❞ تابع للفتح الأعظم ..
وكانت راية الأنصار يومئذ مع سعد بن عبادة
, فلما مر بأبي سفيان
, قال له : اليَوْمَ يَوْمُ المَلْحَمَةِ
, اليومَ تُسْتَحلُ الحُرْمَةُ اليَوْمَ أَذَلَّ اللهُ قُرَيْشاً
, فلما حاذى رسول الله ﷺ أبا سفيان
, قال : يا رسول الله
, ألم تسمع ما قال سعد ؟ قالﷺ ( وما قال )
, فقال : كذا وكذا
, فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ! ما نأمن أن يكون له في قريش صولة
, فقال رسول الله ( بَلِ اليَوْمَ يَوْمَ تُعَظَّمُ الكَعْبَةُ
, اليَوْمَ يَوْمٌ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهَ قُرَيْشَاً )
, ثم أرسل رسول الله ﷺ إلى سعد
, فنزع منه اللواء
, ودفعه إلى قيس ابنه
, ورأي أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه
, ومضى أبو سفيان حتى إذا جاء قريشاً
, صرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش
, هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به
, فمن دخل دار أبي سفيان
, فهو آمن فقامت إليه هند بنت عتبة
, فأخذت بشاربه
, فقالت : اقتلوا الحميت الدسم
, الأخمش الساقين
, قُبح من طليعة قوم
, قال : ويلكم لا تغرَّنَّكُم هذه من أنفسكم
, فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به
, من دخل دار أبي سفيان فهو آمن
, ومن دخل المسجد
, فهو آمن
, قالوا : قاتلك الله
, وما تغني عنا دارك
, قال : ومن أغلق عليه بابه
, فهو آمن
, ومن دخل المسجد
, فهو آمن
, فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد
, وسار رسول الله ﷺ
, فدخل مكة من أعلاها
, وضُرِبَتْ له هنالك قبة
, وأمر رسول الله ﷺ خالد بن الوليد أن يدخلها من أسفلها
, وكان على المُجَنِّبةِ اليُمنى
, وفيها أسلَمَ
, وسُليم
, وغفار
, ومزينة
, وجهينة
, وقبائل من قبائل العرب
, وكان أبو عُبيدة على الرجالة والحُسرِ
, وهم الذين لا سلاح معهم
, وقال لخالد ومن معه : إن عرض لكم أحد من قريش
, فاحصدوهم حصداً حتى توافوني على الصفا
, فما عرض لهم أحد إلَّا أناموه
, وتجمع سفهاء قريش وأخِفَّاؤُها مع عكرمة بن أبي جهل
, وصفوان بن أمية
, وسهيل بن عمرو بالخَنْدَمَةِ ليقاتِلُوا المسلمين
, فلما لَقِيَهُم المسلمون ناوشوهم شيئاً من قتال
, وقُتل كُرز بن جابر الفهري
, وخنيس بن خالد بن ربيعة من المسلمين
, وكانا في خيل خالد بن الوليد فشذا عنه
, فسلكا طريقاً غير طريقه
, فقتلا جميعاً
, وأصيب من المشركين نحو اثني عشر رجلاً
, ثم انهزموا
, وقال أبو هريرة : قد وبشت قريش أوباشاً لها
, فقالوا : نُقَدِّم هؤلاء
, فإن كان لقريش شيء كنا معهم
, وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا
, فقال رسول الله ﷺ ( يا أبا هريرة )
, قلتُ : لبيك يا رسول الله وسعديك
, فقال ﷺ ( اهتف لي بالأنصار
, ولا يأتيني إِلَّا انْصارِي )
, فهتف بهم
, فجاؤوا
, فأطافوا برسول الله ﷺ
, فقال لهم( أَتَروْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهِم
, ثمَّ قال بيديه إحداهما على الأخرى
, احْصُدُوهُم حَصْداً حتّى توافُونِي بالصَّفَا )
, فانطلقنا
, فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم إلا شاء
, وما أحد منهم وجه إلينا شيئاً
, ورُكِزَتْ راية رسول الله ﷺ بالحَجُونِ عند مسجد الفتح. ❝