█ لحظة غفلة تباغتني دوما بإقتحامي ساعة متأخرة من النسيان كل ليلة حبّ تأتي الي هاربا الذكرى على الساعة الواحدة بعد منتصف الشوق لتكهرب دهاليز الروح وتختفي مجددا انت الذي لم تحترف الحضور ولن تتقن الغياب هلا انتهيت مني قبل إنهائي فعصارة قد نفذت يا سيدي #سأبقى لأكتبك كتاب سأبقى مجاناً PDF اونلاين 2024 الرواية تتمحور حول قصة عاطفية جمعت صحفية بعسكري الجيش زمن الحرب وهي الجزء الثاني لرواية بلا عنوان
❞ في ساعة متأخرة من الليل...
احاول جاهدة ان أحصل على بضع ساعات من النوم ولا اقدر...أفعل كل ما في وسعي لأريح هذا العقل من مرض التفكير الزائد ولكن رأسي يأبى ذلك ويكاد ينفجر وجعا من ملايين الافكار التي تراوده كل ليلة وتمنع عنه النوم....أشعر بجمود في اطرافي وتعب جسدي شديد ولكن النوم لا يريد ان يرحمني ويهبني بضع ساعاته لكي اتمكن من اااستيقاظ ومباشرة يومي مرة أخرى...في كل ليلة يسخر مني عقلي ويخاطبني قائلا لماذا تنهضين باكراً كل صباح؟ اي انجاز يستحق ان تفعلي ذلك من أجله ؟ منذ سنوات تستيقظين باكرا كل صباح وتذهبين للى ذلك المكان المشؤوم قبل الجميع دون ان تحققي شيئا يذكر او تصلي الى نسبة 10% من احلامك.. لماذا تكلفين نفسك كل هذا العناء؟ يكلفني النوم جهدا كبيرا...انه يجهدني بكل حواسي حتى اتمكن من الحصول على بعض منه بصفة متقطعة فأن أنام في بداية الليل لا يعني انني لن استقيظ عدة مرات بعد ذلك...في الفترة الاخيرة لم أجد حلا اخر يسعفني سوى الاستعانة بأقراص النوم...لم اكن اتصور يوما انني في الثالثة والعشرين من عمري سأدمن اقراص النوم للحصول على بعض ساعات منه...كي اتمكن من الذهاب الى ذلك المكان المشؤوم الذي تغيبت عنه عدة مرات بسبب عدم النوم ليلة كاملة ... امتنع عن استعمال الهاتف..امتنع عن الحركة...اطفئ جميع الاضواء ...أقرأ سورًا من القرآن..دون نتيجة تذكر...فأقراص النوم اصبحت الحل الوحيد رغم ما تلحقه بي من ألم... حتى هي لا تعطيني مفعولا جيدا ولا تمنع عني الارق ..اشعر بتقلص عظام وجهي بعد تناول الحبة...بوجع شديد في رأسي ...بتباطئ دقات القلب...بخمول في اطرافي دون نتيجة تذكر... ربما مفعول السيجارة اقوى من مفعول هذا الدواء الفاشل..
في كل ليلة يؤلمني جسدي بشكل لا يوصف وارى اوجاع الدنيا بألوانها جميعا دون المقدرة على الحصول على النوم العميق الذي ارغب فيه ...اي خطيئة تراني ارتكبت؟متى ينتهي كل هذا الجحيم يا رب؟
#سأبقى لأكتبك . ❝
❞ كيف قَبِلَ اثنتينا بتلك اللعبة التي اخذنا في ممارستها سويا مستمتعين بإخفاء ما يعرفه اثنتينا عن بعضنا البعض...كيف قبل كلينا تلك المراوغة التي حتمت علينا ان نلعب دور الصديقين فتقبل ان أقول لك ˝ياخيي˝ واقبل ان تخبرني انني كأختٍ لك..ونقبل ان نكرر على مسمع من بعضنا..مو احنا متل الاخوات..
كانت لعبة مسلية ندري سويا اشواطها وطريقة لعبها ولكننا نراهن على جهلنا بنتيجتها...
كنتَ كالبحر ..عندما تتوغل في الدخول إليه تصادفك موجة تودي بك الى الشاطئ خارج اعماقه...كنتُ كلما ازددتُ عمقا بك ازددتُ ابتعادا عنك الى السطح وتركتني احتار فيك اكثر..
لقد كنتُ إمرأة تتقرب اليك مدفوعة بفضولها ودهشتها واندفاعها لاكتشاف ذلك الاستثناء الذي لم ترى شبيهه قط...فإذا بك رجل يجلس أمامها كطفل يجلس الى البيانو وهو يراه بأول مرة ويعزف عليه بأصابعه الصغيرة... بفوضويّةِ اكتشافه الأول الاشياء...
كيف قُلبت الادوار بيننا هكذا فجأة؟
كيف تغيرت مواقعنا على رقعة الدهشة فأخذتَ مربّعي وتحولتُ أنا الى مكانك على رقعة اللامبالاة؟ أترانا دخلنا شوطنا الثاني من العلاقة واضحى قريبا اعلان النهاية؟
#سأبقى لأكتبك . ❝
❞ لقد صمتتِ انتِ وخفتُ انا ...فرحلنا وكل واحد منا يظن ان الاخر لم يعد يريده...
افترقنا لأن الصمت قتلنا والحب يريد ان يكون معلنا ولا يريد الاختباء تحت الصمت....
عندما قلت لي وقتها لن اخبر عنك احدا سأجعلك سرا يختبئ تحت الصمت ...ظننتِ انني سأفرح بذلك لكن ذلك لم يسرني...
لأنك لم تخبئينني تحت الصمت بل خبأتِ حبي تحت صمتك...خنقته وكان بحاجة للتنفس..أبقيته في العتمة وكان يحتاج الضوء كي يعيش..لم تدركي ان الحب كنبتة تحب ان ترى الضوء وتستنشق الاوكسجين لتحيا واذا تركناها قيد التخبئة ستذبل حتى الموت...لطالما ادعيت فهمي لكنك لم تفهمينني ابدا في الحب... لم أحب يوما الفتاه التي تخاف الحب كنت تظنين انك وحدك من تأبين الاعتراف ووحدك تخافين الحب...وحدك تكابرين ووحدك تكتمين...لكننا كنا سويا كذلك...لم تعرفي ابدا ان حبك كان مخيفا بقدر روعته...مربكا بقدر عمقه ورحابته...
كان طريقا مظلما لم أدر أين ستكون نهايته ومتى وكيف... فخيرت ان اصنعها قبل ان تأتي الي...فقد سبق وقلت بنفسك:
أحيانا يجب علينا ان نصنع النهاية قبل ان تأتي الينا النهاية.
فعندما بدأت بالابتعاد والتجاهل ببطئ...وبدأت بالتغير تماما كما فعلت أنا منذ زمن...شعرت انك تقتربين من وضع نهايتي وتريدين قتلي في قلبك...فخيرتُ الانسحاب...لقد شعرتُ انك تشبهين ضحى وقتها...كم شعرت بأنك قاتلة بارعة ترغبين في قتلي تماما كما فعلت في كتابك ذاك...
تريدين جعلي شهيد حبك...وكنتُ رجلا بقلب مقتول منذ زمن...وأنت وحدك من تعرفين ذلك...كانت تكفيني ميتتي الاولى...ولا اريد لذلك ان يتكرر يا عزيزتي ...
ادرك انك لا تريدين خسارتي وانني وعدتك مرة بقولي:ما رح تخسريني ما دمت احيا في أعماقك ...ولم أفعل ذلك الا خوفا من ان أكون ضحيتك بكرامتي من دون اهانتك لي . ❝