█ ((أحنى زلنبح رأسه ثم قفز الفضاء ليطير بعيدًا وقبيلة الشياطين تتابعه وعلى علو شاهق يتوقف ويلتفت ناظرًا إلى قبيلته التي صارت بعيدة جدًا كأنها مجموعات من النمل وقطرات الدموع تتساقط عينيه )) كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024 تدور الرواية حول "عصفة" زوجة العمدة الفاتنة وطاسة الزيت المغلي سكبتها برعونة شجرة فكان ما كان من هذه الحكاية المحورية يعود أدول أحداث تعاقبت عليها السنوات مجسّداً معاناة الإنسان المكررة دائرة مغلقة الظلم الاجتماعي والقمع والبطش يستمر السرد نطاق زمني ممتد عبر أجيالٍ متعاقبة حتى يصل ذاتها "عصفة المغلي" ليتمم أركان وتبلغ العقدة ذروتها تتوالد منها وتتناسل الحكايات ويكون "زلنبح" (ابن عصفة الشيطان) قاسماً مشتركاً وبطلاً محورياً فيها جميعها تبدأ الرحلة الغرائبية بقتل الفتى الطيب الضخم يموت "الأصفهاني" المخنث وتابعه القواد حرقاً وعبر هاتين الحكايتين وغيرهما يطأ الكاتب قروح الواقع ويُظهر وجهه القبيح الذي تطلّ منه الجريمة بشتى صورها
❞ اختار الكاتب لشخوصه أسماء تتصل بالطبيعة الخيالية للنص مثل ˝زلنبح˝، ˝شينكا˝، ˝حوحو˝، ˝تايرو˝، ˝خنزب˝، ˝كروب˝ و˝سفساف˝، وفي مواضع أخرى من السرد كان فيها الواقع أكثر حضوراً، تخيَّر الكاتب لشخوصه أسماء لها دلالات حية، جاء بعضها متّسقاً مع معناه مثل ˝عصفة˝ الفاتنة التي سلبت فتنتها عقل الشيطان وعصفت به، ˝محفوظة˝ التي حافظت الأم على حياتها بالتضحيات الثمينة، ˝ظريفة˝ المرأة السمحة التي لا تحمل حقداً ولا ضغينة. بينما حملت أسماء أخرى دلالات عكسية مثل ˝حلالي˝ الماجنة و˝مكين˝ الضعيف. واستمراراً لاستخدام الدلالة، لجأ الكاتب إلى الأحلام والكوابيس ليبرز من خلالها الجانب الإنساني من شخصية ˝زلنبح˝ وجلده لذاته ورفض عقله الباطن لكل سلوك يحرّضه عليه عقله الواعي. ولم تبثّ أحلام الشخصية المحورية في النص الدلالات وحسب، وإنما عزَّزت الجانب الخرافي من الأحداث الذي ينسجم مع الخط العام للسرد وأضفت عليه مزيداً من المتعة والتشويق. الألوان أيضاً كانت إحدى أدوات الكاتب الرمزية التي أجاد توظيفها داخل النص، فشخوصه الشيطانية ترتدي اللون الأحمر ذا الدلالة النارية لتؤكد طاقة الشر والهيمنة، و˝زلنبح˝ حين يركن إلى نصفه الشيطاني لا يرتدي سوى الأحمر، وفي طريقه لاستعادة إنسانيته، يتخلّى عن هذا اللون . ❝
❞ ((اسمع يا فتى يا غبي، ستفعل ما أريده منك.
وإن لم أفعل؟
ستجد نفسك قتيلًا مدفونًا في حديقة بيتي هذا، دفنت ثلاثة قبلك أصرّوا على قول لا، الجثث الآدمية أفضل سماد للزرع)) . ❝
❞ ((نظراتها فيها رجاء له بأن يعود إليها، أبعد طفلته وقام وجلس بجوارها، أحاط كتفها بذراعة، فلانت له عسى أن تجد عنده أمانًا مفتقدًا، زلنبح ينفخ غيظًا، ويتأثر بكل ما يحدث تحته، أمالت عصفة رأسها أسفلها باكية، لم تقل له حقيقة ما حدث، فقط تبكي، بعد إلحاح كان تصريحها الغامض: ˝البيت صار مسكونًا بشيطان˝.)) . ❝