█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تعز باهل البلاء
تلفت يمنة ويسرة فهل ترى إلا مبتلى وهل تشاهد إلا منكوبا ، في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بني سعد .
كم من المصائب ، وكم من الصابرين ، فلست أنت وحدك المصاب بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل ، كم من مريض على سريره من أعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الألم و يصيح من السقم ، كم من محبوس مر به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته . كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادها في ميعه الشباب وريعان العمر .
كم من مكروب ومدين ومصاب و منكوب .
آن لك أن تتعزى بهؤلاء ، وأن تعلم علم اليقين أن هذه الحياة سجن للمؤمن ، ودار للأحزان والنكبات ، تصبح القصور حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها ، بينما الشمل مجتمع والأبدان في عافية والأموال وافره ، والأولاد كثر ، ثم ما هي إلا أيام فإذا الفقر والموت والفراق والأمراض ( وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم المثال )
فعليك أن توطن نفسك كتوطين الجمل المحنك الذي يبرك على الصخرة ، وعليك أن توازن مصابك بمن حولك وبمن سبقك في مسيرة الدهر ، ليظهر لك انك معافى بالنسبة لهؤلاء وأنه لم يأتك إلا وخزات سهلة فاحمد الله على لطفه واشكره على ما أبقى ، واحتسب ما أخذ ، وتعز بمن حولك . ❝
❞ ادفن وجودك فى أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه
هذه الكلمة أفضل توجيه لمن يريدون الظهور على عجل، ومن يتوهمون أن نصيبا قليلا من المعرفة والخبرة كاف فى الترشيح لقيادة الجماهير، والصدارة بين الناس، وهؤلاء فى الحياة لا حصر لهم.
إن منصب الإمامة فى آفاق الدنيا أو فى آفاق الدين يتطلب صبر السنين، وتغضين الجبين.
فليصنع المرء نفسه أولا فى عزلة وفى صمت وفى تؤدة، كالشجرة التى يختفى أصلها فى ظلمة التراب أمدا تتكون فيه التكون الصحيح، ثم تبدأ تشق طريقها إلى الهواء والضوء . ❝