█ الحب والخوف والرجاء هذه الثلاثة هي التي تبعث عمارة الوقت بما هو الأولى لصاحبه والأنفع له وهي أساس السلوك والسير إلى الله وقد جمع سبحانه بقوله ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) وهذه قطب رُحى العبودية وعليها دارت الأعمال والله أعلم كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب من خير ما كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ إن الله سبحانه وتعالى يحب من عبده أن يسأله ويرغب إليه ، لأن وصول بِره وإحسانه إليه موقوف على سؤاله ، بل هو المتفضل به إبتداء بلا سبب من العبد ، ولا توسط سؤاله وطلبه ، بل قدر له ذلك الفضل بلا سبب من العبد ، ثم أمره بسؤاله والطلب منه ، إظهارا لمرتبة العبودية والفقر والحاجة ، وإعترافا بعِز الربوبية ،وكمال غنى الرب ، وتفرده بالفضل والإحسان ، وأن العبد لا غنى له عن فضله طرفة عين ، فيأتي بالطلب والسؤال إتيان من يعلم أنه لا يستحق بطلبه وسؤاله شيئا ، ولكن ربه تعالى يحب أن يُسأل ، ويُرغب إليه ، ويُطلب منه ، كما قال تعالى ( وقال ربكم إدعوني أستجب لكم ) . ❝
❞ لا تجعل للوصول إلى الله سببا غيره ، بل هو الذي يوصل عبده إليه ، فلا يوصل إلى الله إلا الله ، ولا يُقرب إليه سواه ، ولا يُدني إليه غيره ، ولا يتوصل إلى رضاه إلا به ، فما دلِّ على الله إلا الله ، ولا هدي إليه سواه ، ولا أدنى إليه غيره ، فإنه سبحانه هو الذي جعل السبب سببا ، فالسبب وسببيته وإيصاله ، كله خلقه وفعله . ❝
❞ إن معنى التوكل والإستعانة هو حال للقلب ينشأ من معرفته بالله والإيمان بتفرده بالخلق ، والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع ، وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس ، وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس ، فيوجب له هذا إعتمادا عليه وتفويضا إليه وطمأنينة به وثقة به ويقينا بكفايته لما توكل عليه فيه . ❝