❞ الحلقة الثانية من الرواية
وعند عودة تامر إلى المنزل تصادف مع مريم أمام المبنى
, فقال لها متذمرًا :
أنا بقيت مسخرة قدام صحابي
, عجبك كده ؟!!
اه
, ردي
, بدل ما أديكي في وشك
, وأريح الناس من شرك .
فأجابته وهي تسخر
, وتلوح بيدها :
صحابي
, صحابي
, يبني هما دول صحاب
, ياريتك مصاحب حد عدل
, كنا قلنا ماشي
, لكن إنت وهما عايزين إبادة
, ملكمش أي فايدة إطلاقًا .
فانزعج وقال :
اتكلمي عدل يا مريم
, عشان لغاية دولوقتي عامل اعتبار إنك أختي الصغيرة وبقول عيلة وبكرة تعقل
, لكن إنك تقلي مني ومن صحابي
ولوح بيده وقال :
لا
, أنا بقولك أهو
, احترمي أخوكي الكبير
, انتي فاهمه ولا ولا .
فقالت :
هما حيالله تلات سنين
, مش غاغا هي .
وتركته وصعدت للبيت .
فصاح فيها وقال:
بت
, لما بكون بكلمك
, مش تمشي إلا لما أخلص كلامي
, انت يا بت
, انتي با بتاعت الكونغ فو .
فدخلت الشقة وأغلقت الباب فى وجهه
, فصاح غاضبًا:
انا هعرفك إزاي تحترميني
, استني عندك .
فجأة لمح إحدى صديقات والدته وتدعى ˝ نرمين ˝ جالسة مع والدته في غرفة المعيشة
, فارتبك وكانت تنظر إليه
, فقال :
أهلاً يا طنط
, أهلا
, إزي حضرتك عاملة ايه ؟!
فأجابته :
أهلا يا حبيبي
, أخبارك كويس ؟!.. سامعاك بتزعق
, في مشكلة .
-لا
, خالص
, دنا أنا ومريم كنا بنتناقش في شوية حاجات كده
, بس احنا عيلة كده صوتها عالى وهي بتتناقش
, فتحسي ان احنا بنتخانق
, لكن
, لا احنا بس بنتناقش .
- طيب يا حبيبي
, انا همشي بقا يا نادية
, وابقي فكري في إلي قولتلك عليه .
- سلام عليكو
- سلام. يا تامر
, وابقى سلملي على مريم
, عشان دخلت ومسلمتش عليا
, مش مشكلة
, يمكن ما أخدتش بالها .
فأشار بيده وقال :
سلام يا طنط
وأوصلتها الأم إلى الباب وقالت :
مع السلامه يا حبيبتي. ما تنسيش بقا .
-ربنا يقدم إلي فيه الخير .
وبعد أن غادرت
, فذهب تامر لأمه وأمسك يدها
, وقال:
تعالي بقا
, اقعديلي هنا
, قوليلي الست الحشرية دي عايزة ايه
, اوعي تكوني لسه مصرين تجوزوني بنتها .
- على أساس انها هتبور بنتها جمبك
, يا تك نيلة
, بنتها اتجوزت وقربت تولد.
, اومال انا كنت في فرح مين السنة الي فاتت .
فوضع يده على صدره وقال :
الحمد لله
, أومال موضوع ايه إلي مش عايزاكي تنسيه ؟!
- جايبة عريس لأختك مريم .
- وده ايه ظروفه ؟!
- راجل
, شغال برة مصر
, وظروفه المادية كويسة
, وأهله ناس محترمين
, يعني بتقولي مناسب
, وهيعيش مريم مبسوطة ومش محتاجة حاجة .
- أومال مش مبسوطة ليه
, مادام مناسب .
- قلقانة بس مش أكتر
, بتقولي عنده ٤٢ سنه
, بس مش باين عليه شكله لسه شباب
,
- ايه ده ٤٢ ولسه متجوزش لغاية دولوقتي
, مع انو ظروفه كويسة يعني .
- ومستغرب ليه
, منتا قريب هتقفل 40 ولسه بتتسرمح
, على الأقل ده اتجوز وطلق ومعاه عيلين .
- نعم
, انتي بتقولي ايه ؟!
- اهدى شوية
, أنا غلطانة إن بفضفض معاك
, وبستشيرك قبل ما أقول لأختك .
- لو هي وافقت
, انا مش هوافق .
- وليه يبني
, أختك كبرت مبقتش صغيرة
, وبعدين الراجل مفيش حاجه تعيبه
, وولاده مع أمهم.
- كبرت ايه
, بنتك لسه قدامها إن هي تنقي وتختار إلي يناسبها
, وبعدين
, على عيني وراسي وراجل محترم وكويس وتمام
, بس افرضي حب يرجع لمراته عشان خاطر عياله
, عايزة بنتك تبقى زوجة تانية يا حاجة نادية .
- لا طبعًا
, طليقته أصلاً اتجوزت
, وهو مطلقها من ست سنين .
- اه قولي كده
, هو بقا ايه . لقى طليقته اتجوزت
, قال ايه هروح اشوف بنت عزبا وحلوة واتجوزها عشان اغيظ طليقتي .
- انت بتقول ايه
, يا بني ؟!
- بقول على جثتي الجوازة دي .
- طيب يا تامر افرض العكس
, لو اختك هي الى مطلقة دولوقتى ومعاها عيلين
, وجه ليها واحد أعزب وابن ناس وطلب يتجوزها
, هيكون ايه رد فعل اهله
, هل هيعترضوا ؟! لا
, لأنو بيحبها
, ورضي بيها بكل الظروف إلي فيها .
- هو إنتي مقتنعة بلي بتقوليه ده
, ماما
, إنتي أصلاً مش مقتنعة
, فيه فرق بين حب
, وفرق بين جواز على السيرة والصور .
- بقولك ايه
, الموضوع ده ميتفتحش تاني
, وانسي
, ولا مريم تعرف بالموضوع
, خلصنا .
وتركها ودخل غرفته وهو منزعج
, فجلست تبكي وتقول :
- طب اعمل ايه ؟!.. أنا أم ونفسي أفرح ببنتي
, قبل ما أموت
, طب انت راجل ومش يتخاف عليك
, هتعيش في الدنيا بالطول والعرض وتتجوز بدل الواحدة اربعة
, لكن البنت دي
, هتعيش ازاى لوحدها
, لا قريب ولا غريب بقو بيسألوا عن حد .
ثم مسحت دمعتها وقالت :
هقوم أصلي المغرب
, وإن شاء الله
, المولى يحلها من عنده . اللهم لا اعتراض يارب
أما تامر قضى ليلته يفكر فيما قالته أمه وفيما قاله هيثم
, وقال :
طب وايه الحل ؟!.. يعني أختي دولوقتي
, مش هيجيلها غير المطلق والأرمل
, أدي فرصة لهيثم ولا اعمل ايه ؟!
وأمسك هاتفه ثم قال :
هو أنا ليه حسيت مرة واحده بالمسئولية كده
, والله
, شكل وقت السرمحة قد ولى
, بقا فيه مسئولية على كتافك يا واد يا تامر .
ورن الهاتف
, وإذ
, بصديقته ˝ مي ˝ تُهاتفه
, فتبدل وجهه القلق
, بابتسامة عريضة
, وأجابها
, قائلاً:
روحي
, وحبيبة قلبي
, كنت لسه بفكر فيكى يا ميس .
وأجابته الأخرى بصياح :
ميس ؟!.. ميس مين يا تامر ؟!!... نهارك مش معدي النهاردة .
فنظر في هاتفه
, فوجد مي. وليس ميس
, وضرب رأسه وقال :
يا بنتي مش تفهميني غلط
, بقول مي
, تلاقي عندك السماعة بايظة
, صلحيها يا حبيبتي
, أو أنا أجبلك غيره جديد
, مكان إلي هيوديني في داهية ده
-بجد
, ولا بتضحك عليا
, أصل أنا عارقاك
, مش هفضل ألملم من وراك
, وصحابي دايما بيحظروني منك .
- وصحابك مين دول
, تلاقيهم غيرانين
, منك يا روحي وده كلام
, إنتي إلي في القلب
, وفي أرض الملعب
, والباقي إحتياط على الدكة .
- انت بتقول ايه
, يا تامر؟!
- بقولك
, انت إلي في القلب
, غيري السماعة بعد اذنك .
فكانت خلفه مريم
, وتتسمع عليه وضحكت ضحكة عالية
, وقالت :
يا تيمو
, انت فين يا حبيبي ؟
ففتح فمه من هول ما يحدث وبدأ يتلعثم
, والأخرى تصرخ وتقول :
مين دي يا تامر
, انت فين بالظبط ؟!.. قولي بقا دي كمان عيب سماعه
, أكيد بتتسرمح مع صحابك الصيع .
- والله العظيم
, أنا في البيت
, بس أمي شغلت التلفزيون و وهي بتحب تعليه شويه
, ده فيلم .
وبدأ. يضع يده على رقبته وينظر إلى مريم ويشير إليها
, بأنها سوف يقتلها
, وهي تهز برأسها وتخرج لسانها له لإستفزازه
, فرمى بها وسادة فخرجت وهي تضحك وتقول :
نجحت المهمة !!! نيااااااااه .
وأما مي فقد أغلقت الهاتف
, وحاول أن يعاود الاتصال بها
, لها دون جدوى
, فقد غضبت وتجاهلت
, كل مكالماته .
فلما يأس من محاولاته
, قال :
أهي اتقمصت
, يارب تكوني مبسوطة يا أخت مريم .
فعادت إليه
, وقالت :
اه مبسوطة
, مادام هساعد بنت إنها تبعد عنك
, فأنا هبقى مبسوطة
, لأن أنا بنت ومبحبش أبدًا بنت تنخدع
, وتتعشم على الفاضي
, وتضيع مستقبلها جمب واحد زيك
, بيلعب ببنات الناس
, افتكر كل ما تكلم بنت
, إن ممكن تكون البنت دي أختك
, وزي ما بتخاف وبتغير على أختك
, خاف على بنات الناس
, لأن كله بيترد صدقني
, حتى لو كنت شيخة البنات وملتزمة
, ممكن ابتلي
, بواحد زيك .
فصمت بعض الشيء
, وكأنه تأثر بكلامها
, وقال :
ماشي يا مريم
, على العموم
, أنا جد المرة دي بس عايز أموري تستقر مهنيًا وكده .
-طب الحمد لله
, ربنا يهديك .
- هصالحها ازاى دولوقتي
, بعد العملة الهباب
, إلي عملتيها .
-لو بتحبك هتعدي
, عشان إلي عايزك جمبه
, مش هيفرق معاه أي حاجه
, بس هقولك خاف
, من إلي بيعدي كتير من غير ما ياخد موقف منك
, عشان ده غدار
, في لحظه هيقلب وهيسيبك
, وهتفضل تدور عليه
, مش هتلاقيه
, لأنه ادالك فرص وكان نفسه تستغلها وتغير من نفسك .
عمر ما كان الساكت
, قلبه اسود
, أو بوشين
, كل إلي فيها مش عايز حياته كلها صراعات
, وتبريرات كدابه
, فبيريح راسه بالسكوت
, وبيعقد يتفرج حتى لو عارف إنك كداب
, بس بيجي يوم ويمل
, فبيمشي وهو ساكت بردو
, وبتفضل تستغرب هو ليه مشي
, أنا معملتلوش حاجه
, أنا بتعامل بنفس الاسلوب إلي بتعامل بيه على طول معاه
, عارف الواحد ليه بيستغرب وقتها
, لأن في ناس
, لما بتفضل تعديلها
, و تمشي الدنيا
, تفتكر نفسها مثالية
, وإن انتَ متقدرش تعيش من غيرها
, َ محور حياتها
, لو جت صراحتك وقالتلك
, انت عملت كذا وكذا
, تفتكر هيكون ايه ردك ؟!.....لما تتفاجئ انها أخده بالها من تصرفاتك
, وانت عامل نفسك
, الذكي
, إلي بيلعب بالسمكة وديلها
, وفاهمها وهي طايرة.
فصمت وقال :
يعني
, هقولها
, طب مش جيتي ليه صرحتيني ؟!.. يمكن لو جت وقالتلي على في قلبها مني .... مش هنخسر بعض ..! صح مش كده
, ليه دايمًا بتفضلوا ساكتين . تفضلوا تتفرجوا وتعيشوا الدور كمان
, وفي الأخر تزعلوا
, مهو طبيعي
, انت لو مجتش وقولتلي على في قلبك
, طب أنا هعرف إزاى ؟!.. إلي بيزعلك مني ... طول ما أنت ساكت ومستحمل ... طبيعي إن أنا أتمادى ... منا مش عارف إذا كان إلي بعمله بيزعلك .. ولا ولا .
-ما تضحكش على نفسك
, انت مدرك إن إلي بتعمله غلط
, ولو قلبت عليك وعاملتك بنفس المعاملة
, هتتقمص وتزعل
, وهيكون رد فعلك هو هو نفسه
فليه
, زي ما انت بتتحب. وبتتقدر
, وحد بيعاملك بما يرضي
, الله
, عامله زي ما بيعاملك
, ليه الكدب والكيد إلي ملوش لازمة
, ليه تجرح وتقول
, دنا ما أقصدش
, انتَ فهمت غلط
, وانتَ عارف انك قاصد .
بص
, يا تامر
, مشكلة الناس إلي زي كده
, إن الكلام معاها ملوش لازمة
, عشان كده كتير بيفضلو السكوت عن أي كلام
, تصبح على خير يا تامر.
فذهبت لغرفتها
, وهو عاد ليراسل حبيبته
, وترك لها رسالة
, معتذراً عن سوء الفهم
, وأخلد إلى النوم .
وفي اليوم التالي .
ذهبت مريم إلى النادي
, لممارسة الرياضة اليومية الخاصة بها
, فتصادفت مع هيثم
, فأوقفها ليتحدث معها
, فقال :
مريم !
فقالت محدثة نفسها :
عايز ايه ده كمان ؟!
قال :
آسف
, إني وقفتك بالطريقة دي
, بس عايز اتكلم معاكي
, على انفراد ممكن ؟!
قالت :
لا
, مش ممكن
, بعد اذنك .
- استني
, أنا والله بحبك جدًا