█ ((نظراتها فيها رجاء له بأن يعود إليها أبعد طفلته وقام وجلس بجوارها أحاط كتفها بذراعة فلانت عسى أن تجد عنده أمانًا مفتقدًا زلنبح ينفخ غيظًا ويتأثر بكل ما يحدث تحته أمالت عصفة رأسها أسفلها باكية لم تقل حقيقة حدث فقط تبكي بعد إلحاح كان تصريحها الغامض: "البيت صار مسكونًا بشيطان " )) كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024 تدور الرواية حول "عصفة" زوجة العمدة الفاتنة وطاسة الزيت المغلي التي سكبتها برعونة شجرة الشياطين فكان من هذه الحكاية المحورية أدول إلى أحداث تعاقبت عليها السنوات مجسّداً معاناة الإنسان المكررة دائرة مغلقة من الظلم الاجتماعي والقمع والبطش يستمر السرد نطاق زمني ممتد عبر أجيالٍ متعاقبة حتى يصل ذاتها "عصفة المغلي" ليتمم أركان وتبلغ العقدة ذروتها ثم تتوالد منها وتتناسل الحكايات ويكون "زلنبح" (ابن الشيطان) قاسماً مشتركاً وبطلاً محورياً جميعها تبدأ الرحلة الغرائبية بقتل الفتى الطيب الضخم يموت "الأصفهاني" المخنث وتابعه القواد حرقاً وعبر هاتين الحكايتين وغيرهما يطأ الكاتب قروح الواقع ويُظهر وجهه القبيح الذي تطلّ منه الجريمة بشتى صورها
❞ استمرت الثقافة النوبية تطلّ في رواية ˝زلنبح˝ برأسها بشكل ضمني غير مباشر، إذ تخلّل النسيج الروائي بعض الطقوس التي طالما اهتم واحتفى بها المجتمع النوبي، مثل الرقص والأعياد والمهرجانات والأعراس. أما اللغة التي اعتمدها الكاتب، فكانت الفصحى السلسة شديدة العذوبة كثيفة الدلالة، كما كانت دائماً في كل نصوص حجاج أدول وكان يبرز دوماً خلالها ارتفاع الحس الإنساني الذي يعبّر بصورة أو بأخرى عن المجتمع النوبي ويميّز أهله بشكل خاص . ❝
❞ ((تخرج عصفة من البيت وتسير هائمة حول بيتها، لا تجيب من يلقي عليها التحية، وإن حاولت امرأة أن تمسك بكتفها أو ذراعها لتعيدها، تبعد اليد في إصرار وتستمر في سيرها ناظرة إلى لا شيء، حين تتعب تعود صامتة كما بدأت سيرها اليومي الليلي صامتة، لم يكن ما تفعله عصفة غريبًا عند أهل قرية الربوة، فهي عندهم امرأة ممسوسة بالشيطان الذي لبسها وسكن فيها، فذهب بعقلها، وأفسد حياتها.)) . ❝
❞ ((أنت أهنتَ قبيلتنا بين القبائل، ولم تنتقم الانتقام الكافي الذي وعدتَ شكاكيت به، بل أهنتها إهانة خاصة، بوقوعك في براثن فتنة المرأة التي قتلتْ ابنتها. - يا زعيمنا المفدَّى، أعترف بخطئي، ولم أستكمل الانتقام بعدما تسببت في مقتل ابنة تلك المرأة، لكن ألا تفكرون بأنني فعلت فعلة في صالح قبيلتنا، بل في صالح قبائل الشياطين الخمس؟ - كيف؟ - ما ستنجبه عَصْفة... دَوّت صرخة غضب من شكاكيت ثم وجَّهت كلامها إلى زلنبح: - أيها الخائن الوضيع، أيها الحقير، تعشق من قَتَلت حفيدتك؟ إن عُدت إلى قبيلتنا سأطلّق ابنك هذا الخائر الضعيف مثلك، ابنك الذي يرفض التبرؤ منك أيها الوضيع، أبو الوضيع. زوجها سلايس يحني رأسه خجلًا، أشار الزعيم إلى شكاكيت لتهدأ وواصل حواره: - لا تصرح باسمها، فاسمها يضايقنا. - أمرك، ما ستنجبه تلك المرأة، سواء كان ذكرًا أم أنثى، سوف يكون شيطانًا وسط البشر، أي سيتمكن من طعن البشر بوسوسته من داخلهم، إنه حربة مسنونة منّا في ظهر البشر. - كلامك مُبالَغ فيه. - بل هو ما سيكون.)) . ❝