█ كتاب الحالة الحرجة للمدعو ك مجاناً PDF اونلاين 2024 بضع لحظات صامتة مرّت فيما راح الباب ينغلق مهله أخبرني بعدها أن عليَّ التفكير بجدية العلاج الكيميائي بنفس النبرة التي يخبرني بها أحدهم أنه حان الوقت لشراء حذاء جديد كنت هادئاً والطبيب هادئ والغرفة هادئة ودرجة الحرارة فيها مناسبة وكان ثمة بخار يتصاعد من أكواب الشاي الورقية أمامنا حملت الكوب إلى حجري وأطرقت إليه بسكون عبر الشق السفلي للباب كانت تصلني الممر أصوات خافتة؛ نداءات لمرضى وممرضات يتحركن بخفة أزواج أحذية بيضاء تلتصق خطواتها البلاط ومن منطقة أبعد قليلاً أخذ يتردَّد بكاء صاخب لرضيع حُقن بإبرة الأرجح حين عاد الطبيب يتحدث كنت لا أزال ممسكاً بالكوب وقد ازداد سخونة بين يديّ استغرقت التحديق داخل باهتمام كما لو كان صوت يصدر هناك
❞ “كنت أتساءل عمَّ إذا كان موت البشريّ حقاً أقل فظاعة، لمجرد أننا نملك مشاعر وأفكاراً نواجهه بها؛ أم إن قدرة الإدراك هذه تحديداً هي ما يجعل موتنا أشد وحشة من أي شيء آخر في الوجود؟ لعل أفضل إجابة هي أن ينخرط المرء في تشتيت نفسه أطول مدة ممكنة. حتى هذه الأسئلة لم أكن قادراً على طرحها إلا من حيث كونها رفاهية.” . ❝
❞ “والحق أني لطالما كنت منعزلاً عن أقراني، وأجد صعوبة بالغة في التأقلم معهم، وإذا ما حادثني أحدهم أو حاول أن يشركني في اللعب فإني نادراً ما أستجيب، وسرعان ما انسحب من المجموعة موحياً بأن ثمة ما يشغلني عنهم. ولم أكن حينها أشعر بالحرج لانعزالي ذاته، بل ربما لأنه لم يكن خلفه ما يبرره. كنت أنكفئ إلى ذاتي وأستغرق في المزيد من الكتمان؛ هذا كل ما كنت أفعله للفت انتباههم، لكن لم يكن هذا بحدّ ذاته ما يلفت. والغالب أني لم أكن أرغب من أحد أن يتقرّب مني أصلاً؛ إنما فقط أن يُثار اهتمامهم نحوي من مسافة بعيدة. حين ماتت جدّتي، وتلقيتُ كل ذلك العطف من الغرباء، أدركت بطريقتي الطفولية أن هذا ما كان ينقصني: أثر المصيبة؛ حدثٌ خارجي يثير اهتمام الآخرين من دون أي تدخّل مباشر لي فيه، بحيث يكسبني حقّاً طبيعياً لأن أكون صموتاً ونائياً بهذا القدر.” . ❝