█ _ هارون يحي 2003 حصريا كتاب ❞ المعجزات القرآنية ❝ 2024 : إلى القارئ السبب وراء تخصيص فصل خاص لانهيار النظرية الداروينية هو أن هذه تشكل القاعدة التي يعتمد عليها كل الفلاسفة الملحدين فمنذ أنكرت حقيقة الخلق وبالتالي وجود الله تخلى الكثيرون عن أديانهم أو وقعوا التشكيك بوجود الخالق خلال المئة والأربعين سنة الأخيرة لذلك يعتبر دحض واجباً يحتمه علينا الدين وتقع مسؤوليته منا قد لا تسنح الفرصة للقارئ يقرأ أكثر من كتبنا ارتأينا نخصص فصلاً نلخص فيه هذا الموضوع تم شرح جميع الموضوعات الإيمانية تناولتها الكتب ضوء الآيات وهي تدعو الناس إلى كلام والعيش مع معانيه شرحت تتعلق بالآيات بطريقة تدع مكاناً للشك التساؤل ذهن الأسلوب السلس والبسيط الذي اعتمده الكاتب كتبه يمكن للقرّاء الطبقات الاجتماعية والمستويات التعليمية تستفيد منها وتفهمها الروائي البسيط يمكّن قراءة الكتاب جلسة واحدة حتى أولئك الذين يرفضون الأمور الروحانية ولا يعتقدون بها تأثروا بالحقائق احتوتها ولم يتمكنوا إخفاء اقتناعهم وغيره كتب المؤلف بشكل منفرد يتناوله مناقشات جماعية أما يرغبون الاستفادة منه فسيجدون المناقشة مفيدة جداً إذ إنهم سيتمكنون الإدلاء بانطباعاتهم والتحدث تجاربهم الآخرين إضافة المساهمة وعرض كتبت لوجه خدمة للدين عرضت الحقائق بأسلوب غاية الإقناع نقول للذين يريدون نقل الآخرين: إن تقدم لهم عوناً كبيراً المفيد يطلع نماذج الموجودة نهاية ليرى التنوع تعرضه المصادر الغنية بالمواد الدينية الممتعة والمفيدة لن تجد كما غيره وجهات نظر شخصية للكاتب تعليقات تعتمد أسلوب غامض عرض موضوعات مغرضة عروض يائسة تثير الشكوك وتؤدي انحراف التفكير حول المؤلف ولد يكتب تحت الاسم المستعار يحيى أنقرة عام 1956 بعد أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي درس الآداب جامعة ميمار سنان استنبول وفي الثمانينيات بدأ بإصدار السياسية والدينية كاتب مشهور بكتاباته تدحض وتعرض لعلاقاتها المباشرة الإيديولوجيات الدموية المدمرة يتكون القلمي اسمي ‘’هارون’’ و’’يحيى’’ ذكرى موقرة للنبيَّين اللَّذَين حاربا الكفر والإلحاد بينما يظهر الخاتم النبوي الغلاف كرمز لارتباط المعاني تحتويها بمضمون يشير القرآن الكريم آخر السماوية وأن نبينا محمداً صلى عليه وسلم خاتم النبيين والسنة وضع هدفه نسف الأسس الإلحادية والشركية وإبطال المزاعم تقوم الحركات المعادية لتكون له كلمة الحق ويعتبرهذا مهر به بمثابة إعلان أهدافه تدور هدف واحد وهو الرسالة وتشجيعهم الإيمان بالله والتفكر بالموضوعات والوجود الإلهي واليوم الآخر تتمتع بشعبية كبيرة لشريحة واسعة القراء تمتد الهند أمريكا ومن إنكلترا أندونيسيا وبولندا والبوسنة والبرازيل وإسبانيا؛ وقد ترجمت بعض الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأردية والعربية والألبانية والروسية والأندونيسية لقد أثبتت فائدتها دعوة غير المؤمنين وتقوية إيمان فالأسلوب السهل والمقنع تتمتع يحقق نتائجاً مضمونة التأثير السريع والعميق المستحيل أي قارئ ويفكر بمحتواها جدي يبقى معتنقاً لأي نوع أنواع الفلسفة المادية ولو بقي أحد يحمل لواء الدفاع عنها فسيكون ذلك منطلق عاطفي بحت لأن تنسف تلك الفلسفات أساسها تقول بنكران دُحضت اليوم والفضل يعود شك الخصائص مستمدة حكمة ووضوحه؛ وهدف نشر يبحثون الطريق الصحيح للوصول وليس تحقيق السمعة الشهرة علاوة أنه يوجد مادي وعلى فإن يشجعون تفتح أعينهم وقلوبهم وترشدهم طريق العبودية لله يقدمون تقدر بثمن جهة أخرى تناقل تخلق نوعاً التشويش وتقود الإنسان فوضى إيديولوجية تؤثر إزاحة قلوب مضيعة للوقت والجهد فمن الواضح أنها لم تكن لتترك الأثر الكبير لو كانت تركز القوة الأدبية الهدف السامي يسعى إليه يشك بذلك يمكنه يرى الوحيد لكتب هزيمة وتكريس القيم الإنسانية بد الإشارة الحالة السيئة والصراعات يعيشها العالم الإسلامي يومنا ليست إلا نتيجة الابتعاد دين الحنيف والتوجه نحو الكافرة وهذا ينتهي بالعودة منهج والتخلي المناهج المضللة والشرائع عرضها لنا خالق الكون دستوراً وبالنظر حالة المتردية والتي تسير هاوية الفساد والدمار هناك واجب أدائه وإلا نصل الوقت المناسب نبالغ إذا قلنا: مجموعة أخذت عاتقها الدور القائد وبعون ستكون الوسيلة ستحقق شعوب القرن العشرين خلالها السلام والعدل والسعادة وعد تتضمن أعمال الكاتب: النظام الماسوني الجديد اليهودية والماسونية الكوارث جرتها الشيوعية عند الأمبوش الإيديولوجية للداروينية: الفاشية الإسلام يرفض الإرهاب اليد الخفية البوسنة حوادث الهولوكوست قيَم 1 2 3 سلاح الشيطان: الرومانسية حقائق الغرب يتجه خدعة التطور أكاذيب الأمم البائدة لأولي الألباب انهيار نظرية عشرين سؤالاً إجابات دقيقة التطوريين النبي موسى يوسف العصر الذهبي إعجاز الألوان العظمة مكان حياة العلم التصميم الطبيعة بذل النفس ونماذج رائعة السلوك عالم الحيوان السرمدية بدأت فعلاً خلق تتجاهل الخلود وحقيقة القدر معجزة الذرة المعجزة الخلية الجهاز المناعي العين النباتات العنكبوت البعوضة نحل العسل النملة الأصل الحقيقي للحياة الشعور سلسلة بالعقل يُعرف الخضراء التركيب الضوئي البروتين أسرار DNA وكتب للأطفال: أيها الأطفال كذب داروين! عظمة السماوات أصدقائك الصغار النمل النحل يبني خليته بإتقان بناة الجسر المهرة: القنادس وتتضمن الأخرى تتناول قرآنية: المفاهيم الأساسية القِيَم الأخلاقية فهم سريع للإيمان هجر مجتمع الجاهلية المأوى للمؤمنين: الجنة علوم الهجرة سبيل المنافقين المنافق أسماء تبليغ والمجادلة بعث النار معركة الرسل عدو المُعلن: الشيطان الوثنية الجاهل تكبر الصلاة أهمية الوعي يوم البعث تنس أبداً أحكام المنسية الصبر معارف عامة حجج الواهية المتكامل قبل تتوب رسلنا رحمة خشية كابوس عيسى آتٍ الجمال الحياة جماليات مدرسة الافتراءات تعرض لها عبر التاريخ اتباع لماذا تخدع نفسك كيف يفسر يتجلى يستمعون المحتويات لقسم الاول: الاعجاز العلمي مقدمة 9 نشوء 10 تمدد 12 انفصال الارض 14 الافلاك 16 كروية 19 السقف المحفوظ 20 السماء ذات الرجع 24 طبقات الجوي 26 وظيفة الجبال 29 حركة 32 الحديد 34 الازواج 36 نسبية الزمن 37 نسبة الامطار 38 تكون 40 الرياح اللواقح 44 البحران اللذان يختلط أحدهما بالأخر 46 ظلمات البحار وأمواجها الداخلية 48 المنطقة تتحكم بسلوكنا 51 حليب الام 62 هوية الانسان بصمات اصابعه 63 القسم الثاني المعلومات يعطيها المستقبل 65 انتصار الروم البيزنطيين 66 القسم الثالث التاريخي هامان 71 القاب حكام مصر 74 خلاصة: 77 القسم الرابع: 79 الانهيار للداروينية 80 ألاعجاز القران الإعجاز النبوية مجاناً PDF اونلاين اعتقاد المسلمين ينص صفة إعجازية حيث المحتوى والشكل يضاهيه بشري ووفقًا لهذا الإعتقاد الدليل المعطى للنبي محمد ﷺ للدلالة صدقه ومكانته يؤدي غرضين رئيسين الأول أثبات أصالة وصحته كمصدر إله والثاني إثبات صدق نبوة نزل لأنه كان ينقل ظهر مفهوم منذ لقيام بتبليغه للعرب يبلغ العمر آنذلك عامًا الإعجاز لغةً: مشتقٌ عجزُ عجزاً فهو عاجزٌ أي: ضعيفٌ والمعنى: ضعف الشئ يقدر ويقال أعجزني فلانٌ عجزت طلبه وإدراكه والإعجاز القرآني مصطلح يدل على: قصور الإنس والجن يأتوا بمثل بسورةٍ مثلهِ وقد بين ما أصاب العرب سماعهم آياته لأول مرة فبعضهم وصف بأنه شاعر فأنزل تعالى سورة يس: Ra bracket png وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ Aya 69 La وبعضهم قال الكلام ممن سبقوه يقول الفرقان: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 اتهم بعضهم ساحر يونس: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ png وفقًا لصوفيا فاسالو باحثة معاصرة علم اللاهوت الأخبار وصلت إلينا طريقة تلقي للقرآن وإصابتهم بالحيرة أمر بالغ الأهمية النقاشات صوفيا " لما سمعوا أحتاروا محاولة تصنيف كلماته وتسائلوا: شعر؟" "هل سحر؟" أساطير؟" يتمكن العثورعلى شكل أدبي يتوافق أنواعه تتعدد وتتنوع لتشمل العديد المواضيع فمنها: الإعجاز البياني قدرة إيصال والرسائل المختلفة بوضوح وبلاغة يعجز البشر الإتيان بمثلها الإعجاز إخبار العلمية كعلوم الفضاء والبحار والجبال وغيرها يكن ممكنا إدراكها زمن نزول يتم إثباتها بالعلم الحديث الإعجاز التشريعي سمو ودقة التشريعات والمبادئ جاء وتميزها دونها يستحيل الغيبي ويُقصد إشارة لأمور غيبية علاقة بالماضي الحاضر التنبؤ هذا الركن يحتوي ومؤلفات تناولت موضوع بالتفصيل
❞ {مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ } الرحمن:19-20
فكون البحار تلتقي مع بعضها دون أن يختلط ماؤها البتة حقيقة لم يكشفها علماء الأوقيانوغرافيا إلا مؤخراً. وأرجع العلماء ذلك إلى قوة فيزيائية تسمى ‘’الانشداد السطحي’’ تمنع اختلاط مياه البحار المتجاورة. حيث الانشداد السطحي الذي يسببه اختلاف كثافة المياه يمنعها من الاختلاط مع بعضها تماماً كما لو أن بينها حائطاً رقيقاً.11 والجانب المثير للاهتمام في الأمر كله كون القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية مع أنه كان ينزل في وقت لم يكن فيه الناس على دراية بالفيزياء والانشداد السطحي والأوقيانوغرافيا . ❝
❞ لقد ثبت اليوم أن موضوع نسبية الزمن هو حقيقة علمية. وهذا ما كشفت عنه نظرية اينشتاين حول النسبية في السنوات الأولى من القرن العشرين. فحتى ذلك الوقت لم يعرف الناس أن الزمن مفهوم نسبي وأنه من الممكن أن يتغير حسب البيئة. إلا أن ألبرت اينشتاين أثبت هذه الحقيقة بوضوح من خلال النظرية النسبية، إذ أثبت أن الزمن يعتمد على الكتلة والسرعة، ولم يسبق اينشتاين إلى هذا الأمر بهذا الوضوح أحد، باستثناء القرآن الكريم الذي يتضمن معلومات عن نسبية الزمن، إذ تتحدث بعض الآيات عن هذا الموضوع، اقرأ قوله تعالى:
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَه وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج: 47
{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } السجدة: 5 {تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } لمعارج:4
وبعض الآيات تشير إلى أن الناس يفهمون الوقت بطرق مختلفة وأنه في بعض الأحيان يتصور الناس فترة قصيرة من الزمن على أنها طويلة جداً، وهذا الحوار الذي سيدور بين الناس وخالقهم يوم الحساب يعطي مثالاً توضيحياً جيداً عن هذه الفكرة:
{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ. قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ العَادّينَ. قَالَ إِن لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } المؤمنون: 112-114
وكون نسبية الزمن مذكورة في القرآن الذي بدأ بالنزول عام 610 ميلادي يشكل دليلاً آخر على أنه كتاب مقدس . ❝
❞ { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ } سورة الأنعام :101
هذه المعلومة التي يعطيها القرآن الكريم عن نشوء الكون تتوافق كلياً مع مكتشفات العلم الحديث. فقد توصل علماء الفيزياء الفلكية إلى نتيجة مفادها أن الكون بكل أبعاده المادية والزمنية نتج عما يسمى ب’’الانفجار العظيم’’ الذي حصل في وقت قصير جدا. وهذا الانفجار العظيم يثبت أن الكون خلق من العدم وأنه نتيجة انفجار نقطة واحدة. ودوائر العلم الحديث تتفق على أن الانفجار الكبير هو التفسير العقلاني الوحيد المقبول عن بداية الكون وكيف وجد. قبل الانفجار الكبير، لم يكن هناك شيء اسمه المادة، فالمادة والطاقة والزمن خلقت من حالة العدم التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال الغيبيات. وهذه الحقائق التي لم تكتشف إلا مؤخراً من خلال الفيزياء الحديثة أعلن عنها القرآن منذ 1400 عاماً . ❝
❞ { وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } الحديد: 25
قد يظن البعض أن عبارة ‘’أنزلنا’’ التي خصص بها الحديد في هذه الآية هي من باب المجاز الذي يقصد به أن الله خلق الحديد لينتفع به الناس، ولكن عندما ننظر إلى المعنى الحرفي للكلمة وهو أن الحديد أرسل فيزيائيا من السماء، ندرك أن الآية تتضمن إعجازا علمياً فريداً، فقد تبين من خلال الاكتشافات الفضائية الحديثة أن الحديد الموجود في عالمنا قد جاء من نجم ضخم في الفضاء الخارجي. إن المعادن الثقيلة في الكون تنتج في نواة نجم كبير، فنظامنا الشمسي لا يملك التركيبة الملائمة التي تمكنه من إنتاج الحديد بنفسه، فالحديد لا يمكن أن ينتج إلا في نجوم اكبر بكثير من الشمس حيث تصل الحرارة إلى بضعة ملايين من الدرجات. وعندما تتعدى كمية الحديد مستوى معينا في نجم ما فإنه لا يستطيع التكيف معها، وبالنهاية ينفجر ويتحول إلى ما يسمى بالمستعر، أو المستعر العظيم (نجم يتعاظم ضياؤه فجأة ثم يخبو بعد بضعة شهور أو سنوات) وكنتيجة لهذا الانفجار تنتشر في أرجاء الكون نيازك تحتوي على الحديد وتتنقل في الفراغ إلى أن تجذبها القوة الجاذبة للأجرام السماوية. كل هذا يظهر أن الحديد لم يخرج من الأرض، بل نزل إلى الأرض بواسطة نيازك ناجمة عن انفجار نجوم في الفضاء، تماماً كما تذكر الآية الكريمة. ومن الواضح أن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة علمياً في القرن السابع الميلادي حين كان القرآن يوحى به . ❝
❞ {وَجَعَلْنا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } الأنبياء: 31 كما نلاحظ فإن الآية قد ذكرت أن من وظائف الجبال أن تمنع حدوث اهتزازات التربة. وهذه الحقيقة لم تكن معروفة عند أحد عند نزول القرآن الكريم، إذ أنها لم تبصر النور إلا من خلال نتائج الاكتشافات الجيولوجية الحديثة. ووفقا لهذه الاكتشافات فإن الجبال تنشأ عن تحركات وانزلاقات في صفائح عظيمة تتكون منها القشرة الأرضية. وعندما تتصادم صفيحتان مع بعضهما تنزلق الأقوى منهما تحت الأخرى وتغوص تحت الأرض لتكون امتدادا عميقا للطبقة الأضعف التي تنحني لتكون الجبال والمرتفعات. وهذا يعني أن للجبال أقساما تحت الأرض تساوي حجمها الظاهر على وجه الأرض. وتصف أحد النصوص العلمية بنية الجبال كما يأتي: ‘’في الأماكن التي تكون فيها القارات أكثر سماكة كما في المناطق التي توجد فيها سلاسل الجبال تغرق القشرة الأرضية بعمق أكثر في الأوشحة’’.4 وقد أشارت إحدى آيات القرآن الكريم إلى هذه الوظيفة من وظائف الجبال بتشبيه الجبال بالأوتاد.
{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالجِبَالَ أَوْتَاداً } النبأ: 6- 7
ونتيجة لخواصها هذه فإن الجبال تقوم بالامتداد تحت وفوق طبقات سطح الارض في أماكن التقاء هذه الطبقات بعضها مع بعض. وبهذه الطريقة فإنها تثبت القشرة الأرضية وتمنع الانجراف في صفائحها أو في طبقة الصهارة (magma). وباختصار فان الجبال أشبه بالمسامير التي تبقي قطع الخشب متماسكة. ووظيفة التثبيت هذه معروفة في أدبيات العمل بمصطلح التضاغط، والتضاغط يعني ما يلي: ‘’ توازن عام في القشرة الأرضية يستمر نتيجة دفق المواد الصخرية تحت سطح الأرض تحت تأثير ضغط الجاذبية’’ .5 هذا الدور الحيوي للجبال الذي اكتشفته الجيولوجيا الحديثة والأبحاث المتعلقة بالزلازل، كشف عنه القرآن الكريم منذ قرون كمثال على حكمة الله سبحانه وتعالى في الخلق . ❝
❞ {وَجَعَلْنَا السّمَآءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ ءَايَاتِهَا مُعرِضُونَ } الأنبياء: 32
هذه الخاصية قد أثبتتها الأبحاث العلمية التي أجريت في القرن العشرين. فالغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يؤدي وظائف ضرورية لاستمرارية الحياة، فهو حين يدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة فإنه يمنعها من السقوط على سطح الأرض وإيذاء الكائنات الحية. بالإضافة إلى ذلك فإن الغلاف الجوي يصفي شعاع الضوء الآتي من الفضاء المؤذي للكائنات الحية. والملفت أن الغلاف الجوي لا يسمح إلا للإشعاعات غير الضارة مثل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو بالمرور. وكل هذه الإشعاعات أساسية للحياة. فالأشعة فوق البنفسجية التي يسمح بمرورها بشكل جزئي فقط عبر الغلاف الجوي، ضرورية جدا لعملية التمثيل الضوئي في النباتات ولبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة. غالبية الإشعاعات فوق البنفسجية المركزة التي تنبعث من الشمس يتم تصفيتها من خلال طبقة الأوزون في الغلاف الجوي ولا تصل إلا كمية محدودة وضرورية من الطيف فوق البنفسجي إلى الأرض. هذه الوظيفة الوقائية للغلاف الجوي لا تقف عند هذا الحد، بل إن الغلاف الجوي يحمي الأرض من برد الفضاء المجمد الذي يصل إلى 270 درجة مئوية تحت الصفر. وليس الغلاف الجوي فقط هو الذي يحمي الأرض من التأثيرات الضارة، فبالإضافة إلى الغلاف الجوي فإن ما يعرف بحزام فان ألن وهو طبقة نتجت عن حقول الأرض المغناطيسية، تشكل درعاً واقياً من الإشعاعات الضارة التي تهدد كوكبنا. هذه الإشعاعات (التي تصدر عن الشمس وغيرها من النجوم باستمرار) مميتة للكائنات الحية. ولولا وجود حزام فان ألن، لكانت الانفجارات العظيمة للطاقة المسماة التماوجات أو الانفجارات الشمسية (التي تحدث بشكل دائم في الشمس) قد دمرت الأرض. يقول دكتور هوغ روس عن أهمية حزام فان آلن ما يأتي: ‘’ في الحقيقة إن الأرض تملك كثافة أعلى من كل ما تملكه باقي الكواكب في النظام الشمسي، وهذا القلب العظيم للأرض المكون من الحديد والنيكل هو المسؤول عن الحقل المغناطيسي الكبير. وهذا الحقل المغناطيسي هو الذي ينتج درع إشعاعات فان آلن الذي يحمي الأرض من الانفجارات الإشعاعية. ولو لم يكن هذا الدرع موجوداً لما كانت الحياة ممكنة على سطح الأرض. ولا يملك مثل هذا الدرع سوى الأرض وكوكب المريخ الصخري، ولكن قوة حقله المغناطيسي اقل بمائة مرة من قوة حقل الأرض المغناطيسي، وحتى كوكب الزهرة المشابه لكوكبنا ليس لديه حقل مغناطيسي. إن درع فان آلن الإشعاعي هو تصميم فريد خاص بالأرض.’’1 إن الطاقة التي ينقلها انفجار واحد فقط من هذه الانفجارات التي تم حساب قوتها مؤخراً تعادل قوة مائة بليون قنبلة ذرية شبيهة بتلك التي ألقيت فوق هيروشيما. بعد خمس وثمانين ساعة من انفجارها لوحظ أن الإبر المغناطيسية في البوصلات أظهرت حركة غير عادية، ووصلت الحرارة فوق الغلاف الجوي على ارتفاع مائتين وخمسين كيلومتراً إلى 2500 درجة مئوية. وباختصار فإن هناك نظاماً متكاملا يعمل فوق الأرض. وهو يحيط عالمنا ويحميه من التهديدات الخارجية. إلا أن العلماء لم يعلموا بوجوده إلا مؤخرا، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا منذ قرون بعيدة من خلال القرآن الكريم عن غلاف الأرض الجوي الذي يشكل درعاً واقياً . ❝
❞ {أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } النور: 40
يصف كتاب ‘’ المحيطات’’ البيئة العامة في عمق البحار كما يأتي: ‘’ أن الظلمة موجودة على عمق مائتي متر وما دون، فعند هذا العمق ليس هناك ضوء تقريباً، أما على مسافة ألف متر فلا يوجد ضوء البتة’’ .12 وقد تسنى للبشرية اليوم أن تعرف الكثير عن البيئة العامة للبحار وخصائص الكائنات الحية فيها ونسبة ملوحة مياهها وكميات المياه الموجودة فيها، فالغواصات التي تطورت بفضل التقنيات الحديثة خولت العلماء الحصول على مثل هذه المعلومات. ومن المعروف أن أي إنسان لا يستطيع أن يغوص في عمق البحر أكثر من أربعين متراً دون وجود معدات خاصة تساعد على ذلك، ولا يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة في المناطق العميقة والمظلمة التي تصل إلى 200 مترا وما دونها دون هذه المعدات. وغياب المعدات التقنية في السابق كان السبب في تأخر العلماء في اكتشاف هذه التفاصيل عن البحار. وهذا ما يثبت أن عبارة ‘’ظلمات في بحر لجي’’ التي وردت في سورة النور منذ 1400 عاما وكون القرآن يعطي معلومات صحيحة عن البحار في وقت لم تكن فيه معدات تخول الإنسان الغوص في الأعماق ليسا إلا وجهين من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم. وبالإضافة إلى ذلك فإن ما ورد في الآية 40 من سورة النور من قوله تعالى { كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ } يلفت انتباهنا إلى وجه آخر أيضا من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، ‘’اكتشف العلماء مؤخراً وجود أمواج داخلية تحدث عند حدود السطوح الموجودة بين طبقات المياه ذات الكثافات المختلفة، وهذه الأمواج الداخلية تغطي أعماق المياه في البحار والمحيطات لأن المياه العميقة أعلى كثافة من المياه التي تعلوها. وهذه الموجات الداخلية تتحرك تماماً مثل الموجات السطحية وتتكسر مثلها، إلا أنه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بل يتم الاستدلال عليها من خلال دراسة تغير حرارة الماء أو نسبة الملوحة في منطقة ما’’.13 والعبارات المذكورة في القرآن الكريم تتوافق بشكل تام مع الشروح المذكورة أعلاه، وإذا كان بالإمكان رؤية الأمواج السطحية فيما تتعذر رؤية الأمواج الداخلية دون إجراء الاختبارات اللازمة فإن ما لفت الله سبحانه وتعالى انتباهنا إليه في سورة النور حول هذا النوع من الموج في عمق البحار الذي لم يكتشفه العلماء إلا في وقت متأخر جداً يظهر مرة أخرى أن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى . ❝
❞ لم يكن موسى (ع) هو النبي الوحيد الذي عاش في مصر القديمة، فقد عاش النبي يوسف(ع) قبله بعدة قرون. عندما نقرأ في القرآن القصص عن يوسف وعن موسى ( عليهما السلام)يسترعي انتباهنا تفصيل معين ،فالقرآن يستعمل لقب’’الملك’’ عند حديثه عن حاكم مصر آنذاك:
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ } (يوسف/54)
بينما يستعمل القرآن لقب’’ فرعون’’ عند حديثه عن الحاكم في عهد موسى (ع)
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَه فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا } (الإسراء/101)
وتخبرنا السجلات التاريخية عن سبب اختلاف اللقب بين هذين الحاكمين في مصر: كانت كلمة ‘’ فرعون’’ اسما يطلق على القصر الملكي، ولم يكن الحكام في العهود الملكية القديمة يستعملون هذا الاسم كلقب. أما استعمال كلمة ‘’ فرعون’’ كلقب فقد بدأ في ‘’ العهد الملكي الجديد’’ الذي بدأ في عهد الأسرة الثامنة عشرة( 1539- 1292ق. م)وفي عهد الأسرة العشرين ( 945- 730 ق.م) كانت كلمة ‘’فرعون’’ تستعمل من أجل إظهار الاحترام والتوقير. هنا يظهر الأسلوب المعجز للقرآن، فقد عاش النبي يوسف(ع) في العهد الملكي القديم، لذا لم يكن اللقب المستعمل عند حكام مصر لقب’’ فرعون’’، بل لقب ‘’ الملك’’. أما موسى (ع) فقد عاش في العهد الملكي الجديد، اي في العهد الذي كان الحكام يستعملون لقب’’ فرعون’’. ولا شك أنه لمعرفة مثل هذه الفروق الدقيقة يجب الإطلاع على تاريخ مصر القديمة. بينما ذكرنا قبل قليل أن تاريخ مصر القديمة بقي مجهولا لعدم القدرة على قراءة كتاباتها القديمة التي انمحت تماما ونسيت وانقرضت في القرن الرابع الميلادي. واستمر هذا حتى التوصل إلى حل رموزها في القرن التاسع عشر. لذا فلم يكن أحد يملك في العهد الذي نزل فيه القرآن اي معلومات مفصلة حول التاريخ القديم لمصر. وهذا دليل آخر ضمن الأدلة التي لا تعد ولا تحصى على أن القرآن كلام من عند الله تعالى . ❝
❞ { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَروا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضكَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعلْنَا مِن المَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } الأنبياء:30
وكلمة الرتق يقصد بها الاختلاط والامتزاج، وتستعمل للدلالة على أجزاء تكون كلاً. ولفظ ‘’ففتقناهما’’ من فعل فتق في اللغة العربية ويعني التمزيق أو التدمير، مما يعني ولادة شيء كنتيجة لتدمير أو تمزيق تركيبة رتق ما. ومثال على ذلك خروج النبات من البذرة المزروعة في التربة. دعونا نلقي نظرة ثانية على الآية الكريمة آخذين بعين الاعتبار هذه المعلومات. تذكر الآية أن السماوات والأرض كانتا في حالة الرتق، ثم تفرقتا بواسطة الفتق حيث خرجت إحداهما من الأخرى. وتبعاً لذلك عندما نتذكر أولى لحظات الانفجار العظيم نرى أن نقطة واحدة كانت تتضمن كل مادة الكون. وبكلمات أخرى كل شيء ‘’السماوات والأرض’’ التي لم تكن قد خلقت بعد، كانت ضمن هذه النقطة في حالة الرتق. وعندما انفجرت هذه النقطة بقوة سببت فتق المادة ومن خلال هذه العملية خلق شكل الكون بأكمله. عندما نقارن التعبير المستخدم في القرآن الكريم بالاكتشافات العلمية نرى توافقاً تاما بينهما، ومما يثير الاهتمام أن هذه الاكتشافات العلمية لم يتم التوصل إليها إلا في القرن العشرين . ❝
❞ {وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْع } الطارق: 11
هذه العبارة يشار إليها في الترجمات بمعنى: الارجاع، وتحمل أيضا معنى إعادة الإرسال. وكما هو معلوم فإن الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض مكون من عدة طبقات وكل طبقة لها دورها في إعادة الإشعاعات التي تتعرض لها إلى الفضاء أو إرسالها إلى الأرض. والآن لنعاين من خلال بعض الأمثلة عملية إعادة الإرسال التي تقوم بها الطبقات المختلفة التي تحيط بالأرض. طبقة التروبوسفير (13-15 كيلومتراً فوق الأرض) تمكن بخار الماء من الصعود من سطح الأرض والتكثف ثم ترجعه مطراً. طبقة الأوزون التي تقع على ارتفاع 25 كيلومتراً تعكس الإشعاعات الضارة والأشعة فوق البنفسجية الآتية من الفضاء وترجعها إلى الفضاء. طبقة الإينوسفير تعكس موجات الراديو التي تبث من الأرض وترجعها إلى مناطق مختلفة من العالم تماما مثل الأقمار الصناعية، وبذلك فإنها تجعل البث الإذاعي والتلفزيوني والاتصالات اللاسلكية طويلة المسافات أمورا ممكنة. أما طبقة الماغنوسفير فإنها تعيد جزئيات الإشعاعات النووية التي تصدر عن الشمس وغيرها من النجوم إلى الفضاء قبل أن تصل إلى الأرض. والحقيقة أن هذه الخاصية من خصائص طبقات الغلاف الجوي التي لم تظهر إلا في الأبحاث المتأخرة قد ذكرت في القرآن الكريم قبل قرون، ومرة أخرى، فإن هذا يثبت بأن القرآن كلام الله . ❝
❞ {والسّمَآءَ بَنَينَاهَا بأَيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الذاريات: 47
وكلمة السماء كما تذكرها الآية مذكورة في مواطن عدة من القرآن الكريم، بمعنى الكون والفضاء. وهنا مرة أخرى، الكلمة مذكورة بهذا المعنى. وبكلمات أخرى، فإن القرآن الكريم كشف أن الكون يتوسع، أو يتمدد، وهي نفس النتيجة التي خلص إليها العلم في أيامنا هذه. فحتى فجر القرن العشرين كانت النظرة العلمية الوحيدة السائدة في العالم هي أن الكون له طبيعة ثابتة وهو موجود منذ الأزل. ولكن الأبحاث والملاحظات والحسابات التي أجريت بواسطة التقنيات الحديثة كشفت أن الكون في الحقيقة له بداية وأنه يتمدد بانتظام. ففي بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء الروسي والمتخصص بالعلوم الكونية البلجيكي جورج لوميتر نظرياً بأن الكون في حركة دائمة وأنه يتمدد. هذه الحقيقة أثبتت أيضا من خلال المراقبة في عام ،1929 فمن خلال مراقبة السماء بالتليسكوب اكتشف عالم الفلك الأميركي إدوين هابل أن النجوم والمجرات تتحرك بعيدا عن بعضها البعض بشكل دائم. وهذا يعني أن الكون الذي يتحرك فيه كل شيء بشكل دائم بعيداٌ عن بعضه البعض هو كون متمدد بشكل دائم. ولقد استطاعت الملاحظة المستمرة في السنوات التي تلت أن تثبت أن الكون يتمدد بشكل مستمر، وهذه الحقيقة شرحها القرآن في وقت لم تكن فيه معروفة عند أحد، وهذا بالطبع لأنه كلام الله الخالق حاكم الكون بأكمله . ❝
❞ { سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنَفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ } يس: 36
مع أن مفهوم الأزواج يراد به عادة الذكر والأنثى، إلا أن عبارة ‘’ومما لا يعلمون’’ لها دلالات أوسع من ذلك، وقد كشفت إحدى هذه الدلالات في أيامنا هذه، فقد نال العالم البريطاني بول ديراك جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933 على اثر طرحه نظرية كون المادة مخلوقة بشكل ثنائي. هذا الاكتشاف الذي سمي ‘’التكافؤ’’ أو ‘’ التماثل’’ يثبت أن المادة تكون ثنائية مع ضدها الذي يسمى ضد المادة. مثال على ذلك فإن الإلكترونات في ‘’ ضد المادة’’ تحمل شحنة موجبة. بينما تحمل بروتونات ‘’ ضد المادة’’ شحنة سالبة. هذه الحقيقة مذكورة في أحد المراجع العلمية على الشكل الآتي: يوجد لكل جزء من الأجزاء دون الذرة نقيض لها يحمل شحنة معاكسة لشحنتها، وحسب مبدأ الريبة فإن الخلق المزدوج والاضمحلال المزدوج يحصلان في الفراغ على الدوام وفي جميع الأمكنة . ❝
❞ {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلىَ قَادِرِينَ عَلىَ أَن نُسَوِّيَ بَنَانَهُ } القيامة:3-4
إن التركيز على بصمات الأصابع له معنى خاص جدا. لأن بصمات كل إنسان هي فريدة خاصة به وحده، وكل إنسان على قيد الحياة أو أدركه الموت له مجموعته المميزة من بصمات الأصابع. وهذا ما يجعل بصمات الأصابع دليلا مهما ومقبولا على شخصية صاحبها. وهي تستخدم في كل أنحاء العالم من أجل هذا الهدف. ولكن الجانب المهم هو أن موضوع البصمات لم يكتشف إلا في القرن التاسع عشر وقبل ذلك كان الناس ينظرون إلى البصمات على أنها خطوط عادية ليس لها أي معنى أو أهمية. ولكن في القرآن يشير الله إلى البصمات التي لم تلفت نظر أحد من الناس في ذلك الوقت، ويلفت انتباهنا إلى أهميتها التي لم تفهم إلا في أيامنا هذه . ❝
❞ { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَار } النور: 43
إن العلماء الذين يدرسون الغيوم توصلوا إلى نتائج مفاجئة بالنسبة لتكون الغيوم الممطرة. فالغيوم الممطرة تتكون وتتشكل وفق نظام ومراحل محددة. فمثلا مراحل تكون الركام وهو أحد أنواع الغيوم الممطرة هي: المرحلة الأولى: هي مرحلة الدفع حيث تحمل الغيوم أو تدفع بواسطة الرياح. المرحلة الثانية: هي مرحلة التجمع حيث تتراكم السحب التي دفعتها الرياح مع بعضها البعض لتكون غيمة أكبر .9 المرحلة الثالثة: هي مرحلة التراكم حيث أن السحب الصغيرة عندما تتجمع مع بعضها فإن التيار الهوائي الصاعد في الغيمة الكبيرة يزداد، فالتيار الهوائي قرب مركز الغيمة يكون أقوى من التيارات التي تكون على أطرافها، وهذه التيارات تجعل جسم الغيمة ينمو عمودياً ولذلك فإن الغيمة أو السحابة تتراكم صعوداً. هذا النمو العمودي للغيمة يسبب تمددها إلى مناطق اكثر برودة من الغلاف الجوي حينها تتكون حبات المطر والبرد وتصبح أكبر ثم أكبر. وعندما تصبح حبات المطر والبرد ثقيلة جداً على التيارات الهوائية بحيث يتعذر عليها حملها تبدأ بالهطول من السحب الممطرة على شكل مطر أو حبات برد وغيرها.10 ويجب أن نتذكر دائما أن علماء الأرصاد الجوية لم يعرفوا تفاصيل تكون الغيوم وبنيتها ووظيفتها إلا من خلال استخدام التقنيات المتطورة مثل الطائرات والأقمار الصناعية والحواسيب ومن الواضح أن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المعلومات عن الغيوم قبل 1400 سنة في زمن لم تكن لتعرف فيه . ❝
❞ {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَن بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } العلق:15-16
إن تعبير ‘’ناصية كاذبة خاطئة’’ في الآية أعلاه مثير للاهتمام. فقد كشفت الأبحاث التي أجريت مؤخراً أن المنطقة الأمام جبهية ( الناصية) ، المسؤولة عن إدارة وظائف معينة في الدماغ تقع في جهة الجبهة من الجمجمة. ولم يكتشف العلماء وظيفة هذه المنطقة إلا في الستين سنة الأخيرة في حين أن القرآن الكريم أشار إليها قبل 1400 عاماً. وإذا نظرنا داخل الجمجمة من جهة الجبهة سوف نجد المنطقة الأمامية من المخ. وفي كتاب بعنوان ‘’أساسيات التشريح والفيزيولوجيا’’ يتضمن آخر الأبحاث حول وظيفة هذه المنطقة جاء ما يأتي: ‘’ إن تحديد الدوافع والتفكر في عواقب الأمور والتخطيط للمضي في أمر ما تحدث في فصوص القسم الأمامي من الجبهة، أي المنطقة الأمام جبهية، وهي منطقة الأفكار والخواطر في القشرة الدماغية ‘’.14 ويقول الكتاب أيضا أنه فيما يتعلق بكون هذه الجهة مسؤولة عن الدوافع البشرية فإنه يظن أنها هي المركز الوظيفي للعنف..15 إذن هذه المنطقة من المخ مسؤولة عن التخطيط، وعن الدوافع والمضي بالأعمال الصالحة أو الخاطئة ومسؤولة عن قول الصدق أو الكذب. ومن الواضح أن عبارة ‘’ناصية كاذبة خاطئة’’ تتوافق مع الشروح المقدمة أعلاه. هذه الحقيقة التي لم يستطع العلماء اكتشافها إلا قبل ستين عاماً قد ذكرت في القرآن الكريم منذ سنوات بعيدة . ❝
❞ {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } الحجر: 22
في هذه الآية هناك إشارة إلى أن المرحلة الأولى من تكون الأمطار هي الرياح. وحتى بداية القرن العشرين لم تعرف أي علاقة بين الرياح والأمطار سوى كون الرياح تجلب الغيوم. ولكن اكتشافات علم الأرصاد الحديث أثبتت دور الرياح الإنتاجي في عملية تكون الأمطار. الوظيفة الإنتاجية للرياح تعمل كما يأتي: على سطح البحار والمحيطات هناك أعداد لا حصر لها من فقاعات الهواء الناتجة عن زبد المياه. وفي اللحظة التي تنفجر فيها هذه الفقاعات آلاف من الجزيئات الدقيقة التي لا يتعدى قطرها الواحد في مئات المليمترات تقذف في الهواء. هذه الجزيئات التي تعرف باسم الهباء الجوي تختلط بالغبار المحمول من الأرض عبر الرياح وترتفع إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي. تحمل الرياح هذه الجزيئات إلى ارتفاعات أعلى حتى تلتحم مع بخار الماء هناك. تتجمع هذه القطرات أولا مع بعضها على شكل غيم ثم تهطل على الأرض على شكل أمطار. وكما يرى فإن الريح ‘’تلقح’’ بخار الماء الذي يطفو في الهواء بالجزيئات التي تحملها من البحر وبالنهاية تساعد في تكوين السحب الماطرة. لو أن الرياح لم تكن تمتلك هذه الخاصية لكان من غير الممكن أن تتكون قطرات المياه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ولانتفى وجود المطر. والنقطة المهمة هنا أن هذا الدور الدقيق والحاسم للرياح في تكون الأمطار قد ذكر في آية من آيات القرآن الكريم منذ قرون عدة في زمن كان الناس يعلمون فيه القليل القليل عن الظواهر الطبيعية . ❝
❞ ومع أن الداروينيين بذلوا جهودا مضنية منذ منتصف القرن التاسع عشر للعثور على مثل هذه المتحجرات فلم يتم العثور على هذه الأشكال الانتقالية حتى الان. فكل المتحجرات التي تم العثور عليها دلت على عكس توقعات الداروينيين في كون الحياة قد ظهرت على الأرض وتكونت بشكل كامل بمحض الصدفة. ورغم كونه داروينياً يعترف العالم الانتروبولوجي البريطاني الشهير الدكتور ديريك ف. اجر بما يأتي: الأمر الذي يظهر إذا عاينا سجل المتحجرات بالتفصيل سواء على مستوى الرتب(orders) أو على مستوى الأنواع(species)، أننا نجد المرة تلو الأخرى عدم وجود التطور التدريجي وإنما الظهور الفجائي لمجموعة ما على حساب الأخرى .34 وهذا يعني أن سجل المتحجرات يثبت أن كل أجناس الكائنات الحية وأنواعها ظهرت فجأة مكتملة التكوين بدون أشكال وسيطة بينها، وهذا ليس سوى نقيض ما يفترضه داروين. كما أن ذلك يشكل دليلاً قوياً على أن الكائنات الحية مخلوقة. والتفسير الوحيد للظهور المفاجئ للكائنات الحية وهي كاملة التكوين بكل تفاصيلها دون وجود سلف منظور هو أن هذه الأجناس مخلوقة. وهذه الحقيقة اعترف بها أيضا عالم البيولوجيا الدارويني الشهير دوغلاس فوتوياما الذي يقول:’’ بين الخلق والتطور تتعب التفسيرات الممكنة لأصل الكائنات الحية. فالكائنات الحية إما أن تكون قد ظهرت على الأرض وهي تامة التكوين أو لا. فإن لم تكن قد ظهرت على هذه الحال فمن الضروري أنها تكونت من أجناس قد وجدت قبلها من خلال عملية تطور ما. وإذا كانت قد ظهرت مكتملة التكوين فإنها فعلا تكون قد خلقت بواسطة ذكاء كلي القدرة’’ .35 وقد أظهرت المتحجرات أن الكائنات الحية ظهرت على الأرض كاملة التكوين وبأحسن حال. وهذا يعني أن أصل الأنواع، على عكس ما يفترضه داروين، هو الخلق وليس التطور . ❝