[ملخصات] 📘 ❞ كش ملك قس بن ساعدة ❝ كتاب ــ أدهم شرقاوي اصدار 2012
كتب الأدب - 📖 ملخصات كتاب ❞ كش ملك قس بن ساعدة ❝ ــ أدهم شرقاوي 📖
█ _ أدهم شرقاوي 2012 حصريا كتاب ❞ كش ملك قس بن ساعدة ❝ عن القمرى للنشر التوزيع 2024 ساعدة: هذه الفلسفة الحياة لم تكن تتماشى مع طباعي اليومية أبداً وحين كنت أسمعها تحاضر جيولوجيا المصائب معتبرة أن لكل مصيبة وجهين كالقمر تماماً لا نرى إلا جانبه المشرق ولكن من زاوية ما فإن له جانباً معتماً أختنق بدخان الأمل المنبعث كالبخور نار ! شخصياً ليس عندي شيء ضد العكس فأنا ككل مواطن عربي أحفظ قصصاً وأقوالأ وأبيات شعر تكفي لإقناع أكبر يائس العالم بان الدقيقة القادمة ستكون أفضل التي ماتت كتب الأدب مجاناً PDF اونلاين عَرَف مصطلح خلافًا طويلًا بين الأدباء فعند العرب حمل العصر الأموي والعباسي معنيين: معنى أخلاقيًّا وآخرَ تعليميًّا أنه القرنين الثاني والثالث بدأ يُستخدم للدلالة القواعد الخاصة يجب مراعاتها عند الكتابة ومنذ بداية الحديث أخذ يطلق بعمومية كل وعند خاصة أنتجه العقل البشري واستخدم اللغة مهما كان موضوعه وأسلوبه العلم والفلسفة والأدب حتى قيل: "أدبيات كذا " ولكنه بصورة عرف بأنه التعبير اللغوي بالأشكال الأدبية كافة: شعرا ونثرا اختلاف العصور هو جميل ومؤثر العواطف ونابع عاطفة صادقة أو تخييلية واشترك جوهره مختلف الفنون التشكيليَّة والغنائيَّة والتمثيليَّة الشفوية المكتوبة وهذه المقالة ستتناول وأشهر العربي خلالها الكتاب
عن كتاب كش ملك قس بن ساعدة:
هذه الفلسفة في الحياة لم تكن تتماشى مع طباعي اليومية أبداً وحين كنت أسمعها تحاضر في جيولوجيا المصائب معتبرة أن لكل مصيبة وجهين كالقمر تماماً لا نرى إلا جانبه المشرق ولكن من زاوية ما ، فإن له جانباً معتماً كنت أختنق بدخان الأمل المنبعث كالبخور من نار المصائب ! شخصياً ليس عندي شيء ضد الأمل على العكس تماماً فأنا ككل مواطن عربي أحفظ عن الأمل قصصاً وأقوالأ وأبيات شعر تكفي لإقناع أكبر يائس في العالم بان الدقيقة القادمة ستكون أفضل من التي ماتت .
يعد كتاب "فن الخطابة" أحد أهم الكتب التي ألّفها "ديل كارنيجي" في مجال التنمية البشرية والذاتية، وحثّ المؤلفُ القرّاءََ في فصول الكتاب جميعها على تنمية الشجاعة والثقة بالنفس، وعلى تعلّم "فن الخطابة" وما فيه من مهارات الافتتاح والاختتام وإتقان مهارة الإلقاء والوقوف أمام المستمعين، وغيرها من البديهيات المهمة في "فن الخطابة".[١] ومن الجدير بالذكر أن المؤلفَ في كتابه هذا يحاول أن يساعد القارئ على اكتساب الثقة التي لا شك في أنها تعدّ عنصراً أساسياً لا بد من تعلّمه لمن أراد إتقان "فن الخطابة"، ومن ثمّ يستطيع أن يؤثر الخطيبُ في غيره، ويُلقي خطباً من شأنها التأثير والتحسين فيمن قُصد به التلقي والاستماع.[٢] أَلَّفَ "ديل كارنيجي" كتابه في اثني عشر فصلاً ذات عناوين متصلة اتصالاً وثيقاً وأساسياً بإتقان "فن الخطابة"، ولا شك أن التعرّف على كتاب فن الخطابة لا يقلّ أهمية عن الولوج إلى أعماقه فصوله، ولذا وجب ذكر موجز سريع حول ما ذكره "ديل كارنيجي" في كتابه "فن الخطابة":[٢]
الفصل الأول: تنمية الشجاعة والثقة بالنفس : يقدّم "ديل كارنيجي" في هذا الفصل أربع نصائح ضرورية لمن أراد أن يكون خطيباً جيداً أمام المستمعين، هي:[٣] ابدأ برغبة قوية فالرغبة القوية هي الحافز الأساسي وراء التقدم السريع، ولذا يجب أن تتبع موضوعك بإصرار وحيوية، ولا بد من أن يوجّه المُتعلِّم اهتمامه نحو دراسة الذات، والتفكير بالثقة بالنفس والقدرة على الحديث بشكل أكثر إقناعاً أمام الجمهور. اعرف تماماً ما الذي ستتحدث بشأنه يجب على الخطيب أن يكون واعياً لنفسه، ويتجب الإهمال وعدم المبالاة، وعليه أن يعرف بشأن ما يدور حوله، وعن ماذا سيتحدث. تصرّف بثقة الدليل إلى ذلك يكمن في الإرادة، فإذا ما أراد الخطيب أن يكون واثقاً فإنه يتصرّف بثقة، ويقف مستقيماً وينظر في عيون الناس أمامه، ويبدأ الكلام بثقة. تدرب! تدرب! تدرب! التدرب يعدّ الخطوة الأولى والأخيرة الفعّالة لتوليد الثقة بالنفس في فن الخطابة، ومن دون التدريب لا شيء يمكن أن يحدث بشكل جيّد، ولن يتوصّل المتعلّم بدونه إلى شيء.
. ❝ ⏤ديل كارنيجي
ملخص كتاب ❞فن الخطابة❝
يعد كتاب "فن الخطابة" أحد أهم الكتب التي ألّفها "ديل كارنيجي" في مجال التنمية البشرية والذاتية، وحثّ المؤلفُ القرّاءََ في فصول الكتاب جميعها على تنمية الشجاعة والثقة بالنفس، وعلى تعلّم "فن الخطابة" وما فيه من مهارات الافتتاح والاختتام وإتقان مهارة الإلقاء والوقوف أمام المستمعين، وغيرها من البديهيات المهمة في "فن الخطابة".[١] ومن الجدير بالذكر أن المؤلفَ في كتابه هذا يحاول أن يساعد القارئ على اكتساب الثقة التي لا شك في أنها تعدّ عنصراً أساسياً لا بد من تعلّمه لمن أراد إتقان "فن الخطابة"، ومن ثمّ يستطيع أن يؤثر الخطيبُ في غيره، ويُلقي خطباً من شأنها التأثير والتحسين فيمن قُصد به التلقي والاستماع.[٢] أَلَّفَ "ديل كارنيجي" كتابه في اثني عشر فصلاً ذات عناوين متصلة اتصالاً وثيقاً وأساسياً بإتقان "فن الخطابة"، ولا شك أن التعرّف على كتاب فن الخطابة لا يقلّ أهمية عن الولوج إلى أعماقه فصوله، ولذا وجب ذكر موجز سريع حول ما ذكره "ديل كارنيجي" في كتابه "فن الخطابة":[٢]
يقدّم "ديل كارنيجي" في هذا الفصل أربع نصائح ضرورية لمن أراد أن يكون خطيباً جيداً أمام المستمعين، هي:[٣] ابدأ برغبة قوية فالرغبة القوية هي الحافز الأساسي وراء التقدم السريع، ولذا يجب أن تتبع موضوعك بإصرار وحيوية، ولا بد من أن يوجّه المُتعلِّم اهتمامه نحو دراسة الذات، والتفكير بالثقة بالنفس والقدرة على الحديث بشكل أكثر إقناعاً أمام الجمهور. اعرف تماماً ما الذي ستتحدث بشأنه يجب على الخطيب أن يكون واعياً لنفسه، ويتجب الإهمال وعدم المبالاة، وعليه أن يعرف بشأن ما يدور حوله، وعن ماذا سيتحدث. تصرّف بثقة الدليل إلى ذلك يكمن في الإرادة، فإذا ما أراد الخطيب أن يكون واثقاً فإنه يتصرّف بثقة، ويقف مستقيماً وينظر في عيون الناس أمامه، ويبدأ الكلام بثقة. تدرب! تدرب! تدرب! التدرب يعدّ الخطوة الأولى والأخيرة الفعّالة لتوليد الثقة بالنفس في فن الخطابة، ومن دون التدريب لا شيء يمكن أن يحدث بشكل جيّد، ولن يتوصّل المتعلّم بدونه إلى شيء.
يَعرض المؤلفُ في هذا الفصل الخطوات الصحيحة للتحضير الصحيح للخطاب الذي نريد إلقاءه، وهي:[٤] التحضير الصحيح فلا بد من التحضير بشكل سليم، وقراءة المُراد الحديث عنه بتأنٍ وتدوين الملاحظات اللازمة عليه. التحضير يعني التفكير يعني التحضير التفكير والاستنتاج والتذكر واختبار ما يعجبك، وصقله وجمعه في وحدة فنية أنت صانعها. كيف تحدد موضوع الخطبة؟ لاختيار موضوع الخطبة أسس كثيرة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر: اختيار أكثر المواضيع إثارة في العالم المحيط، اختياره قبل مدة للتمكّن من التفكير فيه وقتاً كافياً، عدم التشعّب واختيار زاوية معينة لمناقشتها، وغيرها. سر الطاقة الاحتياطية عن طريق جمع المزيد من المعلومات والمواد، من أجل التأكد من صحة المعلومات التي بحوزتك، ومن أجل التأثير الذي ستخلفه في عقلك وأسلوبك في الخطبة.
يقول "ديل كارنيجي" هنا: إن الخطاب رحلة هدف، ويجب أن تكون هذه الرحلة ذات امتياز، إذ يتحتم على الخطيب أن يُتقن فن إلقاء خطبته، فالخطيب الذي يبدأ من مكان غير محدد ينتهي في العادة هناك، ولا شك بأن رحلة أشهر الخطباء لم تكن سهلة، فقد اتبعوا خطوات في غاية الأهمية حتى يحضّروا خطباً ذات امتياز، كبناء الخطاب بأسلوب جيد، وغيرها.[٥]
ذكرَ "ديل كارنيجي" في هذا الفصل (قوانين التذكّر الطبيعية) التي من شأنها تحسين الذاكرة، ومساعدة الخطيب على تذكر ما يريد قوله، وقوانين التذكر هذه ثلاثة فقط قد أُنشئ (جهاز الذاكرة) على أساسها، وهي: الانطباع، التكرار، وترابط الأفكار ولا شك في أن لهذه القوانين أهمية بالغة في حياتنا اليومية أيضاً.[٦]
❞ ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة … الموت وطقوسه (1): لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما خلصتْ إليه: "إنّه يبقى دراسةً مختلفةً عن الكمّ الهائل من الكتب الصّفراء عذاب القبر وأشراط السّاعة وأهوال القيامة والعوالم الأخرويّة، إضافةً إلى كتب الحجاب وذمّ النّساء، وكلّ ما ساهمَ في انتشار الخوف والشّعور بالإثم، وانتشار العصاب الوسواسيّ الدّينيّ، وهو ما غَذّتْهُ الفضائيّات العربيّة بدُعاتِها وخطبائها. هؤلاء الدّعاة والخُطباء لا يتحدّثون عن الموت باعتباره خاتمةً، بقَدْرِ ما يجعلون الحياة موتًا مستديمًا قبل الموت، أو رقصة موتٍ مُقدَّس".
تُحاول الكاتبة في بعض صفحات الكِتاب أن تُقارِنَ بين المُتشابهات في اللّفظ في هذين الصّحيحَيْن، لتتساءل عن العلاقة بينها، معتمدةً في ذلك طريقة المُفاجأة في إلقاء اللّفظة في وجه القارئ، لكنّها تتغافل – حين تفعل ذلك – عن سعةِ اللغة في إلقاء الظّلال على الكلمات المُتشابهة حتّى تعود – وهي هي من حيثُ اللّفظ – لا علاقة تربط بين واحدةٍ ونظيرتها … واسمع إليها تَتَفَذْلَكُ في هذا الموضوع من خلال هذا الكلام، تقول: "الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، و(اليقين) اسمٌ من أسمائه في مُدوّنة الحديث، ولكنّه أوّلاً يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو ثانيًا يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها وقد تُنكره، لا لأنّه مريرٌ مأساويٌّ فحسب، بل لأمرٍ آخر انفرد فرويد بذكره عندما كتب: في لا شعورِ كلّ واحدٍ منّا إقرارٌ بخلوده. فالإنسان سواء كان مؤمنًا بالبعث أو غيرَ مؤمنٍ به يُقرّ في أعماق نفسه بخلوده".
أمّا أنا فأرى أنّ كلام فرويد يجب أن يُعدّل، إلى أنّ الإنسان لا يُقرّ في أعماق ذاته أنّه خالدٌ، ولكنّه يُخَيّل له ذلك، أضفْ إلى أنّه يسعى إلى ذلك وهو يعلم أنّ سعيه سوف يصير هباءً، إذ إنّه لم يخرج عن دائرة الموت أحدٌ بما فيهم الأنبياء، ولم يُفلِت من حومة الفناء بشرٌ أبدًا…
وتحاول الكاتبة في بعض مواضع الكتاب أن تطعن في صحيحَي البُخاريّ ومسلم، من خلال نقلها كلامًا لمستشرقين أو أجانب يلمزون بالصّحيحَين دون أن تردّ عليه، أو تناقشه، أو تبيّن عواره، وهذا يدخل من باب دسّ السُّمّ في الدّسم، فها هي تقول في أحد مقولاتها: "يقول دوزي: يرى أكثر النّقّاد تشدّدًا أنّ نصفَ أحاديث البخاريّ صحيحة". أقول: فما معنى هذا الكلام …؟! وما الكلام المخبوء خلفه؟! ألا تريد هذه الكاتبة أن تقول لنا من وراء سِتار: بما أنّ نصف أحاديث البخاري صحيحة؛ فإنّ نصفها الآخر غير ذلك!!! انظر إلى التّمويه وإلى التّدليس، وصحيحٌ أنّ هذا الكلام ليس لها، ولكنّها لم تُفنّدْه؛ بل على العكس من ذلك، مضتْ تُورِدُ أقوال المتشكّكين فيصحّة البخاريّ ومسلك؛ كبلاشير وغيره…
وتتطاوَل أحيانًا الكاتبة في تفسيراتها، أو قل إنّها – على الأقلّ – تتجرّأ في فهم النّصوص بِما قد يقود إلى الخروج بالمفهوم عن مساره إمّا فذلكةً أو تعنًّتًا أو بقصد الإساءة، والله أعلم في كلّ حال… فمن ذلك أنّها تُورِدُ الأحاديث الّتي تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يخرج في ليلة عائشة إلى بقيع الغرقد ويزور قبور الصّحابة ويكلّمها… وأنّ ذلك تكرّر أكثر من مرّة… فتقول – في الفحوى – : لماذا نهى الإسلام عن عباد القبور والأجداد، ألم يكن فِعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من هذا الباب؟! أليست العبادة تكرار لفعلٍ ما على نحوٍ ما؟ ألا نُسمّي زيارة الرّسول للقبور على هذا النّحو المتكرّر عبادة؟!
اسمعْها تقول ذلك بالنّصّ: "ويمكن أن نعتبر زيارة الرّسول لبقيع الغرق، كما يُصوّرها الحديث شكلاً إسلاميًّا (باهتًا) من أشكال عبادة الأجداد". وتكون الكاتبة ذلك نسيت أو تناستْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يذهب إلى القبور ليدعو لأصحابه من الشّهداء والموتى، ويتّعظ – كما أخبرنا في تفسيره لدعوته لنا إلى زيارة القبور – بمصير كلّ حيّ… ولم يكن – حاشاه – يؤدّي أيّ نوعٍ من العبادة.. فانظر إلى هذه الجرأة من الكاتبة في الوقت الّذي كان يجدر بها أن تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدّم النّموذج الأعلى، والقدوة المُثلى في الاتّعاظ بمصاير الأموات في قبورهم، ولم تكنْ نبوّته، ومغفرة الله له، وغِناه عن الذّهاب إلى القبور للعظة بمانعةٍ إيّاه من فِعْل ذلك حَثًّا منه للمسلمين على تذكّر الموت، لأنّه يقرّب المؤمن إلى ربّه، ويعجّل بتوبته، وإنابته إليه…!!
غير أنّ الكاتبة تنتزع منّي أحيانًا بعض الإعجاب في طريقة تصويرها للمُسلّمات، فتعرضها بأسلوب جميل، فمن ذلك قولها: "فكأنّ الحياة دَيْنٌ لله على الإنسان، ومِنَ المنطقيّ والمعقول أن يستردّه يومًا، وتظهر هذه المبادئ في بعض عبارات المُعجَم الّذي استخرجناه، فالموت: رجوعٌ؛ لأنّ الذّاهب لا بدّ أن يؤوب، وهو: إجابةٌ؛ لأنّ النّداء لا بُدّ أن يُلَبَّى. وهو: لَحاقٌ بالرّسول؛ لأنّه لا بدّ لكلّ سابقٍ من لاحقٍ".
غير أن مسلسل التّجديف، والتجرّؤ في غير موطنه يستمرّ في معظم صفحات الكِتاب، فها هي تكتب ناقلةً: "وقد أرّخ شونسي لهذه الفكرة؛ أي: زيف الحياة الدّنيا وزوالها في: (أفكار محمّد في الموت) فاعتبرها متأخّرة. فقد خاف محمّد الموت ككلّ إنسانٍ، لكنّه سيطر على هذا الخوف باهتمامه المتزايد بفكرةٍ ذكَرَها مرّةً في الفترة المكّيّة الثّانية، وتسع مرّات في السّنوات الأخيرة بمكّة، وكرّرها ما لا يقلّ عن ثلاثٍ وأربعين مرّةً في المدينة: الحياة الدّنيا الّتي يُفارقها الإنسان بموته لا تستحقّ أن نتعلّق بها".
نأت الكاتبة عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟!
ونسيتْ الباحثة العظيمة، ونسيَ مَنْ نقلتْ عنه، أنّنا نقول: إنّ الجنديّ في المعركة لا يخاف الموت، بل يُقدِمُ بشجاعةٍ لا نظير لها، من أجل أهدافٍ قد تكون دنيويّة أو سمعةً، فما بالك بمعلّم البشر، الّذي كان الصّحابة يحتمون به في المعارك إذا حَمِيَ الوطيس! إنّ فكرة خوف الرّسول من الموت بهذا التّجريد، تُظهره إنسانًا عايًّا لا نبيًّا… فيبدو كما لو كان ملكًا حاربَ في الدّنيا وعندما اقترب أجله داخَلَهُ الخوف من المصير المحتوم… إنّه أسمى وأعلى من أن يخاف الموت بهذا التّجريد الّذي تسوّقه الكاتبة والمستشرقون، وهي تعلم أنّه في الحديث الصّحيح خُيِّرَ بين الموت والحياة فاختار الموت؛ أي اللّحاق بالرّفيق الأعلى… فواعجبا!!!
وتُغالِطُ الكاتبة الحقائق أحيانًا، فتقول: "وقد وردت عبارة (سكرةُ الموت) في القرآن منسوبةً إلى الكفرة لا إلى المؤمنين: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ)". والفهم المغلوط فيما قالتْه يتبدّى في أنّ سكرة الموت هي عامّة للبشر جميعهم، مؤمنيهم وكافريهم، وليست خاصًّا بالكفّار دون سواهم، بل إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عانى منها في مرض وفاته، حين قال: (إنّ للموتِ لسَكَرات).
وانظر إلى هذا التّلاعب في فهم النّصوص الّذي تستمرّ الكاتبة في إشاعته عبر صفحات كِتابها، فهي تقول: "والرّسول صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يدفع المرض عنه، أو يؤجّل حلول الموت به، فقد (كان ينفثُ على نفسه بالمعوّذات في المرض الّذي مات فيه) وقد لجأ إلى نوعٍ من الطّبّ السّحريّ فأمر نساءه بأن يُرِقْنَ عليه الماء (من سبع قِرَبٍ لم تُحْلَلْ أوكيتهنّ). ثمّ إنّه رَغِبَ في السِّواك وهو يُحتَضَر وكأنّه يريد أن يودّع الدّنيا".
قلتُ: ولا أظنّ أنّ مؤمنًا حقًّا، يحبّ الله ورسوله يُمكن أن يسمّي فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو وَحْيٌ وهَدْيٌ ربّانيٌّ بـِ: (الطّبّ السّحريّ)!! وقلتُ: هل يودّع الإنسانُ الدّنيا بسِواكٍ إذا كان متعلّقًا بها؟!
والكاتبة تقول عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ مواقفه متناقضة، فهو ينهى عن البكاء، ثمّ يبكي على إبراهيم، وهو يتعلّق بالدّنيا بلا سببٍ واضح، انظر إليها وهي تفتري قائلةً: "ولهذا التّناقض وجهٌ آخر، فالحديثُ يُعلي الموت كما رأينا، ويصوّر الدّنيا دارَ باطلٍ، والآخرةَ دار حقٍّ. لكنّه قد يُصوّرُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إنسانًا يتعلّق بالدّنيا، ويكره موتَه، ويحزَن لموت الآخرين، فقد حَزِنَ لموت إبراهيم، وهو يعلم أنّ له (أي إبراهيم) مُرضِعًا في الجنّة، وحزن لمقتل الصّحابة وهو الّذي عُرِضت عليه الجنّة ورأى للشّهداء منها المقام الأرفع".
قلتُ: لقد نأت عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟! على العكس إنّها لتدلّ على مدى الرّحمة الّتي يمتلئ بها قلبه عليه السّلام. ❝ ⏤رجاء بن سلامة
ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة …
لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
كُلّما أَدَّبَنِي الدَّهْـــرُ أَرانِي نَقْصَ عَقْلِي
وَإِذا مَا ازْدَدْتُ عِلْمًا زَادَنِي عِلْمًا بِجَهْلِي
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞وادي الدوم❝ ، بقلم نشوة أحمد "وادي الدوم" رواية تحتفي بصحراء مصر وحكايات أهلها.
في عام 1930 قام الجيولوجي والمستكشف الإنجليزي رالف باينولد بتأسيس نادي "زرزورة". وأتيحت العضوية بالنادي لكل من أسهم من المستكشفين في البحث عن واحة في صحراء مصر الغربية تحمل الاسم نفسه، تداول أخبارها سكان البادية، والمؤرخون، وبعض الجيولوجيين والكشافة الأوروبيين، لكن الواحة التي تغنى بكنوزها وجمالها أهل الصحراء لم تتجاوز حكاياتهم الشعبية. وعلى الرغم من أن الرحالة والمستكشفين لم يتيقنوا من حقيقة وجودها فإنهم أيضاً لم يشككوا بها. وهكذا، ظلت "زرزورة" في منطقة وسطى بين الحقيقة والخيال، ومن هذه المنطقة انطلق الكاتب علاء فرغلي، متخذاً من تلك الواحة المفقودة فكرة رئيسة نهضت عليها روايته "وادي الدوم" (دار العين – القاهرة).
على لسان الراوي العليم قرر الكاتب أن يتدفق السرد، لتبدأ الأحداث في تسعينيات القرن الماضي، بهجمة إرهابية على وادي الدوم، لا يكشف عن أسبابها أو المتورطين فيها، ثم يرتد في رحلة عكسية عبر الزمن إلى ما قبل مئة عام من هذا الحادث. ويمنح السرد بداية جديدة عبر خيط يتلقفه الشاهين "أحد الشخوص المحورية في النص"، لينطلق في مغامرة البحث عن "زرزورة"، الجنة المفقودة التي تداعب أحلام أهل الصحراء. يشارك الشاهين بعثة استكشافية إنجليزية في بحثها. وأثناء البحث يعثر على "زرزورته" الخاصة، التي يخفيها عن عيون المستكشفين، ليعود إليها عليها وادي الدوم. التلاعب بالزمن: هكذا يتلاعب الكاتب بالزمن، فينطلق من حادث الهجوم الإرهابي على وادي الدوم، معتمداً تقنية الاسترجاع، ليعود إلى بداية اكتشاف الواحة وإعمارها، ثم يعود مرة بعد مرة لحادث الهجوم الإرهابي ليذكر بزمن السرد. وعند استرجاعه للماضي يمرر مفارقات زمنية أخرى. فيخبر خلال اللحظة الماضية عما سيعقبها، في ما يعد مستقبلاً بالنسبة لتلك اللحظة. وقد أحكم الكاتب هذا النسق غير المنتظم من الزمن، كدلالة رمزية تعبر عن الوعي بالتاريخ والعلاقات الإنسانية المركبة، التي تعيد إنتاج الماضي، وتجعل اليوم أشبه بالبارحة!
نثر الكاتب خيوطه عبر مجموعة من الشخوص. ومرر عبر كل شخصية حكاية، ليشكل بناءه من مجموعة من الحكايات المتفرقة، التي التأمت جميعها في وحدة مجتمع الواحة، لتشكل إطاراً رئيساً للسرد، استعاد فرغلي عبره مجموعة من الأحداث التاريخية الكبيرة والثابتة، التي عاشتها الواحة خلال القرن الماضي، وتأثرت بها مثل الحربين العالميتين. ووثق الغارات التي تعرضت لها، والتي تنوعت بين هجمات للسنوسيين والتشادوة والبرابرة والإنجليز والطليان؛ إذ كانت الصحراء الغربية ساحة نزال مفتوحة لمعارك لم تكن مصر طرفاً فيها، كما كانت واحاتها مطمعاً وقبلة للعديد من الغزاة. ❝ ⏤علاء فرغلي
ملخص كتاب ❞وادي الدوم❝ ، بقلم نشوة أحمد
"وادي الدوم" رواية تحتفي بصحراء مصر وحكايات أهلها.
في عام 1930 قام الجيولوجي والمستكشف الإنجليزي رالف باينولد بتأسيس نادي "زرزورة". وأتيحت العضوية بالنادي لكل من أسهم من المستكشفين في البحث عن واحة في صحراء مصر الغربية تحمل الاسم نفسه، تداول أخبارها سكان البادية، والمؤرخون، وبعض الجيولوجيين والكشافة الأوروبيين، لكن الواحة التي تغنى بكنوزها وجمالها أهل الصحراء لم تتجاوز حكاياتهم الشعبية. وعلى الرغم من أن الرحالة والمستكشفين لم يتيقنوا من حقيقة وجودها فإنهم أيضاً لم يشككوا بها. وهكذا، ظلت "زرزورة" في منطقة وسطى بين الحقيقة والخيال، ومن هذه المنطقة انطلق الكاتب علاء فرغلي، متخذاً من تلك الواحة المفقودة فكرة رئيسة نهضت عليها روايته "وادي الدوم" (دار العين – القاهرة).
على لسان الراوي العليم قرر الكاتب أن يتدفق السرد، لتبدأ الأحداث في تسعينيات القرن الماضي، بهجمة إرهابية على وادي الدوم، لا يكشف عن أسبابها أو المتورطين فيها، ثم يرتد في رحلة عكسية عبر الزمن إلى ما قبل مئة عام من هذا الحادث. ويمنح السرد بداية جديدة عبر خيط يتلقفه الشاهين "أحد الشخوص المحورية في النص"، لينطلق في مغامرة البحث عن "زرزورة"، الجنة المفقودة التي تداعب أحلام أهل الصحراء. يشارك الشاهين بعثة استكشافية إنجليزية في بحثها. وأثناء البحث يعثر على "زرزورته" الخاصة، التي يخفيها عن عيون المستكشفين، ليعود إليها عليها وادي الدوم.
هكذا يتلاعب الكاتب بالزمن، فينطلق من حادث الهجوم الإرهابي على وادي الدوم، معتمداً تقنية الاسترجاع، ليعود إلى بداية اكتشاف الواحة وإعمارها، ثم يعود مرة بعد مرة لحادث الهجوم الإرهابي ليذكر بزمن السرد. وعند استرجاعه للماضي يمرر مفارقات زمنية أخرى. فيخبر خلال اللحظة الماضية عما سيعقبها، في ما يعد مستقبلاً بالنسبة لتلك اللحظة. وقد أحكم الكاتب هذا النسق غير المنتظم من الزمن، كدلالة رمزية تعبر عن الوعي بالتاريخ والعلاقات الإنسانية المركبة، التي تعيد إنتاج الماضي، وتجعل اليوم أشبه بالبارحة!
نثر الكاتب خيوطه عبر مجموعة من الشخوص. ومرر عبر كل شخصية حكاية، ليشكل بناءه من مجموعة من الحكايات المتفرقة، التي التأمت جميعها في وحدة مجتمع الواحة، لتشكل إطاراً رئيساً للسرد، استعاد فرغلي عبره مجموعة من الأحداث التاريخية الكبيرة والثابتة، التي عاشتها الواحة خلال القرن الماضي، وتأثرت بها مثل الحربين العالميتين. ووثق الغارات التي تعرضت لها، والتي تنوعت بين هجمات للسنوسيين والتشادوة والبرابرة والإنجليز والطليان؛ إذ كانت الصحراء الغربية ساحة نزال مفتوحة ....... [المزيد]
منح الكاتب قيمة خاصة للمكان، لم تبرز في عنوان الرواية "وادي الدوم" فحسب، وإنما بدت في اعتنائه بالتقاط صورة واسعة ومعبرة عن طبيعة الواحة وحياة الصحراء، وعلاقة المكان وظروفه القاسية بطبيعة وثقافة وعادات الشخوص، ليقدم عبر هذه العلاقة طيفاً آخر من أطياف الحياة المصرية، التي تتسم بالتنوع الشديد. فتحوي في طياتها أطيافاً وثقافات متعددة تتنوع بين ريف وحضر، شمال وجنوب، وادي خصب وصحراء قاحلة. وقد قدم الكاتب عبر واحته أنموذجاً مصغراً من المجتمع المصري من حيث تنوع الأصول وامتزاجها، وذوبانها في نسيج واحد. فسكان الواحة وافدون من ثقافات متباعدة، بعضهم من السنوسيين الليبيين، وبعضهم من صعيد مصر، بعضهم ذوو أصول تركية، وآخرون ذوو أصول أوروبية، وبعضهم من الأمازيغ، لكنهم جميعاً انصهروا في نسيج مجتمع واحد، انصاعوا لقوانينه وأعرافه ومبادئه.
كما استخدم الكاتب استهلالات تراثية في بداية كل فصل. لا ليدعم روح الأصالة في نسيجه الروائي فحسب، وإنما ليبرز بصورة أخرى - ضمناً - الفضاء المكاني للسرد، لما لهذا الموروث الشعبي من صلات وثيقة بالبادية، وأيضاً بالجنوب المصري ....... [المزيد]
كان للحيل الاستباقية حضور بارز داخل النص. فقد حاول الكاتب من خلالها أن يكسب سرده مذاق الدهشة، وأن يجعل قارئه في حالة دائمة من الترقب وانتظار تفسير أحداث أشير إليها وأرجئت تفصيلاتها. فالحادث الإرهابي الذي تعرضت له الواحة واستهل به الكاتب خط الأحداث، ظل غامضاً حتى مرحلة بعيدة من السرد. كذلك وردت استباقات بالإشارة إلى غموض لجوء "آل طنبور"؛ أصحاب الأصل التركي والحياة الميسورة إلى الصحراء. وأرجئ الكشف عن هذا السر. وأيضاً سرب الكاتب شكوك بعض أهل الواحة حول "المدين"، وما إذا كان ثمرةً محرمة لعشق "شرف الدين" لـ"صبرنا"، أم أنه ابن زوجها "رحومة دليل النبي". ولم يكشف عن الحقيقة إلا مع نهاية أحداث الراوية. وظلت شخصية "الملك جورج" تثير الحيرة، حتى أفصح الكاتب بعد شوط كبير من الأحداث عن هويته، وكشف عن كونه "حمار المأمون" وعن سر تسميته، وقد أدت هذه الحيل السردية دورها. وصبغت النص بصبغة من المتعة والتشويق.
سلك الكاتب في بنائه شعابا متعددة من السرد. فجمع بين الواقعي والتاريخي. وتتبع الأجيال المتعاقبة التي تناسلت داخل الواحة، ما يجعل من الجائز وصف نصه برواية أجيال، استطاع من خلالها أن يلتقط صورة صادقة لثقافة الأطراف، تلك التي لا تزال مبهمة وغامضة على من يقطنون المركز. ونقل عبر هذه الصورة، أساليب حياة أهل الصحراء، عاداتهم، أفكارهم، طباعهم، طعامهم وطرق تداويهم واستشفائهم.
وقد حمل خطابه السردي حمولات معرفية كثيفة، أضاءت تاريخ منطقة كانت الدرع التي تحمي الوطن، وتصد عنه المطامع والهجمات لقرون عديدة. واستقى من الحقائق التاريخية أحداثاً ذات صبغة درامية، دعمت قوة الحبكة، وعززت حالة التماهي بين الحقيقي والمتخيل، لا سيما في إشارته للضابط محمد صالح حرب "حكمدار محافظة مرسى مطروح"، الذي رفض تسليم بعض الرموز من شيوخ القبائل للقوات البريطانية، المرابطة في الصحراء، بل وأعلن انضمامه للقبائل في حربهم على تلك القوات، بعد أن تزوج أحد ضباطها "رويل" من فتاة بدوية من دون رغبة أبيها، الذي مات حزناً وكمداً لخزيه بين أبناء قبيلته، تلك التي تمردت ابنته على أعرافها. وعلى ....... [المزيد]
مع تتابع السرد، وتوالي الأحداث، يتجلى أن واحة الكاتب التي أطلق عليها وادي الدوم، كانت تجسد فلسفته في المدينة الفاضلة، التي حاول الشاهين "الشخصية المحورية" أن يبنيها ويعمرها، بالحكمة لا بالعنف، والحنكة لا التصادم. وغرس فيها ثمار الحب والسلام والإخاء. فلا حمل سلاحاً ولا سمح لساكني واحته بحمل السلاح، وإنما تجاوز كل نائبات الدهر التي حلت على دومته؛ بذكائه وفطنته، غير أن الخلفيات والثقافات المتباينة التي انحدر منها سكان الواحة، سمحت ببعض الشطط عن المنهج الذي وضعه مؤسسها. فبرز الحقد الذي أضمرته "جلا" لـ"صبرنا". والمكيدة التي حاكتها واحدة من النسوة لـ"سومة" لتفسد زيجتها. وطمع "جابر الوكيل" وأبناؤه في الهبات التي ترد مقام الشيخ "مهود". ونزق "شروفة" و"بكر الفريج"، لكن كل تلك النقائص لم تنل من تعايش سكان الواحة في مناخ من الود والوئام. وكانوا في كل مرة يواجهون فيها التشدد؛ ينبذونه، ويجنحون إلى الاعتدال والتسامح. وينتصرون لقبول الآخر، سواء في تعايشهم مع بعضهم البعض على الرغم من اختلافاتهم، أو في علاقتهم الوطيدة مع راهبي الدير.
❞ ملخص كتاب ❞ معاوية بن أبي سفيان❝ (معاوية بن أبي سفيان) من الشخصيات التي لها تأثير كبير في التاريخ الإسلامي، والأستاذ (العقاد) يحلل شخصيته من وجهة نظر مختلفة، ويتحدث عن صفتي الحلم والدهاء، وكيف اشتهر بين العرب بالحلم؟ ويتحدث عن نسبه ونشأته، وكيف أثر نسبه الأموي على شخصيته؟ وما موقفه من قضية (عثمان) رضي الله عنه؟ وكيف أسس الدولة الأموية؟ وكيف استفاد من ولايته لـ (الشام) لفترة طويلة؟ 1- داهية من دواهي العرب: كان العرب يتصفون بصفات كثيرة كالشجاعة والكرم والفروسية، إلا أن صفة الدهاء كانت صفة خاصة. يتحدثون بها ويحبون حديثها ويكثرون منه كلما استطاعوا، ليسوا فقط معجبين بالدهاء، وإنما يتمنونه ويطلبونه، وعذرهم في هذا واضح من تاريخهم وتواريخ منازعاتهم ومصالحهم، فإنهم كانوا يبحثون عن الدهاء لحل هذه الأزمات والنزاعات؛ فيجدونه حينًا ولا يجدونه حينًا آخر، ولكنهم كانوا يجدون الشجاعة والفروسية في كل حين. وسبب آخر من أسباب الولع بالحديث عن الدهاء، أنه أصبح منافسًا للشجاعة،بل ويغلبها في موازين الصفات الاجتماعية، فإذا عِيب رجل من رجالهم بقلة الشجاعة، وجد العزاء بشهرة الدهاء، أو ادّعي ذلك إن لم يكن قد بلغ بدهائه مبلغ الشهرة الذائعة الصيت. إن رواة التاريخ العربي يحدثوننا عن دُهاتهم في صدر الإسلام فيقولون: "إنهم أربعة: (عمرو بن العاص) و (المغيرة بن شعبة) و (زياد بن أبيه) و (معاوية بن أبي سفيان) ". ويقولون: "إن (ابن العاص) للبديهة، و(المغيرة) للمُعْضلات، و(زياد) لكل كبيرة وصغيرة، و(معاوية) للرَوِيَّة. وأكثر ما برع فيه (معاوية بن أبي سفيان) من ألوان الدهاء: إلقاء الشبهة بين خصومه، في زمن كانت فيه هذه الشبهات من أيسر الأمور؛ لكثرة التقلب والتحول في الدول والممالك."
كان (معاوية) إذا أراد أن يستميل أحد البطارقة من دولة (الروم) فاستعصى عليه، كتب له رسالة مودة وثناء، وبعثها مع رسول يحمل إليه الهدايا والرُّشا، كأنها جواب على طلب منه يساوم فيه على المصالحة والغدر برؤسائه من دولة (الروم)، ويخرج الرسول العربي من طريق متباعد كأنه يتعمد الروغان من العيون والجواسيس، فإذا اعتقله (الروم) –ولا بد أن يعتقلوه، وهو مراد (معاوية) –وقعت الشبهة على البطريق المقصود، وتعذر الاطمئنان إليه من قومه بعد ذلك، وعزلوه وأبعدوه، إن لم ينكّلوا به أشد تنكيل. وقد احتال بمثل هذه الحيلة على (قيس بن سعد) حتى أوقع الريبة في نفس الإمام (علي) من ناحيته، وساعدته الحوادث على خلق هذه الريبة؛ فإن (قيس بن سعد) لم يدخل (مصر) إلا بعد أن مرَّ بجماعة من حزب (معاوية)، فلم يتعرضوا له ولم يحاربوه، وهو في سبعة نفر لا يحمونه من بطشهم. ولما بايع المصريون (عليًّا)، بقي العثمانيون لا يبايعون ولا يثورون، وقالوا لـ (قيس بن سعد): "أمهلنا حتى يتبين لنا الأمر"؛ فأمهلهم وتركهم؛ حيث طاب لهم المقام بجوار (الإسكندرية)، وأراد الإمام (علي) أن يستوثق من الخصومة بين (قيس) و (معاوية)؛ فأمر (قيسًا) أن يحارب المتخلفين عن البيعة فلم يفعل (قيس)، وكتب إليه يقول: "إننا متى قاتلنا ساعدوا عليك عدوك، وهم الآن معتزلون، والرأي تركهم"، وهكذا وقعت الريبة في نفس الإمام (علي) من ناحية (قيس بن سعد).
وحيلة أخرى غير أكيدة، ولكننا نشير إليها في مكانها مما رواه الرواة عن الوسائل الخفية التي استعملها (معاوية) للتغلب على خصومه ومنافسيه. مات (الحسن) ومات (مالك بن الأشتر) الذي ولاه (مصر) بغير علة ظاهرة؛ فظن الناس أنه اغتيال مدبّر، وأن صاحب النفع من هذا التدبير هو (معاوية). ونقل عن (ابن العاص) بعد موت (الأشتر) أنه قال: "إن لله جنودًا من عسل" وكان موت (الأشتر) بعد شربة من العسل. ❝ ⏤عباس محمود العقاد
ملخص كتاب ❞ معاوية بن أبي سفيان❝
(معاوية بن أبي سفيان) من الشخصيات التي لها تأثير كبير في التاريخ الإسلامي، والأستاذ (العقاد) يحلل شخصيته من وجهة نظر مختلفة، ويتحدث عن صفتي الحلم والدهاء، وكيف اشتهر بين العرب بالحلم؟ ويتحدث عن نسبه ونشأته، وكيف أثر نسبه الأموي على شخصيته؟ وما موقفه من قضية (عثمان) رضي الله عنه؟ وكيف أسس الدولة الأموية؟ وكيف استفاد من ولايته لـ (الشام) لفترة طويلة؟
كان العرب يتصفون بصفات كثيرة كالشجاعة والكرم والفروسية، إلا أن صفة الدهاء كانت صفة خاصة. يتحدثون بها ويحبون حديثها ويكثرون منه كلما استطاعوا، ليسوا فقط معجبين بالدهاء، وإنما يتمنونه ويطلبونه، وعذرهم في هذا واضح من تاريخهم وتواريخ منازعاتهم ومصالحهم، فإنهم كانوا يبحثون عن الدهاء لحل هذه الأزمات والنزاعات؛ فيجدونه حينًا ولا يجدونه حينًا آخر، ولكنهم كانوا يجدون الشجاعة والفروسية في كل حين. وسبب آخر من أسباب الولع بالحديث عن الدهاء، أنه أصبح منافسًا للشجاعة،بل ويغلبها في موازين الصفات الاجتماعية، فإذا عِيب رجل من رجالهم بقلة الشجاعة، وجد العزاء بشهرة الدهاء، أو ادّعي ذلك إن لم يكن قد بلغ بدهائه مبلغ الشهرة الذائعة الصيت. إن رواة التاريخ العربي يحدثوننا عن دُهاتهم في صدر الإسلام فيقولون: "إنهم أربعة: (عمرو بن العاص) و (المغيرة بن شعبة) و (زياد بن أبيه) و (معاوية بن أبي سفيان) ". ويقولون: "إن (ابن العاص) للبديهة، و(المغيرة) للمُعْضلات، و(زياد) لكل كبيرة وصغيرة، و(معاوية) للرَوِيَّة. وأكثر ما برع فيه (معاوية بن أبي سفيان) من ألوان الدهاء: إلقاء الشبهة بين ....... [المزيد]
اشتهر (معاوية) بعد الدهاء بالحلم، وقال (قبيصة بن جابر): "صحبت معاوية فما رأيت رجلًا أثقل حلمًا، ولا أبطأ جهدًا، ولا أبعد أناة منه ". ولم يفخر (معاوية) بصفة كما كان يفخر بحلمه. كان يفاخر خاصته بالدهاء بينه وبينهم، ولكنه لم يفخر بالدهاء علانية، كما كان يفخر بالحلم -ولا غرابة في ذلك -فما من رجل على نصيب من الدهاء يعلن دهائه ويفخر به، وهو يستطيع أن يخفيه. ووجهٌ آخر من وجوه الجهر بالجهل وتذكير الناس به عند (معاوية) أنه كان حريصًا على التحبب إلى الناس؛ لأنه ينتزع سلطانه ويعلم أن الناس لا يحبون من ينتزع السلطان. وحين سُئل: "أي الناس أحب إليك؟" قال: "أشدهم تحبيبًا لي إلى الناس "، وكان يقول أيضًا: "إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، وجهل أكبر من حلمي، وعورة لا أواريها بستري، وإساءة أكثر من إحساني"، وكان يقول في مجالسه: "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت "، وسأله بعضهم: كيف ذلك؟ فقال: "كنت إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها ". وحدَُ الحلم عنده ألا يكون في العدوان والتطاول مساس بملكه وسلطانه، وكان يقول: "إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم، ما لم يحولوا بيننا وبين ....... [المزيد]
3- موقف (معاوية) من (عثمان)
4- نسب (معاوية بن أبي سفيان)
5- أعمال (معاوية)
❞ ملخص كتاب ❞ هذا الدين❝ هذا الكتاب يتحدث عن إيمان أعمق من الإيمان التقليدي الذي ينتظر المعجزات لتحقيق أهدافه، يتحدث عن إيمان ينقل الإنسان من فرد ضعيف و خاضع للغير إلى فرد واعٍ، مستقل، يفهم أن الإيمان هو العمل. أن منهج الإسلام لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، و لا بكلمة "كن" الإلهية مباشرة، و لا بمجرد تبليغه للناس، فكيف يتحقق إذن؟ 1- إذا كان هذا الدين من عند الله؛ فلماذا يحتاج للإنسان وقدراته؟: هناك حقيقة هامة عن هذا الدين كثيرًا ما تُنسي؛ فينشأ عن نسيانها خطأ كبير في النظر إلى هذا الدين. إن البعض ينتظر من هذا الدين - ما دام منزّلًا من عند الله - أن يعمل بطريقة سحرية غامضة، دون النظر لواقع البشر ولطبيعتهم، وينتظرون تلك الأشياء الخارقة التي ستغير ذلك الواقع، وحين يرون عكس ذلك، يصابون بخيبة أمل لم يكونوا يتوقعونها، أو يصابون بشكوك في ثقتهم بهذا الدين.
إن الإسلام يعتبر منهج إلهي للبشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم، وفي حدود واقعهم وحياتهم. ومیزته الأساسية أنه لا يغفل لحظة، عن طبيعة الإنسان وحدود طاقته، وواقع حياته أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يرتفع به أكثر من أي منهج آخر من صنع البشر. إن الله قادر على تبديل طبيعة الإنسان عن طريق هذا الدين وعن طريق غيره، ولكنه - سبحانه - شاء أن يخلق الإنسان بهذه الطبيعة لحكمة يعلمها، وشاء أن يجعل الهداية ثمرة للمجهود والرغبة في الهداية: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".
هذا المنهج الإلهي لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، ولا بمجرد كلمة (كُنْ )، ولا بمجرد الإبلاغ به، بل يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر؛ تؤمن به وتستقيم عليه، وتجاهد لتحقيقه في قلوب الآخرين. وهذه هي الحقيقة التي شاء الله أن يعلّمها للجماعة المسلمة وهو يقول لها: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض "، وهذه هي الحقيقة التي تعلمها الصحابة بالدماء يوم (أحد ). ولكن بما أن هذا الأمر متروكًا للجهد البشري، لا يعني استقلال الإنسان به، بل هو يحتاج إلى عون الله ومدده؛ فإرادة الله هي الفاعلة في النهاية، وبدونها لا يبلغ الإنسان شيئًا. ❝ ⏤سيد قطب
ملخص كتاب ❞ هذا الدين❝
هذا الكتاب يتحدث عن إيمان أعمق من الإيمان التقليدي الذي ينتظر المعجزات لتحقيق أهدافه، يتحدث عن إيمان ينقل الإنسان من فرد ضعيف و خاضع للغير إلى فرد واعٍ، مستقل، يفهم أن الإيمان هو العمل. أن منهج الإسلام لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، و لا بكلمة "كن" الإلهية مباشرة، و لا بمجرد تبليغه للناس، فكيف يتحقق إذن؟
هناك حقيقة هامة عن هذا الدين كثيرًا ما تُنسي؛ فينشأ عن نسيانها خطأ كبير في النظر إلى هذا الدين. إن البعض ينتظر من هذا الدين - ما دام منزّلًا من عند الله - أن يعمل بطريقة سحرية غامضة، دون النظر لواقع البشر ولطبيعتهم، وينتظرون تلك الأشياء الخارقة التي ستغير ذلك الواقع، وحين يرون عكس ذلك، يصابون بخيبة أمل لم يكونوا يتوقعونها، أو يصابون بشكوك في ثقتهم بهذا الدين.
إن الإسلام يعتبر منهج إلهي للبشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم، وفي حدود واقعهم وحياتهم. ومیزته الأساسية أنه لا يغفل لحظة، عن طبيعة الإنسان وحدود طاقته، وواقع حياته أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يرتفع به أكثر من أي منهج آخر من صنع البشر. إن الله قادر على تبديل طبيعة الإنسان عن طريق هذا الدين وعن طريق غيره، ولكنه - سبحانه - شاء أن يخلق الإنسان بهذه الطبيعة لحكمة يعلمها، وشاء أن يجعل الهداية ثمرة للمجهود والرغبة في الهداية: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ".
هذا المنهج الإلهي لا يتحقق في الأرض بمجرد نزوله، ولا بمجرد كلمة (كُنْ )، ولا بمجرد الإبلاغ به، بل يتحقق بأن تحمله ....... [المزيد]
نحن يتوجب علينا تحقيق ذلك المنهج بدايةً؛ لكي نحقق حاكميته – سبحانه - ، والتي هي أهم خصائص الألوهية، التي لا يتحقق معنى الشهادتين إلا بها. ومتى ادَّعَي أحد حق التشريع لنفسه؛ فقد ادَّعَي حق الألوهية، وكل من أقره على ذلك؛ فقد اتخذه إلهًا من دون الله؛ فقد قال الله - تعالى - في حق اليهود الذين اتبعوا رهبانهم في تشريعاهم: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله ".
بالإضافة إلى ذلك، فإننا ملتزمون بتحقيق ذلك المنهج؛ لعدة أسباب تتعلق بالمنهج نفسه، وهي:
أنه المنهج الوحيد الذي يحقق كرامة الإنسان، ويمنحه الحرية، في حدود إنسانيته، وعبوديته لله.
المنهج الوحيد البعيد عن الأهواء والرغبات، والضعف الإنساني، والرغبة في النفع الذاتي لجماعة المشرِّع؛ فَواضِع ذلك المنهج هو رب البشر أجمعين، الذي لا يفضل أحدًا عن أحد.
المنهج الوحيد البعيد عن نتائج الجهل الإنساني؛ فواضعه هو خالق الكون، العالم بكل خفاياه، ومن ثم يقول الله - تعالى -: "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ".
المنهج الوحيد، الذي يقوم نظام البشر فيه على تفسير أسباب وجودنا، وليحقق هدف الخلق ....... [المزيد]
3- لماذا نحقق هذا المنهج السامي؟ رغم أنه مجهد، ولم تصبر عليه البشرية طويلًا؟
4- هل طلب المنهج الإسلامي من الجيل الأول الخروج عن طبيعتهم البشرية؟
5- رصيد الفطرة: كيف استطاع رجل واحد أن يقف في وجه الدنيا كلها؟
6- رصيد التجربة: الأمل الباقي للعودة
7- الآثار التي تركها الإسلام في جاهلية اليوم
8- الفرق بين الجاهلية القديمة، والجاهلية المعاصرة
1. لا تتعجل في محاسبة الناس : كان اشهر المجرمين و المعتقلين في العالم لا يقومون أبدا بلوم أنفسهم حيث يعتبرون أنفسهم أناس مصلحين و يريدون الخير و السعادة للناس فما بالك بالاشخاص العاديين الذين نلتقي بهم كل يوم و نتواصل مهم فهل سيقبلون لومك لهم ؟ ، يبدو انه من الحمق أن تلوم أحدا انشغل بنفسك و اصلاحها فهذا افضل بكثير ، تذكر مقولة '' لا توجهوا النقد لهم ، فلو أننا عشنا ظروفهم لفعلنا مثلهم '' ، ان من الحماقة أن يلوم الانسان الناس كما يفعل معظم الحمقى دائما ، على المرأ ان يسيطر على نفسه و أن يكون متفهما و متسامحا و لنذكر قول الدكتور جونسون : '' ان الله لا يحاسب الانسان الا بعد انتهاء اجله ، فلما نتسرع أنا و انت بمحاسبة الناس ؟ ''. ❝ ⏤ديل كارنيجي
كان اشهر المجرمين و المعتقلين في العالم لا يقومون أبدا بلوم أنفسهم حيث يعتبرون أنفسهم أناس مصلحين و يريدون الخير و السعادة للناس فما بالك بالاشخاص العاديين الذين نلتقي بهم كل يوم و نتواصل مهم فهل سيقبلون لومك لهم ؟ ، يبدو انه من الحمق أن تلوم أحدا انشغل بنفسك و اصلاحها فهذا افضل بكثير ، تذكر مقولة '' لا توجهوا النقد لهم ، فلو أننا عشنا ظروفهم لفعلنا مثلهم '' ، ان من الحماقة أن يلوم الانسان الناس كما يفعل معظم الحمقى دائما ، على المرأ ان يسيطر على نفسه و أن يكون متفهما و متسامحا و لنذكر قول الدكتور جونسون : '' ان الله لا يحاسب الانسان الا بعد انتهاء اجله ، فلما نتسرع أنا و انت بمحاسبة الناس ؟ '' .
فيجب علينا ان نتعلم فن التقدير و تعديد الصفات الطيبة في كل شخص نقابله و نمنح التقدير و الثناء الصادق و المخلص و البالغ فيه سيحفظ الناس كلماتك طيلة حياتهم و لن ينسوها أبدا .
انشاء الرغبة في الغير أو كما سماها الكاتب ان من يقدر على فعل ذلك امتلك الدنيا و من لم يقدر يسير الطريق لوحده ، يجب علينا ان نفكر بما يريد الأخر قبل أن نتعامل معه ، نفكر بما يريد أبنائنا لا بما نريد نحن ، مثلا عندما تريد الذهاب الى الصيد فيجب عليك أن تفكر في ما يريد السمك لا ما تريده أنت ، يجب عليك ان تأتي له بدود أو ما يريد السمك ، مثلا الأبن الضعيف الذي لا يأكل طعامه و أبواه يصرخان في وجه '' نحن نريدك أن تأكل '' هنا لم يفكران في ما يريده ابنه بل فكرا في ما يريدانه فقط ، بعدها فكر الاب في ذلك قليلا وجد الفكرة حيث قال له اتذكر ذلك الولد الذي يكبرك سنا في الشارع عندما تقوم بقيادة دراجتك يأخذها منك و يضربك ، عندما تأكل ستكبر و تصبح اقوى و ستغلبه و لن يمكنه أن يأخذ دراجتك مرة أخرى فبدأ الطفل أكل كل ما يوضع له و حلت المشكلة ، تذكر مفتاح التعامل مع الناس في وضعك مكان الشخص الآخر و الرؤية بمنظوره لكي تعرف ما يريده و توفق في ما تريد وما يريده هو .
ان تقديم الاهتمام مفتاح من مفاتيح القلوب الى الناس ، اذا اردت أن يحبك الناس و تكون لديك مكانة عندهم يجب عليك أن تبدي اهتمامك بهم فهذا سر من أسرار التعامل مع الناس .
❞ ملخص كتاب ❞الحقيقة الغائبة❝ هذا حديث سوف ينكره الكثيرون لصعوبة تقبل عكس ما استقرت عليه أنفسهم، وهو رد على من يتغنون بالخلافة، رد مبني على حقائق تاريخية، وعلى العقل والمنطق الذي يهمله الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين. وبالتأكيد هو ليس حجة على الإسلام، بل هو حجة على المطالبين بالحكم بالإسلام. 1- الإسلام والسياسة - الجزء الاول: لعلك رأيت رايات (يا دولة الإسلام عودي، الإسلام هو الحل، إسلامية إسلامية) ترتفع في الانتخابات السياسية والنقابية في مصر، رايات لا تعرف أهي سياسية أم دينية، يتغنون بها من يستخدمون الشعارات الدينية والمنادون بأن الإسلام دين ودولة، مُكفّرين من يجابه سعيهم للوصول للحكم، وهنا نعرض للقارئ وجهتي نظر
-المجتمع المصري جاهلي وبعيد عن الدين، ويرى أصحابها أن التطبيق (الفوري) للشريعة سيتبعه إصلاح (فوري) للمجتمع وحل (فوري) لمشاكله.
-تتمثل وجهة النظر الثانية في عدة نقاط
أولًا- المجتمع المصري ليس جاهليًا، بل هو الأقرب للإسلام، وكان المجتمع المصري الأقرب إلى الأديان منذ ظهور العقائد الدينية الفرعونية مرورًا بالمسيحية وحتى الإسلام. ويتجلى ذلك من صدارة مصر في مظاهر الاحتفال بالممارسات الدينية كالحج ورمضان، حتى تحول الأزهر إلى منارة الفكر الإسلامي في العالم.
ثانيًا- تطبيق الشريعة سبيل وليس غاية. ومن هنا ننتقل للسؤال الأهم- لماذا لا يقدم لنا المنشغلون بالعمل السياسي الديني برنامجًا سياسيًا للحكم؟ يتكاسلون عن ذلك أم يعجزون؟ نرى ذلك بوضوح في قوانين الأحوال الشخصية الثلاث التي وُضعت في عشر سنوات، التي أثار أولها المدافعون عن حقوق المرأة، وأثار ثانيها المدافعون عن حقوق الرجل، فكان الثالث الذي هدأت به ثائرة الثائرين. وهنا ندرك مواجهة العلماء لعالم جديد يختلف عن عالم السلف، إلا أنهم يتساهلون ويختارون الاتهام الجهل والشيوعية والكفر، بدلًا من الاجتهاد والتجديد المستنير.
ومن هذه الاختلافات قضية اختيار الحاكم. فنجد من ضمن الشروط أن يكون الحاكم قريشيًا، وهو شرط وُضع ليبرر حكم الأمويين والعباسيين ويقسم الناس إلى أصحاب دم أزرق (الحكام القريشيون) وأصحاب دم أحمر (الأغلبية المحكومون). وهو مبني على حديث نبوي مضمونه أن الإمامة لقريش، ولكن إن لم يكن حديثًا موضوعًا؛ فكيف جرؤ سعد بن عبادة على ترشيح نفسه للخلافة بعد وفاة النبي؟ والأمر واضح، فالقرآن والأحاديث لم يتركوا قاعدة في هذا الأمر، وقد تمت الخلافة بسِتَّة طرق مختلفة للخلفاء الأربعة، ثم معاوية بحد السيف، ثم يزيد بالوراثة، ثم تأتي قضية الشورى، وسنجد أن القليل من الناس هم من يهتمون بتطبيق قضية الشورى أما الغالبية فلا تهتم بذلك.
وقد أدرك اختلاف المعطيات بعض الدعاة المخلصين مثل الأستاذ خالد محمد خالد والإمام الغزالي، ورأوا أنه لا يوجد تعارض بين الديموقراطية والإسلام، ولكنهم واجهوا رفضًا من التيارات الإسلامية الثورية والمحافظة على حد السواء؛ بحجة أن الديموقراطية من الممكن أن تُقر تشريعًا يعارض الإسلام.
ثالثًا- إن صلاح المجتمع ليس مرهونًا بتطبيق الشريعة، إننا أمام ثلاثين عامًا من الخلافة. فعن عهد أبو بكر، فقد ضاع في حروبه مع المرتدين، وأما عهد علي، فقد ضاع في حروبه مع الرافضين لحكمه. يتبقى عهد عمر وعثمان، ولا يمكن لأحد أن يشكك في دينهما أو مدى تطبيق الشريعة في عهد كل منهما، فقد كان الناس يعيشون في ظل النبوة ويتأسون بالرسول عن قربٍ وحبٍ، ومع ذلك اختلف حال البلاد في عهديهما. أما عمر، فقد صلح على يديه حال الدولة وأحبَّه الناس، وأما عثمان، فقد قامت الفتنة في عهده حتى وصل الأمر للدعوة الصريحة لقتله على يد المسلمين، وليست الدعوة من المنافقين، بل من كبار المؤمنين مثل- عائشة وعبد الرحمن بن عوف. وكان علي والزبير وبن مسعود وعمار يتراوحون في معارضتهم بين العنف واللين. وبالرغم من أن عمر وعثمان ماتوا مقتولين، لكن عمر قُتل على يد غلام مجوسي، وعثمان قتل على يد مسلمين، ولم يستطع أهله دفنه يومين، ورفض المسلمون الصلاة عليه، ورُمي جثمانه بالحجارة، وأعتدى مسلم على جثمانه؛ فكسر ضلع من أضلاعه، ودفن في مقابر اليهود.
ألم يكن عثمان من خيار الصحابة، وأعلاهم تمسكًا بالعقيدة، ومن المبشرين بالجنة؟ ألم تكن الشريعة الإسلامية مطبقة؟ بلى.
هل ترتب على ذلك صلاح حال الرعية وتحقق العدل والأمن؟ لا.
النتيجة الأولى- لا يتحقق العدل بتطبيق الشريعة، وإنما بوجود الضوابط التي تحاسب الحاكم إن أخطأ، وقد أسند عثمان الحكم إلى بعض القواعد-
-خلافة مؤبدة. ❝ ⏤فرج فودة
ملخص كتاب ❞الحقيقة الغائبة❝
هذا حديث سوف ينكره الكثيرون لصعوبة تقبل عكس ما استقرت عليه أنفسهم، وهو رد على من يتغنون بالخلافة، رد مبني على حقائق تاريخية، وعلى العقل والمنطق الذي يهمله الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين. وبالتأكيد هو ليس حجة على الإسلام، بل هو حجة على المطالبين بالحكم بالإسلام.
لعلك رأيت رايات (يا دولة الإسلام عودي، الإسلام هو الحل، إسلامية إسلامية) ترتفع في الانتخابات السياسية والنقابية في مصر، رايات لا تعرف أهي سياسية أم دينية، يتغنون بها من يستخدمون الشعارات الدينية والمنادون بأن الإسلام دين ودولة، مُكفّرين من يجابه سعيهم للوصول للحكم، وهنا نعرض للقارئ وجهتي نظر
-المجتمع المصري جاهلي وبعيد عن الدين، ويرى أصحابها أن التطبيق (الفوري) للشريعة سيتبعه إصلاح (فوري) للمجتمع وحل (فوري) لمشاكله.
-تتمثل وجهة النظر الثانية في عدة نقاط
أولًا- المجتمع المصري ليس جاهليًا، بل هو الأقرب للإسلام، وكان المجتمع المصري الأقرب إلى الأديان منذ ظهور العقائد الدينية الفرعونية مرورًا بالمسيحية وحتى الإسلام. ويتجلى ذلك من صدارة مصر في مظاهر الاحتفال بالممارسات الدينية كالحج ورمضان، حتى تحول الأزهر إلى منارة الفكر الإسلامي في العالم.
ثانيًا- تطبيق الشريعة سبيل وليس غاية. ومن هنا ننتقل للسؤال الأهم- لماذا لا يقدم لنا المنشغلون بالعمل السياسي الديني برنامجًا سياسيًا للحكم؟ يتكاسلون عن ذلك أم يعجزون؟ نرى ذلك بوضوح في قوانين الأحوال ....... [المزيد]
-لا حساب أو عقاب للحاكم إن أخطأ.
-لا يجوز للرعية نزع البيعة منه أو عزله.
ولكن السؤال هو- هل هناك قواعد بديلة أو نظام حكم واضح المعالم في الإسلام؟
النتيجة الثانية- تطبيق الشريعة ليس هو جوهر الإسلام، فقد طبقت وحدث ما حدث لعثمان.
النتيجة الثالثة- إن الشريعة لا تقدم حلولًا لكثير من مشاكل المجتمع، فلا توجد حلول من داخل الشريعة على أسئلة مثل-
-كيف ترتفع الأجور أو تنخفض عند تطبيق الشريعة؟
-كيف تُحل مشكلة الإسكان المعقدة، أو الديون الخارجية، أو كيفية تحول القطاع العام لقطاع منتج بمجرد تطبيق الشريعة؟
فإن حاول الإسلاميون الإجابة على هذه الأسئلة سيجدون أنفسهم أمام المأزق الذي نتحدث عنه، وهو وضع برنامج سياسي.
النتيجة الرابعة- هناك فرق بين الهروب والمواجهة. المجتمع لن يتغير، والمسلمون لن يتقدموا بمجرد إطالة اللحية وحلق الشارب، وإضاعة الوقت في الخلاف حول دخول الحمام باليمنى أو اليسرى، والتركيز على قشور الدين وترك جوهره، فليس هذا ما سنواجه به القرن الحادي والعشرين.
رابعًا- أصحاب وجهة النظر الأولى يتعاملون بعداء مع الديموقراطية، ويتهموننا بأننا ....... [المزيد]
❞ نابلسيات من بواكير الذكرايات و الوجوه و الصور الشعبية . نابلس .. التي فتحت عيني عليها .: حلم قديم و جميل .. يتحقق في هذا الكتاب على يدي مالك المصري مع مجموعة من الصور الشعبية النابلسية الاصلية يعرضها صاحبها ضمن اطار من ذكراياته الغنية بمدينته " نابلس " في استهلالات القرن العشرين و هو لا يغفل ايضا ما عاشه من طور الحياة السياسية , و الحركة الوطنية في المدينة " الفلسينية "المحتلة ، و بعض من عرف من القادة و الرموز على هذا الصعيد . ان مالك المصري ، المولود في نابلس 1919 ، و خريج الكلية العربية في القدس ثم الجامعة الامريكية " بيروت " 1942 و المشارك القديم النشيط في الحركتين الوطنية و العاملية ردحا من الزمن , و رجل الاعمار البارز ردحا اخر ، يقدم النوم و هو على مشارف السبعين ، صفحات مشرقة ، قد تكون منسية ، من بواكير ذكراياته و تجاربه الغنية. ❝ ⏤مالك فايز المصري
حلم قديم و جميل .. يتحقق في هذا الكتاب على يدي مالك المصري مع مجموعة من الصور الشعبية النابلسية الاصلية يعرضها صاحبها ضمن اطار من ذكراياته الغنية بمدينته " نابلس " في استهلالات القرن العشرين و هو لا يغفل ايضا ما عاشه من طور الحياة السياسية , و الحركة الوطنية في المدينة " الفلسينية "المحتلة ، و بعض من عرف من القادة و الرموز على هذا الصعيد . ان مالك المصري ، المولود في نابلس 1919 ، و خريج الكلية العربية في القدس ثم الجامعة الامريكية " بيروت " 1942 و المشارك القديم النشيط في الحركتين الوطنية و العاملية ردحا من الزمن , و رجل الاعمار البارز ردحا اخر ، يقدم النوم و هو على مشارف السبعين ، صفحات مشرقة ، قد تكون منسية ، من بواكير ذكراياته و تجاربه الغنية .
❞ ملخص كتاب ❞ السماح بالرحيل❝ ، بقلم هايدى يُقدم هذا العمل وسائل بسيطة وفعّالة للسماح برحيل المشاعر والتحرر منها.
إن تقنية السماح بالرحيل عبارة عن نظام واقعي يقضي على العقبات والتعلقات ويمكن تسميتها أيضًا بتقنية التسليم، وهي ببساطة تقنية تاره، وكل شعور هو مشتق تراكمي لآلاف من الأفكار، ولأن أكثر الناس يقضون حياتهم في قمع مشاعرهم وكبتها والتهرب منها، فإن الطاقة المقموعة تتراكم وتبحث عن مخرج للتعبير من خلال الآلام والأمراض النفسية والاضطرابات الجسدية والسلوك المضطرب في العلاقات الشخصية، بالإضافة إلى أن المشاعر المتراكمة تُعيق النضج الروحاني، والوعيّ، فضلاً عن إعاقتها للنجاح في الكثير من مجالات الحياة.
آلية السماح بالرحيل: ما هي؟: السماح بالرحيل باختصار هو عملية تحدث بوعيّ وتتكرر بناءً على رغبتك، وبهذا تكون مسؤولاً عن مشاعرك ولن تكون تحت رحمة العالم وردات فعلك تجاهها ولن تكون الضحية.
نحمل على عاتقنا تراكمات من المشاعر والسلوك والاعتقادات السلبية، وهذا الضغط المتراكم يجعلنا بائسين، وهو مصدر للكثير من الأمراض والمشكلات التي تواجهنا، فنحن نستسلم لهذه السلبيات ونفسرها بإنها “حالة إنسانية”، ونسعى للفرار منها بطرق لا تعد ولا تُحصى.
فيمضي الإنسان العادي حياته في محاولة تجنب فوضى مشاعر الخوف من الألم والعذاب والفرار منها، أما مشاعر حُبّ الذات فهي مهددة دومًا على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ليست الأفكار التي تؤلمنا ولا الحقائق ولكنها المشاعر التي تُصاحبهم، فالأفكار بحد ذاتها غير مؤلمة، إنها المشاعر الكامنة خلفها!
إن ما يُسبب الأفكار هو ضغط المشاعر المتراكمة، فشعور واحد على سبيل المثال يمكن أن يتسبب بالضبط بآلاف الأفكار خلال فترة معينة، فكر على سبيل المثال بذكرى مؤلمة حصلت منذ زمنٍ بعيد، بشعورٍ واحد من الندم الشديد اختبأ في داخلك، وأنظر إلى الأفكار المتعلقة بهذا الحدث الواحد التي راودتك عامًا تلو الآخر. إذا ما استطعنا أن نتخلى عن الشعور المؤلم الكامن خلفها فإن كل هذه الأفكار ستختفي فوراً وسننسى ما حصل.
. ❝ ⏤ديفيد هاوكينز
ملخص كتاب ❞ السماح بالرحيل❝ ، بقلم هايدى
يُقدم هذا العمل وسائل بسيطة وفعّالة للسماح برحيل المشاعر والتحرر منها.
إن تقنية السماح بالرحيل عبارة عن نظام واقعي يقضي على العقبات والتعلقات ويمكن تسميتها أيضًا بتقنية التسليم، وهي ببساطة تقنية تاره، وكل شعور هو مشتق تراكمي لآلاف من الأفكار، ولأن أكثر الناس يقضون حياتهم في قمع مشاعرهم وكبتها والتهرب منها، فإن الطاقة المقموعة تتراكم وتبحث عن مخرج للتعبير من خلال الآلام والأمراض النفسية والاضطرابات الجسدية والسلوك المضطرب في العلاقات الشخصية، بالإضافة إلى أن المشاعر المتراكمة تُعيق النضج الروحاني، والوعيّ، فضلاً عن إعاقتها للنجاح في الكثير من مجالات الحياة.
السماح بالرحيل باختصار هو عملية تحدث بوعيّ وتتكرر بناءً على رغبتك، وبهذا تكون مسؤولاً عن مشاعرك ولن تكون تحت رحمة العالم وردات فعلك تجاهها ولن تكون الضحية.
نحمل على عاتقنا تراكمات من المشاعر والسلوك والاعتقادات السلبية، وهذا الضغط المتراكم يجعلنا بائسين، وهو مصدر للكثير من الأمراض والمشكلات التي تواجهنا، فنحن نستسلم لهذه السلبيات ونفسرها بإنها “حالة إنسانية”، ونسعى للفرار منها بطرق لا تعد ولا تُحصى.
فيمضي الإنسان العادي حياته في محاولة تجنب فوضى مشاعر الخوف من الألم والعذاب والفرار منها، أما مشاعر حُبّ الذات فهي مهددة دومًا على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ليست الأفكار التي تؤلمنا ولا الحقائق ولكنها المشاعر التي تُصاحبهم، فالأفكار بحد ذاتها غير مؤلمة، إنها المشاعر الكامنة خلفها!
إن ما يُسبب الأفكار هو ضغط المشاعر المتراكمة، فشعور واحد على سبيل المثال يمكن أن يتسبب بالضبط بآلاف الأفكار خلال فترة معينة، فكر على سبيل المثال بذكرى مؤلمة حصلت منذ زمنٍ بعيد، بشعورٍ واحد من الندم الشديد اختبأ في داخلك، وأنظر إلى الأفكار المتعلقة بهذا الحدث ....... [المزيد]
- 1. القمع والكبت:
هاتان الطريقتان من أكثر الطرق استخدامًا فمن خلالهما ندفن مشاعرنا ونضعها جانبًا، يحدث الكبت بلا وعيّ أما القمع فبوعيّ، فنحن لا نود أن نُزعج أنفسنا بمشاعرنا، فضلاً عن أننا لا نعرف ماذا بإمكاننا أن نفعل غير ذلك.
نعاني منها ونحاول أن نستمر بالحياة بقدر الإمكان، والمشاعر التي نختار أن نقمعها أو نكبتها تتوافق مع برمجيات بالوعي واللاوعي فنحملها بداخلنا بحسب العرف الاجتماعي والبيئة الأسرية، فتظهر المشاعر المقموعة لاحقًا على هيئة انفعال ومزاجية وتوتر في العضلات والرقبة والظهر، وصداع ومغص حاد واضطرابات في الدورة الشهرية والتهاب قولون وعسر هضم وأرق وحالات جسدية أخرى.
وعندما نكبت شعورًا ما، فإن هذا يكون بسبب الشعور بالكثير من الذنب أو حتى الخوف من شعور لم نشعر به بوعيّ أبدًا، فيندفع فورًا نحو اللاوعي بمجرد أن يهدد بالظهور، وبهذا يتم التعامل معه بعدة طرق لضمان إبقائه مكبوتًا وخارج نطاق الوعيّ.
.
- 2. التعبير:
مع هذه الآلية، يتم التنفيس عن المشاعر والتعبير عنها من خلال لغة الجسد وإظهارها عن طريق مجموعة مظاهرات غير منتهية، فالتعبير عن المشاعر السلبية يسمح فقط بالتنفيس عما يمكن من الضغط الداخلي ليتم قمع ما يتبقى منه، وهناك نقطة مهمة يجب فهمها، ففي حين يؤمن الكثير من الناس أن التنفيس عن مشاعرهم يُحررهم منها، فإن الواقع عكس ذلك، فالتعبير عن شعورٍ ما، أولاً يزيده ويُعطيه طاقة أكبر، وثانياً فإنه ببساطة يقمع ما تبقى من المشاعر ويُخرجها من نطاق الوعي. إضافة إلى أن إفراغنا مشاعرنا السلبية على الآخرين، سيعتبرونها هجوماً عليهم، ما يُجبرهم بالمقابل على قمع مشاعرهم أو التعبير عنها أو الهروب منها، ولذلك فإن التعبير عن السلبية ينتج عنها تدهور في العلاقات ودمارها.
وأفضل بديل لها هو تحمل مسؤولية مشاعرنا وتحييدها وبهذا لا يتبقى سوى المشاعر الإيجابية للتعبير عنها.
.
- 3. الهروب:
هو تجنب المشاعر من خلال الإلهاء، فهو أساس صناعة التسلية وهو طريقة مدمني العمل.
يشعر الناس بالتعاسة لأنهم غير واعين، فنحن نلاحظ كم مرة يشعلون التلفاز بمجرد دخولهم إلى البيت ليدخلوا في حالة تشبه الحلم ودائمًا ما يكونون مبرمجين بسبب البيانات التي صُبت بداخلهم. وهم يخشون مواجهة أنفسهم ويفزعهم الجلوس بمفردهم ولو لدقيقة وهذا ما تسبب في وجود أنشطة مجنونة مستمرة: النشاطات الاجتماعية التي لا تنتهي والرسائل النصية والعمل والسفر والتسوق…
إن العديد من أساليب الهروب أعلاه خاطئة ومجهدة وغير مجدية فهي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة كي تضمن عدم زيادة الضغط الناتج عن القمع والكبت، فيحدث فقدان تدريجي للوعي وكبح للنضج، بالإضافة إلى خسارة الإبداع والطاقة والاهتمام الحقيقي بالآخرين، وبالمقابل زيادة في المشكلات الجسدية والنفسية والوفاة المبكرة.
إن إسقاط هذه المشاعر المكبوتة يتسبب في مشكلات اجتماعية واضطرابات، وزيادة في الأنانية والقسوة التي تعد سمة من سمات حاضرنا، والأهم من هذا كله فإنه يؤثر في عدم القدرة على حب الشخص الآخر والثقة به، ما يؤدي إلى العزلة.... المزيد.
السماح بالرحيل يعني إدراك شعور ما، السماح له بالظهور، المكوث معه، والسماح له أن يأخذ مجراه دون محاولة تغييره، أو القيام بأي شيء حياله. إنه ببساطة يعني السماح له أن يكون هنا والتركيز على التخلص من الطاقة التي تكمن خلفه.
الخطوة الأولى أن تسمح لنفسك أن تشعر بالشعور بدون مقاومته، أو الهروب منه، أو إدانته، أو تهذيبه. إنه يعني أن تُسقط الأحكام وترى أنه ما هو إلا شعور.
اسمح برحيل رغبتك في مقاومة الشعور، فالمقاومة هي ما تجعل الشعور يستمر، فعندما تتخلى عن المقاومة أو محاولة تغيير الشعور ستتحول إلى شعور آخر وسيُصاحبها إحساس أكثرَ خفة، فالشعور الذي لم تتم مقاومته سيختفي وستتبدد معه الطاقة الكامنة خلفه.
عندما تسمح بالرحيل، تجاهل كل الأفكار التي تراودك، ركزّ على الشعور بحد ذاته، فالأفكار لا تنتهي وتولد المزيد منها وما هي إلا تبريرات من العقل في محاولة تفسير سبب وجود الشعور. أما السبب الحقيقي للشعور فهو الضغط المتراكم خلفه الذي يُجبره على الظهور في لحظة ما، فما الأفكار أو الأحداث الخارجية إلا أعذاراً من صُنع العقل.
إن السماح برحيل المشاعر السلبية يعني حل الأنا التي ستحاول أن تقاوم في كل مرة، من خلال جعل الطريقة محل شك، أو من خلال “نسيان” التسليم أو زيادة مفاجئة في الهروب من الواقع أو التنفيس عن المشاعر بالتعبير والتصرفات. والحل بكل بساطة يكمن في الاستمرارية في السماح برحيل المشاعر التي تنتابك نحو الآلية نفسها. دع المقاومة تأتي ولكن لا تقاوم المقاومة، فأنت حر وليس عليك أن تسمح بالرحيل ولا أحد يجبرك على ذلك.
إدراك المشاعر: وفقاً للنتائج العلمية، فإن كل الأفكار تُحفظ في بنك ذاكرة العقل تحت نظام إيداع يعتمد على المشاعر المرتبطة وتدرجاتها الدقيقة، فتُحفظ بحسب درجة المشاعر وليس الواقع، وبناء على ذلك، توجد قاعدة علمية للمراقبة توضح أن الوعي الذاتي يزداد من خلال مراقبة المشاعر بصورة أسرع وأكثر من الأفكار، فالأفكار المرتبطة بشعور واحد فقط قد تتكاثر فعليّاً إلى آلاف، ولهذا فإن إدراك المشاعر الكامنة والتعامل معها بصورة صحيحة هي أكثر نفعاً وأقل استهلاكاً للوقت من التعامل مع فكرة واحدة.
الشفاء من الماضي: عندما ننظر إلى حياتنا سنجد بقايا أزمات لم تحل حتى الآن، ....... [المزيد]
اللامبالاة هي الإيمان بــ”لا أستطيع”، هي الشعور بأننا لا يمكننا فعل أي شيء حيال موقفنا ولا أحد آخر يمكنه مساعدتنا، هي اليأس والعجز، وهي مرتبطة بأفكار مثل: “من يهتم؟”، “ما الفائدة؟”، “ملل”.
إنه الإحباط والهزيمة والمستحيل والصعب جدًا والتنازل والعزلة والتوقف عن فعل كل شيء…
قد تظهر مشاعر لا مبالاة نحو تقنية السماح بالرحيل ذاتها على هيئة مقاومة، وتأتي هذه المقاومة على شكل سلوك وأفكار مثل: “لن تعمل بأي حال من الأحوال”، “ما الفرق؟”، “أنا مشوش جدًا”، “أُعاني من اكتئاب شديد”.
ويمكن التخلص من اللامبالاة خلال تذكير أنفسنا بهدفنا أن نزيد من مستوى وعينا وأن نتحرر أكثر وأن نصبح أكثر فعالية وسعادة، وفي السماح برحيل مقاومة التقنية نفسها.
توجد طريقة أخرى للتخلص من اللامبالاة وهي أن ننظر إلى المكافأة التي نحصل عليها من السلوك اللامبالي، فقد تكون مجرد أعذار لحفظ ماء الوجه وتغطية ما هو بالأساس عبارة عن خوف.
في حين أننا بالواقع، مخلوقات قادرة جدًا، لهذا فإن أكثر الـــ “لا أستطيع”، هي بالأساس “لا أريد”، وكثيراً ما يكون هناك خوف خلف “لا أستطيع” أو “لا أريد”، وبعدها وبمجرد أن نرى حقيقة الشعور الكامن، فإننا نرتقي تلقائياً في المقياس من اللامبالاة إلى الخوف، فطاقة الخوف أعلى من طاقة اللامبالاة، لأن الخوف على الأقل يُحفزنا على التصرف، ومن خلاله أيضًا يمكننا أن نتخلى عن الخوف لنرتقي إلى الغضب أو الفخر أو الشجاعة، وكلها حالات أعلى من اللامبالاة.
لنأخذ مثالاً نموذجياً لمشكلة إنسانية ونتقصى كيف تعمل آلية التسليم على تحريرنا من عقبة. والتحدث أمام الجمهور هو أحد أمثلة العقبات، وعلى مستوى اللامبالاة فإننا نقول: “لا أستطيع أن أتحدث أمام الجمهور، لن يرغب أحد بالاستماع إليّ على أي حال وليس لدي ما يستحق أن يُقال”، وإذا ذكّرنا أنفسنا بهدفنا، سنرى أن اللامبالاة ما هي إلا غطاء للخوف، فتغدو ....... [المزيد]
إن السمة المميزة بالشجاعة هي معرفة أني “أستطيع” والشعور بها، وهي حالة إيجابية نشعر فيها بالاطمئنان، ويشعر الشخص في هذه الحالة أنه ماهرٌ وكفء وقادرٌ وحيّ ومُحبٌ ومعطي مع الشعور عموماً بحيوية الحياة.
شجاعة السماح بالرحيل: إن مستوى الشجاعة مفيد جدًا في آلية التسليم، ففي الشجاعة نعلم بأنه “باستطاعتي التمعن في مشاعري”، “أستطيع أن أتعامل معها”، “أستطيع أن أتعلم كيف أتقبلها وأتحرر منها”.
غالباً ما يكون من السهل القفز من مشاعر منخفضة إلى شعور الشجاعة من خلال تأكيد شجاعتنا وقدرتنا على التمعن في مشاعرنا والتعامل معها فقط، فمجرد الاستعداد لإلقاء نظرة عليها وبدء التعامل معها يزيد من تقديرنا لذاتنا، فإذا ما كنا نعاني من الخوف على سبيل المثال ولم نكن مستعدين لإلقاء نظرة على مشاعرنا سنشعر بالنقص ويقل تقديرنا لذاتنا، وبالمقابل فإذا كنا مستعدين للتمعن في الخوف وتفحصه والاعتراف بوجوده لنرى كيف يُعلّق حياتنا ومن ثم بدأنا بالتخلي عنه، فإن تقديرنا لذاتنا يرتفع سواء اختفى الخوف أم لم يختفِ.
القبول:في القبول نستمتع بتجربة التناغم، نشعر وكأن الأحداث ....... [المزيد]
إن أكثر تأثيرات السماح برحيل المشاعر السلبية وضوحاً هي استمرار عملية النضج العاطفي والنفسي وحل المشكلات التي لطالما كانت موجودة منذ حين، فينتابنا السرور والرضا لأننا بدأنا باختبار التأثيرات القويّة للتخلص من العقبات التي كانت تمنع الإنجازات والإشباع في الحياة ونبدأ سريعًا باكتشاف أن المعتقدات السلبية والأفكار المحدودة التي تمسكنا بها، بسذاجة، ظنًا منّا أنها صحيحة، لم تكن إلا نتيجة المشاعر السلبية المتراكمة. فعندما يتم السماح برحيل الشعور، يتغير نمط الفكرة من “لا أستطيع، إلى أستطيع”، و”أنا سعيدٌ بالقيام بذلك”. وهكذا تنفتح مجالات الحياة بأكملها على مصراعيها، فما اعتدنا أن نراه بأنه شاق ولا يمكن التعبير عنه، يُصبح يسير ويعجّ بالحيوية والمرح.
في حالة التسليم، نستقل عن العالم الخارجي كمصدر رضا لأننا وجدنا مصدر السعادة بداخلنا، وتتم مشاركة السعادة مع الآخرين، ولهذا يُصبح الشخص المستسلم في العلاقات، طرفٌ داعم ومُتعاطف ومُشجع وصبور ومُتسامح ويُصبح هناك تلقائية في تقدير قيمة الآخرين وقدرهم وفي مراعاة مشاعرهم.
❞ ملخص كتاب ❞ من تاريخ الإلحاد في الإسلام❝ اعتبر هذا "الكتاب واحدًا من أهم الكتب العربية التي صدرت في هذا القرن؛ فالمؤلف فيلسوف بارز ومفكر رائد هو الدكتور عبد الرحمن بدوي، أما الصفحات فرحلة علمية شيقة تضيء أكثر الجوانب إظلامًا في تاريخنا الإسلامي، ألا وهو "تاريخ الإلحاد في الإسلام " من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، ومن هنا تبرز قيمته كبحث نادر يتحول في هدوء بين أروقة التاريخ كاشفًا الأستار عن كثير من الحقائق والمواقف والشخصيات التي بقيت دائمًا في طي الظلمة والنسيان، بل لعله الكتاب الأول الذي يناقش بمثل هذه الدقة وتلك الموضوعية ظاهرة "الإلحاد في الإسلام "، معتبرا لأصولها ومبرزًا لتطورها ودارسًا لأهم أعلامها، بداية من الزنادقة الأوائل، وانتهاءً بعالم كابن حيان أو فيلسوف كابن بكر الرازي، فمن خلاله يتضح للقارئ ما دار حول إعدام ابن المقفع وأسبابه الكامنة في زندقته، كما يعثر على شذرة لابن الرواندي أشهر ملاحدة الإسلام؛ لذا فالكتاب جمع مادته من هنا وهناك فجاء جامعًا شارحًا ومفسِّرًا لتلك الظاهرة وتلك قيمته الكبرى. 1- ظاهرة الإلحاد: تعتبر ظاهرة الإلحاد ظاهرة ضرورية النشأة في كل حضارة، لا سيما حين تكون تلك الحضارة في طور المدنية؛ فنجد أن الأفكار الإلحادية لا تظهر إلا في أوج نشأة وازدهار حضارة ما نتيجة لما يصاحب ذلك الازدهار من حركة واسعة في تطور المعرفة والعلوم الدينية والدنيوية معًا؛ وما يثيره ذلك من الرغبة في مزيد من المعرفة يقودها أحيانًا الشك.
لكننا نجد أن تلك الظاهرة تختلف وفقًا لروح الحضارة التي تنشأ فيها؛ فتأخذ ملامحها وروحها أيضًا. ففي الوقت الذي كان فيه الإلحاد في كافة الحضارات الأخرى يتجه مباشرة إلى الله، فمثلا نجد الإلحاد الغربي يعبّر عن نفسه في قول نيتشه: "لقد مات الله" ، والإلحاد اليوناني الذي يقول: "إنَّ الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتوا" ، نجد أن الإلحاد العربي يقتصر على رفض فكرة النبوة والأنبياء بينما يترك المجال مفتوحًا أمام الألوهية وما يتعلق بمسائلها إلى العقل الإنساني القادر على تمييز وإدراك كل شيء لا سيما الله. ❝ ⏤عبد الرحمن بدوى
ملخص كتاب ❞ من تاريخ الإلحاد في الإسلام❝
اعتبر هذا "الكتاب واحدًا من أهم الكتب العربية التي صدرت في هذا القرن؛ فالمؤلف فيلسوف بارز ومفكر رائد هو الدكتور عبد الرحمن بدوي، أما الصفحات فرحلة علمية شيقة تضيء أكثر الجوانب إظلامًا في تاريخنا الإسلامي، ألا وهو "تاريخ الإلحاد في الإسلام " من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، ومن هنا تبرز قيمته كبحث نادر يتحول في هدوء بين أروقة التاريخ كاشفًا الأستار عن كثير من الحقائق والمواقف والشخصيات التي بقيت دائمًا في طي الظلمة والنسيان، بل لعله الكتاب الأول الذي يناقش بمثل هذه الدقة وتلك الموضوعية ظاهرة "الإلحاد في الإسلام "، معتبرا لأصولها ومبرزًا لتطورها ودارسًا لأهم أعلامها، بداية من الزنادقة الأوائل، وانتهاءً بعالم كابن حيان أو فيلسوف كابن بكر الرازي، فمن خلاله يتضح للقارئ ما دار حول إعدام ابن المقفع وأسبابه الكامنة في زندقته، كما يعثر على شذرة لابن الرواندي أشهر ملاحدة الإسلام؛ لذا فالكتاب جمع مادته من هنا وهناك فجاء جامعًا شارحًا ومفسِّرًا لتلك الظاهرة وتلك قيمته الكبرى.
تعتبر ظاهرة الإلحاد ظاهرة ضرورية النشأة في كل حضارة، لا سيما حين تكون تلك الحضارة في طور المدنية؛ فنجد أن الأفكار الإلحادية لا تظهر إلا في أوج نشأة وازدهار حضارة ما نتيجة لما يصاحب ذلك الازدهار من حركة واسعة في تطور المعرفة والعلوم الدينية والدنيوية معًا؛ وما يثيره ذلك من الرغبة في مزيد من المعرفة يقودها أحيانًا الشك.
لكننا نجد أن تلك الظاهرة تختلف وفقًا لروح الحضارة التي تنشأ فيها؛ فتأخذ ملامحها وروحها أيضًا. ففي الوقت الذي كان فيه الإلحاد في كافة الحضارات الأخرى يتجه مباشرة إلى الله، فمثلا نجد الإلحاد الغربي يعبّر عن نفسه في قول نيتشه: "لقد مات الله" ، والإلحاد اليوناني الذي يقول: "إنَّ الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتوا" ، نجد أن الإلحاد العربي يقتصر على رفض فكرة النبوة والأنبياء بينما يترك المجال مفتوحًا أمام الألوهية وما يتعلق بمسائلها إلى العقل الإنساني القادر على تمييز وإدراك كل شيء لا سيما الله.
يُقال إنَّ الخليفة المهدي - وهو الذي كان يضطهد الزنادقة - قد تعود أن يقول إنَّه لم ير مطلقًا كتاب زندقة إلا ويرجع إلى ابن المقفع، وربما يعود ذلك إلى خلو كافة كتب ابن المقفع كما في "كليلة ودمنة " و "الأدب الكبير " من أي مظهر من مظاهر التقوى ومن كل عنصر للتدين الإسلامي. كما نجد في إحدى فقرات كتاب الأغاني ما يوضح أنه كان على اتصال وثيق بطائفة من الأدباء والشعراء الماجنين الذين كانوا قد اتُهموا بالزندقة في بدء الدولة العباسية.
وقد كان ابن المقفع يعتنق الإسلام ظاهريًا، لكننا نجد في بعض كتاباته نقدًا للإسلام وللقرآن، كذلك مع بعض الدفاع عن العقيدة المانوية أو الثنوية؛ حيث يبدأ ابن المقفع أحد كتبه بحمد النور وهو ما يمكن وصفه بأنه انحياز من جانب ابن المقفع لأصوله الفارسية في مقابل الحضارة العربية الإسلامية وسلطتها.
وفي "باب بزويه" الذي قام بترجمته ابن المقفع بعض القطع والنصوص التي تنتقد الدين، وقد كان (عباس إقبال) أول من نبه إلى أنَّ تلك النصوص تعود إلى ابن المقفع نفسه، وأنه وضعها في تلك الترجمة ونسبها إلى شخص أجنبي ينتمي إلى وسط بعيد وغريب فقط؛ كي يتمكن من ....... [المزيد]
3- أوج الإلحاد؛ ابن الراوندي
4- آراء الراوندي الإلحادية في كتاب الزمرد
5- البراهمة المزعومون في كتاب الزمرد
6- أبو بكر محمد بن زكريا الرازي
7- نقد حجة انتشار الأديان
8- نقد الرازي للكتب المقدسة
❞ ملخص كتاب نظام التفاهة يتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسة، ومقدمة تبدأ بعد تعليق طويل للمترجمة يصل إلى 65 صفحة، وينتهي بخاتمة بعنوان (سياسات الوسط المتطرف)، اهتمت المترجمة في تعليقها في صدر الكتاب في بيان السبب الذي دفعها لترجمة الكتاب، ومنهجها في الترجمة، وملاحظاتها على النسخة الإنجليزية منه.[١] ذكرت في تعليقها أيضًا الأطروحات الكبرى التي وجدتها في الكتاب: وهي الحديث عن لغة خطاب التفاهة، والأكاديميا، والتجارة، والاقتصاد، والثقافة، والسياسة، وأخيرًا تحدثت عن الهدف النهائي من إسباغ التفاهة على كل شيء، وترتبت عناوين الفصول في الكتاب على النحو الآتي:[١]
الفصل الأول: المعرفة والخبرة : يتضمن هذا الفصل حديثًا مفصلًا حول المعرفة والتعليم والخبرة، فالجامعات في العصر الحديث أصبحت بمنزلة علامات تجارية، وما تقوم به الشركات لتمويل مشاريعها الكبرى هو شراء هذه العلامات مقابل الحصول على الأختام والتقارير التي ترفع الثقة بمشاريعها، وتكسبها صورة أكثر إيجابية أمام زبائنها يشاطر إنزنسبيرجر الرأي بأن السعي وراء جعل الشعب متعلمًا ليس له علاقة بالتنوير، وإن الأشخاص الذين سعوا إلى ذلك جاهدين، هم شركاء الرأسمالية في ترويض طبقة الأميين، فالرأسمالية لا تسعى فقط إلى تسخير أجسادهم ومهاراتهم، بل تسعى إلى تسخير عقولهم أيضًا لصالحها. يصف دونو الأساتذة الذين يحتاجون إلى التقنيات التكنولوجية بأنهم غارقون في بلبلة الرموز غير المفهومة، ويعانون من حاجتهم إلى العكازات التكنولوجية التي أفقدتهم القدرة على التفاعل، وتراجع مستوى الذكاء العام بسببها، وحرمت الفكر من استقلاليته.
. ❝ ⏤آلان دونو
ملخص كتاب نظام التفاهة
يتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسة، ومقدمة تبدأ بعد تعليق طويل للمترجمة يصل إلى 65 صفحة، وينتهي بخاتمة بعنوان (سياسات الوسط المتطرف)، اهتمت المترجمة في تعليقها في صدر الكتاب في بيان السبب الذي دفعها لترجمة الكتاب، ومنهجها في الترجمة، وملاحظاتها على النسخة الإنجليزية منه.[١] ذكرت في تعليقها أيضًا الأطروحات الكبرى التي وجدتها في الكتاب: وهي الحديث عن لغة خطاب التفاهة، والأكاديميا، والتجارة، والاقتصاد، والثقافة، والسياسة، وأخيرًا تحدثت عن الهدف النهائي من إسباغ التفاهة على كل شيء، وترتبت عناوين الفصول في الكتاب على النحو الآتي:[١]
يتضمن هذا الفصل حديثًا مفصلًا حول المعرفة والتعليم والخبرة، فالجامعات في العصر الحديث أصبحت بمنزلة علامات تجارية، وما تقوم به الشركات لتمويل مشاريعها الكبرى هو شراء هذه العلامات مقابل الحصول على الأختام والتقارير التي ترفع الثقة بمشاريعها، وتكسبها صورة أكثر إيجابية أمام زبائنها يشاطر إنزنسبيرجر الرأي بأن السعي وراء جعل الشعب متعلمًا ليس له علاقة بالتنوير، وإن الأشخاص الذين سعوا إلى ذلك جاهدين، هم شركاء الرأسمالية في ترويض طبقة الأميين، فالرأسمالية لا تسعى فقط إلى تسخير أجسادهم ومهاراتهم، بل تسعى إلى تسخير عقولهم أيضًا لصالحها. يصف دونو الأساتذة الذين يحتاجون إلى التقنيات التكنولوجية بأنهم غارقون في بلبلة الرموز غير المفهومة، ويعانون من حاجتهم إلى العكازات التكنولوجية التي أفقدتهم القدرة على التفاعل، وتراجع مستوى الذكاء العام بسببها، وحرمت الفكر من استقلاليته.
يتحدث دونو في هذا الفصل عن مرض المال الذي أصبح ساترًا يخفي كل عيب، وفرض نفسه على ثقافتنا الحديثة كطريقة لحساب متوسط القيمة التي تعتبر الناقل الحقيقي للتفاهة، فالمال هو الوسيلة والهدف الأعلى، فقبل كل شيء، نحن نبحث عن هذه الوسيلة التي توصلنا لكل شيء.[٢] إن فرط الانجذاب إلى المال في نظر دونو يعني أننا في الحقيقة منجذبون إلى لا شيء، فنحن بالنهاية منجذبون إلى الوسيلة التي توصل إلى القيمة لا إلى القيمة نفسها، كالذي ينجذب إلى الخارطة ويفضلها على الإقليم.[٢]
يتحدث دونو في هذا الفصل عن رأس المال الثقافي، والفن التخريبي المدعوم، وعن التأثير السلبي لوسائل الاتصال في نزع الناس عن الواقع، مثلًا التلفاز هو قوة مسلطة لنزع القيمة الجمعية بين الناس، فعندما يقدم للمشاهدين الشيء ذاته.[٣] في الوقت ذاته، وفي المحتوى ذاته، يجلس ملايين من الناس في الوقت ذاته منفصلين منعزلين في أقفاصهم لا يعيشون التشارك الاجتماعي الحقيقي، والفنالتخريبي هو "فن صادم، بشكل أصيل"، نجد فيه الذوق السيء، والوقاحة، والاستفزاز.[٣]
يتحدث دونو في هذا الفصل عن قطيعة جمعية مع النظام الفاسد، وإعتاق أنفسنا منه، ومحاولة تقويض أسس المؤسسات التافهة الفاسدة التي تهدد الديمقراطية بشكل مستمر، ويسهب في الحديث عن واقع تضخم أدوار الشركات العالمية التي تنهب موارد دول أخرى من خلال توظيف مصطلحات مثل "الحوكمة"، مما يفضي إلى إفراغ سلطة الحكومات والبرلمانات من محتواها، والتي أصبحت مجرد غطاء وواجهة للتافهين أصحاب رؤوس المال.[٤]
❞ ملخص كتاب ❞ كل رجال الباشا ❝ يهدف هذا الكتاب إلى إسقاط مجموعة متنوعة من الحصون التقليدية في تقاليد الكتابة التاريخية - المصرية خصوصًا - ؛ فقد خُطط هذا الكتاب بحيث يتبع في معظم فصوله حياة جندي ما من جنود (محمد علي )؛ فيقدم - في مواجهة الفخر الوطني السائد المتوارث بـ (محمد علي ) وجيشه وانتصاراته و (إصلاحاته ) - ، الوجه الآخر للعملة: المَهانة والعنف والاستغلال الذي وقع الفلاح المصري ضحية له، كما يصوّب الكاتب طلقة إلى الرواية المصرية السائدة بأن (بريطانيا ) كانت معادية لـ (إصلاحات ) (محمد علي ) )؛ فيبيِّن أنَّها إنما كانت ضد تهديده لتوازن القوى الأوروبي الآسيوي بإضعافه للدولة العثمانية. ولما كان هذا هو الهدف من الكتاب؛ فقد استلزم الأمر إيجاد وسيلة لرواية قصة هذا الجيش بعيدًا عن العرض الزمني المتسلسل للأحداث؛ فالأكثر منطقية هو البدء بلحظة تجنيد هذا المجند، ثم طريقة تدريبه، ثم القوانين التي كان لزامًا عليه أن يطيعها، ثم سيسرد تجاربه في معركة من المعارك وأثرها عليه. 1- لم هيمنتْ الرواية الوطنية على الرغم من كل ثغراتها؟: كانت الوثائق - منذ أن نشأت الدولة، واختُرعت الكتابة في سالف العصور - هي صوت السلطة؛ فـ (دار الوثائق القومية ) تلعب دورًا مهمًّا في جعل (محمد علي ) يتبوأ مكانته كـ (مؤسس مصر الحديثة ) ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مرتبطة بتاريخ الدار وإرثه. كذلك تحتفظ الدار بما يسمى (الأرشيف الأوروبي )، وهو مجموعة من الوثائق أمر الملك (فؤاد ) بانتقائها واستنساخها من دور الوثائق الأوروبية في الثلاثينيات من القرن الماضي؛ فهي وثائق اختيرت وانتُزِعَت من سياقها بغرض أساسي واضح، كذلك أدوات البحث في الدار تتحكم بقوة في نوعية الدراسات؛ فيشعر المرء داخل قاعة البحث وكأن (محمد علي ) يُملي عليه ما يجب أن يكتبه!. ❝ ⏤خالد فهمي
ملخص كتاب ❞ كل رجال الباشا ❝
يهدف هذا الكتاب إلى إسقاط مجموعة متنوعة من الحصون التقليدية في تقاليد الكتابة التاريخية - المصرية خصوصًا - ؛ فقد خُطط هذا الكتاب بحيث يتبع في معظم فصوله حياة جندي ما من جنود (محمد علي )؛ فيقدم - في مواجهة الفخر الوطني السائد المتوارث بـ (محمد علي ) وجيشه وانتصاراته و (إصلاحاته ) - ، الوجه الآخر للعملة: المَهانة والعنف والاستغلال الذي وقع الفلاح المصري ضحية له، كما يصوّب الكاتب طلقة إلى الرواية المصرية السائدة بأن (بريطانيا ) كانت معادية لـ (إصلاحات ) (محمد علي ) )؛ فيبيِّن أنَّها إنما كانت ضد تهديده لتوازن القوى الأوروبي الآسيوي بإضعافه للدولة العثمانية. ولما كان هذا هو الهدف من الكتاب؛ فقد استلزم الأمر إيجاد وسيلة لرواية قصة هذا الجيش بعيدًا عن العرض الزمني المتسلسل للأحداث؛ فالأكثر منطقية هو البدء بلحظة تجنيد هذا المجند، ثم طريقة تدريبه، ثم القوانين التي كان لزامًا عليه أن يطيعها، ثم سيسرد تجاربه في معركة من المعارك وأثرها عليه.
كانت الوثائق - منذ أن نشأت الدولة، واختُرعت الكتابة في سالف العصور - هي صوت السلطة؛ فـ (دار الوثائق القومية ) تلعب دورًا مهمًّا في جعل (محمد علي ) يتبوأ مكانته كـ (مؤسس مصر الحديثة ) ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مرتبطة بتاريخ الدار وإرثه. كذلك تحتفظ الدار بما يسمى (الأرشيف الأوروبي )، وهو مجموعة من الوثائق أمر الملك (فؤاد ) بانتقائها واستنساخها من دور الوثائق الأوروبية في الثلاثينيات من القرن الماضي؛ فهي وثائق اختيرت وانتُزِعَت من سياقها بغرض أساسي واضح، كذلك أدوات البحث في الدار تتحكم بقوة في نوعية الدراسات؛ فيشعر المرء داخل قاعة البحث وكأن (محمد علي ) يُملي عليه ما يجب أن يكتبه!
لم يَقْنَع (محمد علي ) منذ بداية حياته السياسية بحكم مصر وحدها، وكان مدفوعًا إلى مدّ سيطرته إلى الولايات المجاورة، متّخذًا من مصر قاعدة لتوسُّعٍ تالٍ. وقد كان لكل حملة من حملات (محمد علي ) أسبابٌ تاريخية فريدة: فمثلًا حملة (الحجاز ) إضافة إلى أنها أتت استجابة لأمر السلطان بإخماد الثورة الوهابية؛ فقد كانت فرصة لـ (محمد علي ) للتخلص من قوات المماليك والألبان المضطربة في جيشه، والأمل في الحصول على (سوريا ) كمكافأة لمساعدة السلطان في حربه. أما حملة (السودان ) فقد مَنَحت (محمد علي ) فرصة للتخلّص من المزيد من القوات الألبانية المشاكسة التي أفلتت من الحرب الوهابية، وكذلك أغوت الباشا ادعاءات وفرة مناجم الذهب، والأهم من ذلك حاجته لتجنيد السودانين. أما حملة (المورة ) - فإضافة إلى أنها استجابة لرغبة السلطان العثماني في إخماد الثورة هناك في اليونان - ؛ فقد ساعدت الباشا على إخفاء رغبته الحقيقية في غزو (سوريا )، وزيادة نفوذه الشخصي في العاصمة العثمانية، وكذلك إنعاش تجارة مصر في بحر (إيجة ).
طلب الباشا من السلطان العثماني في عدة مناسبات أن يضم له ولاية (سوريا )، آخرها ....... [المزيد]
3- كيف بدأت فكرة إنشاء الجيش المصري الحديث؟ ولماذا تمَّ تجنيد الفلاحين؟
4- كيف قاوم الفلاحون التجنيد؟ وما الإجراءات التي اتخذتها الدولة ضدهم؟
5- الصورة الحقيقية للجيش: ما وراء الصورة الاستعراضية
6- هل كان الفساد داخل الجيش؟ وما الذي دفع الفلاحين لمواصلة القتال؟
7- الرعاية الطبية للجيش: دوافعها ومستواها
8- عداوات الباشا، وكيف انتهت مغامرته؟
9- تفسير العداوة بين الباشا و (بريطانيا )
❞ ملخص كتاب ❞القيادة وقت الأزمات❝ ، بقلم داني كوكس و جون هوفي عندما نكون قادة، فإننا نكون مسئولين مسئولية شخصية عن أفعالنا، ووصولًا إلى ذلك يجب ألا نكون فريسة للخداع؛ فالقيادة الدائمة تتطلب تحمل المسئولية، والتطورات الكافية لحياة حقيقية. نشأة الأزمات ودور القائد فى التعامل معها :: إن في أي دورة عن الإدارة أو التخطيط هذه الأيام لا بد من أن تجد في الخطة بند "المخاطر وكيفية إدارتها والتعامل معها" فكيف تنشأ هذه المخاطر بداية؟
يخبرنا داني كوكس وجون هوفي أنه تتولد هذه المخاطر أو الأزمات عندما تحيط الضغوط بالمدير من شتى الجهات من الخارج: مطالب العملاء والبنوك والتمويل والضرائب والمنافسة ومن الداخل: قضايا الموظفين والتكنولوجيا الجديدة والمعلومات والتوسعات. ❝ ⏤داني كوكس
ملخص كتاب ❞القيادة وقت الأزمات❝ ، بقلم داني كوكس و جون هوفي
عندما نكون قادة، فإننا نكون مسئولين مسئولية شخصية عن أفعالنا، ووصولًا إلى ذلك يجب ألا نكون فريسة للخداع؛ فالقيادة الدائمة تتطلب تحمل المسئولية، والتطورات الكافية لحياة حقيقية.
إن في أي دورة عن الإدارة أو التخطيط هذه الأيام لا بد من أن تجد في الخطة بند "المخاطر وكيفية إدارتها والتعامل معها" فكيف تنشأ هذه المخاطر بداية؟
يخبرنا داني كوكس وجون هوفي أنه تتولد هذه المخاطر أو الأزمات عندما تحيط الضغوط بالمدير من شتى الجهات من الخارج: مطالب العملاء والبنوك والتمويل والضرائب والمنافسة ومن الداخل: قضايا الموظفين والتكنولوجيا الجديدة والمعلومات والتوسعات.
إن هناك الكثير من الصفات التي يجب أن تتوافر في القائد وهي كالآتي:
- الصفة الأولى :
- أن يتحلى بمستوى عال من الأخلاق الشخصية، وقدر كبير من الطاقة والنشاط وبراعة في ترتيب الأعمال حسب أهميتها وأولوياتها..
- الصفة الثانية :
- أن يكون لديه قدر كبير من الشجاعة، ولديه القدرة على الإبداع والابتكار، ولديه القدرة على تحقيق الهدف الصحيح والسعى إليه. .
- الصفة الثالثة :
- أن يحافظ على مستوى ثابت من الحماس والإلهام، وأن يحتفظ بطريقة تفكير متزنة ومعتدلة وواقعية. أن يمد يد المساعدة للجميع كي يتقدموا..
- الصفة الرابعة :
ويتطلب منصب القيادة من القائد الانطلاق قدمًا، وتوضيح معالم الطريق، وتحقيق التقدم وخلق الفرص ومراقبة التصرفات والقدرة على التوجيه والقدرة على التأثير ثم السيطرة ثم الزعامة، والقدرة على المبادئة والمبادرة، فمضمون القيادة يتمثل في فك شفرة النفس البشرية وترويضها والتعامل الأمثل معها..
لا يستطيع القائد أن يتخطى الأزمات بمفرده، فهو بحاجة إلى تضافر قدرات فريق العمل معه لكى يتخطاها، وذلك لا يتحقق إلا بتربية فريق العمل على أسس راسخة وأن يكتسب القائد بعض المهارات منها:
- المهارة الثانية :
- القدرة على تطوير الإنسان ومراعاة مشاعره، وملاحظة أن هناك من يراقبك والاحترام قبل الحب والعمل هو عبارة عن أضلاعه الإبداع والطاقة والتغيير). .
- المهارة الثالثة :
- متابعة قادة ناجحين والتعلم منهم ولا مانع من تقليد صفاتهم الجيدة المميزة..
إن السفينة التي تبحر بلا هدف لن تنال ثقة راكبيها ولا طاقمها معك. فمهم جدًّا أن يساعد القائد من يعملون معه على أن يروا مستقبلهم، أي أهدافهم وآمالهم بأنفسهم وأمام أعينهم. ويقدم داني كوكس وجون هوفر عدة نصائح للقائد، أهمها:
- النّصيحة 1 :
- أن يقدر لنفسه قبل الخطوة موضعها، وألا يكتفي بذلك بل يعلم من حوله هذه المهارة فيسلم ويسلمون. .
- النّصيحة 2 :
- وأن الطريق الواضحة محددة المعالم هي أقرب الطرق للوصول للهدف المحدد. .
- النّصيحة 3 :
- ألا يضيع همته في الحلول السهلة التي بلا جدوى، بل يركز على الأهداف الفعالة..
- النّصيحة 4 :
- يجب أن يتوقع المخاطر قبل حدوثها لا أن يتفاجأ بها ويهدر طاقاته في إخمادها. .
- النّصيحة 5 :
- أن يدفع الحواجز التي تواجهه رغم المخاطرة لكن بتقدير الأمور جيدا. .
- النّصيحة 6 :
- ألا تكون الأهداف الموضوعة وهمية بل تكون أهدافًا واقعية قابلة للتنفيذ وألا يقبل بالقمم بديلًا..
وختاما إن أهمية القائد لا تحددها خطورة أو حجم المهمة التي ينفذها، فالقادة العظماء يقومون بأعمال عادية أيضًا، لكن التعامل غير العادي مع الأمور العادية هو الذي يصنف القائد في عداد العظماء،فالقائد الحق له نظرته الخاصة للأمور العادية والتحديات الكبيرة على حد سواء.
❞ ملخص كتاب ❞ التوراة❝ في هذا الكتاب، يقوم د. (مصطفى محمود) بتحليل النصوص المتداولة من التوراة، مع عرض أهم التناقضات التي تحملها، كما يرينا كيف اختلفت كل الطوائف حول مدى صحة التوراة، وكيف تجاوزت التوراة في حق الله سبحانه وتعالى وفي حق الأنبياء والملائكة تجاوزات لا يمكن السكوت عنها، أو القبول بها. وهكذا، فهو يثبت لنا بالأدلة وجود تحريف وتشويه كبير بين سطور التوراة. 1- كيف اختلفت كل الطوائف حول مدى صحة التوراة؟: يقول (جيمس هنري برستيد) في كتابه (فجر الضمير): "إن التوراة الحالية تضم اقتباسات من الأدب الفرعوني القديم؛ فمزامير (داود) أخذت الكثير من نشيد (إخناتون)، كما ورد في سفر (الأمثال) الكثير مما كتبه الحكيم المصري (أمينيموبي) في وصاياه؛ فمثلًا يقول الحكيم (أمينيموبي): "لا تصاحب رجلًا حاد الطبع، ولا ترغب في محادثته"، ويقول سفر الأمثال: "لا تستصحب غضوبًا، ومع رجل ساخط لا تجيء"، ويقول (أمينيموبي): "الكاتب الماهر في وظيفته سيجد نفسه أهلًا للعمل في رجال البلاط"، ويقول سفر الأمثال: "أرأيت رجلًا مجتهدًا في عمله، أمام الملوك يقف". أما (اكستائن) أعلم علماء المسيحية في القرن الرابع، فيقول: "إن اليهود حرفوا النسخة العبرانية من التوراة، خاصةً ما ورد في بيان زمان الأكابر الذين كانوا قبل الطوفان إلى زمن (موسى)". أما (جان ملنر)، فيقول: "إن أهل العلم اتفقوا على أن نسخ التوراة الأصلية، وكذا نسخ كتب العهد العتيق قد ضاعت من أيدي عسكر (بختنصر)، ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة (عزرا)، ضاعت تلك النقول أيضًا في حادثة (انتيبوكس)".
ويختلف اليهود والسامريون بشأن التوراة؛ فالسامريون لا يعترفون إلا بالأسفار الخمسة الأولى منها، من (آدم) إلى (موسى)، وينكرون باقي الأسفار؛ لأنهم يرونها كمذكرات تروي أحداثًا وقعت لبني (إسرائيل) بعد عهد (موسى) بمئات السنين، وهكذا فلا يصح تضمينها في الكتاب المقدس. كما يختلف المسيحيون في أمر التوراة؛ فالكنيسة البروتستانتية قد حذفت من التوراة أسفار (باروخ) و(طوبيا) و(يهوديت) و(المكابيين الأول) و(المكابيين الثاني) وبعض (استير) وبعض (دانيال)؛ لأنها لا تعترف بهذه الأجزاء، وترى أنها مدسوسة على التوراة، بينما تعترف بها الكنيسة الكاثوليكية. أما المسلمون، فيؤمنون بأن التوراة نزلت على (موسى) بوحي سماوي، ولكن دخل عليها التبديل والتحريف، وهو ما يؤكده القرآن في قوله تعالى: "يكتبون الكتاب بأيديهم، ويقولون هو من عند الله، وما هو من عند الله". وهكذا، فنحن أمام كتاب هو محل شك من جميع الطوائف؛ فكل طائفة قد تحفظت بشأنه على طريقتها. ❝ ⏤مصطفى محمود
ملخص كتاب ❞ التوراة❝
في هذا الكتاب، يقوم د. (مصطفى محمود) بتحليل النصوص المتداولة من التوراة، مع عرض أهم التناقضات التي تحملها، كما يرينا كيف اختلفت كل الطوائف حول مدى صحة التوراة، وكيف تجاوزت التوراة في حق الله سبحانه وتعالى وفي حق الأنبياء والملائكة تجاوزات لا يمكن السكوت عنها، أو القبول بها. وهكذا، فهو يثبت لنا بالأدلة وجود تحريف وتشويه كبير بين سطور التوراة.
يقول (جيمس هنري برستيد) في كتابه (فجر الضمير): "إن التوراة الحالية تضم اقتباسات من الأدب الفرعوني القديم؛ فمزامير (داود) أخذت الكثير من نشيد (إخناتون)، كما ورد في سفر (الأمثال) الكثير مما كتبه الحكيم المصري (أمينيموبي) في وصاياه؛ فمثلًا يقول الحكيم (أمينيموبي): "لا تصاحب رجلًا حاد الطبع، ولا ترغب في محادثته"، ويقول سفر الأمثال: "لا تستصحب غضوبًا، ومع رجل ساخط لا تجيء"، ويقول (أمينيموبي): "الكاتب الماهر في وظيفته سيجد نفسه أهلًا للعمل في رجال البلاط"، ويقول سفر الأمثال: "أرأيت رجلًا مجتهدًا في عمله، أمام الملوك يقف". أما (اكستائن) أعلم علماء المسيحية في القرن الرابع، فيقول: "إن اليهود حرفوا النسخة العبرانية من التوراة، خاصةً ما ورد في بيان زمان الأكابر الذين كانوا قبل الطوفان إلى زمن (موسى)". أما (جان ملنر)، فيقول: "إن أهل العلم اتفقوا على أن نسخ التوراة الأصلية، وكذا نسخ كتب العهد العتيق قد ضاعت من أيدي عسكر (بختنصر)، ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة (عزرا)، ضاعت تلك النقول أيضًا في حادثة (انتيبوكس)".
ويختلف اليهود والسامريون بشأن التوراة؛ فالسامريون لا ....... [المزيد]
نرى الله في التوراة يفعل الفعل، ثم يندم عليه، ويختار رسوله، ثم يكتشف أنه أخطأ الاختيار وكأنه لا يدري من أمر نفسه شيئًا، ولا يعرف ماذا يخبئ الغيب؛ فنقرأ في التوراة "وبسط الملاك يده على (أورشليم)؛ ليهلكها، وندم الرب عن الشر، وقال للملاك المهلك الشَّعبَ: كفى! الآن رد يدك"، ونقرأ أيضًا: "ندمت على أني جعلت (شاول) ملكًا؛ لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي". أي أن الرب اكتشف أن (شاول) يفعل خطايا من ورائه؛ فندم على جعله ملكًا! فكيف يخطئ الرب ويندم؟ مع أن التوراة ذاتها تقول في سفر (العدد) اصحاح 23: " ليس الله إنسانًا، ولا ابن انسان؛ فيندم"، هو إذن خلط وتناقض تتحمل مسئوليته أقلام بشرية، وليس وحيًا أو تنزيلًا. وبجانب ذلك، نرى الإله في التوراة يدركه التعب إذا اشتغل بعض الوقت؛ فيحتاج إلى الراحة، فنقرأ فيها "في ستة أيام، صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع، استراح وتنفس". كما نرى الله في التوراة ينام ويستيقظ، فنقرأ في سفر (زكريا) الاصحاح الثاني: "اسكتوا يا كل البشر قدام الرب؛ لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه". ولا يمكن قبول هذه اللغة على أنها نوع من المجاز؛ لأنها تتضمن إهانة ....... [المزيد]
3- كيف تجاوزت النصوص المتداولة من التوراة في حق الأنبياء؟
4- أمثلة أخرى على مواضع مثيرة للجدل في التوراة
5- ما التأثير السلبي الذي تتركه التوراة في اليهود؟
6- كيف أتى ذكر (مصر) في التوراة؟
7- هل كل التوراة محرفة؟
❞ ملخص كتاب ❞ مآلات الخطاب المدني❝ بعد أحداث سبتمبر 2001م، بدأت نغمة الخطاب التّجديدي تتغير، ولم يُعلَن سقوط بغداد مطلع العام 2003م إلا وقد سقطتْ كثير من رايات الانتماء وانسحبتْ كثيرٌ من تلك الأصوات التجديدية من الداخل الإسلامي إلى معسكر مختلف تمامًا، إننا يجب أن نعترف وبكل وضوح أنه قد تطور الأمر بكثير من أقلام الخطاب المدني إلى مآلات مؤلمة، كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بِلُغة دعوية دافئة أصبحت اليوم تتبنَّى مواقف علمانية صريحة، وتمارس التّحيِيد العملي لدور النص في الحياة العامة، وانهمكتْ في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها، واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت، بغض النظر هل تحقّق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده، والتعليق خلف كل حدث أمني بِلُغة تحريضية ضد كل ما هو "إسلامي"، وغَدَتْ مُولَعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية، وبالغتْ في الاستخفاف بكل منجَز تراثي، بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مَرْوِيَّات السنة النبوية، وخصوصًا مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوُّش الاجتماعي المعاصر. 1- لماذا حدث هذا الانقلاب في الخطاب المدني: آلَ الخطاب المدني إلى حالة من الانقلاب المعياري، شهد خلالها إعادة تقييم جذرية وشاملة لعناصر رؤيتنا الفكرية، ومعها أصبح هرم الأولويات مقلوبًا، فتمّ تَنْحِية التّراث من كابينة القيادة ليُوضَع في قفص الاتّهام، وارتفع الغرب ليحلّ محلّه في القيادة.
في محاولة للتفسير، ننطلق من ملاحظة لابن تيمية عن أهمية معرفة أصول الأشياء ومبادئها؛ وذلك لأن كل خطاب فكري ينطلق من فروض أساسيّة أو مُسَلَّمات ضِمنيّة، قال البعض أن السبب هو الانبهار بالغرب، وهو في تقديري نتيجة، وأَرْجَعَ البعض السبب لظاهرة العَقْلانيّة، ولا أتّفق مع هذا فالشَّواهِد تُبيّن أن الخطاب تارة مع العقل وتارة ضدّه، وتارة مع الذوق الشخصي وتارة مع المألوف، وقال فريق آخر أن هذه الظاهرة هي امتداد تارخي للمعتزلة، والحقيقة أن هذا أبْعَد ما يكون عن الصواب، فالمعتزلة في أصلهم مدرسة دينية متزمِّتة، أخرجت الفُسَّاق من الإسلام، وهي أشرف بكثير من أصحاب الخطاب (الفرانكفوني )، والذين يُحاولون الوصول إلى تناقضات داخلية في التّراث الإسلامي بهدف تَحْيِيد الوحي بالجملة عن الحياة العامة.
في تقديري الشخصي أن نواة هذا الانقلاب والتحوُّل هو المغالاة في قيمة المدَنِيَّة والحضارة بمعناها المادّي، حيث أصبحت المدَنِيَّة والحضارة هدف وغاية (بل غاية الغايات ) بدلًا من كَوْنها وسيلة، ومع تعارض الوحي والتّراث مع هذا، وتَمَاهِي الغرب معه صار الخطاب (الفرانكفوني ) يُمجِّد كل ماهو غربي، و يقبله بالجُملة، ويرفض كل ما هو تُراثي. ❝ ⏤إبراهيم السكران
ملخص كتاب ❞ مآلات الخطاب المدني❝
بعد أحداث سبتمبر 2001م، بدأت نغمة الخطاب التّجديدي تتغير، ولم يُعلَن سقوط بغداد مطلع العام 2003م إلا وقد سقطتْ كثير من رايات الانتماء وانسحبتْ كثيرٌ من تلك الأصوات التجديدية من الداخل الإسلامي إلى معسكر مختلف تمامًا، إننا يجب أن نعترف وبكل وضوح أنه قد تطور الأمر بكثير من أقلام الخطاب المدني إلى مآلات مؤلمة، كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بِلُغة دعوية دافئة أصبحت اليوم تتبنَّى مواقف علمانية صريحة، وتمارس التّحيِيد العملي لدور النص في الحياة العامة، وانهمكتْ في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها، واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت، بغض النظر هل تحقّق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده، والتعليق خلف كل حدث أمني بِلُغة تحريضية ضد كل ما هو "إسلامي"، وغَدَتْ مُولَعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية، وبالغتْ في الاستخفاف بكل منجَز تراثي، بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مَرْوِيَّات السنة النبوية، وخصوصًا مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوُّش الاجتماعي المعاصر.
آلَ الخطاب المدني إلى حالة من الانقلاب المعياري، شهد خلالها إعادة تقييم جذرية وشاملة لعناصر رؤيتنا الفكرية، ومعها أصبح هرم الأولويات مقلوبًا، فتمّ تَنْحِية التّراث من كابينة القيادة ليُوضَع في قفص الاتّهام، وارتفع الغرب ليحلّ محلّه في القيادة.
في محاولة للتفسير، ننطلق من ملاحظة لابن تيمية عن أهمية معرفة أصول الأشياء ومبادئها؛ وذلك لأن كل خطاب فكري ينطلق من فروض أساسيّة أو مُسَلَّمات ضِمنيّة، قال البعض أن السبب هو الانبهار بالغرب، وهو في تقديري نتيجة، وأَرْجَعَ البعض السبب لظاهرة العَقْلانيّة، ولا أتّفق مع هذا فالشَّواهِد تُبيّن أن الخطاب تارة مع العقل وتارة ضدّه، وتارة مع الذوق الشخصي وتارة مع المألوف، وقال فريق آخر أن هذه الظاهرة هي امتداد تارخي للمعتزلة، والحقيقة أن هذا أبْعَد ما يكون عن الصواب، فالمعتزلة في أصلهم مدرسة دينية متزمِّتة، أخرجت الفُسَّاق من الإسلام، وهي أشرف بكثير من أصحاب الخطاب (الفرانكفوني )، والذين يُحاولون الوصول إلى تناقضات داخلية في التّراث الإسلامي بهدف تَحْيِيد الوحي بالجملة عن الحياة العامة.
في تقديري ....... [المزيد]
كان للخطاب المدني أربعة ينابيع، شكَّلتْ الوعاء الجوهري لنموّه، وهي: مناخ سبتمبر، والضخّ (الفرانكفوني )، وحفاوة وسائل الإعلام، ورد الفعل تجاه البَغْي الإلكتروني، فمع أحداث سبتمبر تمت محاكمة عالمية شرسة للتيار الإسلامي، كانت سببًا لتراجُع الخطاب الإسلامي، وترك فراغ مجتمعي نشطت فيه المدرسة الفرانكفونية (ونقصد بالمدرسة الفرانكفونية هنا التيار الحَدَاثي العربي الذي يُريد إعادة تأويل التّراث الإسلامي بأدوات المناهج الفكرية الفرنسية )، ومع إقبال الشباب الإسلامي على قراءة منتجات المدرسة الفرانكفونية بدأ بِتَشَرُّب المفاهيم الضِّمنيّة الحاكمة لها، ومن أهمها: غَائِيَّة الحضارة، وحاول بعض الإسلاميين الإجابة عن سؤال الحضارة بصورة تُرضي الطرفين، وخلال هذه المرحلة لم يُدرك أفراد التيار الإسلامي تغيُّر أنماط فكرهم.
كان عام 1984م نقطة تحول للعلمانية العربية نتيجة أُطروحة (محمد جابر العابدي ): نقد العقل العربي، فبعد أن كان استهداف الشريعة يتم مباشرةً، تحوَّلَ الأمر لإعادة تفسير التّراث من خلال أدوات العلوم الإنسانية الحديثة، وهذا الأمر كان عاملًا ....... [المزيد]
3- المدَنِيَّة المادية في ميزان الإسلام
4- كيف يرى الإسلاميون الحضارة
5- القراءة المدَنِيَّة للتراث: كيف يرى العلمانيون التراث
6- محاولات التيار المدني لِتَغْيِيب الوَحْي - الجزء الاول
7- محاولات التيار المدني لِتَغْيِيب الوَحْي - الجزء الثاني
❞ ملخص رواية الرهينة تحكي رواية الرهينة للكاتب زيد مطيع حكاية حقيقية يحكيها لنا الكاتب عن ابن عمه الأديب أحمد قاسم دماج، والذي كان محتجزًا في أحد قصور الأئمة القديمة، حيث يسرد لنا الكاتب حياة هؤلاء الأشخاص وكيف كانت داخل قصورهم مع تناول العديد والعديد من الأسرار والأمور الغامضة، حيث كان بطل الرواية طفل مراهق لا يتعدى عمره الثانية عشر وقع في حب شقيقة الحاكم مما أدى إلى نشوب حرب عارمة داخله بين الثورة والحب والتمرد ولكن كانت هذه الحرب داخله وحده.
يحكي الكاتب حياة أحمد قاسم في القصر كدويدار وصديقه الدويدار الآخر الذي تعرف عليه في القصر حال وصوله، وكان هذا الدويدار الآخر في حالة يرثى لها، فقد كان مريضًا لا يوجد أحد يعتني به مما أدى لتدهور حالته ومات وحيدًا في آخر لحظاته، نعود إلى علاقة أحمد بالدويدار الآخر الذي قام بتعريفه بكل مكان في القصر وحكى له عن جميع نساء القصر، ومدى الترف والبذخ الذي كان يعيش فيه هؤلاء القوم، لكن على الرغم من ذلك فقد كانوا تعساء وبؤساء وكانت النساء حبيسة القصر ومنهم الشريفة حفصة أخت الحاكم، ولقد كانت فتاة مطلقة فائقة الجمال ومتواضعة ووحيدة، ولقد كان يطلق على حفصة الرشيفة قبل اسمها بسبب أنهم يدعون نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
عاش الدويدار أحمد والشريفة حفصة لحظات جميلة أدت إلى أن اعترفت له بحبها وطلب منه الهرب بعيدًا عن القصر سويًا، لكنه رفض هذا العرض على الرغم من حبه الشديد لها، وذلك لما تركه آثر موت صديقه عليه فقام أحمد بالهرب إلى الجبال والأودية وحيدًا تاركًا ورائه صوت حفصة الباكي وهي تترجاه أن يأخذها معه.
تتناول الرواية ما هو أبعد من حياة حفصة والدويدار أحمد، فهي تتناول سياسة حكم الأئمة في اليمن وما كانوا يفعلونه في الرهائن والمعتقلين من عوائل الثوار، كما يكشف لنا الكتاب أسرار عائلة ما يدعى بالإمام، وما كانوا يقومون به من أخذ أطفال الرهائن من القبائل المتمردة، كما كانوا يأخذون بناء الشيوخ ورؤساء القبائل، وذلك ليضمنوا عدم تمرد هؤلاء عليهم بوجود صغارهم رهائن، كما كانوا يقومون بأخذ أجمل الموجودين من الأطفال والقيام بخصيهم وهم في سن صغير دون الحلم حتى يقوموا على خدمة نسائهم دون أن يقلقوا من أن يحدث أي شيء بينهم وبين هؤلاء الأشخاص من الطبقة المتدنية في نظرهم. مقتطفات من رواية الرهينة: -“كم هي جميلة هذه المدينة! شاهدتها لأول مرة عندما أخذت من قريتي ووضعت في قلعتها (القاهرة) بين رهائن الإمام. أخذني عكفة الإمام ذوو الملابس الزرقاء، عنوة من بين أحضان والدتي ومن بين سواعد أفراد أسرتي المتبقي،. لم يكتفوا بذلك بل أخذوا حصان والدي تنفيذًا لرغبة الإمام، كان يوما معتدلًا، خفت فيه حدة هطول الأمطار لتتيح لنا مشاهدة المدينة والقرى البعيدة المتلألئة فوق الجبال، كان الجو صافيًا، إنه علان شهر التأهب للحصاد، كنت مع زميلي الدويدار الحالي كما يسمونه على سطح دار النائب العالي، لا أدري لماذا أحببت صداقته، ربما لتقارب السن وربما لعملنا المشترك، كنت قريب العهد في منزل النائب، نائب الإمام وعامله على المدينة وما يتبعها، عندما أخذوني قسرًا من قلعة القاهرة معقل الرهائن.
-الفل والزهر بكل أشكاله أنا اليماني بقصائدي المشاعر تذوب وأنا فخر القصيد والشعر مثاله، أنا بحر الحديدة في وقت الغروب، وأنا شاطئ عدن وروعته وجماله أنا شاعر تعز مستهام الطروب وأنا فارس من فرسان مأرب الخياله أنا أنغام ساحل المكلا العذوب وأنا نسايم صنعاء وعشقه ودلاله أنا التاريخ والحضارة، من كلّ صوب وأنا أُمي اليمن أفضل وأطيب سلالة أسقتني المجد والفخر منها شروب لأنني شمس العرب وخير أطلاله وأنا المدح ما يعرف فيني نضوب.
-“وثبت قائمة حيث أخذت حجرًا من الأرض لتقذفني به‘ لكنني كنت قد أطلقت لساقي العنان، فابتعدت، وأنهالت خلفي الحجارة المقذوفة منها، لم أتوقف برغم أشفاقي عليها. وعلا صياحها بصوتها المبحوح الذي أحبه، يطرق مسامعي … تلقفتني ظلمات الجبال المطلة على الوادي الموحش المنحدر إلى المستقبل المجهول، وأنا اتوقع صوتها أو حجرا مقذوفا منها سيقع على ظهري ، لكنني كت المحبب إلى نفسي، وذكرياتي مع صاحبي المرحوم والبورزان والطبشي الذي فدغت البغلة رأسه، وزملائه الجند المنشدين: يارهينة قد أمك فاقده لك ..دمعها كالمطر..”
-“حسناء مرت بفرحة عيد تتجول على بلادي رأيتها قد أكون.. أو ربما أتخيل لأنها في الجمال كانت خيالية من حسنها والجمال قد أصبحت أسأل هي من جنوب الوطن.. أم من الشمال نقوش صنعاء تزين خدها الأجمل ومقلتيها عنب سوداء وإن رأيت الرموش ظننتها مشتل من بن ريما فقلت البنت ريميه أبية الخد من أذنيها يدلل الشنشلي والمشاقير العدينيه قوامها حضرمي كالنخل بل أطول قلبها يحتوي رمان صعديه ظنيتها من عدن.”. ❝ ⏤آن باتشيت
ملخص رواية الرهينة
تحكي رواية الرهينة للكاتب زيد مطيع حكاية حقيقية يحكيها لنا الكاتب عن ابن عمه الأديب أحمد قاسم دماج، والذي كان محتجزًا في أحد قصور الأئمة القديمة، حيث يسرد لنا الكاتب حياة هؤلاء الأشخاص وكيف كانت داخل قصورهم مع تناول العديد والعديد من الأسرار والأمور الغامضة، حيث كان بطل الرواية طفل مراهق لا يتعدى عمره الثانية عشر وقع في حب شقيقة الحاكم مما أدى إلى نشوب حرب عارمة داخله بين الثورة والحب والتمرد ولكن كانت هذه الحرب داخله وحده.
يحكي الكاتب حياة أحمد قاسم في القصر كدويدار وصديقه الدويدار الآخر الذي تعرف عليه في القصر حال وصوله، وكان هذا الدويدار الآخر في حالة يرثى لها، فقد كان مريضًا لا يوجد أحد يعتني به مما أدى لتدهور حالته ومات وحيدًا في آخر لحظاته، نعود إلى علاقة أحمد بالدويدار الآخر الذي قام بتعريفه بكل مكان في القصر وحكى له عن جميع نساء القصر، ومدى الترف والبذخ الذي كان يعيش فيه هؤلاء القوم، لكن على الرغم من ذلك فقد كانوا تعساء وبؤساء وكانت النساء حبيسة القصر ومنهم الشريفة حفصة أخت الحاكم، ولقد كانت فتاة مطلقة فائقة الجمال ومتواضعة ووحيدة، ولقد كان يطلق على حفصة الرشيفة قبل اسمها بسبب أنهم يدعون نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
عاش الدويدار أحمد والشريفة حفصة لحظات جميلة أدت إلى أن اعترفت له بحبها وطلب منه الهرب بعيدًا عن القصر سويًا، لكنه رفض هذا العرض على الرغم من حبه الشديد لها، وذلك لما تركه آثر موت صديقه عليه فقام أحمد بالهرب إلى الجبال والأودية وحيدًا تاركًا ورائه صوت حفصة الباكي وهي تترجاه أن يأخذها معه.
تتناول الرواية ما هو أبعد من حياة حفصة والدويدار أحمد، فهي تتناول سياسة حكم الأئمة في اليمن وما كانوا يفعلونه في الرهائن والمعتقلين من عوائل الثوار، كما يكشف لنا الكتاب أسرار عائلة ما يدعى بالإمام، وما كانوا يقومون به من أخذ أطفال الرهائن من القبائل المتمردة، كما كانوا يأخذون بناء الشيوخ ورؤساء القبائل، وذلك ليضمنوا عدم تمرد هؤلاء عليهم بوجود صغارهم رهائن، كما كانوا يقومون بأخذ أجمل الموجودين من الأطفال والقيام بخصيهم وهم في سن صغير دون الحلم حتى يقوموا على خدمة نسائهم دون أن يقلقوا من أن يحدث أي شيء بينهم وبين هؤلاء الأشخاص من الطبقة المتدنية في نظرهم.
-“كم هي جميلة هذه المدينة! شاهدتها لأول مرة عندما أخذت من قريتي ووضعت في قلعتها (القاهرة) بين رهائن الإمام. أخذني عكفة الإمام ذوو الملابس الزرقاء، عنوة من بين أحضان والدتي ومن بين سواعد أفراد أسرتي المتبقي،. لم يكتفوا بذلك بل أخذوا حصان والدي تنفيذًا لرغبة الإمام، كان يوما معتدلًا، خفت فيه حدة هطول الأمطار لتتيح لنا مشاهدة المدينة والقرى البعيدة المتلألئة فوق الجبال، كان الجو صافيًا، إنه علان شهر التأهب للحصاد، كنت مع زميلي الدويدار الحالي كما يسمونه على سطح دار النائب العالي، لا أدري لماذا أحببت صداقته، ربما لتقارب السن وربما لعملنا المشترك، كنت قريب العهد في منزل النائب، نائب الإمام وعامله على المدينة وما يتبعها، عندما أخذوني قسرًا من قلعة القاهرة معقل الرهائن.
-الفل والزهر بكل أشكاله أنا اليماني بقصائدي المشاعر تذوب وأنا فخر القصيد والشعر مثاله، أنا بحر الحديدة في وقت الغروب، وأنا شاطئ عدن وروعته وجماله أنا شاعر تعز مستهام الطروب وأنا فارس من فرسان مأرب الخياله أنا أنغام ساحل المكلا العذوب وأنا نسايم صنعاء وعشقه ودلاله أنا التاريخ ....... [المزيد]
: - 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان مرغماً بعد أن مضى مئات العقود مع مئات المشتريين من الطبقة الرائقة مادياً بالثمن الذى حدده لوحداتهم , أن ينحدر بالسعر حتى كاد الأقتراب من هاوية - الخسارة القريبة - لباقى الوحدات الأخرى فى المدينة .. و ذلك ليجنى أى نقود تمكنه من أستكمال نموها و أن يصل بها للمرحلة النهائية و ينتهى من هذا المشروع الذى أستنزف طاقته المادية المحددة للمشروع ..
هذه التعثرات و التدهورات المادية التى مر بها ألماظة ترجع لتخبط الأسعار لجميع السلع و المنتجات و عدم أستقرارها لفترة زمنية طالت مدتها !
كان فكر صائب لألماظة عندما نفذ هذه الخطوة فنجح بالفعل فى بيع أغلب الوحدات المتبقية و أنهى تشطيبها فى مستوى أقل بكثير من الوحدات الأولى و لكن تغاضى ممتلكيها عن ذلك مقابل فرصة أقتناص سعرها و المغرى أكثر لهم تواجد وحداتهم السكنية على مقربة من منازل الأثرياء الفخمة كما أنها أيضاً قريبة من مراكز خدمات و أحياء محيطة بمنازل الأثرياء
و قد تعامل معها ممتلكين الوحدات الثانية على أنها أماكن ترفيهية ..
ما فعله ألماظة دون تخطيط منه لكنه كان تخطيط القدر , أنه جمع فى هذه المدينة طبقة الأثرياء مع طائفة الشباب حديثى الزواج بالأضافة لطائفة قدامى المتزوجون من الطبقة المتوسطة و طبقات متحورة أخرى .. و شبه أنعزالهم عن أى حياة سكنية خارج هذه المدينة و قد منحها ألماظة أسم مدينة ( مدينتنا ) سيرغمهم على تفاعل جميع هذه الطبقات مع بعضهم البعض ليتصدوا لصعوبات الحياة الجمة التى يتوقعون أن يواجهوها فى تجربتهم فى الأقامة بمدينة ( مدينتنا ) و قد أتخذت جميع طبقات مواطنيها هذا المكان على أنه ملجأ لهم يهرعون إليه هرباً من ضوضاء الحياة فى العالم الخارجى و أزدحام الحياة و التى تزداد سوقية و فجاجة ..
*******************************
كان التخطيط العمرانى لـ ( مدينتنا ) يتسم بالعنصرية فعمل أحمد ألماظة من البداية على أن يمنح الأثرياء الجانب الشرقى للمدينة لما تتمتع بها هذه الرقعة الواسعة من المدينة من ظروف مناخية ممتازة و موقع جغرافى رائع , بينما خصص الجانب الغربى للمدينة لباقى الطبقات الأخرى و بالطبع يقل مستوى الرفاهية سواء الجغرافى أو المناخى عن نظيره فى الجانب الشرقى ..
لم يختلف أحد و لن يحمل أحداً أعتراضاً على عنصرية التخطيط العمرانى للمدينة فجميعهم قانعين أن هذه عدالة شعرية طبقاً لما دفعوه مقابل أستلام وحداتهم السكنية ..
محمود طايع هو شاب فى مقتبل العمر يبدو عليه أنه قضى حوالى ثلاثون عاماً فى هذه الحياة .. بارع فى مجال البرمجيات و لديه مهارات متنوعة أخرى , كان يقبض بأنامله على أطراف ملف يزخر بأوراق تبدو فى الأغلب أنها شهادات الكورسات و السى فى الخاص به .. كان مظهره يوحى بذلك فكان يحمل الملف دون أكتراث و يكاد يجر قدميه أثر حالة نفسية مأزومة و كأن أبواب العالم قد أوصدت فى وجهه و أصبح أسير ذاته ..
كان محمود يمشى وقت الظهيرة فى الجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) هائماً على وجهه مفعماً بالبؤس .. لم يتمكن حتى من أقتناص مجرد وظيفة روتينية فى أحدى شركات الجانب الشرقى , بدا ذلك جلياً من مظهره و من حافظة الأوراق المهنية التى يحملها فى وهن .. سمع محمود صوت الأذان يأتى من مكان ما ثم بدأت الأصوات تتنامى من حوله و تتداخل لتعدد المساجد فمال قلبه و أنجذب لدخول أقرب مسجد و كان تقريباً أكبر مساجد المدينة ..
توضأ محمود و أستعد لصلاة الظهر فى جماعة و بالفعل صلى محمود و أفرغ ما فى قلبه فى حوار روحانى مع رب العباد و ما أن أنتهت صلاة الظهر حتى طلب الأمام من المصليين عدم المغادرة لأداء صلاة الجنازة على أمرأة متوفية فما كان على محمود غير أن يلبى النداء و تموقع المصليين بينما الأمام يلقى على مسامعهم كيفية صلاة الجنازة و بدأت الصلاة و أستمرت بشكل طبيعى إلى أن جائت الركعة الثالثة و التى تخص الدعاء للمتوفى !
فعل محمود ما يفعله جميع المصليين و ما أعتاد هو فعله فى جميع صلوات الجنازات التى حضرها على مدار حياته .. لقد تفوهت شفتيه فى تمتمة شبه مسموعة و هو يدعى للمتوفية أن يتغمدها الله برحمته و يبدلها داراً خيراً من دارها و زوجاً خيراً من زوجها .. هنا كانت ولادة المأزق .. يتفاجأ محمود بأحد المصليين و الذى يقف أمامه فى الصلاة مباشرة قد خرج من صلاته و أستدار ليصبح وجهه فى مواجهة وجه محمود و بدأ يخاطب محمود و هو
مشتاط غضباً و أخذ يوبخه : ليه بتدعيلها بزوج خيراً منى ؟؟
تعرف أيه عنى أنت وحش ؟؟ تعرفنا أصلاً ؟؟
محمود أصابه الذعر و قد خرج من خشوع الصلاة بل خرج من صلاة الجنازة ذاتها هو و كل من حوله بعد أن تسلل الهرج فسلم الأمام و أنهى الصلاة ليلتفت و يستوعب ماذا حدث خلف ظهره أثناء الصلاة ..
كان محمود ينظر بعينان مذهولتان للزوج الثائر و كان يحاول تفادى الرذاذ المنطلق من فمه و رد عليه بنبرة هادئة : أهدى يا حاج .. انا معرفكش .. انا بدعى زى ما أتعلمت فى الخطب الدينية
ما أقصدش حضرتك بالأخص يعنى .. سامحنى ..
أستطرد الزوج بنفس ثورته و كأنه لم يسمع محمود من الأساس : دخلك أيه بينا أنت علشان تدعى لمراتى بزوج تانى أحسن منى ؟!
هنا تدخل الشيخ الذى كان يصلى بهم و حاول تهدئة الزوج الثائر و قد شاعت على وجه الشيخ أبتسامة معسولة بعد أستيعابه للموقف فأشتكى له الزوج الثائر و هو يعيد على مسامع الشيخ الرواية للمرة الألف تقريباً فشد الشيخ من أزره و هو يربت على كتفه و يبدى له أعجابه بغيرته و وفائه لزوجته و أخبره ضرورة الألتزام فى الصلاة و حفظ قدسيتها و أخبرهم بأعادة صلاة الجنازة فقاطعه الزوج الثائر : و محدش يقول زوجاً خيراً من زوجها !!
كانت الأبتسامة المعسولة ترتسم على وجه الشيخ كلما كرر الزوج الأرمل جملته , كان الشيخ يوزع نظراته بين الزوج و محمود و باقى المصليين و يعد الزوج بصوت مرتفع عمداً ليخبر المصليين أن لا أحد سيذكر هذا الجزء من الدعاء .. فأومأ الزوج برأسه يعلن تأكيد كلام الشيخ , فأضاف الشيخ و قال للمصليين أدعوا فى سركم أحسن ..
*****************************
فى الجانب الغربى للمدينة كانت تتواجد الأسواق التقليدية لبيع الخضروات و الفواكه و تنتشر المحال التجارية التى تبيع السلع الغذائية المحلية , من كان يريد السلع المستوردة كان عليه أن يمر للجانب الشرقى و يذهب للهايبرات الكبرى و المولات ليبتاع ما تشتهيه نفسه من أجود المنتجات و أبهظها ثمناً ..
لم ينكر و لن ينسى أحداً حالة الكساد الأقتصادى التى أكتسحت البلاد بل العالم أجمع بعد جائحة كورونا و ما تعانيه البلاد من حالة ركود قد أصابت بالطبع
مدينة ( مدينتنا ) و طالتها فلم ينجو أحداً من طوفان الأنكماش الأقتصادى .. الأسواق باتت شبه مهجورة .. المحال التجارية تجد تكدس على قلة منها و البقية لم يلمس غبار الأحذية بلاطها .. و يعزى الفضل فى ذلك لشقين :
الشق الأول و هو يخص التجار الذين يتعاملون فى تجارتهم و كأنها تجارة مع الله فيعملون بحديث من غشنا فليس منا و يتقون الله فى تجارتهم و فى حياتهم و لذلك يجعل الله لهم دوماً مخرج من أزماتهم و فى ذروة هذه الأزمة الأقتصادية محالهم التجارية لا تخلو من الزبائن و البركة لا تغادرها !
الشق الثانى خاص بـ تجار كانت محالهم التجارية ستنال نفس نظافة بلاط المحال الخاوية من الزبائن المجاورة لهم لولا أنهم لجأوا لأقذر حيلة أقتصادية فى التاريخ و هى أحتكار بعض السلع لتعطيش السوق لها ثم طرحها فى الأسواق بعد أختفائها و يسعرونها على أهوائهم و يتعاملون متوهمون
أن بيدهم المنح و المنع !!
كانت هذه الأجواء المستجدة على المدينة كفيلة لأن تخلق فى الجانب الغربى صراعات عديدة و متنوعة .. ناهيك عن الحقد و الغيرة و كأن الرزق يُجذب بالحسد !!
صراعات بين أصحاب المحال التجارية الخاوية مع التجار الذين يمارسون التجارة الأسلامية و محالهم التجارية مكتظة بالزبائن .. صراعات بين المواطنين قليلى الحيلة مع التجار الذين ترسخت فيهم غريزة الطمع الذين يحتكرون السلع فيحتقرهم الناس !
لقد تسللت لمدينة ( مدينتنا ) السوقية والفجاجة التى هرب منها مواطنين ( مدينتنا ) من الخارج , يبدو أنهما أصبحا من قوانين الحياة و لكل قانون قوة !
***************************************
غادر محمود المسجد بعد أن صلى الظهر و صلى أغرب صلاة جنازة فى حياته لا يعلم أن كان سيكررها مرة أخرى أم لا .. طمئن نفسه أنه يملك طرق عديدة أخرى لعمل الخير و أقتناص الحسنات غير صلوات الجنازات ..
سأل محمود نفسه فى حوار ذاتى داخلى هل المرحلة العصيبة التى يمر بها هذه الأشهر بدون عمل و بدون حب و بدون أى شئ هل ستتبع مقولة ( ما تضيق إلا لما تفرج ) أم أنها سترجح مقولة ( المشاكل لا تأتى فرادى ) و ستستمر ؟؟
حتى لو أجابه عقله الباطن بالمقولة الأولى كانت حالته النفسية العامة سترجح و تميل للثانية لما يمر به فى هذه المرحلة الأنتقالية فى حياته من أزمات و كبوات ..
ترجل محمود هائماً على وجهه شارداً لفترة زمنية لا بأس بها حتى وصل للجانب الغربى للمدينة دون أن يشعر بمشقة سيره لمسافة طويلة ..
أنتبه محمود أنه وصل لمحيط سكنه من صوت المشاجرة القائمة بين أحد المواطنين مع أحد تجار الحوائج .. نظر لتجمهر الناس من حولهما فى موقف مكرر يومياً مع أختلاف الأشخاص لكن دون جدوى .. فلا المواطن يقبل الأستغلال و لا التاجر ينتوى أن يفقد حتى قرش مكسب من القيمة التى سعرها لمنتجاته .. مشهد بات فى ناظرى محمود مملاً أكثر منه مؤلماً .. أستمر محمود فى خطواته يشاهد المشاجرات و الصراعات و الحالة العامة التى خيمت على وجوه أهل الجانب الغربى و كأنه يشحن طاقته السلبية حتى أمتلأت عن أخرها بوصوله لوحدته السكنية فأختفى عن الشارع و صعد لمنزله حاملاً اليأس على كتفيه يوحى لمن تقع عليه عيناه أنه ينوى عمل شئ ما
لكنه شخصياً مازال عاجزاً عن معرفته !
********************
دخل محمود الشقة بكل يسر فلم يتكبد عناء طرق الباب لقد كان مفتوحاً عن أخره واصل سيره بالداخل سامعاً أصواتاً متداخلة داخل شقته عندما ميزها أكتشف فيها رنين صوت والدته مع امرأة ما , كاد أن لا يبالى لكن أصطدمت قدميه بكرتونة عملاقة تحوى سلعاً غذائية متنوعة من سكر و أرز و عبوات صلصة و زجاجات زيت طعام .. تعثرت قدمى محمود أثر أصطدامهما بالكرتونة فأختل توازنه و بدأ فى عمل حركات السقوط البهلوانية محاولاً التعلق بأى قشاية تظهر أمامه فكانت الحاجة نورا هى القشاية التى برزت فجأة لكنها لم تتحمل تشبثه بها فأنهارت قدماها و سقطت فوق محمود أرضاً .. هنا ساهمت الحاجة زكية و الدة محمود فى الموقف و قد ظهرت مؤخراً و صرخت مؤازرة للحاجة نورا و كأنها تحاول أنقاذها من خلال صرخاتها !
نهض محمود مرتبكاً ليحاول مساعدة الحاجة نورا و قد أقتربت الحاجة زكية تشارك محمود المساعدة و هما يحاولان تجاهل تمتمة الحاجة نورا التى تحمل سباً و قذفاً لما ألحقه بها محمود ..
ذهبت الحاجة زكية من أمامها بحجة أحضار كوباً من الماء و قد جذبت محمود من ذراعه و دخلا المطبخ و حدثته الحاجة زكية فى توبيخ :
كنت فين كل دة يا فاشل ؟؟ و أيه اللى هببته فى الولية دة ؟؟ عارف مين دى ؟؟
لم يدب الحماس فى جسد محمود من الصباح الباكر لكنه تحرك فى عروقه عند سؤال والدته فقال لها : أيوة بقى منا عايز أعرف مين الست دى ؟؟ و أيه اللى جابها عندنا بالكرتونة دى ؟
ردت الحاجة زكية بكل طلاقة : دى مرات المعلم أبو كرش ..
أكبر تجار أحتكار السلع فى المدينة ..
حدق محمود فى ذهول فى والدته و قال : مالك يا أمى ؟؟
هو البيت بقى مركز التجار الأشرار .. أنا مش فاهم حاجة ؟!
أستطردت والدته بنفس الطلاقة و الثقة : هى بتاخد البضاعة من جوزها بسعر الجملة و تحسبهالى بسعر الجملة .. فقاطعها محمود و قال :
ليه ماسكة عليها ذلة ؟؟
والدته : لا .. بس بطلب من ابوك يجيب من مصنع التونة اللى شغال فيه كراتين تونة و بحسبها بسعر الجملة و بنبدل مع بعض بعد حسبة بسيطة تقديرية للكمية المتبادلة على حسب سعرها جملة و بعد كدة هى بتاجر فى كراتين التونة دى لأنها من أجود ألأصناف و كل شوية بتقل فى المحلات و مطلوبة كتير فى الجانب الشرقى للمدينة .. هى بتسعرها سياحى و تبيعها من غير المعلم أبو كرش ما يعرف و بتحوش فلوسها و تشترى بيهم دهب ..
و أنا كدة بكون أشتريت خزين البيت بسعر الجملة ..
قال لها محمود فى فزلكة : و أيه اللى يضمن أنها بتبلغك سعر الجملة الحقيقى لبضاعتها اللى بتقايضك بيها ؟؟ دى مرات أبو كرش !
ردت الحاجة زكية بكل ثقة : و أنا مرات طايع .. أنا بقى بسأل على سعر البضاعة فى المحلات بس بروح عند تجار الخير مش عند أبو كرش و أمثاله و بكتب الأسعار .. بعد كدة بنقص أتنين جنيه من السعر و يبقى كدة بنحط سعر تقريبى لسعرها جملة .. غير أن البضاعة
اللى بتنقص فى المحلات هى بتوفرهالى ..
أرتسمت على وجه محمود أبتسامة فاترة و قال لوالدته :
بتحاربى الغلاء بطريقتك يا زكية !
جاء صوت من الخارج كان عالياً و ممطوطاً : مـــــــــــ ــــيــــــ ــــــــة ..
فأنتفضا محمود و والدته و خرجت الحاجة زكية
تحاول أسراع خطواتها حاملة كوباً من الماء ..
*****************************
مشى محمود بخطوات ثقيلة قاصداً غرفته .. كان يستظل بسحابة من الفشل و يتجرع كؤوساً من الأحباط بعد أن مكث شهوراً يبحث عن فرصة عمل مقبولة و هو مهندس برمجيات ناهيك عن أنه يجيد لغتين و لديه مهارات أخرى رغم ذلك لم يتغير الوضع المادى له فتغير الوضع النفسى له للأسوأ .. دخل غرفته و هو خائر العزم يمشى بنفس خطوات من أقدم على الأنتحار .. خطوات أشبه بخطوات الزومبى .. كان يتحرك و كأن أحداً يوجهه من على بعد بالريموت .. حتى جلس على سريره و مدد قدماه و أصبح فى وضع الزاوية 90 , رفع هاتفه و شرع فى فعل شئ ما على شاشته .. يبدو أنه ينوى الأنتحار فبدأ فى ممارسة طقوس الأنتحار المعتادة .. كل المنتحرين فى هذا العصر يكتبون رسالتهم الأخيرة على الفيس أولاً قبل التنفيذ و كأنها محاولة بائسة أخيرة منهم لأيجاد أى مُنقذ !
أستغرق محمود حوالى نصف ساعة فى وضع الزاوية القائمة و هو منهمك مع هاتفه , أنتهى محمود أخيراً مما يفعل و بدأ مرحلة جنى ثمار ما غرس ..
بدأ محمود متابعة صفحة الفيس التى أنشأها منذ لحظات بعنوان ( موطن الفاشلين ) و قد أعلن عنها و سوق لها أيضاً بلينك الصفحة و قد قام بتشييره فى العديد من الجروبات مع وصف مبسط لفكرة الصفحة .. وصف يلخص تقييم محمود لنفسه بمصفوفة صغيرة تضم شهاداته و خبراته مع الوظائف التى شغلها سابقاً و التى لا تطلب من الأصل شهادات للقيام بها .. حتى هذه الوظائف السطحية باتت له كـ حلم زجاجة ماء لتائه فى الصحراء .. يعلن على الصفحة أنه فشل فى حياته المهنية فشل فى حياته العاطفية فشل فى حياته الأجتماعية أعلن محمود أنه بكل شفافية و شجاعة أول فاشل فى التاريخ يعترف أنه فاشل .. ليس ذلك فحسب .. أعلن محمود أنه قد وصل لأخر ليفل فى جيم الفشل و لن يصل إليه أحد مثله و من يرى نفسه فاشل بائس فلينضم لدولتنا !!
ما فعله محمود هى خطوات ما قبل الأنتحار لمن يقدم عليه , فيجلد المنتحر نفسه ذاتياً داخلياً فيرتفع أفراز الأدرينالين فى جسمه فينهى حياته ..
ما فعله محمود أنه قام بجلد ذاته لكن جهراً ..
لقد أنتحر محمود ألكترونياً !!
***************************************
أنتهت الحاجة زكية من طهى الطعام و تنظيمه على السفرة لتناول وجبة الغذاء , كان موعد الغذاء ثابتاً كباقى الوجبات فلكل منها وقتاً محدداً كما جرت العادة فى منزل طايع و أسرته , طايع يقدس النظام و يطبقه فى ممارسة شئون حياته .. عاد من عمله فى مصنع التونة الشهير فى الجانب الشرقى للمدينة , أتخذ مقعده على طاولة الطعام و جلست جواره الحاجة زكية و ندهت بصوت عال على محمود : الغدا هيبرد يا فــاشــل ..
قال طايع لزكية وقد ملأ شدقيه بالأرز : بطلى تناديه بفاشل ..
أنتى قربتى تنسينى أسمه ..
خرج محمود من غرفته بنفس حالته التى دخل بها الغرفة , سحب مقعداً ليجالسهم على المائدة و لم ينطق سوى بألقاء السلام على والده و أوحى لهما أنه يأكل حتى لا يسأله أحد عن ما به .. واضعاً هاتفه المحمول
على المائدة بجوار طبق الأرز الخاص به ..
عادة طايع كباقى عادات أغلب المصريين , بدأ يتناقش مع زوجته زكية فى بعض أمور العمل و ضغوط الحياة أثناء تناول وجبة الغذاء .. دور الزوجة فى هذه المواقف يكون تبسيط الأمور و تهوين الوضع رغم عدم أقتناعها ! أستطرد طايع و هو يعرض على زكية مشاكل العمل : فى عجز فى بعض الخامات فى المصنع و دة هيأثر على مسيرة الأنتاج الفترة الجاية .. حاولى تحافظى على كراتين التونة اللى جبتهالك يا زكية علشان مش هنعرف نجيب زيها الفترة اللى جاية ..
هنا سقطت الملعقة من بين أنامل زكية و أحدثت رنيناً لأحتكاكها بطبق الأرز
فأنتبه لها محمود و تلاقت نظراتهما فى حوار تراجيدى كوميدى صامت ..
لم يقطع تبادل نظراتهما غير صوت طايع المرتفع وهو يفور غضباً موجهاً غضبه لمحمود يوبخه و يأمره بأن يغلق هاتفه المزعج الذى لم يتوقف منذ لحظة جلوسه عن أصدار أصوات مستفزة - صوت أشعارات الفيس - !!
تناول محمود هاتفه فى عجلة ليغلق أتصاله بشبكة الواى فاى لكنه ما أن تناول هاتفه حتى أصابه الذهول و أتسعت عيناه و هو ينظر للهاتف و قام عن مقعده فى محاولة لمغادرة المائدة مما لفت أنتباه والده طايع الذى خاطبه بصوت أجش يأمره بأن يكمل طعامه فرد عليه محمود و هو شارد .. الحمد الله .. الحمد الله ..
محمود كان لا يدرك هل حقاً يقول الحمد الله لوالده مكتفياً بما سقط فى جوفه من قلائل الطعام أم يقولها لنفسه لأن صفحته على الفيس التى أنشأها منذ حوالى ساعة فقط قد أجتذبت ما يقرب من حوالى مائة ألف متابع !!
( موطن الفاشلين ) سكنه ما يقرب من مائة ألف فاشل حتى اللحظة الراهنة قابلين للزيادة .. حمد الله فى سره على أنه نجح أخيراً فى شئ ما !
بعد ثوان معدودة أكتشف محمود أن أول أمر ينجح فيه هو الفشل !!!
لقد نجح فى أجتذاب مائة ألف فاشل و تم تنصيبه تلقائياً كزعيماً لهم !
سأل محمود نفسه متحيراً .. و قد جال بخاطره لحظة أنشاء هذه الصفحة أنه كان مجرد يفرغ شحناته السلبية بهذه الوسيلة !
الأن ماذا سأفعل مع ( موطن الفاشلين ) و ما الذى سأقدمه لهم ؟؟
- 1 -
على طريق أسكندرية – القاهرة الصحراوى و تقريباً عند منتصف المسافة بين المحافظتين تقع هذه المدينة السكنية و تفرض وجودها و كأنها بقعة جغرافية معترف بها على الخريطة .. تشغل المدينة مساحة شاسعة على الطريق و تمتد للداخل لمساحات فسيحة , هى ليست مجرد مدينة سكنية فحسب و التى قام بتنفيذها على أرض الواقع رجل الأعمال الشاب أحمد ألماظة ..
هى مدينة تم تأسيسها و دعمها بخدمات على الطراز الذى يناسب طبقة الأثرياء و شريحة الشباب و كوكب النساء , خدمات تتماشى مع أغلب فئات المجتمع ..
لو لم يتعثر أحمد ألماظة و يتزلزل مادياً أثناء تنفيذ هذه المدينة أكبر مشروع له فى حياته المهنية لكان باع بالثمن الثمين الذى حدده سواء للوحدات السكنية أو للمحال التجارية دون التنازل عن مليماً واحداً للسعر الذى وضعه لهما .. لكن تحقيق جميع الأمال دائماً يكون محال ..
ألماظة على قدر كبير من النضج التسويقى و يمتلك قسطاً وافراً من الدهاء و لكن أحياناً تنقلب النعم لنقم لأصحابها و أحياناً أخرى تمضى قدماً , و يعزى الفضل فى التحول لطريقة أستخدام هذه النعم ..
ألماظة كان ....... [المزيد]
فهرس المكتبة
الكتب
فئات الكتب
المؤلفون
الناشرون
الفعاليات والإعلانات
منصّة إدارة المُؤلّفات
الميزات الجديدة
فعاليات اليوم:
22سبتمبرالجمعة
معرض عمّان الدولي للكتاب 2023معرض عمّان الدولي للكتاب 2023
معرض عمّان الدولي للكتاب 2023 اليمن اليوم الثاني
محمد الغزالى السقاذكرى ميلاد محمد الغزالى السقا
1917م - 1996م
إيريك ريسذكرى ميلاد إيريك ريس
1978م
نسمة محمودذكرى ميلاد نسمة محمود
2003م
المكتبة
جوديث إس بيك
كتب جوديث إس بيك
برنامج بيك للحمية الغذائية
كتاب
برنامج بيك للحمية الغذائية
ــ جوديث إس بيك
صدر 2023م عن مكتبة الأنجلو المصرية
ترجمة طلعت مطر
من الاعلى مبيعاً صدر حديثاً
عن كتاب برنامج بيك للحمية الغذائية:
برنامج بيك للحمية الغذائية درب نفسك على التفكير مثل شخص نحيف
كثيرا ما نتبع حمية ما، وننجح في إنقاص أوزاننا بدرجة كبيرة، ولكن المشكلة التي يعانى منها الكثيرون هي كيفية الاحتفاظ بالوزن الجديد وعدم اكتساب وزن إضافي على الوزن الجديد. وأغلب الذين يتبعون حمية غذائية يواجهون هذه المشكلة مما يسبب إحباطا شديداً ويأساً من المحاولة والاستسلام للشعور بالعجز وفقدان الثقة بالنفس، وقد يترتب على ذلك اضطرابات نفسية كالاكتئاب والاضطرابات السلوكية. وقد كتبت المؤلفة هذا الكتاب ليعالج هذه المشكلة وذلك بناءاً على الملاحظات التي جمعتها من مراجعيها الذين فشلوا في إكمال الحمية، أو الذين إكتسبوا أوزانا مرة أخرى بعد أن فقدوها أثناء الحمية. والذين كرروا الحمية مرات كثيرة بلا جدوى. فقد تنبهت المؤلفة إن أهم مقومات الفشل هي الأفكار المخربة أو الهدامة مثل “ لا فائدة” أو “ مرة واحدة لا تؤثر” أو” سوف آكل اليوم وأبدأ من الغد إن شاء الله” أو “ لا أستطيع مقاومة هذه الأكلة” وغيرها من الأفكار الهدامة. ويعلمنا الكتاب كيف ننتبه إلى خدع الحمية وكيفية التصرف في المناسبات الاجتماعية المختلفة، والتعامل مع المشاعر السلبية والإحساس بالحرمان والشعور بالإحباط وضعف الإرادة. إنه كتاب غير تقليدي فهو لا يقرأ مرة واحدة بل بترتيب زمنى على مدى عدة أسابيع حسب التعليمات. وقد قرر المترجمان ترجمة هذا الكتاب بعد أن عرفا إنه من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة. ❝ ⏤جوديث إس بيك
فهرس المكتبة
الكتب
فئات الكتب
المؤلفون
الناشرون
الفعاليات والإعلانات
منصّة إدارة المُؤلّفات
الميزات الجديدة
فعاليات اليوم:
22سبتمبرالجمعة
معرض عمّان الدولي للكتاب 2023معرض عمّان الدولي للكتاب 2023
معرض عمّان الدولي للكتاب 2023 اليمن اليوم الثاني
محمد الغزالى السقاذكرى ميلاد محمد الغزالى السقا
1917م - 1996م
إيريك ريسذكرى ميلاد إيريك ريس
1978م
نسمة محمودذكرى ميلاد نسمة محمود
2003م
المكتبة
جوديث إس بيك
كتب جوديث إس بيك
برنامج بيك للحمية الغذائية
كتاب
برنامج بيك للحمية الغذائية
ــ جوديث إس بيك
صدر 2023م عن مكتبة الأنجلو المصرية
ترجمة طلعت مطر
من الاعلى مبيعاً صدر حديثاً
عن كتاب برنامج بيك للحمية الغذائية:
برنامج بيك للحمية الغذائية درب نفسك على التفكير مثل شخص نحيف
كثيرا ما نتبع حمية ما، وننجح في إنقاص أوزاننا بدرجة كبيرة، ولكن المشكلة التي يعانى منها الكثيرون هي كيفية الاحتفاظ بالوزن الجديد وعدم اكتساب وزن إضافي على الوزن الجديد. وأغلب الذين يتبعون حمية غذائية يواجهون هذه المشكلة مما يسبب إحباطا شديداً ويأساً من المحاولة ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞قضايا المرأة في الخطاب النسوي المعاصر❝
اخترت البحث في قضية (حجاب المرأة المسلمة) باعتبارها إحدى القضايا المتناولة في الخطاب النسوي بمساريه، “المسار النسوي العلماني، والمسار النسوي التوفيقي، الموسوم بالإسلامي”، إذ شكل الحجاب همّاً معرفياً نسوياً، وشغل حيزاً هاماً فيما بات يُعرف مؤخراً بحقل الدراسات النسوية، حيث تعددت مقاربات وأبعاد الحجاب في ذلك الخطاب ولم يعد محصوراً في بُعده الديني، بل تم التوسل بالدين نفسه لإثبات تاريخية الحجاب ومن ثم رفضه؛ ومن هنا ظهرت الحاجة لكشف تلك المقاربات والأبعاد، وفحص وتحليل منطلقاتها ومقولاتها، ودراستها دراسة علمية وافية. منطلقات الخطاب النسوي المعاصر: ينطلق الخطاب النسوي في تناوله لقضايا المرأة من منطلقات نظرية، ومنطلقات منهجية إجرائية:
المنطلقات النظرية: تنطلق الخطابات النسوية في تناولها لقضايا المرأة من منظورين، هما: المنظور العلماني، والمنظور الإسلامي. ❝ ⏤ملاك بنت إبراهيم الجهني
ملخص كتاب ❞قضايا المرأة في الخطاب النسوي المعاصر❝
اخترت البحث في قضية (حجاب المرأة المسلمة) باعتبارها إحدى القضايا المتناولة في الخطاب النسوي بمساريه، “المسار النسوي العلماني، والمسار النسوي التوفيقي، الموسوم بالإسلامي”، إذ شكل الحجاب همّاً معرفياً نسوياً، وشغل حيزاً هاماً فيما بات يُعرف مؤخراً بحقل الدراسات النسوية، حيث تعددت مقاربات وأبعاد الحجاب في ذلك الخطاب ولم يعد محصوراً في بُعده الديني، بل تم التوسل بالدين نفسه لإثبات تاريخية الحجاب ومن ثم رفضه؛ ومن هنا ظهرت الحاجة لكشف تلك المقاربات والأبعاد، وفحص وتحليل منطلقاتها ومقولاتها، ودراستها دراسة علمية وافية.
ينطلق الخطاب النسوي في تناوله لقضايا المرأة من منطلقات نظرية، ومنطلقات منهجية إجرائية:
المنطلقات النظرية: تنطلق الخطابات النسوية في تناولها لقضايا المرأة من منظورين، هما: المنظور العلماني، والمنظور الإسلامي.
- أولاً: المنظور العلماني:
ترى النسويات المنتميات للاتجاه العلماني أن النسوية بالأصل حركة حقوقية مدنية ترفض إقحام الدين في ميدان الحركة النضالية، ولا يمكن أن تكون إلا علمانية؛ فالقرآن واضح بشأن تفضيل الرجل على المرأة في المجال الدنيوي وإن ساوى بينهما في المجال الروحي، ولذا فإن تناول قضية المرأة داخل الإطار الإسلامي يفرض التناقض بين المنظورين: (الإسلام، والنسوية)، مما يجعل التحرك النسوي خارج الإطار الإسلامي أمراً لا بد منه. وتحدد صاحبات هذا الخطاب الإطار المفهومي للعلمانية التي ينطلقن منها ويُطالبن بها في طرحهن، فتُعرّفها رجاء بن سلامة بقولها: “اللائكية لا تعني الإلحاد، بل تعني أن الشرعية السياسية لا يمكن أن تُستمد من الدين؛ لأن الممارسة السياسية لا بد أن تكون بشرية وإن نطقت باسم الدين، وتعني التفرقة بين الخاص والعام؛ لأن العام يجب أن يكون مشتركاً، وتعني حياد الدولة دينياً”.
وتؤكد فريدة النقاش، هذا المفهوم وتُضيف له بُعداً تأويلياً بقولها: “إن العلمانية لا تقطع مع الدين، بل تقطع بين الدين والسياسة، والعلمانية ليس الإلحاد، بل هي التأويل العلمي الواقعي للدين الذي.... المزيد.
- ثانياً: المنظور الإسلامي:
من التعريفات المطروحة للنسوية الإسلامية من قِبل المنتسبات إليها، أنها مجموعة الأساليب، وأنماط السلوك ذات الصلة بالعدالة، والمساواة الجنوسية، والمؤطرة بالقيم الإسلامية.
وتوضح أميمة أبو بكر – إحدى الكاتبات النسويات – ماهية النسوية الإسلامية بوصفها محاولة ذات شقين:
الشق الأول: يستخدم الوعي النسوي (بالتمييز ضد المرأة، والتراتب بين الجنسين لتأسيس طبقتين تهيمن إحداهما على الأخرى بوصفها الأدنى)، لرصد الظواهر والمفاهيم الناتجة عن الثقافة، والمنسوبة زوراً للدين الإسلامي.
الشق الثاني: لا يكتفي بالوعي الكاشف لتحيزات الثقافة ونقد المكتشف منها، بل ينتقل للاجتهاد الإصلاحي، وطرح البدائل من وجهة نظر المرأة المسلمة.
المرجعية الحقوقية: تؤكد النسويات الإسلاميات على اشتمال القرآن على المُثل والمبادئ العُليا المتعلقة بالحقوق الإنسانية، ويرين إمكانية تبني إطار (للمساواة والعدل) يتسق مع مقاصد الدين الإسلامي ومبادئ حقوق الإنسان.
وترى آمنة ودود أن المساواة تعني المعاوضة أو المعاملة بالمثل، ولا تتحقق في أسرة تقوم على التراتبية والقوامة.
وتدافع ودود عن.... المزيد.
الإشكالية الثقافية: تدور حول عدة محاور يرتبط بعضها ببعض، ويُفسر بعضها بعضاً، وهي تُعنى بالمحضن الثقافي الذي نشأت ونمت وترعرعت فيه كل من العلمانية، والحداثة، والنسوية، وحقوق الإنسان في التاريخ الغربي. وسنتناول هذه الإشكالية عبر المحاور التالية:
- – العلمانية بوصفها وليدة سياقات ثقافية تاريخية معينة:
العلمانية من المفاهيم الخلافية التي كثر حولها الجدل وعدّها بعض الغربيين من أعسر المفاهيم، ومع ذلك فلا يكاد يوجد خلاف حول تشكّل مفهومها نتيجة للصراع الديني السياسي في أوروبا.
ولظهور العلمانية في الغرب سببان محوريان هما: جدلية العلم والدين، والتحولات الاجتماعية والصناعية والاقتصادية.
والدارس للإسلام عقيدة وشريعة وتاريخاً لا يجده قابلاً لاستزراع العلمانية في أرضه أو إقصائه لصالحها، وذلك لعدة أسباب أبرزها أن الإسلام لم يُخضع للتحريف الذي خضعت له المسيحية والذي تمثل في إدخال مكونات يونانية من قِبل من يسمون برجال الدين، وعدم وجود كهنوت في الإسلام أي سلطة أو هيئة تُشرّع في العقيدة، يُضاف إلى ذلك موقف الإسلام من العلم إذ جعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما جعل الفكر عبادة.
أما ما تصفه النسويات بالعلمانية الدينية أو اللائكية الإسلامية فشكل من أشكال التضليل ليس إلا، فشريعة الإسلام الشاملة ليست كالمسيحية التي تلقاها الغرب عقيدة منفصلة عن الشريعة، والتي لم تحكم الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مجملها؛ إذ لم تحكم الشريعة حياة الناس إلا.... المزيد.
- – الفكر التوفيقي بوصفه استجابة للاحتكاك الحضاري: :
تَمسُّك منظرات ورائدات النسوية الإسلامية المعلن بالهوية الإسلامية وتصريحهن بالانطلاق من القرآن بوصفه المصدر الأول، مع تأكيدهن على الوعي النسوي في خطابهن، يُصنف فكر (النسوية الإسلامية) مبدئياً في خانة الفكر التوفيقي، والذي عُرِّف بأنه: ” النهج القائم على التقريب بين المتعارضات والأضداد، أيّاً كانت حدة التباعد أو التناقض بينهما”.
كما استعاضت منظرات التوفيقة النسوية عن الأدوات المنهجية الإسلامية بالأدوات المنهجية الغربية وأدوات ما بعد الحداثة بوجه خاص، وتعاطين مع الأحكام الإسلامية وفقاً للمنهجية النسوية الهادفة؛ لإثبات تاريخية تلك الأحكام وتفكيكها لإبراز ما فيها من تأثيرات السلطة الأبوية والتحيزات الذكورية تجاه المرأة.
وإذا كان خطر التوفيقية الإصلاحية وجاذبيتها يكمنان في عدم انبتاتها الظاهر من المجموع الفقهي فتبدو وكأنها خلاف دائر في إطار إسلامي فروعي، فخطر التوفيقية النسوية وجاذبيتها يكمنان في عدم مصادمتها للوجدان الإسلامي الرافض للعلمانية بدعوى انطلاق هذه التوفيقية من الإسلام وبالإسلام. واستعمالها للمصطلحات الإسلامية مع.... المزيد.
تنوعت مقاربات الخطاب النسوي المعاصر للحجاب، وتشكّلت وعُرضت عبر عدة دوائر متداخلة، منها المقاربة التاريخية المتناولة للأبعاد أو (الجذور) التشريعية للحجاب الإسلامي، ومنها المقاربة السيميائية المتناولة للدلالات النفسية للحجاب، والمقاربة النصية الباحثة في النص الشرعي للحجاب.
- الدرس النسوي في نقض الحجاب: :
يتجلى القسم الأكبر من تطبيقات الحجاب في الخطب النسوي الحداثي في المقاربات الناقضة لفرضية الحجاب والباحثة في أبعاده ودلالاته التاريخية والرمزية والنفسية والنصية، كما يتجلى ذلك بصورة أصغر في تدريس الطريقة التي يتحقق بها نقض الحجاب خطوة بخطوة، وتُعد رجاء بن سلامة من أبرز النسويات اللاتي مارسن تدريس المقاربة الجندرية في قضايا المرأة في نطاق الدراسات العليا في الجامعة، ولم يكتفين بتدريسها لطلابهن بل نقلن جهدهن التعليمي لنتاجهن الفكري فكتبن حول المنهج الأمثل لنقض الحجاب.
تصف رجاء بن سلامة الحجاب بالخرقة المقدسة التي نتمسك بها بكل ما أوتينا من عنف قداسي، والتي أدت وما زالت تؤدي إلى وأد النساء. وترى أن الحل المنهجي للتخلص من الحجاب يقوم على معيارية جديدة تضع منظومة حقوق الإنسان في الاعتبار، كما تضع أهمية التجربة الدينية في حياة الفرد في الاعتبار، فتفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي.
وترى رجاء بن سلامة أنه يكفي أن نطرح الأسئلة اليسيرة لكي تنهار المُسلّمات التي تحمي البداهة الزائفة للحجاب – برأيها – ومن تلك الأسئلة:
لماذا نطالب المرأة بتغطية رأسها.... المزيد.
- مناقشة الدرس النسوي في نقض الحجاب: :
إن كَشَف الدرس النسوي هنا عن شيء فقد كشف عن النزعة الإقصائية والتحكمية في الخطاب العلماني الذي يُبشر بجنة كونية تنتعش فيها التعددية وتُحترم الحريات، مع إقصاء المحجبات عن هذه الجنة التي لا تتسع لهن. فوحدهن النسويات من يملكن التأويل الصحيح والمطلق للحجاب وهو تأويل تفرّق ناطقوه وتوحدت مقولاتهم حوله؛ فلم يروا في الحجاب سوى تأثم وجنسٍ وجان.
ولا يخفى أن السبب في إخراج الجدل العلماني حول الحجاب للحجاب والنقاب كليهما من دائرة (الديني) إلى الدائرة الإنسانية هو كونها الطريقة الأنسب لزعزعة الفكرة الدينية وتجريد المحجبة من خياراتها الإيمانية، والحجر عليها وإلقائها في السجون المظلمة الواقعة خلف خطوط الحرية، هذه الحرية التي لا تستحقها المحجبات ولا يملكن فيها أجسادهن ولا الحق بالاختيار، بينما يستحقها الشواذ جنسياً والسحاقيات، والمتاجرات بأجسادهن.
على أن سبب ارتداء المرأة للحجاب والنقاب في بلاد تُعلي من شأن الحريات أو بلاد يُحارب فيها الحجاب غالباً سببٌ إيماني، ينبع عن قناعة المتحجبة شخصياً بخيارها الإيماني باعتبار مسؤوليتها الذاتية أمام الله تبارك.... المزيد.
ولا يسعنا في النهاية إلا استدعاء ما سبق وأن ذكرته إحدى النسويات من أن النسوية لا تعتذر عمّا تروم تحقيقه، والمؤمنات – من باب أولى – لسن بحاجة للاعتذار عن التزامهن بما يتعلق بهن من أحكام ثبتت في كتاب الله وسنة نبيه، ومنها الحجاب.