█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ بعد أن ألهاني التكاثر في الكتب، صرتُ أزور المقابر على فترات، أعتبرها أرشيفا مفتوحا.
..
تتحول المقبرة إلى مكتبة بمجرد دخول قارئ، ولو كطارئ في زيارة غير مرغوبة عند جنازة قريب. أنا المولع بالأنساب وتواريخ الأسر تُغويني الشواهد، أحسّ في شطط عقلي بالموتى ممددين على التراب ورافعين سبّوراتهم باجتهاد ممل، تلميذ يرفع سبّورته ويدعوني إلى قراءة ما كتب، ˝كل نفس ذائقة الموت˝، شكرا على التذكير الفج، ثم يتبعه الاسم والنسب، تاريخ الولادة والوفاة..يا لذة قراءة الأنساب والكُنى، يمكنك ببعض البراعة التقاط نمط معيّن: تجد صفا تتتابع فيه الألقابُ فتعرف أنه مكان أسرةٍ، ˝زلّيجة˝ .......
..
فقط زلّيجة.
أدور إلى الجانب الآخر..زليجة أيضا.
ذكر أو أنثى؟
شاب؟ أرملة؟
حالة القبر تقدّر لك عمره وثروة صاحبه، لكن الزلّيجة تأبى على التفكيك..تحب الغموض أم هو تمسّك بالسُّنة؟ عشتَ أميّا لتموتَ في جهل؟ زاهد في التأريخ على ما يبدو وغير مهتمٍ بالخلود..فلماذا رفعوا قبرك عن الأرض؟
صرتَ بعد عمر حافل باسم العلَم قطعة زلّيجة يستدلّ بها الأربعون حراميا على مكانك.. يا للمأساة.
لأنكَ مِلكُ من يحبك ويعرفك..كتاب أنتَ ولكنك مُشفّر، ˝لستُ نصا لك فابتعد عني يا قارئ، لا تتطفّل.˝
أنتَ يا زلّيجة رغم انطوائك تجعلني أستلذّ جنوني في القراءة، ماذا لو طلبتُ منهم أن يجعلوا في شاهدة قبري مرآة؟ قطعة من الزليج العاكس فقط..بلا اسم ولا تزليج..
أرأيتَم..هكذا أستغني عن التذكير الفج لقرائي بالصراخ في عيونهم: كل نفس ذائقة الموت . ❝
❞ والإنسان الذي يخاف من المجتمع يكون إنساناً انسحابياً أو هروبياً، وهذا الإنسان الهروبي لا يريد أن يعرف شيئاً جديداً، لأن الجديد مخيف .. وهو لا يريد أن يخاف ..
فالذي يعرفه أحسن، وهو لذلك ليس اجتماعياً، ولا يحب أن يكون ..
وقد يكون له نشاط جسمي، ولكن نشاطه يجب أن يكون متكرراً، أي لا يأتي بحركات جديدة، وإنما هو أسير العادة التي استراح إليها ..
بل إننا نجد الكثير من الهروبيين لهم حركات ثابتة .. يهزون رؤوسم أو أيديهم أو أرجلهم بصورة متكررة أو يرضعون أصابعهم، وتكون لكل واحد منهم (لازمة) .. لماذا لأن هؤلاء الهروبيين قد وجدوا البيئة مخيفة، معادية، لا ترحب بهم، ولذلك وجدوا الراحة في أن يجعلوا سلوكهم مألوفاً، مألوفاً أكثر من اللازم، أي يجعلوا أنفسهم مفهومين .. عاديين .. لا يخاف منهم أحد أو لا يلتفت إليهم أحد . ❝
❞ أقسم أنني أشعلت لهم أصابعي شمعاً ولكنهم لم يقدروا كل ما فعلته من أجلهم هم حقا أشخاص لا يستحقوا الشخص الطيب الذي يعطي بدون مقابل يريدون من يتصنع لهم المحبه وهو يكمن لهم شر وحقد لا مثيل له يريدون الشخص الذي إذا تعمال معهم معامله سيئه يجعلوا منه ملكا ولكن الشخص المسكين الذي يجعل قلبه يعش من اجل اساعدهم شخص ضعيف و ساذج سوف ينتهي في يوما الشخص الطيب و تختفي معه كل الأشياء الطيبة انتم من فعل ذلك .
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم . ❝