█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ رواية ˝في فلك يسبحون˝
وفاء فتحي الغرباوي
أطبقتْ جفنيها على دمعةٍ لمعتْ بعينيها بشدة، تشق شفتيها ابتسامة حزينة، عندما انتهت من قراءة هذه الكلمات المحفزة، مصدر الطاقة الإيجابية لها، عبر صفحتها الشخصية على حساب التواصل الاجتماعي فيس بوك.
العديد من الأسئلة طرأتْ على عقلها المغلق، هل من حقها الابتسامة فعليًا؟ تستحق أن تطوي صفحات الماضي وحياتها السابقة وأن تبدأ من مكان جديد، بيئة جديدة، مع أٌناس آخرين لا تعلم عنهم شيئًا حتى وإن كانوا يتحدثون لغةً أخرى، سيكون هذا أفضلَ لها، لا تستطيع أن تفهمَ ما يتحدثون عنه، مع ابتسامة ساخرة لنفسها، إنها تتقن أربع لغات غير العربية، لكن أن تعيش وسط آخرين لا يفهمونها عندما تتحدث العربية بصوتٍ عالٍ، في حال أن يضيقَ صدرُها وتضجُّ الكلماتُ على لسانِها في أيِّ مكانٍ، تنهدت بصعوبةٍ بالغةٍ محدثةً صوتًا عاليًا أثارَ رجفةً خفيفةً بجسمها، ليست رجفةَ بردٍ ولكن خوفٍ، فزعٍ، مشاعرَ مكبوتةٍ، فماذا تفعلُ الآن؟
رُبَّما تلكَ السطور القليلة التي قرأتْها ولم تعلم مَنْ خطَّها بهذه العناية والترتيب، رسالةٌ لها كي تبدأَ من جديدٍ.
أغلقتْ حاسوبَها الشخصيَّ، وضعته جانبًا، نظرتْ للخارج عبر الضوء المتسلل من نافذة غرفتها، وقفتْ أمامها تنظرُ إلى القمر، ابتسمت عندما رأته مكتملًا، إذاً اليومُ منتصفُ الشهرِ؛ أي اليوم الرابع عشر، هذا القمر بدرٌ، أيّ أنَّه أتَمَّ تسعة وعشرين يومًا كاملًا أو ثلاثين يومًا منذ أن يظهر لنا من منتصف الشهر الحالي حتى منتصف الشهر الذي يليه، تذكرت آخر مرةٍ وقفتْ فيها تتابعُه في مثل هذه اللحظةِ، بدأ عقلها تلقائيًا يحلل ظهور البدر في الشرق وقتَ غروب الشمس، ويستمرُّ في الحركة حتى الوصول إلى الأعلى في منتصف مسارهِ وقتَ منتصفِ اللّيلِ، ويغيب عند شروق الشمس، وعند ظهور القمر في طور البدر فإنّه سيبقى كذلك في السماء لمدّة ليلتين أو ثلاث ليالٍ، وعندها يبدأ في أخذ طور الانحدار والتقلص حتى يعودَ كالعرجونِ القديم، يصبح محاقًا بنهاية الشهر، ليبدأ طورًا آخرَ كهلالٍ لامعٍ ضئيل، ذي شكلٍ مميز . ❝
❞ ˝تعامل مع نفسك بلطف، فقد ابليت جيدًا حتى هذه اللحظة˝
هذا الذي دائمًا ما أتفوه به لِ نفسي؛ لأني قد أذيتُ روحي كثيرًا وأنا لا أشعر، ولِما كُل هذا يا أنسيُّة، أليست هذه الروح عليكِ حق؟
فلما ترهقين نفسك الذي خلقها الله تعالى وكرمها؟ الله يعلم ما بك من كل شيء يُحَزنكِ ويتعبك، إن الله خلق كُل ما على الأرض جميعًا، أليس قادر على أن يزيلُ حُزنك؟
كلُ شيء سوف يمضي مقدمًا او مؤخرًا، ابتسمي كي تشرقِ الشمسُ مره أخرى، ولا تجعلين الحزن يأكلُ روحك الجميلة، أنكِ تستحقين الأفضل دائمًا، اجعلي دائمًا كُل شيء يُزعجك ويتعبك نقطة قواكِ ولست ضعفك، لا تجعلين شيء يهزك أنكِ أقوى ممّا عرفت، أنكِ طفلة صغيرًة، اجعلي روحكِ الجميلة تضيء دائمًا فلا شيء يستحق كل هذا، كوني لذاتك شيء جميل، وكوني أيضًا قوية مهما أُبليتِ، لأنكِ جميلة وتسحقين الأجمل دائمًا.
ڪ˝˝ رِحاب مُحمد ˝ . ❝
❞ أستذكرُ طقوسك تلك كلها
وحيثُ كل ليليةٍ أنعمُ فيها بكِ
كمٌ غريبٌ من الشوق يغمرني.. وتسطعُ ضحكاتكِ في المقام الأول.. ثم أستقبلكِ مُحتضناً كلماتٍ ألقيتها على مسامعي في إول لقاء..
وشوشاتٌ عذبةٌ لا تُنسى
على سبيل المثال لا الحصر.. قلتِ لي : كيف حالك..؟
جملةٌ أحسست بلذتها.. ثم قلتِ بصوتٍ عذب اللحن :
بحبك كمشات.. لا أدري أفي اللغة مصطلحٌ جميلٌ كهذا..؟
أم أنه نَبَتَ حين لقاءنا على أطراف شفتيكِ الورديتين..؟
ثم ماذا بعد الليل..؟
أغفو لإستقبلكِ في أجمل رؤى.. أنظركِ بعثاً من جنة..
تتساقطين عليَّ كقطر ندىٰ يطلبه حصاداً على بيدر القمح
يستهويني الرقصُ على دندنات صوتك.. أغزل منها أجمل سيمفونيةٍ قد تتشكل على هذه الإرض
يستمر الحلم قرابة ألف عام.. محاولاً أن أغفو أكثر من ذاك الزمن.. حقاً أريدكِ أنتِ.. ولا أحد غيرك
أظنكِ تُشبهيني كثيراً.. فأنا في سباقٍ دائم مع الشوق..
لا أُخفي عليكِ.. أغار من كل شيء.. أغار من أنثى تُثني عليكِ بحرف.. فكيف إن كان شاعراً يعرف كيف ينظم جميل القوافي..
أكذبُ إن قلت أنني بخير.. فلا زلتُ أتخيلُ أحدهم يبعثُ برسائل الصباح مرة.. والمساء مرةً أخرى
أكذبُ كثيراً.. فأنا أكرههم جميعاً.. سأرتكبُ فيهم ألف ج_ري_مة.. أنتِ لي.. فليبحثو عن غيرك .
نعم أنت ملاك.. جوهرةٌ نادرة الوجود.. فريدة الخدود.. مميزة القدود.. نرجسية القوام..
لكن كل ذلك لا يعني إلا أن تكوني لي أنا.
يكاد حرفي يعلنُ عنكِ.. ينادي بإسمكِ.. نعم أتلذذ فرحاً بكأسٍ من ماءٍ في ساعة صيف.. كنتِ أنت ألذ منه.. كنتِ بلا مقدمات.. دون مجاملات.. دون تنميقاً لصفاتُكِ الرائعةُ حقاً.. كنتِ الأجمل .
كنتِ الكمال الذي ألبسني الوقار حين رأيتك.. وقار شيخٍ بعمر طفلٍ لن يترك صدر أمه أبداً.. لا تستغربي مني هذا الوصف..
لا زلتُ أتطايرُ فيكِ كتطاير رذاذ الماء الساقط من السماء على جسدٍ عارٍ..
أكذبُ كثيراً حين أقول أنني بخير..
السلامُ لا يعني شيئاً في غيابك.. ف_ال_ح_رب_ قائمةً.. مُعلنةٌ حتى إشعارٍ من طائر النورس بالعودة منكِ
في معاني الكلمات الشقية.. والتي تستوجب العزف على كمانٍ مصنوعٍ من زجاجٍ ممردٍ.. شفيف القوارير.. لا بد من إستكمال القصيدة منكِ لتستحق الثناء في لغة الكلام
لا بد أن ترتوي الخاطرة من عذبك.. لتحتل مصطلح الفتنة..
لست مَجَازياً.. ولست فُضولياً.. إنما أنا من حقائق الأمور حين ولدتِ من مخاض الحرف في مُجمل حروفي..
إنما كفلق الصبح أشرقُ فيكِ
معقود الأمل أنا
محتلاً قلاع قلبك.. حزينا جداً جداً.. حيث أنتِ هناك بعيدة المنال.. وحيث أنا أطلب الوصال ولا وصال
#خالد_الخطيب
. ❝
❞ ما نحبه في البيت والغرفة والفراش والمدفأة، وما نخلده بالأشعار والأغاني وما نشتاق إليه في ليالي الغربة،، ليس هو البيت ولا الغرفة ولا الفراش ولا المدفأة، وإنما مشاعرنا وذكرياتنا التي نسجت نفسها حول هذه الجمادات وبعثت فيها نبض الحياة وجعلت منها مخلوقات تُحَبُّ وتُفْتَقَدْ ،،إننا نحب عرق أيدينا في مفرش مشغول وعطر أنفاسنا على الستائر ورائحة تبغنا على الوسائد القديمة ،،
وحينما نحتفل بالماضي نحن في الواقع نحتفل بالحاضر دون أن ندري فهذه اللحظات الماضية التي أحببناها ظللنا نجرجرها معنا كل يوم فأصبحت معنا حاضرا مستمرا، إنه الحب الذي خلق من الجمادات أحياء ،، والحب جعل من الماضي حاضرا شاخصا ماثلا في الشعور،، وإذا كنا نقرأ أن السيد المسيح كان يشفي بالحب، فليس فيما نقرأ مبالغة ،،بل هي حقيقة علمية ،،
فالحقد والكراهية والحسد والبغضاء ترفع ضغط الدم، وتحدث جفافا واضطرابات خطيرة في الغدد الصماء وعسر دائم في الهضم والإمتصاص والتمثيل الغذائى، وأرقاً وشرودا ً،، والنفور والإشمئزاز يؤدي إلى أمراض الحساسية ،،والحساسية ذاتها نوع من أنواع النفور ،،نفور الجسم من مواد غريبة عليه ،،واليأس يؤدي إلى انخفاض الكورتيزون في الدم ،، والغضب يؤدي إلى إلى ارتفاع الأدرينالين والثيروكسين في الدم بنسب كبيرة ، وإذا استسلم الإنسان لزوابع الغضب والقلق والأرق واليأس أصبح فريسة سهلة لقرحة المعدة والسكر وتقلص القولون وأمراض الغدة الدرقية والذبحة، وهي أمراض لا علاج لها إلا المحبة والتفاؤل والتسامح وطيبة القلب ،،
جرب ألا تشمت ولا تكره ولا تحقد ولا تحسد ولا تيأس ولا تتشاءم ،وسوف تلمس بنفسك النتيجة المذهلة ،سوف ترى أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل ،إنها تجربة شاقة وسوف تحتاج منك إلى مجاهدات مستمرة ودائبة مع النفس ربما لمدى سنين وسنين ،، وسوف يستلزم ذلك أن تظل في حالة حرب معلنة مع أنانيتك وطمعك ،حرب يشترك فيه العقل والعزم والإيمان والإصرار والصبر والمثابرة والإلهام ،، وأشق الحروب هي حرب الإنسان مع نفسه ،، وما أكثر القواد الذين استطاعوا أن يحكموا شعوبهم وعجزوا عن حكم أنفسهم وما أسهل أن تسوس الجيوش ،وما أصعب أن تسوس نفسك ،،
ولا يكفي أن تقول ،من الغد لن أبغض أحدا ولن أحسد أحدا ،وتظن بذلك أن المشكلة انتهت ،فقليل من الصراحة مع نفسك سوف تكشف لك أنك تكذب وأنك تقول بلسانك ما لا تحس بقلبك ، والإنتصار على الأنانية ليس معركة يوم وإنما معركة عمر وحياة ، ولكن ثمار المحبة تستحق كفاح العمر ،
وإذا قالوا لك إن معجزة الحب تستطيع أن تشفي من الأمراض فما يقولونه يمكن أن يكون علميا ،، فبالحب يحل الإنسجام والنظام في الجسد والروح، وما الصحة إلا حالة الإنسجام التام والنظام في الجسد ،وإذا كان الحب لم يشف أحدا إلى الآن ، فلأننا لم نتعلم بعد كيف نحب ،، الرجل يحب المرأة وينتحر من أجلها ويقتل ويختلس ويرتشي ويرتكب جريمة ويظن أن هذا هو منتهى الحب وهو لم يدرك بعد أن الحب هو أن يحب الكل ،،أن ينظر إلى كل طفل على أنه ابنه وكل كهل على أنه أبوه ،وأن يكون حبه لإمرأته سببا يحب من أجله العالم كله ويأخذه بالحضن ،، وبالنسبة لعالم اليوم ،عالم القنبلة الذرية والصاروخ والدبابة والدولار ،الكلام في هذا اللون من الحب هذيان ، وتخريف ! ولهذا فالمرض في هذا العالم فريضة ،والعذاب ضريبة واجبة لهذه القلوب التي تطفح بالكراهية ،لا بد أن نمرض لأن العالم مريض وعلاقاته مريضة ،،
والذبحة والجلطة والضغط والربو أمراض نفسية في حقيقتها ،، أمراض إنسان يطحن أضراسه غيظا ويعض على نواجذه ندما ،ويستجدي النوم بالمنومات ،ولا يستطيع النوم لأن أطماعه تحاصره ،ولأنه جوعان مهما شبع فقير مهما اغتنى،، إنسان يفرق بين أبنائه لأن بعضهم أبيض وبعضهم أسود ،إنسان يتسلق على إنسان ويتسلق عليه إنسان في مجتمع طاقته المحركة صراع الطبقات ،، وفي مثل هذا العالم الحب مستحيل لأن كل واحد يضع إصبعه على الزناد،، كل واحد في حالة توتر ،وهذا التقلص المستمر هو المرض ،وهو الذي يظهر في ألف مرض ومرض ،من تسويس الأسنان إلى السرطان ،،إذا قالوا لك إن سبب المرض ميكروب ،قل لهم لماذا لا نمرض جميعا بالسل مع أننا نستنشق كلنا ميكروب السل في التراب كل يوم ويدخل إلى رئاتنا في مساواة ؟ لأن بعضنا يقاوم وبعضنا لا يقوم ،،
وماهي المقاومة سوى أن تكون الحالة سوية للجسم ،، حالة العمل في انسجام بين كل الخلايا والغدد والأعصاب وهي حالة ترتد في النهاية إلى صورة من صور الإئتلاف الكامل بين النفس والجسد ،، ولهذا يمكن أن يكون مرض السل مرضا نفسيا ،، كما يمكن أن تعاودك الإنفلونزا بكثرة لأسباب نفسية ،، مع أن العلم يؤكد أن سبب السل هو ميكروب [باسيل كوخ] وسبب الإنفلونزا هو (الفيروس) ولكنها ليست أسبابا قاطعة لأن العدوى بها لا تحدث المرض إلا بشرط وجود القابلية والقابلية حالة نفسية كما أنها حالة جسدية ،،
وأمرض كالإكزيما أمكن إحداثها بالإيحاء أثناء التنويم المغناطيسي ،، بل إن إلتهابا كإلتهاب الحرق في الجلد يمكن إحداثه بنفس الطريقة بدون مادة كاوية ،لأن النفس يمكن أن تحرق كالنار وتكون كالمادة الكاوية ،، ولأن النفس يمكن أن تكون أخبث من الميكروب ،والحالة النفسية يمكن أن تكون سببا في الحمى الصداع والضغط والسكر والروماتيزم والسرطان ،، وإذا قرأت أن الحب يشفي وأن السيد المسيح كان يشفي بالحب فتأكد أنك تقرأ حقيقة علمية ..
مقال : لغز الصحة والمرض
من كتاب : فى الحب والحياة
للدكتور : مصطفي محمود (رحمة الله) . ❝