█ قدوم وفد بني سعد بن بكر رسول الله ﷺ بعثت بنو ضِمَام ثعلبة وافداً إلى فقَدِمَ عليه فأناخ بعيره باب المسجد فعقله ثم دخل وهو جالس أصحابه فقال أيكم ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب ؟ فقال رسولُ ( أَنَا ابْنُ ) فقال: محمد نعم : يا ابن عبد المطلب ! إني سائِلُك ومُغلِظٌ عليك المسألة فلا تجدن نفسك لَا أَجِدُ نَفْسِي فَسَلْ عَمَّا بدا لك أَنْشُدُكَ اللَّهَ إلهك وإله أهلك مَنْ كَان قبلك هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولاً قال اللَّهُمَّ فَأَنْشُدُكَ وإلهَ مِن آللهُ أمَرَك أن نعبده لا نُشْرِكُ به شيئاً وأن نخلع هذه الأندَادَ التي كان آباؤنا يعبدون جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضة الصلاة والزكاة والصيام والحج وفرائض كُلها ينشُدُه عند كُلِّ كما نشده قبلها حتى إذا فرغ فإني أشهد إله إلا وأشهد محمداً عبده ورسوله وسأؤدي الفرائض واجتنب ما نهيتني عنه أزيد ولا أنقُصُ انصرف راجعاً كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ غزوة دُومَة الجندل وهي بضم الدال ، وأما دَومَة بالفتح فمكان آخر ، خرج إليها رسول الله ﷺ في ربيع الأول سنة خمس ، وذلك أنه بلغه أن بها جمعاً كثيراً يُريدُونَ أَن يَدْنُوا مِن المدينة ، وبينها وبين المدينة خَمْسَ عشرةَ ليلة ، وهي من دمشق على خمس ليال ، فاستعمل عَلَى المَدِينَةِ سِبَاعَ بنَ عُرفُطَةَ الغفاري ، وخرج في ألف من المسلمين ومعه دليل من بني عُذرة ، يقال له مذكور ، فلما دنا منهم ، إذا هُم مُغرِّبُونَ ، وإذا آثار النعم والشاء فهجَمَ على ماشيتهم ورعاتهم ، فأصابَ من أصابَ وهَرَبَ مَنْ هَرَبَ ، وجاء الخبرُ أهل دُومَة الجَنْدَلِ ، فتفرَّقُوا ، ونزل رسول الله ﷺ بِسَاحَتِهِم ، فلم يجد فيها أحداً ، فأقام بها أياماً ، وبثَّ السرايا وفرق الجيوش ، فلم يصب منهم أحدا ، فرجع رسول الله ﷺ إلى المدينة ، ووادع في تلك الغزوة عيينة بن حصن . ❝
❞ ولم يكن ﷺ يدع قيام الليل حضراً ولا سفراً ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع ، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : في هذا دليل على أن الوتر لا يُقضى لفوات محله فهو كتحية المسجد ، وصلاة الكسوف والاستسقاء ونحوها ، لأن المقصود به أن يكون آخر صلاة الليل وتراً ، كما أن المغرب آخر صلاة النهار ، فإذا انقضى الليل وصليت الصبح ، لم يقع الوتر موقعه هذا معنى كلامه ، وكان قيامه ﷺ بالليل أحد عشر ركعة ، أو ثلاثة عشر ، كما قال إبن عباس وعائشة رضي الله عنهما ، فإنه ثبت عنهما هذا وهذا ، ففي الصحيحين عنهما : ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا غيره على أحد عشر ركعة ، وكان ﷺ يَسِرُّ بالقراءة في صلاة الليل تارة ، ويجهر بها تارة ، ويُطيل القيام تارة ، ويخففه تارة ، ويؤثر آخر الليل ( وهو الأكثر ) وأوله تارة ، وأوسطه تارة . ❝
❞ ولما كان العاطِسُ قد حصلت له بالعُطاس نعمة الله ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواءٌ عَسِرَةٌ ، شُرعَ له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها ، ولهذا يقال : سَمّته وشَمَّته بالسين والشين فقيل : هما بمعنى واحد ، قاله أبو عبيدة وغيره ، قال : وكل داع بخير ، فهو مُشمِّتُ ومُسَمِّتُ ، وقيل : بالمهملة دعاء له بحسن السَّمتِ وبعوده إلى حالته من السكون والدعة ، فإن العطاس يحدث في الأعضاء حركة وانزعاجاً ، وبالمعجمة : دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يُسمِّتُ به أعداءه ، فسمته : إذا أزال عنه الشماتة ، كقرد البعير : إذا أزال قُرادَه عنه ، وقيل : هو دعاء له بثباته على قوائمه في طاعة الله ، مأخوذ من الشوامت ، وهي القوائم ، وقيل : هو تشميت له بالشيطان ، لإغاظته بحمدِ الله على نعمة العُطاس ، وما حصل له به من محاب الله ، فإن الله يُحبه ، فإذا ذكر العبدُ اللهَ وَحَمِدَه ، ساء ذلك الشيطان من وجوه منها : نفس العطاس الذي يُحبُّه الله ، وحمد الله عليه ، ودعاء المسلمين له بالرحمة ، ودعاؤه لهم بالهداية ، وإصلاح البال وذلك كله غائظ للشيطان ، محزن له ، فتشميتُ المؤمن بغيظ عدوه وحزنه وكآبته ، فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتاً له ، لما في ضمنه من شماتته بعدوه ، وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطسُ والمُشمت إنتفعا به وعَظُمَتْ عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب ، وتبين السِّرُّ في محبة الله له ، فلله الحمد الذي هو أهله كما ينبغي لكريم وجهه وعزّ جلاله . ❝