█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كيف بك إذا قمت من قبرك وقد قرّبت نجائب النجاة لأقوام وتعثرت وأسرعت أقدام الصالحين على الصراط وتخبطت هيهات ذهبت حلاوة البطالة وبقيت مرارة الأسف ونضب ماء كأس الكسل وبقي رسوب الندامة وماقدر البقاء في الدنيا بالإضافة إلى دوام الآخرة ثم فأقدر عمرك في الدنيا ونصفه نوم وباقيه غفلة . ❝
❞ والحق إن القرآن لم يقتصر على المِلكات العقلية وحدها ، فلقد عني في الوقت نفسه عناية كبيرة بإيقاظ أشرف مشاعرنا وأزكاها ، بيد أنه لم يحرك هذه المشاعر إلا تحت رقابة عقلنا ، فهو يتوجه إلينا دائما ، أعني يتوجه إلى ذلك الجانب المضيئ من أنفسنا ، إلى ملكتنا القادرة على أن تفهم ، وأن تقدر في كل شيء ما يضر وما ينفع ، وأن تقَّوم القيم المختلفة ، ولقد تجلى هذا الشعور حين قدم لنا القرآن في صورة عاطفية مؤثرة مشهد الفزع الذي ينبغي أن يزعنا عن اغتياب الآخرين ، فشبه المغتاب بمن \\˝يأكل لحم أخيه ميتا\\˝ ثم يضيف \\˝فكرهتموه\\˝ ، كلكم أجمعون . ❝
❞ فزادت الريح قوة وسرعة، واتجهت نحو نوح الثاني وسليمان وعزيز. فحاولت أن تحملهم بقوتها، وترميهم بعيدا. لكن نوح الثاني وسليمان وعزيز كانوا أشداء وماهرين، وكانوا يحاولون أن يصدوها بعصيهم وسحرهم. فكانت المعركة متقاربة، ولم يتغلب أحد على الآخر. فقال نوح الثاني: ˝إن هذه الريح ليست ريحا عادية، بل هي ريح مسخة. وإن في داخلها ملك الرياح، وهو من أتباع ملك الظلام. فإن أردنا أن نهزمها، فعلينا أن نهزم ملك الرياح. فأسأل الله أن يرينا حقيقته، ويسهل علينا قتاله˝ . ❝
❞ ولما كان بین الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسبِ والقرابة ، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها ، وما بين الأرواح والأجسامِ ، عَبَرَ العَقْلُ مِن كل منهما إلى الآخر ، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص ، فيقولُ : ينبغي أن يكونَ اسمُه كَيْتَ وكَيْتَ ، فلا يكاد يُخطىء ، وضد هذا العبور من الاسم إلى مسماه ، كما سأل عمر بن الخطاب رضي الله رجلاً عن اسمه ، فقال : جَمْرَةُ ، فقال : واسم أبيك ؟ قال : شِهَابٌ ، قال مِمَّن؟ قال : مِنَ الحُرَقَةِ ، قال: فمنزلك؟ قال : بحرة النَّار ، قال : فأين مسكنك؟ قال : بِذَاتِ لَظَى : قال : اذهَبْ فقد احترق مسكنك ، فذهب فوجد الأمر كذلك ، فَعَبَرَ عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها ، كما عبر النبي ﷺ من اسم سهيل إلى سهولة أمرهم يَوْم الحديبية ، فكان الأمر كذلك ، وقد أمر النبي ﷺ أمته بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يُدعَوْنَ يومَ القِيَامَةِ ، بها ، وفي هذا ـ والله أعلم - تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة ـ لتحسين الأسماء لتكون الدعوة على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسن ، والوصف المناسب له . ❝