█ كلنا من أصل واحد خامة واحدة ولكن لكل منا فرديته الخاصة به والفرق بين مخلوق ومخلوق ليس مجرّد فرق كميّ الذرات , وإنما هناك أكبر وأعقد العلاقات تلك الذّرات وفي كيفيات الترابط بينها ونعلم الآن أمر توليف الجينات الوراثية الخلية الأولى أن جميع الأجِنّة الآدمية يتم توليفها أكثر عشرين حرفاً كيميائياً بروتين DNA RNA كما تتألف الكتب والمؤلفات الحروف الأبجدية فيكون كتاب روحه وشخصيته ونوعيته كمخلوق مستقل متفرِّد مع مؤلفة نفسها ويبلغ هذا التفرُد لدرجة ينفرد كل ببصمة خاصة مختلفة لا تتشابه بصمتان لاثنين ولو كانا توأمين منذ بدء الخليقة إلى برغم آلاف وملايين ملايين الملايين الأفراد جسد شفرة كيميائية بحيث يصبح العسير وأحياناً المستحيل ترقيع جسدٍ بقطعةٍ آخر فما يلبث يرفض الجسد الرقعة الغريبة لو كانت ميكروباً أو جسماً أجنبياً استعماراً وهذه هي كبرى المشكلات جراحات الترقيع ونقل الأعضاء وأطول مدة عاشها قلب منقول شهراً وتحت مطر مستمر حقن التخدير والأقراص المضادة للحساسية لمنع رفض العضو الغريب ومعنى الفردية رحلتي الشك الي الإيمان مجاناً PDF اونلاين 2024 هو فكري ألفه مصطفى محمود عام 1970 يعرض الكتاب العديد المواضيع والتساؤلات الفكرية والمتعلقة بخلق الإنسان والجسد والعقل ويتحدث بشكل تفصيلي عن رحلة الطويلة وصولاً فصول الكتاب: يتألف ثمانية فصول وهي: الله: الفصل الأفكار الجدلية حول وجود الخالق وفكرة الوجود والعدم الجسد: ويتكلم كيفية تميز شخص بصفات فريدة تميزه غيره مثل البصمة الروح: يتحدث الروح وكيف أنها مجهولة بالنسبة للإنسان العدل الأزلي: عدل الله المطلق لماذا العذاب؟: الحكمة العذاب ماذا قالت لي الخلوة التوازن الطبيعي المسيح الدجال
❞ لو
كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه
الثواني أبداً .. و لا انصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ
شيئاً و إنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها .
لا
يمكن أن تدرك الحركة و أنت تتحرك معها في الفلك نفسه .. و إنما لا بد لك
من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها .. و لهذا تأتي عليك لحظة و أنت في
أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة
واحدة معه في حركته .. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب
الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج .
و
بالمثل لا يمكنك رصد الشمس و أنت فوقها و لكن يمكنك رصدها من القمر أو
الأرض .. كما أنه لا يمكنك رصد الأرض و أنت تسكن عليها و إنما تستطيع
رصدها من القمر .
و هكذا دائماً .. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها .....
و
أنت تدرك مرور الزمن لا بد أن تكون ذاتك المدركة خارج الزمن . و هي نتيجة
مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن و
متجاوز له و خارج عنه ..
■ ■ ■
د. مصطفــى محمـــود رحمه الله
كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان . ❝