█ _ منى عبد اللطيف 2023 حصريا رواية ❞ اغتصاب ❝ عن دار أكوان للنشر والتوزيع 2024 : جديد الكتب والروايات مجاناً PDF اونلاين هذا القسم يقدم فى جميع المجالات العربية والاجنبية التي تصدر حاليا بالأسواق :(دين أدب شعر فلسفة سيرة ذاتية تطوير الشخصية الكُتب الخياليّة كتب الطب العلمية وجميع الآخري )
❞ أتذكر أمي وهي تفتح الصندوق لتتأكد أنه هو فعلا من مات. ورغم وجهه المتحطم الذي نظرت خلسة تجاهه متلصصة فأفزعني ما رأيت فقد استحال لعجينة دموية خالية من أي ملامح جعلت أمي تتلفت حولها غير مصدقة لم يهدأها سوى عمي حينما ناولها خاتم أبي هذا الخاتم الذي لا اذكر انه خلعه ولو لمرة واحدة كان هذا كافيا بالنسبة لي ولأمي التي كانت كالغريقة تبحث عن قشة نجاتها وحين رأت الخاتم أخذته متلهفة تتفحصه حتى تأكدت فهدأ وجهها بعد أ سقطت من أحدى عينيها دمعة.. مؤلم جدا هذا الخاتم لمست وجهها وأثر الخاتم الذي كان تورمه وزرقته أطول عمرا عليه من ابي وضحكت بسخرية ثم قذفت بالخاتم في وجه عمي وراحت تتلمس جسد أبي الخاوي بحقد تنتهكه غير عابئة للنظرات من حولها وتغامزهم على ابتسامتها بل ضحكاتها الجنونية، التي أبت أن تخفيها، وأنا أقف بجانبها أنظر إليه كغيمة سوداء ثقيلة أخيرا انقشعت عن حياتنا وأنظر حولي، وكأني أرى العالم لأول مرة. عالم مليء بالفرص والبشر، عالم حر بلا طاغية، عالم بلا جلد بالحزام، بلا حبس، بلا عيب، بلا قواعد، عالم غر تحرر للتو من خاتم عبوديته وأطاح به بطول ذراعه ليتحطم أمام طاغية أكبر ليتحطم أمام الموت . ❝
❞ حين رأيته أحسست ولأول مرة أني اكتملت، عيناه العسليتان اللتان تشعان ذكاءً وبداخلهما حزن وعمق شديدان، تسحبانك لتغرق فيهما في نشوة لذيذة، غير قادر على الابتعاد. جسده المفتول العضلات وبشرته الخمرية المشربة بحُمرة تُسكرك.. جعلت كل حواسي تريده، تتعطش له . ❝
❞ اهتزازات سريعة وطنين مزعج أحتل مسامعي أثناء الإستحمام لأجدني واقفة على قارعة طريق ضبابي ملئ بأناس هائمين وجوههم شاحبة أجسادهم هزيلة
أسرى ذلك الفراغ الأبدي كل منهم لا يري الآخر فقط هم رفقاء طريق ليس له نهاية... أخخخخ رأسيييي . ❝
❞ على سطح مرآة عرجاء تقف مائلة تقاوم السقوط تحاول التماسك والشموخ رغم انكسارها في نهاية غرفة مبعثرة تزدحم ببقايا حياة بعثرت هنا وهناك، فكلهم سقطوا في هاوية الوحدة والفقد إلا هي تتشبث بالحافة مجاهدة كي لا تسقط، فهي تعلم جيداً أنها إن سقطت لن تعود... انعكس شبح لامرأة شاحبة الوجه تنظر لعينيها بتحدٍ فتحجرت بهما الدموع ربما خوفًا أو ربما أبت أن تخذلها وتهوي من مقلتيها!
أزاحت من فوق رأسها تلك القطعة القماشية التي ألقاها لها أخاها آمرًا إياها بوضعها لتخفي فتنتها! مزقتها كسجين يحطم قضبانه وقبضت على مقص وأطلقته ليجوب بين ضفائر شعرها الطويل، التي راحت تتهاوى حولها صرعى على إثره، حتى لم يبق على رأسها سوى أثر باهت لزينتها الربانية . ❝
❞ قيل أنه في سالف الزمان من قبل خلق الزمان والإنسان والأكوان وفي الكون الفسيح الذي لم يكن قد سطر بعلامات ورسم عليه بقدرة الخالق النجوم والكواكب والأفلاك والنور والظلام والإنسان , خلقت في البداية الحياة وقد كانت امرأة جميلة ملتفة القوام طويلة الشعر كحيلة العينين ممتلئة الشفتين ضحاكة يخرج من بين يديها كل أخضر ترى بعينيها موج البحر وروعة الشطئآن.. ولكن وكما كان لكل نور ظلام ولكل عاكس معكوس خلق مع الحياة الموت هي منه وهو منها لا يفترقان وقد كان رجلاً أبيض شاحب أسود العينين رقيق الشفتين شعره أسود طويل كالليل الكالح حين تنظر بعينيه لا ترى سوى انعكاسك بهما في وحدة وظلام أبدي وتدرك وقتها أنها النهاية . ❝