█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فكذلك القلب ، إنما يَيبس إذا خلا من توحيد الله و حبه و معرفته و ذكره و دعائه ، فتصيبه حرارة النفس ، و نار الشهوات ، فتمتنع أغصان الجوارح من الامتداد إذا مددتها ، و الانقياد إذا قُدتها ، فلا تصلح بعدُ هي و الشجرة إلا للنَّار { فويلٌ للقاسية قُلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلال مُّبين} [الزمر :22] ، فإذا كان القلب ممطورا بمطر الرحمة ، كانت الأغصان ليِّنة مُنقادة رطبة ، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك ، و أقبلت سريعة لينة وادعة ، فجنيت منها من ثمار العبودية ما يحمله كل غصن من تلك الأغصان و مادتها من رطوبة القلب و ريِّه ، فالمادة تعمل عملها في القلب و الجوارح ، و إذا يبس القلب تعطلت الأغصان من أعمال البِّر ؛ لأن مادة القلب و حياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح ، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية ، و لله في كل جارحة من جوارح العبد عبودية تخُصُّه ، و طاعة مطلوبة منها ، خلقت لأجلها و هيئت لها . ❝
❞ الحلم والصفح تتفاوت درجات الناس فى الثبات أمام المثيرات ٬ فمنهم من تستخفه التوافه فيستحمق على عجل ٬ ومنهم من تستفزه الشدائد فيبقى على وقعها الأليم محتفظا برجاحة فكرة وسجاحة خلقه . ومع أن للطبع الأصيلة فى النفس دخلا كبيرا فى أنصبة الناس من الحدة والهدوء ٬ والعجلة والأناة ٬ والكدر والنقاء ٬ إلا أن هناك ارتباطا مؤكدا بين ثقة المرء بنفسه وبين أناته مع الآخرين ٬ وتجاوزه عن خطئهم ٬ فالرجل العظيم حقا كلما حقق فى آفاق الكمال اتسع صدره ٬ وامتد حلمه ٬ وعذر الناس من أنفسهم ٬ والتمس المبررات لأغلاطهم ! فإذا عدا عليه غرٌّ يريد تجريحه ٬ نظر إليه من قمته كما نظر الفيلسوف إلى صبيان يعبثون فى الطريق وقد يرمونه بالأحجار . وقد رأينا الغضب يشتط بأصحابه إلى حد الجنون ٬ عندما تقتحم عليهم نفوسهم ٬ ويرون أنهم حقروا تحقيرا لا يعالجه إلا سفك الدم . أفلو كان الشخص يعيش وراء أسوار عالية من فضائله يحس بوخزالألم على هذا النحو الشديد؟ كلا. إن الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد وهذا المعنى يفسر لنا حلم هود وهو يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم إلى توحيد الله . قالوا: “إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ٬ قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ٬ أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين”. إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلم هود ٬ لأن الشقة بعيدة بين رجل اصطفاه الله رسولا فهو فى الذؤابة من الخير والبر ٬ وبين قوم سفهوا أنفسهم وتهاووا على عبادة الأحجار يحسبونها لغبائهم تضر وتنفع ! كيف يضيق المعلم الكبير بهرف هذه القطعان؟ . ❝
❞ -اتقوا الله أيها الاثريون
هل كان اخناتون علي عقيدة التوحيد؟
بقلم د محمد عمر
أيها السادة
اعلموا رحمنا الله واياكم اننا لسنا حكاما علي البشر وان الجنة والنار بيد الله وان الله عز وجل هو الذي خلق الجنة دار النعيم وخلق النار دار الشقاء والجحيم وارسل الرسل اصلا من أجل هداية الناس الي دار النعيم وتحذيرهم من دار الجحيم قال فيهم (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما )
هؤلاء الرسل هم صفوة البشر كانت أولي دعوتهم هي تعليم الناس توحيد الله تبارك وتعالي وحده دون غيره من المعبوادت.
هذا الإله الذي خلق وملك ودبر وله عرشه فوق السماء السابعة والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه لا يعذب عنه من مثقال حبة من خردل في الأرض ولا في السماء لا تدركه الإبصار وهو يدرك الإبصار ليس كمثله شئ وهو السمع البصير
فهذه هي حقيقة التوحيد لله وهي الإيمان بالله الواحد الأحد والإيمان بربوبيته وحده والإيمان بأسماءه الحسني وصفاته العلي التي تفرد بها وحده دون غيره من المعبودات والخضوع له وحده بالعباد باعتباره الإله المعبود وحده دون غيره وهذا مقتضي إياك نعبد واياك نستعين وهو معني اخلاص العبودية لله وحده دون سواه
فهذا هو توحيد الله وليس توحيد الله هو عبادة اله واحد من الإله الباطلة كما صوره الاثريون للناس
لأنهم يقولون للناس ان اخناتون كان علي عبادة التوحيد رغم قولهم بأنه كان يعبد الإله اتون فهل الله عز وجل اسمه اتون ام انه التضليل ؟
هل من اسماء الله الحسني اسم آتون؟
هذه هي الاولي
اما عن الثانيه فإنهم يقولون ان اتون هو اله الشمس وياتون بمجموعة من الصور الفرعونية لاناس يرفعون ايديهم للشمس ويقولون أنهم موحدون فهل عبادة الشمس هي التوحيد عند الموحدين فإن قالوا انها ترمز الي الشمس لانها مصدر الخير للناس وان اخناتون كان يعبد اله الخير نقول لهم ان الله عز وجل هو مقدر الخير ولا يقع الشر الا باذنه فهو مقدر الخير والشر فان قلتم بهذا فكانكم ترددون كلام اليونان والاغريق بان للكون اله للخير واله للشر او اله النور واله الظلمة فاين هذا التوحيد أيها الاثريون؟
لماذا اقنعتم الناس ان اخناتون الذي كان يعبد الإله اتون اله الشمس أنه كان علي دين موسي وعيسي ومحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام وعلي دين امام الموحدين خليل الرحمن ابراهيم هل كان هؤلاء الرسل يعبدون الله الواحد الاحد ام كانوا يعبدون اله الشمس الذي اطلقتم عليه اسم الاله اتون اما ماذا هداكم الله؟
اما عن الفراعنة والقدماء المصريين فالله اعلم بما كانوا عليه( قال تعالي تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون)
الا فاتقوا الله أيها الأثربون ولا داعي للقول علي الله بلا علم هداني الله واياكم الي الحق
انتهي . ❝
❞ وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37)
قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار أي : وعلامة دالة على توحيد الله وقدرته ووجوب إلهيته . والسلخ : الكشط والنزع ، يقال : سلخه الله من دينه ، ثم تستعمل بمعنى الإخراج . وقد جعل ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء وظهور المسلوخ ، فهي استعارة . و ˝ مظلمون ˝ داخلون في الظلام ، يقال : أظلمنا أي : دخلنا في ظلام الليل ، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر ، وكذلك أصبحنا وأضحينا وأمسينا . وقيل : ˝ منه ˝ بمعنى عنه ، والمعنى : نسلخ عنه ضياء النهار . ˝ فإذا هم مظلمون ˝ أي : في ظلمة ; لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضيء ، فإذا خرج منه أظلم . ❝
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الإلهية
وفق رؤية الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
التوحيد الذي يدين به المسلمون
وفق عقيدة الانبياء والمرسلين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ثم اما بعد
فان توحيد الله تبارك وتعالي مقصوده الايمان بان الله عز وجل واحد لا شبيه له ولا ند له ولا مثيل له.
لكن في اي شئ وجب علينا ان نثبت له هذه الوحدانية ؟
واذا كان الله عز وجل حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنه سوف يتجلي لاهل النعيم في الاخرة نعيما وجزاءا
فلا ينبغي لاحد ان يشبه الله تبارك وتعالي باحد من خلقه اذ ان الله خالق وهو مختلفا كل الاختلاف عن مخلوقاته.
فياتي السؤال الان من اين لنا ان نستقي اي معرفة عن الذات الالهية ؟
فلما كان الله عز وجل لا يظهر للناس في الدنيا فيصير السبيل الوحيد للتعرف علي الله وعلي صفاته وافعاله لابد ان تكون من خلال وحي الله عز وجل الي صفوته من البشر وهم الرسل الكرام وذلك عن طريق الملائكة الاطهار.
كما قال تعالي تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وكما قال في وصف جبريل الموكل بالوحي انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين وكما قال سبحانه وتعالي في شان القران وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وكما قال عن احوال الملائكة يوم القيامة يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الي ربه مئابا
وفي سورة فاطر يصف الله تعالي اشكال الملائكة فيقول الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثني وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان الله علي كل شئ قدير
اذا فالله تبارك وتعالي متمايز عن خلقه استوي علي عرشه خلق ملائكة هم موكلون بتنفيذ اوامره في كونه قال عنهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وقال عنهم وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون
ومقتضي هذا الكلام فان توحيد الانبياء والمرسلين يقتضي التعرف علي الله في ثلاث اركان
اولا :- معرفة الله في ربوبيته فهو الرب الخالق المالك المدبر لامر الكون كله
ثانيا:- معرفة الله في الوهيته فهو الاله المعبود وحده فلا معبود سواه
ثالثا :- ثم معرفة الله عز وجل في اسماءه وفي صفاته فله كمال الاسماء الحسني والصفات العلي التي لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالي وهو المخبر عن نفسه فقط فلا يسم الله باي اسم ولا يوصف باي صفة الا بما وصف به نفسه فله الكمال في كل شئ
فبالنظر الي الركن الاول من اركان التوحيد الذي كان يعتقده الرسل فقد كانوا يؤمنون ان رب الكون واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احدا كان في الازل قبل خلق الكون ولم يكن شيئا قبله وكان عرشه علي الماء وخلق لوحا عظيما هو اللوح المحفوظ وضع تحت عرشه وسجل مقادير الخلائق في هذه اللوح المحفوظ منذ خلق الدنيا وحتي مستقر اهل النعيم في الجنة فوق السماء السابعة تحت عرش الرحمن ومستقر اهل الجحيم في النار والعذاب الاليم تحت الارض السابعة.
ثم خلق الكون كله بفلكه وشموسه وكواكبهه ومجراته وسماواته واراضيه وبحاره وجباله وسهوله وكائناته من الانس والجان والملائكة والاشجار والحيوانات والكائنات الدقيقة فلا يعزب عنه مثقال حبة من خردل في الارض ولا في السماء
فهو الذي احسن كل شئ خلقه في ستة ايام ثم استوي علي عرشه الذي وصفه بالعرش العظيم تارة وبالعرش الكريم تارة اخري هذا العرش الذي خلقه الله عز وجل فوق الكرسي الذي وسع السموات والارض
فلله عز وجل كمال الخلق وكمال الملك وكمال التدبير الذي له وحده في خلقه كما قال يدبر الامر من السماء الي الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي احسن كل شئ خلقه وبدء خلق الانسان من طين وهكذا كان يعتقد الانبياء والمرسلين
هذا الرب الخالق المدبر هو وحده الاله المعبود الذي ما خلق الانس والجن الا لمعرفته وحده واخلاص العبادة له فليس له حاجه في خلقه كما قال تعالي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذي القوة المتين
ولما كان الرب له الكمال في الخلق والملك وله الحكمة في التدبير وهو وحده المعبود فلابد ان يكون له كمال الاسماء التي يستحق بها الثناء والحمد والتسبيح الخالص الذي ينائ به عن العيب والنقص والازدراء كما له كمال الصفات التي تتناسب مع الذات الالهية فهي لا تشبه البشر ولا تساويهم ولا تماثلهم فمن سمي الله باسم غير اسمه او وصفه بالصفات البشرية فقد ازدري الذات الالهية وهذا يعد من التعدي السافر في حق الله الواحد الاحد الذي ليس كمثله شئ لا تدركة الابصار وهو يدرك الابصار وهو السميع البصير
هكذا اعتقد الانبياء والمرسلين
ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وانه استوي علي عرشه في السموات العلي وانه عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال فهو سبحنه عال علي عرشه والكون جميعا قبضته والسماء مؤطي قدميه وهو سبحانه الكبير المتعال علي كونه لم يراه احد من خلقه ولم يكلم رسله الا من وراء حجاب او من خلال وحيه الي رسله الاطهار هو غني عن الطعام والشراب لا تاحذه سنة ولا نوم حي لا يموت قيوم علي خلقه لا يعجزه شئ في الارض ولا في السماء
دلل علي وحدانيته ووجوده سبحانه بالعديد من الادلة
فاما الدليل الاول:-
هو الوازع الفطري الغريزي الذي وضعه في النفس البشرية فلا توجد من الانفس البشرية الا وهي تبحث عن موجدها طبقا لهذا الميثاق الازلي الي اخذه الله علي البشر وهم في صلب ابيهم ادم قال تعالي واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلي شهدنا ان تقولو يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين
ثم الدليل الثاني وهو العقلي المنظور في الكون بعد ان اعطي الله عز وجل الانسان ادلة الادراك من السمع والبصر والعقل قال تعالي والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون
وقال تعالي ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون
فمن خلال وسائل الادراك هذه يستطيع الانسان ان يستدل علي خالقه بالنظر في الكون كما قال تعالي وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم افلا تبصرون وكما قال افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت والي السماء كيف رفعت والي الجبال كيف نصبت والي الارض كيف سطحت وكا قال تعالي افرايتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون وكما قال افرايتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون وكا قال تعالي افريتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون
ثم الدليل الثالث علي معرفة الله تعالي انما هو من خلال الدليل النقلي عن الله تعالي والذي جاء به الرسل الذين صاروا حجة علي الناس الي قيام الساعة كما قال تعالي اوائك الذين هدي الله فبهداهم اقتده وكما قال تعالي رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما
من اجل هذا كان توحيد الرسل لله تعالي هو اكمل التوحيد فهم اعلم الناس بالله تعالي اذا ان منهم من كلمه الله تعالي وحيا او من وراء حجاب او يرسل اليهم ملائكته الذين يبلغوهم عن الله تبارك وتعالي من اجل هذا كان هؤلاء الرسل هم الحجة القائمة علي البشر امام الله ومنهم عرف البشر توحيد الله في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسماءه وصفاته فصار الله عز وجل مسبح منزه عن كل عيب ونقيصة عال علي عرشة عالم الغيب والشهادة الكبير المتعالي المتصف بكل صفات الكمال والمنزه عن كل نقيصة
فمن عرفه علي هذه الطريقة فهو علي توحيد الانبياء ومن خالف هذا الاعتقاد فهو علي الشرك والضلال وسلك سبيل الكافرين اعاذنا الله واياكم من هذا الضلال المبين انتهي . ❝