█ _ محمود شيت خطاب 1960 حصريا كتاب ❞ الرسول القائد ❝ عن دار مكتبة الحياة 2024 : كتاب يتحدث كان قائدًا عسكريًّا ممتازًا له تفكيرُه وتدبيرُه وتخطيطُه المعارِك والحروب وبيَّن أنه عند قراءته لكتب السيرة لم يجِد سردِ سيرته عليه الصلاة والسلام الكلامَ الناحية العسكرية لمعارك النبي صلى الله وسلم وغزواته لذا فقد ألَّف هذا الكتاب ليُلقِي به الضوءَ الجوانب التي بها التخطيط والإعداد لدخول هذه الغزوات متاز غيره من القادة كل زمان ومكان بميزتين مهمتين: الأولى؛ قائداً عصامياً والثانية أن معاركه كانت للدفاع الدعوة ولحماية حرية نشر الإسلام ولتوطيد أركان لا للعدوان والإغتصاب والإستغلال إن العظام وجدوا أمما تؤيدهم وقوات جاهزة تساندهم؛ ولكن تكن أمة تؤيده ولا قوات تسانده فعمل دعوته وتحمل أعنف المشقات والصعاب حتى كون قوة بالتدرج ذات عقيدة واحدة وهدف واحد هو التوحيد وإعلاء كلمة وعلى ذلك يمكن تقسيم حياة إلى أربعة أدوار: دور الحشد ودور الدفاع العقيدة الهجوم التكامل أما الحشد: فمن بعثته هجرته المدينة المنورة واستقراره هناك وفي الدور اقتصر الحرب الكلامية: يبشر وينذر ويحاول جاهداً وبذلك النواة الأولى لقوات المسلمين وحشدهم (بالهجرة) إليها وعاهد بعض اليهود ليأمن جانبهم بدء الصراع أما العقيدة: حين بإرسال سراياه وقواته للقتال إنسحاب الأحزاب بعد غزوة الخندق وبهذا إزواد عدد فاستطاعوا عقيدتهم ضد أعدائهم الأقوياء الهجوم: فهو (الخندق) (حنين) انتشر الجزيرة العربية كلها وأصبح المسلمون اعتبار وأثر بلاد العرب فإستطاعوا سحق تعرضت للإسلام والدور الرابع التكامل: وهو التحق بالرفيق الأعلى؛ تكاملت بهذا فشملت شبه وأضنت تحاول تجدلها متنفساً خارج فكانت (تبوك) إيذاناً بمولد الإمبراطورية الإسلامية التطور المنطقي تدرج العصامي بقواته الضعف القوة ومن التمرض بزّ قائد أدوار التاريخ لأنه أوجد كبيرة شيء تلك هي الميزة للرسول والميزة الثانية لقيادته: فهي حرب فروسية بكل معنى الكلمة؛ الغرض منها حماية وتوطيد أركانه السلام فلم ينقضْ عهداً ولم يمثّل بعدو يقتل ضعيفاً يقاتل غير المحاربين لذلك فإن إطلاق تعبير: (الفتح الإسلامي) عهد رسول ليس صحيحاً وإنما الصحيح يقال: (إنتشار الإسلام) يفتح بلداً لغاية الفتح؛ بل بغرض فيه أرجائه عجب محمد ورسولاً مبشراً ونذيراً (وداعياً بإذنه وسواجاً منيراً) من هنا القول سيرة تثبت بشكل جازم يتطرق إليه الشك انتصاره إنما لشجاعته الشخصية وسيطرته المواقف أحلك الأوقات ولقراراته السريعة الجازمة أخطر الظروف ولعزمه الأكيد التشبث بأسباب النصر ولتطبيقه مبادئ المعروفة تلك العوامل جعلته يتفوق أعدائه الميدان ولو الصفات المدعومة بقوة الإيمان بالله لما كنت ضمن المناخات نص الكاتب بدراسة بروح علمية محايدة متوخياً إظهار الواقع العلمي قيادة الذي يستحق التقدير كلّ دون ينسى تستحق أعمال المشركين لأن قيادتهم وقواتهم قامت بأعمال قيمة عسكرية قتالها مما يكشف المعاناة لاقاها القضاء إعتداءات السنة النبوية الشريفة مجاناً PDF اونلاين لغة: تطلق اللغة السنّة والطريقة والحالة يكون عليها الإنسان قال تعالى ( سنعيدها سيرتها ) اصطلاحاً: ما نقل إلينا منذ ولادته قبل البعثة وبعدها وما رافقها أحداث ووقائع موته وتشتمل ميلاده ونسبه ومكانة عشيرته وطفولته وشبابه ونزول الوحي وأخلاقه وطريقة حياته ومعجزاته أجراها يديه ومراحل المكية والمدنية وجهاده وقد تكون مرادة لمعنى علماء الحديث أضيف قول أو فعل تقرير صفة كما تعني وأصول الدين طريقة وهديه فإنها أخباره ومغازيه [2] للسيرة أهمية عظيمة مسيرة البشرية عام المسلم خاص وذلك لأنها تعين أمور عديدة :
❞ صفوان بن أميّة وأبو سفيان بن حرب وكلدة بن الجنيد.
ألم يكن بإمكان المسلمين أن يجبروا هؤلاء على اعتناق الإسلام، بعد أن استسلمت قريش وفتحت مكة أبوابها للمسلمين
إن القول بأن هدف القتال في الإسلام هو نشر الدعوة هراء لا يستند الى الواقع، ولكنّ هدف القتال هو حماية حرية نشر الدعوة، وحماية الدعوة، وإقرار السلام، وشتان بين الهدفين . ❝
❞ حرب الإسلام:
إن تعريف الحرب العادلة كما تنصّ عليه مصادر القانون الدولي، بالرغم من أنه حبر على ورق بالنسبة لكل الحروب قديما وحديثا، إلا أنه قاصر عن الوفاء بحق تعريف القتال في الإسلام.
إنّ أصحّ تعبير يمكن إطلاقه على تلك الحرب هو: الحرب المثالية.
مثالية: لأن أهدافها الدفاع عن حرية الرأي وتوطيد أركان السلام:
تصون أرواح وأموال الأبرياء والضعفاء، وتعطف على الأسرى والرهائن، وتواسي المرضى والجرحى، ولا تمثّل بالقتلى بل تدفنهم كقتلاها، ولا تثيرها الأغراض الشخصية ولا العصبية ولا المنافع المادية ولا الاستغلال والاستعمار.
فاذا لم تكن هذه الحرب مثالية، فأي حرب في التاريخ كله يمكن أن يطلق عليها هذا التعبير؟
لا عجب إذن إذا استطاعت هذه الحرب أن تسيطر على العقول بالمثل العليا قبل أن تسيطر على الحصون والقلاع بالسلاح والرجال . ❝
❞ لواطّلع الرسول إلى ما حشره بعض المؤرخين من الخوارق في سيرته لما رضاه ذلك؛ لأن الإسلام دين العقل والمنطق ومعجزته الخالدة هي أنه دين الفطرة السليمة وكان النبي عليه السلام لا يرضى أن تنسب إليه معجزةٌ غير القرآن ويحرص على إفهام الناس أنه بشرٌ مثلهم . ❝
❞ إن الجنوح الى السلم دين: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) ،
فلا عجب إذا رأينا الرسول صلّى الله عليه وسلم يقبل بل يشجّع كل العروض السلمية التي تقدّم بها أعداؤه في كل مكان وزمان.
إن السلم في الإسلام هي القاعدة الثابتة، والحرب هي الاستثناء.
ولكنّ الإسلام يدعو للسلام لا للاستسلام: يسالم من يسالمه ويعادي من يعاديه، ولكنه لا يعتدي على أحد ولا يظلم أحدا، ولا يرتضي للمسلمين الظلم والعدوان . ❝
❞ لم يقاتل الرسول صلّى الله عليه وسلم عدوا إلا مضطرا لقتاله، وكل غزواته كانت لرد اعتداء خارجي أو داخلي أو لإحباط نية اعتداء، ولم يجد من عدو ميلا للسلام إلا بادر الى تشجيع هذا الميل، والارتباط بهذا العدو بالمحالفات . ❝
❞ لقد رأينا أن الحرب الإجماعية التي دعا إليها الألمان ترتكز على العنصرية الجرمانية، ورأينا سيطرة التفريق العنصري البغيض بين البيض والسود في الولايات المتحدة الامريكية وفي جنوب إفريقية وغيرها من البلاد، كل هذا يجري في القرن العشرين عصر النور والمدنية والذرّة والصواريخ عابرة القارة.
أما الاسلام قبل أربعة عشر قرنا، فقد قاوم العنصريات والاجناس، ودعا الى توحيد الأهداف، فمن آمن بالإسلام كان دمه وعرضه وماله حراما على المسلمين: (المسلم أخو المسلم) .
كان الرسول صلّى الله عليه وسلم من قريش، ولكنه قاتل قريشا حين اعتدت على المسلمين؛ وكان عربيا، ولكنه قاتل قومه العرب دفاعا عن الإسلام.
ولما تصدى الروم لعرقلة دعوته، قاتلهم. وعندما التحق بالرفيق الأعلى، قاتل خلفاؤه الفرس والروم وغيرهم من الأقوام والأجناس . ❝
❞ كان للمسلمين عقيدة راسخة وأهداف سامية معلومة، ولم يكن لأعدائهم عقيدة ولا أهداف تستحق التضحية والإقدام.
تلك هي أسباب انتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، وتلك هي أسباب انتصار كل قوة في كل زمان ومكان.
إن الأرض يرثها العباد الصالحون، وقد كان المسلمون حينذاك هم العباد الصالحين، فورثوا الأرض ومن عليها وبقوا يحكمونها حتى غيّروا ما بأنفسهم، فتبدّلت الحال غير الحال.
وسيعيدون سيرتهم الأولى بإذن الله، إذا عادوا الى الإسلام بما فيه من تكاليف البذل والتضحية والفداء . ❝
❞ لقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يردد دائما قوله تعالى (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) . ولم يترفع أبدا عن الفقراء والضعفاء والمساكين والخدم، وسيرته في كل ذلك مضرب الأمثال . ❝
❞ الحرب الإسلامية دفاعية لأنها بعيدة عن الظلم والعدوان، إلا أن هذا الدفاع غير مستكن ، بل هو دفاع تعرّضي كما يسمى في المصطلحات العسكرية الحديثة، ومعناه أن المسلمين لا يبدأون بالاعتداء، ولكنهم يدافعون عن أنفسهم ضد كل اعتداء بالهجوم المضاد لسحق قوات المعتدين . ❝
❞ كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يبذل كل جهده لتحقيق أهدافه السلمية، حتى لو أدّى ذلك الى تذمر قسم من أصحابه، كما حدث في غزوة الحديبية . ❝
❞ إن الأهداف الرفيعة تتعب الأجساد والنفوس في الحصول عليها، وقد أتعب الرسول صلّى الله عليه وسلم نفسه وأهله وأصحابه في سبيل أهداف الإسلام، ليكون أسوة حسنة للمسلمين في كل زمان ومكان . ❝
❞ إن السلام يضمن الاستقرار، وقد انتشر الإسلام في فترة صلح (الحديبية) - وهي فترة سلام- انتشارا عظيما بين الناس لم ينتشره في أيام الحرب، بل إن انتشاره في أيام السلام كان أضعافا مضاعفة لانتشاره في أيام القتال . ❝