█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مجانين هؤلاء الذين يتخذون من المال هدفا" لحياتهم, فليس للإنسان إلا بطن واحدة يملؤها, وهو لن يستطيع أن يلبس إلا بدله واحدة كل مرة و أن يسكن إلا بيتا" واحدا" فى وقت واحد
فإذا زادت ثروته على حاجاته فلن تكون هذه الزيادة فى خدمته... بل سيكون هو الذى يعمل فى خدمتها..
مجانين يا عزيزي هؤلاء الناس الذين يتخذون المال هدفاً و الشهرة غاية و الطمع خلقاً و الغرور مركباً .. إنهم يعبئون الهواء في حقائب و يمسكون بالظل و ينقشون أسمائهم على الماء ..
إنها مسألة لا تقدم و لا تؤخر إذا اشتهرت بالطيبة و أنت في حقيقتك شرير .. فحقيقتك هي التي تلازمك , أما كلام الصحف فمصيره مثل مصير ورق التواليت و الناس يغيرون وجوههم كل يوم فلا تبحث عن قيمتك في وجوه الناس ..
اسمع .. إن أفقر الفقراء اليوم يستطيع أن يركب عربة و يستقل قطاراً سريعا ً إلى بلده و كان أغنى أغنياء زمان لا يجد إلا حصاناً يحمله و يلقي به منهكاً مجهداً بعد سفر الأيام و الليالي ..
و أغنى أغنياء زمان كان يتباهى بأنه يستطيع أن يجلب فرقة راقصة مغنية تسليه هو و ضيوفه .. و أفقر فقراء اليوم يستطيع بضغطة على زرار أن يستعرض بضع فرق راقصة مغنية في بضع محطات تلهو و ترقص أمامه بالألوان في تلفزيون أو راديو بينما هو يرخي أهدابه لينام في راحة ..
صدقني أن الإنسان لا يشكو لحاجة مادية فهو اليوم أغنى و أكثر ترفاً من قارون الأمس .. و لكنه يشكو لأنه ينظر إلى ما في أيدي الآخرين .. من يركب عربة بالأجرة ينظر إلى من يركب عربة " ملاكي " .. و من عنده العربة الملاكي ينظر إلى من عنده العربتان .. و من عنده يخت ينظر إلى من عنده طائرة .. و صاحب الزوجة الجميلة لا ينظر إلى زوجته بل ينظر إلى زوجة جاره ..
إن كل ما نملكه يفقد قيمته و الأنظار في تحول دائم إلى ما يمتلكه الآخرون ..
إن حقيقة الأمر هو الحسد و العدوان و الحقد و ليس الفقر و لا الافتقار .. و سوف تزداد الشكوى كلما ازداد الناس غنى .. و يزداد الناس إحساساً بالفقر كلما ازداد ما يمتلكون لأن الغنى الفعلي هو حقيقة نفس و ليس حقيقة رصيد
و لأي شيء يشحذ الشحاذ إذا كان يضع كل الفكة ألوفاً مؤلفة من الجنيهات في جوالات و لا ينفق منها شيئاً ..
و لماذا جمع ما جمع ..و لمن كان يجمع ..
لا شيء سوى لذة السلب و العدوان و الإحساس بأنه أذكى ممن أعطاه و أنه ضحك عليه ..و ما ضحك في الواقع إلا على نفسه ..
ليتنا نتوقف عن الجري و اللهاث باحثين عن لحظة صدق لا نضحك فيها على أنفسنا .. لحظة صدق واحدة يا صاحبي أثمن من جميع اللآلئ .. لحظــة صــدق واحـــدة هــي الحيــــــــــاة
دعنى أحك لك قصة يا صديق ..
دعني أرجع بك خمسين سنة إلى الوراء ..
شاب طموح كانت تعشعش في رأسه أحلام كبيرة وكان متعجلا
يريد الثراء في أقصر وقت وبأي سبيل .
وكان له عم يحدثه عن باريس ويكلمه عن السفر والدكتوراه ..
ويقول له سوف أنفق عليك وأتكفل بك ..
وسافر الشاب إلى باريس ..
ولكنه كما قلت كان متعجلا ومشوار الدكتوراه كان أطول بكثير من خطوته .
وكان شارع البيجال أكثر جاذبية وأقل مشقة .
وبدأ صاحبنا دراسته من شارع البيجال من عند فتاة بار - المانية -
وطافت به مارجريت على علب الليل ، ونزلت به إلى عالم المخدرات .
ثم أخدته إلى ألمانيا وعرفته على شقيقها تاجر المخدرات في ميونخ
وأنفق عليه في بذخ خرافي وفتح أمامه أقصر الطرق إلى خزائن الأحلام !
وهكذا غدا صاحبنا عضوا عاملا في أكبر عصابة تهريب تعمل بين تركيا ولبنان وإسرائيل وأروبا والشمال الأفريقي ، واًصبح مليونيرا في شهور ثم قاتل قبل أن يمر عام واحد ، ثم مسجونا في مدريد ينام على الأسفلت ويتبول في برميل ، ثم هاربا تطارده المدافع الرشاشة والكلاب البوليسية ، ثم مسجونا من جديد في سجن برلين ورا عيون الكترونية وقضبان غليظة وأسوار مكهربة تجري هذه الاحداث مسرعة وتجري أحداث الحرب العالمية الثانية في موازاتها مسرعة الأخرى ..
والسنوات تمر حبلى بالكوارث .
وصاحبنا مسجون .
والقنابل تتساقط على برلين .
والحلفاء يدخلون برلين من ثلاثة مواضع .
وكل شيء ينفجر من حوله ومن فوق رأسه ومن تحت رجليه
وينفجر السجن ويجد نفسه في العراء شبحآ يجري في الدخان والبارود .
هيكل عظمى لرجل متسول !
ويشاهد أمامه ألمانيا أخرى غير التي عرفها .
أنقاض وخراب وأشلاء وجوع .
ونساء تبيع الواحدة نفسها برغيف وسيجارة .
والكل ينهب ويسرق ويقتل .
وبنك الرايخ الألماني على الأرض .. البنك المركزي الألماني الذي كان
يضمن كل مؤسسات وشركات ألمانيا ويقرض الدول والجماعات ،
أصبح أعمدة من الخرسانة وحفرا وفجوات وأكواما من التراب
ولعل كثيرين قد فكروا مثله !
ولعل بعضهم سبقه .
إنها خبطة العمر ..
أن يعثر على خزينة محطمة في تلك الأنقاض ، وأن يملآ حقيبته بملايين
الفلوس ويحل كل مشاكلها في لحظة وإلى الأبد ..
إن الكل ينهب والكل يسرق والكل يقتل .
والجريمة هي القاعدة والجنون هو الدستور .
__
هل تصدق يا صاحبي ..
لقد عثر الرجل بالفعل على ضالته وملأ حقيبته بملايين الفلوس ، وعاد كالمجنون ليقرأ في الصباح مانشتات عريضة في جميع الصحف ، بإفلاس العملة وإلغاء الفلوس الألمانية !!
وهكذا تحولت الملايين في يده إلى صفر هكذا فجأة !
وفي غمضة عين وفقد الرجل عقله ..
البنك الذي كان يضمن العالم أصبح غير مضمون ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
هذه جنازة تخرج من الشارع يا صاحبي .
تُرى جنازة من ؟!
من قال إن أحدا يستطيع أن يضمن أحدا ..
وهل تصور المرحوم الذي نشيعه الآن أنه سوف يعبر الشارع محمولا على الاكتاف ؟!
ولو أن الشاب بطل قصتنا لم يتعجل ولم يطلب الثراء بأي ثمن
لكان له شأن آخر ..
ولو أنه سار معنا وراء هذه الجنازة لرأى المقابر ملأى بألوف الموتى ممن كانوا متعجلين مثله ، ولم يصلوا إلى شيء ، ولربما تغير تفكيره .. ولربما اعتبر !!
أن مشكلة الإنسان أنه قليل الصبر ، وأنه يحاول أن يحصل على كل شيء
في التو واللحظة ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالجريمة !
هل تعرف لماذا لا نصبر ؟!
لأننا نقول دائماً لأنفسنا ..
و من يضمن لنا المستقبل إذا ضحينا بالحاضر .
و لا أحد يفكر بأن الله هو الضامن و أنه هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة و أنه خالق الوجود و ضامنه .
إن بنك الرايخ الألمانى الذى كان يضمن العالم لم يستطع أن يضمن نفسه .
و لو امتلأت النفوس بهذا الإيمان لانحلت العقدة .. و لكن لا إيمان اليوم رغم كثرة المآذن .
إنها مجرد مصاحف مُدلاة على الصدور .
لكن الصدور نفسها ليس فيها شئ سوى رغبة مُحرِقة فى اغتنام لذة أو انتهاز مصلحة .
هيه يا صاحبى .. تُرَى هل اعتبرت .
من كتــاب / المسيــخ الدجــال
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ الحلقة الثانية من الرواية
وعند عودة تامر إلى المنزل تصادف مع مريم أمام المبنى ، فقال لها متذمرًا :
أنا بقيت مسخرة قدام صحابي ، عجبك كده ؟!!
اه ، ردي ، بدل ما أديكي في وشك ، وأريح الناس من شرك .
فأجابته وهي تسخر ، وتلوح بيدها :
صحابي ، صحابي ، يبني هما دول صحاب ، ياريتك مصاحب حد عدل ، كنا قلنا ماشي ، لكن إنت وهما عايزين إبادة ، ملكمش أي فايدة إطلاقًا .
فانزعج وقال :
اتكلمي عدل يا مريم ، عشان لغاية دولوقتي عامل اعتبار إنك أختي الصغيرة وبقول عيلة وبكرة تعقل ، لكن إنك تقلي مني ومن صحابي
ولوح بيده وقال :
لا ، أنا بقولك أهو ، احترمي أخوكي الكبير ، انتي فاهمه ولا ولا .
فقالت :
هما حيالله تلات سنين ، مش غاغا هي .
وتركته وصعدت للبيت .
فصاح فيها وقال:
بت ، لما بكون بكلمك ، مش تمشي إلا لما أخلص كلامي ، انت يا بت ، انتي با بتاعت الكونغ فو .
فدخلت الشقة وأغلقت الباب فى وجهه ، فصاح غاضبًا:
انا هعرفك إزاي تحترميني ، استني عندك .
فجأة لمح إحدى صديقات والدته وتدعى ˝ نرمين ˝ جالسة مع والدته في غرفة المعيشة ، فارتبك وكانت تنظر إليه ، فقال :
أهلاً يا طنط ، أهلا ، إزي حضرتك عاملة ايه ؟!
فأجابته :
أهلا يا حبيبي ، أخبارك كويس ؟!.. سامعاك بتزعق ، في مشكلة .
-لا ، خالص ، دنا أنا ومريم كنا بنتناقش في شوية حاجات كده ، بس احنا عيلة كده صوتها عالى وهي بتتناقش ، فتحسي ان احنا بنتخانق ، لكن ، لا احنا بس بنتناقش .
- طيب يا حبيبي ، انا همشي بقا يا نادية ، وابقي فكري في إلي قولتلك عليه .
- سلام عليكو
- سلام. يا تامر ، وابقى سلملي على مريم ، عشان دخلت ومسلمتش عليا ، مش مشكلة ، يمكن ما أخدتش بالها .
فأشار بيده وقال :
سلام يا طنط
وأوصلتها الأم إلى الباب وقالت :
مع السلامه يا حبيبتي. ما تنسيش بقا .
-ربنا يقدم إلي فيه الخير .
وبعد أن غادرت ، فذهب تامر لأمه وأمسك يدها ، وقال:
تعالي بقا ، اقعديلي هنا ، قوليلي الست الحشرية دي عايزة ايه ، اوعي تكوني لسه مصرين تجوزوني بنتها .
- على أساس انها هتبور بنتها جمبك ، يا تك نيلة ، بنتها اتجوزت وقربت تولد. ، اومال انا كنت في فرح مين السنة الي فاتت .
فوضع يده على صدره وقال :
الحمد لله ، أومال موضوع ايه إلي مش عايزاكي تنسيه ؟!
- جايبة عريس لأختك مريم .
- وده ايه ظروفه ؟!
- راجل ، شغال برة مصر ، وظروفه المادية كويسة ، وأهله ناس محترمين ، يعني بتقولي مناسب ، وهيعيش مريم مبسوطة ومش محتاجة حاجة .
- أومال مش مبسوطة ليه ، مادام مناسب .
- قلقانة بس مش أكتر، بتقولي عنده ٤٢ سنه ، بس مش باين عليه شكله لسه شباب ،
- ايه ده ٤٢ ولسه متجوزش لغاية دولوقتي ، مع انو ظروفه كويسة يعني .
- ومستغرب ليه ، منتا قريب هتقفل 40 ولسه بتتسرمح ، على الأقل ده اتجوز وطلق ومعاه عيلين .
- نعم ، انتي بتقولي ايه ؟!
- اهدى شوية ، أنا غلطانة إن بفضفض معاك ، وبستشيرك قبل ما أقول لأختك .
- لو هي وافقت ، انا مش هوافق .
- وليه يبني ، أختك كبرت مبقتش صغيرة ، وبعدين الراجل مفيش حاجه تعيبه ، وولاده مع أمهم.
- كبرت ايه ، بنتك لسه قدامها إن هي تنقي وتختار إلي يناسبها ، وبعدين ، على عيني وراسي وراجل محترم وكويس وتمام ، بس افرضي حب يرجع لمراته عشان خاطر عياله ، عايزة بنتك تبقى زوجة تانية يا حاجة نادية .
- لا طبعًا ، طليقته أصلاً اتجوزت ، وهو مطلقها من ست سنين .
- اه قولي كده ، هو بقا ايه . لقى طليقته اتجوزت ، قال ايه هروح اشوف بنت عزبا وحلوة واتجوزها عشان اغيظ طليقتي .
- انت بتقول ايه ، يا بني ؟!
- بقول على جثتي الجوازة دي .
- طيب يا تامر افرض العكس ، لو اختك هي الى مطلقة دولوقتى ومعاها عيلين ، وجه ليها واحد أعزب وابن ناس وطلب يتجوزها ، هيكون ايه رد فعل اهله ، هل هيعترضوا ؟! لا ، لأنو بيحبها ، ورضي بيها بكل الظروف إلي فيها .
- هو إنتي مقتنعة بلي بتقوليه ده ، ماما ، إنتي أصلاً مش مقتنعة ، فيه فرق بين حب ، وفرق بين جواز على السيرة والصور .
- بقولك ايه ، الموضوع ده ميتفتحش تاني ، وانسي ، ولا مريم تعرف بالموضوع ، خلصنا .
وتركها ودخل غرفته وهو منزعج ، فجلست تبكي وتقول :
- طب اعمل ايه ؟!.. أنا أم ونفسي أفرح ببنتي ، قبل ما أموت ، طب انت راجل ومش يتخاف عليك ، هتعيش في الدنيا بالطول والعرض وتتجوز بدل الواحدة اربعة ، لكن البنت دي ، هتعيش ازاى لوحدها ، لا قريب ولا غريب بقو بيسألوا عن حد .
ثم مسحت دمعتها وقالت :
هقوم أصلي المغرب ، وإن شاء الله ، المولى يحلها من عنده . اللهم لا اعتراض يارب
أما تامر قضى ليلته يفكر فيما قالته أمه وفيما قاله هيثم ، وقال :
طب وايه الحل ؟!.. يعني أختي دولوقتي ، مش هيجيلها غير المطلق والأرمل ، أدي فرصة لهيثم ولا اعمل ايه ؟!
وأمسك هاتفه ثم قال :
هو أنا ليه حسيت مرة واحده بالمسئولية كده ، والله ، شكل وقت السرمحة قد ولى ، بقا فيه مسئولية على كتافك يا واد يا تامر .
ورن الهاتف ، وإذ ، بصديقته ˝ مي ˝ تُهاتفه ، فتبدل وجهه القلق ، بابتسامة عريضة ، وأجابها ، قائلاً:
روحي ، وحبيبة قلبي ، كنت لسه بفكر فيكى يا ميس .
وأجابته الأخرى بصياح :
ميس ؟!.. ميس مين يا تامر ؟!!... نهارك مش معدي النهاردة .
فنظر في هاتفه ، فوجد مي. وليس ميس ، وضرب رأسه وقال :
يا بنتي مش تفهميني غلط ، بقول مي ، تلاقي عندك السماعة بايظة ، صلحيها يا حبيبتي ، أو أنا أجبلك غيره جديد ، مكان إلي هيوديني في داهية ده
-بجد ، ولا بتضحك عليا ، أصل أنا عارقاك ،مش هفضل ألملم من وراك ، وصحابي دايما بيحظروني منك .
- وصحابك مين دول ، تلاقيهم غيرانين ، منك يا روحي وده كلام ، إنتي إلي في القلب ، وفي أرض الملعب ، والباقي إحتياط على الدكة .
- انت بتقول ايه ، يا تامر؟!
- بقولك ، انت إلي في القلب ، غيري السماعة بعد اذنك .
فكانت خلفه مريم ، وتتسمع عليه وضحكت ضحكة عالية ، وقالت :
يا تيمو ، انت فين يا حبيبي ؟
ففتح فمه من هول ما يحدث وبدأ يتلعثم ، والأخرى تصرخ وتقول :
مين دي يا تامر ، انت فين بالظبط ؟!.. قولي بقا دي كمان عيب سماعه ، أكيد بتتسرمح مع صحابك الصيع .
- والله العظيم ، أنا في البيت ، بس أمي شغلت التلفزيون و وهي بتحب تعليه شويه ، ده فيلم .
وبدأ. يضع يده على رقبته وينظر إلى مريم ويشير إليها ، بأنها سوف يقتلها ، وهي تهز برأسها وتخرج لسانها له لإستفزازه ، فرمى بها وسادة فخرجت وهي تضحك وتقول :
نجحت المهمة !!! نيااااااااه .
وأما مي فقد أغلقت الهاتف ، وحاول أن يعاود الاتصال بها ، لها دون جدوى ، فقد غضبت وتجاهلت ،كل مكالماته .
فلما يأس من محاولاته ، قال :
أهي اتقمصت ، يارب تكوني مبسوطة يا أخت مريم .
فعادت إليه ، وقالت :
اه مبسوطة ، مادام هساعد بنت إنها تبعد عنك ، فأنا هبقى مبسوطة ، لأن أنا بنت ومبحبش أبدًا بنت تنخدع ، وتتعشم على الفاضي ، وتضيع مستقبلها جمب واحد زيك ، بيلعب ببنات الناس ، افتكر كل ما تكلم بنت ، إن ممكن تكون البنت دي أختك ، وزي ما بتخاف وبتغير على أختك ،خاف على بنات الناس ، لأن كله بيترد صدقني ، حتى لو كنت شيخة البنات وملتزمة ، ممكن ابتلي ، بواحد زيك .
فصمت بعض الشيء ، وكأنه تأثر بكلامها ، وقال :
ماشي يا مريم ، على العموم ، أنا جد المرة دي بس عايز أموري تستقر مهنيًا وكده .
-طب الحمد لله ، ربنا يهديك .
- هصالحها ازاى دولوقتي ، بعد العملة الهباب ، إلي عملتيها .
-لو بتحبك هتعدي ، عشان إلي عايزك جمبه ، مش هيفرق معاه أي حاجه ، بس هقولك خاف ، من إلي بيعدي كتير من غير ما ياخد موقف منك ، عشان ده غدار ، في لحظه هيقلب وهيسيبك ، وهتفضل تدور عليه ، مش هتلاقيه ،لأنه ادالك فرص وكان نفسه تستغلها وتغير من نفسك .
عمر ما كان الساكت ، قلبه اسود ، أو بوشين ، كل إلي فيها مش عايز حياته كلها صراعات ، وتبريرات كدابه ، فبيريح راسه بالسكوت ، وبيعقد يتفرج حتى لو عارف إنك كداب ، بس بيجي يوم ويمل ، فبيمشي وهو ساكت بردو، وبتفضل تستغرب هو ليه مشي ، أنا معملتلوش حاجه ، أنا بتعامل بنفس الاسلوب إلي بتعامل بيه على طول معاه ،عارف الواحد ليه بيستغرب وقتها ، لأن في ناس ، لما بتفضل تعديلها ، و تمشي الدنيا ، تفتكر نفسها مثالية ، وإن انتَ متقدرش تعيش من غيرها ، َ محور حياتها ، لو جت صراحتك وقالتلك ،انت عملت كذا وكذا ، تفتكر هيكون ايه ردك ؟!.....لما تتفاجئ انها أخده بالها من تصرفاتك ، وانت عامل نفسك ، الذكي ، إلي بيلعب بالسمكة وديلها ، وفاهمها وهي طايرة.
فصمت وقال :
يعني ، هقولها ، طب مش جيتي ليه صرحتيني ؟!.. يمكن لو جت وقالتلي على في قلبها مني .... مش هنخسر بعض ..! صح مش كده ، ليه دايمًا بتفضلوا ساكتين . تفضلوا تتفرجوا وتعيشوا الدور كمان ، وفي الأخر تزعلوا ، مهو طبيعي ، انت لو مجتش وقولتلي على في قلبك ، طب أنا هعرف إزاى ؟!.. إلي بيزعلك مني ... طول ما أنت ساكت ومستحمل ... طبيعي إن أنا أتمادى ... منا مش عارف إذا كان إلي بعمله بيزعلك .. ولا ولا .
-ما تضحكش على نفسك ، انت مدرك إن إلي بتعمله غلط ، ولو قلبت عليك وعاملتك بنفس المعاملة ، هتتقمص وتزعل ، وهيكون رد فعلك هو هو نفسه
فليه ، زي ما انت بتتحب. وبتتقدر ، وحد بيعاملك بما يرضي ، الله ، عامله زي ما بيعاملك ، ليه الكدب والكيد إلي ملوش لازمة ، ليه تجرح وتقول ، دنا ما أقصدش ، انتَ فهمت غلط ، وانتَ عارف انك قاصد .
بص ، يا تامر ، مشكلة الناس إلي زي كده ، إن الكلام معاها ملوش لازمة ، عشان كده كتير بيفضلو السكوت عن أي كلام ، تصبح على خير يا تامر.
فذهبت لغرفتها ، وهو عاد ليراسل حبيبته ، وترك لها رسالة ، معتذراً عن سوء الفهم ، وأخلد إلى النوم .
وفي اليوم التالي .
ذهبت مريم إلى النادي ، لممارسة الرياضة اليومية الخاصة بها ، فتصادفت مع هيثم ، فأوقفها ليتحدث معها ، فقال :
مريم !
فقالت محدثة نفسها :
عايز ايه ده كمان ؟!
قال :
آسف ، إني وقفتك بالطريقة دي ، بس عايز اتكلم معاكي، على انفراد ممكن ؟!
قالت :
لا ، مش ممكن ، بعد اذنك .
- استني ، أنا والله بحبك جدًا ، ومش زي ما انتي فاكرة ، معرفش ليه أخده عني الفكرة دي ، رغم إن ، انا وتامر صحاب من سنين بس عمرك ما اتعاملتي معايا ، عشان تعرفيني ، اديني فرصة أثبتلك ، إن أنا مش أصفر زي ما بتقولي عني .
- ايه ده هو قلك ، طب كويس ، وفر عليا ، بص بقا ، لو انتَ آخر واحد في الدنيا ، مش هوافق عليك ، أبدًا أبدًا.
- وليه بقا ، أنا لا بتاع بنات زي أخوكي ، وماشي سكتي دغري ، ومليش في اللف والدوران .
- مش مرتحالك ، قلبي بيقولي إنك مش كويس ، أنا نفسي تبعد عن أخويا بجد ، لأنك حقود ومش سالك ، انتَ بتمثل المثالية ، وانتَ غير كده تمامًا .
فتركته وذهبت ، وغضب لحديثها معه بهذه الطريقة ، وقال :
مهما عملت مش نافع ، بس أنا هعرفك ، إزاي ترفضي هيثم البكري .
وذهب إلى الحانة التي يتعاطى بها المخدرات ، وبدأ يتعاطى جرعة كبيرة من غضبه ويقول :
ماشي ، يا مريم .
ماشي !!
وجاء من خلفة ، رجل جاحظ الوجه يدعى ˝ مرتضى السكري ˝ رجل عصابات، و تاجر للمخدرات ، فضرب كتفه وقال :
ايه يا عم هيثم بقالك يومين .. غايب يعني ؟!..
-أكيد مش بتسأل ، لسواد عيوني ، خير ؟
- ايه يا عم ، في حد مزعلك النهاردة ولا ايه ؟!
- يعني ، مضايق شوية .
- طب والي يفك الضيقة دي ، يا عم .
- مش فاهم .. انت عايز ايه ؟!
- ليك سبوبة حلوة ، انما ايه هتكسبك ملايين ، وأنا قولت ، انتَ أولى من أي حد .
- بجد ، إلي انتَ بتقوله ، ولا أنا تقلت العيار .
-عيب عليك ، اسمع ، الريس بتاعنا ˝سمير البارودي ˝ شاري أرض في الصحرا وعايز يبني ڤيلا صغيرة كده ، ومخزن كبير ، وقلي أشوف مهندس ثقة ، ينفذله إلي هو عايزه ، فجيت في بالي على طول ، الشغلانة فيها قرشين حلوين ، بس الغلطة بعمرك ، انت فاهم طبعًا .
فشرد قليلاً ، ثم حدث نفسه وقال :
جتلك لحد عندك .
فضحك بخبث وقال :
ينفع أشغل معايا في المشروع صديق ثقة بردو ، وأشطر مني كمان .
-ماشي ، المهم الشغل يخلص من غير مشاكل ويكون على أكمل وجه ، وأنا هخدلك معاد مع الريس ، عشان تقابله ، ويتفق معاك ، انتَ وزميلك .
- ماشي ، وأنا مستني تليفونك .
وبعد أن غادر الرجل ، هاتف تامر ، وقال:
لسه زعلان مني ؟!
-لا ، من حقك تعبر عن مشاعرك ، وأنا من حقي احترم مشاعر اختي ، وأيدها في كل اختياراتها الخاصة ، فانت إلي مش تزعل .
فقبض على الهاتف بيديه من شدة الغضب ، فقال بنبرة من الهدوء :
وأنا مش هيأس ، هحاول ، المهم ، عندي ليك مشروع هيكسبنا ملايين مع رجل أعمال كبير .
- بجد ، يا هيثم .
- طبعاً أنا قولت ، مفيش غير صحبي وصديق عمري تامر ، هو إلي يستحق يشاركني في المشروع ده ونكبر سوا .
- تسلملي يا صحبي .
- بص بكرة هيكلمونا ، عشان نروح نتفق مع الراجل الكبير ، استنى اتصال مني .
- شكرًا يا هيثم ، أنا مش هنسالك ده طول عمري .
- متقولش كده ، احنا اخوات ، يا ما كان بنا عيش وملح .
وبعد أن أغلق معه الهاتف ، قال :
والله ، ووقعت في ايدي يا بن المنصوري ، وأنا مش هنسى لأختك إلي قالتهولي ، واكسر قلبها عليك ، زي ما كسرتني .
تم بحمد الله
انتهاء الحلقة
نراكم في الحلقات القادمة
الكاتبة / ندا محمود نجم . ❝
❞ إن أسوأ ورطة نقع فيها هى أن يستحوذ علينا أى شىء جداً .. جداً .
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جداً .. جداً .. فإنه يهزنا بما يشبه الحزن .. إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح .. و من فرط لهفتنا على أن يطول .. و من فرط ذعرنا من أن ينتهى .. نفرح بحزن .. نفرح بخوف .. نفرح و الدموع تترقرق فى أعيننا ..
إن فرحنا جداً .. جداً .. فرح أليم .. فرح يرتجف .. فرح يبكى .. و الحب جداً .. جداً .. هو حب مُر غَيور ملتهب أعمى يبهظ صاحبه لدرجة أنه ينقلب إلى كراهية و عداوة ..
المُحِب جداً .. جداً .. يكره حبيبته من فرط حبه لها .. لأن حبه يكلفه و يرهقه و يبهظه و يؤرقه .. فهو يتمنى لو أنها تعذبت و تألمت و سهرت و تشردت مثله ..
يتمنى لو أنها كانت على شفا الموت و نادته .. لو أنها كانت تحترق و مدت له يديها لينقذها .. لو أنها كانت تعبده حباً و هو يتمنع عليها .. لو أنها كانت تخلص له و هو يخونها ..
إن عذابه يجعل مخيلته تموج بصور العداوة .. و الإنتقام .. و التشفي ..
إن الحب جداً .. جداً .. حب طعمه مالح حرّيف لاسع .. إن فيه نفوراً و بغضاً بقدر ما فيه من حب .. إنه لعنة ..
و الثراء جداً .. جداً .. هو فقر مدقع فى نفس الوقت .. فقر فى الحواس ..
حواس الغَنيّ جداً .. جداً .. المترف جداً .. الشبعان .. المتخم .. الدفيان .. تتبلد و تكسل أشواقه .. و لهفاته تكسل ..
و لماذا يشتاق .. و لماذا يتلهف .. و كل شىء بين يديه ..
و الجوع جداً يقتل حتى الإحساس بالجوع .. و ينتهي بموت الحواس .. و بشبع الفناء و قناعة الجدث الهامد ..
و الفقر جدا .. يؤدى إلى الاستهتار و الاسراف و الاستهانة بالرزق من فرط قلته .. و كما يقول المثل .. ضربوا الأعمى على عينه .. قال خسرانة .. خسرانة و على إيه حانوش إصراف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب ..
و الشيخوخة جدا تؤدى إلى انحلال العقل .. و العودة بالتفكير إلى سذاجة الطفولة .. و هذيانها ..
و الضعف جدا .. يؤدى الى جبروت الشخصية و قسوتها .. و أصحاب العاهات جبابرة .
و القصار جدا .. بهلونات سيرك ..
و أدنياء الأصل طمحون طلابون للعلا ..
و أبناء الوجهاء عواطلية .
و الاستهتار بشدة يؤدى إلى التوبة .. و الرهينة ..
و الاغراق فى اللذة يؤدى إلى النفور من اللذة . و الارتداد إلى الدين و الصومعة ..
و الاستقامة بشدة تؤدى إلى الضيق بالاستقامة ..
و كل شىء يزيد على حده ينقلب إلى ضده ..
و جدا .. جدا .. هى الجرس الذى يدق لتنقلب الصفات على رأسها .. البركات تصبح لعنات .. و السيئات تصبح حسنات ..
السعادة ليست فى أن يكون عندك الكثير جدا ..
و إنما السعادة فى أن تحب الدنيا و الناس .. و أن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها ..
إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية .. بينما الكثير يميتها .. و بلا شهية لا وجود للسعادة ..
و القليل يحفز على العمل .. و فى العمل ينسى الانسان نفسه .. و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة .
و العمل تشحيم ضرورى للعقل و القلب و المفاصل .. و بدون العمل تصدأ المفاصل و يتعفن القلب و ينطفىء العقل .. و ينخر سوس الفراغ و البطالة فى المخ ..فتبدأ سلسلة من الأوجاع يعرفها أفراد الطبقة الراقية .. و يعرفها أطباء الطبقة الراقية ..
و لذلك أعتقد أن أسعد الطبقات هى الطبقة المتوسطة .. لأنها الطبقة التى تملك القليل من كل شىء ، فهى ليست معدمة مفلسة كالطبقة الدنيا ، و ليست متخمة كالطبقة الراقية ..
و لهذا فهى طبقة التى تملك الدوافع .. و الآمال .. و المطامع و المثل العليا .. و الأخلاق .. و الامكانيات ..
و هى لهذا .. الطبقة التى يخرج منها العلماء و الفنانون و العباقرة و الزعماء و الأنبياء ..
و من فضائل الوسطية أنها تضغط الطبقات و تذيبها فى عجينة متوسطة خصبة ..و تشغل جميع الأيدى بالعمل ..
إن المليون جنيه شتمه ..
و الذى يقول لى .. إلهى يرزقك بمليون جنيه ..كمن يقول لى .. إلهى يرزقك بكارثة ..
و تعالوا نفكر معا ..
لو أنى وضعت المليون جنيه فى بنك لكنت بهذا أرتكب جريمة بتجميد هذه الامكانية المادية فى رصيد باسمى .
و لو أنى أنفقته على نفسى لكنت بهذا أرتكب جريمة أبشع لأن إنفاق مليون جنيه على نفسى معناه أن لأتوقف عن كل عمل منتج .. و أتحول إلى مستهلك ينفق فقط .. و هذا معناه شلل كامل فى قواى الانتاجية ..
و لو أنى انتفعت بالمليون جنيه كرأسمال تجارى ، فسيكون معناه استغلال ألف عامل .. و ملايين المستهلكين المساكين .. أتاجر بهم .. و أتاجر عليهم .. و أبتز أموالهم لمجرد أنهم لا يملكون إلا بضاعتى .. بينما أنا أملك كل الخامات التى يحتاجون إليها ..
إن المليون جنيه فى يد واحدة هى فى الواقع إمكانية ظلم لا نهائية لآلاف الأيدى التى لا تملك .. و إمكانية ظلم حقيقية لصاحبها لأنها تضعه فى قائمة الذين يملكون كثيرا جدا .. جدا .. و يخسرون من أرواحهم بقدر ما يكسبون لأرصدتهم ..
و لهذا فأنا أشعر بالسعادة .. لأنى رجل متوسط .. إيرادى متوسط .. و صحتى متوسطة .. و عيشتى متوسطة ..
و عندى القليل من كل شىء .. و هذا معناه أن عندى الكثير من الدوافع ..
و الدوافع هى الحياة ..
إنها الرصيد الذهبى لكل المكاسب الورق ..
إنها المتجمد فى خزينة كل إنسان .
إنها المتجمد الذى نفك منه كل يوم الرغبات التى نعيش بها ..
و نحن نعود فنفك هذه الرغبات إلى خبطات مادية .. و فرص نكسبها و نخسرها ..
و هذه الخبطات هى العملة الورق ..
أما الرصيد الحقيقى فهو الدوافع .
الدوافع فى قلوبنا هى حرارة حياتنا الحقيقية .. و هى الرصيد الذى يكون به تقييم سعادتنا .. لا تسألنى .. هل عندك صحة .. هل عندك ثروة .. هل عندك شهادة .. هلى عندك فرصة .. هل عندك أملاك ..
اسألنى سؤالا واحدا ..
هل عندك دوافع ..
فهذا أنا .. و هذه حقيقيتى التى بها تعرف حاضرى و مستقبلى و مصيرى و قيمتى ووزنى ..
و كل منا يوزن بقدر دوافعه و إرادته .. و عزمه .. و إصراره .. و قواه الحافزة ..
إن الذى يملك و فرة من الدوافع مثل الماكينة قوة مائة حصان .. أو العربة ستة سلندر أو الراديو عشرة لمبة أو التيار الكهربائى 200 فولت .
أما الذى يفتقر إلى الدوافع .. و يمتلك كثرة من وسائل الترف ووفرة من الصحة و العمر فهو حتى و لو كان مليونيرا لا يزيد عن ماكينة ضعيفة قوتها الدافعة 2 حصان أو عربة صغيرة 2 سلندر أو راديو ترانزستور أو تيار بطارية واحد و نصف فولت .
الدوافع هى الترجمة الحرفية لكلمة روح ..
عندك دوافع معناها عندك روح .. معناها عندك أمل .. طموح .. حب .. شغف .. شهية .. رغبة .. كل وسائل السعادة ..
إنى أدعو الله لقارىء هذه السطور أن يمنحه حياة متوسطة .. و يعطيه القليل من كل شىء .. و هى دعوة طيبة و الله العظيم .. دعوة نصوحة .. مخلصة لوجه الخير و الحب .
أدعو الله أن يقيه شر المليون جنيه .. و أن يحفظه من ملكية العمارات الشاهقة .. و الأبعديات العريضة ..
و أمى لم تكن تفهم الفلسفة .. و لكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا الكلام دون أن تقرأه .. و كانت تطلق عليه اسما بسيطا فصيحا معبرا .. هو .. الستر ..
و الستر معناه فى القاموس الشعبى .. القليل من كل شىء و الكثير من الروح ..
و أنا بعد ثلاثين سنة من التفلسف و قراءة المعاجم و المراجع و المصطلحات .. لم أجد أفصح من هذه الكلمة البسيطة .. الستر ..
و لهذا فأنا أطلبه لك كما كانت أمى تطلبه لى .. و أعتبر أنى بهذا أكون قد طلبت لك كل شىء ..
ملحوظة :
أنا متأكد أنك بعد قراءة هذه الكلمات سوف تمصمص شفتيك و تقول .. و إيه يعنى .. ما هو مفهوم الكلام ده ..
و مع هذا فإنك فى أول فرصة تقع فيها على كاديلاك 81 فى الشارع سوف تصرخ بلهفة وعيناك تخرجان من رأسك ..
يا سلام لو الواحد عنده عربية زى دى .. يا سلام يا ولاد .. يا سلام على كاديلاك و عمارة و مليون جنية .. يا خواتى .. و بحرقة أكثر من حرقة مطربى هذه الأيام سوف تكتشف أن كلامى العادى المفهوم لم يكن مفهوما .. و أنك لم تكن فى أى يوم فاهما لنفسك .
و أن حكاية الفهم .. حكاية طويلة و متعبة .. جدا .. جدا ..
د. مصطفى محمود . .
مقال : جداً .. جداً ..
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ أوروبا هذه اتحدت أولا عن طريق العملة والبضائع والتجارة والمصالح،ولم نسمع في أوروبا كلها أغنية واحدة عن الوحدة أو حتى عن الاتحاد.ولكن هنا في بلادنا استمعنا إلى مائة ألف أغنية،وأنا واقف فوق الأهرام وقدامي بساتين الشام،والوحدة هي طريقي والعربي هو رفيقي . ❝