█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تنسى كمصرع طائر
ككنيسة مهجورة تنسى
كحب عابر وكوردة
في الليل تُنسى...
أنا للطريق
هناك من سبقت خُطاه خطاي
من أمْلى رؤاهُ على رؤاي
هناك من غسل الكلام على
سجيته ليدخل في الحكاية
أو يضيء لمن سيأتي بعده
أثرا ًغنائياً ..وحدسا
تُنسى كأنك لم تكن
شخصاً ولا نصاً
وتُنسى . ❝
❞ ماذا بعد أن يظن المستعمر الاسرائيلي أنه روض الدابة العربية المغمى عليها؟ ماذا بعد أن يكدس كل يوم طائرات أكثر ،دبابات أكثر ،اموال أكثر أسلحة أكثر ،اعوانا أكثر ،يطغى أكثر .اننا لا مفر من الصدام معهم مختارين أو مرغمين فلابد من الاستعداد لهم و أن نتحد يدا واحدة . ❝
❞ الشّبَابُ
الشَّبابُ أيامُ آذار،١ ودولَة العذار،٢ وأعِنَّةُ الأوطار،٣ وليلةُ العُرس في هذه الدار، سِنَةٌ كالطيف سُراها،٤ وكقُبْلة الخَلْس٥ حُلمٌ كراها، ونشْوَةٌ يتلفَّت المستفيق لا يراها، وجنَّة لَو خُيِّر لمُقْبلُ٦ بالعقل اشتراها، العشقُ في غير جنَاحه،٧ طائرٌ لا ينهض به جَنَاح؛ والكأس من غير راحِة، غبيَّة الساقي بليدة الراح؛٨ والمالُ في غير خزانته غريب، ويتحوَّلُ عن قريب رؤيا الوارث في نومِه، وشغله في يومه، وملْكُ يدِه، في غدِه، السلطانُ والدَّوْلة، والإمكان والصَّوْلة، والملْكُ وكلُّ ما حوله، نعَمٌ إذا لم تُحرز في الشباب فما هي في الحِرْز الحريز،٩ ودُوَلٌ إذا لم تعتَزَّ به فليست في الذَّرا١٠ العزيز؛ ولذاتٌ إذا لم يشهدْها غادَتْها حسْرةُ الفَوْت، وراوَحَتْها فكرةُ الموت . ❝
❞ "حينما رفع النبي يوسف أكف الدعاء لربه مستنجداً من غواية النسوة قائلاً:
" رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه ".
كان يطلب حريةً و لم يكن يطلب سجناً.
و المسألة نسبية.. فما يحصل عليه من حرية في زنزانة و هو مقيد اليدين و القدمين أكثر بكثير مما يتبقى له من حرية ساعة شهوة. فحينما تجمح الشهوة لا تبقي لصاحبها حرية فهو لا يرى إلا على مرمى ساقين و لا يسمع إلا على مرمى شفتين و لا يعي حكمة و لا يبصر عاقبة و لا يحفظ عهداً و لا يرعى واجباً.. و هو أعمى أصم مقيد الذراعين و الساقين إلى حركة آلية و فعل لا معقول كل هرموناته و دمه و فكره و حسه و مواهبه في خدمة هذه اللحظة اللامعقولة من الإشباع و الفناء الذي يشبه السقوط في هوّة اللاشيء..
و ذلك هو منتهى السجن و منتهى استنفاد الطاقة و استفراغ القوة و إنهاك العزم و تبديد الهمة.. ثم لا يكون بعد ذلك إلا الخمول و البلادة و الاسترخاء و الرغبة في النوم و الرغبة في عدم التفكير في شيء.
تلك الزوبعة التي تعصف بالدم و تطيش بالعقل و تذيب المفاصل و تأسر الجسد و هي ذروة العبودية.
و لهذا قال النبي يوسف صارخاً.
ربّ السجن أحب إلي من هذا الخضوع لهؤلاء النسوة.. فالزنزانة و لا شك أرحب و أوسع من قبضة شهوة امرأة حينما تتسلل إلى النخاع و تعتصر المخ و تحجب العينين و تسدّ الأذنين و تغلق منافذ القلب فلا يعود شيء في الكون يسمع إلا لهاث أنفاسها.. فكأنما أصبحت هي المحراب و الصنم و القبلة.. و مائدة القرابين.
و السجن هنا منتهى الحرية بالنسبة لهذا القيد الشامل المطلق.. و هو أحب ألف مرة لأي رجل في كمال و عقل النبي يوسف يريد أن يصعد و يحلق إلى السماوات فلا شيء يساوي الحرية أبداً.
و أي لذة و أي مقابل فوري مادي أو حسي لا يساوي عقلاً طليقاً و خيالاً محلقاً و فؤاداً مرفرفاً و وجداناً طائراً و فكراً مهاجراً و قلباً مسافراً و أقداماً ساعية لا تحد حركتها حدود.
نعم لا شيء يساوي الحرية.
و أحسن استثمار للحرية أن تبذلها لوجه الله فتجعلها في خدمة الحق و العدل و الخير.. فالعبودية للخالق تحررك من العبودية للخلق و تخلع الحاكمية عن كل الذين حكموك فلا يعود يحكمك أحد و لا يعود يحكمك شيء..
بل تصبح أنت بحكم الخلافة عن الله حاكماً على الكل.. و تصبح لكلماتك ربانية على الجميع.. و يطيعك البر و البحر و الريح و تنقاد لك الشعوب و يستمع إليك التاريخ..
..
مقال " لا شيء يُسااااااوي الحرية
من كتــاب " أناشيد الإثم والبراءة " . ❝
❞ صار يقول للجنود أنه رأى كل #الحروب. يضحكون و يتجهمون. حدثهم كثيراً عن القنابل التي سقطت فوق القطار ولم تُصبه، عن نفسه كيف صوب مرة حجراً إلى طائرة ولم يُصبها! يضحكون ويتجهمون.
في المحطات الأخيرة كان يقضي الليل مع رجالٍ يتغيرون، لكنهم دائماً صامتون، ولأن لديه ذاكرة قوية، وحكايات غريبة كانوا يسمعونه.. لكنه حين يقول أن قَمر زمانهم هذا شمسْ .. وشمْس زمانهم هذا قَمر، لا يصدقونه! . ❝