█ _ محمود درويش 2008 حصريا ديوان ❞ جدارية ❝ عن رياض الريس للكتب والنشر 2024 درويش: "هزمتك يا موت الفنون جميعها" هكذا وفي عبارة واحدة يكثف الشاعر جداريته ما حاول أن يقوله بأساليب متنوعة مدى هذه القصيدة الديوان إنها لحظة التحدي الأخيرة بين لغة وذاكرة من جهة ونهاية كانت تقترب بسرعة فمن غير يتطيع منازلة الموت بهذه الطريقة وذاك الدفق وهذا البوح؟ محمود هنا جديد تتصاعد درجة انتباهه شرفة فيهدي إلينا تلك التجربة شعرًا آسرًا يتوقف فيه الزمن وتتباطأ حركته فتتأبد اللحظات واللقطات والمشاهد لنعثر بعد رحلة جلجامش الشهيرة سفر مبتكر للخلود هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ الرصيفُ وما عَلَيْهِ من خُطَايَ وسائلي المنويَّ لي ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي ولي شَبَحي وصاحبُهُ وآنيةُ النحاس وآيةُ الكرسيّ والمفتاحُ لي والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي لِيَ حَدْوَةُ الفَرَسِ التي طارت الأَسوار لي ما كان وقصاصَةُ الوَرَقِ التي انتُزِعَتْ الإنجيل لي والمْلحُ أَثر الدموع على جدار البيت واسمي وإن أخطأتُ لَفْظَ اسمي بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي: ميمُ المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ مضى حاءُ الحديقةُ والحبيبةُ حيرتانِ وحسرتان ميمُ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته الموعود منفيّاً مريضَ المُشْتَهَى واو الوداعُ الوردةُ الوسطى ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ وَوَعْدُ الوالدين دال الدليلُ الدربُ دمعةُ دارةٍ دَرَسَتْ ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني وهذا الاسمُ ولأصدقائي أينما كانوا ولي جَسَدي المُؤَقَّتُ حاضراً أم غائباً مِتْرانِ هذا التراب سيكفيان الآن لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ يشربني مَهَلٍ ولي ما لي: أَمسي سيكون لي غَدِيَ البعيدُ وعودة الروح الشريدِ كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ وكأنَّ يكن جرحٌ طفيف ذراع الحاضر العَبَثيِّ والتاريخُ يسخر ضحاياهُ ومن أَبطالِهِ يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ هذا لي واسمي ـ وإن لفظ اسمي التابوت ـ لي أما أنا ـ وقد امتلأتُ بكُلِّ أسباب الرحيل ـ فلستُ أنا لَستُ لي أَنا سأَحلُمُ لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ أَثر الجفاف العاطفيِّ حفظتُ قلبي كُلَّهُ عن ظهر قلبٍ : يَعُدْ مُتَطفِّلاً ومُدَلّلاً تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين لكي يلينَ ويستكينَ كأنَّهُ جاري الغريبُ ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ فالقلب يَصْدَأُ كالحديدِ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ولا يرنُّ ّكعشب آبَ الجفافِ قال أَنتَ السجينُ سجينُ نفسِكَ والحنينِ ومَنْ تراهُ ليس أَنا شَبَحي فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي حيٌّ وقلتُ إذا التقى شَبَحانِ الصحراء يتقاسمانِ الرملَ أم يتنافسان احتكار الليل وأُريدُ أُن أُحيا … فلي عَمَلٌ السفينة لا لأُنقذ طائراً جوعنا أَو من دُوَارِ البحر بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ عن كَثَبٍ وماذا ؟ ماذا يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟ هل يُعيدونَ الحكايةَ البدايةُ ؟ ما النهايةُ يعد أَحَدٌ من الموتى ليخبرنا الحقيقة … تضعوا قبرى البنفسج فهو زهر المحبطين يُذكر الموتى بموت الحب قبل اوانه الشعر العربى مجاناً PDF اونلاين العربي وله تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما فقد عرّف بـ (منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية كل علم شعراً) (ابن منظور: لسان العرب) أيضا (هو: النظم الموزون وحده تركّب تركباً متعاضداً وكان مقفى موزوناً مقصوداً به ذلك فما خلا القيود أو بعضها يسمى (شعراً) يُسمَّى قائله (شاعراً) ولهذا ورد الكتاب السنة فليس بشعر لعدم القصد والتقفية وكذلك يجري ألسنة الناس قصد؛ لأنه مأخوذ (شعرت) فطنت وعلمت وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه فإذا يقصده فكأنه يشعر به" وعلى فإن يشترط أربعة أركان المعنى والوزن والقصد)(الفيومي) وقال الجرجاني (إن علمٌ علوم العرب يشترك الطبعُ والرّواية والذكاء)
❞ وأنا الغريب بكلٌِ ما أوتيت من
لغتي . ولو أخضعت عاطفتي بحرف
الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ،
وللكلمات وهي بعيدة أرض تجاوِر
كوكبا أعلي . وللكلمات وهي قريبة
منفي . ولا يكفي الكتاب لكي أقول :
وجدت نفسي حاضرا مِلْء الغياب .
وكلٌما فتٌشْت عن نفسي وجدت
الآخرين . وكلٌما فتٌشْت عنْهمْ لم
أجد فيهم سوي نفسي الغريبةِ ،
هل أنا الفرْد الحشود ؟
وأنا الغريب . تعِبْت من درب الحليب
إلي الحبيب . تعبت من صِفتي .
يضيق الشٌكْل . يتٌسع الكلام . أفيض
عن حاجات مفردتي . وأنْظر نحو
نفسي في المرايا :
هل أنا هو ؟
هل أؤدٌِي جيٌِدا دوْرِي من الفصل
الأخيرِ ؟
وهل قرأت المسرحيٌة قبل هذا العرض ،
أم فرِضتْ عليٌ ؟
وهل أنا هو من يؤدٌِي الدٌوْر
أمْ أنٌ الضحيٌة غيٌرتْ أقوالها
لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما
انْحرف المؤلٌف عن سياق النصٌِ
وانصرف الممثٌل والشهود ؟
وجلست خلف الباب أنظر :
هل أنا هو ؟
هذه لغتي . وهذا الصوت وخْز دمي
ولكن المؤلٌِف آخر“
أنا لست مني إن أتيت ولم أصِلْ
أنا لست منٌِي إن نطقْت ولم أقلْ
أنا منْ تقول له الحروف الغامضات :
اكتبْ تكنْ !
واقرأْ تجِدْ !
وإذا أردْت القوْل فافعلْ ، يتٌحِدْ
ضدٌاك في المعني “
وباطِنك الشفيف هو القصيد . ❝
❞ أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ . ❝
❞ ساحلم لا لاصلح اي معنى خارجي
بل كي ارمم داخلي المهجور
من اثر الجفاف العاطفي ،،
حفظت قلبي كله عن ظهر قلب ،،
لم يعد متطفلا ومدللا
تكفيه حبة(اسبرين)كي يلين ويستكين . ❝
❞ أنا الغريب بكل ما أوتيت من
لغتي.. ولو أخضعت عاطفتي بحرف
الضاد، تخضعني بحرف الياء عاطفتي
وللكلمات وهي بعيدة أرض تجاوِر
كوكبا أعلي.. وللكلمات وهي قريبة
منفي.. ولا يكفي الكتاب لكي أقول:
وجدت نفسي حاضرا ملء الغياب..
وكلما فتشت عن نفسي وجدت
الآخرين.. وكلما فتشت عنهم لم
أجد فيهم سوي نفسي الغريبة
هل أنا الفرد الحشود . ❝
❞ أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ
أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ
أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ :
اكتُبْ تَكُنْ !
واقرأْ تَجِدْ . ❝
❞ أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ
اكتُبْ تَكُنْ !
واقرأْ تَجِدْ !
وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
ضدَّاكَ في المعنى …
وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ . ❝
❞ في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها
- خُذِ الجهةَ التي أَهديتني
الجهةَ التي انكَسَرتْ ،
وهاتِ أُنوثتي ،
لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في
تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي
وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً
لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ
أَو يَعُودُ
..
- وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ
فليس لي فيها سواكِ
خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى
بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ .
فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟
ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ
وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا
في زمان السيف والمزمار بين
التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ .
كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين
على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ،
فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا
قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو
وصيَّتَهُ شهيدُ
..
من أَيِّ ريح جئتِ ؟
قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ
الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ !
وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني
إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي
والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ . ❝