█ _ نبيل جميل 2022 حصريا رواية ❞ نجلاء وقصص أخرى ❝ عن روافد للنشر والتوزيع 2024 أخرى: مجموعة قصصية جديدة للقاص والراوي تصحبنا فى رحلات بين ثنايا مجتمعات وذوات اخري سرد ادبي واسلوب شيق يطرق فينا مشاعر واحاسيس متنوعة ومختلفة كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
❞ كلما دردشا أكثر عبر ماسنجر الفيس بوك، اكتشفا بأن هناك اموراً عديدة مشتركة بينهما؛ الولع بالنمور، سمع الموسيقى، فنون الطبخ. هذه الليلة فضلا أن يتكلّما في المعرفة الجمالية، كانت هي تنصت أكثر مما تتكلم، فعدم التشتت في مواضيع عديدة كان احدى خصالها منذ ان مارست التعليم . ❝
❞ نقضي سنة على شغفه بحبيبته ولم يتغير شيء، الروتين ذاته ما بين العمل والبيت، أما هي فقد أنجزت مجموعة قصصية وطلبت منه مراجعتها. كان يكظم غيظه من ألم العشق، فكلما فتح صفحة رأى وجهها مُبتسما، تأخذه فترة صمت ويبقي ما بين يديه جانباً. ولأنها تنتظر بفرح مولودها الأدبي الأول، فقد أخبرته برغبتها في انجاز الطباعة قبل مهرجان المربد. قسى على قلبه وأجبر نفسه بإكمالها سلّمها المخطوطة في احدى جلسات الاتحاد . ❝
❞ أربكتهُ هذه العلاقة وقادته إلى التفكير بالانفصال عن زوجته. ( أخيراً وجدتً من أبحث عنها، نصفي الآخر كما يقال) كان يهمس لنفسه، رغم شعوره بفراغ موحش، بصيص أمل شاحب في نهاية أفقه المعتم. فكلما أراد ان يُفاتح زوجته بالأمر، يغمض عينيه ويتيه في صمت، تدور الاسطوانة في فراغ، يُعذّبه التفكير بها، خيال مُشتت وهروب، يحبس نفسه في غرفة المكتبة، تزداد ساعات القراءة، يُفرط في التدخين . ❝
❞ جعلته يُقسم بأن لا يترك زوجته، ثم ختمت بأنها كانت تعلم بشغفه بها من خلال النظرات، واهتمامه بتشجيعها على القراءة والكتابة، بعد حسرة طويلة قالت: (سأعترف لك أنني كلما تكلمت معك يُراودني شعور غريب، يزداد نبض القلب، أشعر كما لو أننا التقينا من قبل، لذا اتجنب نظراتك والاقتراب منك، فهناك قوة جاذبة تتملكني حينها، تظل معي ولا أستطيع ابطال مفعولها، رغم مُتعتي بها) . ❝
❞ سرحت بخيالها بعيداً عن غرفة العمل ورائحة الشاي، تركتْ زميلتها المتزوجة تتثاءب، وسارت بصحبته فوق رصيف الكورنيش، لم يكن الحديث ثالثهما بل نسمات ربيع منعشة، مضيا يرنوان للنوارس وينعمان بدفء اللقاء، امتص خيالها زرقة النهر وأفاض بما حمله من راحة بال، فتورّد وجهها بابتسامة وأشرق، كما لو انها فعلاً كانت معه، لصقه، ترطّب يدها راحة يده، في طريق لا ينتهي . ❝
❞ بعد عودته للبيت قرر أن يصارحها، فكتب لها رسالة أوضح فيها ما كان يجول في خلجاته، تعمّق في الوصف وبتفصيل دقيق لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر لكل ما يشعر به، طلب منها الزواج وضغط على زر الارسال ثم اغلق ( اللاب توب)، بعدها فكر:( ربما تسرعت، اعتقد ان الوقت غير مناسب، هي الآن تستعد لإصدار كتابها الأول وذهنها مشغول باختيار دار النشر، كان عليّ الانتظار)، لام نفسه ولم يتجرأ على تصفح ˝الفيس بوك˝ . ❝
❞ تُحاول الذاكرة الاحتماء من لهيب الحب، تبحث عن مصد يعترض هذا الولع، في محاولة لإطفاء فتائل الوقت المتقدة. وددت مشاركة السماء دموعها، أفرغ النفس بما امتلأت من ألم، أتقيأ حد النزيف جراح عمري، صِرت أحسد الطيور، أراقبها تنتقل بين الأشجار، تبحث عن ملاذ آمن من المطر، تدخل في نفير عام.. أووه إلى الآن استخدم الرموز العسكرية، تبّاً متي أتخلص من آثار الحروب؟ . ❝
❞ أنظر فيما حولي فتتصاعد بناية الشيراتون أمامي، البوابة الرئيسية مغلقة بكتل الإسمنت، ينتابني جزع، أسترجع ساحات الحروب، دوي قصف الطائرات، جثث إخوتي المتفحمة في ساحة كرة القدم، شعر امي المنفوش، صراخ نساء الجيران وهن يحضن ما تبقى من أجساد أبنائهن، لم يكن للصغار خطيئة سوى حبهم للعب الكرة في ساحة الحيّ، تُفّ على من أشعل حربنا مع إيران، ألا لعنة الله على من ابتكر المدافع والصواريخ بعيدة المدى، أبشع ما في الحرب قصف المدن، آه.. كيف لي أن أنسى تاريخاً ساهم بتدميرنا . ❝
❞ رُحت أنشد المغفرة على طريقة ترانيم سومرية، ورغم البرد والمطر احسست بنيران تشتعل في داخلي، لكن وبماذا ستنفع الآهات؟ تأخذني الأحلام بعيداً عل ظهر موجة، وتعود بي متكئاً على عصا حزني، مخموراً في أكثر الليالي، ألعن الحظ وأندب الضمير . ❝
❞ وبعد.. أو ثم ماذا؟ أحاول وجهي في المرآة : أتراك اشتقت إليها حقاً؟تحاول أن ترشف المزيد من ذكراها، أم أنك ما بين وبين، مثل أرجوحة تتمنى أن تهتزز من جديد، خذلتك الرياح وهجرتك الأيدي، وأنت كما أنت مازلت تنحت الأماني بنظرة شاردة وقلب مقبوض.. والحياة بتيارها تنساب دونك بهدوء . ❝
❞ كل عام تعود بي الذاكرة ما أن يَنطلق مهرجان المربد. أتحول إلى كتلة حُزن، لا أُخفي عليك شيئاً، بعكس بوصلة الحياة أراني مجهداً في رحلة التذكير، تُرتب لي الساعات موعداً مع المطر، وتحت أوراق الأشجار المبتلة أتخضب بالشجن، مولعاً بعاطفة الاشتياق، لقاؤنا الأول وكيف احتفى المكان بنا، وددت أن يتكرر اللقاء في كل مربد، أن يُبعث من جديد، فعندي الكثير من الكلام مازال مدفوناً، يؤجج بجمره الفؤاد . ❝
❞ أهرب الى شط العرب وبجانب شجرة برهام أقف ساعة المغيب أناجي الفراغ، أبحث عما يُهدّئ الروح ويبعد عنها الضجر، يا لروعة ما ذهبت إليه، هه.. إنه الضحك على النفس، بهذه التمتمات أمضغ المصير، وأنا أعرف بأن ما فعلته يُعد من كبائر الذنوب في تاريخ الحب، نهاري مُظلم وليلي مؤلم، الخمرة أخذت من صحّتي ما أخذت، والآن بعد نصيحة الأطباء علّقت عذابي بالصلاة، لكنني لم أجد فرقاً، أهرب للقراءة، لكنني كلما فتحت كتاباً شعّت صورتك أمامي، أَبسط يدي على الورقة، أتلمّس وجنتيك أذرف الدمع علّه يَفي بالغرض ويرتاح الضمير . ❝
❞ غُفرانك سيدتي، اصفحي عني أرجوكِ، أهمسُ كل غروب، أطلب من الله الصبر في تَحمل تأنيب الضمير، يا لها من آلام تضغط على تفكيري، تستمر لتحيلني إلى خرقة بالية منذ هجرانك في آخر مكالمة، فما يزال شهيق أنفاسك يحتك في أذني، نحيب مستمر يقض مضجعي، يؤرقني في ساعات العزلة، خاصة عندما أكون وحيداً في المنزل . ❝
❞ مع هذا كُنت اشعر أنني في حلم، وليس عالم حقيقي محسوس، رُحت أتأملك باهتمام ودقة متناهيتين، أرسم، أفكر، أخطط، وانتِ الفريسة، حتماُ بوسعك أن تطلقي عليّ ما شئتِ من صفات، تجردني من إنسانيتي، لأنني لم أَصُن القََسَم، العلاقة بكل مصداقيتها، يوم قررنا الزواج مهما حصل، وأن نُدافع عن حبنا، لحظتها أخبرت عائلتك وعمّ الفرح، رحتِ تُخططين لبناء منزل أحلامنا، تضعين لمساتك في كل زاوية، يوم أرسلت إليك قائمة بألواني المفضلة؛ للجدران، الستائر، الأثاث.. أيّ وحش أنا وأيّ ملاك أنتِ؟ . ❝
❞ إن عدم القدرة على اتخاذ قرار، يشكّل ارتياباً وقلقاً من عدم تحقيق أمنية، فَرْحة، قَدْحة شرر تشعل ما يبس من حطب، فيتخذ الإنسان وبعجالة قراراً، يعده الصواب بما آل إليه من نكد، فتذوب الحكاية التي كان يؤخّرها وينوي إكمالها مع من يحب. تتشعب الرؤى ويدوخ، ليجد نفسه في دوامة أخرى أشدّ وقعاً بآلامها عليه. يتخبط، يحاول إبعاد خيوط ما التفَّ عليه من شِباك، لكن لا فائدة، فالخيوط هي الأخرى أخذت تتناسل على مرّ السنين، ويجد نفسه قد امتثل للأمر الواقع، يراقب شكله في مرآة العمر، ولم يتفاجأ بالشيب وانحناءة الظهر، يتقبّل الأمر كيفما اتفق مدارياً عورة تساؤلاته الهرمة، يمضغ هزائمه، فراغات ما تساقط من أسنان ويعزو السبب للظروف، يعلّق بؤسه كخرقة قماش على شمّاعة العمر ويرفع شعار: هذا قدري المكتوب . ❝
❞ الكتابة لا تفي بالغرض، الحقيقة تدفن مع الإنسان، يحملها معه إلى قبره، وحده الله يعلم ما تخبئه الذاكرة. محاكمة النفس الأمّارة ليست بالسوء وحده، فثمّة إشكال في هذا الأمر، ما يبتغيه الإنسان من زمانه يلزم التقصي عن حقيقته، فالظاهر لا يعني شيئاً مقابل ما دفن في الذهن . ❝
❞ ˝بين الماء والسماء نجدّف في سكون وصمت،
وقد ضرب الله على ذان الطبيعة، وختم على أفواه الخليقة،
فلا نحس حركة ولا نسمع رِكزاً غير إيقاع المجاديف على أنغام الموج˝.
البحيرة/ ألفونس دو لامارتين . ❝
❞ كانت ملامح وجهه غير واضحة بسبب الدماء، لكنني ميزت شقاً صغيراً في رأسه يتدفق منه الدم، صاح أحدهم: (يجب إنقاذه، انه يموت؟).
فكرت بعائلته، بنجاته، تألمت لمنظره،لكن ما أصابني بالفزع، هو تدافع أولئك الصغار.. (اقزام! ما هذا!) تساءلت وأنا أراهم يفرّون، كمن أُطلق صراحه بعفو عام، دنوت منه، تحملت تدافع الناس، لم أكن في حلم، حتى أنني صفعت وجهي. رأيتهم يتساقطون من رأسه، بعضهم يرتدي قلنسوات، طرابيش، عمائم، ملابس رثة مثل التي ترتديها أنت الآن، نساء ورجال وصبية، صحت يا إلهي، ذُهلت وأنا أراهم يتفرقون مًسرعين بين أرجل الناس، اختفوا في جحور أو ربما شقوق جدران . ❝