█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ صوت الطبول يدوّي في أرجاء المنزل، بعض المدعوين جالسون وعيناهم تخترق المكان بحثاً عن العروس ووالدتها التي لم تظهر بعد منذ بدء الليلة، ساعات قليلة وسوف يتم عقد قرانها المفاجئ على راجي صديق شقيقها المقرب، والذي بدأت تتوطد علاقتهما بعد أن عاد من سفره واكتشف غياب صديقه مصطفى، حينها بدأ التقرب منها ومواساتها باسم الصداقة التي بينهما حتى تقربا من بعضهما، وبدأت خطة (هالة) في الزواج به ودون أن تظهر السبب وراء رغبتها في إتمام هذا الارتباط.
أسدل الليل ستاره و(هالة) مختبئةً معللةً بقاءها وحدها حتى تنتهي من تحضيرات الزفاف، كانت والدتها طريحة الفراش فمنذ اختفاء شقيقها مصطفى وهي في عالم آخر، تبقى داخل غرفتها دون حراك. اقتربت منها وراحت تكز على أسنانها بقوة قائلة في غيظ بدا واضحَ اللهجة في كلماتها:
ـ بسببك أنتِ أنا الآن في تلك الحيرة، وسأتزوج من شابٍ لا أحبه، فقط لكي أصل لمكان أخي.
لم تصدر الأم سوى آهاتٍ متواصلةٍ من البكاء، عاجزة أن تدافع عن نفسها أمام ابنتها، ومع هذا حاولت بعينيها أن تنظر لها لعلها تقرأ نظراتها، فتلتمس المغفرة من ابنتها عما فعلته وشعورها بالذنب عما آلت إليه أمورها . ❝
❞ مدن غارقة في الظلام، لا نرى منها سوى الأرصفة وجدائل الحكايات التي تروى عنها، فنجلس على أبواب الصفحات الفارغة ننتظر أن يأتي إلينا صاحب الحكاية، فننصت له ونحنُ متأهبين متى يسدل الظلام الأخير ونعلم نهاية قصة الشيطان . ❝
❞ أفاقت (هالة) في صباح اليوم التالي وهي محملة بمشاعر متخبطة، لا تعلم ماذا حدث لها ليلة أمس، الغريب في الأمر أنّها وجدت نفسها نائمةً فوق فراشها، وقد تبدلت ملابسها التي أخرجتها من خزانتها، وقفت فزعةً لا تعلم ماذا يحدث معها، أسرعت نحو غرفة والدتها لتجدها مازالت نائمة، نظرت لأضواء الشقة وجدتها مُطفأة وهي قد أشعلتها ليلة أمس حتى الصورة هرولت نحوها، رأتها معلقة على الحائط دون أي خدش.
بدأت تتنفس جاهدة أنْ تقنع نفسها أنّ ما رأته ليس سوى كابوسٍ جديدٍ، ولكنها بدأت تشعر بالوهن لما يحدث فالأمر لم يبدأ إلا بعد أن قررت الارتباط براجي، فهل تلك مصادفة أم هناك طرفٌ خفيٌ لم يظهر بعد وهو من يحاول اخافتها . ❝