسك وحده، بل وإحساس الآخرين بموقفهم من وجودهم. والمجنون الذي فرَّ هاربًا من الدجاج لتوهمه أنه حبة قمح، رغم اقتناعه بحجج الطبيب، ولكن المجنون كان لديه سببًا وجيهًا للفرار، عندما ....... [المزيد]
3- هل هناك خلاف بين حضارتنا والحضارة الغربية؟
4- الاختيار الحر
5- كيف تناول الغرب قضية الرقيق في الإسلام؟
6- تأثير الغزو الفكري على العقول
7- الغزو الفكري عند (غالي شكري )!
8- الغزو الفكري في مسرحية (جميلة )
❞ ملخص كتاب ❞الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟❝ ، بقلم شرين رضا مخالفة هوى النفس والاحتكاك بمن سبقوك من أهل الخبرة والصدق مع نفسك من أهم عوامل نجاحك أمام نفسك وأمام الناس. يقول الكاتب : إن الناس صارت أكثر ضعفًا ورِقة لمواجهة ضغوطات وصعوبات الحياة ويضخمون أشياء ما تستحق وهذا السبب يجعلهم ينهارون سريعا مما يسبب لهم ما يسمى بالهشاشة النفسية، والتي أحيانا تقوم بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية.
وهناك عملية تسمى في علم النفس بـ Pain catastrophizing.
هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوعها وتصير تصفها بألفاظ سلبية موجودة بخيالك فقط ومبالغ فيها “ أي لا تساوي حجمها الحقيقي، ومن هنا يزيد الألم وتكبر المعاناة ويحصل الغرق والشعور بالانهاك والتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل والاستسلام إلى هذه المشلكة.
. ❝ ⏤إسماعيل عرفة
ملخص كتاب ❞الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟❝ ، بقلم شرين رضا
مخالفة هوى النفس والاحتكاك بمن سبقوك من أهل الخبرة والصدق مع نفسك من أهم عوامل نجاحك أمام نفسك وأمام الناس.
إن الناس صارت أكثر ضعفًا ورِقة لمواجهة ضغوطات وصعوبات الحياة ويضخمون أشياء ما تستحق وهذا السبب يجعلهم ينهارون سريعا مما يسبب لهم ما يسمى بالهشاشة النفسية، والتي أحيانا تقوم بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية.
وهناك عملية تسمى في علم النفس بـ Pain catastrophizing.
هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوعها وتصير تصفها بألفاظ سلبية موجودة بخيالك فقط ومبالغ فيها “ أي لا تساوي حجمها الحقيقي، ومن هنا يزيد الألم وتكبر المعاناة ويحصل الغرق والشعور بالانهاك والتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل والاستسلام إلى هذه المشلكة.
- أعراض الهشاشة النفسية :
وقد عرض لنا الكاتب بعضا من أعراض الهشاشة والتي منها
⁃التوتر.
⁃القلق.
⁃الحساسية.
⁃الشعور بعدم تقدير الذات.
⁃الايقان بصعوبة الحياة.
⁃ضعف الثقة بالنفس.
⁃فقدان اللذة والمتعة.
⁃الايمان بأن مشكلتك أكبر منك.
.
⁃ الدواء مو ضروري لكل شخص ولكن يكفي أن نؤمن إن الحل موجود
⁃ عدم الاستسلام للحزن واشغال النفس عن التفكير بالحالة السلبية.
⁃ الأنس بالأهل والأصدقاء.
⁃ ترك مساحة للنفس لمعالجة آلامها.
⁃ الاجتهاد في المعيشة وملء فراغ الوقت.
⁃ القيام بالعبادات والدعاء.
- الوقاية بالاقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة.
⁃ مصارحة النفس بعيوبها.
⁃ التعبير أول بأول.
⁃ تقليل استخدام الجوال وتحمل مسؤولية نفسك مادياً وحياتيًا.
بالنهاية
❞ ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة نضال أم ضلال❝ يقول علماء الأصول: "الحُكم على الشيء فَرع من تصوُّره"، بمعنى أنني لا أستطيع أن أَحكُم على أمْر من الأمور دون أن أتصوَّره أو أفهمه. ولذلك؛ فلا حُكْم على الشيعة دون أن تَعْرفهم، ولا معنى للإدلاء بالرأي في قضية التقريب بين السنة والشيعة دون إدراك طبيعة كُلٍّ من الطرفين. وقبل أن نتطوع بانتقاد المهاجمين أو المدافعين عن الشيعة، لا بد أن نَفهم أولًا مَن هم الشيعة؟ وما جذورهم؟ وما الخلفية العقائدية والفقهية لهم؟ وما تاريخهم؟ وما واقعهم؟ وما أهدافهم وأحلامهم؟ وعندها نستطيع أن نقول رأينا على بصيرة. وكم من الناس غَيَّروا تمامًا من آرائهم، وتنازلوا عن كثير من أفكارهم بعد أن وصَلتهم المعلومة الصحيحة والرؤية الواضحة؛ فهناك مسألة حزب الله، وهناك مسألة الحُكم في (إيران)، ومسألة التراشق بالألفاظ بين (أمريكا) و (إيران)، ومسألة الحوثيين في (اليمن)، كل هذه القضايا نَسْمع أخبارها كل يوم، ولن نستطيع أن نتعامل معها دون عِلم ودراية بمسألة الشيعة؛ لذلك جَمَعْتُ هذه المقالات وأخرجتُها في هذا الكتاب، الذي كان الهدف منه هو إطْلاع القارئ على رؤيتي في هذه المسألة، وإن كان الأمر -لا شك -يحتاج إلى تفصيل أكثر وأكثر.
1- أصول الشيعة: الشيعة ينتسبون في الأصل إلى (الحسين) -رضي الله عنه -، وهذا رأي وجيه جدًا؛ فقد خرج (الحسين) على خلافة (یزید بن معاوية)، واتجه إلى (العراق) بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة. وانتهى الأمر باستشهاد (الحسين) في (كربلاء)؛ فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتِل منهم عدد، وعُرف هؤلاء بالشيعة. وهذا يفسر لنا أن شدة ارتباط الشيعة بـِِِ (الحسين بن علي) معلن عنها أكثر من (علي بن أبي طالب) نفسه، وهم يحتفلون بذكرى استشهاد (الحسين) ، ولا يحتفلون بذكرى استشهاد (علي بن أبي طالب).
ومع ذلك، فنشأة هذه الفرقة لم تكن تعني إلا نشوء فرقة سياسية تعترض على الحكم الأموي، وتناصر فكرة الخروج عليه، ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن أهل السنة، بل إننا نرى أن القادة الأوائل -الذين يزعم الشيعة أنهم الأئمة الأوائل -ما هم إلا رجال من السنة، يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السنة.
لقد قام (زید بن علي) بالخروج على الخلافة الأموية مكرِّرًا تجربة جده (الحسين بن علي)، وذلك في زمان (هشام بن عبد الملك)، وانتهى الأمر بقتله (سنة ۱۲۲هـ)، وقام أتباعه بتأسيس مذهب على أفكاره عُرِف في التاريخ بـِِِ (الزيدية) نسبة إليه. وهذا المذهب وإن كان محسوبًا على الشيعة؛ إلا أنه يتفق مع السنة في كل شيء إلا في تفضيل (عليّ) على الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل، وأتباع هذا المذهب منتشرون في (اليمن)، وهم أقرب الشيعة للسنة، وتكاد لا تفرقهم عن السنة في معظم الأحوال، واستمرت ثورات الشيعة تباعًا.
عند وفاة (الحسن العسكري) سنة (۲۹۰هـ) الذي كان أحد الثوار للخروج على الدولة؛ وقع هؤلاء الثوريون في حيرة كبيرة، فمَن هذا الذي يتولى أمرهم؟ وقد تَرك (الحسن العسكري) طفلًا صغيرًا، ثم زاد الأمر اضطرابًا عندما توفي هذا الطفل الصغير هو الآخَر فجأة؛ لتنقسم هذه المجموعات الثورية إلى فرق كثيرة تختلف بعضها عن بعض في المبادئ والأفكار، بل في الشرائع والمعتقدات. وكان من أشهر هذه الفرق التي ظهرت: (الاثني عشرية)، وهي الفرقة الموجودة الآن في (إيران) و (العراق) و (لبنان)، وهي أكبر فرق الشيعة، كما ظهرت فرق أخرى مثل (الإسماعيلية) و (القرامطة)، وهي فرق شديدة الانحراف في العقيدة والسلوك. ❝ ⏤راغب السرجاني
ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة نضال أم ضلال❝
يقول علماء الأصول: "الحُكم على الشيء فَرع من تصوُّره"، بمعنى أنني لا أستطيع أن أَحكُم على أمْر من الأمور دون أن أتصوَّره أو أفهمه. ولذلك؛ فلا حُكْم على الشيعة دون أن تَعْرفهم، ولا معنى للإدلاء بالرأي في قضية التقريب بين السنة والشيعة دون إدراك طبيعة كُلٍّ من الطرفين. وقبل أن نتطوع بانتقاد المهاجمين أو المدافعين عن الشيعة، لا بد أن نَفهم أولًا مَن هم الشيعة؟ وما جذورهم؟ وما الخلفية العقائدية والفقهية لهم؟ وما تاريخهم؟ وما واقعهم؟ وما أهدافهم وأحلامهم؟ وعندها نستطيع أن نقول رأينا على بصيرة. وكم من الناس غَيَّروا تمامًا من آرائهم، وتنازلوا عن كثير من أفكارهم بعد أن وصَلتهم المعلومة الصحيحة والرؤية الواضحة؛ فهناك مسألة حزب الله، وهناك مسألة الحُكم في (إيران)، ومسألة التراشق بالألفاظ بين (أمريكا) و (إيران)، ومسألة الحوثيين في (اليمن)، كل هذه القضايا نَسْمع أخبارها كل يوم، ولن نستطيع أن نتعامل معها دون عِلم ودراية بمسألة الشيعة؛ لذلك جَمَعْتُ هذه المقالات وأخرجتُها في هذا الكتاب، الذي كان الهدف منه هو إطْلاع القارئ على رؤيتي في هذه المسألة، وإن كان الأمر -لا شك -يحتاج إلى تفصيل أكثر وأكثر.
الشيعة ينتسبون في الأصل إلى (الحسين) -رضي الله عنه -، وهذا رأي وجيه جدًا؛ فقد خرج (الحسين) على خلافة (یزید بن معاوية)، واتجه إلى (العراق) بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة. وانتهى الأمر باستشهاد (الحسين) في (كربلاء)؛ فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتِل منهم عدد، وعُرف هؤلاء بالشيعة. وهذا يفسر لنا أن شدة ارتباط الشيعة بـِِِ (الحسين بن علي) معلن عنها أكثر من (علي بن أبي طالب) نفسه، وهم يحتفلون بذكرى استشهاد (الحسين) ، ولا يحتفلون بذكرى استشهاد (علي بن أبي طالب).
ومع ذلك، فنشأة هذه الفرقة لم تكن تعني إلا نشوء فرقة سياسية تعترض على الحكم الأموي، وتناصر فكرة الخروج عليه، ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن أهل السنة، بل إننا نرى أن القادة الأوائل -الذين يزعم الشيعة أنهم الأئمة الأوائل -ما هم إلا رجال من السنة، يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السنة.
لقد قام (زید بن علي) بالخروج على الخلافة الأموية مكرِّرًا تجربة جده ....... [المزيد]
القرن الرابع الهجري كان قرنًا شيعيًا خالصًا؛ فقد سيطر الشيعة البُوَيْهيون على أجزاء من (إيران) وعلى (العراق) بكاملها، وسيطر (السامانيون) على شرق (إيران) وأجزاء من (أفغانستان) وشرق العالم الإسلامي، وسيطر (الحمدانيون) على أجزاء من (الموصل) و (حلب)، کما سيطر (القرامطة) على شرق الجزيرة العربية، ووصلوا أحيانًا إلى (الحجاز)، بل إلى (دمشق)، وكذلك (اليمن). أما الدولة العبيدية (المسماة زورًا بالفاطمية) فقد توحشت واحتلت كل الدول الإسلامية في (إفريقيا)، بل أضافت إلى ذلك (فلسطين) و (سوريا) و (لبنان).
في نهاية القرن الرابع الهجري، زالت دولة القرامطة. وفي منتصف القرن الخامس الهجري، زالت دولة بني بُوَيْه (447هـ)، أما الإسماعيلية العُبَيْدِيُّون؛ فقد استمروا إلى منتصف القرن السادس الهجري (567هـ). وبذلك عاد العالم الإسلامي سُنيًا في الحكم في كل مناطقه، وإن ظلت الدعوة الاثني عشرية موجودة في مناطق (فارس) وأجزاء من (العراق)، وبقي الوضع على هذه الحال إلى سنة (۹۰۷ هـ)؛ حتى قام (إسماعيل الصفوي) بتأسيس الدولة الصفوية الشيعية الاثني عشرية في (إيران) نسبة إلى جدهم الأكبر (صفي الدين ....... [المزيد]
3- خطر الشيعة على العالم الإسلامي
4- حزب الله: الجناح الشيعي العربي لـ (إيران)
5- الجذور الشيعية في (اليمن) وصعود الحوثيين
6- مَن يَحكم (إيران)؟
7- الحرب المزعومة بين (أمريكا) و (إيران)
8- موقفنا من الشيعة
❞ التاريخ يكتبه أصحاب الذاكرة في "أبواب مادلين" خمس قصص تشكّل المتن السردي في مجموعة "أبواب مادلين" للقاصّ والروائيّ المصريّ أشرف الصباغ (دار روافد)، وتتفاوت النصوص الخمسة فيما بينها في المساحة الكمية التي يشغلها السرد، وتحتلّ القصة المركزية التي تحمل المجموعة اسمها "أبواب مادلين" مساحة كمية أكبر من القصص الأخرى، وتليها قصة "سيدة الحجب تزور مادلين في المنام"، وهما يمثلاّن معًا وحدتين سرديتين متجادلتين، من جهةً، ويكشفان عن وجوه متعددة لمادلين/ روزا/ الدكتورة ماجدة) من جهة ثانية. : ثمة استراتيجية في البناء الشكلي إذن للقصص، التي تبدأ بنصّ مفتاحي "يبعثون بنا إلى الحرب فنضئ كالشمس في ملكوت أبينا"، يمثل مهادًا رؤيويًا للمجموعة ككل، بدءًا من استهلاله الإخباري الكاشف عن جوهر التصورات المعرفية والقيمية التي يحملها السارد الرئيسي داخل المجموعة: "لا أحب الحرب، ولا أحب من يحبها"( ص7)، ثم تأتي بعدها القصة الثانية "باب الوصول" بدخولها الناعم والحميم في أجواء الأمكنة التي تستدعيها الذاكرة، التي تعد أساسًا مركزيًا في التخييل السردي، وخلق العالم القصصي هنا، وصولا إلى القصة الخامسة والأخيرة "الحوض المرصود" التي تبلور تيمة المكان/ البطل داخل المجموعة.
ثمة تناص في عنوان القصة الأولى "يبعثون بنا إلى الحرب فنضئ كالشمس في ملكوت أبينا"، مع الكتاب المقدس حيث يقول "حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم"، ويبدو الاستهلال السردي دالا في القصة، ويعتمد الصباغ التقسيم المقطعي في بناء نصوصه بما يتيح له حرية الحراك الزماني والمكاني، والانتقال السلس بين المواقف السردية والشخوص أيضا.
تحمل قصة "باب الوصول" روحًا متماهية مع الموجودات، وتسعى الى استحضار أكبر قدر من السلام الروحي، لذا تتعدد زياراتها إلى مقام السيدة فاطمة النبوية، وإلى كنيسة السيدة مريم العذراء، وفي كلا المكانين يجد السارد البطل روحه التي تخنقها الفوضى والتحولات العبثية من حوله، وتفضي باب الوصول إلى "أبواب مادلين" حيث النص في قلب الذاكرة. ❝ ⏤أشرف الصباغ
التاريخ يكتبه أصحاب الذاكرة في "أبواب مادلين"
خمس قصص تشكّل المتن السردي في مجموعة "أبواب مادلين" للقاصّ والروائيّ المصريّ أشرف الصباغ (دار روافد)، وتتفاوت النصوص الخمسة فيما بينها في المساحة الكمية التي يشغلها السرد، وتحتلّ القصة المركزية التي تحمل المجموعة اسمها "أبواب مادلين" مساحة كمية أكبر من القصص الأخرى، وتليها قصة "سيدة الحجب تزور مادلين في المنام"، وهما يمثلاّن معًا وحدتين سرديتين متجادلتين، من جهةً، ويكشفان عن وجوه متعددة لمادلين/ روزا/ الدكتورة ماجدة) من جهة ثانية.
ثمة استراتيجية في البناء الشكلي إذن للقصص، التي تبدأ بنصّ مفتاحي "يبعثون بنا إلى الحرب فنضئ كالشمس في ملكوت أبينا"، يمثل مهادًا رؤيويًا للمجموعة ككل، بدءًا من استهلاله الإخباري الكاشف عن جوهر التصورات المعرفية والقيمية التي يحملها السارد الرئيسي داخل المجموعة: "لا أحب الحرب، ولا أحب من يحبها"( ص7)، ثم تأتي بعدها القصة الثانية "باب الوصول" بدخولها الناعم والحميم في أجواء الأمكنة التي تستدعيها الذاكرة، التي تعد أساسًا مركزيًا في التخييل السردي، وخلق العالم القصصي هنا، وصولا إلى القصة الخامسة والأخيرة "الحوض المرصود" التي تبلور تيمة المكان/ البطل داخل المجموعة.
ثمة تناص في عنوان القصة الأولى "يبعثون بنا إلى الحرب فنضئ كالشمس في ملكوت أبينا"، مع الكتاب المقدس حيث يقول "حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم"، ويبدو الاستهلال السردي دالا في القصة، ويعتمد الصباغ التقسيم المقطعي في بناء نصوصه بما يتيح له حرية الحراك الزماني والمكاني، والانتقال السلس بين المواقف السردية والشخوص أيضا.
تحمل قصة "باب الوصول" روحًا متماهية مع الموجودات، وتسعى الى ....... [المزيد]
هل التاريخ يكتبه المنتصر؟! تبدو هذه المقولة الشائعة سؤالًا فكريًا وجماليًا متواترًا داخل المجموعة. وبلا تعقيدات تأتي القصة المركزية "أبواب مادلين" فيجعلها الكاتب عنوانا كليا للمجموعة لتسائل ذلك النمط من المقولات السيارة، وتعيد النظر في المصكوكات التي دشنتها القرون. فالتاريخ لا يكتبه المنتصرون، ولا المهزومون، حيث ليس ثمة نصر مطلق، وليس ثمة هزيمة كاملة، وإنما التاريخ يكتبه من يملك الذاكرة. وأصحاب الذاكرة هم ملح الأرض الحقيقي: "كانت أمي صفية فرج ترى أن المنتصرين لا يكتبون التاريخ، بل يكتبه لهم المهزومون مقابل العفو عنهم. لكنّ مادلين الملعونة ترى أن التاريخ الحقيقي هو حكايات الناجين من أتون الحرب، أولئك الذين فلتوا من بين المطرقة والسندان، واحتفظوا بذاكرتهم في حالة جيدة. هؤلاء بالذات لم ينتصروا أو ينهزموا".(ص51).
"اليوم ماتت أمي، وربما بالأمس.. لست أدري" هذه هي جملة البطل المركزي (ميرسو) في رواية ألبير كامو الشهيرة "الغريب"، وهي جملة تختزل جوهر النص، حيث الإحساس العارم باللاجدوي واللامبالاة. ويتناص الكاتب أشرف الصباغ في قصته المركزية "أبواب مادلين" مع جملة بطل كامو، لكنه يخرج من متون دلالاتها المستقرة في نص (كامو) إلى أفق مغاير، يبدو تكئة للحكي عن الأم إحدى الدوال / المفردات المركزية في المجموعة ككل، وليس في قصتها المركزية فحسب:"لم تتحدث فيتلك الليلة عن الحياة أو الموت، لأنها لم تكن بثقافة كامو أو بطله ميرسو..".(ص41).
يعاين الكاتب فكرة الحقيقة هنا، هذا المعنى المراوغ الملتبس الذي عدته الفلسفة معنى نسبيا بامتياز، وتصبح الحوارات السردية الدالة بين مادلين وميمون ابن صفية فرج مقاربة دلالية من قبل مادلين لطبيعة الحقيقة التي تراها كامنة خلف أبواب البيوت وزجاج النوافذ، في الشوارع والأزقة والحارات، والحقيقة لو أن هناك ثمة حقيقة فهي واسعة باتساع الحياة، والعالم وتصوراتنا عنهما.
ثمة تيمة أخرى تتجلى داخل المجموعة، وتتمحور حول جدل الاغتراب والانتماء، ومن اللافت هنا ....... [المزيد]
تنهض قصة "سيدة الحجب تزور مادلين في المنام" على آليتي الحلم، والاحتفاء بالمكان وتفاصيله، وتعد مقاربة المكان جغرافيًا وتاريخيًا وإنسانيًا، من السمات المركزية داخل المجموعة ككل، حيث تتجلى الأمكنة بتغيراتها وتناقضاتها الكاشفة عن بنية أخرى اعتمدت عليها المجموعة كثيرا، وهي جدل المكان والإنسان، وهذه الجدلية يتأسس عليها تكنيك فني لا يتعامل مع الأمكنة باعتبارها فضاءات مادية، فحسب، ولكن بوصفها فضاءات إنسانية ونفسية بالأساس تسع انفعالات البشر وهواجسهم وذكرياتهم بل وأحلامهم المقموعة أيضا. وهذا ما يتجلي على نحو بارز فى القصة الأخيرة "الحوض المرصود" الذي يمكن تتبع مساراته داخلها، بل ويمكن تتبع المسار القصصي في الوصول إليه منذ القصة الأولى حيث يأتي ذكره تقريبا في جميع القصص، بل إن هناك تهيئة مضمرة للمتلقي في قصة "سيدة الحجب تزور مادلين في المنام" بأن السارد الرئيسي مقبل على الحكي عن الحوض المرصود الذي أسسه المماليك وتواصلت عليه الحقب والأزمان، قطعة الأرض التي تقع خلف المستشفى ورغبة الأم في بنائها، ووصيتها الي مادلين في قصة أبواب مادلين تشيران الي ذلك. ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞كلب الموت❝ كلب الموت وقصص أخرى (بالإنجليزية: The Hound of Death and Other Stories) هي عبارة عن مجموعة من اثنتي عشرة قصة قصيرة كتبتها أجاثا كريستي ونُشرت لأول مرة في المملكة المتحدة في أكتوبر 1933. عن كلب الموت: كانت هذه هي المرة الأولى التي يُنشر فيها كتاب من كُتب أجاثا كريستي في المملكة المتحدة ولا يُنشر في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كل القصص الواردة فيه ظهرت في وقت لاحق في مجموعات مختلفة ونُشِرَت في الولايات المتحدة. ❝ ⏤أجاثا كريستي
ملخص كتاب ❞كلب الموت❝
كلب الموت وقصص أخرى (بالإنجليزية: The Hound of Death and Other Stories) هي عبارة عن مجموعة من اثنتي عشرة قصة قصيرة كتبتها أجاثا كريستي ونُشرت لأول مرة في المملكة المتحدة في أكتوبر 1933.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يُنشر فيها كتاب من كُتب أجاثا كريستي في المملكة المتحدة ولا يُنشر في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كل القصص الواردة فيه ظهرت في وقت لاحق في مجموعات مختلفة ونُشِرَت في الولايات المتحدة.
يتناول الصحفي الأمريكي ويليام بي رايان الغداء مع صديق يُدعى إنسترثر عندما يسمع أن إنسترثر على وشك زيارة أخته في فولبردج بكورنوال، في منزلها الذي يُدعى «ترين». كان قد سمع رايان عن المكان، ويروي قصة من الحرب العالمية الأولى عندما يسمع بمحاولة ألمانية للاستيلاء على دير أثناء استباحة بلجيكا. تفجّر الدير حالما دخله الجنود، وقتلهم هذا كلهم. كان من المؤكد أنّه لم تُلقى على الجنود متفجرات قوية، وقد أُخبر رايان بعد التحدث مع السكان المحليين عن واحدة من الراهبات ذات قوى إعجازية: لقد أنزلتْ صاعقة برق من السماء دمّرت الدير وقتلت كل الألمان. جداران هما كل ما تبقى من المبنى، يوجد على واحد منهما علامة من البودرة على شكل كلبٍ عملاق. أخاف هذا القرويين المحليين مما جعلهم يتجنبون المنطقة بعد حلول الظلام. نجت الراهبة المذكورة وذهبت مع بقية اللاجئين إلى «ترين» في كورنوال، ويؤكد إنسترثر أنّ أخته اعتنت ببعض البلجيكيين في ذلك الوقت. في كورنوال، اكتشف إنسترثر من أخته أنّ الراهبة ماري أنجيليك ما تزال في المنطقة. كانت مصابة بهلاوس مستمرة وتقوم طبيبة جديدة شابة محلية ....... [المزيد]
كلب الموت (بالإنجليزية: The Hound of Death)
الإشارة الحمراء (بالإنجليزية: The Red Signal)
الرجل الرابع (بالإنجليزية: The Fourth Man)
الغجرية (بالإنجليزية: The Gypsy)
المصباح (بالإنجليزية: The Lamp)
المذياع (بالإنجليزية: Wireless)
شاهدة الادعاء (بالإنجليزية: The Witness for the Prosecution)
لغز الجرة الزرقاء (بالإنجليزية: The Mystery of the Blue Jar)
قضية السير آرثر كارميكل الغريبة (بالإنجليزية: The Strange Case of Sir Arthur Carmichael)
نداء الاستغاثة (بالإنجليزية: The Call of Wings)
في آخر جلسة (بالإنجليزية: The Last Seance)
أنقذوا أرواحنا وأنفسنا (بالإنجليزية: SOS)
❞ ملخص ❞ رواية لست وحدك❝ إن رواية لست وحدك عبارة عن مجموعة قصصية، وقام الكاتب بتجميعها ووضعها داخل رواية، والقصص الموجودة داخل الكتاب مع أنها تحتوي على أشياء مرعبة ولكنها ليست من قصص الرعب تماما، فهي تتناول الماورائيات، مثل هالات الأشباح، وتصور شياطين تتكلم، وتروي عن أحلام متداخلة.[١] كما أنها تتحدث عن مجانين قاموا بالثوران على أطبائهم، وتتناول أيضا السفر عبر الزمن، تحتوي هذه القصص لمحات نفسية وعاطفية جميلة، كما أن هناك كمية لا بأس بها من السخرية المحببة والمميزة،[١] وتتضمن رواية لست وحدك على ثماني قصص قصيرة تختلف في عناوينها ومضمونها، ومن هذه القصص ما يأتي:
تيك توك : تتناول هذه القصة أحداث عن فتى يرى أشكال مرعبة وأطياف ولا أحد يراها غيره، تملأ هذه الأطياف جميع الغرف والأماكن، وفي أثناء تواجدهم يشعر بأنَّ المكان فيه ضيقٌ وله وحشة غريبة ولا يستطيع فعل شيءٍ البتّة، كما أنه باستطاعته الشعور بالأشخاص قبل تعرضهم للأذى، وأولئك الذين اقترب منهم الموت يسمع صوتًا يصدر منهم يسمعه هو وحده فقط وذلك صوت مثل تيك توك![٢]
. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
ملخص ❞ رواية لست وحدك❝
إن رواية لست وحدك عبارة عن مجموعة قصصية، وقام الكاتب بتجميعها ووضعها داخل رواية، والقصص الموجودة داخل الكتاب مع أنها تحتوي على أشياء مرعبة ولكنها ليست من قصص الرعب تماما، فهي تتناول الماورائيات، مثل هالات الأشباح، وتصور شياطين تتكلم، وتروي عن أحلام متداخلة.[١] كما أنها تتحدث عن مجانين قاموا بالثوران على أطبائهم، وتتناول أيضا السفر عبر الزمن، تحتوي هذه القصص لمحات نفسية وعاطفية جميلة، كما أن هناك كمية لا بأس بها من السخرية المحببة والمميزة،[١] وتتضمن رواية لست وحدك على ثماني قصص قصيرة تختلف في عناوينها ومضمونها، ومن هذه القصص ما يأتي:
تتناول هذه القصة أحداث عن فتى يرى أشكال مرعبة وأطياف ولا أحد يراها غيره، تملأ هذه الأطياف جميع الغرف والأماكن، وفي أثناء تواجدهم يشعر بأنَّ المكان فيه ضيقٌ وله وحشة غريبة ولا يستطيع فعل شيءٍ البتّة، كما أنه باستطاعته الشعور بالأشخاص قبل تعرضهم للأذى، وأولئك الذين اقترب منهم الموت يسمع صوتًا يصدر منهم يسمعه هو وحده فقط وذلك صوت مثل تيك توك![٢]
يقوم أحد الأطباء المصابين بالغرور بتولّي تدريب جماعة من الأطباء الجدد، ويقوم بالخروج هو والأطباء في جولة حول المشفى وفي الممرات، وكان لا يرى أنَّ هنالك من يمتلك ذكاءً كذكائه ودقة عملٍ مثل دقته، كما ويعجب بإحدى الفتيات المتواجدات مع المجموعة ويحاول تملّكها بغروره.[٢] وكان هذا الطبيب يرى هذه المجموعة تقوم ليلاً بالتسلّل إلى غرفته، وقد كان يشعر بهم ولكنَّه لا يستطيع أن يتحرك أو أن يقوم بمنعهم من ذلك، ثم يكتشف بأنهم مجموعةٌ مسافرون عبر الزمن، وأنهم يقومون بإخفاء أشيائه والاحتفاظ بها لأجل أخذها للعالم الذي أتوا منه، وفي النهاية يخبروه بأنَّه سيصبح ذو أهميّة كبيرة في المستقبل، وسيغير العالم بأكمله، حيث أن العالم سيصاب بوباء غير معروف يبيد أجيالًا كثيرة بعده.[٢]
تتناول الرواية أحداث عن مريض نفسي لديه هواية القتل باستخدام الحبال، وتقوم زوجته بخيانته مع الطبيب النفسي الذي يقوم بمعالجته، ويكتشف ذلك بالصدفة؛ عندها يقرر أن يستدرج الطبيب ويقتله، ولكن الطبيب كان أذكى منه، فقام بإخباره أنه سيقابله في منطقة مهجورة، ويقوم بإرسال أحد المرضى النفسيين له، والذي هو أيضًا مهووس بالقتل ليقتله.[٢]
تقوم هيام بالزواج من شخص غريب ومريب، يحمل الكثير من الأسرار الغامضة، فتحاول أن تتخطى حاجز الخوف معه وتصمد في ذلك، ثم تكشف ما لا يقدر أي أحد الكشف عنه، فيحاول أن ينهي حياتها إلا أنها تنجو منه بطريقة أكثر غرابة.[٢]
لطالما اعتدنا -سواءً في المدرسة أو الجامعة- أن نظلل بالخطوط الصفراء على كل ما هو مهم وضروري في الكتاب الذي بين أيدينا، لنستطيع تمييز هذه المعلومات في كل مرة نعود إليها، ومن هنا جاءت تسمية هذا الكتاب باسم "مميز بالأصفر"، وقد جاء الكتاب بعدة محاور وهي: الإحسان، والكرم، والمتع البسيطة، والتوجه الذهني، والزواج، والأبوة، حيث يوفر الكتاب لنا إلهاماً لمواجهة مشاكلنا اليومية التي نواجهها يوميًا.[١] تم نشر الكتاب عام ٢٠٠١، وقام بتأليفه مؤلفان وهما: جاكسون براون الابن، وراشيل بينينتغون، ويصنف الكتاب ضمن كتب التنمية البشرية وتنمية الذات، [٢] وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات أهمها العربية، والتي أصدرتها دار جرير عام ٢٠١٩ وكان ضمن أكثر الكتب شهرة في الوطن العربي.
المحور الأول: الإحسان : وهو تقديم الخير للناس دون انتظار مقابل، فالإحسان لا بد أن يعود بطريقة أو بأخرى، والمُحسن قد يأخذ أكثر مما أعطى، وإن الإحسان جزاؤه الإحسان، فإن كان الإنسان قادرًا على العطاء وفعل الخير، فعليه أن يبادر دون تردد، وهذا ما أكده الكاتبان، بالإضافة إلى تأكيدهما حقيقة أن العالم أكثر حاجة للحب من الخبز، ومن أمثلة الإحسان التي طرحها الكتاب: "عامل كل شخص بالطريقة التي تحب أن يعاملك بها"، "ضع قطعة نقود معدنية في عداد موقف السيارات لشخص لا تعرفه"، "كن أكثر لطفاً وإحساناً مما تقتضيه الضرورة".[٤]
. ❝ ⏤إتش. جاكسون براون
ملخص كتاب ❞مميز بالأصفر❝
لطالما اعتدنا -سواءً في المدرسة أو الجامعة- أن نظلل بالخطوط الصفراء على كل ما هو مهم وضروري في الكتاب الذي بين أيدينا، لنستطيع تمييز هذه المعلومات في كل مرة نعود إليها، ومن هنا جاءت تسمية هذا الكتاب باسم "مميز بالأصفر"، وقد جاء الكتاب بعدة محاور وهي: الإحسان، والكرم، والمتع البسيطة، والتوجه الذهني، والزواج، والأبوة، حيث يوفر الكتاب لنا إلهاماً لمواجهة مشاكلنا اليومية التي نواجهها يوميًا.[١] تم نشر الكتاب عام ٢٠٠١، وقام بتأليفه مؤلفان وهما: جاكسون براون الابن، وراشيل بينينتغون، ويصنف الكتاب ضمن كتب التنمية البشرية وتنمية الذات، [٢] وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات أهمها العربية، والتي أصدرتها دار جرير عام ٢٠١٩ وكان ضمن أكثر الكتب شهرة في الوطن العربي.
وهو تقديم الخير للناس دون انتظار مقابل، فالإحسان لا بد أن يعود بطريقة أو بأخرى، والمُحسن قد يأخذ أكثر مما أعطى، وإن الإحسان جزاؤه الإحسان، فإن كان الإنسان قادرًا على العطاء وفعل الخير، فعليه أن يبادر دون تردد، وهذا ما أكده الكاتبان، بالإضافة إلى تأكيدهما حقيقة أن العالم أكثر حاجة للحب من الخبز، ومن أمثلة الإحسان التي طرحها الكتاب: "عامل كل شخص بالطريقة التي تحب أن يعاملك بها"، "ضع قطعة نقود معدنية في عداد موقف السيارات لشخص لا تعرفه"، "كن أكثر لطفاً وإحساناً مما تقتضيه الضرورة".[٤]
يتحدث محور الكرم عن ضرورة حب العطاء كما نحب أن نأخذ، ولا يكون العطاء مادياً فقط، وإنما قد يكون على المستوى النفسي والشعوري، فنشوء البهجة هو نوع من الكرم والعطاء، وإعطاء المحتاجين أيضاً، ومن الأمثلة التي طرحها الكاتبان عن الكرم: "اختر مؤسسة خيرية في منطقتك وساندها بسخاء بوقتك ومالك"، "بارك كل يوم من أيامك بفعل كريم"، "شارك معرفتك، إنها وسيلة لبقاء ذكرك". [٥][٦]
يتحدث هذا المحور عن الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة، والتي قد تبعث عادة في الروح سروراً أكبر من السعادات الكبيرة، الاستمتاع بجولة ريفية بالسيارة أو مشاهدة الغروب أو البحر كلها تبعث في الروح سعادة وطمأنينة، ومن الأمثلة على المتع البسيطة: "شاهد غروب الشمس"، "ليكن هنالك دائماً شيئاً جميلًا في مجال رؤيتك، حتى إذا كان هذا الشيء مجرد زهرة ربيع في إناء زجاجي".[٧]
يتحدث هذا المحور عن ضرورة امتلاك إرادة أكبر من الظروف التي نعيشها والصعوبات التي نمر بها، وضرورة التفكير بطرق أكثر عقلانية، ومن الأمثلة على هذا المحور: "الحياة هي ما نصنعه بأنفسنا، كانت كذلك دائمًا، وستظلُّ كذلك أبدًا" [٨] و"السعادة معدية، كن ناقلًَا للعدوى".[٩]
❞ ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة … الموت وطقوسه (1): لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما خلصتْ إليه: "إنّه يبقى دراسةً مختلفةً عن الكمّ الهائل من الكتب الصّفراء عذاب القبر وأشراط السّاعة وأهوال القيامة والعوالم الأخرويّة، إضافةً إلى كتب الحجاب وذمّ النّساء، وكلّ ما ساهمَ في انتشار الخوف والشّعور بالإثم، وانتشار العصاب الوسواسيّ الدّينيّ، وهو ما غَذّتْهُ الفضائيّات العربيّة بدُعاتِها وخطبائها. هؤلاء الدّعاة والخُطباء لا يتحدّثون عن الموت باعتباره خاتمةً، بقَدْرِ ما يجعلون الحياة موتًا مستديمًا قبل الموت، أو رقصة موتٍ مُقدَّس".
تُحاول الكاتبة في بعض صفحات الكِتاب أن تُقارِنَ بين المُتشابهات في اللّفظ في هذين الصّحيحَيْن، لتتساءل عن العلاقة بينها، معتمدةً في ذلك طريقة المُفاجأة في إلقاء اللّفظة في وجه القارئ، لكنّها تتغافل – حين تفعل ذلك – عن سعةِ اللغة في إلقاء الظّلال على الكلمات المُتشابهة حتّى تعود – وهي هي من حيثُ اللّفظ – لا علاقة تربط بين واحدةٍ ونظيرتها … واسمع إليها تَتَفَذْلَكُ في هذا الموضوع من خلال هذا الكلام، تقول: "الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، و(اليقين) اسمٌ من أسمائه في مُدوّنة الحديث، ولكنّه أوّلاً يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو ثانيًا يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها وقد تُنكره، لا لأنّه مريرٌ مأساويٌّ فحسب، بل لأمرٍ آخر انفرد فرويد بذكره عندما كتب: في لا شعورِ كلّ واحدٍ منّا إقرارٌ بخلوده. فالإنسان سواء كان مؤمنًا بالبعث أو غيرَ مؤمنٍ به يُقرّ في أعماق نفسه بخلوده".
أمّا أنا فأرى أنّ كلام فرويد يجب أن يُعدّل، إلى أنّ الإنسان لا يُقرّ في أعماق ذاته أنّه خالدٌ، ولكنّه يُخَيّل له ذلك، أضفْ إلى أنّه يسعى إلى ذلك وهو يعلم أنّ سعيه سوف يصير هباءً، إذ إنّه لم يخرج عن دائرة الموت أحدٌ بما فيهم الأنبياء، ولم يُفلِت من حومة الفناء بشرٌ أبدًا…
وتحاول الكاتبة في بعض مواضع الكتاب أن تطعن في صحيحَي البُخاريّ ومسلم، من خلال نقلها كلامًا لمستشرقين أو أجانب يلمزون بالصّحيحَين دون أن تردّ عليه، أو تناقشه، أو تبيّن عواره، وهذا يدخل من باب دسّ السُّمّ في الدّسم، فها هي تقول في أحد مقولاتها: "يقول دوزي: يرى أكثر النّقّاد تشدّدًا أنّ نصفَ أحاديث البخاريّ صحيحة". أقول: فما معنى هذا الكلام …؟! وما الكلام المخبوء خلفه؟! ألا تريد هذه الكاتبة أن تقول لنا من وراء سِتار: بما أنّ نصف أحاديث البخاري صحيحة؛ فإنّ نصفها الآخر غير ذلك!!! انظر إلى التّمويه وإلى التّدليس، وصحيحٌ أنّ هذا الكلام ليس لها، ولكنّها لم تُفنّدْه؛ بل على العكس من ذلك، مضتْ تُورِدُ أقوال المتشكّكين فيصحّة البخاريّ ومسلك؛ كبلاشير وغيره…
وتتطاوَل أحيانًا الكاتبة في تفسيراتها، أو قل إنّها – على الأقلّ – تتجرّأ في فهم النّصوص بِما قد يقود إلى الخروج بالمفهوم عن مساره إمّا فذلكةً أو تعنًّتًا أو بقصد الإساءة، والله أعلم في كلّ حال… فمن ذلك أنّها تُورِدُ الأحاديث الّتي تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يخرج في ليلة عائشة إلى بقيع الغرقد ويزور قبور الصّحابة ويكلّمها… وأنّ ذلك تكرّر أكثر من مرّة… فتقول – في الفحوى – : لماذا نهى الإسلام عن عباد القبور والأجداد، ألم يكن فِعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من هذا الباب؟! أليست العبادة تكرار لفعلٍ ما على نحوٍ ما؟ ألا نُسمّي زيارة الرّسول للقبور على هذا النّحو المتكرّر عبادة؟!
اسمعْها تقول ذلك بالنّصّ: "ويمكن أن نعتبر زيارة الرّسول لبقيع الغرق، كما يُصوّرها الحديث شكلاً إسلاميًّا (باهتًا) من أشكال عبادة الأجداد". وتكون الكاتبة ذلك نسيت أو تناستْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يذهب إلى القبور ليدعو لأصحابه من الشّهداء والموتى، ويتّعظ – كما أخبرنا في تفسيره لدعوته لنا إلى زيارة القبور – بمصير كلّ حيّ… ولم يكن – حاشاه – يؤدّي أيّ نوعٍ من العبادة.. فانظر إلى هذه الجرأة من الكاتبة في الوقت الّذي كان يجدر بها أن تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدّم النّموذج الأعلى، والقدوة المُثلى في الاتّعاظ بمصاير الأموات في قبورهم، ولم تكنْ نبوّته، ومغفرة الله له، وغِناه عن الذّهاب إلى القبور للعظة بمانعةٍ إيّاه من فِعْل ذلك حَثًّا منه للمسلمين على تذكّر الموت، لأنّه يقرّب المؤمن إلى ربّه، ويعجّل بتوبته، وإنابته إليه…!!
غير أنّ الكاتبة تنتزع منّي أحيانًا بعض الإعجاب في طريقة تصويرها للمُسلّمات، فتعرضها بأسلوب جميل، فمن ذلك قولها: "فكأنّ الحياة دَيْنٌ لله على الإنسان، ومِنَ المنطقيّ والمعقول أن يستردّه يومًا، وتظهر هذه المبادئ في بعض عبارات المُعجَم الّذي استخرجناه، فالموت: رجوعٌ؛ لأنّ الذّاهب لا بدّ أن يؤوب، وهو: إجابةٌ؛ لأنّ النّداء لا بُدّ أن يُلَبَّى. وهو: لَحاقٌ بالرّسول؛ لأنّه لا بدّ لكلّ سابقٍ من لاحقٍ".
غير أن مسلسل التّجديف، والتجرّؤ في غير موطنه يستمرّ في معظم صفحات الكِتاب، فها هي تكتب ناقلةً: "وقد أرّخ شونسي لهذه الفكرة؛ أي: زيف الحياة الدّنيا وزوالها في: (أفكار محمّد في الموت) فاعتبرها متأخّرة. فقد خاف محمّد الموت ككلّ إنسانٍ، لكنّه سيطر على هذا الخوف باهتمامه المتزايد بفكرةٍ ذكَرَها مرّةً في الفترة المكّيّة الثّانية، وتسع مرّات في السّنوات الأخيرة بمكّة، وكرّرها ما لا يقلّ عن ثلاثٍ وأربعين مرّةً في المدينة: الحياة الدّنيا الّتي يُفارقها الإنسان بموته لا تستحقّ أن نتعلّق بها".
نأت الكاتبة عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟!
ونسيتْ الباحثة العظيمة، ونسيَ مَنْ نقلتْ عنه، أنّنا نقول: إنّ الجنديّ في المعركة لا يخاف الموت، بل يُقدِمُ بشجاعةٍ لا نظير لها، من أجل أهدافٍ قد تكون دنيويّة أو سمعةً، فما بالك بمعلّم البشر، الّذي كان الصّحابة يحتمون به في المعارك إذا حَمِيَ الوطيس! إنّ فكرة خوف الرّسول من الموت بهذا التّجريد، تُظهره إنسانًا عايًّا لا نبيًّا… فيبدو كما لو كان ملكًا حاربَ في الدّنيا وعندما اقترب أجله داخَلَهُ الخوف من المصير المحتوم… إنّه أسمى وأعلى من أن يخاف الموت بهذا التّجريد الّذي تسوّقه الكاتبة والمستشرقون، وهي تعلم أنّه في الحديث الصّحيح خُيِّرَ بين الموت والحياة فاختار الموت؛ أي اللّحاق بالرّفيق الأعلى… فواعجبا!!!
وتُغالِطُ الكاتبة الحقائق أحيانًا، فتقول: "وقد وردت عبارة (سكرةُ الموت) في القرآن منسوبةً إلى الكفرة لا إلى المؤمنين: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ)". والفهم المغلوط فيما قالتْه يتبدّى في أنّ سكرة الموت هي عامّة للبشر جميعهم، مؤمنيهم وكافريهم، وليست خاصًّا بالكفّار دون سواهم، بل إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عانى منها في مرض وفاته، حين قال: (إنّ للموتِ لسَكَرات).
وانظر إلى هذا التّلاعب في فهم النّصوص الّذي تستمرّ الكاتبة في إشاعته عبر صفحات كِتابها، فهي تقول: "والرّسول صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يدفع المرض عنه، أو يؤجّل حلول الموت به، فقد (كان ينفثُ على نفسه بالمعوّذات في المرض الّذي مات فيه) وقد لجأ إلى نوعٍ من الطّبّ السّحريّ فأمر نساءه بأن يُرِقْنَ عليه الماء (من سبع قِرَبٍ لم تُحْلَلْ أوكيتهنّ). ثمّ إنّه رَغِبَ في السِّواك وهو يُحتَضَر وكأنّه يريد أن يودّع الدّنيا".
قلتُ: ولا أظنّ أنّ مؤمنًا حقًّا، يحبّ الله ورسوله يُمكن أن يسمّي فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو وَحْيٌ وهَدْيٌ ربّانيٌّ بـِ: (الطّبّ السّحريّ)!! وقلتُ: هل يودّع الإنسانُ الدّنيا بسِواكٍ إذا كان متعلّقًا بها؟!
والكاتبة تقول عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ مواقفه متناقضة، فهو ينهى عن البكاء، ثمّ يبكي على إبراهيم، وهو يتعلّق بالدّنيا بلا سببٍ واضح، انظر إليها وهي تفتري قائلةً: "ولهذا التّناقض وجهٌ آخر، فالحديثُ يُعلي الموت كما رأينا، ويصوّر الدّنيا دارَ باطلٍ، والآخرةَ دار حقٍّ. لكنّه قد يُصوّرُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إنسانًا يتعلّق بالدّنيا، ويكره موتَه، ويحزَن لموت الآخرين، فقد حَزِنَ لموت إبراهيم، وهو يعلم أنّ له (أي إبراهيم) مُرضِعًا في الجنّة، وحزن لمقتل الصّحابة وهو الّذي عُرِضت عليه الجنّة ورأى للشّهداء منها المقام الأرفع".
قلتُ: لقد نأت عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟! على العكس إنّها لتدلّ على مدى الرّحمة الّتي يمتلئ بها قلبه عليه السّلام. ❝ ⏤رجاء بن سلامة
ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة …
لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
كُلّما أَدَّبَنِي الدَّهْـــرُ أَرانِي نَقْصَ عَقْلِي
وَإِذا مَا ازْدَدْتُ عِلْمًا زَادَنِي عِلْمًا بِجَهْلِي
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما ....... [المزيد]
: - 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان مرغماً بعد أن مضى مئات العقود مع مئات المشتريين من الطبقة الرائقة مادياً بالثمن الذى حدده لوحداتهم , أن ينحدر بالسعر حتى كاد الأقتراب من هاوية - الخسارة القريبة - لباقى الوحدات الأخرى فى المدينة .. و ذلك ليجنى أى نقود تمكنه من أستكمال نموها و أن يصل بها للمرحلة النهائية و ينتهى من هذا المشروع الذى أستنزف طاقته المادية المحددة للمشروع ..
هذه التعثرات و التدهورات المادية التى مر بها ألماظة ترجع لتخبط الأسعار لجميع السلع و المنتجات و عدم أستقرارها لفترة زمنية طالت مدتها !
كان فكر صائب لألماظة عندما نفذ هذه الخطوة فنجح بالفعل فى بيع أغلب الوحدات المتبقية و أنهى تشطيبها فى مستوى أقل بكثير من الوحدات الأولى و لكن تغاضى ممتلكيها عن ذلك مقابل فرصة أقتناص سعرها و المغرى أكثر لهم تواجد وحداتهم السكنية على مقربة من منازل الأثرياء الفخمة كما أنها أيضاً قريبة من مراكز خدمات و أحياء محيطة بمنازل الأثرياء
و قد تعامل معها ممتلكين الوحدات الثانية على أنها أماكن ترفيهية ..
ما فعله ألماظة دون تخطيط منه لكنه كان تخطيط القدر , أنه جمع فى هذه المدينة طبقة الأثرياء مع طائفة الشباب حديثى الزواج بالأضافة لطائفة قدامى المتزوجون من الطبقة المتوسطة و طبقات متحورة أخرى .. و شبه أنعزالهم عن أى حياة سكنية خارج هذه المدينة و قد منحها ألماظة أسم مدينة ( مدينتنا ) سيرغمهم على تفاعل جميع هذه الطبقات مع بعضهم البعض ليتصدوا لصعوبات الحياة الجمة التى يتوقعون أن يواجهوها فى تجربتهم فى الأقامة بمدينة ( مدينتنا ) و قد أتخذت جميع طبقات مواطنيها هذا المكان على أنه ملجأ لهم يهرعون إليه هرباً من ضوضاء الحياة فى العالم الخارجى و أزدحام الحياة و التى تزداد سوقية و فجاجة ..
*******************************
كان التخطيط العمرانى لـ ( مدينتنا ) يتسم بالعنصرية فعمل أحمد ألماظة من البداية على أن يمنح الأثرياء الجانب الشرقى للمدينة لما تتمتع بها هذه الرقعة الواسعة من المدينة من ظروف مناخية ممتازة و موقع جغرافى رائع , بينما خصص الجانب الغربى للمدينة لباقى الطبقات الأخرى و بالطبع يقل مستوى الرفاهية سواء الجغرافى أو المناخى عن نظيره فى الجانب الشرقى ..
لم يختلف أحد و لن يحمل أحداً أعتراضاً على عنصرية التخطيط العمرانى للمدينة فجميعهم قانعين أن هذه عدالة شعرية طبقاً لما دفعوه مقابل أستلام وحداتهم السكنية ..
محمود طايع هو شاب فى مقتبل العمر يبدو عليه أنه قضى حوالى ثلاثون عاماً فى هذه الحياة .. بارع فى مجال البرمجيات و لديه مهارات متنوعة أخرى , كان يقبض بأنامله على أطراف ملف يزخر بأوراق تبدو فى الأغلب أنها شهادات الكورسات و السى فى الخاص به .. كان مظهره يوحى بذلك فكان يحمل الملف دون أكتراث و يكاد يجر قدميه أثر حالة نفسية مأزومة و كأن أبواب العالم قد أوصدت فى وجهه و أصبح أسير ذاته ..
كان محمود يمشى وقت الظهيرة فى الجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) هائماً على وجهه مفعماً بالبؤس .. لم يتمكن حتى من أقتناص مجرد وظيفة روتينية فى أحدى شركات الجانب الشرقى , بدا ذلك جلياً من مظهره و من حافظة الأوراق المهنية التى يحملها فى وهن .. سمع محمود صوت الأذان يأتى من مكان ما ثم بدأت الأصوات تتنامى من حوله و تتداخل لتعدد المساجد فمال قلبه و أنجذب لدخول أقرب مسجد و كان تقريباً أكبر مساجد المدينة ..
توضأ محمود و أستعد لصلاة الظهر فى جماعة و بالفعل صلى محمود و أفرغ ما فى قلبه فى حوار روحانى مع رب العباد و ما أن أنتهت صلاة الظهر حتى طلب الأمام من المصليين عدم المغادرة لأداء صلاة الجنازة على أمرأة متوفية فما كان على محمود غير أن يلبى النداء و تموقع المصليين بينما الأمام يلقى على مسامعهم كيفية صلاة الجنازة و بدأت الصلاة و أستمرت بشكل طبيعى إلى أن جائت الركعة الثالثة و التى تخص الدعاء للمتوفى !
فعل محمود ما يفعله جميع المصليين و ما أعتاد هو فعله فى جميع صلوات الجنازات التى حضرها على مدار حياته .. لقد تفوهت شفتيه فى تمتمة شبه مسموعة و هو يدعى للمتوفية أن يتغمدها الله برحمته و يبدلها داراً خيراً من دارها و زوجاً خيراً من زوجها .. هنا كانت ولادة المأزق .. يتفاجأ محمود بأحد المصليين و الذى يقف أمامه فى الصلاة مباشرة قد خرج من صلاته و أستدار ليصبح وجهه فى مواجهة وجه محمود و بدأ يخاطب محمود و هو
مشتاط غضباً و أخذ يوبخه : ليه بتدعيلها بزوج خيراً منى ؟؟
تعرف أيه عنى أنت وحش ؟؟ تعرفنا أصلاً ؟؟
محمود أصابه الذعر و قد خرج من خشوع الصلاة بل خرج من صلاة الجنازة ذاتها هو و كل من حوله بعد أن تسلل الهرج فسلم الأمام و أنهى الصلاة ليلتفت و يستوعب ماذا حدث خلف ظهره أثناء الصلاة ..
كان محمود ينظر بعينان مذهولتان للزوج الثائر و كان يحاول تفادى الرذاذ المنطلق من فمه و رد عليه بنبرة هادئة : أهدى يا حاج .. انا معرفكش .. انا بدعى زى ما أتعلمت فى الخطب الدينية
ما أقصدش حضرتك بالأخص يعنى .. سامحنى ..
أستطرد الزوج بنفس ثورته و كأنه لم يسمع محمود من الأساس : دخلك أيه بينا أنت علشان تدعى لمراتى بزوج تانى أحسن منى ؟!
هنا تدخل الشيخ الذى كان يصلى بهم و حاول تهدئة الزوج الثائر و قد شاعت على وجه الشيخ أبتسامة معسولة بعد أستيعابه للموقف فأشتكى له الزوج الثائر و هو يعيد على مسامع الشيخ الرواية للمرة الألف تقريباً فشد الشيخ من أزره و هو يربت على كتفه و يبدى له أعجابه بغيرته و وفائه لزوجته و أخبره ضرورة الألتزام فى الصلاة و حفظ قدسيتها و أخبرهم بأعادة صلاة الجنازة فقاطعه الزوج الثائر : و محدش يقول زوجاً خيراً من زوجها !!
كانت الأبتسامة المعسولة ترتسم على وجه الشيخ كلما كرر الزوج الأرمل جملته , كان الشيخ يوزع نظراته بين الزوج و محمود و باقى المصليين و يعد الزوج بصوت مرتفع عمداً ليخبر المصليين أن لا أحد سيذكر هذا الجزء من الدعاء .. فأومأ الزوج برأسه يعلن تأكيد كلام الشيخ , فأضاف الشيخ و قال للمصليين أدعوا فى سركم أحسن ..
*****************************
فى الجانب الغربى للمدينة كانت تتواجد الأسواق التقليدية لبيع الخضروات و الفواكه و تنتشر المحال التجارية التى تبيع السلع الغذائية المحلية , من كان يريد السلع المستوردة كان عليه أن يمر للجانب الشرقى و يذهب للهايبرات الكبرى و المولات ليبتاع ما تشتهيه نفسه من أجود المنتجات و أبهظها ثمناً ..
لم ينكر و لن ينسى أحداً حالة الكساد الأقتصادى التى أكتسحت البلاد بل العالم أجمع بعد جائحة كورونا و ما تعانيه البلاد من حالة ركود قد أصابت بالطبع
مدينة ( مدينتنا ) و طالتها فلم ينجو أحداً من طوفان الأنكماش الأقتصادى .. الأسواق باتت شبه مهجورة .. المحال التجارية تجد تكدس على قلة منها و البقية لم يلمس غبار الأحذية بلاطها .. و يعزى الفضل فى ذلك لشقين :
الشق الأول و هو يخص التجار الذين يتعاملون فى تجارتهم و كأنها تجارة مع الله فيعملون بحديث من غشنا فليس منا و يتقون الله فى تجارتهم و فى حياتهم و لذلك يجعل الله لهم دوماً مخرج من أزماتهم و فى ذروة هذه الأزمة الأقتصادية محالهم التجارية لا تخلو من الزبائن و البركة لا تغادرها !
الشق الثانى خاص بـ تجار كانت محالهم التجارية ستنال نفس نظافة بلاط المحال الخاوية من الزبائن المجاورة لهم لولا أنهم لجأوا لأقذر حيلة أقتصادية فى التاريخ و هى أحتكار بعض السلع لتعطيش السوق لها ثم طرحها فى الأسواق بعد أختفائها و يسعرونها على أهوائهم و يتعاملون متوهمون
أن بيدهم المنح و المنع !!
كانت هذه الأجواء المستجدة على المدينة كفيلة لأن تخلق فى الجانب الغربى صراعات عديدة و متنوعة .. ناهيك عن الحقد و الغيرة و كأن الرزق يُجذب بالحسد !!
صراعات بين أصحاب المحال التجارية الخاوية مع التجار الذين يمارسون التجارة الأسلامية و محالهم التجارية مكتظة بالزبائن .. صراعات بين المواطنين قليلى الحيلة مع التجار الذين ترسخت فيهم غريزة الطمع الذين يحتكرون السلع فيحتقرهم الناس !
لقد تسللت لمدينة ( مدينتنا ) السوقية والفجاجة التى هرب منها مواطنين ( مدينتنا ) من الخارج , يبدو أنهما أصبحا من قوانين الحياة و لكل قانون قوة !
***************************************
غادر محمود المسجد بعد أن صلى الظهر و صلى أغرب صلاة جنازة فى حياته لا يعلم أن كان سيكررها مرة أخرى أم لا .. طمئن نفسه أنه يملك طرق عديدة أخرى لعمل الخير و أقتناص الحسنات غير صلوات الجنازات ..
سأل محمود نفسه فى حوار ذاتى داخلى هل المرحلة العصيبة التى يمر بها هذه الأشهر بدون عمل و بدون حب و بدون أى شئ هل ستتبع مقولة ( ما تضيق إلا لما تفرج ) أم أنها سترجح مقولة ( المشاكل لا تأتى فرادى ) و ستستمر ؟؟
حتى لو أجابه عقله الباطن بالمقولة الأولى كانت حالته النفسية العامة سترجح و تميل للثانية لما يمر به فى هذه المرحلة الأنتقالية فى حياته من أزمات و كبوات ..
ترجل محمود هائماً على وجهه شارداً لفترة زمنية لا بأس بها حتى وصل للجانب الغربى للمدينة دون أن يشعر بمشقة سيره لمسافة طويلة ..
أنتبه محمود أنه وصل لمحيط سكنه من صوت المشاجرة القائمة بين أحد المواطنين مع أحد تجار الحوائج .. نظر لتجمهر الناس من حولهما فى موقف مكرر يومياً مع أختلاف الأشخاص لكن دون جدوى .. فلا المواطن يقبل الأستغلال و لا التاجر ينتوى أن يفقد حتى قرش مكسب من القيمة التى سعرها لمنتجاته .. مشهد بات فى ناظرى محمود مملاً أكثر منه مؤلماً .. أستمر محمود فى خطواته يشاهد المشاجرات و الصراعات و الحالة العامة التى خيمت على وجوه أهل الجانب الغربى و كأنه يشحن طاقته السلبية حتى أمتلأت عن أخرها بوصوله لوحدته السكنية فأختفى عن الشارع و صعد لمنزله حاملاً اليأس على كتفيه يوحى لمن تقع عليه عيناه أنه ينوى عمل شئ ما
لكنه شخصياً مازال عاجزاً عن معرفته !
********************
دخل محمود الشقة بكل يسر فلم يتكبد عناء طرق الباب لقد كان مفتوحاً عن أخره واصل سيره بالداخل سامعاً أصواتاً متداخلة داخل شقته عندما ميزها أكتشف فيها رنين صوت والدته مع امرأة ما , كاد أن لا يبالى لكن أصطدمت قدميه بكرتونة عملاقة تحوى سلعاً غذائية متنوعة من سكر و أرز و عبوات صلصة و زجاجات زيت طعام .. تعثرت قدمى محمود أثر أصطدامهما بالكرتونة فأختل توازنه و بدأ فى عمل حركات السقوط البهلوانية محاولاً التعلق بأى قشاية تظهر أمامه فكانت الحاجة نورا هى القشاية التى برزت فجأة لكنها لم تتحمل تشبثه بها فأنهارت قدماها و سقطت فوق محمود أرضاً .. هنا ساهمت الحاجة زكية و الدة محمود فى الموقف و قد ظهرت مؤخراً و صرخت مؤازرة للحاجة نورا و كأنها تحاول أنقاذها من خلال صرخاتها !
نهض محمود مرتبكاً ليحاول مساعدة الحاجة نورا و قد أقتربت الحاجة زكية تشارك محمود المساعدة و هما يحاولان تجاهل تمتمة الحاجة نورا التى تحمل سباً و قذفاً لما ألحقه بها محمود ..
ذهبت الحاجة زكية من أمامها بحجة أحضار كوباً من الماء و قد جذبت محمود من ذراعه و دخلا المطبخ و حدثته الحاجة زكية فى توبيخ :
كنت فين كل دة يا فاشل ؟؟ و أيه اللى هببته فى الولية دة ؟؟ عارف مين دى ؟؟
لم يدب الحماس فى جسد محمود من الصباح الباكر لكنه تحرك فى عروقه عند سؤال والدته فقال لها : أيوة بقى منا عايز أعرف مين الست دى ؟؟ و أيه اللى جابها عندنا بالكرتونة دى ؟
ردت الحاجة زكية بكل طلاقة : دى مرات المعلم أبو كرش ..
أكبر تجار أحتكار السلع فى المدينة ..
حدق محمود فى ذهول فى والدته و قال : مالك يا أمى ؟؟
هو البيت بقى مركز التجار الأشرار .. أنا مش فاهم حاجة ؟!
أستطردت والدته بنفس الطلاقة و الثقة : هى بتاخد البضاعة من جوزها بسعر الجملة و تحسبهالى بسعر الجملة .. فقاطعها محمود و قال :
ليه ماسكة عليها ذلة ؟؟
والدته : لا .. بس بطلب من ابوك يجيب من مصنع التونة اللى شغال فيه كراتين تونة و بحسبها بسعر الجملة و بنبدل مع بعض بعد حسبة بسيطة تقديرية للكمية المتبادلة على حسب سعرها جملة و بعد كدة هى بتاجر فى كراتين التونة دى لأنها من أجود ألأصناف و كل شوية بتقل فى المحلات و مطلوبة كتير فى الجانب الشرقى للمدينة .. هى بتسعرها سياحى و تبيعها من غير المعلم أبو كرش ما يعرف و بتحوش فلوسها و تشترى بيهم دهب ..
و أنا كدة بكون أشتريت خزين البيت بسعر الجملة ..
قال لها محمود فى فزلكة : و أيه اللى يضمن أنها بتبلغك سعر الجملة الحقيقى لبضاعتها اللى بتقايضك بيها ؟؟ دى مرات أبو كرش !
ردت الحاجة زكية بكل ثقة : و أنا مرات طايع .. أنا بقى بسأل على سعر البضاعة فى المحلات بس بروح عند تجار الخير مش عند أبو كرش و أمثاله و بكتب الأسعار .. بعد كدة بنقص أتنين جنيه من السعر و يبقى كدة بنحط سعر تقريبى لسعرها جملة .. غير أن البضاعة
اللى بتنقص فى المحلات هى بتوفرهالى ..
أرتسمت على وجه محمود أبتسامة فاترة و قال لوالدته :
بتحاربى الغلاء بطريقتك يا زكية !
جاء صوت من الخارج كان عالياً و ممطوطاً : مـــــــــــ ــــيــــــ ــــــــة ..
فأنتفضا محمود و والدته و خرجت الحاجة زكية
تحاول أسراع خطواتها حاملة كوباً من الماء ..
*****************************
مشى محمود بخطوات ثقيلة قاصداً غرفته .. كان يستظل بسحابة من الفشل و يتجرع كؤوساً من الأحباط بعد أن مكث شهوراً يبحث عن فرصة عمل مقبولة و هو مهندس برمجيات ناهيك عن أنه يجيد لغتين و لديه مهارات أخرى رغم ذلك لم يتغير الوضع المادى له فتغير الوضع النفسى له للأسوأ .. دخل غرفته و هو خائر العزم يمشى بنفس خطوات من أقدم على الأنتحار .. خطوات أشبه بخطوات الزومبى .. كان يتحرك و كأن أحداً يوجهه من على بعد بالريموت .. حتى جلس على سريره و مدد قدماه و أصبح فى وضع الزاوية 90 , رفع هاتفه و شرع فى فعل شئ ما على شاشته .. يبدو أنه ينوى الأنتحار فبدأ فى ممارسة طقوس الأنتحار المعتادة .. كل المنتحرين فى هذا العصر يكتبون رسالتهم الأخيرة على الفيس أولاً قبل التنفيذ و كأنها محاولة بائسة أخيرة منهم لأيجاد أى مُنقذ !
أستغرق محمود حوالى نصف ساعة فى وضع الزاوية القائمة و هو منهمك مع هاتفه , أنتهى محمود أخيراً مما يفعل و بدأ مرحلة جنى ثمار ما غرس ..
بدأ محمود متابعة صفحة الفيس التى أنشأها منذ لحظات بعنوان ( موطن الفاشلين ) و قد أعلن عنها و سوق لها أيضاً بلينك الصفحة و قد قام بتشييره فى العديد من الجروبات مع وصف مبسط لفكرة الصفحة .. وصف يلخص تقييم محمود لنفسه بمصفوفة صغيرة تضم شهاداته و خبراته مع الوظائف التى شغلها سابقاً و التى لا تطلب من الأصل شهادات للقيام بها .. حتى هذه الوظائف السطحية باتت له كـ حلم زجاجة ماء لتائه فى الصحراء .. يعلن على الصفحة أنه فشل فى حياته المهنية فشل فى حياته العاطفية فشل فى حياته الأجتماعية أعلن محمود أنه بكل شفافية و شجاعة أول فاشل فى التاريخ يعترف أنه فاشل .. ليس ذلك فحسب .. أعلن محمود أنه قد وصل لأخر ليفل فى جيم الفشل و لن يصل إليه أحد مثله و من يرى نفسه فاشل بائس فلينضم لدولتنا !!
ما فعله محمود هى خطوات ما قبل الأنتحار لمن يقدم عليه , فيجلد المنتحر نفسه ذاتياً داخلياً فيرتفع أفراز الأدرينالين فى جسمه فينهى حياته ..
ما فعله محمود أنه قام بجلد ذاته لكن جهراً ..
لقد أنتحر محمود ألكترونياً !!
***************************************
أنتهت الحاجة زكية من طهى الطعام و تنظيمه على السفرة لتناول وجبة الغذاء , كان موعد الغذاء ثابتاً كباقى الوجبات فلكل منها وقتاً محدداً كما جرت العادة فى منزل طايع و أسرته , طايع يقدس النظام و يطبقه فى ممارسة شئون حياته .. عاد من عمله فى مصنع التونة الشهير فى الجانب الشرقى للمدينة , أتخذ مقعده على طاولة الطعام و جلست جواره الحاجة زكية و ندهت بصوت عال على محمود : الغدا هيبرد يا فــاشــل ..
قال طايع لزكية وقد ملأ شدقيه بالأرز : بطلى تناديه بفاشل ..
أنتى قربتى تنسينى أسمه ..
خرج محمود من غرفته بنفس حالته التى دخل بها الغرفة , سحب مقعداً ليجالسهم على المائدة و لم ينطق سوى بألقاء السلام على والده و أوحى لهما أنه يأكل حتى لا يسأله أحد عن ما به .. واضعاً هاتفه المحمول
على المائدة بجوار طبق الأرز الخاص به ..
عادة طايع كباقى عادات أغلب المصريين , بدأ يتناقش مع زوجته زكية فى بعض أمور العمل و ضغوط الحياة أثناء تناول وجبة الغذاء .. دور الزوجة فى هذه المواقف يكون تبسيط الأمور و تهوين الوضع رغم عدم أقتناعها ! أستطرد طايع و هو يعرض على زكية مشاكل العمل : فى عجز فى بعض الخامات فى المصنع و دة هيأثر على مسيرة الأنتاج الفترة الجاية .. حاولى تحافظى على كراتين التونة اللى جبتهالك يا زكية علشان مش هنعرف نجيب زيها الفترة اللى جاية ..
هنا سقطت الملعقة من بين أنامل زكية و أحدثت رنيناً لأحتكاكها بطبق الأرز
فأنتبه لها محمود و تلاقت نظراتهما فى حوار تراجيدى كوميدى صامت ..
لم يقطع تبادل نظراتهما غير صوت طايع المرتفع وهو يفور غضباً موجهاً غضبه لمحمود يوبخه و يأمره بأن يغلق هاتفه المزعج الذى لم يتوقف منذ لحظة جلوسه عن أصدار أصوات مستفزة - صوت أشعارات الفيس - !!
تناول محمود هاتفه فى عجلة ليغلق أتصاله بشبكة الواى فاى لكنه ما أن تناول هاتفه حتى أصابه الذهول و أتسعت عيناه و هو ينظر للهاتف و قام عن مقعده فى محاولة لمغادرة المائدة مما لفت أنتباه والده طايع الذى خاطبه بصوت أجش يأمره بأن يكمل طعامه فرد عليه محمود و هو شارد .. الحمد الله .. الحمد الله ..
محمود كان لا يدرك هل حقاً يقول الحمد الله لوالده مكتفياً بما سقط فى جوفه من قلائل الطعام أم يقولها لنفسه لأن صفحته على الفيس التى أنشأها منذ حوالى ساعة فقط قد أجتذبت ما يقرب من حوالى مائة ألف متابع !!
( موطن الفاشلين ) سكنه ما يقرب من مائة ألف فاشل حتى اللحظة الراهنة قابلين للزيادة .. حمد الله فى سره على أنه نجح أخيراً فى شئ ما !
بعد ثوان معدودة أكتشف محمود أن أول أمر ينجح فيه هو الفشل !!!
لقد نجح فى أجتذاب مائة ألف فاشل و تم تنصيبه تلقائياً كزعيماً لهم !
سأل محمود نفسه متحيراً .. و قد جال بخاطره لحظة أنشاء هذه الصفحة أنه كان مجرد يفرغ شحناته السلبية بهذه الوسيلة !
الأن ماذا سأفعل مع ( موطن الفاشلين ) و ما الذى سأقدمه لهم ؟؟
- 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة قادمون ❝ عند قيام الثورة الإيرانية استقلبتُ الخبر بالتفاؤل، آملا في قيام دولة إسلامية عصرية، ومرت الأيام وكشفت الثورة الإيرانية عن حقيقتها العنصرية المذهبية، وإذا بها تحرك الأحقاد القديمة - متمثلة في حربها على (العراق )، والعدوان على بيت الله الحرام - ؛ فرأيت أنه من واجبي التصدي لهذه التصرفات التي تنمّ عن سوء النية، وإحياء الرغبة المكبوتة في السيطرة على العالم العربي، وتصفية حسابات الماضي. والمتتبع لأحداث (مكة )، يرى استخدام الشيعة الإيرانيين لأسلوب الانقضاض على السلطات الشرعية وإثارة الفتن، فإذا ما اصطدمت السلطات بهم؛ انطلقوا يملئون الدنيا ضجيجًا عن الظلم والاضطهاد، وراحوا يحركون العواطف، ويستدرُّون الدموع، ويقولون قصائد الرثاء في تمجيد قتلاهم. كيف نشأ التّشَيُّع؟ ولم هذا الحقد ضد العرب؟ وما المراحل التي مرّ بها التّشَيُّع عبر التاريخ؟ هذا ما سنحاول أن نوضّحه بين ثنايا الكتاب. 1- لماذا هذا الحقد الدفين المتأصل في النفس الإيرانية ضد العرب؟: لأن (الفُرْس ) كانوا أصحاب دولة وسلطان وجاه قديم قبل ظهور الإسلام، وكانت دولتهم (الساسانية ) إحدى القوّتين العُظْمَيَيْن مع دولة الروم (البيزنطية )، وكانت لهم السيادة على العالم القديم، وكان تاريخ الشرق الأوسط - قبيل ظهور الإسلام - أشبه بمبارزة صارمة بين الفُرْس والروم؛ من أجل اقتسام النفوذ، وكان الفُرْس ينظرون إلى العرب نظرة احتقار وازدراء، وهي نظرة موروثة لدى الشعوب ذات الحضارات القديمة إلى الأعراب أو البدو الرُّحَّل، وقصارى ما بلغه العرب في ظل الفُرْس، أنهم كانوا يقدّمون الإتاوة إلى عرب (الحيرة ) مقابل الدفاع عن التخوم الفارسية ضد هجمات البدو.
ولما تجلَّتْ قوة الإسلام العسكرية، والتحمت التحامًا مباشرًا مع العسكرية الفارسية العريقة، تبيّن للفرس مدى الخواء والانحلال والضعف الذي ينخر في دولتهم، وتبين لهم أن نعرة الاستعلاء لم تكن سوى جَعْجَعَة كلامية لم تصمد في ساحات القتال؛ ففي خلال أسابع قليلة نجح الفاتحون العرب - على قلة عددهم وضعف إمكاناتهم - في شق طريقهم إلى قلب الإمبراطورية، ولم تنجح الجحافل الجرارة في إعاقتهم، وهو ما لم يحدث للروم الذين صمدوا طويلًا أمام الجيوش الإسلامية. وعلى الرغم من تحرير (الشام ) و (فلسطين ) و (مصر ) و (ليبيا ) و (تونس ) و (المغرب ) من الاحتلال البيزنطي خلال قرن، إلا أن قلب الدولة (القسطنطينية ) ظل باقيًا في أيدي الروم، ولم يسقط إلا في القرن الخامس عشر الميلادي على أيدي الأتراك العثمانيين؛ فشتان بين طول النفس عند البيزنطيين، وسرعة انهيار الفُرْس، وفي هذه العقدة تتركز محنة الفُرْس، ويتمثل حقدهم الأصيل ضد العرب. ❝ ⏤جمال بدوي
ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة قادمون ❝
عند قيام الثورة الإيرانية استقلبتُ الخبر بالتفاؤل، آملا في قيام دولة إسلامية عصرية، ومرت الأيام وكشفت الثورة الإيرانية عن حقيقتها العنصرية المذهبية، وإذا بها تحرك الأحقاد القديمة - متمثلة في حربها على (العراق )، والعدوان على بيت الله الحرام - ؛ فرأيت أنه من واجبي التصدي لهذه التصرفات التي تنمّ عن سوء النية، وإحياء الرغبة المكبوتة في السيطرة على العالم العربي، وتصفية حسابات الماضي. والمتتبع لأحداث (مكة )، يرى استخدام الشيعة الإيرانيين لأسلوب الانقضاض على السلطات الشرعية وإثارة الفتن، فإذا ما اصطدمت السلطات بهم؛ انطلقوا يملئون الدنيا ضجيجًا عن الظلم والاضطهاد، وراحوا يحركون العواطف، ويستدرُّون الدموع، ويقولون قصائد الرثاء في تمجيد قتلاهم. كيف نشأ التّشَيُّع؟ ولم هذا الحقد ضد العرب؟ وما المراحل التي مرّ بها التّشَيُّع عبر التاريخ؟ هذا ما سنحاول أن نوضّحه بين ثنايا الكتاب.
لأن (الفُرْس ) كانوا أصحاب دولة وسلطان وجاه قديم قبل ظهور الإسلام، وكانت دولتهم (الساسانية ) إحدى القوّتين العُظْمَيَيْن مع دولة الروم (البيزنطية )، وكانت لهم السيادة على العالم القديم، وكان تاريخ الشرق الأوسط - قبيل ظهور الإسلام - أشبه بمبارزة صارمة بين الفُرْس والروم؛ من أجل اقتسام النفوذ، وكان الفُرْس ينظرون إلى العرب نظرة احتقار وازدراء، وهي نظرة موروثة لدى الشعوب ذات الحضارات القديمة إلى الأعراب أو البدو الرُّحَّل، وقصارى ما بلغه العرب في ظل الفُرْس، أنهم كانوا يقدّمون الإتاوة إلى عرب (الحيرة ) مقابل الدفاع عن التخوم الفارسية ضد هجمات البدو.
ولما تجلَّتْ قوة الإسلام العسكرية، والتحمت التحامًا مباشرًا مع العسكرية الفارسية العريقة، تبيّن للفرس مدى الخواء والانحلال والضعف الذي ينخر في دولتهم، وتبين لهم أن نعرة الاستعلاء لم تكن سوى جَعْجَعَة كلامية لم تصمد في ساحات القتال؛ ففي خلال أسابع قليلة نجح الفاتحون العرب - على قلة عددهم وضعف إمكاناتهم - في شق طريقهم إلى قلب الإمبراطورية، ولم تنجح الجحافل الجرارة في إعاقتهم، وهو ما لم يحدث للروم ....... [المزيد]
لقد اعتنق الفُرْس الإسلام عن إيمان، مثل بقية الشعوب التي وجدت في الإسلام سعادتها الدينية والدنيوية. ولكن عقدة الحقد ضد العرب لم تهدأ في نفوس السادة الذين كانوا يقدسون ملوكهم إلى حد العبادة، وينظرون إلى دولتهم القديمة نظرة الخلود الأبدي، وبقي في نفوسهم الحنين إلى إحياء مجدهم القديم، في شكل دولة فارسية يحكمها بيت من بيوت العِلْية الأشراف.
ووجد الفُرْس في فكرة (التّشَيُّع ) ملاذًا وستارًا يعملون من خلفه على تحقيق أحلامهم القومية؛ فالتفوا حول أهل البيت، ليس حبًا في أهل البيت؛ ولكن لأن هذا التصور يلائم عقيدتهم القديمة في الانطواء تحت زعامة بيت شريف، أو حاكم تتوافر فيه عناصر الشرف والتقديس. وابتدعوا فكرة (الإمام ) الذي تتجسّد فيه هذه الصفات، والذي سيظهر في آخر الزمان؛ ليملأ الأرض عدلًا بعد أن ملئت جورًا وظلمًا. ولك أن تعجب أشد العجب من سرعة توالد هذه الفكرة - التي تبشر بظهور الإمام القائد - ، من خلال دين لم يمرّ على ظهوره أكثر من قرن! ولكنها الرغبة المتأصلة في النفس الفارسية، والتي تعود في منشئها إلى تراثهم القديم، وقد بشر بها (زرادشت ) نبي الفُرْس ....... [المزيد]
3- توظيف الأفكار لخدمة فكرة التّشَيُّع
4- الفُرْس في قلب الخلافة العباسية
5- ظهور نجم الأتراك السّلاجِقَة
6- نشأة الدولة الصَّفَوِيّة
7- (مصر ) من حكم الشيعة إلى حكم السنة
8- التيار السنّي في (مصر ) و (العراق )
9- وَهْم إمكانية التقريب بين المذهبين
❞ ملخص كتاب ❞ الهمجية زمن علم بلا ثقافة ❝ ، بقلم أنطوان أبو زيد
الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري يكشف أخطار العلمٌ والتقنية عندما يسودان
يبدأ الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري (1922-2002) من حيث انتهت الفيلسوفة الألمانية الأميركية حنة آرندت (1906-1975)، في ختام كتابها "أزمة الثقافة" بإبدائها الشكّ في صوابية مسار البشرية نحو اكتساح الفضاء، وفي أنّ التقدّم العلميّ الذي أحرزته الشعوب المتحضرة، سوف يفضي الى "تدمير البعد الإنساني" المأمول منه.
في كتابه "الهمجية " ( أو البربرية) الصادر حديثا عن دار الساقي(2022) في ترجمته العربية التي انجزها جلال بدلة، يسائل الفيلسوف هنري عن الرابط بين كلّ من الثقافة والهمجية والعلم والتقنية المعاصرة، وينظر في التعارض الجوهري بين الثقافة، باعتبارها "التنمية الذاتية للحياة" وبين الهمجية التي يعني بها الحدّ الأقصى الذي يبلغه العلم إذ يجعل الإنسان "ينفي بذاته ثقافة الحياة" أي كلّ ما يتيح تنمية الفرد إمكاناته وخلقياته ، بحسب فريدريك سايلر. ضد العلم النقيض: إذاً، يقوم الكتاب على مرافعة مستفيضة ضدّ العلم المنظور اليه نقيضاً للثقافة المعتبرة تنمية ذاتية للحساسية أو حياة الكائن الداخلية، والتي قوامها المشاعر وإدراكه الحسّي، معطوفاً على كلّ ما يتوفّر له من محيطه الصغير والكبير، من قيَم ومعتقدات وأفكار وتصرّفات، وأشكال من الإجراءات التي تتيح له تمثيل العالم على صور معيّنة، شأن الفنون، أو تقدّم له تعليلات عن الواقع والحياة والموت والخلود، والمقدّس والمبتذل وغيرها، كما تؤدّيه الأديان. أو تمنحه تصوّراً عن الكيفية المثلى التي ينبغي له التعاطي بها مع الكائنات والبشر الآخرين، على نحو ما تفعله الأخلاق، وموازين القيَم، والجمال، والمتَع. وهذه جميعها تندرج في باب ثقافة الحياة، وتتجلّى في حساسية الكائن الفرد، على ما يراهما الفيلسوف ميشال هنري.
وفي المقابل، يقوم العلم، في نظر الفيلسوف هنري، على فكرة عن الحقيقة الكونية ثابتة وأحادية، يزعم القائلون بها أنها نتاج نظرة موضوعية لا لبس فيها. بيد أنّ الخطورة لا تكمن في توصيف العلم، على هذا النحو، ما دام محصوراً في درس الطبيعة، ومنشغلا في استخلاص قوانينها، وإنما في ميله المتطرّف الى استبعاد كلّ الأشكال التقليدية للثقافة، بما تعنيه من فنون، وخلُقيات، وأديان، بحجة أنها مشوبة بالذاتية، ولا تمتّ الى الموضوعية بأيّ صلة. وبالتالي، فإنّ هذا الاستبعاد، بحسب الفيلسوف هنري، من شأنه أن يجرّد ذاك العلم من أيّ تداخل إنسانيّ، بحيث تصحّ نسبته الى التقنية التي تبدو مساراتها عمياء، وتتنامى من ذاتها على نحو رهيب، من دون أن تكون صادرة عن بشر، ولا عن حياة إنسانية، ولربما يكون مثاله في ذلك ما بات أفلاماً تحكي عن تهديد الروبوتات للبشرية، مثل تيرميناتور، وأفلام وستورد، وغيرهما. ومن هذا القبيل أيضا، يمكن اعتبار التلفزيون مثالاً على حقيقة التقنية التي هي ممارسة الهمجية على صورتها التامة، إذ يحوّل الأخير كلّ حادثة الى خبرٍ جدير بالتناقل، والى واقعة غير متناسبة وعديمة المعنى، بحسب الفيلسوف.
يرى الفيلسوف هنري الى العلم الموسوم بالحداثة والمعاصرة على أنه أحد أشكال الثقافة حيث تستبعد الحياة ذاتها، وترفض أن يكون لها أيّ قيمة خارج المعرفة المعتبرة علميةً ومجرّدة من أيّ تدخّل إنساني، أو غائية إنسانية. وإذ يعيد الفيلسوف ذلك التصوّر الى نشوء فكرة الحداثة القائمة على المعرفة الهندسية الرياضية (غاليلي) وتنامي الاكتشافات العلمية، بالتوازي مع تقلّص سلطان الثقافة من مضمار مجتمع المعرفة ذي الاتّجاه العلموي المهيمن -المؤمن بالعلم خلاصاً للبشرية، والبالغ ذروته نهاية القرن التاسع عشر- فإنّه يرفع من مكانة التقنيات الحديثة، والمجرّدة من الأبعاد الخلقية، لتغدو أيقونة هذه الحداثة بلا منازع، على الرغم من كونها منتمية الى العالم اللاإنساني. ❝ ⏤ميشيل هنري
ملخص كتاب ❞ الهمجية زمن علم بلا ثقافة ❝ ، بقلم أنطوان أبو زيد
الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري يكشف أخطار العلمٌ والتقنية عندما يسودان
يبدأ الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري (1922-2002) من حيث انتهت الفيلسوفة الألمانية الأميركية حنة آرندت (1906-1975)، في ختام كتابها "أزمة الثقافة" بإبدائها الشكّ في صوابية مسار البشرية نحو اكتساح الفضاء، وفي أنّ التقدّم العلميّ الذي أحرزته الشعوب المتحضرة، سوف يفضي الى "تدمير البعد الإنساني" المأمول منه.
في كتابه "الهمجية " ( أو البربرية) الصادر حديثا عن دار الساقي(2022) في ترجمته العربية التي انجزها جلال بدلة، يسائل الفيلسوف هنري عن الرابط بين كلّ من الثقافة والهمجية والعلم والتقنية المعاصرة، وينظر في التعارض الجوهري بين الثقافة، باعتبارها "التنمية الذاتية للحياة" وبين الهمجية التي يعني بها الحدّ الأقصى الذي يبلغه العلم إذ يجعل الإنسان "ينفي بذاته ثقافة الحياة" أي كلّ ما يتيح تنمية الفرد إمكاناته وخلقياته ، بحسب فريدريك سايلر.
إذاً، يقوم الكتاب على مرافعة مستفيضة ضدّ العلم المنظور اليه نقيضاً للثقافة المعتبرة تنمية ذاتية للحساسية أو حياة الكائن الداخلية، والتي قوامها المشاعر وإدراكه الحسّي، معطوفاً على كلّ ما يتوفّر له من محيطه الصغير والكبير، من قيَم ومعتقدات وأفكار وتصرّفات، وأشكال من الإجراءات التي تتيح له تمثيل العالم على صور معيّنة، شأن الفنون، أو تقدّم له تعليلات عن الواقع والحياة والموت والخلود، والمقدّس والمبتذل وغيرها، كما تؤدّيه الأديان. أو تمنحه تصوّراً عن الكيفية المثلى التي ينبغي له التعاطي بها مع الكائنات والبشر الآخرين، على نحو ما تفعله الأخلاق، وموازين القيَم، والجمال، والمتَع. وهذه جميعها تندرج في باب ثقافة الحياة، وتتجلّى في حساسية الكائن الفرد، على ما يراهما الفيلسوف ميشال هنري.
وفي المقابل، يقوم العلم، في نظر الفيلسوف هنري، على فكرة عن الحقيقة الكونية ثابتة وأحادية، يزعم القائلون بها أنها نتاج نظرة موضوعية لا لبس فيها. بيد أنّ الخطورة لا تكمن في توصيف العلم، على هذا النحو، ما دام محصوراً في درس الطبيعة، ومنشغلا في استخلاص قوانينها، وإنما ....... [المزيد]
في الكتاب الذي يعدّ محاجّة كبرى، وبلغة فلسفية شديدة الخصوصية ونامية الى الفلسفة الظاهراتية الهوسرلية، يبيّن ميشال هنري كيف أنّ العلم الحديث، في كلّ اختصاصاته، سواء العلمية البحتة منها، أو الإنسانية، صار يستبعد أساسَ القيَم والثقافة من متون هذه العلوم، بدعوى التزام الموضوعية العلمية الصارمة والقابلة للقياس والتكميم والمعادلات الرياضية. وبهذه الحجّة جعل العلم الحديث هذا يستبعد مجموع القيَم والمثُل والإجراءات الفردية والجماعية الفنية والجمالية والدينية وغيرها، من ميزانه. فصار علماً محضاً، مجرّداً من الأهداف، ومفصولاً عن منطلقه البشري والإنساني الذي لطالما كان ماثلاُ في أصل أيّ مبحث علمي، أو معرفيّ على مرّ تاريخ الحضارات، بل منذ أن بدأ الإنسان مشواره الحضاري. وعندئذ يمكن الكلام - بلسان الفيلسوف-على الهمجية، أو البربرية، باعتبارها ختاماً لحالة الخراب المعنوي السابق وصفها، على حدّ تعبير المفكّر جوزيف دو ميتر، والتي تفرضها الحداثة، على كلّ نشاطٍ أو مظهر من مظاهر حضارتنا المعاصرة.
ولمّا كانت الثقافة، بمفهومها الشامل، مرآةً للحياة، يُتاح ....... [المزيد]
لعل استبعاد الحياة أو نفيها من النشاط الإنساني، بحجة الحداثة، بحسب ميشال هنري، إنما يصدر عن "مرض الحياة، أو عن سرّ عدم الرضا عن الذات الذي يقود المرء الى نفي نفسه، أو إنكار قلقه وألمه". وفي العالم المعاصر، على ما يقول، نحن محكومون بأن نتجنّب قلقنا وحياتنا المخصوصة التي ألفناها في خمول العالم الإعلامي. ثمّ إنّ الفرد غير الراضي عن ذاته، والمستلبة إرادته ومعاني أفعاله، يسهل عليه الانقياد الى العنف، بدل أن يلجأ الى الأشكال التقليدية الأكثر حضورا، عنيتُ الثقافة التي تتيح له تجاوز هذا الألم، بل توفّر له التحوّل من الألم الى الفرح.
ولئن كانت المقالة هذه أعجز من أن تنقل عمق الجدالات التي أجراها الفيلسوف هنري في كتابه، فإنّ لها فضلاً يتيما، وهو الإشارة الى المحاور المهمة التي طاولتها، والخلاصات التي انتهى اليها الفيلسوف، من دون الدخول في البعد الإبيستمولوجي أو المصطلحات التي يستقيها من منابعها ومرجعياتها الفلسفية ذات الصلة. ومن هذه المحاور، إشارته الى "أيديولوجيات الهمجية"، والتدقيق في مسألة عجز العلوم، المعتبرة كذلك، عن تمثيل الحياة تمثيلا نظريا ....... [المزيد]
تجدر الإشارة الى أنّ الفيلسوف ميشال هنري، هو من كبار الفلاسفة الفرنسيين المعاصرين، الذين صارت طروحاتهم الفكرية الجريئة والمزعزعة للكثير من اليقينيات، من مثل انتقاد نظرة الماركسيين الى ماركس، واعتبار طرح فرويد المبني على الغريزة الجنسية قاصراً ودالاً على التباس قبليّ في طبيعة الإنسان، إضافة الى أسطورة الموضوعية والعلمية التي تتهاوى اليوم تحت وقع التغيرات المناخية القاتلة بفعل الإفراط في استخدام التقنية لغاية الربح والرسملة، وليس لإفادة البشر منها، وغيرها من القضايا.
للفيلسوف هنري الكثير من الأتباع في العالم، ولا سيما في النطاق الفرنكوفوني، يواصلون الكشف عن أعمال المفكّر الكبير المنشورة وتلك التي لا تزال مخطوطة. ومن هؤلاء الأكاديمي والشاعر اللبناني جاد حاتم، الذي يدير مركزاً للدراسات المختصة بالفيلسوف ميشال هنري، في جامعة القديس يوسف، بيروت.
للفيلسوف هنري مؤلفات عديدة أهمها: الظاهراتية والحياة، جوهر التظاهر، مسألة كائن الأنا، الظاهراتية المادية، فلسفة الجسد ، كتاب الموتى، ماركس، اشتراكية ماركس، رؤية اللامرئي لدى كاندنسكي، أنا هو ....... [المزيد]