❞❝
❞ النبات يمتصّ حياته من أرضه بجذوره، فإن نقلته منها تقطّعت، فذبلت الأوراق وتراخت العروق، والإنسان في هذا كالنبات، وجذوره ذكرياته فإن نقلته إلى بلد ماله فيها ذكرى وما تربطه بها رابطة، أحسّ كأن قد انقطع سلك حياته فإذا أقام في البلد الجديد اتصّل المنقطع كالنبات يضرب جذورًا جديدة في المكان الجديد وتنمو وتمتدّ كلما امتدّ به المقام، فإذا أعدته إلى أرضه الأولى عاد إلى الذبول . ❝
❞ وهذه هي الدنيا: علو وانخفاض، وقوة وضعف، نهار مضيء بعد ليل مظلم، وشتاءباكٍ بعده ربيع ضاحك بالزهر، لايدوم على حال إلا الكبير المتعال، ثم تذهب الدنيا ويذهب هذا كله معها، ولا يبقى للإنسان إلاّ إحسان قدمه يرجو ثوابه أو عصيان يخشى عقابه، إلاّ إذا مات على الإيمان وأدركته نفحة عفو الرحمن . ❝