█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ما أراني وجدت نفسي مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة ..
أو أرغب في استعادة لذة ..
أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بي العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة ..
ذلك ما أراني قد شعرت به أبدا !!
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعي يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر .. يضيق بلذته كما يضيق بآلامه .. وأن الوعي دائما إلى اتساع .. والرؤية إلى اتساع .. والعقل إلى نضج .. والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر ..
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلي هذا النقص وعودا باللذة .. فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة .. بل أراها مرضا وحماقة .. وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن ..
فتنقلب المدلولات .. فإذا باللذة ألما .. وإذا باﻷلم لذة !!
وتلك صحوة لا أساوم بها على أي متاع ..
وإذا كان في العمر لحظات أعتز بها فعلا .. فهي لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة .. حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع .. فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعه ..
وهي دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهري أنا اﻵخر في الختام على ما لا يرضيني .. وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا .. التي هي حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف في أمر الخواتيم التي لا يعلمها إلا الله !!
كتاب " القرآن كائن حي " . ❝
❞ لقد مضي وقت طويل.........
لقد مضي وقت طويل عندما شعرت أني بخير، أو أني علي ما يرام في في أمور حياتي، مضي وقت أكثر من اللازم لإعادة بناء نفسي و لكن ما النتيجة؟ تدهورت حالتي و ساءت كل أموري لا أدري هل كنت أُصلح نفسي او أنا السبب في خرابها، نعم أتذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه أنا مع من أحبهم و كل المكان مكتظ بمن حولي ولكن الحياة سرقت مني كل من أحبهم و بقيت وحيداً، ليس للموت دور في ذلك، ولكن صدقاً تمنيت لو أن الموت يلعب دوره في ابتعادهم عني حتي أجد اعذاراً لهم حتي اقول لولا الموت ما تفرقنا ولكن هم من تركوني لا أعلم لماذا هل بسبب حزني الدائم، أم من الخذلان من شخص تلو الآخر أم من فشل يتلوه فشل، حقا لا أعلم غير أن ندبات حزني تظهر في جسدي في سقوط شعري في سواد عيني في هزيل جسمي و شحوبة لونه لا أعلم حقا هل من الممكن ان اكون أنا الذي كانت ضحكاته ترتفع في كل مكان يذهب إليه و ابتسامته اللتي لا تفارق ثغره، أم سأظل ذو الوجه العابس الذي ينعتونه بالكئيب، لا أعلم هل حقا سأستطيع العودة أم ستجرفني الحياة في نهر حزنها و أغرق في دوامة همومها... الذي ادركه حقا أنه.......
مضي وقت طويل عندما رأيت نفسي أنا . ❝
❞ تعود إلى أوطانها أسراب الطيور المهاجرة.
تعانق الذكريات بروحها، وتنسج لحن العودة، بقلب يضنيه الحنين.
لا تهجر الطيور مواطنها إلا حين يكون الداعي إلى ذلك، تفوق سطوته ما بمقدرتهم على الاختيار.
وحين لا يملك الطير من أمره سوى الإذعان، فلا تسله لماذا يهجر أرضه.
هجرة الطيورة تظل ذكرى حكايتها عالقة بوجدانهم، فلا تنفك عنه إلا حين تفترق الروح عنهم.
تمر سويعات النهار مسرعة نحو الغروب.
وبالأفق نلمح أمنيات قلوبنا، مع خيوط الشمس تهبط بالمغيب.
تلاحقنا الأحلام، إلى حافة الأمل في ترقب.
متى تأذن الحياة، لنلمس تلك الأماني، لحظة في العمر الطويل.
رواية هجرة الطيور
عمر حسين . ❝