❞ قال ابن عباس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس،
وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان،
فيدارسه القرآن،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقال جابر: ما سئل شيئاً قط فقال: لا.
وكان من *الشجاعة والنجدة والبأس*
بالمكان الذي لا يجهل،
كان أشجع الناس،
حضر المواقف الصعبة،
وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة،
وهو ثابت لا يبرح،
ومقبل لا يدبر،
ولا يتزحزح،
وما شجاع إلا وقد أحصيت له فَرَّة،
وحفظت عنه جولة سواه،
قال علي:
كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ،
اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
قال أنس:
فزع أهل المدينة ذات ليلة،
فانطلق ناس قِبَلَ الصوت،
فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً،
وقد سبقهم إلى الصوت،
وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي،
في عنقه السيف،
وهو يقول:
*لم تُرَاعوا، لم تُرَاعوا*.
*وكان أشد الناس حياء وإغضاء*،
قال أبو سعيد الخدري:
كان أشد حياء من العذراء في خِدْرها،
وإذا كره شيئاً عرف في وجهه.
وكان لا يثبت نظره في وجه أحد،
خافض الطرف.
نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،
جُلُّ نظره الملاحظة،
لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس،
وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه،
بل يقول: *ما بال أقوام يصنعون كذا*.
وكان أحق الناس بقول الفرزدق:
يُغْضِي حياءً ويُغْضَى من مهابته
فلا يُكَلَّمُ إلاّ حين يبتسمُ
صـلـى الـلـه عـلـيـه وســلـم.
وكان *أعدل الناس*،
وأعفهم،
وأصدقهم لهجة،
وأعظمهم أمانة،
اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه،
وكان يسمي قبل نبوته *الأمين*،
ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام،
روى الترمذي عن علي
أن أبا جهل قال له:
إنا لا نكذبك،
ولكن نكذب بما جئت به،
فأنزل الله تعالى فيهم:
{ *فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ* } [ الأنعام : 33 ] .
وسأل هرقل أبا سفيان،
هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
قال: لا.
وكان *أشد الناس تواضعاً*،
وأبعدهم عن الكبر،
*يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك*،
وكان يعود المساكين،
ويجالس الفقراء،
ويجيب دعوة العبد،
ويجلس في أصحابه كأحدهم،
قالت عائشة:
كان يخصف نعله،
ويخيط ثوبه،
ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته،
وكان بشراً من البشر يَفْلِي ثوبه،
ويحلب شاته،
ويخدم نفسه.
وكان *أوفى الناس بالعهود*،
و *أوصلهم للرحم*،
و *أعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس*،
أحسن الناس عشرة وأدباً،
وأبسط الناس خلقاً،
أبعد الناس من سوء الأخلاق،
لم يكن فاحشاً،
ولا متفحشاً،
ولا لعاناً،
ولا صخابا في الأسواق،
ولا يجزي بالسيئة السيئة،
ولكن يعفو ويصفح،
وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه،
وكان لا يترفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس،
ويخدم من خَدَمَه،
ولم يقل لخادمه أف قط،
ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه،
وكان يحب المساكين ويجالسهم،
ويشهد جنائزهم،
ولا يحقر فقيراً لفقره.
كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة،
فقال رجل: عليَّ ذبحها،
وقال آخر: عليَّ سلخها،
وقال آخر عليَّ طبخها،
فقال صلى الله عليه وسلم: *وعليَّ جمع الحطب*،
فقالوا: نحن نكفيك.
فقال:
*قد علمتُ أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه*،
وقام وجمع الحطب.
ولنترك هند بن أبي هالة يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
قال هند فيما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان،
دائم الفكرة،
ليست له راحة،
ولا يتكلم في غير حاجة،
طويل السكوت،
يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ـ لا بأطراف فمه ـ
ويتكلم بجوامع الكلم،
فصلاً،
لا فضول فيه ولا تقصير،
دمثاً
ليس بالجافي ولا بالمهين،
يعظم النعمة وإن دقت،
لايذم شيئاً،
ولم يكن يذم ذواقاً ـ ما يطعم ـ ولا يمدحه،
ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له،
لا يغضب لنفسه،
ولا ينتصر لها ـ سماحة ـ
وإذا أشار أشار بكفه كلها،
وإذا تعجب قلبها،
وإذا غضب أعرض وأشاح،
وإذا فرح غض طرفه،
جل ضحكه التبسم،
ويفتر عن مثل حب الغمام .
وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه،
يؤلف أصحابه ولا يفرقهم،
يكرم كريم كل قوم،
ويوليه عليهم،
ويحذر الناس،
ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره.
يتفقد أصحابه،
ويسأل الناس عما في الناس،
ويحسن الحسن ويصوبه،
ويقبح القبيح ويوهنه،
معتدل الأمر،
غير مختلف،
لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا،
لكل حال عنده عتاد،
لا يقصر عن الحق،
ولا يجاوزه إلى غيره.
الذين يلونه من الناس خيارهم،
وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة،
وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر،
ولا يوطن الأماكن ـ لا يميز لنفسه مكاناً ـ
إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس،
ويأمر بذلك،
ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ،
من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه،
ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول،
وقد وسع الناس بسطه وخلقه،
فصار لهم أبا،
وصاروا عنده في الحق متقاربين،
يتفاضلون عنده بالتقوى،
مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة،
لا ترفع فيه الأصوات،
ولا تؤبن فيه الحرم ـ لا تخشي فلتاته ـ
يتعاطفون بالتقوى،
يوقرون الكبير،
ويرحمون الصغير،
ويرفدون ذا الحاجة،
ويؤنسون الغريب.
كان دائم البشر،
سهل الخلق،
لين الجانب،
ليس بفظ،
ولا غليظ،
ولا صَخَّاب،
ولا فحاش،
ولا عتاب،
ولا مداح،
يتغافل عما لا يشتهي،
ولا يقنط منه.
قد ترك نفسه من ثلاث:
الرياء،
والإكثار،
وما لا يعنيه،
وترك الناس من ثلاث:
لا يذم أحداً،
ولا يعيره،
ولا يطلب عورته،
ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه،
إذا تكلم أطرق جلساؤه،
كأنما على رؤوسهم الطير،
وإذا سكت تكلموا .
لا يتنازعون عنده الحديث،
من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ،
حديثهم حديث أولهم،
يضحك مما يضحكون منه،
ويعجب مما يعجبون منه،
ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق،
يقول: إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه،
ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
(الحديث فيه ضعف، المشرف)
وقال خارجة بن زيد:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه،
لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه،
وكان كثير السكوت،
لا يتكلم في غير حاجة،
يعرض عمن تكلم بغير جميل،
كان ضحكه تبسماً،
وكلامه فصلا لا فضول ولا تقصير،
وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيراً له واقتداء به.
وعلى الجملة،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير،
أدبه ربه فأحسن تأديبه،
حتى خاطبه مثنياً عليه فقال:
{ *وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ* } [ القلم : 4 ] ،
وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس،
وحببه إلى القلوب،
وصيره قائداً تهوي إليه الأفئدة،
وألان من شكيمة قومه بعد الإباء،
حتى دخلوا في دين الله أفواجاً.
وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها
خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته،
أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل
فأمر لا يدرك كنهه،
ولا يسبر غوره،
ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال،
استضاء بنور ربه،
حتى صار خلقه القرآن؟
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد،
كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنَّك حَميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد،
كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنَّك حميد مجيد.
*وجزى الله كاتبها المباركفوري خير الجزاء ورحمه وغفر له*. ❝ ⏤صفي الرحمن المباركفوري
❞ قال ابن عباس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس،
وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان،
فيدارسه القرآن،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقال جابر: ما سئل شيئاً قط فقال: لا.
وكان من الشجاعة والنجدة والبأس
بالمكان الذي لا يجهل،
كان أشجع الناس،
حضر المواقف الصعبة،
وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة،
وهو ثابت لا يبرح،
ومقبل لا يدبر،
ولا يتزحزح،
وما شجاع إلا وقد أحصيت له فَرَّة،
وحفظت عنه جولة سواه،
قال علي:
كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ،
اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
قال أنس:
فزع أهل المدينة ذات ليلة،
فانطلق ناس قِبَلَ الصوت،
فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً،
وقد سبقهم إلى الصوت،
وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي،
في عنقه السيف،
وهو يقول:
لم تُرَاعوا، لم تُرَاعوا.
وكان أشد الناس حياء وإغضاء،
قال أبو سعيد الخدري:
كان أشد حياء من العذراء في خِدْرها،
وإذا كره شيئاً عرف في وجهه.
وكان لا يثبت نظره في وجه أحد،
خافض الطرف.
نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،
جُلُّ نظره الملاحظة،
لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس،
وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه،
بل يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا.
وكان أحق الناس بقول الفرزدق:
يُغْضِي حياءً ويُغْضَى من مهابته
فلا يُكَلَّمُ إلاّ حين يبتسمُ
صـلـى الـلـه عـلـيـه وســلـم.
وكان أعدل الناس،
وأعفهم،
وأصدقهم لهجة،
وأعظمهم أمانة،
اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه،
وكان يسمي قبل نبوته الأمين،
ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام،
روى الترمذي عن علي
أن أبا جهل قال له:
إنا لا نكذبك،
ولكن نكذب بما جئت به،
فأنزل الله تعالى فيهم:
{ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ } [ الأنعام : 33 ] .
وسأل هرقل أبا سفيان،
هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
قال: لا.
وكان أشد الناس تواضعاً،
وأبعدهم عن الكبر،
يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك،
وكان يعود المساكين،
ويجالس الفقراء،
ويجيب دعوة العبد،
ويجلس في أصحابه كأحدهم،
قالت عائشة:
كان يخصف نعله،
ويخيط ثوبه،
ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته،
وكان بشراً من البشر يَفْلِي ثوبه،
ويحلب شاته،
ويخدم نفسه.
وكان أوفى الناس بالعهود،
و أوصلهم للرحم،
و أعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس،
أحسن الناس عشرة وأدباً،
وأبسط الناس خلقاً،
أبعد الناس من سوء الأخلاق،
لم يكن فاحشاً،
ولا متفحشاً،
ولا لعاناً،
ولا صخابا في الأسواق،
ولا يجزي بالسيئة السيئة،
ولكن يعفو ويصفح،
وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه،
وكان لا يترفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس،
ويخدم من خَدَمَه،
ولم يقل لخادمه أف قط،
ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه،
وكان يحب المساكين ويجالسهم،
ويشهد جنائزهم،
ولا يحقر فقيراً لفقره.
كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة،
فقال رجل: عليَّ ذبحها،
وقال آخر: عليَّ سلخها،
وقال آخر عليَّ طبخها،
فقال صلى الله عليه وسلم: وعليَّ جمع الحطب،
فقالوا: نحن نكفيك.
فقال:
قد علمتُ أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه،
وقام وجمع الحطب.
ولنترك هند بن أبي هالة يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
قال هند فيما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان،
دائم الفكرة،
ليست له راحة،
ولا يتكلم في غير حاجة،
طويل السكوت،
يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ـ لا بأطراف فمه ـ
ويتكلم بجوامع الكلم،
فصلاً،
لا فضول فيه ولا تقصير،
دمثاً
ليس بالجافي ولا بالمهين،
يعظم النعمة وإن دقت،
لايذم شيئاً،
ولم يكن يذم ذواقاً ـ ما يطعم ـ ولا يمدحه،
ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له،
لا يغضب لنفسه،
ولا ينتصر لها ـ سماحة ـ
وإذا أشار أشار بكفه كلها،
وإذا تعجب قلبها،
وإذا غضب أعرض وأشاح،
وإذا فرح غض طرفه،
جل ضحكه التبسم،
ويفتر عن مثل حب الغمام .
وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه،
يؤلف أصحابه ولا يفرقهم،
يكرم كريم كل قوم،
ويوليه عليهم،
ويحذر الناس،
ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره.
يتفقد أصحابه،
ويسأل الناس عما في الناس،
ويحسن الحسن ويصوبه،
ويقبح القبيح ويوهنه،
معتدل الأمر،
غير مختلف،
لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا،
لكل حال عنده عتاد،
لا يقصر عن الحق،
ولا يجاوزه إلى غيره.
الذين يلونه من الناس خيارهم،
وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة،
وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر،
ولا يوطن الأماكن ـ لا يميز لنفسه مكاناً ـ
إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس،
ويأمر بذلك،
ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ،
من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه،
ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول،
وقد وسع الناس بسطه وخلقه،
فصار لهم أبا،
وصاروا عنده في الحق متقاربين،
يتفاضلون عنده بالتقوى،
مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة،
لا ترفع فيه الأصوات،
ولا تؤبن فيه الحرم ـ لا تخشي فلتاته ـ
يتعاطفون بالتقوى،
يوقرون الكبير،
ويرحمون الصغير،
ويرفدون ذا الحاجة،
ويؤنسون الغريب.
كان دائم البشر،
سهل الخلق،
لين الجانب،
ليس بفظ،
ولا غليظ،
ولا صَخَّاب،
ولا فحاش،
ولا عتاب،
ولا مداح،
يتغافل عما لا يشتهي،
ولا يقنط منه.
قد ترك نفسه من ثلاث:
الرياء،
والإكثار،
وما لا يعنيه،
وترك الناس من ثلاث:
لا يذم أحداً،
ولا يعيره،
ولا يطلب عورته،
ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه،
إذا تكلم أطرق جلساؤه،
كأنما على رؤوسهم الطير،
وإذا سكت تكلموا .
لا يتنازعون عنده الحديث،
من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ،
حديثهم حديث أولهم،
يضحك مما يضحكون منه،
ويعجب مما يعجبون منه،
ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق،
يقول: إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه،
ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
(الحديث فيه ضعف، المشرف)
وقال خارجة بن زيد:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه،
لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه،
وكان كثير السكوت،
لا يتكلم في غير حاجة،
يعرض عمن تكلم بغير جميل،
كان ضحكه تبسماً،
وكلامه فصلا لا فضول ولا تقصير،
وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيراً له واقتداء به.
وعلى الجملة،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير،
أدبه ربه فأحسن تأديبه،
حتى خاطبه مثنياً عليه فقال:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 4 ] ،
وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس،
وحببه إلى القلوب،
وصيره قائداً تهوي إليه الأفئدة،
وألان من شكيمة قومه بعد الإباء،
حتى دخلوا في دين الله أفواجاً.
وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها
خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته،
أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل
فأمر لا يدرك كنهه،
ولا يسبر غوره،
ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال،
استضاء بنور ربه،
حتى صار خلقه القرآن؟
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد،
كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنَّك حَميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد،
كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنَّك حميد مجيد.
وجزى الله كاتبها المباركفوري خير الجزاء ورحمه وغفر له . ❝
❞ الخلق الحسن من تخلّق به كان من أحبّ الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة: ((إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً). ❝ ⏤سعيد بن علي بن وهف القحطاني
❞ الخلق الحسن من تخلّق به كان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة: ((إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) . ❝
❞ سعد زغلول
(2 تقييمات)
له (18) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (6,525)
سعد زغلول (1858م - 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.
نشأته
ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.
حياته
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م
أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية. ❝ ⏤عباس محمود العقاد
❞ سعد زغلول
(2 تقييمات)
له (18) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (6,525)
سعد زغلول (1858م 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.
نشأته
ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.
حياته
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م
أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية . ❝
❞ كان بعض العلماء المشهورين له مجلس للوعظ ، فجلس يوما ونظر إلى من حوله وهم خلق كثير ، وما منهم إلا من قد رَق قلبه أو دمعت عينه ، فقال لنفسه : كيف بك إن نجا هؤلاء وهلكت أنت ؟ ثم قال : اللهم إن قضيت علي غدا بالعذاب فلا تُعلم هؤلاء بعذابي ، صيانة لكرمك لا لأجلي ، لئلا يُقال عذب من كان في الدنيا يَدّل عليه ، إلهي قد قيل لنبيك ﷺ أقتل إبن أبي المنافق ، فقال : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، فإمتنع عن عقابه ، لمّا كان في الظاهر يُنسب إليه ، وأنا على كل حال فإليك أُنسب. ❝ ⏤أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
❞ كان بعض العلماء المشهورين له مجلس للوعظ ، فجلس يوما ونظر إلى من حوله وهم خلق كثير ، وما منهم إلا من قد رَق قلبه أو دمعت عينه ، فقال لنفسه : كيف بك إن نجا هؤلاء وهلكت أنت ؟ ثم قال : اللهم إن قضيت علي غدا بالعذاب فلا تُعلم هؤلاء بعذابي ، صيانة لكرمك لا لأجلي ، لئلا يُقال عذب من كان في الدنيا يَدّل عليه ، إلهي قد قيل لنبيك ﷺ أقتل إبن أبي المنافق ، فقال : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، فإمتنع عن عقابه ، لمّا كان في الظاهر يُنسب إليه ، وأنا على كل حال فإليك أُنسب . ❝