█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝تارة تمكث فوق صدرك الفراشات، وتارة تشعر بثقل الأفيال، وإنها أيام˝
كما يقال دائمًا يومٌ لك ويومٌ عليك، يومٌ أشعر بأن الفراشات تحلق بجوفي، حتى تشق جسدي؛ لتخرج، يكون لي جناحان يحلقان عاليًا نحو السماء، من غبطة أسبلت عن سعادتي الغامرة، وتارة تنقلب بنا الأيام رأسًا على عقب، يثقل كل شيء على عاتقك، تشعر وكأن جبال الدنيا فوق قلبك، تخرج أنفاسك منهمكة وكأنك رجلٌ في عقده الخمسين، وأنت مازلت شابًا يافعًا، تصيبك بلعنة غوائِلها، تتساقط أحلامه كورق الشجر في فصل الخريف، وإن كنت تسكن في قصورًا تشعر بأن الأرض ضاقت بك بما رحبت، إنَّها الأيام... لا أمان لها.
لِـ فاطمة محمد الداودي . ❝
❞ حين تحدثهم عن صديق جديد، فهم لا يسألونك قطّ عن الأمور الجوهريّة. لا يقولون لك أبداً: ((كيف هي رنّة صوته؟ ما هي ألعابه المفضلة؟ هل يجمع الفراشات؟))، بل يسألونك: ((كم عمره؟ كم عدد أخوته؟ ما وزنه؟ كم دخل أبيه؟)). وعندها فقط يظنون أنهم عرفوه . ❝
❞ “النسوة المتزوجات , الحزينات , يُسَّمين الزواج السعد . لكننى رأيت البنات الصغيرات وحدهن السعيدات , المرحات طيلة الوقت كفراشات تبتهج بغير حساب , و إن غابت الأسباب” . ❝
❞ أنا من كُنت أواسي الجميع في لحظاتِ حزنهم، لم يرعىٰ أحدً لى، و لم أجد من يهتم بوجودى، فقد حاربنى الجميع و أصبحت أنزف دمً، هذا الدم ممزوج بكلماتى اللطيفة، كانت كلماتي لهم كفراشات تطيب جروحهم، و لكن لم يبالوا فقط كنت أجد النقض و النفران، كأنهم جميعًا اتحدوا على تدمير ذاتى، لم أستطع الوقف و النهوض على قداميٰ من جديد، فهذا كله ذنب لطفي معهم و طيبتى المفرطه . ❝
❞ جنون الحب
(ثريا) فتاة تعدت العشرين بقليل ، تتمتع بجمال جذاب ، يقولون إنها فقدت عقلها ، عندما أحبت بجنون ، عرفتها من خلال العلاج النفسي الجماعي .. كانت تبكي حاولت تهدئتها .. وبعدما هدأت .. تحدثت معي .. ببراءة طفلة صغيرة ، غابت عن الحياة ، تحس أنها تعيش في جنة يحيط بها الأزهار وتتطاير الطيور حولها ، والفراشات ترقص مع حديثها وهي تحكي عن قصة حبها له تبدو لك لوحة فنية متناسقة تفوح جمالا ، تستمع إليها بشوق وكلك آذان صاغية ، جاذبيتها وسحرها ليسا ما يجذبك ، بل الأكثر جاذبية إحساسها وصدقها وهى تحكى عنه :
أحببته طوال سنوات عمرى ، منذ وقعت عيني عليه ، أحببته طفلاً بريئاً ، وشاباً ثائراً ، ورجلاً جذاباً ، كان حلم كل فتاة ، لفت انتباهي بتفوقه ، دراسيا ورياضيا وثقافيا ، عشقت القصص والقراءة ما إن عرفت بحبه لها ، حتى المباريات سرت أعشقها وأشاهدها كل يوم ، أحببت أن اشاركه اهتماماته ، كان من الممتع لي أن أعيش لحظات معه و لو بالخيال ، كنت أراقبه من بعيد بعشقِ وشوقِ، أشاهده وهو يلعب الكرة كأنه يعزف بها لحنا ، على أوتار قلبي ، عشت معه مغامرات وحكايات في عالم من السحر والخيال ، نسجته بعقلي ، وعشته بقلبي ومشاعري التي فاضت لتملأ حياتي حباً ، سافرت معه بروحي وقلبي في عالم يجمعني به وحده ، لم أعد أفرق بين الحلم والواقع ،كان يشاركني كل خطوة ، أتحدث إليه متى أريد ، ويحدثني أينما كنت ، ننام معا ونستيقظ معا على دقات قلوبنا وألحانها ، تعزف داخلي أنشودة الحب والحياة !!
صرت مريضةً به ، وكأنه دائي ودوائي ، فرحي وحزني ، ألمي وأملي ، لم أعد أريد غيره ، نسيت نفسي ودراستي وأحلامي ، وعشت له و به ، كان نجاحه نجاحا لي ، وتفوقه سر سعادتي !!
لم الاحظ أنني أتأخر وهو يتقدم ، أصبحت خلفه بعد أن كنت بجواره ، تراجعت دراسيا لانشغالي به ، واستسلامى لأحلام اليقظة والآمال الواهمة .
حتي رأيته ذات ليلة أمامي ، هو حقيقة وليس خياله وطيفه اللذان يلاحقاني ، نظرت إليه في دهشة ، ونظر إليَ في شوق ولهفة ، ووقفنا عاجزين عن الكلام ، ولكن عيوننا كانت هي التي تتحاور وتروي كل ما في قلبينا !!
سمعِت كل كلمة لم ينطق بها ، وسمَع كل كلام قلبي بصمت ، تشابكت يدانا وسرنا معًا بين الأنوار الساحرة ، كان المكان جميلًا ، بدا كأجمل بقعة في العالم .
كأننا نرى الدنيا لأول مرة بعيون الحب ، ونسبح في بحر الهيام والعشق ، دون أن نخاف الغرق ، ابتسمنا معا ابتسامة محت كل ألم وحزن ، سْرنا كثيرا .. لم نَكل أو نتعْب ، حتى إنتهينا إلي صخرةِ تُنير كأنها القمر ليلة تمامه ، بجوارها أزهار رائعة ، تفوح عطرا لم أرى مثلها أبدا !!
قطف لي زهرة وقبَلها ثم ناولني إياها ، وكأنها الرسالة التي تحمل كل معاني الحب التي لم يكتبها ، وكل كلمات العشق التي لم ينطقها ، ذاب فلبينا شوقا وحبا .. تنهدنا معا كأننا تحدثنا طويلا وتعبنا ، ثم عانقني عناقا أذابني فيه ، عناقا أطفأ نارا اشتعلت منذ سنوات ، صرنا جسدا واحدا ، ذاب قلبي وروحي بين
ذراعيه ، وكأن الكون قد خلا من البشر و لم يعد غيرنا به ، كأننا غبنا عن العالم وطرنا نسبح في فضاء شاسع ، ينيره القمر وتزينه النجوم !!
كان هو قمري ، تمنيت إن كان حلماً ألا استيقظ منه ، وألا أعود للأرض مرة أخرى ، لكنني سمعت صوتا يناديني بإلحاح ، تجاهلت الصوت تماما ، حتى اقترب صاحبه وجذبني من بين ذراعي فارسي !! كان صوت أبي يعنفني ، وهو يحاول إيقاظى ˝ استيقظي أيتها الكسولة .. كفاكِ نوما وكسلا .. هيا انهضي !! ˝
نهضت من رقدتي .. ولكن أظلمت الدنيا فجأة وغاب القمر، أصبحت وحدي بلا عاشق ولا حب ، ذبلت عيني من الدموع وتوقفت الأحلام ، يقولون أنني كنت نائمة ، ولكنه كان معي هنا ، أقسمت للجميع ولكنهم وصفوني بالجنون !!
ظللت أعواما معه ، حتي استيقظت لأجد القمر قد غاب والشمس ترسل بحرارتها لتحرق قلبي وتذيب أحلامي الوردية ذوبان الجليد ، استيقظْت لأجد أننا لم نلتق ولن نلتقي أبدا ، كنت بعيدة عن الأرض أهيم في أجواء السعادة والحب ، وهبطت لأجد كل شيء قد تحطم ، لأجد العذاب والألم ينتظراني !!
يقولون : مات حبيبي ، مات في حادث سير .. لم أصدق لأنه معي أراه كل ليلة وأتحدث إليه !! لا أحد يصدقني !! أنا لست مجنونة !! فهو ما زال هنا معي ، قل لهم يا حبيبي إنك هنا معي ، ألا ترونه ؟!! أنه لم يمُت !!
بعد ما سردت عن حكايتها ، ونفثت عما يدور داخلها .. تنهار ثريا فتضمها أختها ، التي ترافقها في رحلة علاجها التي استمرت طويلا ، تأتي الطبيبة تحقنها حقنة مهدئة لتهدأ .. تتساقط دموع الحضور حزنا عليها وشفقة ، وسؤال يدوربخلد شقيقتها : لماذا يقتلنا الحب ، ويقودنا للجنون ، ويفعل بنا ما يريد !؟ . ❝