❞❝
❞ 2- تُراثٌ من الغباء
(بيبي الثاني ) هو أول حاكم غبيّ عرفَه التاريخ؛ فقد اعتلى العرش وعمره ست سنوات، واستمر في السطلة 94 عامًا، وعَرفتْ (مصر ) في عهده الفساد والانحلال، ومات الناس جوعًا، وعجزوا عن دفن موتاهم، وانضم إليه الكهنة حرصًا على أوقافهم؛ يبيحون له - بفتاواهم الكاذبة - كل منكر، وكلما قَصدهم مظلوم طالبوه بالطاعة، ووعدوه بحسن الجزاء في العالم الآخر، لكن عندما بلغ اليأس غايته، خرج رجلٌ يُدعي (أبنوم ) يحرِّض الناس على الثورة ضد الظلم، واستجاب له الناس وقام الشعب المصريّ بأول ثورة عرفها التاريخ، وانهارت إمبراطورية (بيبي ) وسقطت الأسرة السادسة.والأنظمة الساقطة في تاريخ الفراعنة بعضها كان مستبدًّا، وبعضها كان ضعيفًا؛ لكن الثابت الوحيد، أن هذه الأنظمة أو الدول قد وصلت إلى خط النهاية عندما بلغ الغباء السياسي مداه والضعف منتهاه، وهذا ما حصل مع (توت عنخ آمون ) الذي تولى الحكم لمدة ست سنوات فقط، وكان في مرحلة الطفولة، ومات قبل أن يصل إلى مرحلة الشباب، وكانت السلطات كلها في يد الكهنة، ولكن المدهش أن شهرته تجاوزت أعماله وقدراته ومدة حكمه، وقد حصل على تلك الشهرة بفضل اكتشاف مقبرته، وهي عادة (مصر ) - أم الدنيا والعجائب - التي قد تمنح الشهرة لعابري السبيل، بينما تضنُّ بها على العظماء الذين لم يتسع وقتهم لكتابة تاريخهم! . ❝
❞ كان من أشهر من اتصف بالضعف والغباء (الحاكم بأمر الله ) الذي صعد إلى السلطة في مصر سنة 386هـ، وهو ما زال طفلًا في الحادية عشرة من عمره، وحرّم أكل (الملوخية )، وأمر الناس بالعمل ليل نهار. لقد كانت أمه شقيقة بطريرك أقباط مصر، وجن جنونه وهو يقبع في مغارة أعلى قمة جبل (المقطم )، وشعر بأن صوتًا يناديه ويدعوه إلى التوفيق بين دين النصارى ودين المسلمين، واستخراج دين جديد، وهداه تفكيره إلى أنه ما دام الدين واحدًا؛ فلماذا لا يتوحد جميع الأنبياء في واحد فقط؟ ولماذا لا يكون هو هذا النبي الواحد؟ ولكن (الحاكم ) مات وهو أعلى جبل المقطم، ولم يعثر أحد على جثته، ولم يُحسم شيءٌ مما قيل فيه سوى أنه كان حاكمًا جمع بين الضعف والغباء طوال 25 عامًا جلسَها فوق كرسيّ الحكم! . ❝
❞ 5- التعليم ودوره في صناعة الغبي!
ما حدث في الفترة من يوليو 1952 وحتى يومنا، هو أن التعليم صار قضية (أمن قومي ) ؛ فتم حذف اسم (محمد نجيب ) طوال فترتي حكم (ناصر ) و (السادات )، وبدلًا من أن تتم الاستعانة بعمداء الكليات كخبراء في التعليم تمت الاستعانة بعمداء الشرطة؛ فأصبح من ضمن أدواره ترشيح مديري المديريات التعليمية، والتوقيع على أسماء المدرسين الجدد، والإسهام في اختيار أسماء المدارس؛ لذا كان من المنطقي أن نجد 880 مدرسة تحمل أسماء رؤساء مصر وعائلاتهم، 499 منها لعائلة (مبارك ).
في عام 1978م اجتمع (السادات ) بوزير التعليم وقتها (مصطفى كمال حلمي )، وقال له: ˝الناس غضبانة في الشوارع، أنا عاوزهم ينبسطوا في امتحانات الثانوية، نجَّحْ الولاد يا مصطفى ˝. ومنذ ذلك اليوم ظلت نسبة النجاح في الثانوية تتراوح بين 82% و 88% بغض النظر عن تفاوت مستويات الطلاب من سنة إلى أخرى. من هنا لم تعد هناك قيمة للعلم، وحرصت الأنظمة - على اختلاف توجهاتها - أن تكون مناهج التعليم خالية من الإبداع، وتساهم في خفض معدلات الذكاء ونشر الخرافات بين خريجي المدارس والجامعات، وأراد النظام من وراء ذلك أن تخلّده هذه الأكاذيب التي في الكتب . ❝