█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يوجد تقليد سائد في مجتمعنا يقول إن الزواج قادر على حل معظم مشاكلنا، وأن البعض ما زال يصدق بأن الحب قد يأتي بعد الزواج. لكن ماذا عن الذين قرروا مخالفة هذه القاعدة، والعيش دون زواج؟ هل ستكون نظرة المجتمع لهم مثل نظرته للمتزوجين؟ وهل من قام بإعلان ذلك لعامة الناس كان يريد دعمهم؟
كيف ينظر المجتمع لهذا الشخص الذي لا يتبع خطاهم، والذي لا يريد أن ينعم بأطفال وزوجة؟ بعض الناس يرى بأن وجود أطفال في هذا العالم البائس شاق إذا لم يملك المرء من المال والنفوذ لتسهيل طريقهم. أو أنه يجب أن يعيش مثل غيره كي يكون أبا وهي تكون أما ويعيشون بأبسط الأشياء. لكن ما ذنب الشخص الحاضر لهذا العالم بأن يعيش وفق رؤياكم، ويكافح لكي فقط يستطيع أن يعيش حياة مستقرة؟
هل يهم هذا الشخص رأي الناس الذين يذكرون الآيات التي تتناسب مع رؤيتهم فقط؟ في الحقيقة هذا الشخص لا يهمه على الإطلاق لأنه متصالح مع ذاته لأقصى الحدود. يواجه الكثير من الانتقادات والمتاعب، على الرغم من أنه لم يسبب أذى لأحد. لكن بالنسبة لثقافة القطيع، المخالف لعاداتهم قد يمثل تهديدا محتملا لهم. فيجب أن يتم تحويله أو زعزعة استقراره النفسي لكي يعود نسخة منهم.
هؤلاء الناس لا يفكرون على الإطلاق، لأن الحياة بها الكثير من المتاعب والمسؤوليات. يعانون من ضغط نفسي مستمر من جراء معاملاتهم اليومية. ويظهر هذا الشخص الذي يقول لهم ˝أنا مختلف عنكم˝. نحن الذين نبذل مجهودا ونتنازل عن مبادئنا وكرامتنا في سبيل حياة أفضل لأسرتنا، تأتي أنت وتقول هذا الكلام المتخلف!
وهنا تبدأ معركة شاقة وغليان داخلي يدفع الشخص بالسباب وأحيانا أتهامة بالإلحاد. هل لأنه خالف آيات الله أو لم يعترف مطلقا بوجوده؟ إطلاقا هو ليس ملحدا، لكنه يرى الحياة بنظرة مختلفة. لكن الاختلاف بالنسبة لهم سبب كاف للتحويل حياته إلى جحيم.
الناس الذين نشئوا من خلال مفاهيم وعادات لم يفكروا بالتشكيك في أي أمور قد تكون خاطئة. إذا عمل عقلهم قليلا وفكروا خارج المألوف قد يسهل التعامل معهم. لكن في النهاية، طالما ما زلت على قيد الحياة فأنت مهيئ للتعامل معهم في ظروف مختلفة. يجب أن تتظاهر بعكس ما تراه لكيلا تكون منبوذا.
دعونا نحترم اختلافاتنا، ونتعلم من بعضنا البعض. دعونا نكون أكثر انفتاحا على الأفكار الجديدة، وأقل حكما على الآخرين. دعونا نخلق مجتمعا يتقبل الجميع، بغض النظر عن عقائدهم أو عاداتهم . ❝