❞ المقدمة
أمهات المؤمنين زوجات الرسول اللاتي ارتضاهن الله عز وجل زوجات لنبيه صلى الله عليه وسلم تكريمًا للرفعة والمنزلة، وتتويجًا للفضل والعطاء، وتقديرًا للدور العظيم في مسيرة الدعوة الإسلامية، جاءت الكنية ˝أُمَّهات المؤمنين˝ لتكون وسامًا على صدور زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللائي تزوَّج بهن، وذلك في نحو قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ، وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن تقرير حرمة الزواج بهن بعد مفارقته صلى الله عليه وسلم لهن، وهو الحكم الوارد في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} .
وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن فضل ومزية عن بقية نساء المسلمين بنص القرآن الكريم في سورة الأحزاب أيضًا فقال تعالى:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}
وقد اختلف العلماء في عدد زوجات الرسول، وسبب الاختلاف السيدة مارية القبطية رضي الله عنها فقد اختلف في أمرها هل كانت زوجة له أم ملك يمين؟
وها هي أسماء زوجاته صلى الله عليه وسلم، وهن الأشهر.
١)خديجة بنت خويلد
٢)سودة بنت زمعة
٣)عائشة بنت أبي بكر
٤)حفصة بنت عمر
٥)زينب بنت خزيمة
٦)«أم سلمة» هند بنت أبي أمية
٧)زينب بنت جحش
٨)جويرية بنت الحارث
٩)«أم حبيبة» رملة بنت أبي سفيان
١٠)صفية بنت حيي
١١)ميمونة بنت الحارث
واختص الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم بخصائص كثيرة على غيره من البشر؛ إظهارًا لقدره ومكانته، وإعلاءً لمرتبته وشأنه، ومن ضمن الخصائص التي اختص الله بها سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم كثرة زوجاته، فقد أباح الله عز وجل له الزواج بأكثر من أربع.
فهذا الحكم من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم التي انفرد به دون غيره من الأمة، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة.
وكثرة زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن الهدف منه التمتع وإشباع الشهوة، وإنما كان الهدف أسمى من ذلك وأعلى؛ ففي زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ كثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة، فقد حرص في بعضها صلى الله عليه وآله وسلم على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل، كما حدث عندما تزوج بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، الذي كان من آثاره إسلام جميع قبيلتها، وكزواجه من السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب.
وكان الهدف في بعضها الآخر تكريم أرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة، أو استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله، وتُركوا أرامل لا يقدرون على تحمل أثقال الحياة وأعبائها الجمة، مثل السيدة أم سلمة، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة سودة بنت زمعة.
وكان في بعضها الآخر زواجًا تشريعيًّا كزواجه صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة زينب بنت جحش، وذلك لهدم نظام التبني الذي كان موجودًا عند العرب، ومنها توثيق أواصر الترابط بينه وبين صاحبيه الجليلين أبى بكر وعمر، وتكريمهما بشرف المصاهرة به، وذلك ظاهر في زواجه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة عائشة بنت أبي بكر والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهم.
وثمة أمر آخر هام وهو أن الإسلام -الذي هو خاتم الأديان- بحاجة إلى من يبلغ أحكامه الشرعية الخاصة بالنساء وهي كثيرة، وزوجة واحدة لا تستطيع القيام بهذا العبء وحدها، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وقد ذكر رواة السنة أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم رَوَيْنَ أكثر من ثلاثة آلاف حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثَم فقد ساهمت أمهات المؤمنين -خاصة السيدتان عائشة وأم سلمة- مساهمة فعالة في نقل السنة النبوية، وهي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله إلى الأمة الإسلامية.
ومن ثم فإنَّ لكل من زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمهات المؤمنين حكمة وسببًا، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه.
#أمهات المؤمنين
من بعض صفات زوجات الرّسول محمد عليه الصلاة والسلام: صحّة الاعتقاد وسلامة التّوحيد، الصّبر والتّحمل، العفّة والطّهارة، حبّ العلم والتّعلم،الغِيرة على رسول الله وحفظه في غيابه، الكرم والجود.
#أمهات المؤمنين
كن خير الأزواج لخير زوج، حياتهن قدوة لكل مسلمة، وتتبع سيرتهن من صور حبهن رضي الله عنهن، فهن اللاتي ارتضاهن الله أن يكن زوجات لرسوله وأمهات للمؤمنين، فمع دراسة هادفة لحياتهن وبيان فضلهن، وبيان الدروس المستفادة لنساء المسلمين. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ المقدمة
أمهات المؤمنين زوجات الرسول اللاتي ارتضاهن الله عز وجل زوجات لنبيه صلى الله عليه وسلم تكريمًا للرفعة والمنزلة، وتتويجًا للفضل والعطاء، وتقديرًا للدور العظيم في مسيرة الدعوة الإسلامية، جاءت الكنية ˝أُمَّهات المؤمنين˝ لتكون وسامًا على صدور زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللائي تزوَّج بهن، وذلك في نحو قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ، وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن تقرير حرمة الزواج بهن بعد مفارقته صلى الله عليه وسلم لهن، وهو الحكم الوارد في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} .
وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن فضل ومزية عن بقية نساء المسلمين بنص القرآن الكريم في سورة الأحزاب أيضًا فقال تعالى:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}
وقد اختلف العلماء في عدد زوجات الرسول، وسبب الاختلاف السيدة مارية القبطية رضي الله عنها فقد اختلف في أمرها هل كانت زوجة له أم ملك يمين؟
وها هي أسماء زوجاته صلى الله عليه وسلم، وهن الأشهر.
١)خديجة بنت خويلد
٢)سودة بنت زمعة
٣)عائشة بنت أبي بكر
٤)حفصة بنت عمر
٥)زينب بنت خزيمة
٦)«أم سلمة» هند بنت أبي أمية
٧)زينب بنت جحش
٨)جويرية بنت الحارث
٩)«أم حبيبة» رملة بنت أبي سفيان
١٠)صفية بنت حيي
١١)ميمونة بنت الحارث
واختص الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم بخصائص كثيرة على غيره من البشر؛ إظهارًا لقدره ومكانته، وإعلاءً لمرتبته وشأنه، ومن ضمن الخصائص التي اختص الله بها سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم كثرة زوجاته، فقد أباح الله عز وجل له الزواج بأكثر من أربع.
فهذا الحكم من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم التي انفرد به دون غيره من الأمة، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة.
وكثرة زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن الهدف منه التمتع وإشباع الشهوة، وإنما كان الهدف أسمى من ذلك وأعلى؛ ففي زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ كثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة، فقد حرص في بعضها صلى الله عليه وآله وسلم على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل، كما حدث عندما تزوج بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، الذي كان من آثاره إسلام جميع قبيلتها، وكزواجه من السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب.
وكان الهدف في بعضها الآخر تكريم أرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة، أو استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله، وتُركوا أرامل لا يقدرون على تحمل أثقال الحياة وأعبائها الجمة، مثل السيدة أم سلمة، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة سودة بنت زمعة.
وكان في بعضها الآخر زواجًا تشريعيًّا كزواجه صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة زينب بنت جحش، وذلك لهدم نظام التبني الذي كان موجودًا عند العرب، ومنها توثيق أواصر الترابط بينه وبين صاحبيه الجليلين أبى بكر وعمر، وتكريمهما بشرف المصاهرة به، وذلك ظاهر في زواجه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة عائشة بنت أبي بكر والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهم.
وثمة أمر آخر هام وهو أن الإسلام الذي هو خاتم الأديان بحاجة إلى من يبلغ أحكامه الشرعية الخاصة بالنساء وهي كثيرة، وزوجة واحدة لا تستطيع القيام بهذا العبء وحدها، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وقد ذكر رواة السنة أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم رَوَيْنَ أكثر من ثلاثة آلاف حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثَم فقد ساهمت أمهات المؤمنين خاصة السيدتان عائشة وأم سلمة مساهمة فعالة في نقل السنة النبوية، وهي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله إلى الأمة الإسلامية.
ومن ثم فإنَّ لكل من زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمهات المؤمنين حكمة وسببًا، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه.
أمهات المؤمنين
من بعض صفات زوجات الرّسول محمد عليه الصلاة والسلام: صحّة الاعتقاد وسلامة التّوحيد، الصّبر والتّحمل، العفّة والطّهارة، حبّ العلم والتّعلم،الغِيرة على رسول الله وحفظه في غيابه، الكرم والجود.
أمهات المؤمنين
كن خير الأزواج لخير زوج، حياتهن قدوة لكل مسلمة، وتتبع سيرتهن من صور حبهن رضي الله عنهن، فهن اللاتي ارتضاهن الله أن يكن زوجات لرسوله وأمهات للمؤمنين، فمع دراسة هادفة لحياتهن وبيان فضلهن، وبيان الدروس المستفادة لنساء المسلمين . ❝
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ ...
وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول :
خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ
يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ
الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ ...
وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول :
خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ
يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ
الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ . ❝
❞ (ميمونة بنت الحارث)
هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله.
نسب ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، أمها: هند بنت عوف بن زهير
وهند بنت عوفٍ هي أيضا أم زينب بنت خزيمة الهلالية زوج النبي محمد. وقد كان يقال: أكرمُ أصهار عجوزٍ في الأرض هندُ بنت عوف.
زواج ميمونة بنت الحارث من رسول الله
لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- عرضها العباس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة سبع للهجرة (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وقد أصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله. فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [االأحزاب]
وكانت -رضي الله عنها- قريبة من رسول الله، فكانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد.
الحكمة من زواج النبي من ميمونة بنت الحارث
لقد حقَّق النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صلى الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا.
ميمونة بنت الحارث في بيت النبي
وبانضمام السيدة ميمونة -رضي الله عنها- إلى ركب آل البيت، وإلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها -كما لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن- دور كبير في نقل حياة رسول الله إلى الأُمَّة، كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب].
قال البغوي: قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَالْحِكْمَةِ}
و قال قتادة: يعني السُّنَّة.
وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه.
ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوء وما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول صلى الله عليه وسلم.
مكانة ميمونة بنت الحارث
كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس.
ورُوي لها سبعة أحاديث في ˝الصحيحين˝، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا.
وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ˝.
وفاتها
وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظلت السيدة ميمونة تعيش لحظات الحنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنها أوصت بدفنها في نفس المكان الذي بنى بها فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وتوفيت بعد عودتها من الحج بسرف، في الموضع الذي زفت فيه إلى النبي محمد، ويقع على طريق المدينة المنورة - مكة المكرمة قبل الوصول إلى مسجد التنعيم بعشرة كيلومترات، ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك سنة 51 هـ وصلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس.
تقول عنها عائشة: ˝ ذهبت والله ميمونة.. أما إنها كانت من أتقانا الله وأوصلنا للرحم ˝.
فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن ، وتوفيت منهن اثنتان في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهما : خديجة ، وزينب بنت خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ، وتوفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التسع البواقي من غير خلاف بين أهل العلم .
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ (ميمونة بنت الحارث)
هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله.
نسب ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، أمها: هند بنت عوف بن زهير
وهند بنت عوفٍ هي أيضا أم زينب بنت خزيمة الهلالية زوج النبي محمد. وقد كان يقال: أكرمُ أصهار عجوزٍ في الأرض هندُ بنت عوف.
زواج ميمونة بنت الحارث من رسول الله
لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها عرضها العباس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة سبع للهجرة (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقد أصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله. فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [االأحزاب]
وكانت رضي الله عنها قريبة من رسول الله، فكانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد.
الحكمة من زواج النبي من ميمونة بنت الحارث
لقد حقَّق النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة رضي الله عنها مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صلى الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا.
ميمونة بنت الحارث في بيت النبي
وبانضمام السيدة ميمونة رضي الله عنها إلى ركب آل البيت، وإلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها كما لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن دور كبير في نقل حياة رسول الله إلى الأُمَّة، كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب].
قال البغوي: قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، {وَالْحِكْمَةِ}
و قال قتادة: يعني السُّنَّة.
وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه.
ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوء وما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول صلى الله عليه وسلم.
مكانة ميمونة بنت الحارث
كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس.
ورُوي لها سبعة أحاديث في ˝الصحيحين˝، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا.
وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ˝الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ˝.
وفاتها
وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظلت السيدة ميمونة تعيش لحظات الحنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنها أوصت بدفنها في نفس المكان الذي بنى بها فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وتوفيت بعد عودتها من الحج بسرف، في الموضع الذي زفت فيه إلى النبي محمد، ويقع على طريق المدينة المنورة مكة المكرمة قبل الوصول إلى مسجد التنعيم بعشرة كيلومترات، ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك سنة 51 هـ وصلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس.
تقول عنها عائشة: ˝ ذهبت والله ميمونة.. أما إنها كانت من أتقانا الله وأوصلنا للرحم ˝.
فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهن ، وتوفيت منهن اثنتان في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهما : خديجة ، وزينب بنت خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ، وتوفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التسع البواقي من غير خلاف بين أهل العلم .