█ أنتِ جلدي ومع إعلانِ انتصارِ الليل معركته مع غريمه النهار وسيطرة العتمةِ مقاليد الحياة تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ فلستُ استعدادٍ للدخول جدال سفسطائيّ أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج تصرُ هي عليها وكيف أنها ككل أمٍّ تتمنى أن ترى أحفادها عين حياتها؟ ألقيتُ بجسدي المتهالكِ سريري هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ فضح عوالمي السرية عالم القراءة وتدوين المذكرات احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ العنف ولم َ لا؟ فقليلٌ العنفِ يضرُ ها أنا أنزوي أحد أطرافه يومٌ عصيبٌ العمل معلمٌ الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته ورثها الأنبياء ثم عادتي اليومية ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ الشغفِ والإدمان أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة لعله جراء ما حدث لي اليوم حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني فتراتٍ متقطعةٍ كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قررتُ أن أُنهي هذا الحوار العبثيّ قبل أن يبدأ، هذا موضوع مات قبل أن ينثرَ ما في رحمه على أرضِ الحياةِ، فيُخلّف مزيدًا من الأوجاع والمسوخ والعلاقات السامة التي تُعَجّلُ برحيلنا قبل الأوان بأوان.
- في محاولة سريعة منها كي تخفف من حدة انفعالي .. مسوخ كمسوخ الزومبي، تلك الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات؟
- انتزعت يدي من قبضتها لمغادرة المكتبة متعللةً بموعدي مع أمي كي نزور طبيبها.
- بطريقتها المعتادة وتدخلها في تفاصيل حياتي من خلال مظلة الحب وعهود الصداقة السليمانية.. سأتركك الآن على أن تخبريني غدًا.
- ضحكت منها، غدًا صديقتي اللدود، ولكن عذرًا، فهذا حديثٌ أمره يطولُ وأنا الليلة مشغولٌ.
وكعادتها وذهنها الحاضر لم تترك لي اقتباسي لتلك الجملة من البرنامج الإذاعي ˝ أنا وصديقي الفيلسوف ˝ بصوت الإذاعي سعد الغزاوي ردًا على الممثلة سميرة عبد العزيز، فباغتتني بتقليدها لصوت الممثلة زوزو نبيل بصوتها الذي لا تخطئه أذن في حلقات ألف ليلة وليلة عبر أثير الإذاعة المصرية العتيقة حين ينقذها ضياءُ الفجر من سيف شهريار.. ˝ مولاي ˝ . ❝
❞ - قاطعتها..وطبعًا جُنّ جنون النعمان.
- نعم، وقال مقولته التي سطرت نهاية الشاعرين لاحقًا: لقد وصف جسدها وصفَ مَن عاين لا وصف مَن تخيل..هل ما زلتَ تبررُ لها أم أكمل لك تلك الملهاة؟
- لا...شعرت بغثيانٍ وبرودةٍ في جسدي ورنينٍ في أذني ورغبةٍ مُلّحَةٍ في مغادرة الحيرة.
- نظرت لي نظرةً حانيةً..هل ما زلت تدافع عنها؟
- أجبتها بصرامةٍ، وقد ارتفعت نبرة صوتي، الخيانة خيانة، ولا مبرر لها.
- ابتسمت ويدها تغادر مواضع يدي، مدينة الحيرة كالدنيا، ملعونة، ملعونٌ كلُ ما فيها، على رغم جمالها وسحرها، فقد بُنيت على لبنات الخيانة وأحجار الغدر بداية من غدر النعمان بسِنِمَّار المعماريّ البيزنطيّ الذي شيد له قصر الخورنق الذي أراده النعمان أجمل قصرٍ في الإمبراطورية الساسانية، ثم بدعته التي ابتدعها بعدما غدر بنديمَيه، وجعل في العام يومين؛ يوم نعيم ويوم بؤس..مَن دخل الحيرة في يوم نعيمه فاضت عليه الدنيا بخيرها، ومَن دخلها في يوم بؤسه فقدَ حياته، ولطّخ النعمانُ بدمه قبرَ النديمين المغدور بهما . ❝