█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وكان ﷺ يُشاوِر أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي المستدرك عن أبي هريرة ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله ﷺ ، وكان يتخلَّفُ في ساقتِهم في المسير ، فيُزجي الضعيف ، ويُردِفُ المنقطع ، وكان ﷺ أرفق النَّاسِ بهم في المسير ، وكان ﷺ إذا أراد غزوة ورّى بغيرها ، فيقول مثلاً إذا أراد غزوة حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك . وكان يقولُ ( الحَرْبُ خَدْعَةٌ ) ، وكان ﷺ يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويُطلعُ الطلائع ، ويُبيت الحرس ، وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم ، وكان ﷺ يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبةٍ كُفْتاً لَها ، وكان يُبارَزُ بين يديه بأمرِهِ ، وكان ﷺ يَلْبَسُ للحرب عُدَّتَه ، ورُبَّما ظاهر بين دِرْعَيْنِ ، وكان له الألوية والرايات ، وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثاً ، ثم قفل ، وكان إذا أراد أن يُغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذناً ، لم يُغر وإلا أغار ، وكان ربما بَيَّت عدوه، وربما فاجأهم نهاراً ، وكان ﷺ يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ، وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم ، وكان ﷺ يرتب الصفوف ويُعَبثهم عند القتال بيده ، ويقول : تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ، وكان يستحب للرجُل منهم أن يُقاتل تحت راية قومه ، وكان ﷺ إذا لَقِيَ العدو ، قال ( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب ، ومُجْرِيَ السَّحَاب ، وهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمُهُمْ ، وانصُرْنَا عَلَيْهِم ) وربما قال ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَل السَّاعَةُ مَوْعِدُهُم والسَّاعَةُ أَدْهَى وأمَّر ) ، وكان ﷺ يقُولُ ( اللَّهُمَّ أَنْزِلُ نَصرَكَ ) وكان يقولُ ( اللهمَّ أَنْتَ عَضُدِي وأَنتَ نَصِيري ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ) ، وكان إذا اشتد له بأس ، وَحَمِيَ الحرب ، وقصده العدو ، يُعلِمُ بنفسه ويقولُ ﷺ ( أنا النبي لا كذب .. أنا إبن عبد المطلب ) ، وكانَ الناسُ إذا اشتدَّ الحَرْبُ اتَّقَوا به ﷺ ، وكان أقربهم إلى العدو ، وكان يجعل لأصحابه شِعَاراً في الحرب يُعْرَفُونَ به إذا تكلموا ، وكَانَ شِعَارُهُمْ مَرَّة ( أُمِتْ أُمِتُ ) ، ومرةً ( يَا مَنْصُورُ ) ، ومرة ( حم لا يُنْصَرُونَ ) . ❝