█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الموسيقى
شرقية أم غربية؟
لغة أم فنّ أم علم؟
هل هي كائن حي كما يشهد عليها الفلاسفة؟
أم هي تماثل آليّ لأوزان الطبيعة كما يحددها العلماء؟
أم هي سفيرة الحضارات كما يصنفها المؤرخون؟
أم هي غذاء للروح كما يعتبرها السامعون؟
أم هي ترجمة للمشاعر كما يعتبرها الممارسون؟
أم هي كل هذا كما جاء في هذا الكتاب؟
كتاب: الموسيقى الشرقية من الخصوصية إلى العالمية ، تتبع معرفي وبحث تاريخي وتحليل صوتي لساني وتدوين تقني وفني وصوفي.. يلخص ما جاء في أمهات الكتب وفي أحدث الدراسات حول الموسيقى في مسيرتها الطويلة من بداية الخلق إلى يومنا هذا. فلا غنى لأي باحث أو محب للمعرفة في هذا المجال عن مطالعة هذا الكتاب . ❝
❞ وجد فيتلوورث نفسَه أمام معضلة؛ إذ لا تُوجَد قاعدة صريحة تمنع عزف الآلات الموسيقية في المعرض، كما أن التصرف بحد ذاته لم يكن فيه ما يُخالف القانون؛ علاوة على أن حُجة العازف الغريب، رغم كونها خيالية وغير واقعية، قد سِيقَت بلباقة ومنطقية؛ مما شكَّل صعوبة في التعامل معها. فحافظ على ابتسامته وهو يُحاول تقدير الموقف للوصول إلى قرار سليم، بينما توقَّف العازف الغريب أمام لوحة «صعود سانت أورسولا» للرسام كلود لورين، وعلى الفور بدأ في عزف حزين لمقطوعة «المغادرة إلى سوريا». كانت سخرية الموقف أكبرَ مما يُمكن لفيتلوورث احتمالُه، ولم يستطع استجماع قدرته على الاعتراض مجددًا إلا بعد أن شارفت المقطوعةُ على النهاية؛ وبينما تحرك العازف الغريب مبتعدًا عن اللوحة، أبلغه فيتلوورث اعتراضَه المهذب وحثَّه على التوقف. عاود العازف النظر إلى فيتلوورث بتأنيب مندهش، وراح يحثُّه مجددًا على مراعاة الصلة الوثيقة بين الأنواع المختلفة للجمال، مستشهدًا بعروض الآنسة مود آلن كمثال مألوف وشهير، وبينما أخذ فيتلوورث يقدح زِناد فكره لإيجاد ردٍّ مناسب، توقف العازف أمام بورتريه إليسا بونابرت للرسام جاك لويس ديفيد، وحدَّق فيها بنظرة نارية، ثم انطلق يعزف مقطوعة «مرسيليا» . ❝