📘 ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ رواية ــ محمد حسن عبد الجابر اصدار 2023
كتب الروايات والقصص - 📖 رواية ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ ــ محمد حسن عبد الجابر 📖
█ _ محمد حسن عبد الجابر 2023 حصريا رواية ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ عن منصة كتبنا 2024 : تستعرض الرواية جرائم التسويق الشبكي لكيان الأخطبوط والتي يستغلها مواطن أمريكي لتوهم الناس بتحقيق ثروة سريعة من خلال اختيار أبطال لتحقيق ذلك
كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه تأزم وجدل وتغذيه
كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
عن رواية أخطبوط بسبع أيادي :
تستعرض الرواية جرائم التسويق الشبكي لكيان الأخطبوط ، والتي يستغلها مواطن أمريكي لتوهم الناس بتحقيق ثروة سريعة من خلال اختيار أبطال الرواية لتحقيق ذلك.
: 7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى نهج التكنولوجيا و أتقن مجال التسويق الألكترونى لما يحققه من مكاسب كبيرة و فى وقت قصير هكذا أخبر سولى صديقه كما عبر له عن مدى رغبته فى التوغل فى الأسواق العربية و الأجنبية الألكترونية لتغزو منتجاته العالم .. و مشروعه فى مصر و فى الدول الأخرى هو وضع الألية التى تحقق الأقبال على هذا الغزو التجارى و سحب المنتجات و تحقيق الأنتشار بين طوائف الشعب المختلفة فى كل دولة و هذا أمر هام ..
و أضاف مستر سولى لراغب و قال له : بالمناسبة .. أنا ضميت نضال مدرب أسر و ضميت فريدة صديقة ياسمين لفريق عمل الشركة ..
كان يتظاهر راغب الشامى بالأنبهار لنشاط مستر سولى و حماسه الذى يبدو فى حديثه لكنه كان يخفى بداخله ما لاحظه من تغيير على مستر سولى فى أغلب جوانب شخصيته فالحوار يفضح الأفكار فسأل راغب الشامى صديقه سولى : لماذا التوغل بين طوائف الشعب يمثل لك أمر هام يا صديقى ؟؟
كان مستر سولى يملك من سرعة البديهة ما يكفى للجواب دون تردد : لأنه وقتها يكون أجماع على نجاح منتجات شركة الأخطبوط ..
لقد أصبح سولى بالنسبة لراغب الشامى لغزاً
فيبدو له رجلاً أخر غير الذى يعرفه !!
*****************************************
سلك حازم طريق أسكندرية القاهرة الصحراوى ليعود لمنزله لكنه عندما أجرى محادثة هاتفية بأصدقائه و أخبرهم أنه يقود سيارته الجديدة و فى طريق العودة و سيذهب لمنزله ليلتقى بزوجته و يقضى معها اليوم أصر أصدقائه أن يلتقى بهم أولاً ليخبرهم بأدق التفاصيل ثم يأخذهم جولة سياحية داخل القاهرة بسيارته الجديدة ليحتفلوا جميعاً بهذا الحدث ..
لم يكن أمام حازم خياراً أخر أمام أصرارهم و أنصاع لرغبتهم و عندما وصل القاهرة و ذهب للمكان المتفق عليه للتجمع وجد سعيد و مازن و جو فى أنتظاره و رحبوا به فى فرحة عارمة عندما قاموا بمعاينة السيارة الحديثة و لاحظوا أثر النعمة على حازم فأستبشروا خيراً لما هو قادم ..
كانوا يجلسون على كافيه راقى يشرح لهم حازم و قد أتسعت عيناهم و تأهبت حواسهم لأستقبال كلماته و هم فى يقظة غير معهودة ..
سألوه عن الباقات و قيمتهم المادية و العروض الخاصة بكل باقة ..
أجابهم حازم أن الباقات تبدأ من خمسة ألاف جنيهاً تستلم فى هذه الباقة هاتف محمول موديل The Eye و كورس أون لاين للتسويق الألكترونى قيمته خارج الباقة 2000 جنيهاً و عائد مادى ( العمولات ) ليس كبيراً لصغر حجم الباقة ..
و باقة أخرى بقيمة عشرة ألاف جنيهاً تمنح هذه الباقة هاتف محمول و شاشة سمارت 32 بوصة و كورسين أون لاين مجاناً و عائد مادى مقبول ..
و باقة بقيمة خمسة عشر ألاف جنيه و عرضها هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و ثلاث كورسات أون لاين و عائد مادى جيد ..
و ذكر لهم أن أفضل باقة التى قيمتها عشرون ألف جنيهاً فلك الخيار فى عرضين أما عدد أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و أربعة كورسات أون لاين و عائد مادى ممتاز .. أو هاتف محمول واحد و شاشة سمارت 55 بوصة و أيضاً أربعة كورسات تسويق مجانية و عائد مادى ممتاز أيضاً ..
و عرض عليهم فكرة عن قيمة العمولات التى بأمكانهم أن يجنوها من جذب أعضاء جدد و تكوين فريق تسويقى لكل واحد يضم فروعاً تتنامى بأستمرار و عليهم أن يرعوا هذه الفروع البشرية بصفة دائمة
من أجل تحقيق الحلم .. حلم الثروة ..
لم يتردد أحد من السامعين فى خوض هذه المغامرة و قرر أن يشارك مازن و يبتاع باقة الخمسة ألاف جنيه و هذا العرض ليس قدر أستطاعته لكنه سيحاول تدبير مبلغاً يضاف على ما أدخره ليجمع معه خمسة ألاف جنيهاً يبدأ بهم مع أصدقائه بينما قرر سعيد و جو الأشتراك فى باقة العشرون ألف جنيهاً !
عبر لهم حازم أنها بداية موفقة لكنه أعتذر لهم و ذكر لهم أنه مرهق و لن يتحمل ضغوط القيادة داخل شوارع القاهرة المتكدسة بالسيارات و المارة لا سيما و أنه بحاجة لقسطاً من الراحة بعد عناء السفر و وعدهم بالتنزه فى وقت قريب بالسيارة فى الموعد الذى سيتسلم منهم المبالغ المالية ليضمهم فى فريقه التسويقى و يسلمهم عروض الباقات التى سيشتركوا بها ثم يحتفلوا جميعاً ..
غادر حازم تاركاً أصدقائه سابحون فى بحور أحلام الثراء و عاد لمنزله فوجد زوجته نسمة فى أنتظاره و تبدو علامات الغضب على قسمات وجهها ..
ألقى عليها حازم السلام فرحبت به نسمة فى أنفعال , كانت فى أغلب الأحيان ردود أفعال نسمة على نقيض أسمها تماماً .. كانت الغيرة وراء غضبها من حازم هذه المرة لأنه فضل أصدقائه عليها و ألتقى بهم أولاً فقام حازم بتصحيح سوء التفاهم و أكد لها أنها كانت مقابلة عمل و سرد لها ما حدث معه فى فندق الأسكندرية ليثبت لها أنه يشاركها الأحداث لكن تجدد غضبها و بررت ذلك بأنه يزعم أنه يشاركها لكن بعد أن أنهى الأمر دون علمها و أتخذ قراره منفرداً فبرر هو ذلك بأن الأحداث جائت متتالية و سريعة كما أن الفرصة لم تسنح لهما ليلتقيا و يقص عليها ما يدور أولاً بأول و ذلك لأنشغالها فى عملها المتقلب المواعيد فهى دكتورة نساء و توليد و هذا يجعل من لقائهما فرصة نادرة قلما ما تحدث ..
أستائت نسمة لجواب حازم و أخبرته أن عليها الأنصراف حتى لا تتأخر على موعدها بالمستشفى التى تعمل بها فأبتسم حازم فى سخرية لتحقق صحة كلامه فأثار غضبها كالمعتاد ثم أتجه مسرعاً لغرفته ليخلد للنوم و ليخمد نيران خناقة زوجية تكاد أن تشتعل ..
*********************************
أتصل نضال بعم جابر فكان متواجداً فى المقهى فذهب له ليقص عليه ما حدث معه من باب التقدير فقد كان عم جابر شغوفاً لأن يرى نضال فى أفضل حال لذلك كان مهتماً بمتابعة أخباره للتدخل و تقديم النصيحة له أن لزم الأمر ..
كان نضال يبادل عم جابر نفس الشعور الطيب فبادر بمقابلته لأنه كان يود أن يشاركه الأحداث و يسمع وجهة نظره فيما حدث ..
نظر عم جابر للموضوع من منظور نضال الذى لخص له الأمر فى أنه متعلق بقدر الأجتهاد و العمل يكون تحقيق النجاح و حصد الأموال الطائلة لذلك لم يمانع عم جابر و قد أخبر نضال أنه لا يفقه شيئاً فى أمور الأنترنت لكنه أستوعب أن هناك خيراً فيما يحدثه فيه نضال بدليل السيارة الفخمة و حالة نضال المنتعشة و التى لم يره عم جابر عليها منذ زمن طويل و حديثه المفعم بالأمل فأدلى عم جابر بسعادته لنضال لخوضه هذه المغامرة
و التى تسببت فى عودته للأنخراط فى الحياة مرة أخرى ..
عاد نضال لفيلته و بدأ فى متابعة التطورات على الشبكة العنكبوتية فوجد رسالة على جروب مثلث القادة على الواتس من حازم تفيد أن مارك قد نشر أعلانات ممولة لهم عبارة عن بوست فيه صورة لكل واحداً منهم مع سيارته و بعض العبارات التحفيزية لمشاهدى هذه البوستات مضمونها أن الانضمام للعمل بفريق شركة الأخطبوط يتيح لك الحصول على سيارة كهذه فى غضون أسابيع !!
هذا كنوع من الدعاية التسويقية و التى تفيدهم فى مهمتهم .. هذه الرسالة قد أوحت لنضال بفكرة ذكية فقد قرر تشيير هذا البوست فى جروب يشترك فيه منذ فترة زمنية طويلة و كان يتابع بوستاته فى سلبية تامة دون أن يشارك و لو لمرة واحدة فيه .. عندما قرر نضال المشاركة فى الجروب كان بتشيير بوست خاص به دفعة واحدة و ليس حتى مجرد مشاركة بكتابة تعليق سطحى على بوست عابر فى الجروب هذا الجروب و الذى يحمل أسم ( جروب أهالى قرى أبيس الريفية ) , فهو يقطن فى واحدة من هذه القرى و من ضمن موضوعات الجروب يتناول الأمور التى تخص قريته و عليه فهو على يقين أن عدد كبير من أهالى منطقته منضمون لهذا الجروب و هذا يتيح لهم الفرصة لأن يشاهدوا البوست التسويقى له و هذا بدوره يسهل عليه التواصل معهم ألكترونياً و أنتقاء من يناسب لشغل الدور الذى سيكلف به ليتمكن من القيام به دون الخوض فى مناقاشات و مجادلات لن تنتهى على أرض الواقع و هو لا يحبذ ذلك ..
بالفعل كانت فكرة صائبة من نضال فقد تأهبت حواس و حماس أحد المتابعين على الجروب و الذى تواصل مع عم جابر و طلب منه أن يرتب موعد مع نضال لمقابلته فرفض عم جابر و لكن ألح الشخص فطلب منه عم جابر أن يمهله غفوة من الوقت و قام بالأتصال بنضال و أخبره لكنه تعجب من جواب نضال فقد وافق على مقابلة سيد عصفورة فى مقهى عم جابر بعد أن شاهد سيد البوست الذى قام نضال بتشييره فى الجروب الذى يضم عدد ضخم من أهالى القرى الريفية فى مدينة الأسكندرية ..
قابل نضال سيد فى حضور عم جابر و كان واضحاً على سيد أنه لاهثاً وراء أى مصلحة تدر عليه أموالاً لذلك وقع فريسة سهلة و طلب من نضال أن يضعه على أول الطريق الذى تمطر فيه السماء بالوريقات النقدية .. شرح له نضال فكرة العمل بكيان الأخطبوط و أعطى له نبذة عن باقات الأشتراك فأختار سيد باقة الخمسة عشر ألاف جنيه و أن غداً سيكون المبلغ جاهزاً و سينتظر نضال على مقهى عم جابر ليأخذهم منه و يضمه لفريق العمل .. هنا أخبر نضال عم جابر أن أى مقابلات عمل كهذه و التى تخص أهالى منطقته ستكون على مقهى اللؤلؤة , كنوع من المجاملة لعم جابر و الدعم له من خلال تنشيط الحركة على المقهى و الذى بدوره سيؤدى للأقبال على المشروبات المتنوعة التى يقدمها المقهى ..
***********************
أكتفيت فريدة بتشيير البوست التحفيزى لها برفقة سيارتها على حسابها الخاص على فيس بوك و الذى أصبح يتابعه الألاف بعد أنتشار فيديو العايق على نطاق واسع مما أدى لتلقيها مئات الرسائل من راغبى الأستفسار عن حيثيات شركة الأخطبوط فضاق بها الوضع و بدأت تستشعر الأزمة أنها لم تملك من الوقت ما يكفى لتجيب على كل هذه الأستفسارات لكل هؤلاء السائلين .. أرشدتها ماسة أنه لا مفر من ظهورها لايف فى فيديو تشرح فيه ما يُشبع الفضول العام المحيط بالأعلان لتوفر وقت و مجهود كبيران ستستهلكهما فى الأجابة على كل هذه الرسائل لكن رفضت فريدة و مانعت فحاولت ماسة جاهدة أقناعها و ترفض فريدة حتى أتفقا بصعوبة فى نهاية المطاف على أن تسجل فريدة الفيديو أولاً ثم تقوم بمراجعته و منتجته ثم رفعه على صفحتها ليجيب على كل الأستفسارات التى طرحت عليها بخصوص تحقيق النجاح مثلها و حصد النقود الوفيرة من خلال عمل غير تقليدى و بدون قيود مدراء العمل المريرة و الذى يتحقق من خلال الألتحاق بفريق عمل الشركة ..
و خاضت ماسة حرباً أخرى مع فريدة لتقنعها برغبتها فى أنضمامها لفريق فريدة و مكاتفتها فيما تنوى عليه لكن فريدة رفضت و أخبرتها أنها لا تعقد نية الأستمرارية بالشركة و أنها تتخذها كمحطة و مرحلة معينة وستتجاوزها فلا تحبذ أن ترحل و تغرز صديقتها و تتخلى عنها مستقبلاً ..
أصرت ماسة و أخبرت فريدة أن لا تحاول أن تثنى عزمها عن ما قررت و أخبرت فريدة أنها ستكاتفها خطوة بخطوة و لن تتركها بمفردها كما فعلت سابقاً فى مجابهة العايق معها و أقرت بمواجهة المجهول سويا ً..
ما كان على فريدة سوى أن تنصاع لرغبة صديقتها الملحة و هى تعلم مدى نقاء معدنها و تأكدت من مدى العلاقة الوطيدة التى تربطهما ببعضهما و أضافت ماسة و قالت لفريدة أنها ستشترك فى باقة العشرون ألف جنيه و حسمت أختيارها للعرض الذى يشمل أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة لدرجة أنها خططت و أوضحت لفريدة لماذا مالت لهذا العرض و أخبرتها أنه قد أقترب عيد ميلاد أسلام و تنوى أن تهاديه بهاتف محمول موديل The Eye و تهادى والدها العقيد أحمد السويفى الهاتف الأخر .. و بالنسبة للشاشة فقررت لأن تعلقها فى غرفتها و تقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت ما تشاء ..
أبدت فريدة أعجابها بماسة لقدرتها على تحديد أهدافها و ترتيبهم فى رأسها ثم تضع خطة لتكون الألية التى تحقق بها ما خططت له ..
*************************
كانت الأعلانات الأستعراضية الممولة لمثلث القادة لها تأثير السحر للثلاثة فى أجتذاب شريحة عريضة من الناس ينتقون منهم من يجدون فيهم بذور النجاح لضمهم لفرقهم التسويقية كيفما دربهم مارك على الأستراتيجية التى يعملون بها ..
مما ساعد على تألق نجاح فكرة الأعلانات أنها برزت فى أرض خصبة للتنامى و ذلك يرجع لأن لكل من الثلاثة شريحة عريضة من الجمهور تختلف فى كنهها عن الأخرى و بالمناسبة هذا كان من شروط مستر سولى الغير مذكورة فى الأجتماع و التى وجدها قد توفرت فى هذه الشخصيات التى وقعت عليهم الأختيار .. مستر سولى كان يرغب و بشدة لسبب ظاهر أو خفى أن تتوغل منتجاته بين مختلف بيئات المجتمع و طوائفه !
زيارات سولى السابقة لمصر و التى كانت على فترات متقطعة كانت من أجل متابعة الأحوال و مراقبة الوضع و أصطفاء من هو جدير بالمهمة التى كان يخطط لها لكنه لم يقع على أختيارات مقنعة كما أن تجهيزات تأسيس الفرع الثامن فى مصر لم يحين دورها فى هذا التوقيت , عندما حان الوقت و بدأ مستر سولى برحلة البحث الدقيقة محدداً المواصفات المتطلبة فى الشخصيات التى يبحث عنها لتولى مسئولية أدارة مشروعه الجديد رتب له القدر لأن يتعثر فى فريدة و منها لنضال ثم كان لحازم نصيب معهم فوقع الأختيار على الثلاثة و التشبث بهم ..
نظرة مستر سولى كانت صائبة فيما يخص مهارات الثلاثة و قدرتهم على النجاح و هذه النظرة ليست مبنية على فراغ و لكن على أساس راسخ ناتج من خلاصة الخبرة المستمدة من تأسيس سبع فروع للشركة من قبل ..
فكرة نضال أيضاً كانت صائبة عندما شير البوست الأعلانى الخاص به على الجروب الذى يضم أهالى منطقته لأن الأعلان كان له الفضل فى لفت أنتباه عدد كبير من أهالى منطقته و المشتركون فى هذا الجروب لظهور نضال مرة أخرى و فى حال جيد بل و يعرض عليهم مفاتيح النجاح و الثراء !
أحقاقاً للحق كان لسيد عصفورة بعد أن وافق نضال لضمه للفريق الفضل الأكبر فى معرفة جميع أهالى القرية التى ينتمى لها نضال برواية الثراء السريع الذى يحققه الأنضمام لشركة الأخطبوط !!
سيد كان أنشط من مواقع التواصل الأجتماعى فى الوصول و التوغل بين الناس .. كان هذا مبرر قوى لدى نضال لقبول ضم سيد لفريقه لأنه سيسهل عليه مثل هذه الأمور فنضال مقتنع تماماً مثله كمثل عم جابر بأن مثال سيد تلجأ له عندما تريد أن تذيع خبراً فى القرية من أولها لأخرها فى وقت قصير .. فعليك أن تخبره به و تؤكد له أنه سراً و لك أن تخلد للراحة مطمئناً أن جميع ساكنى القرية
من الأنس و غير ذلك سيعلم بأمر الخبر !
كانت الفرصة كبيرة أمام نضال ليختار و ينتقى من العدد الضخم الذى تقدم راغباً فى معرفة تفاصيل الأنضمام و مزايا ذلك .. لقد تحول مقهى عم جابر و كأنه مقر أنتخابى من الأزدحام المستمر و الأستفسارات المتواصلة مما جعل عم جابر يلجأ لفتح مخزن قديم بالعقار و تم تنظيفه و تجهيزه لتخزين بضائع كمخزون يكفى لأحتياجات الأعداد الجديدة الوافدة على المقهى .. هناك من كان يطلب باقة العشرين ألف جنيه و ذلك لما تحققه من عائد مادى كبير و كان عددهم كبير لكن أغلبهم كان لديه ذات المشكلة و هى أن المبلغ غير جاهز كاملاً و يحتاجون مهلة من الوقت لتدبير باقى المبلغ و لكن المشكلة الحقيقية فى عامل الوقت .. لذلك يجب أن يجدوا حلاً سريعاً لكنهم يفشلوا فيرجع نضال لمارك ليستشيره فيخبره مارك أن فى ظروفهم و فى بيئتهم فالحل السهل لهم أن يبيعوا ما يكتنزوه من مشغولات ذهبية لأنهم سيدخلون بقيمتهم مشروع سيمكنهم من أمتلاك جرامات ذهبية أثقل بكثير مما كانت بحوزتهم فلا مانع
من التضحية بجزء منهم أو جميعهم من أجل تحقيق هدف أسمى ..
و عندما طبق نضال كلام مارك لاقى نجاحاً واضحاً فقد تمكن الكثير بعد أن أقتنعوا بكلام نضال من التصرف فى بعض المشغولات الذهبية التى يمتلكوها و دفع قيمتها النقدية للأبتياع من منتجات شركة الأخطبوط لأختيار ما يناسبهم من الباقات ثم يبدأون فى تطبيق نفس ما حدث معهم مع أناس أخرين و تدور العجلة و تتعثر ثم تدور مرة أخرى و هكذا أستمر الحال ..
بدأ وقت نضال ينشغل و يزدحم من كثرة التواصل على مواقع التواصل الأجتماعى و على أرض الواقع و لكن كانت النتائج تستحق المجهود و التعب لأن المقابل المادى كان دائماً مجزياً جداً ..
*************************************
ذهب حازم للمقر الرئيسى للجريدة الألكترونية التى يعمل بها ليحضر أجتماعاً عقده رئيس التحرير و بعد أنتهاء الأجتماع جلس مع زميله المقرب فى العمل زيزو ليشبع فضوله فيما يدور حول دعوته فى فيديو تم تسجيله على قناته للأنضمام لفريق التسويق الألكترونى لشركة الأخطبوط .. فأخبره بجميع التفاصيل فتحفز زيزو و أخبره أنه سيبتاع باقة العشرون ألف جنيهاً ليكون عضو أساسى و فعال فى فريقه , ثم لمح زيزو لحازم عن تطاير بعض الكلمات التى وصلت أليه تفيد بتضجر رئيس التحرير منه لعدم أهتمامه هذه الفترة بالجريدة و عدم تقديم موضوعات و أفكار جديدة و بينما كان زيزو يحذره أتصل رئيس التحرير بحازم و كان يبدو على صوته الضجر و هو يخاطبه هاتفياً و قد طلب منه أن يحضر فى مكتبه فوراً فأجابه حازم أنه سيلبى ..
دخل حازم مكتب الأستاذ عاطف المنزلاوى رئيس التحرير و قد ظهرت تجاعيد الغضب على وجهه , ألقى حازم عليه السلام لكن بدأ المنزلاوى فى توبيخ حازم و أتهامه بالتقصير فى عمله و أنه لا يقدم كل ما لديه للجريدة بل أخذت القناة التى يديرها أغلب وقته و أهتمامه مما يضع حازم فى مشاكل قد تؤدى لفصله من الجريدة و معاقبته لأشتباه جمعه وظيفة أخرى مع عمله , هنا طلب حازم من رئيس تحريره أن يسمح له بالحديث و أكد حازم أنه على دراية بالمحظورات التى يجب على الموظف تجنبها و أنه على علم بالمادة 151 من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية و المادة 81 لسنة 2016 لذلك فهو فى الأساس يحترم المنشأة الصحفية التى يعمل بها و لا يمارس أى عمل أخر داخل الجريدة و لا يزج بأسم الجريدة فيما يخص عمله خارجها فهو يحرص على أن لا يخالف القوانين أو اللوائح و أعتذر لرئيس التحرير عن أنشغاله الفترة السابقة و وعده أنه سيشغل جزئاً كبيراً من تركيزه الفترة المقبلة فيما يفيد عمله داخل الجريدة ..
أنصرف حازم من مكتب عاطف المنزلاوى ثم أنهى بعض الأعمال المتعلقة و غادر مقر الجريدة و كان منكباً على هاتفه للرد على الأستفسارات الألكترونية التى أنهالت عليه بسبب أنتشار الأعلان الممول الخاص به و الرغبة الملحة لدى شريحة كبيرة جداً من الناس لتحقيق الثراء السريع ..
ضمن الرسائل كان هناك ألحاح من أحد الأشخاص فى الأنضمام لفريق العمل لكنه طلب من حازم أن يجد له حلاً مادياً ليشترك فى أحدى الباقات و ينضم لفريقه التسويقى فطلب منه حازم أن يحكى له عن نفسه و أحواله و حياته و أثناء حديثه أمسك حازم بثغرة فى حديث الرجل عندما ذكر لحازم أنه أدخر أخيراً قيمة مبلغ العمرة التى وعد والديه بها هنا أستخدم حازم تعليمات مارك التى علمهم أياها و أستغل صراحة الرجل معه و أقنعه أن يتيح لأحد والديه السفر هذه السنة و باقى المبلغ يبتاع به الباقة التى ستمكنه فى المستقبل القريب من أن يسفر والديه الأثنان للحج و ليس فقط للعمرة و ما كان على الرجل ألا أن يقتنع ليقتنص الحلم الذى يراه سيتحقق من خلال الأنضمام للعمل فى شركة الأخطبوط !!
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أقنع حازم امرأة و هى سيدة أرملة تسعى لتجهيز شوار أبنتها و ما أن قبضت الجمعية التى أشتركت بها لشراء مستلزمات زفاف أبنتها حتى دفعتها عن أقتناع بعد أن غسل حازم مخها لشراء أجهزة كهاتف و شاشة موديل The Eye ليست بحاجة أليها لتنضم لفريق الثراء السريع و تتمكن من توفير النقود اللازمة التى تساعدها و تنتشلها من أعباء زواج أبنتها التى لا تنتهى ..
و كما لفريدة قانون و لنضال مبدأ فـ لحازم وجهة نظر
الا وهى : لا مانع من أن تطأ بعض الناس فى طريقك لهدفك ..
وضع حازم هدف الثروة أمام ناظريه و سعى للوصول اليه و تحقيقه دون أن يبالى أنه سيطأ بعض الناس فى طريقه لهدفه و يبدو أن ليس حازم فقط الذى يفعل ذلك فقد سبقه نضال و فعلها على غير عادته و يبدو أن العدوى ستصيب فريدة هى الأخرى ..
**********************
دهاء فريدة ساعدها على تطبيق خطوات ناجحة قد أكتسبتها من التدريبات التسويقية التى تقدمها شركة الأخطبوط و قد تعلمت سيستم العمل بسرعة و هذه الخطوات التى نفذتها فريدة حققت أجتذاب عدد هائل من راغبى الأنضمام لفريقها التسويقى و كانت رحاب فتاة الغزالة و متابعة جيدة لحساب فريدة على الفيس بوك أول من بادرت و أرسلت لفريدة تخبرها أنها معها فى فريقها التسويقى فرحبت فريدة بذلك و كان قدمها خير على فريدة فسرعان ما كونت فريدة هى الأخرى فريقها التسويقى و فريق قوى لأنهم أختاروا الباقات المرتفعة و هذا يعنى عائد مادى كبير و عمولة ضخمة لا سيما و أن فروع فريقها بدأت تترعرع و تتشعب و تكبر مما أشعل ظنونها فى أنها تورطت و قد غرزت قدمها فى اللعبة و لم تحسم قرارها و تغادر الشركة بعد ما كونت فريقها المبدئى المكون من ثمانى أشخاص و قد دربتهم ليصبحوا ثمانى قادة مسئولين عن أجتذاب أعضاء جدد و تدريبهم و من المفترض أن مهمتها بالنسبة لنفسها هكذا قد أنتهت ..
شعرت فريدة أنها تركت نفسها فريسة تسقط بين فكى الطمع .. لكنها بررت لنفسها أنها لا تأخذ هذه النقود الوفيرة من ألاف الدولارات و التى تحققها من العمولات الكبيرة التى تجنيها من موقعها فى كيان الأخطبوط و لكنها تستغل هذه النقود لتلبى بها متطلبات و تقضى ألتزامات من أقساط شقة جاسر و مصاريف دراسته و تدريباته الرياضية و علاج والدتها كما أن لها حق فى أن تجهز نفسها للزواج فالعمر يتقدم بها فلا مانع من وضع متطلباتها فى خطتها مما يجعل رأسها مرفوعاً أمام عريس المستقبل دون أن ينقصها شئ فالنقود تكون فى أغلب الأحيان .. سند و ظهر و أمان !
أذا لا مانع من مد المهلة لبعض الوقت لحين الأنتهاء من تحقيق كل الأهداف المادية ثم لعب ماتش الأعتزال و الأنفصال عن كيان الأخطبوط ..
هكذا أقنعت فريدة نفسها فى حوار ذاتى داخلى دار لمدة دقائق فى لحظات تأمل عميقة و تم العدول عن قرارها لكن بصفة مؤقتة و مدته لحين ميسرة ..
كانت الأمور تسير على ما يرام ألى أن جائت شكوى لفريدة من أحد قادة فريقها أن لديه أكثر من عضو لم يوفق فى جذب أعضاء جدد نظراً للظروف البائسة لراغبى الأنضمام معهم و عندما توغل هذا القائد فى حياتهم الشخصية أكتشف أن ليس معهم من المال ما يكفى حتى لشراء أصغر باقة و باتت حياتهم كحلقات سلسلة متشابكة من ديون و أقساط و ما شابه .. هنا ضربت فريدة على هذا الوتر و أخبرت القائد صاحب الشكوى أن الواضح من حديثه أن هؤلاء الأعضاء لديهم من يرغبون فى الأنضمام لكنهم لا يملكون أى نقود بل يملكون صبراً كبيراً للأنتظام فى أقساط و الألتزام بها .. أخبرته فريدة أن هناك مكاتب تقرض مبالغ مالية مقابل فوائد بسيطة على أجمالى المبلغ و تمضى المقترضون أيصالات أمانة بقيمتها .. أعرض عليهم الذهاب لهذه المكاتب و أقتراض مبلغ سيكون لهم فيما بعد طوق النجاة من غرقهم فى أقساطهم و ديونهم !!
وعدها القائد أنه سينفذ و يقدم لهم هذا الحل و أثنى عليها و طلبت منه أن يكون على تواصل أون لاين معها فوعدها أنه سيفعل ..
********************************
على جروب مثلث القادة كانت المحادثات الكتابية تتوالى من الثلاثة ما بين الفرحة العارمة التى أنتابتهم و لا يستطيعون أخفائها و النابعة من أرصدتهم فى البنوك التى تتزايد و جيوبهم و قد أكتظت بالنقود
فقد تحول وضعهم المادى حرفياً ..
و ما بين تأنيب الضمير و الأحساس بتحمل الوزر لما يرتكبوه من دفع الناس و الزج بهم فى التخلى عن جزء من أنسانيتهم فى بعض المواقف ليتمكنوا من الحصول على المبالغ التى تتيح لهم الألتحاق بكيان الأخطبوط و الأنضمام لفريق العمل لتحقيق أحلامهم ..
لقد أبدوا أستيائهم تجاه الأساليب التى يضطروا للجوء أليها فى أوقات كثيرة للحفاظ على أستقرار الفريق التسويقى و ضمان تغذيته و مراعاته حتى يتنامى و يُجنى ثماره المرجوة .. ذكر لهم حازم أن مارك يخبرهم عندما تنتابهم مثل هذه الطاقة السلبية التى تسيطر عليهم الأن أن يتذكروا أثر النجاح و الرفاهية التى يحققوها و يجب أن يحافظوا عليها و يعلموا أن مصدر رزق الشركة هو النفس البشرية و عندما يتطلب الأمر فيجب تفريغ الناس من بشريتهم و ذلك من خلال مخاطبة أطماع الناس و ليس عقولهم و هذا كفيل على أن يفتح أمامكم الكثير من الأبواب المغلقة !!
كلمات كان لها أثر بالغ فى أحتقان فريدة و نضال من مستر سولى و مارك و من أيدولوجية الشركة كلها !
**************************************
رغم النجاح المميز الذى حققه مثلث القادة بعد مرورهم بكم صعوبات جمة فى تأسيس فرقهم التسويقية و دعم فرقهم و متابعتها و محاولة مراعتها لتكبر أمام أعينهم و كأن بناء فريق تسويقى يبدو كنمو طفل صغير تدريجياً أثر المراعاة و الأهتمام الذى يحظى بهما ..
لكن بدأت بعض الزعزعة تتسلل لفرقهم التسويقية و تصيبها بالخلخلة بسبب فشل بعض الأعضاء من تحقيق ما عليهم من تكليفات و بائت محاولاتهم بالفشل فى أجتذاب أعضاء فعالين لفرقهم مما جعلها تنهار و شعروا أنهم تورطوا و أبتاعوا منتجات لم يكونوا فى حاجة أليها من الأساس كما أنهم يروا أن أمكانياتها أقل من قيمتها المادية و بدأوا فى نشر حالة من البلبلة بين صفوف الفريق و ضربت هذه العدوى فرق القادة الثلاثة و ما كان عليهم سوى أن يبلغوا مارك بتطور الأحداث ..
أستقبل مارك أنزعاجهم فى هدوء مدروس و هدأ من روعهم و هو يبدى أعجابه بحماسهم تجاه الحفاظ على ما تعبوا فى بنائه بمجهوداتهم و أخبرهم أنه سينشر صور من شيكات تسليم العمولات لبعض القادة على مستوى الفروع الثمانية للشركة و هى شيكات بقيمة مالية عالية مدمج بهذه الشيكات صور لأصحابها و المدة التى حققوا فيها قيمة هذه العمولات الضخمة كنوع من التحفيز و التأكيد و برهنة للمتخلخل و ثبات لعزيمة الناجح أن هناك نماذج حقيقية على أرض الواقع قد حولت الحلم لواقع ملموس و الخيال لحقيقة مرئية و علي مثلث القادة نشر صور هذه الشيكات على جميع أعضاء الفرق التسويقية لديهم ..
كما أخبرهم مارك أنه سيقوم بأيجار أحدى القاعات الفخمة فى الأسكندرية لأقامة مؤتمراً و سيتم تصميم الدعاية لذلك و نشرها بين أعضاء الفرق التسويقية , و على مثلث القادة الترويج لهذا المؤتمر الذى سيتم فيه دعوة القادة الناجحين على رأسهم مثلث القادة و الذين تمكنوا من فهم سيستم العمل بكيان الأخطبوط و قاموا بتطبيقه و تحقيق العمولات التى تبدو خيالية لكثير من الأعضاء و غير الأعضاء بفرق عمل الشركة .. هؤلاء القادة حضروا بأنفسهم ليروى كلاً منهم قصة نجاحه للحاضرين و يلخص لهم أهم نقاط تحقيق النجاح .. بعد أن تكسوا شعارات للشركة و منتجاتها جدران القاعة و التى سيتم تجهيزها لمثل هذا الحدث الذى سيتولى تنظيمه طاقم مختص بذلك من قبل الشركة و لتسهيل الدخول عن طريق الحجز مسبقاً و دفع قيمة دعوة المؤتمر عن طريق الأبلكيشنات المختصة بذلك ..
أخبرهم مارك أن هذا المؤتمر الذى سيتم عقده سيكون أنسب رد على خائرى العزم و فاقدى الهمة فأما أن يشحذهم مرة أخرى فيتحمسوا و ينخرطوا فى سيستم العمل و يصبحوا قادرين على العطاء و أما بترهم و فصلهم عن الفرق التسويقية حتى لا يتحولوا لسرطان يصيب باقى صفوف الفرق ..
****************************************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل السابع
7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى ....... [المزيد]
: - 1 -
لكل فعل رد فعل مساوى له في المقدار .. قانون نيوتن ..
لفريدة النحراوى رأى أخر .. قانون أخر .. ولد من رحم قانون نيوتن ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشي مع أحداث الحياة المعاصرة ..
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل .. قانون فريدة ..
***********
فريدة تتمتع بقسط وافر من الجمال , ناهيك عن الجمال الظاهرى فهى تمتلك أيضا قدراً وافراً من الجمال الداخلي .. جمال الروح .. هي خريجة كلية الفنون الجميلة وقد التحقت بها عن رغبتها لتفريغ طاقتها الأبداعية في هوايتها الأولي الرسم ..
تبدو كقطة سيامي جميلة ناعمة هادئة لكن من يحاول القرب منها فى سخف أو العبث معها يجد نفسه في نفس مأزق من تعرض لقطة بلدى شرسة عندما يعبث بأحد صغارها ..
الويل لمن يتجاوز الخط المرسوم له من فريدة ..
*********
المناخ الربيعى السكندرى يصبغ المكان بنسيمه هنا في أحد الأحياء الراقية في مدينة الأسكندرية , الشمس الساطعة و الهواء العليل يضرب أناف المارة كأنه يداعبهم بين الحين والأخر في شعور من الأنسجام مع رائحة الورود المختلطة به و التى تنبعث من جنينة الميدان الذى يتوسط الحى , هذا الميدان الذى تم ترميمه و أعادة أفتتاحه مرة أخرى فى عام 2019 بعد أن تغير شكله كما تغيرت معالم أماكن عديدة فى مدينة الأسكندرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى حديثا ,
تم تجهيز الميدان ليتحول لمركز تجارى مصغر
ينعش الحركة الأقتصادية في هذا الحى ..
فى وسط الميدان رقعة خضراء دائرية تتوسط الرقعة شجرة راسخة عتيقة تلقي بظلالها علي الرقعة الخضراء المحاطة بشجيرات صغيرة تم غرسها وقد زينتها الورود بألوانها الزاهية , قليل من المقاعد الخشبية المتناثرة في الجنينة بالشكل الذى يخدم التصميم الجمالي لها ..
مع الأخذ في الأعتبار عند تحديث الميدان بناء محال تجارية متجاورة بشكل ملتف حول الجنينة وعلي مسافة قريبة منها فتضفي طابع أوروبى علي المكان , تتميز هذه المحال أن مساحتها جيدة وتصلح لجميع الأغراض كما أن تواجدهم في نفس الدائرة مع أختلاف النشاط الذى يسلكه كل محل يجعل من الميدان بؤرة أقتصادية تجذب وتستوعب أحتياجات الوافدين المتنوعة ..
من أكثر المحال تميزا في الميدان ذاك المحل الذى يخطف الأنظار لروعة تصميم الواجهة الخاصة به و الديكورات المنفذة بحرفية في الطريق الممهد للدخول لهذا المحل صاحب أسم - وشم و رسم -
داخل المحل بعد خطف نظرة ماسحة للمكان بدرجة 360 يشعر العميل و كأنه في عالم أفتراضي من فرط روعة الرسومات الـ 3D التى تكسو جدران المحل من الداخل , هناك في أحد زوايا المحل تقف ماسة السويفى , شابة في الخامسة والعشرين من عمرها على قدر متوسط من الجمال لكنها تتمتع بجاذبية أنثوية يصعب تحديد مصدرها هل جاذبيتها ترجع لكونها رقيقة أم لبراءة ملامحها أم لخفة ظلها من المحتمل لعدة صفات تنفرد بها ماسة غير كونها
من أسرة ميسورة الحال و أبنة رجل ذا سلطة و نفوذ ..
كانت ماسة واقفة أمام طلبية جديدة من الأحبار , أحبار الرسم فوق الجلد و أحبار الوشم تفصلهم وتنقلهم لترتب كلا منهم في مكانه ..
ماسة خريجة فنون جميلة مولعة بالرسم والأبداع وتحويل كل ما هو قبيح الى شئ رائع على سياق المثل الشعبى - تعمل من الفسيخ شربات - لذلك قررت أن تمارس هوايتها وتطبق ولو مخزونا قليلا مما تعلمت في الكلية من خلال هذا المشروع الصغير الذى قررت أن تنفذه هي و صديقتها الأنتيم
محل – وشم و رسم –
لتنفيذ أحدث أشكال التاتو ( الوشم ) بألوانه لتحويل الندوب الجلدية ألي رسومات مذهلة تخفي معالم الندوب المخيفة , بعد أن أكتسبت هذه المهارة هى و أنتيمتها فى أحد أستديوهات تعليم الوشم ..
كما يوفر المحل خدمة الرسم و الكتابة فوق الجلد ناهيك عن أوبشن الرسم علي الجدران لتزيينها برسومات 3D و خلافه بأسعار مغرية غير أتقان مهارة رسم لوحات فنية لأشخاص أو غير ذلك حسب طلب العملاء ..
***********
نزلت فريدة من العقار الذى تقطن به هناك في أحد أحياء مدينة الأسكندرية و الذى لا ينتمي للأحياء من الطراز الراقي ولا من الطراز الشعبي لكنه يتماشي مع الطبقة البرجوازية ..
كانت تتحرك فى سرعة راغبة الوصول لمكتب الصحة و هو ليس ببعيد عن منزلها , لتلقي الجرعة الثانية من لقاح كورونا و هى تأمل أن تنهى ذلك في وقت قصير لتتمكن من الذهاب بعدها لمباشرة عملها في مشروعها المتواضع ..
في طريقها لمقصدها لم تسلم فريدة من مضايقات و معاكسات تواجهها بصفة مستمرة في حياتها اليومية نظراَ للهيب الأنوثة الذى يتدفق منها رغم أنها ملتزمة بالحجاب ونمط ثيابها يتفق ويتماشي مع الحجاب لكنها دوما جاذبة للأنظار لأن مفاتن جسدها تفرض نفسها ,
كعارضات الأزياء هن اللاتى ينجمن الثياب وليس العكس , هى أعتادت مثل هذه المهاترات وتعلمت فن التعامل معها فتتجاهل تارة و ترد علي أحدهم لفظيا تارة أخرى و أحيانا ينمو الموقف فيصل لطرقعة كف يدها علي وجه أحد المتحرشين و ذات مرة تطور الموقف لأن تبصق في وجه أحدهم لفظاظة التحرش اللفظى معها !
كلاً منهم كان يأخذ نصيبه على قدر مضايقته لفريدة , لم يؤرق فكرها ويعكر صفو مزاجها من المتحرشين و يزعجها غير طارق العايق ..
و التى بائت كل محاولاتها لصده عنها بالفشل , هذا الشاب الذى يكبرها
ب خمس سنوات , عمره ثلاثون عاما و يسكن في نفس الحى وبالقرب من البناية التى تعيش فيها فريدة , يدعى أنه أنيق و شيك و يتباهى دائما و يتحاكى عن أسعار قطع ثيابه باهظة الثمن و التى تتميز بالذوق الأوفر الغير محبب لعامة الناس , قد يكون محقا فى أن ثيابه باهظة الثمن فهو لا يبخل على نفسه فى هذا الدرب لكن ثيابه تتسم بالشعبية والفوضوية هكذا يراها الأغلبية لفظاظة رسوماتها و غرابة ألوانها !
أطلق عليه مجموعة من المحيطين به لقب العايق كنوع من التنمر لكنه لم ينتبه لذلك فنرجسيته جعلته يقتنع باللقب و يصدقه و أعتمده كوصف يليق به !
لا يكف أطلاقا عن مضايقة فريدة و قد تعرض لها سابقا مرارا لا حصر لها حتى وصلت درجات صبرها معه لأخرها
وها قد قررت أن تطبق معه قانون فريدة ..
- لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل -
*********
وصلت فريدة لمقصدها , ها هو مكتب الصحة الذى ستتلقي فيه جرعة لقاح استرازينيكا يظهر عن قرب وكأنه منفذ لتوزيع اللحوم مجانا علي المواطنين , يتكدس عدد كبير من المواطنين أمام مكتب الصحة وذلك بعدما أكتظت ساحة الأنتظار الداخلية و أزدحمت عن أخرها بالوافدين لتلقي جرعات الوقاية مما أدى لتكويم الباقيين بالخارج ..
تسللت فريدة خلال الحشد في محاولة لحجز رقم مع أحد المتطوعين من الوافدين لتلقى اللقاح و الذى تولى مهمة تسجيل الأسماء بأرقام و ذلك لتحفظ دورها , عندما حصلت على الرقم الخاص بها أيقنت أنه لا مفر من الأتصال بصديقتها و شريكتها و أخبارها أنها من المؤكد ستتأخر عن الموعد الذى أبلغتها به بالأمس ..
- فريدة : الوووووو
- ماسة : أيه يا بطل .. أتلقحتى ؟
كانت جملة ماسة مدمجة بضحكة ماكرة في روح من الدعابة
- فريدة : أظبطي يا بت مش كفاية الكلاب الضالة اللي مبيبطلوش نبح عليا , شكل الشغل كدة مريح عندك ؟
- ماسة : مفيش غير عميلة واحدة دخلت ترسم فراشة علي قفاها وكان نفسى أضرب الفراشة بعد ما خلصتها - ماسة فى الواقع تمقت الفراشات - بس ضبط النفس بقي زى ما علمتينى علشان أكل العيش ..
- فريدة : مفيش فايدة فيكى .. أخبار الكاميرات أيه ؟
- ماسة : شغالين تمام اللى جوة واللي على الواجهة و بتسجل متقلقيش , جربتها و جاهزة لتصوير قانون فريدة عملياً ..
بس أنتي متأكدة أن الكلب الضال بتاعك دة جاى المحل النهاردة ؟!
- فريدة : قصدك المسعور مش الضال , طارق العايق عدى خطوط و حدود معايا لازم يحاسب عليها اللي باقى من عمره !
أرسل لى بالأمس رسالة علي الواتس من رقم جديد غير ارقامه التى تتصدر و تملأ قائمة البلاك ليست يخبرني فيها بعد مغازلة جنسية كتابية أنه يرغب في رسم تاتو من ايدى في المحل و أختار اليوم الأحد لأنه يدرك انه من أكثر الأيام التى يقل فيها ضغط الشغل ظناً من العملاء أن المحل أجازة يوم الأحد !!
قد عزمت على أن لا أندهش بقدرته على معرفة معظم تفاصيل حياتى بهذه الدقة !!!
- ماسة : على العموم أنا جهزت كل اللى طلبتيه , فلنفعلها !
- فريدة : تقريبا بينادوا على رقمى , أقفلي .. سلام .. سلام ..
**************
الغضب .. الطمع .. الشهوة ..
أذا لم يتوفر بداخل كل بشرى ديمر التحكم في هذه الغرائز كديمر الأضاءة فقد سلم نفسه للهلاك ..
هناك العديد من الذكور المصابون بالأستمناء الفكرى هذا الصنف تسيطر على تفكيره شهوته العارمة وبدورها تؤثر علي أفعاله تجاه المجتمع , طارق العايق خير مثال أو لدقة التعبير هو شر مثال لهذا الصنف من الذكور , فهو لا يبتلع فكرة وجود أناث عفيفات كلهن فى نظره غانيات ولكل واحدة منهن درجة مقاومة تفقدها عندما يرغب هو في ذلك !
العايق كان لديه تلف بالغ فى زر الديمر الخاص بالتحكم فى الشهوة , كان العايق يستعد في غرفته بصحبة شرذمة من أصدقاءه من نفس المذهب الفكرى وكأنه عريس فى ليلة عرسه , كان يتباهى أمامهم بثقة مجهول مصدرها أن لديه المقدرة بالأيقاع بفريدة و التمكن منها , كان يدندن علي أيقاع أغنية - الليلة يا سمرا - فتهمس شفتاه بكلمات
الليلة .. الليلة يا فريدة العنيدة ..
نفث سحابة كثيفة من دخان الحشيش ثم فعلها مرات و مرات و كأنه يلتهم سيجارة الحشيش من بين أصابعه و نظر فى ساعته وشرد لبرهة بنظرة حالمة تسبح في سموات الخيال و قال .. الأن ..
***************
أخيرا بعد قضاء ساعتان من الزمن فى مكتب الصحة تلقت فريدة الجرعة الثانية من لقاح كورونا و هرولت مسرعة من المكان ممسكة بشهادة تلقى اللقاح بعد ختمها و كأنها نالت شهادة التخرج و ظنت أن لا تعود أدراجها لهذا المكان مرة أخرى , لم تفطن بعد الى أنه بعد مرور ستة أشهر من تلقى الجرعة الثانية هناك جرعة ثالثة تنشيطية من لقاح كورونا ستتلقاها ..
أتخذت فريدة أول توكتوك مر من أمامها الذى قام بدوره و نقلها فى غضون ربع ساعة ألى الميدان ..
دخلت فريدة الميدان وهى ترمقه بنظرات صارمة تتفقد هدوء المكان و سكون الوضع تراقب حركة المارة فى شرود حتى أنتبهت لصوت صديقتها ماسة : فريدة .. تعالى ..
ما أن أقتربت منها فريدة حتى أمسكت ماسة بيدها و شدتها برفق للداخل , تجاذبت ماسة أطراف الحديث مع شريكتها وهى تعرض لها ما تم فى طلبية الأحبار و قد فرزتها و سكنتها و ....
فريدة : نسكاااااافيه ..
أومأت ماسة برأسها مبتسمة : اوكيييه ..
قامت فريدة بفتح قائمة تشغيل الأغانى علي موبايلها و الممتلئة بموسيقى عربية و أجنبية و قليل من الأغانى المنوعة .. ثوان معدودات و كانت موسيقى رائعة للموسيقار الموهوب عمر خيرت ترن فى أرجاء المكان , باكو من الشيكولاتة الدارك تم أخراجه من شنطة فريدة و فتحه ليستقر علي منضدة على شكل جذع شجرة و تم وضعه فى أنتظار فنجانين النسكافيه ..
لحظات من الأنسجام و الأنغماس فى الموسيقي و التفاعل معها بحركات رقيقة جميلة مع الأستمتاع بأحد مصادر السعادة لديهما وهى الشيكولاتة الدارك مع النسكافيه و قد أطلقتا على هذا الثنائى
( النسكافيه و الشيكولاتة الدارك ) لقب الأفيونة ..
لم يعكر صفو هذا المناخ الأبداعى غير أقتحام طارق العايق المكان و الذى لم يتكبد عناء طرق الباب فدخل حتى أستقرت قدماه فى مواجهة
منضدة جذع الشجرة ..
فى ذات اللحظة تبدلت موسيقى عمر خيرت الرومانسية
لموسيقى بيتهوفن الحماسية ( سمفونية الحرب العالمية الثانية ) تلقائيا !!
نظرات متبادلة بين الثلاثة أنكسرت بأنسحاب ماسة بعد أن رمقته فى أشمئزاز ثم توجهت لمراقبة الكاميرا و أعدادها للتسجيل صوت وصورة و أخلاء المساحة لفريدة و طارق لسهولة التنفيس عن تفكيره الشهوانى
كجزء من خطتها مع فريدة ..
- فريدة و قد هبت واقفة وهى تخاطب العايق :
أتفضل طلبات حضرتك أيه ؟
- طارق ينظر متفحصاً ثيابه ثم يعيد النظر لفريدة قائلاً فى سماجة :
الطقم الجديد عامل شغل جامد باينه !
- فريدة :
واضح أن حضرتك أخطأت العنوان ممكن
تتفضل برة لو سمحت ؟
- طارق : بالعكس أنا في المكان الصح و مع موزة صح الصح .. وجاى علشان عايزك تكتبيلى علي جبينى بحبك بخط أيدك الملبن دى ..
وفي أقل من الثانية كان يمسك بأحدى يديه راحة يدها ويجذبها تجاهه و يضع يده الأخرى علي خصرها فأنتفضت فريدة فى وقت أستغرق نانو ثانية
و أنتزعت يدها و سحبت زجاجة أسبراى كانت بجوارها - عن قصد - ورشت منها فى وجهه فسقط على الأرض مغشياً عليه ..
تحركت ماسة من أمام الشاشة الموصلة بالكاميرا بعد أن ضمنت تسجيل ما حدث صوت وصورة ثم توجهت فى تؤدة الى حيث كان طارق مرتميا على الأرض ..
شرعت فريدة في أخراج حبل من مكان ما بالمحل و قد تم تخزينه لحين أستخدامه و قد كان , كانت تتحرك فى ثبات وهدوء هى و ماسة و كأنهما تستعدان لرسم لوحة فنية جديدة .. أحساس بالنشوة أنتاب فريدة وهى تعد أدواتها الخاصة بالرسم و الوشم .. أحساس بالتشويق و الرغبة متدفق من قبل ماسة فى أتمام ما تنوى عليه فريدة ..
جردته فريدة بوحشية من ملابسه العلوية فخلعت عنه التيشيرت الخوخى البطيخى العنابى - فخفخينا الألوان التى يهواها - و الذى كان يرتديه و ألقته على وجهه وهو ملقى على ظهره أرضا ثم جرته هى و ماسة لخارج المحل جراً حتى أستقر به الحال عند الشجرة الراسخة العتيقة التى تتوسط الجنينة فى وسط الميدان ..
فى هذه اللحظة بدأ جذب أنتباه المتواجدون داخل الميدان يحدث تدريجيا تجاه هذا المشهد دون تعليق أو مشاركة , فقط يتابعون بدهشة في صمت لأستيعاب الموقف , أصحاب المحال المجاورة و الذين يعرفون فريدة و ماسة بدأوا يبزغون واحدا تلو الأخر مهرولين الى الشجرة يسألون فريدة فى نبرة صوت تغلفها شهامة المصريين :
ما الأمر .. هل هو حرامى ؟؟ ماذا سرق بن الــ.....
ردت ماسة فى ثبات : ليس بحرامى بل هو أسوأ .. أنه متحرش و حاول مرارا و تكرارا الأعتداء على فريدة ..
نزلت الكلمات ثقيلة على أذانهم و هم يتابعون الفتاتان فى محاولتهن لأيقاف طارق و أسناده لتتمكنا من تكبيله فى الشجرة , هموا فى مساعدتهن لكن فريدة رفضت تدخل أى شخص للمساعدة و منعت العديد من الشباب و الرجال من الأعتداء على العايق
بجملة صارمة .. دة يخصنى لوحدى ..
و تمكنت منه هى و ماسة و نجحتا فى تقييده بالشجرة و ذلك لنحافة جسمه و توسط طول قامته و مازال العايق غارقا في حالة الأغماء أثر بخ البنج فى وجهه , لقد أحكمت فريدة ما تقوم به بمساعدة ماسة و تم تضفير تيشيرت طارق بما يسهل وضع هذه الضفيرة علي فمه و لفها حول الشجرة وعقدها بما يتيح تثبيت رأس طارق و ألتصاق مؤخرة رأسه بالشجرة حتى لا تتدلى على صدره و تتمكن فريدة
من تنفيذ ما عزمت عليه ..
بعدها أنسلت فريدة داخل المحل تتبعها ماسة لأحضار المنضدة الخشبية الصغيرة - جذع الشجرة - و معدات الوشم والرسم , سرعان ما كان كل شئ جاهزا للأستخدام بالخارج , تم توصيل جهاز الوشم بالطاقة .. بجانب الجهاز كانت توجد أبرة الرسم فوق الجلد وهى عبارة عن ما يشبه قلم معدنى فى اخره توجد قطعة معدنية أشبه بقمع صغير يتم ملأه بالحبر المراد الرسم به فوق الجلد , هذا الحبر يمنح الرسمة عمر زمنى لها لا يزيد عن حوالى عشرة أيام و تكون أزالتها من على طبقة الجلد سهلة , أنما ابرة الوشم متصلة بالجهاز الموصل بالطاقة و بأمكانها أن تحفر الرسمة أو الكلمة تحت الجلد بشكل يمنحها عمر زمنى مدى الحياة يصعب جدا مسحها أو أزالتها و أن تمت المحاولة فهذا يتسبب بعدها فى تشوه و ندوب جلدية تظهر بعد أخفاء الوشم المراد أزالته ..
و قفت فريدة لبرهة تنظر للمنضدة ثم تحول ناظريها لطارق .. ثوان معدودة مرت عليها أسترجعت فيها فريدة مدى القبح والعطن الذى شعرت به تجاه طارق العايق بسبب تحرشه اللفظى و الغير لفظى مرارا لا حصر لها دون أستجابة منه لمحاولاتها فى صده و أرجاعه عما كان يفعل , فى هذه اللحظات أيقنت فريدة أن درجات صبرها قد بلغت أخرها حقا فتدفق أفراز هرمون الأدرينالين بداخلها و كان السبب وراء ظهور ضبابية قاتمة فى تعابير وجهها ..
أنتبهت فريدة لأصوات المتجمهرين وقد بدأت صيحاتهم تتعالى وهم يتابعون المشهد من خلال شاشات موبايلاتهم و التى كانت مثبتة بأيديهم تجاه طارق المكبل بعد أن عزموا على تسجيل اللحظات الراهنة تأهبا لمفاجأة ستحدث لا يعرفونها لكنهم يتوقعون
فيتزايد شغفهم للتصوير ..
خيط رفيع بداخل فريدة كان يفصل بين الجموح والتعقل وهى تنظر للمنضدة لأستخدام المعدات الموجودة أعلاها لكنها حسمت الموقف فى حزم و عن أقتناع و قررت تطبيق قانونها فى الحياة و جنحت للجموح !!
بالفعل سحبت فريدة أبرة الوشم من على المنضدة و التى تصدر رنينا يوحى لسامعه أنه فى عيادة طبيب أسنان لتلبى رغبة طارق الذى طلب منها أن تكتب على جبينه .. ستلبى رغبته و لكن على طريقتها الخاصة ..
مر الوقت سريعا و قد فعلتها فريدة وسط ذهول الحاضرين و الذين سيطرت عليهم سلطة العادة - المتأصلة فى المصريين - أن يشاركوا الموقف من خلال تصوير ما يحدث لتوثيقه ورفعه على
شبكة التواصل الأجتماعى وتداوله فيما بينهم ..
لقد أنتهت فريدة أخيرا .. فريدة دقت وشم على جبين طارق
باللون الأحمر .. لقد وصمت طارق وصمة ستلازمه أينما ذهب ..
لقد وشمت على جبهته جملة :
- أنا متحرش حقير -
سيعود طارق من غيبوبته المؤقتة لكنه سيستغرق بعض الوقت ليستوعب ما هو فيه و سيحتاج الكثير من الوقت ليصدق ما حدث معه ..
أنهت فريدة ما عزمت عليه بنجاح دون الأكتراث للتجمهر الضخم الذى تكون حول الشجرة الراسخة , لملمت معداتها هى و ماسة و توجهت فى هدوء داخل المحل و كأنها كانت تعزف مقطوعة موسيقية أو كانت ترقص سلو مع صديقتها .. دخلت تاركة طارق مقيدا علي الشجرة يلقي مصيره دون الأهتمام بما يصير له بعد ذلك ..
كان يوماً مرهقا حقا لفريدة من أول تلقى اللقاح صباحا حتى اللحظة التى نفذت فيها قانونها مع طارق العايق .. كان هذا كافيا لها اليوم ..
أغلقت فريدة بمساعدة ماسة المحل و أنصرفتا من الميدان و داعبت ماسة فريدة وهى تقول لها : بقي يحط أيده تعلمى عليه كدة يا مفترية .. أمال لو أغتصبك كنتى عملتى فيه أيه ؟؟
جاوبتها فريدة بضحكة عالية : و غلاوتك كنت قصيت رمز رجولته بالمقص و فى الشارع !!
و خبطت على كف ماسة بطرقة مع تبادل الضحكات ثم
ودعت كل منهما الأخرى بقبلات حارة كعادة البنات عند الأتصال و عند الأنفصال تقدمن وصلة أحضان وقبلات و كأنهما فى المطار و أذا التقيا بعد خمس دقائق تكررا نفس الوصلة وهذا يرجع الى أنها عادة مشتركة بين البنات و أغلب العادات تموت بصعوبة !
بعد ملحمة القبلات و الأحضان أنصرفت كل واحدة منهما لمقصدها ..
و ما أن وصلت فريدة لمنزلها حتى دخلت علي والدتها الحاجة سهام و التى كانت تجلس على الركنة فى غرفة الليفنج تشاهد التلفاز فألقت عليها السلام و قبلتها ثم دخلت غرفتها و أرتمت فى عرض السرير و غطت فى سبات عميق ...
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الأول
- 1 -
لكل فعل رد فعل مساوى له في المقدار .. قانون نيوتن ..
لفريدة النحراوى رأى أخر .. قانون أخر .. ولد من رحم قانون نيوتن ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشي مع أحداث الحياة المعاصرة ..
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل .. قانون فريدة ..
***********
فريدة تتمتع بقسط وافر من الجمال , ناهيك عن الجمال الظاهرى فهى تمتلك أيضا قدراً وافراً من الجمال الداخلي .. جمال الروح .. هي خريجة كلية الفنون الجميلة وقد التحقت بها عن رغبتها لتفريغ طاقتها الأبداعية في هوايتها الأولي الرسم ..
تبدو كقطة سيامي جميلة ناعمة هادئة لكن من يحاول القرب منها فى سخف أو العبث معها يجد نفسه في نفس مأزق من تعرض لقطة بلدى شرسة عندما يعبث بأحد صغارها ..
الويل لمن يتجاوز الخط المرسوم له من فريدة ..
*********
المناخ الربيعى السكندرى يصبغ المكان بنسيمه هنا في أحد الأحياء الراقية في مدينة الأسكندرية , الشمس الساطعة و الهواء العليل يضرب أناف المارة كأنه يداعبهم بين الحين والأخر في شعور من الأنسجام مع رائحة الورود المختلطة به و التى تنبعث من جنينة الميدان الذى يتوسط ....... [المزيد]
: - 3 -
مازن يتسم بالأنسانية فى زمن أصبحت فيه الأنسانية صفة لدى البعض وليست طبيعة و غريزة كما كان معهود سابقا !
كان يمر فى طريق العودة لمنزله عائدا من عمله و لمح طفلا صغيرا يبلغ حوالى عشر سنوات جالسا على الرصيف و قد شبك يديه متكئا بهما على ركبتيه فيسند عليهما رأسه و قد أنهكه التعب و بجانبه خشبة طولية مثبت بأعلاها خشبة أخرى عرضية و برزت من الخشبتين مسامير معلق عليها أكياس من حلوى غزل البنات و أخرى من حلوى الفريسكا .. كان طفل أخر يجول بكرتونة يبيع فيها المناديل و الكمامات توقف أمام الطفل بائع الحلوى و الذى غلبه النوم و قد لمعت عيناه و عض على شفتيه ناظرا للحلوى و هو يتوق لها و لا يجرؤ
على شرائها ثم هم بالأنصراف .. هنا تدخل مازن و أشار لطفل الكمامات و أمسك بيديه و عاد به لطفل الحلوى و وغزه برفق فأيقظه و أبتاع منه كيس غزل البنات و كيس فريسكا ثم أعطاهما لطفل الكمامات فأرتسمت فرحة على وجه الطفلين كانت كفيلة بأن تشحن مازن بطاقة أيجابية لها الفضل فى أن جعلت أحساسا بالسعادة تتدفق بداخل مازن ..
كان مازن يقص على صديقه حازم هذا الموقف و هما جالسان فى شقة صغيرة فى واحدة من المناطق الشعبية بمحافظة القاهرة , هذه الشقة تخص حازم و هى شقة والديه و قد نشأ فيها و بعد وفاة والديه بسنوات تزوج حازم و غادر الشقة ليقيم فى شقة أكبر و أفضل فأتخذها حازم بؤرة تجمعه مع أصدقائه و فضلوا التموقع فيها عندما كانوا يرغبون فى السهر و الترفيه عن أنفسهم ..
مازن كان يحكى متأثرا بمواقف مر بها شخصيا مرارا تشبه ما حدث , فذات مرة كان أبنه يرغب فى لعبة ما و يلح عليها و كان مازن يعجز عن توفيرها له غير أصناف من الحلوى المستوردة المتداولة بين الأطفال و كان يلحظ فى عينى ولده نظرة تشوق لها فيعد أبنه أن يوما ما سيوفرها له و كان مازن بالفعل عندما يستطع ينفذ , كان يمر أحيانا بأوقات يعجز فيها عن تلبية طلبات و رغبات أبنه كحال الكثير من الناس فى الفترة الراهنة لضيق الحال و صعوبة المعيشة التى تضيق يوما فيوما .. مازن يحكى وهو يدرك أن حازم يدرك أنه يحكى له على سبيل الفضفضة و لن يقبل منه أى مساعدات مالية تحت أى ظرف ..
كذلك حازم يدرك أن مازن يدرك أنه لا يبتلع فكرة أن يكون فى دور الدائن و لا دور المدين لأحد .. و عليه فصداقتهما مستمرة و توصف بأنها علاقة ناجحة لأنها قائمة على التفاهم و الشفافية ..
مازن يهوى التصوير و عندما ألتحق بوظيفة فى هايبر كبير كان المسئول عن تصوير المنتجات و البضائع بحرفية تسويقية و يرفعها على الويب سايت الخاص بالهايبر و طلب أن تكون بحوزته الكاميرا و مضى لهم بما يفيد أنها فى عهدته ، كان يستخدمها أحيانا فى حياته الشخصية لتوثيق بعض اللحظات كمشهد نظرة طفل الكمامات للحلوى فكانت روايته أوقع مع حازم و هو يعرض عليه الصورة ..
حازم كان معجبا بتألق مازن فى التصوير و يصفه دائما بالموهوب خاصة و أن حازم يعمل مراسل صحفى لدى أحدى الجرائد الألكترونية و مر عليه العديد من المصورين فى مجال عمله ..
سعيد صديقهما الثالث وهو يتمتع بحس ساخر و يمتلك روح الدعابة كما أنه يمتلك محلا ذا مساحة لا بأس بها فى مكان على درجة من الرقى يقع على مسافة ليست ببعيدة عن شقة حازم التى يتجمعون فيها , يختلف نشاط المحل عن نشاط أى محل أخر بالقرب منه أو حتى بعيد عنه .. سعيد كان يبيع فى المحل لحوم طيور و لحوم حيوانات غير شائع تداولها لبهظ ثمنها و لأنه كان يتميز فى نشاطه فكان له زبونه الخاص الذى يبحث عنه و يذهب لمحله ويبتاع منه ما يريد أو يطلبه من خلال صفحة الفيس بوك الخاصة بدعاية المحل ..
سعيد كان يبيع لحم النعام فيصل سعر الكيلو منه لحوالى 300 جنيه و كيلو لحم الغزال كان يبيعه بـ 680 جنيه و كان يبيع أيضا كبدة النعام و كبدة الغزلان و عكاوى نعام كما أنه كان يبيع عبوات زيت نعام و بيض النعام
فيصل سعر الواحدة 150 جنيه !!
أما جوزيف فهو صديقهما الرابع و ينادونه دائما بـ جو ( بتعطيش الجيم ) , بدأت صداقة الأربعة منذ عشر أعوام منذ أن كان عمرهم يتراوح من أصغرهم جو و كان أربع وعشرون عاما الى أكبرهم حازم و كان عمره حينذاك سبع و عشرون عاما ..
جو صاحب محل فواكه مميز أيضا .. فهو يبيع أصناف متنوعة من الفاكهة تقريبا كل الأصناف على حسب مواسمها بالأضافة ألى أنه يخصص ركنا فى المحل محاطا بالزجاج السيكوريت يعرض فيه أنواع من الفاكهة النادرة غير المتداولة مثل الموز الأحمر و الدوريان و المانجوستين و أصناف أخرى مثيلة و غير شائعة , و لهم زبونهم الخاص و فى أغلب الأحيان كانت زبائن سعيد تزور هذا الركن من الفواكه النادرة و يبتاعونها من جوزيف بتنويه من سعيد .. كما كان له زبائن من صفحة الفيس الخاصة بمحله يطلبون أوردرات أون لاين من هذه الأنواع المميزة من الفواكه و كان هو الأخر يطلب منهم أن يقوموا بزيارة لمحل سعيد لأنهم سيجدون هناك ما يناسبهم و ما تشتهى له أنفسهم ..
أجرى سعيد محادثة هاتفية بحازم قبل أن يذهب للشقة ليتأكد أنه هناك و سمع فى المحادثة صوت مازن يخاطب أحدا فأخبره حازم أن مازن يتحدث مع جو فى الهاتف و يذكره ببعض الطلبات من مأكولات و مشروبات و مسليات لزوم السهر و هنا سعيد سأل حازم مؤكدا عليه هل أبتاع ما يكفى من مخدر الحشيش فطمأنه حازم و طلب منه أن لا يتأخر عن موعد المبارة و كانت مباراة لفريق الأهلى المصرى مع أحدى الفرق الأفريقية فى دورى أبطال أفريقيا , و أخبره أن
بعد مشاهدة المباراة سوف يتناولون العشاء ..
كان جو يقف عند محمصة مزاج الخير المواجهة لشقة حازم يبتاع دفتر ورق البفرة و السودانى واللب فقابله سعيد و صعدا معا الدرج حتى وصلا للشقة و قرع سعيد الباب مصدرا صوت أيقاع شرقى و كأن الصوت
خارج من طبلة بلدى ..
فتح له حازم مسرعا قبل أن يستفز غضب الجيران أكثر من ذلك , صافحهم حازم و دخلا و تعانق الجميع و جلسوا أمام التلفاز متموقعين كلا
فى مكانه المفضل الذى أعتاده ..
بدأ حازم فى تجاذب أطراف الحديث فرحب بهم كالعادة و سألهم عن أحوالهم فكانت الأجابة منذ شهور دائما تبدأ بالحمد الله و يأتى بعدها كالعادة أيضا حديث مفعم بالبئوس فقد غدت الحياة قاسية بسبب الضغوط المتنامية و سوء الأحوال المعيشية الناتجة من هبوط الأقتصاد العالمى مما أثر على ركود الأقتصاد المصرى و أدى الى ركوب أسعار السلع لصاروخ الزيادة !!
تعاتب الجميع فى حوار طويل كان فيه وابل من اللوم لكلمات من طراز
- بنتكلم و بس .. مبنعملش حاجة .. كلام سطل -
هنا أخرج حازم قرش الحشيش لترطيب جو الحوار و ألقاه فى طبق حديدى صغير فضى اللون مخصص لهذه الأمور و أخرج جو علبة السجائر و دفتر البفرة و شرع سعيد فى لف سجائر الحشيش و وزعها عليهم عدا مازن و الذى أعتاد أن يشاركهم فى واحدة فقط و ذلك لسببين ..
الأول أنه لا يدمن الحشيش و يشربه بشراهة يوميا مثلهم ..
و الثانى لأن عند أضافة ثمن قطعة الحشيش على ثمن تكاليف العشاء و تقسيم الناتج على الأربعة سيكون نصيب الواحد مبلغا ليس بهين قد تزلزل قيمته الميزانية المالية لمازن و لذلك فهو يفضل أن يشاركهم قيمة نصيب الفرد فى العشاء و يدفع ثمن سيجارة حشيش واحدة يدخنها معهم فى تجمعهم , فهو لا يدخن الحشيش سوى فى تجمعه معهم فقط فيساهم بسيجارة واحدة عكسهم تماما فهم يقضون ساعات طويلة يدخنون فيها مخدر الحشيش ..
كانوا يقومون بذلك على فترات متقاربة منذ أن نشأت صداقتهم من عشر أعوام حتى هذا اليوم فى منتصف شهر فبراير من عام 2021 و الذى كان يبدو
أنه سيكون يوما مختلفا لهم ..
ملأت حلقات الدخان الغرفة التى يجلسون فيها و أخذت فى التصاعد مكونة سحب بيضاء كثيفة ملبدة بالحشيش .. غلبت عليهم حالة من الأسترخاء و شعروا أن وزنهم أصبح أثقل .. بدا هذا واضحا من طريقة ثناء سعيد على حازم و هو يقول له و قد أصبحت عيناه حمراوتان و نصف مغلقة :
أصلى .. أصلى يا كرف ..
لقد ضربهم المخدر بقوة و لكنهم مازالوا قادرين على أدارة حالتهم الجسدية و تسبب فى شعورهم بمزاج جيد بشكل مصطنع و بالطبع الحشيش لم يغير نفسيتهم المأزومة و يبدلها و لكنه كان قادرا على أن يبدل حدة النقاش فعاد الحوار مرة أخرى و لكن بشكل أهدأ و بال رائق ..
أستمر الحديث فى نفس الموضوع و قد تناقشوا سابقا مرارا و تكرارا عن مشروعات عديدة يمكن أن يقوموا بها سويا و ينفذوا مشروع مشترك يجمهم لتحسين دخلهم لمواكبة سرطان الزيادة الذى توغل فى كل السلع
و المنتجات و أصابها بشكل مرعب !
لكن كل المشروعات فى نظرهم كانت تنبئ بالفشل لذلك لم يجرئوا على الخوض فى أى واحدا حتى هذا اليوم عدا مشروعا واحدا كان متحمس له الأربعة و متحفزين أن يكون طوق نجاة لمصدر دخل كبير و سهل و سريع .. لقد قرروا سابقا فى أكثر من مرة ألتقوا فيها فى شقة حازم أن يقوموا بأنشاء حساب على التيك توك أو فتح قناة على اليوتيوب و يسجلوا فيديوهات ليعرضوها فتجتذب مشاهدات و لايكات بالألاف و عليه تجنى لهم أموالا كثيرة كما هو شائع بين الناس فى هذا العصر و كانت العقبة فى كل مرة هى أختيار محتوى مميز لتقديمه عبر القناة أو الحساب فكانت تتحول طموحاتهم فى كل تجمع
لحلم ليلة كيف !!
كان حازم شاردا و أصدقائه يتناقشون فى نفس الموضوع و يعيدون نفس الكلمات فجأة قاطعهم و قد لمعت عيناه الشاردتان الحمراوتان و قال لهم فى همة :
وجــدتها !
رد عليه سعيد ساخرا : هى مين اللى وجدها يا حاج نيوتن ؟!
نفسك فى تفاحة أجبهالك من عند جو ؟!
أجابه حازم و قد بدا على طبقة صوته الجدية : لا عايز بيضة نعامة من عندك ..
ضحك الجميع عدا حازم ضحكات عالية و ظنوا أن حازم يهرتل من تأثير الأفراط فى تعاطى الحشيش .. صمت حازم حتى أنتهى الجميع من الضحك و عاود طلبه فى أصرار و قد صار صوته ذا طبقة أمرة موجها كلامه لسعيد الذى عقد حاجبيه فى أندهاش و قد قرر تلبية رغبة حازم فأجرى محادثة هاتفية بعسلية و هو صبى يعمل لديه فى المحل و طلب منه أن يحضر بيضة نعامة و أخبره بالعنوان !
ثم وجه حازم كلامه لمازن بنفس طبقة الصوت الأمرة و طلب منه أن يجهز الكاميرا التى بحوزته و أعدادها لتسجيل فيديو قصير .. نفس تعابير الدهشة التى أرتسمت على وجه سعيد قد أكتست وجه مازن وهو
يومأ برأسه لحازم بما يفيد الموافقة ..
بدأت مباراة النادى الأهلى و بدأ ينخرط الأربعة فى المتابعة بما فيهم مازن و الذى يشجع فريق نادى الزمالك و لكنه كان يدعمهم فى بطولتهم و أندمجوا فى المباراة لحين وصول عسلية و معه البيضة المطلوبة ..
عندما وصل عسلية كانت المباراة فى دقائقها الأخيرة و كان الأهلى قد حسم نتيجة المباراة بثلاثة أهداف نظيفة فى شباك فريق المريخ السودانى و كعادته أذاق جمهوره لذة الفوز ..
فتح حازم لعسلية و أخذ منه ما يحمله فى حرص و فى لهفة و عرض على عسلية الدخول لكنه أعتذر و القى عليهم السلام و أستأذن ليعود أدراجه للمحل مرة أخرى ..
دخل حازم أمام نظرات الثلاثة و هم يتفحصوه .. بدأ حازم فى أخراج البيضة من العلبة الكرتون و هو منبهر من حجمها و رفعها فى وجه أصدقائه و قال لهم و هو يدرك الأجابة : حد فيكم أكل أومليت بيض نعام قبل كدة ؟!
فجائت ضحكاتهم و كانت خير أجابة تفيد النفى ..
ثم أدار حازم وجهه لسعيد و سأله فى تنمر :
و لا أنت يا برنس الطيور و اللحوم ؟!
فأجاب سعيد بنبرة تنمر أيضا : أحبوش .. البيض أحبوش .. منتا عارف .. اللى عايز أعرفه دلوقت تمن البيضة دى عند مين يا قلب البرنس ؟!
هنا أنفجر الجميع فى الضحك و أجمعوا على رغبتهم
فى أجابة حازم على سؤال سعيد ..
أجاب حازم فى دهاء : حجم البيضة و تواجد طاسة كبيرة بالفيديو سيثير فضول المشاهدين و دة هيدفعهم أنهم يفتحوا الفيديو و يكتشفوا اللى فيه و لما يلاقوه حقيقيى زى ما هو كان ظاهر ليهم و مختلف هينبهروا لأنه حاجة جديدة .. نادر لما هيكون بين المتفرجين شخص أعتزم ما ننوى عليه و عليه هيشيروا الفيديو و ينتشر و يجيب مشاهدات كتير و دة هيدخلنا فلوس كتير .. أحنا هنجرب نجح الموضوع هنعمل فيديوهات تانية بنفس النمط تكون مختلفة و مميزة .. فشل الموضوع نبقى كسبنا عشوة مختلفة و على الأقل هنكون بدأنا مش زى كل مرة و يبقى كسبنا شرف المحاولة ..
أستطرد حازم و قد لاحظ بوادر الأقتناع على وجوههم : شوفوا اللى يريحكم عايزين نبقى شركاء و نضيف سعر البيضة على الجمعية بتاعت النهاردة و اللى يدخلنا من الفيديو نقسمه علينا تمام .. عايزنها تبقى عزومة و انا أتحمل تمن البيضة برضه تمام .. عنيا ليكم بس لو نجحت التجربة هكمل لوحدى بعد كدة و مش هوافق أن حد يدخل معايا .. فكروا و قرروا و بلغونى ..
حازم ذكى و موهوب فى أقناع من يريد بما يريده ..
وافق الثلاثة على الترابط كما أعتادوا المشاركة بينهم فى أغلب أمورهم و سلموا لرغبة حازم و كانوا مقتنعين أن يقدم حازم الفيديو و الفيديوهات القادمة أذا نجحوا و ذلك لتوفر المؤهلات المناسبة به فلديه حضور و كاريزما غير قدرته على طرح الموضوعات كما أنه يتمتع بقسطا من الوسامة .. و أتفق معهم حازم أنهم سيقومون بمساعدته كلا منهم على حسب الدور المحدد له ..
كان مازن مستعدا بالكاميرا و أعد حازم المطبخ ليكون مهيئا للتنفيذ و التصوير بمساعدة جو و سعيد و عندما أصبح كل شئ جاهزا وقف حازم أمام الكاميرا و قد أحكم الأمساك بالبيضة الضخمة و كان يذكر فوائد بيض النعام و هو يسيح السمنة فى الطاسة الكبيرة ثم خبط البيضة خبطة بمعلقة خشب فشقتها لنصفين و مكنتها من تفريغ محتوياتها لتملأ الطاسة عن أخرها فى مشهد مثير .. و بعد الأنتهاء من تسجيل الفيديو طلب حازم من سعيد و جو أن يقوموا بأنشاء قناة على أبلكيشن اليوتيوب و أنهاء أجراءات ذلك ثم رفع الفيديو عليها و تحميله أيضا على مواقع التواصل الأجتماعى الأخرى و الجروبات لسرعة تداوله و ذلك بمساعدة مازن حاليا ثم تفرغ مازن فيما بعد للتصوير أن نجح الأمر و سوف يتابع وقتها سعيد و جو رفع الفيديوهات و متابعة التفاعل معها و تولى أمر الأدارة المالية للقناة ..
******************
فى وقت مبكر من الصباح كان يجلس نضال مع عم جابر فى مقهى اللؤلؤة الأثنان كانا يستيقظان مبكرا و كان الموعد المناسب لنضال عندما كان يرغب فى الخروج و الأنخراط فى القرية و ذلك من خلال الجلوس فى مقهى اللؤلؤة بصحبة عم جابر فى هذا الوقت حيث يكون المقهى رائقا من زحام الزبائن فيجتمع به و يتحدث معه بين الحين و الأخر ..
فى هذه المرة أتصل عم جابر بنضال و أخبره أنه يرغب فى الجلوس معه ليسأله عن ما حدث بالفيلا من سماع أصوات غريبة يوم المشكلة و يناقشه في ما حدث بقسم الشرطة , و عندما لبى نضال رغبته و ذهب للمقهى شرح لعم جابر ما حدث مع أسر فأنزعج عم جابر لما سمع و سأله بعدها عن نوع العلاقة التى تربطه بفريدة و التى تجعلها تزج بنفسها فى مأزقه و تتدخل لمساعدته , بالطبع أنكر نضال وجود أى علاقة و بدا صدق كلامه منطقيا لعم جابر لأنه أخبره أنه أيضا يرغب فى أن يعرف من هى فريدة و لماذا ساعدته ..
عم جابر أخبر نضال بأنه يعرف عن فريدة بعض المعلومات فتيقظت حواس نضال وهو يطلب من عم جابر أن ينيره بها .. أخبره عم جابر بما فعلته فريدة في من يدعى بالعايق و كيف أنتقمت منه و هذبته فأرتسمت علامات الأعجاب على وجه نضال لما فعلته فريدة و سأل عم جابر عن مصدر المعلومات فجاوبه عم جابر و قال له أن سيد عصفورة أخبره بكل ذلك من خلال محمود بلدياته أمين الشرطة و الذى ساعده فى فعلته تجاه نضال ..
سأله نضال عن ما أذا كان هناك المزيد من المعلومات التى نقلها له عصفورة بخصوص فريدة فأضاف عم جابر أن سيد أخبره أيضا أن فريدة صارت مشهورة بسبب فيديو الوشم فقد أصبح الفيديو منتشرا على مواقع التواصل الأجتماعى و متداولا بشكل واسع بين رواده ..
كانت معلومات لا بأس بها بالنسبة لنضال لكنه مازال جاهلا سبب مساعدة فريدة له و عليه فقد أخبر عم جابر أنه قرر على غير المألوف أن يهتم بالأمر و عزم نضال على الأتصال بالرقم المكتوب فى الكارت الذى منحته أياه فريدة !
****************
أجرى سعيد أتصال هاتفى بجوزيف كان يخبره فيه بنجاح ما قاموا به و يبشره بأنتشار فيديو بيضة النعامة على نطاق واسع و كان جو يستقبل منه وهو على علم بذلك لأنه كان يتابع أيضا فى شغف مدى تأثير الفيديو و عدد المشاهدات التى حصدها الفيديو و قد حقق رقما من المشاهدات غير متوقع ..
طلب سعيد من جو أن يقوم بالأتصال بحازم و أبلاغه بالأحداث و معرفة الخطوة التالية ثم معاودة الأتصال به , و بالفعل قام جو بالأتصال بحازم و أجرى معه محادثة هاتفية ..
جوزيف فى تفاؤل : الووووو
حازم : أزيك يا جو .. أيه الأخبار ؟
جو : مبروووك يا زومة .. فعلناها .. و سعيد بيقولك يا زومة الحالة مش هتكون تانى مأزومة ..
حازم مفعما بالأمل : الفيديو جاب فيوهات كتير ؟
جو متقمصا صوت شمس الزناتى : بتعرف تعد لحد كام ؟
جاب حوالى خمس الاف يا صاحبى .. مبروووك لينا .. اللى جاى أيه ؟
حازم بعد أن تبطن صوته بالأمل : الفيديو اللى فات أتعشينا بالبيضة .. يبقى بديهى كدة الفيديو اللى جاى نحلى بقى .. ولا أيه ؟
جو فى توتر : يا خوفى .. كدة بديهى بقى الفيديو التالت يبقى فى الحمام !!
حازم مقهقها : لا متقلقش .. بص بقى أحنا نصرف شوية علشان نستمر .. يعنى عايز كام حبة فاكهة من ركن النوادر بتاعك دة نطلعهم فى فيديو و نعرف المشاهدين عليهم و مش بس كدة لا و نقشرهم أدام الكاميرا و ناكلهم و أشرح طعمهم و فوائدهم و الناس تعرف معلومات جديدة
و أحنا كمان هناكل و نجرب حاجة جديدة ..
جو : فكرة حلوة بس عندى فكرة أحلى و متفهمنيش غلط خلينا نفكر
بشكل عملى .. دلوقت أنا هحسب تمن الفاكهة دى زى ما بطلعها كأنها طالعة لزبون .. نفس الفاكهة دى بتتباع فى الهايبر عند مازن بس بسعر أقل لأن الهايبر بيجيب كميات كبيرة فبياخد بسعر جملة أقل , غير أن مازن ليه هناك خصم موظفين حوالى 10% , أحنا أولى بفرق السعر دة و لا أيه ؟
حازم متحمسا: أقنعتنى يا بن الـ أيه .. أقفل هكلمه و أظبط معاه و هروحله أجيب الحاجة و نتقابل فى الشقة بليل النهاردة .. أكد على سعيد و انا هبلغ مازن ..
و بالفعل أتصل حازم هاتفيا بمازن و أخبره بحيثيات محادثته مع جو فرحب مازن بمجئ حازم و أكد له أنه سيكون فى أنتظاره عندما يصل ..
كان مازن يقف داخل الهايبر بالتحديد عند الخزينة و كانت بالقرب من باب المدخل الزجاجى فألتقى بحازم فى يسر عندما وصل و قدمه لـ أمين الخزينة بعد أن طلب منه مازن أن يطبع الفاتورة بأسمه عندما يأتى حازم ليحاسبه حتى يتمكن من الحصول على الخصم فطمأنه أمين الخزينة و بعدها ذهب حازم بصحبة مازن للمكان المخصص للفاكهة النادرة و كان موقعه قريب من الخزينة و أعتذر مازن لحازم لأنه يتحتم عليه أن يعود ليستكمل عمله فشكره حازم و أنصرف مازن و بدأ حازم رحلة التمعن و الأختيار للفاكهة , لكنه كان يلاحظ تواجد امرأة عجوز كانت تتبعه منذ أن دخل الهايبر و تلاحقه بنظراتها و كانت نظرات غريبة و قد عجز عن تفسيرها و لحسم حيرته قرر أن يقترب منها و سألها فى رفق :
أى خدمة يا أمى ؟
فدمعت عيناها و قالت له : متأسفة يا ابنى .. أصلك شبه ابنى المتوفى كثيرا .. و لما شفتك حسيت انى شيفاه قدامى .. حتى كلمة أمى لما نطقتها أراحت قلبى كثيرا .. سامحنى يا ابنى ..
حازم قد تأثر لكلامها فأقترب منها و قبل رأسها و قال لها :
دى سنة الحياة يا أمى .. ربنا يبارك فى عمرك ..
فتهاوت دمعة أخرى من عيناها ثم أتجهت فى خطوات ناحية الباب الزجاجى دون أن تلتفت له فناداها بصوت عالى يا أمى يا أمى ..
وقفت أمام الباب الزجاجى ثم أستدارت له و لوحت له بيديها مودعة .. فودعها حازم بصوت عالى ليجبرها و قال : مع السلامة يا أمى ..
ثم عاد حازم لما عزم عليه و أندمج فى أختيار حبات الفاكهة المميزة و الخاطفة للأنظار و التى يرى أنها ستكون مناسبة لغرضه ثم توجه للخزينة ليدفع ثمن أحتياجاته فأخبره أمين الخزينة أن حسابه بعد الخصم 685 جنيه و حساب والدته بعد الخصم 1870 جنيه !!
فقال له حازم فى أنزعاج : عفوا .. والدة مين و حساب أيه مش واخد بالى !!
أمين الخزينة فى صرامة : والدتك .. اللى قولتلها من شوية مع السلامة يا أمى .. بلغتنى و قالتلى أبنى هيحاسبك .. هو فى مشكلة يا أستاذ حازم ؟
فى هذه اللحظة دارات الدنيا و لفت بحازم فلو أنكر أنها والدته و أنها نصابة ستحدث مشاكل و سيتسبب فى أزعاج بالمكان على ما يتم أكتشاف صحة الواقعة و فى النهاية سيتحمل حتما دفع المبلغ بعد أن يكون تسبب فى أحراج لمازن فى مكان عمله.. لقد أيقن حازم أن لا مفر من دفع المبلغ و مغادرة الهايبر !
أخرج حازم الكريدت كارد الخاص به لأن ليس لديه من النقود ما يكفى للحساب ثم غادر المكان وهو يلعن المرأة العجوز و يتمتم بـ النصابة الشمطاء !
و عاد للشقة موقع تجمعهم و قد وضع أشيائه جانبا ثم أخرج علبة سجائره و أفرغ محتوياتها على منضدة الصالون المدهب فتبعثرت قطعة من الحشيش و عددا من السجائر و دفتر البفرة و شرع فى لف هذه السجائر مرة أخرى بعد أن أفرغ تبغها و أخذ يبدر عليها الحشيش بعد أن قام بتسخينه ثم طحنه بأنامله و قد حوله لبودر بنى اللون .. كان يفعل ذلك و ذهنه شاردا فيما حدث له , كان يلوم نفسه كيف يقع فى فخ نصب فى هذا العمر !
ما أن أنتهى حتى أشعل واحدة و نفث سحابة كثيفة من الدخان و أخذ يكرر ذلك حتى قطع مازن خلوته بأتصاله الهاتفى ..
مازن : فينك يا حازم ؟ و أيه حكاية أمك ؟!
حازم قد ضربه المخدر و ظن أن مازن يوبخه بوالدته فأجاب فى ضجر :
مالك يا مازن ؟؟ عامة أنا فى الشقة ..
مازن قد أدرك أن بال حازم غير رائق فقال له : أنا جايلك .. هعدى على سعيد و جو و هنجيلك دلوقت ..
عندما وصل الثلاثة و دخلوا على حازم بعد أن فتحوا بالنسخة الأحتياطية للمفتاح و التى يحتفظ بها مازن و قد أضاع كلا من سعيد و جو نسختيهما , وجدوا حازم و قد غلبه النعاس و كان جالسا على أريكة الصالون و أمامه المنضدة تفضح ما قام به حازم قبل أن يصلوا ..
أيقظه مازن و تموقع سعيد و جو فى مكانهما و هما يقذفاه فى دعابة بكلمات لوم لأنه سبقهم و تعاطى الحشيش و لم ينتظرهما ..
سأله مازن مرة أخرى عن ما حدث فى الهايبر و لكن قبل أن يجيب حازم حدث أن سعيد لم يتمالك نفسه و على دون رغبة منه وجد نفسه يسأل حازم :
1870 ليه يا حازم أشتريت أيه ؟ و بعدين مش الحاجة أتوفيت من سنين برضه ؟ و لا جت تعمل شوبينج للمقابر كلها و رجعت لهم تانى ؟؟
رمقه حازم فى صرامة ثم ضحك ضحكاً مريعا فأنفجر الجميع فى الضحك و أخبرهم حازم أنه لابد و أن يكون الفيديو الثالث له نصيب مما حدث ..
كما أخبرهم أنه لا يرغب فى الكلام الأن في ما حدث , و بدأ التجهيز لفيديو غرائب الفواكه .. أعد مازن الكاميرا و رتب حازم المكان و قد وضع أمامه ثلاثة أنواع من الفواكه الفريدة و التى تظهر على شاشة الكاميرا فى صورة رائعة و بدأ تسجيل الفيديو فسحب أول نوع و كان الموز الأحمر بشكله الجذاب و شرع حازم فى أعطاء نبذه عن فوائده ( بعد أن أمده جو بتفاصيل و معلومات كافية حول هذه الأنواع من الفواكه بحكم عمله )
أخذ حازم يستعرض بأسلوبه الذى حاز على قبول المشاهدين فى فيديو البيضة فأشار ألى موطن الموز الأحمر و هو دولة الهند كما أنه ينتشر فى
جنوب شرق أسيا و بدأ فى تقشير الموزة و تذوقها وهو يتلذذ بطعمها أمام الكاميرا فيخبر عن مذاقها و هو ميكس بين نكهتى الموز و التوت !!
ثم تناول حازم نوعا أخر من الفواكه و كان المانجوستين و ذكر للمشاهدين أن ملكة هولندا كانت تزرعها فى حديقة قصرها و كانت ترسلها كهدايا لملوك و أمراء أوروبا بسبب كثرة فوائدها و لكن موطنها الأصلى تايلاند و قام بتقشيرها فكانت مفاجأة فهى تشبه من الداخل منظر فصوص الثوم !!
أما مذاقها فهو ميكس بين نكهة الفراولة و نكهة المشمش !!
ثم تناول حازم أخر صنف من الفواكه التى يستعرضها و كان الدوريان و هو ملقب بملك الفواكه !
رغم رائحته الكريهة و التى ملأت أرجاء الشقة فضحك الأربعة من فظاظة الرائحة و كان ضحكهم بمثابة مشاركة فى الفيديو تأكد كلام حازم عن رائحته , فموطن هذه الفاكهة فى جنوب أسيا و يصفونه سكان جنوب أسيا
بأن له رائحة جهنم و طعم الجنة !!
و برغم رائحته الكريهة فله مذاق حلو لا يوصف .. هكذا شرح حازم فى الفيديو و هو يتذوق الدوريان و أشار ألى أنه متوفر بكثرة
فى ماليزيا و أندونيسيا و الفلبين ..
ثم أنهى حازم الفيديو بالجمل الشائعة لليوتيوبرز من تذكيرهم للمشاهدين بالضغط على زر المتابعة و اللايك .. ثم التنويه لأنتظار الفيديو القادم ..
**************
داخل شقة أبراهيم النحراوى كان الوضع متوترا للغاية لا سيما فى غرفة الليفنج حيث كانت تجلس الحاجة سهام فى مكانها المفضل على الركنة و أمامها كانت تجلس أبنتها فريدة ..
كانت الحاجة سهام غاضبة و أخذت توبخ فريدة ثم تلومها و ترجع مرة أخرى تنفعل عليها و بدا عليها القلق جليا فى كل أنفعالاتها و كانت فريدة تقدر ذلك فتحاول تهدئتها و تعتذر لها و تخبرها أنها فضلت أن تحجم عنها ما كانت تنوى فعله مع طارق لأنها كانت بالطبع سترفض و تقلق عليها , فبررت لها أنها لذلك قامت بتنفيذ ما خططت له فى سرية و طمأنتها أنها كانت تتوخى الحذر و تحسب جيدا لخطواتها ..
رن جرس الباب بعدها فتح جاسر بالمفتاح و دخل على غرفة الليفنج فألقى السلام على والدته و أخته و رمى على كرسى مطرفا شنطة رياضية كانت معلقة على كتفه و كاد أن يجلس فصرخت فيه و الدته و طلبت منه
أن يذهب ليغسل يديه أولا ..
بدأ الوضع المضطرب يستقر تدريجيا بعد أن طمأنت فريدة و الدتها و هدئت من روعها و وعدتها أنها لن تتهور مرة أخرى ثم قبلتها و عانقتها فدخل عليهما جاسر بعد أن غسل يديه و هو يعاكسهم :
يا سيدى .. على معاملة التريند يا سيدى ..
جاسر شاب رياضى يغوى رياضة كمال الأجسام و هو أصغر من فريدة
فعمره 17 عام و يتدرب فى جيم جيد المستوى و على علاقة طيبة بعدد من الرياضيين المشتركين فى الجيم الذى يتدرب فيه ..
فريدة تعتبر المسئولة عن مصاريف والدتها و أخيها الأصغر فبجانب معاش والدها ملزمة بتوفير مبلغا أخر من المال فهى تتحمل أعباء مصاريف المنزل و مصاريف دراسة جاسر و قد رفضت فى حزم أن يبحث عن عمل ليساعدها وطلبت منه أن يهتم بدراسته و يركز فى رياضته و هى متكفلة بكل الأمور , و تعامله كأنهما صديقين مما جعله يفاجئهم أنه مدعو غدا على عيد ميلاد فى فيلا صديقه الذى يتمرن معه فى الجيم و فريدة أيضا مدعوة على عيد الميلاد معه .. فألتفتت له فريدة و قد عقدت حاجبيها فأخبرها جاسر قبل أن يخرج السؤال من بين شفتيها و قال لها أن ياسمين أخت أسر صديقه و صاحب عيد الميلاد قد أكدت على أن أخبرك أن تحضرى عيد الميلاد .. هى تتذكرك جيدا عندما كنتى بصحبتى فى حضور حفل خطوبتها منذ فترة قريبة ..
الحاجة سهام أمرأة بيتوتية جدا لكنها حفزت فريدة على أن تذهب مع أخيها فمنها تغير جو و أيضا لتكون صمام أمان لـ جاسر ..
و بالفعل وافقت فريدة فهى تشعر أنها حقا تحتاج لتجديد مودها و شحن طاقتها مرة أخرى ..
********************
كان المناخ الريفى يخيم بهدوئه فى محيط مقهى اللؤلؤة و فيلا كمال القناوى ..
داخل الفيلا كان المشهد خاويا فارغا يوحى بالرهبة لعدم توافر الحركة , كان الباب الخشبى الضخم الذى فى أخر الممر مفتوحا .. نضال كان يعتلى الصخرة المدرجة و كأنه ملكا مستقرا على كرسيه فى أحدى يديه يمسك هاتفه و فى اليد الأخرى يحمل الكارت الذى أعطته له فريدة .. رعد كان مسترخيا أمام الصخرة ..
فعلها نضال بعد تردد و أتصل بالرقم المسجل على الكارت : السلام عليكم ..
ردت فريدة فى جدية : و عليكم السلام .. مين معايا ..
نضال فى أقتضاب : أنا نضال .. حضرتك ا/ فريدة ؟؟
فريدة فى شئ من المرونة : أه .. فريدة من غير أستاذة .. أنا خريجة فنون جميلة مش تربية .. اخبارك أيه يا كابتن ؟
نضال : الحمد الله .. ممكن أعرف حضرتك مين بالظبط ؟ و ليه ساعدينى فى قسم الشرطة قبل ما حتى تعرفى الموضوع ؟؟
تنهدت فريدة ثم قالت فى هدوء : عندك مانع يا كابتن تشرفنى فى المحل و تشرب معايا القهوة و نتكلم ؟؟ الكلام فى الموبايل مش هينفع ..
لم يمانع نضال بالعكس وافق و طلب منها تحديد موعد و أتفقا على موعدا يناسبهما ..
*****************
بعد أن أنهى نضال محادثته الهاتفية مع فريدة شرد قليلا و هو يحاول تخمين عن ماهية العلاقة التى تربط فريدة به وهو على يقين أنه لم يلتقى بها قبل لقائهما فى قسم الشرطة و بينما كان سابحا فى سموات التأمل .. رن هاتفه فأنتبه نضال و أمسك به و قد أندهش للأتصال فقد كان المتصل هو أسر !
رد نضال : السلام عليكم .. أزيك يا بطل ؟
أسر : و عليكم السلام .. أنا الحمد الله يا ابو الكباتن .. أخبارك أيه ؟؟
نضال و بدأ يشعر بالراحة النفسية تجاه أسر من نبرة صوته :
الحمد الله أنا فى نعم .. و يارب أسمع عنك دايما أنك بخير ..
و ياريت متكونش لسة زعلان منى ..
رد أسر فى شئ من الخجل : ياريت حضرتك اللى متزعلش من أسلوبى معاك يومها يا كابتن أنا مكنتش فى حالتى الطبيعية .. بس علشان مبقاش زعلان خالص منك يا كابتن ليا عندك طلب و مش هينفع تكسفنى ..
رد نضال بعد أن تبددت الراحة النفسية التى شعر بها منذ قليل : خير يا أسر ؟؟
أسر : أنا عيد ميلادى بكرة يا كابتن و بفرح لما بيكون حواليا الناس اللى بحبهم و بطمن وسطهم و حضرتك واحد من الناس الغالية عليا يا كابتن و هكون مبسوط لو جيت و حضرت عيد ميلادى .. ممكن ؟؟
نضال : تسلم يا أسر .. بس أنا مليش فى جو أعياد الميلاد .. دة غير أن أنا معرفش حد خالص فى الحفلة .. معلش يا أسر حاول تعفينى ..
قاطعه أسر و قال له : أنت صاحب مكان يا كابتن .. و بابا رجل أعمال بيحب الرياضة و بيدعمها و عازم رياضيين كتير أكيد هيكون فيهم كباتن يعرفوك يا كابتن و أنا كمان هبقى معاك .. علشان خاطرى يا كابتن .. طب و غلاوة رعد عندك ..
ضحك نضال ضحكات متكلفة .. فأخبره أسر أنه سيرسل له اللوكيشن
على الواتس اب و أكد عليه أنه سينتظر مجيئه ..
****************
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الثالث
- 3 -
مازن يتسم بالأنسانية فى زمن أصبحت فيه الأنسانية صفة لدى البعض وليست طبيعة و غريزة كما كان معهود سابقا !
كان يمر فى طريق العودة لمنزله عائدا من عمله و لمح طفلا صغيرا يبلغ حوالى عشر سنوات جالسا على الرصيف و قد شبك يديه متكئا بهما على ركبتيه فيسند عليهما رأسه و قد أنهكه التعب و بجانبه خشبة طولية مثبت بأعلاها خشبة أخرى عرضية و برزت من الخشبتين مسامير معلق عليها أكياس من حلوى غزل البنات و أخرى من حلوى الفريسكا .. كان طفل أخر يجول بكرتونة يبيع فيها المناديل و الكمامات توقف أمام الطفل بائع الحلوى و الذى غلبه النوم و قد لمعت عيناه و عض على شفتيه ناظرا للحلوى و هو يتوق لها و لا يجرؤ
على شرائها ثم هم بالأنصراف .. هنا تدخل مازن و أشار لطفل الكمامات و أمسك بيديه و عاد به لطفل الحلوى و وغزه برفق فأيقظه و أبتاع منه كيس غزل البنات و كيس فريسكا ثم أعطاهما لطفل الكمامات فأرتسمت فرحة على وجه الطفلين كانت كفيلة بأن تشحن مازن بطاقة أيجابية لها الفضل فى أن جعلت أحساسا بالسعادة تتدفق بداخل مازن ..
كان مازن يقص على صديقه حازم هذا الموقف و هما جالسان فى شقة صغيرة ....... [المزيد]
: أول مرة أشوف جيش يحارب المدنيين مش يواجه العسكر... ويستهدف عن عمد المستشفيات والمدارس والمنازل بدل الثكنات العسكرية!!!
دة بيثبت أنهم قوم تم تفريغهم من إنسانيتهم وامتلائهم بالخوف والغشم والغل...
فعلا لم يخطئ من جعل سبة أنت (ص ه ي ونى) أقبح سبة ممكن توجيهها لشخص قد خرج عن المألوف. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الصمت العربي
أول مرة أشوف جيش يحارب المدنيين مش يواجه العسكر... ويستهدف عن عمد المستشفيات والمدارس والمنازل بدل الثكنات العسكرية!!!
دة بيثبت أنهم قوم تم تفريغهم من إنسانيتهم وامتلائهم بالخوف والغشم والغل...
فعلا لم يخطئ من جعل سبة أنت (ص ه ي ونى) أقبح سبة ممكن توجيهها لشخص قد خرج عن المألوف.....
: تستعرض الرواية جرائم شجرة التسويق الشبكى لكيان الأخطبوط و الذى له ثمانية فروع فى ثماني دول عربية .. هذا الكيان الذى يستغله مواطن أمريكى يدعى مستر سولى من أصل مصرى تابع لمنظمة أمريكية عليا و مكلف بفتح الفرع الثامن و الأخير للكيان فى مصر ، ليوهم الناس بتحقيق حلم الثراء السريع عن طريق أصطفاء أبطال الرواية نضال و فريدة و حازم لتنفيذ ذلك .. و قد برز كلاً منهم بسبب أحداث حياته التى تسلك طريقاً فى سياق على غير العادة فيتصدرون التريند سواء برغبتهم أو على دون رغبة منهم ، فيقع عليهم الأختيار من هذا المواطن الأمريكى الذى يقرر إغرائهم لتوريطهم فيكتشفون بعد أنغماسهم فى العمل بكيان الأخطبوط أن الكيان يمارس النصب .. و عند أنتفاضتهم و أعتراضهم على أستمرارية العمل بكيان الأخطبوط يتم معاقبتهم بطرق ملتوية من مستر سولى و مارك مساعده الخاص لردعهم ، فيتفاجئون أن لكيان الأخطبوط أغراض أعقد من النصب ..ويتورطون في ماهو أخطر من التلاعب بأحلام الناس وتبدأ مغامرات جديدة حتى يتمكنوا من الأنتقام من مستر سولى ومساعده مارك. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
ملخص رواية أخطبوط بسبع أيادي
تستعرض الرواية جرائم شجرة التسويق الشبكى لكيان الأخطبوط و الذى له ثمانية فروع فى ثماني دول عربية .. هذا الكيان الذى يستغله مواطن أمريكى يدعى مستر سولى من أصل مصرى تابع لمنظمة أمريكية عليا و مكلف بفتح الفرع الثامن و الأخير للكيان فى مصر ، ليوهم الناس بتحقيق حلم الثراء السريع عن طريق أصطفاء أبطال الرواية نضال و فريدة و حازم لتنفيذ ذلك .. و قد برز كلاً منهم بسبب أحداث حياته التى تسلك طريقاً فى سياق على غير العادة فيتصدرون التريند سواء برغبتهم أو على دون رغبة منهم ، فيقع عليهم الأختيار من هذا المواطن الأمريكى الذى يقرر إغرائهم لتوريطهم فيكتشفون بعد أنغماسهم فى العمل بكيان الأخطبوط أن الكيان يمارس النصب .. و عند أنتفاضتهم و أعتراضهم على أستمرارية العمل بكيان الأخطبوط يتم معاقبتهم بطرق ملتوية من مستر سولى و مارك مساعده الخاص لردعهم ، فيتفاجئون أن لكيان الأخطبوط أغراض أعقد من النصب ..ويتورطون في ماهو أخطر من التلاعب بأحلام الناس وتبدأ مغامرات جديدة حتى يتمكنوا من الأنتقام من مستر سولى ومساعده مارك..
: - 4 -
كانت أجواء التصوير قد فرضت نفسها على المكان داخل شقة حازم .. بدأ فى تسجيل الفيديو الثالث و قدم فى مطلع الفيديو واقعة النصب الطريفة التى حدثت معه بالهايبر و أشار ألى أن هناك أساليب جديدة و متحورة للنصب و أوضح أن شهوة النصب هى عادة موروثة و محببة لدى البعض و تتوارثها الأجيال على مرور الزمان ما دام هناك طمع أو فقر فكلاهما أو على الأقل أحداهما تكون بمثابة تربة خصبة لأستقبال بذور النصب ..
و ليؤكد وجهة نظره و قد أكتسب حازم وجهة النظر فى هذا الموضوع بعد أن تعرض شخصيا لواقعة نصب و عليه فقد تحركت مناطق فى الجزء الخلفى من ذهنه و أتجهت لجذب المواضيع التى تدور حول نفس المضمون .. فقسم الفيديو لثلاث مراحل و برر أمام الكاميرا ذلك ليجعل من الفيديو سبوت على بعض وقائع النصب الواقعية التى حدثت منذ فترة طويلة و كما أنه نوه للمشاهدين أن فيديو اليوم هو بمثابة جرس أنذار لعدم الوقوع فى فخ النصب لا سيما و أن التربة خصبة جدا فى هذه الفترة لأنتعاش تنامى بذور النصب فقد خيم شبح الفقر بظلماته على الوضع العام للبلاد مما أدى ألى تأهب غريزة الطمع بداخل الكثير من الناس بغرض الحصول على أى ربح سريع يحقق الثراء السهل للهروب من بين فكى الفقر ..
فى المرحلة الثانية من الفيديو تناول حازم واقعة نصب طريفة حدثت عام 1946 م عندما نصب شاب أسمه رمضان أبو زيد العبد بدهائه على شاب قروى بسيط يدعى حفظ الله .. بدأ نصب الفخ عندما أفصح القروى لرمضان أنه جاء الى القاهرة و بحوزته مبلغ من المال يريد أن يفتح به مشروعا فعرض عليه رمضان العبد عدة مشاريع لكنها لم تنال أقتناع القروى الذى كان منبهرا بالترماى و معجبا بزحامها .. و ما أن لاحظ رمضان العبد ذلك فى عينى القروى حتى قفزت ألى رأسه حيلة أن يبع له الترماى و سيكون له الحق بعدها فى جنى قيمة التحصيل أخر الخط و سيكون مشروع مربح نظرا للتزايد المستمر للزحام فى الترماى و قد لاحظ حفظ الله ذلك بعينيه ..
و بالفعل ذهبا لمحامى من طرف النصاب و تم صياغة عقد مزيف يضمن البيع مقابل مبلغ 200 جنيه لم يكن منهم مع القروى سوى 83 جنيه فأخذ منه العبد ثمانون جنيه و ترك له ثلاثة جنيهات بعد أن أقنعه أن يكتب له كمبيالات بقيمة المبلغ المتبقى و هو 120 جنيه و أوهمه أنه كان لا ينوى البيع بأقل من مبلغ و قدره 1000 جنيه لكنه تنازل من أجل أنه بلدياته !!
و كان القروى فى غاية السعادة أنه أتم الصفقة و ركب الترماى ألى أن جاء فى أخر الخط و طلب من الكمسرى كل الأموال التى تم تحصيلها طول الخط فضحك الكمسرى ثم تطور الأمر عندما أيقن أن القروى يتحدث بجدية و تحول الموقف لخناقة أنتهت بالذهاب لقسم الشرطة و هناك أكتشف القروى أنه تحول لأكبر مغفل فى مصر و ليس فقط ذلك فقد ذاع صيته عالميا أيضا فلم تكتفى الصحافة المصرية بنشر قصته كجريدة أخبار اليوم التى سجلت الواقعة على صفحاتها فى عددها الصادر بتاريخ 3 \ 1 \1948 و تحولت القصة فيما بعد لفيلم العتبة الخضراء و الذى أنتج فى عام 1959 م فحسب بل مجلة أخبار لندن المصورة نشرت أيضا على غلافها لوحة تجسد تلك القصة !!
أما القسم الثالث من الفيديو فتناول فيه حازم النسخة الأجنبية و الأقدم و التى تشبه هذه الواقعة و أكد أن ما دام هناك فقر و طمع وجُد المغفل و النصاب فى أى بقعة على الأرض و فى أى حقبة من الزمن !
فى عام 1925 م و بعد خروج فرنسا من الحرب العالمية الأولى كانت بيئة مثالية لعمليات النصب و أنتشر مقال فى هذه الفترة يدعو لأصلاح برج أيفل حيث أن البرج كان يتجه للسقوط و كان يحتاج للصيانة و أعادة طلائه و لكن ذلك كان عمل مكلف جدا و كان هذا المقال مصدر ألهام لرجل فى غاية الدهاء يدعى فيكتور لوستيج و قد وضع خطة جهنمية من وراء هذا الخبر و من الوسائل المساعدة لتنفيذ خطته أنه كان يمتلك بطاقة عمل مزيفة للعمل لدى الحكومة الفرنسية فدعا ستة من تجار المعادن ألى أجتماع سرى فى فندق كريلون واحد من الفنادق العتيقة فى باريس رفيعة المستوى و قدم نفسه على أنه نائب مدير عام وزارة البريد و التلغراف و شرح لهم أنه تم أختيارهم لسمعتهم الجيدة و أن عملية صيانة البرج ستكون مكلفة جدا و لذلك تم الغاء العملية و سيتم بيع البرج للنفايات و نظرا للضجة المحيطة بتكلفة أعمال الصيانة للبرج فيجب ألتزام السرية حول عملية بيع البرج و شرح لهم أنه تم أختياره من قبل الوزراة لأختيار التاجر الذى سيتم التعامل معه بخصوص العملية و أخذهم فى ليموزين ألى البرج لمعاينته و ليكتشف من هو أكثرهم حماسا للموضوع و بالفعل و قع الأختيار على أحدهم و هو بويسون و لمح له فيكتور أنه يسعى لتحسين دخله و يبحث عن مصادر مساعدة للدخل بجانب عمله الحكومى لتحسين مستواه المعيشى و عليه فهم بويسون أن فيكتور يريد مبلغا كبيرا كرشوة ليرشحه و يقع عليه الأختيار لشراء برج أيفل !!
و بالفعل تلقى فيكتور و سكرتيره الأمريكى مبلغا كبيرا من المال و هو ثمن أن يقع الأختيار على التاجر بويسون و ليس ثمن البرج ثم أخذا قطارا متجها لـ فيينا النمساوية و معهما حقيبة مليئة بالنقود !!
و لم يحدث شئ بعد هروبهما حيث أن بويسون وجد أنه من الأذلال أن يبلغ عن كونه أحمق لهذه الدرجة فأثر الصمت ..
لكن بعد هذه العملية بشهر رجع فيكتور و سكرتيره لباريس مرة أخرى و أختار ستة تجار أخرين و كرر معهم ما فعله فى المرة السابقة و لكن هذه المرة ذهبت الضحية المختارة للبوليس قبل أتمام فيكتور للصفقة و أفتضح الأمر لكن تمكن فيكتور و سكرتيره من الهرب !!
و بعد سرد هذه الوقائع أنهى حازم الفيديو و هو يشير ألى أن النصب حدث و يحدث و سيظل يحدث بألوان مبتكرة مادام هناك فقر يولد الطمع ..
******************
كانت فيلا راغب الشامى من أرقى الفيلات الموجودة بحى رفيع المستوى فى مدينة الأسكندرية .. راغب رجل أعمال ذاع صيته فى مجال التجارة و الصناعة و مجال المقاولات و قد حقق نجاحات كبيرة فى هذه المجالات , كان يجلس فى حديقة فيلته مع صديق قديم له منذ المراهقة يدعى سليمان و لقب بـ مستر سولى و قد قضى أغلب سنوات عمره خارج مصر متنقلا بين دول العالم لكنه كان يستقر فى الأصل فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن سافر مع والده للولايات المتحدة فى عمر السادسة عشرة و أكمل دراسته هناك و من ثم بدأ حياته الجديدة ..
مستر سولى مصرى أمريكى فوالده مصرى و تزوج من فتاة أمريكية كانت فى رحلة سياحية لمصر و كان هو مرشد الفوج السياحى و أنجذب لها فتزوجها وعاشت معه فى مصر سنوات و كان قد أنجب منها سليمان و عندما تعثرت معهما الحياة قررت الأمريكية العودة لموطنها و سافر معها زوجها والد سولى و ضغطا على سولى و أصرا على أن يسافر معهما و عاش الثلاثة هناك حياة أفضل جعلتهم لا يفكرون فى العودة لمصر مرة أخرى , سليمان كان على أتصال مع صديق المراهقة راغب الشامى من خلال جوابات البريد التى كانا يتبادلاها سويا للأطمئنان على بعضهما و متابعة أخبارهما لكنها كانت تنقطع لسنوات ثم تعود المراسلة مرة أخرى و كانا يلتقيان على فترات بعيدة عندما كان يجد مستر سولى فرصة ينزل فيها مصر بغرض الزيارة و الغوص فى عباب الذكريات و لكن زياراته كان لها دوما جانب خفى فهى فى الأساس تكون من أجل مصالح شخصية ..
كان يجلس رجل الأعمال المصرى راغب الشامى مع رجل الأعمال الأمريكى مستر سولى فى حديقة الفيلا على سفرة مصنوعة من الخشب التك و هو خشب مخصص للفرنيتشر الـ أوت دور , تشغل مساحة السفرة صينية كبيرة موضوعة عليها و تحمل فخذ ضأن ينز منه الدهن و حولها يتناثر أطباق صغيرة بها أصناف متنوعة من المحاشى .. كان راغب يعزم فى حرارة على مستر سولى كعادة المصريين فى الترحيب بضيوفهم فألزام الضيف بأنهاء كل الطعام هو رمز الحفاوة فى الترحيب .. كانا يتحدثان و يقصان لبعضهما أمور الحياة و العمل , أخبر مستر سولى صديقه أنه يرغب فى تنفيذ مشروع ألكترونى فى مصر و قد نفذه فى عدة دول عربية و نجح فى ذلك و هو يسعى لتكملة مشروعه لأتمام تأسيس الكيان الذى بدأه و عليه فقد قرر تنفيذه فى مصر فى الفترة الراهنة مما حفز راغب و عرض على صديقه أنه سيقدم له المساعدات التى فى قدر أستطاعته و التى تخدمه فى نجاح مشروعه ..
كان مستر سولى يقيم بشكل مؤقت فى فندق خمس نجوم مع مارك مساعده الخاص و لكن أصر راغب الشامى على تخصيص غرفة فى فيلته ليقضى فيها مستر سولى الليلة ليكون معه غدا من بداية اليوم لمباشرة التجهيز لحفل عيد ميلاد أبنه أسر و قال له مازحا أنها حفلة عيد ميلاد لأبنى أسر و أيضا نحسبها بمثابة حفلة ترحيب بمستر سولى لقدومه مصر .. و وعده راغب أنهما سوف يجلسان مرة أخرى لمناقشة حيثيات مشروعه و الذى يود تطبيقه فى مصر ..
************************
سيمفونية الحرب العالمية لـ بيتهوفن بدأت تنطلق من سماعات هاتف فريدة و هى جالسة فى محل - وشم و رسم - بجوار ماسة و تتوسطهما منضدة - جذع الشجرة - و التى كانت شاهدة على واقعة العايق كانت حاملة أعلاها أفيونة المزاج .. النسكافيه و الشيكولاتة الدارك ..
عندما بدأ بيتهوفن فى العزف مع أرتشاف النسكافيه كانت أجواء مماثلة لأجواء دخول العايق عليهم قبل تحويله ألى مسخ مما أدى لأستعادة ذكرى المشهد من قبل فريدة و ماسة فتبادلا الضحكات و التنمر على طارق العايق ..
ثم فاجأت فريدة صديقتها ماسة و سألتها : أيه أخبار سولم باشا ؟؟؟
فضحكت ماسة و قالت : لسة مفيش جديد .. زى ما أنتى عارفة .. أنا عارفة أنه بيحبنى و عايز يتقدملى .. علشان كدة لما بيحاول يفتح الموضوع فى كل مرة
بكون فاهمة فـ بصده ..
فريدة : يا بنتى هتجننينى معاكى ! مش أنتى معجبة بيه ؟
و لا طلعتى شمال و أنا معرفش ؟
رفعت ماسة حاجبيها مع أبتسامة : منكرش أنى معجبة بالنقيب أسلام لأن فيه بعض الصفات لفارس أحلامى .. بس طبيعة حياتى غير طبيعة حياته أنا بحب الرسم و الروقان و الأبداع و بسمع موسيقى .. هو بيسمع ضرب نار و بيشوف لوحات بشرية متشرحة و بيطلع مأموريات بالأيام ..
لسة متلغبطة بس حاسة أن القرار هو الفرار ..
فريدة : فالحة فى الألش .. طب ما هو بابا الحاج ظابط .. يعنى المفروض أنك واخدة على كدة برضه ؟
ماسة : دى كانت محور خناقاتى مع بابا .. من و أنا صغيرة و أنا بطلب منه يغير شغله علشان أعرف أشوفه و ألعب معاه و كان يبص لماما و يضحك و يقولها الكوبى بتاعك و بيحاول دايما يعوضنى عن غيابه بس بكون حاسة أن محتاجة لحضوره فى حياتى أكتر من كدة ..
و أستطردت ماسة و هى تغمز بأحدى عينيها : سيبك منى بقى و قوليلى أيه أخبار الكابتن نضال ؟
فريدة : لا فتحى عينيكى دى .. مفيش حاجة خالص من اللى فى دماغك دة عبارة عن رجل صخرى و الحادثة أنتزعت منه قلبه .. الميعاد اللى حددناه هيكون بكرة و هشوفه هنا فى المحل و أنتى أكيد مش هتفوتى الفرصة و هتبقى موجودة و بتابعى على المكتب و أنتى بتتفرجى على الكاميرا زى حكم ال VAR
ضحكت فريدة و ماسة ثم شرعت فريدة فى أن تجمع أشيائها و هى تخبر ماسة أنه يتحتم عليها الرحيل حتى تستعد لحفلة عيد ميلاد صديق أخيها جاسر الليلة ..
**************
خيم الليل بسكونه و ظلماته لكن فيلا راغب الشامى كانت تتلألأ فى الظلام و كأنها زمردة عملاقة منيرة .. خراطيم شرايط الليد بألوان قوس قزح كانت تكسو جسم الفيلا من الخارج و تـراكات الأضاءة الورم وايت كانت معلقة بالعرض على أعمدة مؤقتة مخصصة لرفعها فى حديقة الفيلا ناهيك عن السفرات المصنوعة من خشب التك مثمنة الشكل و التى تملأ الحديقة لأستقبال الضيوف .. فى أحد أطراف الحديقة يوجد أكثر من هاموك للأرجحة .. البالونات الغزيرة المترابطة تتطاير مع تيارات الهواء مكونة سقفا للحديقة من البالونات الملونة يعلو و يهبط .. فريق الـ دى جى نصب عدته من سماعات و أجهزة الليزر ذات مؤثرات الأضاءة المتحركة .. الجو مفعم بالبهجة و السرور ..
راغب و زوجته رانيا و مستر سولى كانوا يقفون فى أستقبال الضيوف و الترحيب بهم .. أسر و ياسمين كانوا يمرون على الضيوف و ينظموا حركة تموقعهم ..
ظهر جاسر على البوابة برفقة فريدة فتم الترحيب بهما من قبل راغب و رانيا و بترحيب خاص من مستر سولى الذى صافح فريدة و أطلق تجاهها نظرات و كأنه يصورها بعدسة عينيه و يخزن الصور فى ذهنه .. لمحتهم ياسمين فوغزت أسر فتحركا ناحيتهما و عانق أسر صديقه جاسر و عانقت ياسمين فريدة و جذبوهما للداخل الى ركناً فى الحديقة قام أسر بتخصيصه لأصدقائه و لصديقات شقيقته .. بعد الترحيب قدم جاسر شنطة هدايا لأسر وهو يتمنى له العمر المديد فشكره أسر و تنمر على ثقلها و أخرج ما بداخلها فوجد عبوتان كبيرتان واحدة كانت عبوة كرياتين مستوردة و الأخرى عبوة بروتين مستوردة أيضا ..
هذا النوع من الهدايا يتطاير به لاعبى كمال الأجسام فرحاً و بالفعل نالت الهدية أعجاب أسر كثيرا ..
شكره أسر مرة أخرى و أستأذنهما بعد أن أتخذ كلاً منهما مقعده
ليعاود الأهتمام بالضيوف الوافدين ..
بعد مرور حوالى نصف ساعة كانت الحديقة قد أكتظت بالضيوف , سحب أسر هاتفه من جيبه و فتحه للأتصال بكابتن نضال و ما أن بدأ الرنين حتى أستجاب نضال لهاتفه على الفور و أخبر أسر أنه عند المدخل فأستدار أسر بناظريه فوجد كابتن نضال فأبتسم له وهو يغلق الهاتف و يسرع تجاهه و عانقه بحرارة لحظة لقائه فأندهش راغب و رانيا و لفت ذلك نظر مستر سولى .. أرتباط أسر بمدربه لهذه الدرجة لكن الأندهاشة الكبرى التى أصابتهم و هى عندما أكتشفوا هدية كابتن نضال لأسر !
نضال كان ممسكا فى يده حامل للحيوانات عبارة عن قفص حديدى ذا مظهر شيك لكنه كان يحفظ بداخله جرو جيرمن شيبرد !!
راغب لا يهوى الكلاب و لذلك لم يهتم عندما أختفى كلب أبنه أسر فجأة و رفض أعادة تجربة شراء أسر لكلب أخر و مراعاته لذلك فهو أنزعج عندما وجد نضال يحُضر معه قفص يصدر منه أصواتا لنباح كلب !!
على النقيض تماما كان أسر لا يصدق المفاجأة و أنتابته فرحة عارمة لهدية مدربه فأخذها و حملها عنه و أجلسه فى الركن الخاص الذى ميزه لضيوفه ..
و هنا كان أسر يرد المفاجأة لنضال دون قصد عندما رأى نضال تواجد فريدة فى نفس المكان الذى هو فيه للمرة الثانية بترتيب القدر ! و عليه أندهش أسر من تبادلهما نظرات التعجب للحظات فسألهما فى أدب :
أنتو تعرفوا بعض ؟
نظرا كلا من نضال و فريدة تجاه أسر و نطقا فى صوتا واحداً و قالا : تقريبا !!
فتدخل جاسر مزمجرا : أنا مش فاهم حاجة !
فقال أسر لصديقه جاسر : دة كابتن نضال يا جاسر الـ بيدربنى بوكس ..
جاسر : أهلا يا كابتن .. أسر حكى ليا عنك كتير و كان نفسى أقابلك من زمان .. هو حضرتك تعرف فريدة أختى ؟
طلبت فريدة منهم الجلوس و رحبت بنضال فشكرها و جذب الكرسى المجاور لجاسر و جلس بجانبه و على الجانب الأخر لجاسر كانت تجلس فريدة و التى يثق فيها جاسر ثقة عمياء ..
كانت الأجواء تقترب من الأحتفال بعيد الميلاد كل شئ أصبح جاهز تقريبا بدأت الأضاءة تقل تدريجيا و التجمع يتزايد تدريجيا حول التورتة الضخمة و بدأت مراسم الأحتفال بأسر من غناء و تصوير و أطلاق صواريخ الأحتفال ..
ثم عاد الجميع بعد الأحتفال لأماكنهم و بدأ تقديم العشاء للحاضرين .. كانت أطباق من اللحوم و كانت غير مفهومة لبعض الضيوف منهم على سبيل المثال لا الحصر فريدة و جاسر و نضال و قد كانوا يجهلون هوية هذه اللحوم بدا ذلك عليهم جليا .. لكن كانت تنبعث منها رائحة شهية جدا .. سأل جاسر صديقه أسر عندما أقترب من السفرة التى يجلس عليها و هو يتمم على خدمة الضيوف و قال له :
أيه يا أسر اللحمة اللى بتدوب قبل ما أمضغها دى ؟
دى لحمة لكبار السن و لا ايه ؟
فضحك أسر و أيضا ضحكت فريدة و أخيرا أبتسم نضال و رد أسر :
دة لحم غزلان و لحم نعام يا صاحبى .. بألف هنا .. حد ناقصه أى حاجة ؟
فأثنوا عليه و طلبوا منه أن يجلس و يأكل معهم ففعل ذلك .. و طلب طبقا له و جلس يأكل فى نهم حتى يحفز ضيوفه على الأكل دون خجل ..
مستر سولى أبدى أعجابه لراغب بطهى اللحوم و تسويتها و أثنى كثيرا على طيب طعمها و سأل صديقه : هل لديك مزرعة للغزلان و النعام ؟
فأخبره راغب أنه لا يملك هذا الطراز من المزارع و لكن زوجته رانيا أعتادت على طلب ما تحتاجه من هذه الأصناف أون لاين من صفحة تزورها بأستمرار و قد عرفتها من صديقاتها فى أحد الجروبات الخاصة بهم و هى لمحل مميز لـ لحوم و طيور فى القاهرة لتاجر أسمه سعيد نتعامل معه منذ فترة طويلة و بضاعته دائما تكون جيدة .. كما أنه رشح لنا محلا للفواكه ممتازا لتاجر أسمه جوزيف أيضا نبتاع منه ما نريد منذ فترة طويلة عن طريق الطلب أون لاين , و بعد قليل ستتذوق فاكهة قادمة من محله ستنال أعجابك ..
بدأت تغادر أطباق اللحوم من على السُفر التك ليأخذ مكانها أطباق الجاتوه و أطباق فاكهة جوزيف المميزة ..
ما أن نزلت أطباق الفاكهة على السفرة التى تجمع نضال و فريدة و جاسر مع التعريف بأسمائها من قبل مقدميها .. هذا موز أحمر و هذا دوريان و هذه مانجوستين .. حتى ألتقط جاسر هاتفه وسط نظرات ترقب من فريدة و نضال و فتح اليوتيوب و كتب على محرك البحث أسم أحد أنواع الفاكهة التى سمعها غير الموز الأحمر .. و عندما سألته فريدة عن ما يفعله فأجابها أنه يحاول فهم كيفية التعامل مع هذه الفاكهة قبل أن يغادر الطبق السفرة و يخسر فرصة التجربة و لم يكترث لصرامة نظرتها له و التى تعنى أن يتحلى بالخجل .. ثم وضع الهاتف أمامه على السفرة و أسنده بميل على كوب الماء فأصبحت المشاهدة واضحة للثلاثة و ظهر أول فيديو فى البحث فلمس جاسر الشاشة مكان علامة التشغيل ليفتح فيديو حازم الذى يشرح كيفية تقشير هذه الأنواع من الفواكه المميزة .. و على نهج الخطوات التى تعلمها جاسر من الفيديو بدأ فى تناول الفاكهة من أمامه و عزم بها على فريدة و نضال و بدأ الثلاثة فى تطبيق الخطوات الطازجة التى علقت فى أذهانهم و تعاملوا مع حبات الفاكهة بوعى أكتسبوه من ثوان قليلة و نجحوا فى التعامل معها و تلذذوا بمذاقها
و كأنهم جربوها مرات من قبل ..
أبتسم نضال لجاسر و قال له : أنت مشكلة يا جاسر ..
رد جاسر بصوت متقطع : و لو ماروحتش الحمام دلوقت هتبقى مشكلة .. ثم قفز جاسر من على كرسيه متجها لأسر ليرشده لمكان الحمام ..
أصبح نضال يجلس مع فريدة على سفرة واحدة يفصلهما مقعد خاوى , نظر نضال لفريدة بملامح جدية و سألها : هو أحنا طلعنا قرايب ؟
ضحكت فريدة فى ذهول و قالت : أنت طلعت بتعرف تهزر يا كابتن !
نضال : أيه الموضوع ؟
أرتبكت فريدة لوهلة و هى تفكر فى الموقف الحرج الذى وقعت فيه فالوقت غير مناسب لتذكر نضال بالحادث و لو أجلت الحديث قد يسئ نضال بها الظن و يعتقد أنها تماطل من أجل أن يتقرب منها أكثر .. و قعت فى حيرة و قد لاحظ نضال عليها ذلك فقطع شرودها و سألها مرة أخرى : مالك يا فريدة ؟؟
سرت قشعريرة بداخل فريدة عندما سمعت أسمها هذه المرة من نضال دون أن يسبق أسمها لقب أستاذة .. نظرت لنضال و قررت أن تخبره و ليكن ما يكون ..
أكدت له رغم أن الوقت غير مناسب لفتح موضوع كهذا لكنها ستخبره حتى لا يتسلل الشك لعقله أن هناك سرا أو أمرا ما حولها ..
قدمت له فريدة نفسها أنها فريدة أبراهيم النحراوى بنت سائق أتوبيس الرحلات الذى توفى فى حادث أنقلاب الأتوبيس منذ ستة أعوام و توفى معه كل ركاب الأتوبيس من ضمنهم أسرته ..
تجمدت تعابير وجه نضال و أصبحت جافة لصعقه بهذه الذكرى المؤلمة له .. فجأة أقتحمت ياسمين مع أسر مجلسهما و طلبت من فريدة أن تقوم معها و تنخرط فى أجواء عيد الميلاد فقامت معها بعد أن أستأذنت من نضال و أسر .. جلس أسر بجوار كابتن نضال و هو يسأله عن سبب تأخر جاسر فى الحمام و لكنه لاحظ علامات أضطراب على وجه نضال و عندما سأله أسر عن ما أصابه فـ جائه الجواب من نضال أنه مرهق و يتحتم عليه الرحيل لينال قسطا من الراحة ثم غادر نضال ..
رغم أن مستر سولى كان مرافقا لراغب فى أغلب أوقات الحفلة لكنه كان مراقبا لسفرة فريدة و نضال أغلب أوقات الحفلة أيضا , كان يطبع فى عقله صورا لما يلاحظه لكن الصورة النهائية فى ذهنه أصبحت مشوشة خاصة بعد رحيل نضال فجأة و أندماج فريدة فى الأحتفال مع ياسمين و أنخراط جاسر فى الرقص مع أسر ..
ذهب مستر سولى للسفرة التى يجلس عليها مساعده الخاص مارك الأسود و قد دعاه لحضور حفل عيد الميلاد معه .. مارك نادرا ما يفارق مستر سولى فى أى مكان يذهب أليه فهو الذى يعد له جدول أعمال اليوم و لقبه مستر سولى بالأسود ليس للون بشرته السمراء لكن مارك هو بئر أسرار مستر سولى فيعتبره سولى الصندوق الأسود له لذلك لقبه بمارك الأسود كما أن مارك هو بمثابة مؤشر البحث لمستر سولى و الذى يحصل من خلاله
على أى معلومة يرغبها تخص أى شخص أو مكان !
طلب مستر سولى من مارك تكوين قاعدة بيانات وافية عن كلا من فريدة و نضال و أطلاعه عليها غدا فى الفندق الذى يقيمان فيه !
****************
داخل الفندق الراقى كان يشغل مستر سولى جناحا خاصا يقيم به , سولى يعشق حياة الفنادق و قد أعتادها بحكم زياراته الكثيرة لدول عديدة ..
قد تمكن اللون الأبيض من أن يغزو رأس مستر سولى بالكامل رغم أنه مازال فى الخمسين من عمره .. سولى يقدر النساء كثيرا و يقدر المال أكثر .. يزداد شعوره بالأمان كلما تضخمت ثروته و تورط فى علاقات نسائية عديدة !
كان يجلس فى غرفته على كنبة جلد أبيض مط .. تجاوره فتاة ثلاثينية فى يدها سيجارة و بيدها الأخرى كأس ممتلئ لنصفه بالنبيذ الأحمر و يضرب بكأسه فى كأسها فيصدر صوت طرقعة الكاسات مع الضحكات ..
يمد مستر سولى يده ليأخذ زجاجة النبيذ من أمامه ليزود كأسه و كان قد وضعها على مكعبا من رزم دولارات متراصة فوق بعضها البعض على الأرض مكونة شكل مكعب أرتفاعه حوالى 50 سم و طوله و عرضه حوالى 50 سم و يتعامل معه و كأنه قطعة أثاث يضع عليها هاتفه و زجاجة النبيذ !
قرع مارك باب الغرفة فأشار سولى للغانية التى بجواره لتذهب و تسمح لمارك بالدخول ثم تغادر و تتركهما .. دخل مارك و فى يده فلاشة رفعها فى وجه سولى و قال له أتفضل يا مستر سولى .. كل ما ترغب فى معرفته عن نضال و فريدة ستجده فى هذه الفلاشة .. جلس مارك بعد أن طلب منه مستر سولى ذلك كما طلب منه أن يقص عليه نبذة عن محتوى الفلاشة فأستغرقت النبذة حوالى عشرون دقيقة على سبيل الفضفضة كانت كافية لسولى لأن تخمر أفكارا كانت تراوده بخصوصهما لا سيما و أنه قد شاهد من قبل فيديو فريدة و هى توشم العايق و فهم مارك ذلك من مشاركة مستر سولى الحوار معه و ذكر بعض الأحداث التى ظهرت فى الفيديو , بدت علامات الرضا واضحة على وجه مستر سولى و هو يبتسم لمارك ثم طلب منه أن يقوم بتشغيل التلفاز و تناول مستر سولى هاتفه من على مكعب الدولارات و قام بتشغيل فيديو من على هاتفه بعد أن ربطه بالتلفاز فظهر الفيديو على شاشة التلفاز و كان فيديو لحازم و الذى يعرض فيه حيل النصب و وقائع حقيقية طريفة لنصابين ..
بعد أن شاهد مستر سولى الفيديو للمرة الثانية مع مارك الذى يشاهده للمرة الأولى طلب منه أن يتواصل مع صاحب الفيديو و يحدد معه موعد على أخر الأسبوع يخبره أن هناك رجل أعمال يريد مقابلته هنا فى الفندق ..
كما طلب مستر سولى من مساعده مارك أن يتواصل أيضا مع فريدة و نضال و ينسق معهما مقابلة فى نفس الموعد الذى سيحدده لحازم ..
أكد مستر سولى على مارك أن هذا الأجتماع المغلق للثلاثة فى جناحه الخاص يكون فى سرية تامة و لا يخبر أحدا من الثلاثة ألا بشئ واحد ..
أنه سيكون تحقيق أحلامهم و فرصة لهم لن تعوض فى هذا اللقاء !
******************
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الرابع
- 4 -
كانت أجواء التصوير قد فرضت نفسها على المكان داخل شقة حازم .. بدأ فى تسجيل الفيديو الثالث و قدم فى مطلع الفيديو واقعة النصب الطريفة التى حدثت معه بالهايبر و أشار ألى أن هناك أساليب جديدة و متحورة للنصب و أوضح أن شهوة النصب هى عادة موروثة و محببة لدى البعض و تتوارثها الأجيال على مرور الزمان ما دام هناك طمع أو فقر فكلاهما أو على الأقل أحداهما تكون بمثابة تربة خصبة لأستقبال بذور النصب ..
و ليؤكد وجهة نظره و قد أكتسب حازم وجهة النظر فى هذا الموضوع بعد أن تعرض شخصيا لواقعة نصب و عليه فقد تحركت مناطق فى الجزء الخلفى من ذهنه و أتجهت لجذب المواضيع التى تدور حول نفس المضمون .. فقسم الفيديو لثلاث مراحل و برر أمام الكاميرا ذلك ليجعل من الفيديو سبوت على بعض وقائع النصب الواقعية التى حدثت منذ فترة طويلة و كما أنه نوه للمشاهدين أن فيديو اليوم هو بمثابة جرس أنذار لعدم الوقوع فى فخ النصب لا سيما و أن التربة خصبة جدا فى هذه الفترة لأنتعاش تنامى بذور النصب فقد خيم شبح الفقر بظلماته على الوضع العام للبلاد مما أدى ألى تأهب ....... [المزيد]
❞ حوار مجلة إيفرست الأدبية مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
: Site iconمجلة إيفرست
الكاتب محمد حسن عبد الجابر في حوار مع مجلة إيفرست الأدبية
اخبار
أسبوعين ago
حوار محمود أمجد
مجلة إيفرست الأدبية الإلكترونية تكمل مشوارها في التعرف على الشباب المواهب والآن مع شخص جديد يعرف لنا بنفسه ويتحدث عن رحلته هيا بنا نتعرف عليه.
عرفنا بنفسك.
محمد حسن عبد الجابر، كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات.
البدايه مهمة في المجالات الإبداعية كيف كانت بدياتك وما الذي قدمته حتى الآن والخطوات التي صعدتها في مسيرتك ؟
تم نشر بعض من مقالاتي في عدد من المجلات كمجلة الشباب ومجلة حريتي، وفي عدد من الصحف كجريدة المصري اليوم والدستور واليوم السابع وصحف أخرى، ونشرت عددا من القصص القصيرة في مجلات ومواقع إلكترونية، حصلت على المركز الثاني في مسابقة أدبية كان التصويت عليها على مستوى الوطن العربي برعاية مؤسسة الأهرام الصحفية.
صدر لى كتابًا بعنوان (أخطبوط بسبع أيادي).
وكتاب بعنوان (إيجيكوين).
من هو أكبر داعم لك وبمن تأثرت؟
الله -عز وجل- في المقام الأول ثم زوجتي ووالدتي بالتأكيد
تأثرت بالعديد من الأدباء سواء المصريون أو الأدباء الغربيون، لكن يبقى د/ أحمد خالد توفيق أقربهم إلى قلبي.
لكل موهبة اهداف واحلام فما هي احلامك وطموحاتك الفترة القادمه وما هي اكثر الصعاب والتحديات التي مررت وتمر بها ؟
أطمح أن يصبح لي جمهور من القراء يتابع في تنامي جميع أعمالي… ويظل هدف تحويل أعمالي الأدبية إلى أعمال سينمائية ذات طابع مختلف يترك أثرا لدى الجمهور محلقا في سماء طموحاتي.
من أبرز الصعاب التي أواجهها ككاتب على سبيل المثال لا الحصر…
النشر ثم التسويق.
في مجال المواهب تعددت المواهب المتشابه والمتشاركة في نفس المواهب فما اللذي يميزك عن غيرك ؟
تناول أفكار خارج الصندوق قدر المستطاع مما يؤدي لمناقشة قضايا اجتماعية خامدة، مع إضافة التوابل الأدبية فتلتهب الأحداث فيكون الناتج روايتي أخطبوط بسبع أيادي والثانية رواية إيجيكوين.
ممكن تعرض لنا نموذج مصغر من موهبتك ؟
اقتباس من رواية إيجيكوين ..
إذا وضعتـك الظـروف في غرفـة معتمـة فلا شـك أن ظهـور شـعاع نـور فيهـا سـيلفت نظـرك ويجـذب انتباهـك..
محمـود كان تائهـا في (موطـن الفاشـلين) كان يشـاهد ويتابـع في صمت بوسـتات أعضـاء الصفحـة التي توحـى وكأنها لوحـات أدبية لكنها سـوداوية،
كانت تشـعر محمـود بالظلام الدامس..
في ظـل هـذه العتمـة المعنوية كانت بوسـتات تشـوبها بصيصا من الأمل تنـزل تباعـا لنفـس الأسـم.. اختلاف لونهـا المضيء لفـت نظـر محمـود ليس فقـط ذلـك.. بـل اسـم صاحبة البوسـتات هـو من جـذب انتباهـه أكثر!
(وردة الجنـة.. ذبلـت في جحيـم الحيـاة ) كان محمـود يتابع هذا الأسـم المسـتعار منـذ فترة طويلـة ويتفحـص بوسـتاته وهـي مكتوبـة مـن حـروف يملؤهـا الشـجن ويكسـوها قشرة مـن الأمل!
اقتباس من رواية أخطبوط بسبع أيادي
لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار… قانون نيوتن…
لفريدة النحراوي رأي آخر… قانون آخر… ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل، قانون فريدة..
كلمة أخيرة توجهها للمواهب الاخرى من قبيل تجربتك؟
حاول تتميز فى انتقاء أفكار رواياتك، واستمر، استمر.
وأخيراً ما رأيك في حوارنا وما رأيك في مجلة ايفرست؟
حوار مميز حيث كان مختصرا ولكنه شامل
سدد الله خطاكم ووفقكم لمزيد من التميز.
هل تحب اضافة اي كلمة اخرى لم يشملها الحوار؟.
شكراً.
وبهذا نصل لختام حوارنا إلى لقاء مع موهبة جديدة..
عن المؤلف محمد حسن عبد الجابر
اخبار
See author's posts
Categories: حوار
Tags: مجلة إيفرست الأدبية, محمود امجد
Leave a Comment
مجلة إيفرست
Back to top
Exit mobile version. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
حوار مجلة إيفرست الأدبية مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
Site iconمجلة إيفرست
الكاتب محمد حسن عبد الجابر في حوار مع مجلة إيفرست الأدبية
اخبار
أسبوعين ago
حوار محمود أمجد
مجلة إيفرست الأدبية الإلكترونية تكمل مشوارها في التعرف على الشباب المواهب والآن مع شخص جديد يعرف لنا بنفسه ويتحدث عن رحلته هيا بنا نتعرف عليه.
عرفنا بنفسك.
محمد حسن عبد الجابر، كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات.
البدايه مهمة في المجالات الإبداعية كيف كانت بدياتك وما الذي قدمته حتى الآن والخطوات التي صعدتها في مسيرتك ؟
تم نشر بعض من مقالاتي في عدد من المجلات كمجلة الشباب ومجلة حريتي، وفي عدد من الصحف كجريدة المصري اليوم والدستور واليوم السابع وصحف أخرى، ونشرت عددا من القصص القصيرة في مجلات ومواقع إلكترونية، حصلت على المركز الثاني في مسابقة أدبية كان التصويت عليها على مستوى الوطن العربي برعاية مؤسسة الأهرام الصحفية.
صدر لى كتابًا بعنوان (أخطبوط بسبع أيادي).
وكتاب بعنوان (إيجيكوين).
من هو أكبر داعم لك وبمن تأثرت؟
الله -عز وجل- في المقام الأول ثم زوجتي ووالدتي بالتأكيد
تأثرت بالعديد من الأدباء سواء ....... [المزيد]
❞ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار... قانون نيوتن...
لفريدة النحراوي رأي آخر... قانون آخر... ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة...
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل... قانون فريدة. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
❞ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار... قانون نيوتن...
لفريدة النحراوي رأي آخر... قانون آخر... ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة...
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل... قانون فريدة . ❝