█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يجلس في الصالون مجموعة من الناس، يتحدث الجراح عن جراحاته التي أذهلت العالم، ويتحدث المهندس عن تصميم مبنى أحتار صغار المهندسين في كيفية تصميمه في دقائق أثناء شرب الشاي، والمحامي .. والسيدة .. والشاب .. وأترك الجلسة وأنا مستاء من هذه الأحاديث الذاتية التي يملؤها الأكاذيب، أترك المكان وأمر بمتجر أشتري منه لوازمي يحملها صبي المتجر حتى البيت حيث اسارع إلى سريرى وبعد ساعة أتذكر أنني تركت الصبي بالباب دون دفع أجره .. حتى أنا مشغول بذاتي . ❝
❞ في أحد الأيام جاء الولد ووجد الدرج مكسوراً والقلم اختفى.
أنا لم أنتبه لما حدث، إلا أنني لاحظت أن الأولاد و كانوا يجلسون أمامي في الناحية اليمنى من الفصل، يلتفتون نحوي ويتهامسون.
وعندما دخل المدرس، قام الولد و شكاني بأنني أخذت القلم، واستشهد بزملائه الذين قالوا إنني كنت شديد الاهتمام به، وقال آخر أنني فعلاً الوحيد الذي كان:
- نفسه فيه.
والمدرس طلب مني الوقوف.
لا أذكر أنني تكلمت.
ما أذكره أن الدموع انهمرت من عيني وأنا واقف، ولم يكن معي منديل، جففت عيني وأنفي في كُم القميص، وصاح المدرس، وكان معممًا، وله جبَّة:
- إخص. الله يقرفك.
وأشار بيده إلى الباب
- اخرج برة . ❝
❞ ˝ أين يُكمن الحُب ˝
كُنت أرى الحُب دائماً فى شارعِنا و على رصيف يجلس عليِه عجوزين يتبادلان أطراف الحديث ، هناك يُكمِن الحل داخل ذلك المنزل الذى كُنت أرى فيه كل م هو مُحِب لقلبى ، كالرجُل الذى لا يرانى إلا وأن يُذكرنى فدعائِه وتلك الأم الذى لا تناديني إلا إبنتى، الصغيرة وتلك الأخت التى كانت بجانبى اليوم الذى كنت فيه فتِلك المستشفى أسبوعاً كاملاً،حين كان يزعجنى شاب ف الجامعة كان ابن ذلك الرجل خير العون ليه أمام ذلك السخيف،يكمن الحب دائماً فما يَكن فيه دفء.
شيماء عبد البر ˝مشمشة ˝ . ❝
❞ “حسام رجل يحي حياه رائعة ..لديه زوجه محبه وفاتنه وابنه يتمناها اي رجل عائله يعيش في مجتمع مسالم .. ذات يوم حسام يجلس مع زوجته وابنته يتناولون العشاء في مطعم فاخر مطل علي حديقه رائعه ..قبل ان يحدث شيء مزعج قليلا عكر مزاجهم لوهله من الزمن ..حقيقه انه امر عادي قد يتعرض اي احد مننا له .. ولكن هذا الأمر افسد ليلة حسام تماما .. ما هو الأمر؟ .. رجل ملثم دلف للمطعم واطلق الرصاص علي حسام وزوجته وابنته قبل ان يرحل مسرعا .. والآن ها هو ذا حسام يسير في الشارع ملطخا بالدماء يتذكر جثه زوجته وابنته .. هناك رصاصه تسير ببطء في شريانه التاجي .. لديه يومان او ثلاثه فحسب يعيشهم قبل ان تصل الرصاصه لقلبه .. وعليه في تلك الأيام ان يجد قاتله ..” . ❝
❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه . ❝