█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ دئماً في يدي كتاب
وفي حقيبتي كتاب
تحت وسادتي كتاب
على رف المطبخ كتاب
في حديقة المنزل كتاب
على النافذة كتاب
على كل طاولة من طاولات بيتنا كتاب
كيف ما تحركت تتعثر بكتاب
_____________________________
عائلتي يسمون هذه الظاهرة الغريبة(( إهمالاً للكتب))
أما أنا فأسميها ((راحة نفسية ))
فكم من الرائع أن ترى كتاباً كيف ما نظرت
و تقرأ كتاباً حيثما جلست 🫀🤍📚🖇️ . ❝
❞ أنا آنسة فى الستين .. عشت حياتى الطويلة المريرة كالكوبرى الممدود عبر ثلاثة أجيال .. لم أعرف الحب .. و لا الزواج .
فى العاشرة كنت أحمل أخى الطفل و أغنى له .. و فى الثلاثين كان الطفل قد كبر و تزوج .. فحملت أطفاله .. و الآن و قد كبر أطفال الأطفال .. و تزوجوا .. و بدأت أستقبل على صدرى الهضيم الضامر .. أبناءهم لأعبر بهم السنين الباقية من حياتى .
أنت لا تعرف معنى أن تعيش على الشاطئ .. و تقضى فى الحرمان ستين عاماً .. و أنت عطشان .. لا يمكن أن تعرف هذا لأنك لم تجربه .. فأنت رجل .
و فى صباى كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للشارع و المدرسة ، و النساء خُلِقنَ للمطابخ .
و كان أبى المتوسط الحال يحلم بتريبة أولاده فى الجامعة .. و كان ثمن هذا الحلم بعد أن ماتت أمى أن أظل فى البيت لا أبرحه ..أطبخ و أغسل و أمسح البلاط .. لأوفر ثمن خادمة و طاهية و غسالة و أعاون أبى على تحقيق حلمه الكبير .
كنت الثمن الذى دفعه جيلنا من لحمه و دمه .. لتدخلوا الجامعة و تتعلموا .. و تقولوا للعالم .. نحن الرجال .
و قد كنت سعيدة بهذه التضحية .
كنت أماً عذراء لأجيال ثلاثة تربوا على صدرى .
لكنى الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. أحس أنى غريبة فى عالم غريب .. عالم ملئ بالثرثرة و الغرور و الحب و الإلحاد و الثورة .
بناتى و صبيانى الذين ربيتهم و منحتهم شبابى و عمرى .. ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة أو أنتيكة .. و يسخرون منى لأنى لا أفهم الوجودية و السياسة و الحب .. و يضحكون علىّ .
لقد انتهت دولتى .. و مطبخى الصغير إحتله الطاهى .. و لم يبقى لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار النافذة .
كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير .. و لكن حتى هذا لم أحصل عليه .
كم أنا تَعِسَة . ❝
❞ فى ليلة هادئة بعيدة عن الضوضاء ، فى غرفة شبه مظلمة والأغانى الكلاسيكية ، وفنجان من القهوة السادة..حيثُ أجلس بجوار النافذة مع جواباتى البنية والحبر واقلام الريش حيثُ مضمون الرسالة اعتقلَ قلبى من الأسى ، اتصنع بابتسامة عرجاء تشوبها الحزن مغطاةٌ بالدموع ، شاردة التفكير فيما مضى عن كل الخذلان التى تلقيتها من أحبابى ، عن كل الوعكات التى أصابت قلبى، واهٍ على القلوب إذا جُرحت ، أبدًا لا تعود.
آلاء محمد سلامة . ❝